أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-11, 14:35
قالوا : أول من قال ذلك ذو رعين الحِمْيَرِي ، وذلك أن حمير تفرقت على ملكها حسّان ، وخالفت أمره لسوء سيرته فيهم ، ومالوا على أخيه عمرو ، وحملوه على قتل أخيه حسّان وأشاروا عليه بذلك ورغبوه في الملك ، ووعدوه حسن الطاعة والمؤازرة ، فنهاه ذو رعين من بين حمير عن قتل أخيه ، وعلم أنه إن قتل أخاه ندم ونفر عنه النوم وانتقضت عليه أموره ، وأنه سيعاقب الذي أشار عليه بذلك ، ويعرف غشهم له ، فلما رأى ذو رعين أنه لا يقبل ذلك منه وخشي العواقب قال هذين البيتين وكتبهما في صحيفة وختم عليها بخاتم عمرو ، وقال : هذه وديعة لي عندك إلى أن أطلبها منك ، فأخذها عمرو فدفعها الى خازنه وأمره برفعها إلى الخزانة والاحتفاظ بها إلى أن يسأل عنها ، فلما قتل أخاه حسّان وجلس مكانه في الملك منع من النوم ، وسلط عليه السهر ، فلما اشتد ذلك عليه لم يدع باليمن طبيباً ولا كاهناً ولا منجماً ولا عرافاً ولا عائفاً إلأ جمعهم ، ثم أخبرهم بقصته ، وشكا إليهم ما به ، فقالوا له : ما قتل رجل أخاه أو ذا رحم منه على نحو ما قتلت أخاك إلا أصابه السهر ومنع منه النوم ، فلما قالوا له ذلك أقبل على من كان أشار عليه بقتل أخيه وساعده عليه من أقيال حمير فقتلهم حتى أفناهم ، فلما وصل إلى ذي رعين قال له : أيها الملك إن لي عندك براءة مما تريد أن تصنع بي ، قال : وما براءتك وأمانك؟ قال : مر خازنك أن يخرج الصحيفة التي استودعتكها يوم كذا وكذا ، فأمر خازنه فأخرجها فنظر إلى خاتمه عليها ثم فضها فإذا فيها :
ألا مَن يشتري سهراً بنوم *** سعيدٌ من يبيت قرير عين
فإمـا حِمْـَـــير غــدرت وخانت *** فمعذرةُ الإلـــه لذي رعــين
ثم قال له : أيها الملك قد نهيتك عن قتل أخيك ، وعلمتُ أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك ، فكتبت هذين البيتين براءة لي عندك مما علمت أنك تصنع بمن أشار عليك بقتل أخيك ، فقبل ذلك منه ، وعفا عنه ، وأحسن جائزته .
من كتاب : ( المنتقى من أمثال العرب و قصصهم ) ص 26/ 27 .
ط دار القاسم ، الطبعة الأولى : 1428هـ / 2007م
سليمان بن صالح الخراشي
ألا مَن يشتري سهراً بنوم *** سعيدٌ من يبيت قرير عين
فإمـا حِمْـَـــير غــدرت وخانت *** فمعذرةُ الإلـــه لذي رعــين
ثم قال له : أيها الملك قد نهيتك عن قتل أخيك ، وعلمتُ أنك إن فعلت ذلك أصابك الذي قد أصابك ، فكتبت هذين البيتين براءة لي عندك مما علمت أنك تصنع بمن أشار عليك بقتل أخيك ، فقبل ذلك منه ، وعفا عنه ، وأحسن جائزته .
من كتاب : ( المنتقى من أمثال العرب و قصصهم ) ص 26/ 27 .
ط دار القاسم ، الطبعة الأولى : 1428هـ / 2007م
سليمان بن صالح الخراشي