ملائك ايران
2007-09-27, 07:22
لقد قتلته
أتمنى أن تنول قصتى البسيطة إعجابكم ، مع خالص تحياتى وتقديرى
__________________________________________________
وقفت أنظر الى السماء الملبدة بالغيوم والسحب وهى بإنتظار أمر ربها لتبدأ امطارها فى الهطول فوق راسى ورؤوس زملائى من الحرس الجمهورى ، حيث نقف على مدرج مطار القاهرة الدولى فى إنتظار قدوم هذا الضيف الرسمى الهام لبلادنا ، وأسمع احد الزملاء يسبه ويلعنه شاكيا من سوء الاحوال الجوية ، نظرت اليه مبتسما وعدت مرة اخرى بنظرى الى السماء وقد بدأ هطول الامطار ويكاد صوت الرعد ان يصم الاذان ، وتخيل لى لحظة أن السماء تعلن عن غضبها تجاه هذا الضيف القادم الينا ..
وقبل ان أسرح بخيالاتى تلك أرى طائرة كبيرة تظهر فى الافق وتقترب ناحية مدرج المطار فى سرعة ويسر ، أرى على جناحيها تلك النجمة السداسية وهى تحط على المدرج وتتوقف ..
يبدأ رجالنا فى الانتشار حولها ونتقدم شيئا فشيئا ناحيتها ويفتح باب الطائرة ليطل علينا هذا القادم الينا عبره ، تسير فى اوصالى رجفة ويقشعر بدنى وانا انظر اليه لقد رايته من قبل عشرات بل مئات المرات عبر التلفاز ولكنها المرة الاولى التى اراه فيها وجها لوجه ، ويبدا الزائر الكبير فى النزول متوجها ناحيتنا .
أرى بطرف عينى طفلة صغيرة ترتمى فى احضان امها التى تفترش الارض وسط بركة من الدماء ومن خلفهما يظهر حطام منزلهما الصغير ، فالتفت يسارا من هول المشهد ، فأرى شيخا مقعدا يتوسل ضيفنا ان يرحم صغاره فلا يقتلهم ، فيخرج القاتل مسدسه من غمده ويطلق الرصاص بدم بارد على الشيخ واطفاله الصغار ، أغمض عينى من بشاعة ما رايت وأهز راسى يمينا ويسارا وانظر ثانية فلا اجد شيئا فقد كانت محض خيالات واوهام ...
اتنهد الصعداء واحمد الله على ذلك وانا انظر مجددا للطائرة وضيفنا ، فاجده يقترب منى مبتسمآ .. نعم انه يقترب منى يتجه نحوى مبتسما كاشفا عن اسنانه ،، يا الله ...ما هذا الذى يظهر بين اسنانه ؟؟
انها دماء نعم دماء ضحاياه قانية حمراء اللون .. يقشعر بدنى بقوة وهو يقترب منى وتنطلق فى اذانى صرخات واصوات بكاء ، صرخات طفل لم يرحم القاتل والده ، وبكاء امرأة ثكلى فى وليدها الشهيد ، اتراجع بقدمى خطوة كلما اقترب منى بمثلها ليس خوفا بل اشمئزازا .
تتزايد الصرخات وتتعالى اكثر فاكثر وتتراءى امام عينى مشاهد الموت الذى زرعه فى كل مكان يذهب اليه وارى الدماء تسيل انهارا كلما اقترب منى .
اتحسس مسدسى لعله يشعرنى بقوتى ويطمئن قلبى المرتجف ، ولكن يا الهى لابد وان تكون هناك نهاية لهذا العذاب ، ان الصرخات واصوات العويل والبكاء تكاد تفقدنى عقلى ، وانهار الدم تكاد تغرقنى معها وذلك القاتل يسير بجوارى مبتسما ضاحكا فلا اشعر بنفسى إلا وانا اسحب المسدس واطلق الرصاص .....
اطلق الرصاص فى اتجاهه وتخترق رصاصاتى راسه الدنس ، وهنا فقط تصمت الدنيا باسرها ، توقفت الصرخات واصوات العويل وحتى اصوات الرعد والامطار قد توقفت ، لتنطلق بعدها اجراس الكنائس فرحة وصوت الاذان يهتف قائلا : الله اكبر .. الله اكبر ،فاصرخ بصوت عالى الله اكبر .. لقد قتلته .. الله اكبر .. الله اكبر .
واشعر بيدا تهزنى بقوة ، فافتح عينى فلا اجدها سوى زوجتى ايقظها صراخى من نومها ...
فقررت ان توقظنى من نومى انا ايضا ..
أتمنى أن تنول قصتى البسيطة إعجابكم ، مع خالص تحياتى وتقديرى
__________________________________________________
وقفت أنظر الى السماء الملبدة بالغيوم والسحب وهى بإنتظار أمر ربها لتبدأ امطارها فى الهطول فوق راسى ورؤوس زملائى من الحرس الجمهورى ، حيث نقف على مدرج مطار القاهرة الدولى فى إنتظار قدوم هذا الضيف الرسمى الهام لبلادنا ، وأسمع احد الزملاء يسبه ويلعنه شاكيا من سوء الاحوال الجوية ، نظرت اليه مبتسما وعدت مرة اخرى بنظرى الى السماء وقد بدأ هطول الامطار ويكاد صوت الرعد ان يصم الاذان ، وتخيل لى لحظة أن السماء تعلن عن غضبها تجاه هذا الضيف القادم الينا ..
وقبل ان أسرح بخيالاتى تلك أرى طائرة كبيرة تظهر فى الافق وتقترب ناحية مدرج المطار فى سرعة ويسر ، أرى على جناحيها تلك النجمة السداسية وهى تحط على المدرج وتتوقف ..
يبدأ رجالنا فى الانتشار حولها ونتقدم شيئا فشيئا ناحيتها ويفتح باب الطائرة ليطل علينا هذا القادم الينا عبره ، تسير فى اوصالى رجفة ويقشعر بدنى وانا انظر اليه لقد رايته من قبل عشرات بل مئات المرات عبر التلفاز ولكنها المرة الاولى التى اراه فيها وجها لوجه ، ويبدا الزائر الكبير فى النزول متوجها ناحيتنا .
أرى بطرف عينى طفلة صغيرة ترتمى فى احضان امها التى تفترش الارض وسط بركة من الدماء ومن خلفهما يظهر حطام منزلهما الصغير ، فالتفت يسارا من هول المشهد ، فأرى شيخا مقعدا يتوسل ضيفنا ان يرحم صغاره فلا يقتلهم ، فيخرج القاتل مسدسه من غمده ويطلق الرصاص بدم بارد على الشيخ واطفاله الصغار ، أغمض عينى من بشاعة ما رايت وأهز راسى يمينا ويسارا وانظر ثانية فلا اجد شيئا فقد كانت محض خيالات واوهام ...
اتنهد الصعداء واحمد الله على ذلك وانا انظر مجددا للطائرة وضيفنا ، فاجده يقترب منى مبتسمآ .. نعم انه يقترب منى يتجه نحوى مبتسما كاشفا عن اسنانه ،، يا الله ...ما هذا الذى يظهر بين اسنانه ؟؟
انها دماء نعم دماء ضحاياه قانية حمراء اللون .. يقشعر بدنى بقوة وهو يقترب منى وتنطلق فى اذانى صرخات واصوات بكاء ، صرخات طفل لم يرحم القاتل والده ، وبكاء امرأة ثكلى فى وليدها الشهيد ، اتراجع بقدمى خطوة كلما اقترب منى بمثلها ليس خوفا بل اشمئزازا .
تتزايد الصرخات وتتعالى اكثر فاكثر وتتراءى امام عينى مشاهد الموت الذى زرعه فى كل مكان يذهب اليه وارى الدماء تسيل انهارا كلما اقترب منى .
اتحسس مسدسى لعله يشعرنى بقوتى ويطمئن قلبى المرتجف ، ولكن يا الهى لابد وان تكون هناك نهاية لهذا العذاب ، ان الصرخات واصوات العويل والبكاء تكاد تفقدنى عقلى ، وانهار الدم تكاد تغرقنى معها وذلك القاتل يسير بجوارى مبتسما ضاحكا فلا اشعر بنفسى إلا وانا اسحب المسدس واطلق الرصاص .....
اطلق الرصاص فى اتجاهه وتخترق رصاصاتى راسه الدنس ، وهنا فقط تصمت الدنيا باسرها ، توقفت الصرخات واصوات العويل وحتى اصوات الرعد والامطار قد توقفت ، لتنطلق بعدها اجراس الكنائس فرحة وصوت الاذان يهتف قائلا : الله اكبر .. الله اكبر ،فاصرخ بصوت عالى الله اكبر .. لقد قتلته .. الله اكبر .. الله اكبر .
واشعر بيدا تهزنى بقوة ، فافتح عينى فلا اجدها سوى زوجتى ايقظها صراخى من نومها ...
فقررت ان توقظنى من نومى انا ايضا ..