تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في ذكر شيء من أخبار المُعمَّرين و أشعارهم و مستحسن كلامهم .


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-26, 20:19
بسم الله الرحمن الرّحيم

أحد المُعمَّرين دويد بن زيد بن نهد بن زيد بن ليث بن سُود بن أسلُم بن ألحافِ ابن قضاعة بن مالك بن مرة بن مالك بن حِميَر .
قال أبو حاتم السِّجِسْتانيّ : عاش دويد بن زيد أربعمائة سنة و ستا و خمسين سنة (456) ، قال : و لا تعد العرب معمَّرا إلا من عاش مائة و عشرين سنة (120) فصاعدا ، قال لبنيه : (( أو صيكم بالناس شرا ، لا ترحموا لهم عَبرة ، و لا تُقيلوهم عثرة ، قصروا الأعنة ، و طولوا الأسنة ، و اطعُنوا شزرا ، و اضربوا هبرا ، و إذا أردتم المحاجزة ، فقبل المناجزة ، و المرء يعجز لا المُحالةُ ، بالجد لا بالكد ، التجلد و لا التبلد ، و المنية و لا الدنية ، و لا تأسوا على فائت ، و ان عز فقده ،و لا تحنوا على ظاعن وان أُلِفَ قُربُه ، و لا تطمعوا فتطبعوا ، و لا تهنوا فتخرعوا ، و لا يكن لكم المثل السوء ،إن المُوَصَّيْنَ بنو سهوان ، إذا مت فارحبوا خط مضجعي ، و لا تضنوا على برحب الأرض ، و ما ذلك بمُؤَدٍّ إليَّ روْحًا ، ولكن حاجةُ نفسٍ خامَرَها الاشفاقُ )) ثم مات .
قال أبو بكر بن دريد في حديث آخر إنه قال :
أَليَومَ يُبنى لِدُوَيدٍ بَيتَهُ .............. يا رُبَّ نَهبٍ صالِحٍ حَوَيتُهُ
و ربَّ قِرْنٍ بطَلٍ أرْدَيتُهُ ............... وَرُبَّ غَيلٍ حَسَنٍ لَوَيتُهُ
وَمِعصَمٍ مُخَضَّبٍ ثَنَيتُهُ ............. لَو كانَ لِلدَهرِ بَلىً أَبلَيتُهُ
أَو كانَ قِرني واحِداً كَفَيتُهُ
و من قوله أيضا :
ألقى عليّ الدّهر رِجلا و يدا ........... و الدّهر ما أصلح يوما أفسدا
يفسد ما أصلحه اليوم غدا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
قوله : (( اطعُنوهم شزْرا ، و اضربوا هَبرا )) ، معنى الشّزْر أن يطعُنه من إحدى ناحيتيه ، يقال : فتل الحبل شزرا ، إذا فتله على الشِّمال ، النظر الشّزر : نظر بمُؤْخِر العين ، و قال الأصمعي : نظر إلي شزرا إذا نظر إليه من عن يمينه و شماله ، و طعنه شزرا كذلك .
و قوله : (( هبرا )) قال ابن دريد : يقال هبرت اللحم أهبُرُه هبرا ، إذا قطّعته قطعا كبارا ، و الإسم الهَبرة و الهُبرة ، و سيف هبَّار و هابرٌ ، و و اللحم هبير و مهبور .
و المُحالة : الحيلةُ .
و قوله : (( بالجَدِّ لا بالكدّ )) أي يدرك الرجل حاجته و طِلبته بالجَدّ ، و هو الحظُّ و البَخْت ، و منه رجلٌ مجدود ، فإذا كسرت الجيم فهو الإنكماش في الأمر و المبالغة فيه .
و قوله : (( التجلُّد و لا التّبلّد )) ، أي تجلدوا و لا تتبلدوا .
و قوله : (( فتطبعوا )) ، أي تدنَسوا ، و الطبع الدّنس ، و يقال كَبِع السيف يطبع طبعا ، إذا ركبه الصّدأ ، قال ثابت بن قطنة العتكي :
لا خير في طمع يُدني إلى طَبَعٍ ................ و غُفَّةٌ من قَوَامِ العيش تكفيني
و قوله : (( و لا تهنوا فتخرعوا )) ، فالوهن الضّعف ، و الخَرَعُ و الخَرَاعة : اللِّين ، و منه سميت الشجرة الخِرْوَع للينها .
و قوله : (( إن المُوَصَّينَ بنو سهوان )) ، فالمُوصّونَ جمع موَصّى ، و بنو سَهوان ضربه مثلا ، أي لا تكونوا ممن تُقُدِّم إليهم فسَهَوْا و أعرضوا عن الوصيّة ، و قالوا : إنه يضرب هذا المثل للرجل الموثوق به ذمّة ، و معناه أن الذين يحتاجون أن يًوصَّوا بحوائج إخوانهم هم الذين يسهون عنه لقلة عنايتهم ،
و أنت غير غافل و لا ساه عن حاجتي .
و قوله : (( فأرحبوا )) أي أوسعوا ، و الرُّحب السَّعة ، و الرَّوْحُ : الرّاحة .
و قوله في الشعر : (( و ربّ غَيْل )) : فالغيل الساعد الممتلىء . و المعصم : موضع السوار من اليد

[ أمالي المرتضى ، غُرر الفوائد و درر القلائد . م 1/ ص 238 . ط 2 سنة 1387هـ / 1967م .دار الكتاب العربي . بيروت ]

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-26, 22:48
محجوز .................

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-26, 22:48
محجوز ..............................

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-26, 22:49
محجوز ........................

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-26, 22:49
محجوز .............................

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-27, 10:54
محجوز .......................

المفيد المستفيد
2016-07-27, 13:00
بسم الله الرحمن الرّحيم





و من قوله أيضا :

ألقى عليّ الدّهر رِجلا و يدا ........... و الدّهر ما أصلح يوما ما أفسدا
يفسد ما أصلحه اليوم غدا



دُرَر تُتحفنا بها، وتزيدُ بها المنتدى جمالاً وإثراء

أعجبتني مشاركاتك؛ ما حملني على قراءتها وتتبّعها لأستفيد منها، فوقعت عيني على زيادةٍ في هذا البيت ولا إخالُها إلا سبقُ كبسَة زِرّ! وهيَ:
والدّهر ما أصلح يومًا ما أفسدا
والصحيح: والدهر ما أصلح يوما أفسدا

أعتذر عن تطفّلاتي أخي المهاجر، وأنا أتابعك ما بقيَ في العمر بقيَّة بإذن الله

تقبَّل مروري ^^

موفق أخي

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-27, 13:44
لأنت بشِقِّ اسمك الأوّل أحق منه بالثّاني ، و لو جعلته هكذا ( مُفيد المستفيد ) لكان أولى و أحسن و أصدق
و بعد فقد صدقتَ فقد كانت سبق كبسة أخي الكريم ، فقد كنتُ أكتب على عجل ، و الصّواب ما أثبتَّه أعلاه
فجزاك الله عني خيرا
و إني لأحسبك أديبا أريبا ، بارك الله فيك و أحسن إليك
و أرجو أن تُصلح ما رأيت من خطل و تسدّ ما لقيت من خلل
فمثلك يحل بالأهل و ينزل بالسهل

علي ساهر
2016-08-07, 14:02
شكرا جزيلا على نقل هذه الدرر
ومن بين المعمرين مصاد بن جناب الذي يقول عنه الشاعر بعد وفاته
إنَّ مصاد بن جناب قد ذهب ... أَدرك من طول الحياة ما طلب
والموت قد يدرك يوما من هرب
و اكثر هذه القصص موجودة أيضا في كتاب المعمرون و الوصايا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-07, 19:02
بارك الله فيكما و أحسن إليكما

رابحي نـائل
2016-08-07, 20:18
أهلا بالمهاجر وبالحرف المغامر ..وبالكلم المكابر والبيان المتطاير ..وباللسان الحاذق المثابر
لست بكاتب المقامات ولا بديع الحكايات ..ولا حتى رويات
وكأن بصاحبك يذكرنا بأشهر خطبة للحجاج بن يوسف ..
عندما أقدم واليا غلى العراق ....حيث أحكم وألطم ..وأقتل وأعدل ...وأرعب وأعذب
وذكر اسمه في الاقطار والامصار ..ملوحا بسيفه يمين ويسار لكل من سولت له نفسه على إيثار
ومن مجمل خطبته ..

يأهل الكوفة أما والله إني لأحمل الشر بحمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإني لأري أبصارا طامحة وأعناقا متطاولة ورءوسا قد أينعت وحان قطافها وإني لصاحبها وكأني أنظر إلى الدماء بين العمائم واللحى تترقرق........
إني والله يأهل العراق ومعدن الشقاق والنفاق ومساوي الأخلاق ما يقعقع لي بالشنان ولا يغمز جانبي كتغماز التين ولقد فررت عن ذكاء وفتشت عن تجربة وجريت إلى الغاية القصوى وإن أمير المؤمنين أطال الله بقاءه نثر كنانته بين يديه فعجم عيدانها فوجدني أمرها عودا وأصلبها مكسرا فرماكم بي لأنكم طالما أوضعتم في الفتن واضطجعتم في مراقد الضلال وسننتم سنن الغي أما والله لألحونكم لحو العصا ولأقرعنكم قرع المروءة ولأعصبنكم عصب السلمة ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل
وثم ... سلمت الانامل على شهد الجواهر

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-08, 05:55
مرحبا أخا نائل حللت أهلا و وطئت سهلا
مرورك هذا سرّني أخي الفاضل جزاك الله خيرا و أحسن إليك