المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة "العذر بالجهل"


المهاجرة 50
2016-08-13, 16:02
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الشيخ: عبيد بن عبد الله الجابري

القسم: أحكام متفرقة




أحسن الله إليكم هذان سؤالان متعلقان بمسألة العذر بالجهل وأن هذه المسألة هل القول فيها قولًا واحدًا أم هناك خلاف بين العلماء في من وقع في ناقض من نواقض الإسلام هل يعذر بجهله أم لا؟

جواب الشيخ:

ليس قولًا واحدًا بل أقوال والخلاف فيها كبير جدًا، والخلاصة التي تبينت لنا من خلال ما فهمناه من الأدلة ومن كلام أهل العلم والإمامة قبلنا، أن المرء يعذر بالجهل فيما يخفى على أمثاله، نعم، يعذر بالجهل فيما يخفى على أمثاله فمثال ذلكم في:

باب الاعتقاد: قصة الرجل المسرف على نفسه ((فإنه حين حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ أوصى بنيه أن إذا مات بأَنْ يُحَرِّقُوهُ ، ثُمَّ يَطْحَنُوهُ ، ثُمَّ يُذَرُّوهُ قال: والله لَئِنْ قَدَرَ اللَّهُ عَلَيَّ لَيُعَذِّبَنِّي عَذَابًا لا يُعَذِّبُهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِهِ)) والقصة في الصحيحين، فهذا مؤمن يخاف الله لكنه يجهل أنه مبعوث على هذه الحال يظن أنه بهذا ينجو من الله تمام القصة (( أن الله عز وجل أحياه فقال: عبدي مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: خَشْيَتُكَ يَا رَبِّ قال: قد غفرت لك، فأدخله الله الجنة)) هذا شك جهل فردًا لم يشك ! جهل فردًا من أفراد القدرة الإلهية فعذره الله عز وجل.


وأما باب الأحكام منها قصة منها قصة المسيء صلاته وهي في الصحيح: ثلاث مرات يصلي ثم يأتي ويسلم على النبي- صلى الله عليه وسلم - فيرد عليه السلام ثم يقول: ارجع فصلِ فإنك لم تصلِ، أدرك الرجل بعد ذلك أنه ليس، أن صلاته ليست صحيحة لم يصل للصلاة الصحيحة قال: والذي بعثك بالحق نبيًا لا أحسن غير هذا فعلمني، فعلمه النبي - صلى الله عليه وسلم- والشاهد أن النّبي - صلى الله عله وسلم - لم يأمر ذلكم الرجل بقضاء ما فاته والظاهر من حاله أنه كلما صلى وحده نقر الصلاة، نعم.

مثال آخر: قصة المستحاضة فاطمة بنت أبي حبيش أو غيرها قالت: ((يا رسول الله منعتني الصوم والصلاة تظن أنها حيض فأرشدها النبي -صلى الله عليه وسلم - إلى أن تغتسل حال انقضاء عادتها ثم تصلي كل صلاة في وقتها وتتوضأ لكل صلاة ))،نعم.



http://ar.miraath.net/fatwah/4029


--------------------

سئل الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حول العذر بالجهل ؟

فأجاب:

هذه المسألة ؛مسألة العذر بالجهل أو عدم العذر يركض من ورائها أناس أهل فتنة ! ويريدون تفريق السلفيين وضرب بعضهم ببعض ! وأنا كنت في المدينة اتصل بي رياض السعيد وهو معروف وموجود في الرياض الآن قال لي: إن هنا في الطائف خمسين شابا كلهم يكفرون الألباني ! لماذا ؟ لأنه لا يكفِّر القبوريين ويعذرهم بالجهل !!
طيب ,هؤلاء يكفرون ابن تيمية وابن القيم وكثير من السلف؛ لأنهم يعذرون بالجهل وعندهم أدلة منها ( وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ) ونصوص أخرى فيها الدلالة الواضحة ,ومنها ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) ( وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون ) ونصوص أخرى تدل على أنّ المسلم لا يكفر بشيء من الكفر وقع فيه ,نقول : وقع في الكفر ؛هذا كفر وقع فيه عن جهل مثلا فلا نكفره حتى نبين له الحجة ونقيم عليه الحجة فإذا عاند كفرناهوهذا القول عليه كثير من أئمة العلماء في نجد وبعضهم يتناقض كلامه مرة يشترط إقامة الحجة ومرة يقول : لا يعذر بالجهل ! فيتعلق أناس بأقوال من لا يعذر بالجهل ويهمل النصوص الواضحة في اشتراط قيام الحجة وأنه لا يكفَّر المسلم الذي وقع في مكفِّر حتى تقام عليه الحجة ومنهم ما ذكرته لكم عن الإمام الشافعي رحمه الله والنصوص التي ذكرتها لكم.


كنت أعرف شيخا فاضلا لا يعذر بالجهل, ونحن والله ندرس في سامطة وزارنا هذا الشيخ ويحمل هذه الفكرة ! لكنه ما كان يثير الفتن ولا يناقش ولا يجادل ولا يضلل من يعذر بالجهل ,وعشنا نحن وإياه أصدقاء قرابة أربعين سنة ! وقد مات من عهد قريب .


وجلست مرة في أحد المجالس وواحد يقرر عدم العذر بالجهل ! فذكرت له هذه الأدلة وذكرت له : أن علماء في نجد يعرف بعضهم بعضا ,بعضهم يعذر بالجهل وبعضهم لا يعذر وهم متآخون ليس هناك خلافات ولا خصومات ولا إشاعات ولا ,ولا ... فسكت ولم يجادل؛ لأنه لا يريد الفتن
فنحن نعرف أن الخلاف هذا واقع في نجد بين بعض المشايخ وغيرهم لكن لا خصومة ولا تضليل ولا حرب ولا فتن ,وإنما هذه طريقة الحدادية يا إخوان ! الفئة الحدادية الماكرة الضالة أنشئت لإثارة الفتن بين أهل السنة وضرب بعضهم ببعض ! وهم تكفيريون متسترون ! وعندهم بلايا أخرى يمكن غير التكفير ويستخدمون أخبث أنواع التقية سترا على منهجهم الخبيث وأغراضهم الفاسدة
وأنا رأيت شابا تأثر بهذا المنهج ! وكان يحمل كتابا فيه أقوال منتقاة في عدم العذر بالجهل ويتنقل ما بين الرياض والطائف ومكة والمدينة وإلى آخره ! كان عندنا ويدرس عندنا ثم ما شعرنا إلا وهو يحمل هذا الفكر بهذه الطريقة ! فناقشته مرارا وبينت له منهج شيخ الإسلام ابن تيمية ومنهج السلف والأدلة وكذا وهو يجادل ! قلت له : من إمامك ؟ قال : فلان وفلان ,بحثت فوجدت -والله- عندهم أقوال متضاربة مرة يعذر بالجهل ومرة لا يعذر بالجهل ! قال لي : معي فلان ,قلت له : فلان هذا كلامه -قد أعددته له - هذا فلان هنا يعذر بالجهل ويشترط إقامة الحجة ! قال : لا ,أنا مع ابن القيم ! قلت له : ابن القيم من زمان رفضته أنت ! ابن القيم يشترط إقامة الحجة فبُهت ,لكنه مصر على ضلاله ! فعاند وطرد من البلاد هذه ثم رجع ! وفي مناقشاتي له قلت له : يعني قوم كفار في جزيرة من الجزر ؛في إحدى جزر بريطانيا أو جزر المحيط الهادي أو غيرها ما أتاهم أحد من السلفيين وجاءهم جماعة التبليغ وعلموهم وقالوا : هذا الإسلام ؛فيه خرافات ,فيه بدع ,فيه حلول فيه ضلالات وفيه وفيه .. قالوا لهم :هذا الإسلام ,فقبلوه وتقربوا إلى الله ويعبدون الله على هذا الدين الذي يسمى الإسلام , تكفرهم أنت أو تبين لهم وتقيم عليهم الحجة ؟ قال : هم كفار ولا يشترط إقامة الحجة ! قلت له : اذهب إلى الجزائر فأنت أشد من هؤلاء الثوار الآن ! أنت أشد تكفيرا منهم ! اذهب عندهم ليس لك مجال في البلاد هذه .
مذهب شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم في هذا قائم على الحجج والبراهين وهو مذهب السلف إن شاء الله ,ومن تبنى واقتنع بغير هذا وسكت ما لنا شغل فيه ,لكن يذهب يثير الفتن ويضلل ويكفر فلا ,لا -والله- لا يسكت عنه
وأنصح الشباب أن يتركوا هذه القضية ,أنصحهم لأنها وسيلة من وسائل أهل الشر والفتن يبثونها بين المسلمين!
طيب ,مرّ عليكم دهور من عهد الإمام محمد بن عبد الوهاب إلى وقتنا هذا ليس هناك صراعات بينهم في القضية هذه أبدا ؛الذي اجتهد ورأى هذا المذهب سكت ومشى ,قرره في كتابه ونشره فقط ومشى والذي يخالفه مشى ؛كلهم إخوة ليس بينهم خلافات ولا خصومات ولا أحد يضلل أحدا ولا يكفره ,أما هؤلاء يكفرون !
انظروا ! توصلوا به إلى تكفير أئمة الإسلام مما يدلك على خبث طواياهم وسوء مقاصدهم.

فأنا أنصح الشباب السلفي ألا يخوضوا في هذا الأمر بارك الله فيكم

والمذهب الراجح اشتراط قيام الحجة, وإذا لم يترجح له فعليه أن يسكت ويحترم إخوانه الآخرين فلا يضللهم؛ لأنهم عندهم حق وعندهم كتاب الله وعندهم سنة رسول الله وعندهم منهج السلف ,والذي يريد أن يكفر يكفر السلف! يكفر ابن تيمية وابن عبد الوهاب أيضا! الإمام محمد بن عبد الوهاب قال : نحن لا نكفر الذين يطوفون حول القبور ويعبدونها حتى نقيم عليهم الحجة؛ لأنهم لم يجدوا من يبين لهم

ا.هـ من فتاوى العقيدة والمنهج تجدونها في موقع الشيخ حفظه الله.

وبعد ذلك كله هل يصح لمنصف أن يرمي القول بالعذر بالجهل في مسائل التوحيد والشرك أو القائل به بأنه مرجئ، سبحانك هذا بهتان عظيم.



المصدر فتاوى الشيخ ربيع الحلقة الثانية السؤال الثالث و العشرون .



http://www.djelfa.info/vb/images/icons/b9.gif

kaderr09
2016-08-13, 23:18
نسأل الله الهداية للجميع و التفقه في الدين

أبو أنس ياسين
2016-08-15, 13:16
بارك الله فيكم ونفع بكم
وهذا سؤال وُجّه للشيخ عبيد الجابري حفظه الله كما في شريط : أسئلة الإخوة من مدينة "العيون" المغربية

طيب شيخنا، وقف بعض الشباب السلفيين أثناء مذاكرتهم، على قول شيخنا الشيخ ربيع في مسألة إقامة الحجة على المبتدع، وذكر الشيخ أن إقامة الحجة على المبتدع لا تُشترط فيمن كانت بدعته ظاهرة، كمن انتمى إلى الرفض -كمن كان رافضيا-، أو انتمى إلى جماعة من الجماعات البدعية المشتهرة الآن كالتبليغ والإخوان المسلمين، وأنّ التفصيل يكون فيمن كان من أهل السنة، ثم تلبّس ببدعة، فهذا الذي تُقام عليه الحجة، أما هؤلاء فهم مبتدعون.

الشيخ – حفظه الله تعالى -:
بسم الله، والحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه.
أقول:
من قواعد أهل السنة التي ورثناها عن علمائنا: التفريق بين الحُكم على سبيل العموم، والحكم على سبيل التعيين.
فمن حيث العموم:
كلٌّ يُحكم عليه بما أظهره، فيقال مثلا: فرقة كذا كافرة، كذا مبتدعة، وهكذا على سبيل العموم.
فيقال مثلا: من ذبح لغير الله أو نذر لغير الله، فهو مشرك كافر، لدلالة الشرع على ذلك.
ومن أتى بأمر بدعيِّ فيقال : من فعل كذا فهو مبتدع، ومن كانت مخالفته فِسقية مثل القذف، الزنا -أجلّكم الله-، فيقال : فاسق، القاذف فاسق، والزاني فاسق، والشارب فاسق .
و أما من حيث التعيين :
الحكم على إنسان بعينه، لا بد من انطباق الوصف عليه .
وانطباقُ الوصف يحصل بشيئين:
* اجتماع الشروط.
* وانتفاء الموانع.
لا بد من هذا.

والشروط منها:
1- التكليف: هذا يشمل البلوغ و العقل.
2- ومنها العلم: علم المخالِف بما توجبه عليه مخالفته من كفر أو فسق أو بدعة، فيُحكم عليه بذلك.
3- ومنها أن يكون ذاكرا: وهذا يُخرِج الناسي.
4- ومنها العمد: وهذا يُخرِج من فعل ذلك خطأ، ويُخرِج المكره.
هذا من الشروط .
والموانع في الحقيقة هي: تخلف شرط هو " مانع ".
يجب أن تفهموا – بارك الله فيكم – هذه القاعدة .
فإذا تقرر هذا، فهناك من كانت بدعته ظاهرة، يعني نشأ في الإسلام، وعرف الإسلام، وعرف السنة، ولكنه أبى إلا البدعة، فهذا مبتدع عرف السنة وفهمها، فهذا الحجة قائمة عليه .
فمثلا : نحن نقول الرافضة كفار، لأنهم نشأوا في بلاد التوحيد وعرفوا السنة، وعرفوا التوحيد، ومع هذا أَبَوا إلا الكفر، الشرك بالله والكفر .
وإن قال قائل: هل [......]* هذا الحكم على العوام ؟ * الكلمة غير مفهومة.
نقول : نعم، ثبت بالتجربة أن عوامهم أشد جدالا من علمائهم عندنا .
العلماء ربما استحوا شيئا وسكنوا وهدءوا، لكن العوام يجادلون بشدة، نعم، هذا هو الذي عندي الآن في هذه المسألة.
فبدعة التكفير، هذه معروفة عند الخوارج، الخوارج -بارك الله فيكم- أجمع أهل السنة على ذمهم ومقتهم والتحذير منهم والتشنيع عليهم والصياح بهم من كل حدب وصوب، حتى تحذرهم الأمة، وإنما اختلفوا في تكفيرهم، هل هم كفار أو لا، قولان لأهل العلم.
والحافظ ذكر في الفتح أدلة المكفرين وأدلة المخالفين، وكفّرهم من علمائنا المعاصرين: سماحة الإمام الأثري المجتهد الشيخ: عبد العزيز بن باز – رحمه الله-، وأنا على هذا، لا أخفيكم، أنا على تكفير الخوارج.
فالخوارج عندنا كفار ، وذلك أنهم استحلوا الدماء، والأعراض، وسبَوا الذراري، قتلوا النفوس المعصومة، سفكوا الدماء المعصومة، فمن خالفهم وقدروا عليه، سَبَوا ذريته، وهم مسلمون، الذرية مسلمون، بل بلغنا الآن – والله أعلم – أُذيع ونُشر في وسائل الإعلام، أن داعش قتلوا مئتي طفل، فالظاهر أنهم لا يتورعون عن قتل الصبيان .
فخوارج اليوم مثل داعش، فعلوا أفعلا لم تفعلها الخوارج الأقدمون، أبدا، فما عُلم أن طائفة من الخوارج كانوا يُقتّلون المسلمين في المساجد، وإنما يحاربون، معارك بينهم وبين أمراء المسلمين .
لكن هؤلاء، انظرا ماذا يصنعون، قتلوا الناس في بيوت الله وهم آمنون، ففعلهم فعل " القرامطة " كما قال الشيخ صالح بن فوزان – حفظه الله -، فهم كفار، عندنا كفار.
التفريغ منقول.

docteurab
2016-08-15, 17:11
بارك الله فيكم ونفع بكم

الجزائريه
2016-08-17, 10:53
لا_يعذر_الجاهل_ع_جهلوا

المهاجرة 50
2016-08-17, 17:56
وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا

abdouh60
2016-08-21, 00:14
يعطيك العافية