تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وصية مودع


عبد الباسط آل القاضي
2016-08-01, 18:58
الحمد الله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
اوصي نفسي واخواتي بتقوى الله في السر والعلن و اخلاص النية بالعمل الصالح والاستباق للخيرات والمسارعة فيها دون تكاسل ولا الركون إلى أماني باطلة تثبطهم على ذلك فإن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم فإن رأى عابدا أقعده ونفث في صدره الكسل والأماني ويفعل بالعالم أقل من ذلك ولكن إذا وقع في يده أصيبت مقاتله فلا غرو أن زل العالم هي الزلة الكبرى لذا قال السلف اتقوا زلة العالم كما أوصي اخواني بدرأ المفاسد عن القلب كالزيغ والمرض والقسوة والحسد والغيظ والغل وما توالد من ذلك فالقلب ملك الجوارح وهي به خيرا فخير وشرا فشر ولا تكون سلامة القلب إلا بالذكر والتقوى والصبر على المكاره والحلم على الأذى وان يحتسب سلامة قلبه في ميزان حسانته يوم القيامة وكيف لا وقالى تعالى وقوله الحق (﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ فوالله إن سليم القلب لذو نعمة لو علم بها صاحب الملك لنازعه فيها بالنحاس والنار كما أوصيكم ونفسي بطلب العلم من مظانه والمصابرة فيه والمرابطة فالأمر ليس هينا كما قيل لا تحسبن العلم تمرا انت أكله لن تبلغ العلم حتى تلعق الصبرا ؛ فو الله ماأوتي المرء نعمة خيرا بعد الإسلام كما العلم فبه يعلم دين الله الكامل التام النعمة واهله هم الناس ألم تر أن الله جعلهم من خاصته فهم اهل الخشية والرفعة والتقوى ؛ ورفعهم الله درجات ؛ وقرن الإيمان بالعلم ( { يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ } وصاحب العلم تستغفر له المخلوقات وتظله الملائكة في مجلسه ؛ وبالعلم تعرف جنة الدنيا والآخرة ؛ فأوصي اخواني بطلب العلم وتوطين العزم على جعله لله سبحانه تعالى لا للممارة والمجادلة والرياء فهذا صاحبه عما قليل يضرب له مثل السوء فيكون كالحمار أو الكلب ؛ إذا اردف ذلك مخالفة لما يعلم والعمل بالظنون والتخرص.
واوصيكم ونفسي بالتواضع لله سبحانه وتعالى في السراء وفي النعم وفيما اتاكم الله من فضله الواسع فالتواضع مئنة الحكمة والفقه فلا يتواضع إلا العلماء وغيرهم من الحفالة يتكبرون ويغترون بما اوتوا فرحا وبطرا ومن أظلم من تعدّى وطغى فالله الله في أنفسكم وما استحفظتم من العلم إني ناصح لكم ؛ كما اوصيكم ونفسي بالرفق والحلم والصبر في النصح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا غلاةً ولا جفاةً بل وسطا بين ذلك قواما ولا تعتدوا في الأمر واجعلوه حسبةً خالصة لله لا مطية للانتقامات والخصومات فمن جعل دين الله للخصومات اكثر التنقل ؛ ولتذكروا اقواما كانوا قبل يومكم هذا اسود السنة على المنابر يحذرون من بدع الموالد والمقابر ويروون احاديث الفتن عن يأجوج ومأجوج وفتنة البغي والخروج فلما جاء التمحيص انتكسوا وارتكسوا واصبحوا في حيس بيص وركبوا امواج الفتنة وكانوا فيها رؤوسا وذيولا واحدثوا ما احدثوا –نسأل الله الثبات والهداية – وقد كانوا بالأمس كمثل حالي وحالكم مطمئنين بأمرهم سامرين في القنوات والشاشات اتباعهم لا ينضبط لهم عدد فلما جاءت الكاشفة بان عوارهم وطفا كدرهم ومحصوا كما يمحص الدرهم المزيف من الصحيح وكان حقيقا على الله تمحيص المؤمنين كما كان حقيقا عليه نصر هم إذا صبروا واتقوا وادوا حقه في عبادته وحده لا شريك له فاتقوا الله واوفوض امري الى الله إن الله بصير بالعباد

سليم المبتسم
2016-08-01, 22:24
بارك الله فيك أخي الكريم

khalil meca
2016-08-02, 00:21
بارك الله فيك أخي الكريم ..

cheria12
2016-08-02, 12:19
بارك الله فيك

ami190
2016-08-02, 14:02
بارك الله فيك أخي الكريم