المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من رسائل التحرير و التنوير 2


رشيد بوعافية
2016-07-19, 21:21
من رسائل التحرير و التنوير 1 :
" تعلّم كيفَ تستَمتِعُ بأوقاتِكَ و أعمالِك . . لا تقلَقْ ؛ العُمرُ سوفَ ينقَضِي في حينِه . . ! "



إي و اللهِ يُعجِبُنِي أن أرى الشخصَ " مُستَمتِعًا " بلَحظَاتِه و أيّامِهْ . . " متذوّقًا " لأمانِيهِ و أحلامِهْ . . مُركّزًا و مُحترِمًا مُتقِنًا لقواعِدِ كلّ شيءٍ يفعلُه . . و لو كانَ " قراءة جريدَة " أو " السيرَ على شاطئِ البحرِ " . . أو " ارتِشَافَ " فتجانِ قهوة . . !

ما شاءَ الله . . هؤلاءُ همُ المُستمتِعُونَ بالحياةِ حقًّا . . !

كُل عملٍ في مكانِهِ و أوانِهِ . . لا وجودَ للغُولِ في أذهانِهِم أبدًا . . !

إذا كانُوا في صلاةٍ فهُم في إقبالٍ و مُناجاة . . !

و إذا كانوا في دُعاءٍ فهم في انكسَارٍ و إخباتْ . . !

و إذا كانُوا في طعامٍ فللطّعامِ و جلساتِهِ أصولٌ وأبجدِيّاتْ . . . !

و إذا كانُوا في قراءةِ جريدَةٍ أو مطالعةِ كتابٍ فهُم في تركيزٍ و ثبات . . !

و إذا كانُوا في سياحَةٍ أو رِحلةٍ فللرّحلَةِ أذواقٌ و مُستلزَماتْ . . !

و إذا كانُوا في مُهِمّةٍ أو عملٍ فهم في إتقانٍ و عطاء . . !

و إذا لعِبُوا مع أولادِهِم رأيتَ فيهم الأطفالَ الأبريَاءْ . . !

و إذا تاقَت نفوسُهُم للوِصالِ مع أهلِهِم كانت لهم فنونٌ و أسرار . . !

بل يُتقِنُونَ حتّى ارتشافَ فنجانِ القهوَةِ . . . و الجلوسَ بهدوءٍ و تركيزٍ في الحدائقِ الزّاهِية . . . !

لا يختلطُ عليهم عملٌ بعمَلْ . . ولا يقطَعُ عليهم الاستمتاعَ ولا يُزعِجُهُم عن إتمامِ ما هم فيه إحساسٌ يئِن ولا هاتفٌ يرِن . . !

أخي الحبيب . . . !

ما أجملَ أن تعيشَ مطمئنًّا مُستمتِعًا باللحظَةَ التي أنتَ فيها . . و عقلُكَ خالٍ من التشويشِ و همّ الأعمالِ القادِمَة . . ! إنّ روحَكَ المسكينَةَ تلهثُ منَ التّعَب . . و الإرهَاق . . تُريدُ أن تجلِسَ .. معكَ . . وحدَكَ . . في الشُّرفَةِ ( البالكون ) . .أو على شاطئ البحر . . تستمتِعان معًا . . بنسْمَةِ الصيف . . و نسيمِ الفجر . . . بالشّروق . . بالهدوء . . و أنتما ترتشِفانِ معًا القهوةَ الارتِشَافَ الحقَّ الذي هو الارتِشَاف . . !

. . العُمرُ سوفَ ينقَضِي في حينِه . . فقط : كُن معَ الله . . . ثمّ تعلّم كيفَ تستَمتِعُ بأوقاتِكَ و أعمالِك . . !

في أمان الله . .

رشيد بوعافية
2016-07-19, 21:33
من رسائلِ التحريرِ و التنوِير 2 :

أخي الحبيب :

بعدَ عِشرينَ سنةٍ من الآن . . ستَشعُرُ بالإحباطِ . . و خيبَةِ الأمَل . . تُجاهَ الأشياءِ التِي لم تفعَلهَا . . أكثَرَ مِمّا تشعُرُ تجاهَ الأشياءِ التِي فعلتَهَا . . !


ليسَ هذا الأمرُ بالفلسَفَةِ ولا بقِراءَة الفنجان . . . اطمَئِن . . إنّهُ الواقِعُ و قوانِينُ الحياة ..!

أتدرِي لماذَا ؟!

و اللهِ أيها الحبيب :

لأنّكَ . . فقط . . لم تكُنْ تمتلِكُ " الشجاعَةَ النفسيّة الكافية " لاتّخاذِ قرارٍ مَا في وقته . . .! و اكتَفيتَ بأن تلزَمَ جِدارَ السّلامَةِ و الطمأنِينَة و الحَذَرِ الأرعَنْ.. ! فوصَلَ غيرُكَ و انقطَعت . . و حصّلَ غيرُكَ و فاتَكَ ما فاتَكَ بسبب الخوفِ و الإحجامِ و التردّد . . !


أفْفْفْ . .إنّهُ التردُّدُ الأرعنُ . . و الإحجامُ البارِد . . قتلَنِي . . !

في ارتباطٍ و زواج . . في فراقٍ و طلاق . . في تحصيل رِزقٍ او استجلابِ منفعَة . . في بيعٍ أو شِراء . . في اقتحامِ فُرصَةٍ معروضَة . . في سلوكِ دربٍ أو اختيار تخصص . . في كلّ شيءٍ في الحياة احتاجَ مِنّي لشجاعَةِ قولِ نعَم . . .فحسب . . !

لا أريدُ أن أفتحَ لكَ بابَ " لو " . .فَما أبعدَ ما فاتْ . . يا لحبِيبْ . . ! ؛ و إنّمَا أريدُ أن أُعلّمَكَ لمَا هو آتْ . . !

يا للأَسَفْ قلنا " لا " أحوجَ ما كُنّا إلى " نعَم " . . بحثًا عن الأمانِ المزعومِ و الرّاحَةِ القريبَة الكاذِبَة . . متهَيّبِين من المخاطَرَة و التحدّي و الاقتِحامْ . . ثُمّ نتعجّبُ من تقسيمِ اللهِ للأرزاقِ ناسِينَ بأنّ للهِ سُنَنًا في سَوقِهَا لا تُحابِي ولا تضطَهِدْ . . منها " الإقتِحامْ " !

أيها الحبيب :

لا أريدُكَ أن تندَمَ على خطإِ اجتهادِكْ . . و إنّما أريدُكَ أن تُقلِعَ عن التردّدِ و الخوفِ و الإحجامِ البارِد . .فكثيرٌ من الأرزاقِ الطيّبَةِ و النهاياتِ السعيدَةِ تحتاجُ مِنكَ إلى الشجاعَة . . فحسب . . !

المخاطَرَةُ الكبيرةُ هي الحياةُ بلا مخاطَرَة . . ! فهيّا اقتَحِم ولا تعجَزْ . . !

باركَ اللهُ لكم في القرارات و الخطوات . .

و في أمانِ الله . .

رشيد بوعافية
2016-07-19, 21:47
من رسائل التحرير و التنوير 3
لا نزالُ نفثَاُ عُقدَةَ الخوفِ . . لنتحرّرَ من شيطَانِها . . . !

أيُّها الحبيب : أسوأُ ما في هذه الحياةِ أن تعيشَ خائفًا مرتعِدًا مرتبِكًا متنازِلاً . . . في حين ينعَمُ غيرُكَ بالثّقَةِ والطمأنينة و سلامة الحَال و راحة البال . . . . ! و الفرقُ بينكما لو تعلمُ : أنكَ على وَفْرَةِ ما عندَكَ من المُعطَياتِ تخاف . . وهو واثِقٌ في قليلِهِ لا يخشَى ولا يخاف . . . !

أُفْفْفْ . . . أكرَهُ رائِحَةَ الرّهبَةِ التافهَةِ في الحياة . . !

الخوفُ ما هو إلاَّ فكرةٌ سلبيّةٌ خاطئة قابعةٌ في عقلك الباطِن المسكين . . صنعته الأوهامُ المشؤومةُ الكاذِبَةُ و التجاربُ المتعثّرَةُ الفاشلة و الالتفاتُ إلى أقوال و آراءِ النّاس و الإصغاءُ إلى مصايِدِ الوسواسِ الخنّاس . . . !

آسيدِي خلقَكَ اللهُ لا تخافُ إلاّ من السقوطِ و الصوتِ الغريبِ المُزعِج . . ! ولو كنتَ تقدرُ على الفهم حينَها لزالَ عنكَ الخَوفانِ معًا ، فلم تَعُد تخافُ أبدًا . . ! و لكنّكَ شيئًا فشيئًا أنتَ من يزرعُ في عقلِهِ ونفسِه منظومةً هائلةٍ من مفردات الخوفِ الكاذبِ و الرَّهبةِ التافِهة . . حتّى تنتكسَ حياتُك و تستسلمَ لطريق الفشَل خطواتُك . .

صدّقنِي . . لا مكان للخوفِ إلا في عقلِكَ و عَرَقِكَ الذي يتصبّب . . !

هيّا قُم . . أقبِل ولا تخَف . . إنك من الآمنين . . . !

أيها الحبيب. :

الخوفُ في حياتنَا كالغُولِ الوحشِ المُخيف تحت سرير الطفل المسكين في الظلام . . ترتعدُ له الجوانحُ رهبةً و رُعبَا . .فإذا ما أضاءَ الوالدُ النورَ ؛ تبدّد الظلام وانكشفت حقيقةُ الأوهام . . و إذا بالغُولِ إيحاءٌ كاذبٌ لا وجودَ له إلاّ في عقل الصبي .. !


سبحانَ الله . .. نخاف من صورتنا أمام أنفسنا . . من صورتنا أمام الآخرين . . نخاف من السير والحركة و التجديد ومن كل ما هو جديد .. نخاف من التجارب و السقوط و الحديث و القيام . . . نخاف من العمل و الاجتهاد و سخرية الحياة و الأيام . . ! نخافُ مما ينتظرنا و نرسمُهُ لعقلنا بريشة الأوهام . . فإذا بكل ذلك أغلالٌ و قيودٌ حقيقيّةٌ تجعلنا نفقد السيطرة و تكبّلُ طاقاتنا وقُدُراتنا الحيّة الأبيّة وتمنعها من الثقة و الجُرأةِ و الإقدام في صناعة النفس والحياة و الأيّام . . !

يا للأسَف . . تربّينَا على هذا الخوف و تغذّى في عقولنا ونفوسنا لعشرات السنين حتّى عشّش و فرّخ وهو لا شيء. ! . .


تقدّم .. ولا تهَب . . . و انظُر هناك في الصورة . . ! أرأيتْ . . ؟ ! :

إنّه الطريقُ إلى منصّةِ التتويج في الحياة . . !
. . . صدّقنِي :

جزءٌ كبيرٌ ممّن " احتَلَّ . . " مكانًا في منصّة التتويج ! أشخاصٌ مثلك بالضبط . . و لكنهم استطاعُوا أن يصلوها بالجُرأةِ و الإقدام و الثقة بالنفسِ و قتل الأوهام . . رغم بضاعتهم القليلة المزجاة . . . [ وجَهْهُم صحِيحْ "بَرْكْ " يا لحبِيب . . ] . !

فهيّا . . أقبِل ولا تخَف . . و اللهِ إنّكَ من الآمنِين . . !



في أمانِ الله . .

سارة إبراهيم الخليل
2016-07-19, 21:51
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

رشيد بوعافية
2016-07-21, 22:41
شكر اللهُ للأخوين الكريمين : سارة إبراهيم الخليل و الأخ فتحي ، و لكما كل الشكر و التقدير .

أما عن موقف الإنسان من الظروف حين يرغبُ في التغيير و التطوير و الإقلاع المُوفّق ولا تواتيه تلكَ الظروف : فالموقفُ الإيجابيُّ بالنّسبة إليه هو استثمارُ هاته النصائحِ و الوَجباتِ التحفيزيّة التي نقدّمُها ندعّمُ بها الطاقات و القُدرات حتى تتغلّب على الظروف التي تظهرُ صعبةً مستحيلةً لتجعلها بعضَ أحجارٍ تُرقّعُ بها الطريق . . طريق النجاح الواصل الممتد . . و الله إنه التحدّي و الإصرار و استفراغ الوُسع في تقديم الأسباب أخي الحبيب لا شيءَ غيرُهُ و النتائجُ - بعد هذا التحدّي و الإصرار و تقديم الأسباب - على الله و سوف نتقبّلها بصدر رحب . .

أخي فتحي إليك هذه الحكمة التدريبية التالية ففيها من أخيكَ مزيدُ جوابٍ بإذنِ الله و أسأل الله لي و لك التوفيق و السداد . آمين .

رشيد بوعافية
2016-07-21, 22:49
من رسائل التحرير و التنوير 4 :

يقول الكاتب الإنجليزي توماس كارلِيل :" إنَّ الصخرةَ التي تعترِضُ طريقَ الضعيفِ فتصُدّهُ عن غايتِه هيَ نفسُ الصخرةِ التي يُلقِيهَا القوِيُّ في حُفَرِ طريقِه ليجعلهُ مُمَهَّدًا سَويَّا ! " .

أرأيتُم أيّها الإخوة . . ألم أَقُل لكم .. ؟! ؛ ليسَت هناكَ صُخورٌ على التحقيق . . إنّما هناكَ ضَعفٌ وقُوّة . . شجاعَةٌ وخَوَر . . استعلاءٌ و استِجداء . . نَشَاطٌ وخُمُول . . إرادةٌ وشَلَل . . !
نعم أيُّهَا السّادَة ! ..
الضّعفُ و الخَوَرُ هو الذي يجعَلُ الحصَاةَ الصغيرَةَ تبدُو للنفسِ الضعيفةِ كالصّخرةِ العاتِيَة . . . و هو الذي يمنَحُها قَدَاسَةَ الصخرةِ و صَلَابَة الجُلمُود . . ، أمّا القُوَّةُ النفسيّةُ فهي التي تتحدّى الصُّخورَ الصلبَة و الجِبالَ الشامِخَة .. تَتَحَدَّاهَا . . نعَم . . لتجعلَها بعضَ أحجارٍ تُرقّعُ بها الطريق . . طريق النجاحِ الواصل الممتَد . . أو تجعَلَها سُلَّمًا تصعَدُ به إلى العلياءِ و المجد . . ولا تهُمُّ مع ذلكَ الآلام و الجراحُ و الآهات . . لأنّ سلامَةَ العاقبةِ و جمالَ النّهايَةِ و المغبّة يجعلُ تلكَ الآلامِ في نظَرِ النفسِ شيئًا مرّ و انقضَى .. !

إنّما هناكَ ضَعفٌ وقُوّة . . و كفَى !
ثمّ تأمّلُوا منهجَ حَياةِ الضعيفِ و القويّ معشر الأحباب !
الضّعِيفُ مَلُولٌ كَسُولٌ أبسَطُ شيءٍ يجعلُهُ يتأفّفُ و يتخَفَّفُ و ينصرِفُ عن دَربِهِ و غايَتِه الممتدّة . .
أمّا القويُّ فهو إيجابِيٌّ مُثابِرٌ صَبُورٌ تُشِعُّ نفسُهُ بالحيويّة والأمَل . . مُقاومٌ تمامًا كالنملَةِ لا تترُكُ الحبَّةَ ولا تتنازَلُ عن إيصالِها مهمَا عصَفت عليها الرياح . . و مهما عَاكَسَتْها الأحجار . . و مهمَا فاجأَتها الأقدَار . . !
هي هكذا الحياةُ . .ضعفٌ و قُوّة . .إرادةٌ و شلل . . . . ليسَ هناكَ صخور . . !
فالتحيّةٌ للقُوَّة و الأقوياء . . و عظَّمَ اللهُ أجرَ الضُّعفاءِ و الضّعف . . !

إيلافْ وَ سلافْ
2016-11-06, 10:16
فالتحيّةٌ للقُوَّة و الأقوياء . . و عظَّمَ اللهُ أجرَ الضُّعفاءِ و الضّعف . . !
جزاك الله خيراً وأحسن إليك على هذه الدرر

margo9
2016-11-06, 13:14
شكرا على المعلوماات