تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شهر الخير والتغيير ... وداعاً


ali trui
2016-07-05, 18:23
إن المتأمل لحال الصالحين عند وداعهم لرمضان، يجدهم في خوف ودعاء، خوف من رد العمل، ودعاء بالقبول من ذي الجود والكرم، لذا كان سلف هذه الأمة عند خروج رمضان يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم رمضان، خوفاً من رده.

روي عن أمير المؤمنين علي رضي الله عنه أنه كان ينادي في آخر ليلة من رمضان: (يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه ).
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه يقول عند رحيل الشهر: ( من هذا المقبول منا فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك ).
ورمضان هذا العزيز الذي يغادرنا، كان فرصة ثمينة لاحت لمن أحسن استغلاله، لأحداث تغيير إيجابي في حياته، ومع وداعنا له، وتلمسنا لحصول تغيير في بعض جوانب حياتنا، كان لزاماً أن يكون هذا التغيير مستمراً لا منقطعاً؛ لتكون نتيجته هي الباقية حتى بعد رمضان، وهذا هو الجانب الأهم من مراحل التغيير، والذي يحتاج إلى بذل الجهد للاستمرار في ثباته.

وهنالك أسباب عديدة للثبات على التغيير بعد رمضان، من أبرزها:
أولاً: الاستعانة بالله عز وجل على الثبات.
ثانياً: عزم النفس على البقاء على ذلك.
ثالثاً: البيئة الصالحة المعينة عليه.

فكما جاهد المسلم نفسه لإحداث تغير إيجابي في شهر رمضان، يجب المحافظة على ما تم انجازه فيه، ليكون هو الأصل والأساس في حياته.
وليكن وداعنا لرمضان بداية لصفحة جديدة مع تغيير مستمر مع النفس، ولنسأل الله في ختام هذا الشهر الثبات على الأعمال الصالحة.
فالثبات على الطاعات والقربات بعد رمضان من العلامات التي عدها العلماء لقبول العمل.
سُئل بشر الحافي - رحمه الله - عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون، فإذا انسلخ رمضان تركوا، قال: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان.
ولا نكون مثل المرأة التي ذكر الله قصتها في كتابه العزيز في بيان النهي عن نقض الأيمان بعد توكيدها، والوفاء بالعهود، حيث قال سبحانه: ((وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا ))، حيث أنها كانت تغزل الصوف في أول النهار، حتى إذا أوشكت على إتمامه آخر النهار نقضته وأفسدته، ثم عادت إلى الغزل والنقض مرة أخرى، وهذا كان دأبها وشأنها أبداً، لذا كان الرجوع إلى فساد بعد التلبس بصلاح، أمراً منهياً عنه، كما قال ابن عاشور .
فقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم أنه يتعوذ من الحور بعد الكور، أي من فساد الأمور بعد صلاحها.
فلنحافظ على ما أنجزناه من تغيير لأنفسنا وعاداتنا وسلوكنا، ولنتبع الحسنة بالحسنة.
ومن أعظم ما يتبع به شهر رمضان من الطاعات، صيام الست من شوال، يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدّهْرِ )) .
فالحمد لله أن مد في آجالنا وبلغنا شهر رمضان، ونحمده أن منَّ علينا بنعمة التمام، ونسأله القبول لصالح الأعمال، وأن يحسن لنا الختام.


راشد عبدالرحمن العسيري

sliman rabeh
2016-07-10, 16:03
جزاك الله خيرًا وبارك فيك

MADENDJAMELEDDINE
2016-07-25, 21:34
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

batna17
2016-08-12, 09:53
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم

abdouh60
2016-08-21, 00:18
بارك الله فيك وجزاك الله عنا كل خير

ali trui
2016-09-01, 11:33
وفقنا الله واياكم الى ما فيه الخير
مع صادق مودتى

macho.dz
2016-09-05, 12:01
بارك الله فيكم على هذا الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان الحسنات ان شاء الله

macho.dz
2016-09-05, 12:01
بارك الله فيكم على هذا الموضوع المميز
و جعله الله في ميزان الحسنات ان شاء الله