المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا بعد رمضان؟


abedalkader
2016-06-28, 13:51
البسملة1
السلام1
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي الرحمة الذي عبد ربَّه حتى أتاه اليقين والممات.
أما بعد:
فمن نعم الله على العبد المؤمن أن يبلِّغه مواسم الطاعات، ويوفقه إلى القيام بالواجبات على أتم ما افترضه المولى عز وجل، وقد أكمل الصائمون صومهم، والقائمون قيام ليالي خير الشهور، وفاز القراء بختم كتاب ربهم وكلام مالكهم، وهذا كلُّه بمنِّ الله وكرمه، ولولاه ما وُفِّق أحد للخيرات.
فمن وفَّى ما عليه من الأعمال والطاعات كاملة، وُفِي له الأجر والجزاء كاملا، ومن نقص من عمله شيئا نقص له من الأجر بقدر ما نقص من العمل.
غدا توفى النــفوس ما كســبت ويحصد الزارعــون ما زرعــوا إن أحسنوا أحــسنوا لأنفسهم وإن أساؤوا فبئس ما صنعوا وقد علموا أنَّ الله تعالى قال في كتابه: ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾.
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يجتهدون في إكمال الطاعات، والتقرب إلى الله تعالى بإحسان العمل ومداومته، مع خوفهم بعدم القبول،
فعن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: سألت رسول الله عن هذه الآية ﴿والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة﴾،
قالت عائشة: هم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون أن لا يقبل منهم».
فعن فضالة بن عبيد قال: لأن أكون أعلم أن الله قد تقبل مني مثقال حبة من خردل أحب إلي من الدنيا وما فيها؛ لأن الله يقول ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِين﴾». رواه ابن المبارك في الزهد، وابن أبي الدنيا في الإخلاص.

فشهر رمضان وقت الزرع، ويوم القيامة وقت الحصاد، فمن لم يزرع لم يحصد إلا الندم والهم، ولقد أحسن القائل:
ترحل شهر الصبر والهفاه وانصرما ***واختص بالفوز بالجنات من خدما
أصبح الغافل المسـكين منكســرا ***مثلي فيا ويــحه! يا عظـم ما حرما
من فاتـه الزرع في وقـــت البـدار ***فما تراه يحصــد إلا الهمَّ والندمـا


بل من الناس من تراه يعبد الله تعالى في شهر الخيرات، يصوم نهاره ويقوم ليله، ويجتنب كلَّ ما يخدش صومه من الكلام البذيء والعمل الدنيء، فإذا انصرم رمضان رجع إلى ما كان عليه من الآثام، ومقال حاله: «لا يُعرف الله إلا في رمضان».فإذا كان عباد الله المتقون وجلون من عدم تقبل العمل، فكيف بمن ضيَّع وقته في السهر والكسل؟
كم يفرح المرء عندما يرى ألوان الطاعات تزداد في رمضان، فما أن يؤذن أذان الفجر إلا وتجد المساجد مكتضة بالمصلين، ولا تكاد تفرِّق بين الصلوات؛ إذ بيوت الله عامرة في كلِّ وقت من ليل ونهار، لكن سَلِ المساجد بعد صلاة العيد عن عُمَّارها، أين ذهبوا، فقد ترك الكثير صلاة الجماعة، ولم يستجب لنداء الله إلا القليل الموفقون.
ألا فليعلَم هؤلاء أنَّ من علامة قبول العمل عند الله أن يكون المرء على حال أفضل من الحال التي كان عليها، فالصيام يزيد المرء تقربا إلى الله في كلِّ الأوقات، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون﴾.
قال ابن كثير في تفسيره: يقول تعالى مخاطبًا للمؤمنين من هذه الأمة وآمرًا لهم بالصيام، وهو: الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة.
فمن لم تزكو نفسه وتمنعه من الشهوات بعد رمضان فلم يصم لله حق الصيام، ولم يستفد من شهره إلا الجوع والعطش.
لأنَّ ربَّ رمضان هو ربُّ الشهور كلها، وما أوجبه عليك في رمضان من فعل الواجبات كالصلوات في الجماعات وترك المحرمات، أوجبه أيضا في سائر الشهور.
سئل أحد السلف قيل له:«إن قوماً يتعبدون ويجتهدون في رمضان؛ فقال: بئس القوم، لا يعرفون الله حقاً إلا في رمضان، إن الصالح الذي يتعبد ويجتهد السَّنة كله».
نسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقنا وسائر المسلمين للطاعات والقربات، في كل الشهور والأيام والزمان والأماكن، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت، وأتبِع السيئةَ الحسنة تمحها ...».
فتقوى الله أجلُّ مطلوب يطلبه المسلم، في كلِّ أحيانه وأماكنه، يُتبع الحسنةَ بحسنات، والسيِّئةَ بقرُبات، عسى الله أن يعفو عنه ويجعله من عباده المتقين الموفقين، والحمد لله رب العالمين
د. رضا بوشامة
الخاتمة1
الفاصلة3

المهاجرة 50
2016-06-28, 14:21
جزاكم الله خيرا

علي لقواطي
2016-06-28, 15:02
جزاك الله خيرا

abedalkader
2016-06-28, 17:33
جزاكم الله خيرا

جزاك الله خيرا

السلام عليكم نشكر مروركم
وجزاكم الله خيرا افضل واحسن
ويسعدني ن اذكر نفسي واياكم واتحفكم بهذه الكلمة المنقولة
كتذكرة لنفسي وكل مار من هنا
هي في باب الدعوة المستمر الى ان نلقى الله
الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ من آكد الواجبات، وأفضل القربات، إذ هي وظيفة الأنبياء، ومهمّة ورثتهم من العلماء، وبها يثبت الإيمان وتحفظ الأديان ويبلّغ القرآن، وهي الطريق إلى إصلاح البلاد، وصلاح العباد في المعاش والمعاد، وذلك بإخراجهم من عبادة الخلق إلى عبادة الحقّ، ومن ظلمات الشرك والعصيان إلى نور التوحيد والإيمان.
وقد أمر الله تعالى بها في كتابه فقال: ﴿ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ﴾[النحل:125]، وقال تعالى: ﴿وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون﴾[آل عمران:104]، وأمر سبحانه نبيّه محمدا أن يخبر أن سبيله الدعوة إلى الله، فقال: ﴿قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي﴾[يوسف:108]، فمن دعا إلى الله تعالى فهو على سبيل رسوله صلى الله عليه وسلَّم، وهو على بصيرة، وهو من أتباعه.
وأخبر تعالى أنّ الدعوة إلى الله من أفضل الأعمال وأعظمها نفعًا للعبد في الدنيا والآخرة فقال: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِين﴾[فصلت:33].
وقال النبي صلى الله عليه وسلَّم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: «فَوَاللَّهِ لأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلاً وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ» [متفق عليه]،
وهذا يدلّ على فضل الدعوة وشرف أهلها، بحيث إذا اهتدى رجل واحد على يد داعية كان ذلك خيرًا له من حمر النعم –وهي خيارها وأشرفها عند أهلها- فما بالك لو اهتدى على يديه جمع من الناس، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وأخبر صلى الله عليه وسلم أنّ من دعى إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه فقال: «مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى كَانَ لَهُ مِنْ الأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ لا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا» [رواه مسلم ].
ونصوص الكتاب والسنّة في فضل الدعوة، والحثّ على القيام بها كثيرة ومعلومة.
وممّا لاشكّ فيه أنّ للدعوة وسائل كثيرة وطرقًا متنوعة من الخطابة والتعليم والكتابة وغيرها، وقد يسّر الله تعالى في الوقت الحاضر وسائل مهمة، ومسالك عظيمة، لم تحصل من قبل، ومن أبرز هذه الوسائل المستجدة
شبكة المعلومات الدولية أو الشبكة العنكبوتية -وهي ما يعرف بالإنترنت-،
ولا شك أنّها وسيلة مفيدة، لها مزايا عديدة، لمن أحسن استغلالها، وأقلّ أمرها فأحسن استقلالها، فهي واسعة الوجود، لا تقيّد بقيود، ولا تقف أمامها الحدود، تتخطّى كلّ الحواجز، وتتعدّى كلّ المفاوز، فيسهل -عن طريقها- نشر رسالة الإسلام الصحيح بالدليل الصريح، وإصلاح ما علق به من الفساد والطلاح في مجال التوحيد والعبادة والمنهج والسلوك وغيرها،
وقد أضحت اليوم من الضروري الاهتمام بها، وتسخيرها في خدمة الدعوة الصحيحة، لاسيما وقد اشتدّت حاجة الناس إلى فهم الإسلام فهما سليما من غير إفراط ولا تفريط،
ونرجوا من الله العليّ القدير أن نكون واياكم ممن قال جلّ وعلا في حقّهم:

﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيد﴾[الحج:24].
ونسأل الله العظيم أن يلهمنا رشدنا ويسدد خطانا ويقينا شر أنفسنا وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
رحم الله من سخر قلمه لل
الدعوة إلى الله عزَّ وجلَّ

الصابرة ام يحيى
2016-06-29, 17:07
جزاك الله كل خير
بارك الله فيك

moda14
2016-06-29, 18:11
بارك الله فيك

abedalkader
2016-07-06, 20:49
و
http://www.3rbz.com/uploads/9ee80d3db4f31.jpg

katiya
2016-07-06, 20:51
بارك الله فيك .......

abedalkader
2016-07-08, 22:11
بارك الله فيك .......
فعلا نحن قد ودعنا شهر القرآن والتقوى والصبر والجهاد والرحمة والمغفرة والعتق من النار شهر رمضان انقضى ولن يعود
لكن هل اعتبرنا واتعظنا وقررنا البقاء على حالنا في رمضان ام اشتقنا الى الرجوع الى المعاصي والفسق والمجون , وترك الطاعات والأعمال الصالحة بعد رمضان ونسينا ان رب رمضان هو رب الشهور كلها ؟.