أبو أنس ياسين
2016-08-18, 10:51
تأثير الخرافة على عقول الناس
قال الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الباري :
" لقد أثّرت الخرافة على عقول الكثير من الناس، فآمنوا بأباطيل و خُزعبلات ترفُضُها الفِطرُ السليمة و تضحكُ منها العقولُ المستقيمة، آمَن بها الرجالُ و النساء و الكبارُ و الصِّغارُ و الجُهّالُ و المُثقّفُون و الحكّامُ و المحكومون و الأساتذةُ و السّياسيون، بل اعتقدها – بكلّ أسف - بعضُ المنتسبين للعلم.
فاعتقدوا أنّ النفعَ و الضُّرَّ بِيدِ السحرة و الدّجّالين و المُشعوِذين، و أنَّ الشفاءَ و الرِّزقَ و الولدَ عند مَن يُقالُ عنهُم : إنّهم أولياءُ و صالحون، و آمَنوا بتأثير التمائم و الأحجار و الأشجار و الأبراج، و علّقوا آمالهُم و أفراحهُم و مصالحَهُم بكلّ ما سبق، و نَسُوا اللهَ مولاهُم الحقَّ.
صدّقوا بأنّ للأولياء قدرةً على إحياء الموتى و التحدُّث معهم و المشي على الماء و العُروج إلى السماء، و قطعِ المسافات الطويلة في لمْحِ البصر أو أقرب، و أنّهم يجتمعون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كلَّ وقتٍ، كما صدَّقُوا بالأولياء المَجانين (أنظر رسالة الشرك و مظاهره ص 440، الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان لابن تيمية، و من العجائب أن يُقرَّ سعيد حوى بخُزعبلات أبناء الطريقة الرفاعية، و يفتخر بها قائلاً إنّها من أعظم فضلِ الله على هذه الأمة [تربيتنا الروحية 217.218]).
صدّقُوا بوجود ضريحٍ للوليِّ الواحد في أكثر من مكان، قال الميلي : (تجدُ بناءات كثيرة على مَزارات عديدة، كلُّها منسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني دَفينُ بغدادَ رحمه الله، و هو لم يَعرفْ تلك الأمكنة و لا سَمِعَ بها، و هذه المَزارات الجيلانية تجدُها غربي وطن الجزائر أكثر منها في شرقه) رسالة الشرك ص 362.
و سمعتُ من بعض العامّة مَن يقول جازمًا : إنّ الشيخَ – و هم يقولون : سيدي – عبد القادر الجيلاني صلّى أربعين سنة في البحر على رجلٍ واحدة، و آخَرٌ أوقفَ القطارَ بِرجلهِ، و آخر وُجِّهَ المِدفعُ إلى قُبّتِه، فاحترق ما حولها و انهدم، إلاّ ضريحُه فقدْ بقيَ شامخًا و لم يُستطعْ، و الأمثلة كثيرةٌ و متنوّعةٌ حسَب الأزمانِ و المكان، و على فرض وُقوع شيءٍ مما ذُكِرَ فهي أحوالٌ و خوارقُ شيطانيةٌ، سببُها الشركُ و الفُجورُ، و معلومٌ أنّ المسيح الدجّالَ الكافر الأعور أوتيَ ما هو أشدُّ و أكثرُ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (فما كان سببُه الكفرَ و الفسوقَ و العِصيانَ فهوَ من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله، فمَن كانت خوارقُه لا تحصُلُ بالصلاة و القراءة و الذّكر و قيام الليل و الدعاء و إنّما تحصُل عند الشرك، مثلُ دعاءِ الميّت و الغائب أو بالفسق و العِصيان و أكلِ المُحرّماتِ... و مثلِ الغناء و الرقص، لا سيّما مع النِّسوة و المُردان... فهذه أحوالٌ شيطانية، و هو ممّن يتناولُه قوله تعالى : " وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ " [الزخرف/36] ) مجموع الفتاوى (11/302).
نقلا من مقال : الخرافة عند الطرقيين ص 16-17 من مجلة الإصلاح العدد الثامن و العشرين.
قال الشيخ عمر الحاج مسعود حفظه الباري :
" لقد أثّرت الخرافة على عقول الكثير من الناس، فآمنوا بأباطيل و خُزعبلات ترفُضُها الفِطرُ السليمة و تضحكُ منها العقولُ المستقيمة، آمَن بها الرجالُ و النساء و الكبارُ و الصِّغارُ و الجُهّالُ و المُثقّفُون و الحكّامُ و المحكومون و الأساتذةُ و السّياسيون، بل اعتقدها – بكلّ أسف - بعضُ المنتسبين للعلم.
فاعتقدوا أنّ النفعَ و الضُّرَّ بِيدِ السحرة و الدّجّالين و المُشعوِذين، و أنَّ الشفاءَ و الرِّزقَ و الولدَ عند مَن يُقالُ عنهُم : إنّهم أولياءُ و صالحون، و آمَنوا بتأثير التمائم و الأحجار و الأشجار و الأبراج، و علّقوا آمالهُم و أفراحهُم و مصالحَهُم بكلّ ما سبق، و نَسُوا اللهَ مولاهُم الحقَّ.
صدّقوا بأنّ للأولياء قدرةً على إحياء الموتى و التحدُّث معهم و المشي على الماء و العُروج إلى السماء، و قطعِ المسافات الطويلة في لمْحِ البصر أو أقرب، و أنّهم يجتمعون مع رسول الله صلى الله عليه و سلم كلَّ وقتٍ، كما صدَّقُوا بالأولياء المَجانين (أنظر رسالة الشرك و مظاهره ص 440، الفرقان بين أولياء الرحمن و أولياء الشيطان لابن تيمية، و من العجائب أن يُقرَّ سعيد حوى بخُزعبلات أبناء الطريقة الرفاعية، و يفتخر بها قائلاً إنّها من أعظم فضلِ الله على هذه الأمة [تربيتنا الروحية 217.218]).
صدّقُوا بوجود ضريحٍ للوليِّ الواحد في أكثر من مكان، قال الميلي : (تجدُ بناءات كثيرة على مَزارات عديدة، كلُّها منسوبة للشيخ عبد القادر الجيلاني دَفينُ بغدادَ رحمه الله، و هو لم يَعرفْ تلك الأمكنة و لا سَمِعَ بها، و هذه المَزارات الجيلانية تجدُها غربي وطن الجزائر أكثر منها في شرقه) رسالة الشرك ص 362.
و سمعتُ من بعض العامّة مَن يقول جازمًا : إنّ الشيخَ – و هم يقولون : سيدي – عبد القادر الجيلاني صلّى أربعين سنة في البحر على رجلٍ واحدة، و آخَرٌ أوقفَ القطارَ بِرجلهِ، و آخر وُجِّهَ المِدفعُ إلى قُبّتِه، فاحترق ما حولها و انهدم، إلاّ ضريحُه فقدْ بقيَ شامخًا و لم يُستطعْ، و الأمثلة كثيرةٌ و متنوّعةٌ حسَب الأزمانِ و المكان، و على فرض وُقوع شيءٍ مما ذُكِرَ فهي أحوالٌ و خوارقُ شيطانيةٌ، سببُها الشركُ و الفُجورُ، و معلومٌ أنّ المسيح الدجّالَ الكافر الأعور أوتيَ ما هو أشدُّ و أكثرُ.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (فما كان سببُه الكفرَ و الفسوقَ و العِصيانَ فهوَ من خوارق أعداء الله لا من كرامات أولياء الله، فمَن كانت خوارقُه لا تحصُلُ بالصلاة و القراءة و الذّكر و قيام الليل و الدعاء و إنّما تحصُل عند الشرك، مثلُ دعاءِ الميّت و الغائب أو بالفسق و العِصيان و أكلِ المُحرّماتِ... و مثلِ الغناء و الرقص، لا سيّما مع النِّسوة و المُردان... فهذه أحوالٌ شيطانية، و هو ممّن يتناولُه قوله تعالى : " وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ " [الزخرف/36] ) مجموع الفتاوى (11/302).
نقلا من مقال : الخرافة عند الطرقيين ص 16-17 من مجلة الإصلاح العدد الثامن و العشرين.