مشاهدة النسخة كاملة : لا تجوز الإقامة في بلد يظهر فيه الشرك والكفر إلا للدعوة إلى الله
ابو اكرام فتحون
2016-08-02, 21:53
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تجوز الإقامة في بلد يظهر فيه الشرك والكفر إلا للدعوة إلى الله.
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى الأخ المكرم (ن.م) وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فإشارة إلى رسالتك التي تذكر فيها أنك شاب مسلم تقيم في إيطاليا، وأن بها شباباً من المسلمين كثيرين، وأن أغلبهم استجاب لرغبة الصليبيين في إبعادهم عن دين الإسلام وتعاليمه السامية، فأصبح أغلبهم لا يصلي، وتخلق بأخلاق سيئة، ويعمل المنكرات ويستبيحها.. إلى غير ذلك مما ذكرته في رسالتك.
وأفيدك بأن الإقامة في بلد يظهر فيها الشرك والكفر، ودين النصارى وغيرهم من الكفرة لا تجوز، سواء كانت الإقامة بينهم للعمل أو للتجارة أو للدراسة، أو غير ذلك؛ لقول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا[1]
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))[2]
وهذه الإقامة لا تصدر عن قلب عرف حقيقة الإسلام والإيمان، وعرف ما يجب من حق الله في الإسلام على المسلمين، ورضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً.
فإن الرضا بذلك يتضمن من محبة الله، وإيثار مرضاته، والغيرة لدينه، والانحياز إلى أوليائه ما يوجب البراءة التامة والتباعد كل التباعد من الكفرة وبلادهم، بل نفس الإيمان المطلق في الكتاب والسنة، لا يجتمع مع هذه المنكرات، وصح عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله بايعني واشترط، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين))[3] أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابق، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))، وقال عليه الصلاة والسلام: ((لا يقبل الله عز وجل من مشرك عملا بعدما أسلم؛ أو يفارق المشركين))[4]، والمعنى حتى يفارق المشركين.
وقد صرح أهل العلم بالنهي عن ذلك، والتحذير منه، ووجوب الهجرة مع القدرة، اللهم إلا رجل عنده علم وبصيرة، فيذهب إلى هناك للدعوة إلى الله، وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وشرح محاسن الإسلام لهم، وقد دلت آية سورة براءة: قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[5] على أن قصد أحد الأغراض الدنيوية ليس بعذر شرعي، بل فاعله فاسق متوعد بعدم الهداية إذا كانت هذه الأمور أو بعضها أحب إليه من الله ورسوله، ومن الجهاد في سبيل الله، وأي خير يبقى مع مشاهدة الشرك وغيره من المنكرات والسكوت عليها، بل وفعلها، كما حصل ذلك من بعض من ذكرت من المنتسبين للإسلام.
وإن زعم المقيم من المسلمين بينهم أن له أغراضاً من الأغراض الدنيوية، كالدراسة، أو التجارة، أو التكسب، فذلك لا يزيده إلا مقتاً. وقد جاء في كتاب الله سبحانه وتعالى الوعيد الشديد والتهديد الأكيد على مجرد ترك الهجرة، كما في آيات سورة النساء المتقدم ذكرها، وهي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ[6] الآيات97 وما بعدها. فكيف بمن يسافر إلى بلاد الكفرة، ويرضى الإقامة في بلادهم، وكما سبق أن ذكرت أن العلماء رحمهم الله تعالى حرموا الإقامة والقدوم إلى بلاد يعجز فيها المسلم عن إظهار دينه، والمقيم للدراسة أو للتجارة أو للتكسب، والمستوطن حكمهم وما يقال فيهم حكم المستوطن لا فرق، إذا كانوا لا يستطيعون إظهار دينهم، وهم يقدرون على الهجرة.
وأما دعوى بغضهم وكراهتهم مع الإقامة في ديارهم فذلك لا يكفي، وإنما حرم السفر والإقامة فيها لوجوه، منها:
1- أن إظهار الدين على الوجه الذي تبرأ به الذمة متعذر وغير حاصل.
2- نصوص العلماء رحمهم الله تعالى، وظاهر كلامهم وصريح إشاراتهم أن من لم يعرف دينه بأدلته وبراهينه، ويستطيع المدافعة عنه، ويدفع شبه الكافرين، لا يباح له السفر إليهم.
3- من شروط السفر إلى بلادهم أمن الفتنة بقهرهم وسلطانهم وشبهاتهم وزخرفتهم، وأمن التشبه بهم والتأثر بفعلهم.
4- أن سد الذرائع وقطع الوسائل الموصلة إلى الشرك من أكبر أصول الدين وقواعده، ولا شك أنما ذكرته في رسالتك مما يصدر عن الشباب المسلمين الذين استوطنوا هذه البلاد هو من ثمرات بقائهم في بلاد الكفر، والواجب عليهم الثبات على دينهم والعمل به، وإظهاره، واتباع أوامره، والبعد عن نواهيه، والدعوة إليه، حتى يستطيعوا الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام.
والله المسئول أن يصلح أحوالكم جميعاً، وأن يمنحكم الفقه في دينه والثبات عليه، وأن يعينكم على الهجرة من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وأن يوفقنا وإياكم وجميع المسلمين لكل ما يحبه ويرضاه، وأن يعيذنا وإياكم وسائر المسلمين من مضلات الفتن ومن نزغات الشيطان، وأن يعيننا جميعاً على كل خير، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يصلح ولاة أمور المسلمين ويمنحهم الفقه في دينه، وأن يوفقهم لتحكيم شريعة الله في بلادهم، والتحاكم إليها، والرضا بها، والحذر مما يخالفها، إنه ولي ذلك والقادر عليه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
[1] (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2158#ftnref1) سورة النساء الآيات 97 – 99.
[2] (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2158#ftnref2) رواه الترمذي في السير برقم 1530؛ وأبو داود في الجهاد برقم 2274.
[3] (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2158#ftnref3) رواه النسائي في البيعة برقم 4106 واللفظ له؛ وأحمد في مسند الكوفيين برقم 18436.
[4] (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2158#ftnref4) رواه النسائي في الزكاة برقم 2521، وابن ماجه في الحدود برقم 2527.
[5] (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2158#ftnref5) سورة التوبة الآية 24.
[6] (http://www.binbaz.org.sa/fatawa/2158#ftnref6) سورة النساء الآية 97.
من الموقع الرسمي للشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
المهاجرة 50
2016-08-04, 16:42
جزاكم الله خيرا
..... ربي يسترنا وخلاص
بارك الله فيك
khirogtd
2016-08-04, 21:19
بارك الله فيك اخي جزاك الله خيرا
okba_1997
2016-08-06, 21:15
بارك الله فيك وجزاك الله كل خير
ولكن للأسف الناس في زماننا يتنافسون على السفر إلى بلاد الكفر. نسأل الله العافية
ياسرون الجزائري
2016-09-11, 22:18
قرأت الا العنوان
واقول لك انا مقيم في الخارج لغرض الدراسة والبقاء هنا للعمل
ومادمت اطبق شرع الله في نفسي فأنا باق هنا بحول الله
والاستدلال بالايات في غير محلها فلا اعرف لخدمة من؟؟ واحاديث ليست في محلها للاستدلال
وهل إذا رجعت إلى بلدك يمكنك أن تطبق شرع الله بغير الصورة الحالية لك التي ذكرتها؟
أغلب البلدان اليوم تحكم بحكم الشعب لا بحكم الله، ويقوم الشعب باختيار ممثليه في البرلمان حيث يتم وضع التشريعات التي يلتزم بها الشعب وكأن الله تركنا هملا بدون شريعة تحكمنا، وهذا التشريع من دون الله كفر بواح لأنه لا ينبغي إلا لله وهو حق خالص لله بنص القرآن (إن الحكم إلا لله)
وعليه فإن أغلب البلدان اليوم يظهر فيها الشرك والكفر فهو معلن وليس خفي إلا لمن لا يعرف شيئا
والله المستعان
ramzivandersar
2016-09-11, 22:31
ولكن للأسف الناس في زماننا يتنافسون على السفر إلى بلاد الكفر. نسأل الله العافية
السلام عليكم ..
هذه مسألة طرحها أحدهم على الشيخ بن باز رحمة الله عليه ..فأفتى بما نظر وعلم ..ورأيه في المسألة هو تماما مثل الآراء الإجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف ..
ابو اكرام فتحون
2016-09-12, 20:01
تذكرة و نصيحة بتقوى الله
لكل من يمر على النصوص الثابتة من القرآن والسنة و يُغلب هواهُ و عقلهُ عليها كأنه مر على قول بشر ، يأخذ منه ما يعجبه ويرد ما لا يعجبه أو يخالف رغبته و هواه
نسأل الله السلامة والعافية و الله المستعان .
فالنهي صريح يا اخوان و يتجلى في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه :
قال: يا رسول الله بايعني واشترط، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين))
أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابق، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))
وقال عليه الصلاة والسلام:
((لا يقبل الله عز وجل من مشرك عملا بعدما أسلم؛ أو يفارق المشركين))
و الله سبحانه وتعالى يأمر في أكثر من موضع في كتابه
بوجوب طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم فيما أمر و الإنتهاء عما نهى و من ذلك :
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
{ وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسُولُهُ أمراً أن يكونَ لهمُ الخِيَرَةُ من أمرهِم ومن يَعصِ الله ورسولَهُ فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً(36)}
{قُل إن كنتُم تُحبُّونَ الله فاتَّبِعُوني يُحبِبكُمُ الله ويَغفِر لكم ذُنُوبَكُم والله غَفُورٌ رحيمٌ(31) قُل أطِيعُوا الله والرَّسُولَ فإن تَوَلَّوا فإنَّ الله لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ(32)}
و من جهة أخرى :
فأكبر وأطم البلايا والمصائب و الرزايا التي حلت على المسلمين وبلاد المسلمين عامة
عدم طاعة العلماء و الذين يستدلون في فتاواهم بالادلة الثابتة والصحيحة من الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح
فطاعتهم أمر محتم و لازم و الدليل قوله تعالى :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) [سورة النساء: 59]
وأولي الأمر هم العلماء والأمراء.
فالعلماء هم ألو الأمر من ناحية إنهم يبلغون عن الله سبحانه وتعالى ما ورثوه عن نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم من العلم، كما قال صلى الله عليه وسلم (إن العلماء ورثة الأنبياء).
فاليحذر من يخالف أمر الله ورسوله أو لا يأخذ بهما .
قوله تعالى : (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )) [ النور : 63 ] .
و قال تعالى http://www.sahab.net/ipb/public/style_emoticons/default/sad.gifوَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً) (الفرقان:27)
و قال الله تعالى http://www.sahab.net/ipb/public/style_emoticons/default/sad.gifيَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا) (الأحزاب:66)
:
تذكرة و نصيحة بتقوى الله
لكل من يمر على النصوص الثابتة من القرآن والسنة و يُغلب هواهُ و عقلهُ عليها كأنه مر على قول بشر ، يأخذ منه ما يعجبه ويرد ما لا يعجبه أو يخالف رغبته و هواه
(( ))
[/b]
)
[/u])
لاتتعجل يا صاحب الموضوع في اتهام من يتدخل بأن ه يغلب هواه وعقله ..ليس صحيحا أنني مررت على نص من الكتاب والسنة فغلّبت هواي وعقلي .فراجع نفسك ..
ولك أن تعيد القراءة فيم صدر عني بارك الله فيك ..
السلام عليكم ..
هذه مسألة طرحها أحدهم على الشيخ بن باز رحمة الله عليه ..فأفتى بما نظر وعلم ..ورأيه في المسألة هو تماما مثل الآراء الإجتهادية التي يسوغ فيها الخلاف ..
فهل رددت نصا بهواي وعقلي ؟؟؟؟؟
نعم وصدقت فإنا مررنا على قول بشر واسمه الشيخ بن باز رحمة الله عليه ..وقوله لم يكن نصا انما قراءة للنص بارك الله فيك ...وإن كنت ترى بأن المسألة مفصول فيها وأن كلامه قد قطع به المراد من النص ...وأن حرمة اللإقامة في بلاد الكفار صريحة ..الا ان كانت من أجل الدعوة الى الله ...إن كنت ترى ذلك ..فذلك شأنك ...فغيرك والذي تصفه بأنه يتبع هواه ..وكان تجاوزا في حقه من طرفك ..غيرك هذا يستمع لمختلف الآراء ...ويعتقد أن في الأمر سعة مثلما دأب على القول الشيخ بن باز رحمة الله عليه ..
تابع اسفله فهناك من العلماء من يجيز الإقامة في بلاد الكفار ..مع ضوابط لذلك فيجيزها للتمثيل الدبلوماسي ولطلب العلم وللتجارة ...ومرجعيته هو أيضا الكتبا والسنة بارك الله فيك ..تابع واستفد ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
حكم الإقامـة في بـلاد الكفـار
سئل فضيلة الشيخ ... - رحمه الله - عن حكم الإقامة في بلاد الكفار
فأجاب بقوله : الإقامة في بلاد الكفار خطر عظيم على دين المسلم ، وأخلاقه ، وسلوكه ، وآدابه وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ما ذهبوا به ، رجعوا فُسّاقـًا ، وبعضهم رجع مرتدًا عن دينه وكافرًا به وبسائر الأديان ـ والعياذ بالله ـ حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين ، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهويّ في تلك المهالك .
فالإقامة في بلاد الكفر لابد فيها من شرطين أساسين :
الشرط الأول : أمن المقيم على دينه بحيث يكون عنده من العلم والإيمان ، وقوة العزيمة ما يطمئنه على الثبات على دينه والحذر من الانحراف والزيغ وأن يكون مضمرًالعداوة الكافرين وبغضهم مبتعدًا عن موالاتهم ومحبتهم ، فإن موالاتهم ومحبتهم مما ينافي الإيمان قال الله ـ تعالى ـ : ( لا تجد قومـًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يُوادّون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم )(المجادلة/22) .
وقال ـ تعالى ـ : ( يا ايها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين * فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى ان تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمرٍ من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين )(المائدة/51 ـ 52 ) .
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ أن من أحب قومـًا فهومنهم ، وأن المرء مع من أحب ] .
ومحبة أعداء الله عن أعظم ما يكون خطرًا على المسلم لأن محبتهم تستلزم موافقتهم واتباعهم ، أو على الأقل عدم الإنكار عليهم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : [ من أحب قومـًا فهو منهم ] .
الشرط الثاني : أن يتمكن من إظهار دينه بحيث يقوم بشعائر الإسلام بدون ممانع ، فلا يمنع من إقامة الصلاة والجمعة والجماعات إن كان معه من يصلي جماعة ومن يقيم الجمعة ، ولا يمنع من الزكاة والصيام والحج وغيرها من شعائر الدين ، فإن كان لا يتمكن من ذلك لم تجز الإقامة لوجوب الهجرة حينئذ ، قال في المغني صـ457 جـ8 في الكلام على أقسام الناس في الهجرة : أحدها من تجب عليه وهو من يقدر عليها ولا يمكنه إظهار دينه ، ولا تمكنه إقامة واجبات دينه مع المقام بين الكفار فهذا تجب عليه الهجرة لقوله تعالى : ( إن الذين توفّاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا )(النساء/97) .
وهذا وعيد شديد يدل على الواجب ، ولأن القيام بواجب دينه واجب على من قدر عليه ، والهجرة من ضرورة الواجب وتتمته ، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . أ . هـ
وبعد تمام هذين الشرطين الأساسين تنقسم الإقامة في دار الكفر إلى أقسام :
القسم الأول : أن يقيم الدعوة إلى الإسلام والترغيب فيه فهذا نوع من الجهاد فهي فرض كفاية على من قدر عليها ، بشرط أن تتحقق الدعوة وأن لا يوجد من يمنع منها أو من الاستجابة إليها ، لأن الدعوة إلى الإسلام من واجبات الدين وهي طريقة المرسلين وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه في كل زمان ومكان فقال صلى الله عليه وسلم : [ بغلوا عني ولو آية ] .
القسم الثاني : أن يقيم لدراسة أحوال الكافرين والتعرف على ما هم عليه من فساد العقيدة ، وبطلان التعبد ، وانحلال الأخلاق ، وفوضوية السلوك ؛ ليحذّر الناس من الاغترار بهم ، ويبيّن للمعجبين بهم حقيقة حالهم ، وهذه الإقامة نوع من الجهاد أيضًا لما يترتب عليها من التحذير من الكفر وأهله المتضمن للترغيب في الإسلام وهديه ،لأن فساد الكفر دليل على صلاح الإسلام ، كما قيل : وبضدها تتبين الأشياء ؛ لكن لابد من شرط أن يتحقق مراده بدون مفسدة أعظم منه ، فإن لم يتحقق مراده بأن منع من نشر ما هم عليه والتحذير منه فلا فائدة من إقامته ، وإن تحقق مراده مع مفسدة أعظم مثل أن يقابلوا فعله بسب الإسلام ورسوله الإسلام وأئمة الإسلام وجب الكف لقوله تعالى : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم كذلك زينـا لكل أمةٍ عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون )(الأنعام/108) ، ويشبه هذا أن يقيم في بلاد الكفر ليكون عينا للمسلمين ؛ ليعرف ما يدبروه للمسلمين من المكايد فيحذرهم المسلمون ، كما أرسل النبي صلىالله عليه وسلم ، حذيفة بن اليمان إلى المشركين في غزوة الخندق ليعرف خبرهم .
القسم الثالث : أن يقيم لحاجة الدولة المسلمة وتنظيم علاقاتهم مع دولة الكفر كموظفي السفارات فحكمها حكم ما أقام من أجله ، فالملحق الثقافي مثلاً يقيم ليرعى شؤون الطلبة ويراقبهم ويحملهم على التزام دين الإسلام وأخلاقه وآدابه ، فيحصل بإقامته مصلحة كبيرة ويندريء به شر كبير .
القسم الرابع : أن يقيم لحاجة خاصة مباحة كالتجارة والعلاج فتباح الأقامة بقدر الحاجة ، وقد نص أهل العلم رحمهم الله على جواز دخول بلاد الكفار للتجارة وأثروا ذلك عن بعض الصحابة رضي الله عنهم .
القسم الخامس : أن يقيم للدارسة وهي من جنس ما قبلها إقامة لحاجة لكنها أخطر منها وأشد فتكـًا بدين المقيم وأخلاقه ، فإن الطالب يشعر بدنو مرتبته وعلو مرتبة معلميه ، فيحصل من ذلك تعظيمهم والاقتناع بآرائهم وأفكارهم وسلوكهم فيقلدهم إلا من شاء الله عصمته وهم قليل ، ثم إن الطالب يشعر بحاجته إلى معلمه فيؤدي ذلك إلى التودد إليه ومداهنته فيما هو عليه من الانحراف والضلال ، والطالب في مقر تعلمه له زملاء يتخذ منهم أصدقاء يحبهم ويتولاهم ويكتسب منهم ، ومن أجل خطر هذا القسم وجب التحفظ فيه أكثر مما قبله فيشترط فيه بالإضافة إلى الشرطين الأساسيين شروط :
الشرط الأول : أن يكون الطالب على مستوى كبير من النضوج العقلي الذي يميز به بين النافع والضار وينظر به إلى المستقبل البعيد ، فأما بعث الأحداث " صغار السن " وذوي العقول الصغيرة فهو خطر عظيم على دينهم ، وخلقهم ، وسلوكهم ، ثم هو خطر على أمتهم التي سيرجعون إليها وينفثون فيها من السموم التي نهلوها من أولئك الكفار كما شهد ويشهد به الواقع ، فإن كثيرًا من أولئك المبعوثين رجعوا بغير ما ذهبوا به ، رجعوا منحرفين في ديانتهم ، وأخلاقهم ، وسلوكهم ، وحصل عليهم وعلى مجتمعهم من الضرر في هذه الأمور ما هو معلوم مشاهد ، وما مثل بعث هؤلاء إلا كمثل تقديم النعاج للكلاب الضاربة .
الشرط الثاني : أن يكون عند الطالب من علم الشريعة ما يتمكن به من التمييز بين الحق والباطل ، ومقارعة الباطل بالحق لئلا ينخدع بما هم عليه من الباطل فيظنه حقـًا أو يلتبس عليه أو يعجز عن دفعه فيبقى حيران أو يتبع الباطل .
وفي الدعاء المأثور [ اللهم أرني الحق حقـًا وارزقني اتباعه ، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه ، ولا تجعله ملتبسـًا عليَّ فأضلّ ] .
الشرط الثالث : أن يكون عند الطالب دين يحميه ويتحصن به من الكفر والفسوق ، فضعيف الدين لا يسلم مع الإقامة هناك إلا أن يشاء الله وذلك لقوة المهاجم وضعف المقاوم ، فأسباب الكفر والفسوق هناك قوية وكثيرة متنوعة فإذا صادفت محلاً ضعيف المقاومة عملت عملها .
الشرط الرابع : أن تدعو الحاجة إلى العلم الذي أقام من أجله بأن يكون في تعلمه مصلحة للمسلمين ولا يوجد له نظير في المدارس في بلادهم ، فإن كان من فضول العلم الذي لا مصلحة فيه للمسلمين أو كان في البلاد الإسلامية من المدارس نظيره لم يجز أن يقيم في بلاد الكفر من أجله لما في الإقامة من الخطر على الدين والأخلاق ، وإيضاعة الأموال الكثيرة بدون فائدة .
القسم السادس : أن يقيم للسكن وهذا أخطر مما قبله وأعظم لما يترتب عليه من المفاسد بالاختلاط التام بأهل الكفر وشعوره بأنه مواطن ملتزم بما تقتضيه الوطنية من مودة ، وموالاة ، وتكثير لسواد الكفار ، ويتربى أهله بين أهل الكفر فيأخذون من أخلاقهم وعاداتهم ، وربما قلدوهم في العقيدة والتعبد ، ولذلك جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : [ من جامع المشرك وسكن معه فهو مثله ] .
وهذا الحديث وإن كان ضعيف السند لكن له وجهة من النظر فإن المساكنة تدعو إلى المشاكلة ، وعن قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : [ أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين قالوا يا رسول الله ولم ؟ قال لا تراءى نارهما ] (رواه أبو داود والترمذي ) وأكثر الرواة رووه مرسلاً عن قيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الترمذي سمعت محمدًا ـ يعني البخاري ـ يقول الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلاً . أ . هـ .
وكيف تطيب نفس مؤمن أن يسكن في بلاد كفار تعلن فيها شعائر الكفر ويكون الحكم فيها لغير الله ورسوله وهو يشاهد ذلك بعينه ويسمعه بأذنيه ويرضى به ، بل ينتسب إلى تلك البلاد ويسكن فيها بأهله وأولاده ويطمئن إليها كما يطمئن إلى بلاد المسلمين مع ما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى أهله وأولاده في دينهم وأخلاقهم .
هذا ما توصلنا إليه في حكم الإقامة في بلاد الكفر نسأل الله أن يكون موافقـًا للحق والصواب .
مجموعة فتاوى .............. - فتوى رقم 388
منقول دونما تصرف بارك الله فيكم
ابو اكرام فتحون
2016-09-12, 22:31
وماذا عن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
في هذه الأحاديث القطعية في المسألة
التي قد مرعليها حتما كل من إطلع على فتوى الشيخ ابن باز في الموضوع الأصلي أعلاه :
قال: يا رسول الله بايعني واشترط، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((تعبد الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتناصح المسلمين وتفارق المشركين))
أخرجه أبو عبد الرحمن النسائي
وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث السابق، وهو قوله عليه الصلاة والسلام:
((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين))
وقال عليه الصلاة والسلام:
((لا يقبل الله عز وجل من مشرك عملا بعدما أسلم؛ أو يفارق المشركين))
أليست معنية بهذه الآيات المباركة :
{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}
{ وما كان لمؤمنٍ ولا مؤمنةٍ إذا قضى الله ورسُولُهُ أمراً أن يكونَ لهمُ الخِيَرَةُ من أمرهِم ومن يَعصِ الله ورسولَهُ فقد ضلَّ ضلالاً مبيناً(36)}
{قُل إن كنتُم تُحبُّونَ الله فاتَّبِعُوني يُحبِبكُمُ الله ويَغفِر لكم ذُنُوبَكُم والله غَفُورٌ رحيمٌ(31) قُل أطِيعُوا الله والرَّسُولَ فإن تَوَلَّوا فإنَّ الله لا يُحِبُّ الكَافِرِينَ(32)}.
فالنطلع على حال الأئمة الأربعة عند وقوفهم على أحاديث الرسول وسنته صلى الله عليه وسلم عموما
من خلال اقوالهم الدالة على شدة تمسكهم بالسنة و أحاديث و أقوال رسول الله صلى الله عليه وسلم
لتكون لنا عبرة و موعظة حسنة بإذن الله
حيث اجمعوا فيما معناه كلماهم أدناه على :
فخذوا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم
واضربوا بقولي عرض الحائط
قال الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000045&spid=1152) رحمه الله: أجمعت الأمة على أن من استبانت له سنة النبي صلى الله عليه وسلم ليس له أن يدعها لقول أحد كائناً من كان.
وكان الإمام الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000045&spid=1152) جالساً مع بعض أصحابه فدخل رجل فسأله، فقال أحد تلامذة الإمام الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000045&spid=1152) : هذه المسألة سئل فيها رسول الله وقال فيها كذا، فقال الرجل وكان من الجهلة: يا شافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000045&spid=1152) ! أتقول بقول هذا الرجل؟ قال له الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000045&spid=1152) رحمه الله: وما لي لا أقول بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرأيتني خرجت من كنيسة؟! أرأيت في وسطي زناراً؟!
ويقول الإمام الشافعي (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000045&spid=1152) رحمه الله: إذا قلت قولاً خالف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فاضربوا بقولي عرض الحائط، ثم قال: إذا صح الحديث فهو مذهبي
وقال الشافعي رحمه الله: (متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثاً صحيحاً فلم آخذ به، فأشهدكم أن عقلي قد ذهب).
* * * * * *
وكان الإمام مالك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000060&spid=1152) رحمه الله من شدة تعظيمه للنبي صلى الله عليه وسلم يمشي في المدينة حافياً احتراماً وتقديراً لصاحب القبر، ثم يقول: كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر.
فـمالك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000060&spid=1152) رحمه الله لشدة تحريه وتمسكه بسنة النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يفتي إلا بقال الله قال رسول الله، وإذا غابت عنه سنة قال: لا أعلم
ولذلك جاءه رجل ضرب أكباد الإبل من المغرب إلى المدينة ليسأل عن مسألة فقال: ليس لي فيها سنة ائتني بعد أيام، فأتاه بعد أيام ثم فقال : ما تبين لي فيها شيء، فقال الرجل: ضربت أكباد الإبل لأسأل مالكاً (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000060&spid=1152) أعلم أهل المدينة، ويقول لي: لا أعلم فيها شيئاً، فقال: ارجع إلى من بعثك فقل له ذلك، فرجع إلى المغرب وقال لهم ما قاله الإمام مالك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000060&spid=1152)، فانتحل أهل المغرب مذهب مالك (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000060&spid=1152)؛ لتعظيمه سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وجاءه رجل وقال: سأحرم من قبل ذي الحليفة -أي: قبل الميقات- فقال له: لا تفعل، قال: ولم؟ قال: يا بني! كيف تفعل أمراً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ يا بني! إني أخشى عليك أن ترى أنك فعلت أمراً قد قصر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون عليك فتنة، قال الله تعالى: [ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور:63].
* * * * * *
و الإمام أحمد بن حنبل (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000043&spid=1152) رحمه الله كان يقول: لا تأخذوا عني ولا عن الثوري (http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=1152&ftp=alam&id=1000078&spid=1152)، وخذوا من حيث أخذنا، يعني: من رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لبعض أصحابه: (لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الشافعي، وخذ من حيث أخذنا)
وقال أيضا رحمه الله: (عجبت لقوم عرفوا الإسناد وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يذهبون إلى رأي سفيان، والله سبحانه يقول: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}[19] (http://www.binbaz.org.sa/mat/8188#_ftn19)
ثم قال: أتدري ما الفتنة؟ الفتنة: الشرك، لعله إذا رد بعض قوله عليه الصلاة والسلام، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك).
* * * * * *
وقال الإمام أبو حنيفة رحمه الله:
(إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين).
و في الأخير أسأل الله أن يجعلنا من المتقين والمتمسكين بكتابه ، وسنة نبيه ، وما كان عليه السلف الصالح.
وماذا عن أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم
في هذه الأحاديث القطعية في المسألة
التي قد مرعليها حتما كل من إطلع على فتوى الشيخ ابن باز في الموضوع الأصلي أعلاه :
.
.
[/center]
[/color][/font][/b][/b][/size][/font][/color][/size][/font][/center]
وإنها مسألة فقهية مسوغ الخلاف فيها ..وما أفدت به في مداخلتي السابقة كان على لسان عالم جهبذ من فطاحلة علماء السنة في عصرنا رحمة الله عليه .وهو أيضا ولابد عالم بنص القرآن وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم فيم تعلق بهذه المسألة ..
قد يقرأ عالم من العلماء نصا فيفتي فيه برأيه وقد يقرأ عالم آخر نفس النص ..فتكون له قراءة مختلفة ..ولاينقص ذلك من شأن أي منهما فكلاهما اجتهد ....وقد يرى أحدهم أن أحدهما هو المصيب والآخر هو المخطئ ويرى غيره غير ذلك ..بارك الله فيك ..
بما انه قدوة بالنسبة لك قد لايكون كدالك بالنسبة لاخرين
والعكس كدالك قد يكون هناك قدوة للاخرين ولا لا
وذلك ما ندندن به على الدوام يا أخينا بارك الله فيك .
ابو اكرام فتحون
2016-09-12, 23:51
ليست العبرة بأن يجعل كل مسلم أحد العلماء أو الشيوخ قدوة له أو رمزا يقتدي به فذلك ما يؤدي الى الوقوع في التعصب المذموم للأشخاص و تقديسهم ، فكل شخص أو فئة توالي وتعادي من أجل هذا العالم أو ذاك ، وليست العبرة كذلك بالتحجج بأن المسألة الفلانية فيها اختلاف
إنما العبرة بما قام عليه الدليل أي بما ساقه العالم من الحجة بأدلة من الكتاب والسنة ، عندئذ يجب اتباع الحق الذي عليه الحجة والدليل لذلك يقول سلفنا
نميل حيث مال الدليل
فنجد اليوم من يقول أن الاختلاف في الآراء رحمة والآخر يقول الأخذ بالخلاف فيه تيسير و سعة على الناس ، فيقال له قد فصل الله في الأمر حال وجود ووقوع الاختلاف وارشدنا الى ما يجب علينا عندئذ في قوله :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) .
و معلوم أن الرد إلى الله هو الرد إلى القرآن والرد إلى الرسول هو الرد إلى السنة .
فالحق و السلامة و النجاة بالاعتصام بالكتاب والسنة وما عليه سلف الأمة في كل زمان ومكان و الله تعالى يقول (وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) .
و الله اعلم والله من وراء القصد .
الأرض المقدسة
2016-09-12, 23:56
السلام عليكم وبعد :
ليس في المسألة خلاف - بل ما جئت به أيها الأخ - ركان - هو اسثناءات - او ضرورات - تقدر بقدرها - مبيحة للاقامة في بلاد المشركين - أما الحكم فباق على أصله كما رأيت - والله تعالى أعلم .
ليست العبرة بأن يجعل كل مسلم أحد العلماء أو الشيوخ قدوة له أو رمزا يقتدي به فذلك ما يؤدي الى الوقوع في التعصب المذموم للأشخاص و تقديسهم ، فكل شخص أو فئة توالي وتعادي من أجل هذا العالم أو ذاك ، وليست العبرة كذلك بالتحجج بأن المسألة الفلانية فيها اختلاف
إنما العبرة بما قام عليه الدليل أي بما ساقه العالم من الحجة بأدلة من الكتاب والسنة ، عندئذ يجب اتباع الحق الذي عليه الحجة والدليل لذلك يقول سلفنا
يقول ([color=#076d1a]/color]) .
كلام صحيح ..
ويحدث أن يكون لكل عالم أدلته ..ومن القرآن والسنة ...وعلى العامي من أمثالنا أن يتبع ما تطمئن له نفسه بارك الله فيك ..
جزاك الله خيرا على هذه النصيحة التي تدل على الغيرة على المسلمين والنفع لهم في دينهم ودنياهم
والعلماء متفقون على أن الإقامة المطلقة في بلاد الكفر لاتجوز والهجرة واجبة إلا المستضعفين وهذا مانقله الأخ أبوإكرام حفظه الله عن الشيخ ابن باز في هذه الفتوى
أما الإقامة المؤقتة فهي مقرونة بالحاجة وبشروط بينها العلماء منهم الشيخ ابن باز رحمه الله منها : اظهار شعائر الاسلام والامن على الدين والقدرة على الولاء والبراء...
ياسرون الجزائري
2016-09-13, 17:47
لا اريد ان ادخل معك في متاهات العلماء دخلوها ولم يجدو لها مخرجا فيما بينهم
انصحك بالخروج من منزلك مترين او ثلاثة ومساعدة المدمنين على المخدرات والخمور والزنا
فستكون فعالا احسن من هذه الدروس التي لاتسمن ولا تغني من جوع
بالتوفيق
قمتَ بتلوين كلمتي (الكفر والشرك) من كلامي، وأنت تعتقد أن الحديث فيه لا فائدة فيه والعلماء مختلفون فيه ولا يعرفونه!
لمذا أرسل محمد صلى الله عليه وسلم إذن؟ إلا لنبذ الشرك والكفر ونشر ضده وهو التوحيد والإسلام!! إذا كان الحديث عن الكفر لا يغني ولا يسمكن من جوع فلمذا نتحدث عن الخمور والزيا الذان هما أهون منه ؟
6937 وحدثني عبد الله بن أبي الأسود حدثنا الفضل بن العلاء حدثنا إسماعيل بن أمية عن يحيى بن محمد بن عبد الله بن صيفي أنه سمع أبا معبد مولى ابن عباس يقول سمعت ابن عباس يقول لما بعث النبي صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل إلى نحو أهل اليمن قال له إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحدوا الله تعالى فإذا عرفوا ذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم فإذا صلوا فأخبرهم أن الله افترض عليهم زكاة في أموالهم تؤخذ من غنيهم فترد على فقيرهم فإذا أقروا بذلك فخذ منهم وتوق كرائم أموال الناس
وأنصحك بالقراءة للعلماء القدامى قبل أن تتطرق إلى (علماء اليوم) حتى لا تجد الاختلاف الذي تتحدث عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا ، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
-----
العلماء متفقون على أن الإقامة المطلقة في بلاد الكفر لاتجوز والهجرة واجبة إلى بلاد المسلمين إلا على المستضعفين، وتسقط في حال عدم وجود بلد إسلام،
والله أعلم
بارك الله فيك .. وأثابك المولى ونفع الله بما قدمتِ
ربي يسترنا وخلاص
بارك الله فيك
السلام عليكم وبعد :
ليس في المسألة خلاف - بل ما جئت به أيها الأخ - ركان - هو اسثناءات - او ضرورات - تقدر بقدرها - مبيحة للاقامة في بلاد المشركين - أما الحكم فباق على أصله كما رأيت - والله تعالى أعلم .
السلام عليكم
بل الإختلاف هو حول تلك الإستثناءات يا أرض مقدسة .وذلك ما كنت أقصده ابتداء فهناك من استثنى الدعوة الى الله وتوقف .وهناك من توسع ليشمل طلب العلم والتجارة ..أو ترى هذا الإختلاف يستهان به ؟؟؟
..
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir