تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسلسل يوسف


حياة نور الدين
2009-10-07, 12:29
ما رايكم في مسلسل يوسف عليه السلام الذي بث على قناة الكوثر

هل شاهدته ام لا
ان كان نعم لماذا؟ وان كان لا لماذا؟

حمراوي نت
2009-10-07, 12:33
لا لالا لالالالالالالالالالالالالالالالالا و لن أشاهده لتجسيد النبي يوسف عله السلام

حياة نور الدين
2009-10-07, 13:22
لا لالا لالالالالالالالالالالالالالالالالا و لن أشاهده لتجسيد النبي يوسف عله السلام



http://www.islamonaa.com/vb/uploaded/Untitled-2.gif

❣سڪڕ❣
2009-10-08, 18:01
لا يا أختي الكريمة ومثل هذا المسلسل لا يجوز وهذا ما قاله أهل العلم
كيف بكافر أو فاسق يمثل يوسف عليه السلام أوغيره من الأنبياء او الصحابة ثم ألا ترين أن كل أفلام الصحابة أو الخلفاء تُحرف ويدخلون بها عنصر الحب والغرام

الجنة الجنة
2009-10-08, 19:33
السلام عليكم
شاهدته وهو يبث على القنوات الثلاثة الكوثر المنار والفورات، انا اهتم بالعبر التي يمكنني استخلاصها من القصة مثل الصبر وطاعة اوامر الخالق بدون تردد، والادراة الحسنة والحكمة ووو....
فقط اردت الاشارة الى امر ارجو ان يجيب على تساؤلي احدكم فقد لاحظت ان اغلب من يقاطع المسلسل بحجة انه محرم هو من متتبعي كل انواع المسلسلات الاخرى وبكل ما تحمله من افكار سيئة، فمحتارة جدا ان هؤلاء نفسهم هم الذين يحرمون على انفسهم مسلسل يوسف عليه السلام اليس بالاحرى ان يتوقفوا اولا عن مشاهدة تلك المحرمات.
انا شخصيا استفدت من المسلسل، وللعلم فان اللباس قد تم التعديل فيه ليكون قريبا من الواقع المعاش وقتها وان يكون محترما في آن واحد.
هذا رايي والله اعلم

الجنة الجنة
2009-10-08, 19:41
لا يا أختي الكريمة ومثل هذا المسلسل لا يجوز وهذا ما قاله أهل العلم


كيف بكافر أو فاسق يمثل يوسف عليه السلام أوغيره من الأنبياء او الصحابة ثم ألا ترين أن كل أفلام الصحابة أو الخلفاء تُحرف ويدخلون بها عنصر الحب والغرام

السلام عليكم اختي الكريمة
كيف علمت بانه كافر وفاسق يا ترى، انا اعلم جيدا انه ليس بنبي الله يوسف عليه السلام ولكن لا يمكننا ان نتهم غيرنا بالفسوق والعياذ بالله لان هذا ليس من شيم المسلمات.
بالنسبة لعنصر الغرام الذي تكلمت عنه فهذا لم يتم ادخاله من طرف المنتج بل هذه الحقيقة المكتوبة في القران، هذا اولا اما ثانيا ففي ذلك الغرام عبرة كبيرة بل عبر كثيرة لكل من انتهج نهج زليخة، فانصح نفسي واياك بالتعمق في معنى الامور وعدم الاهتمام بالشكليات.
اما عن رايك بمشاهدة المسلسل فانا احترمه.
السلام عليكم اختي الكريمة

I am here
2009-10-08, 20:03
سدد ربي رميكم
مويدين و معارضين
و من فتح باب النقاش حول هذا الأمر
و كل من مـــــرّ

لايعرض مسلسل يوسف الصديق
عليه و على أباءه السلام
يوسف فقط بل حتى والده يعقوب عليهما السلام

و ليس تلك الإشكاليه

التفاصيل
التي لن أكون مطمئنه إلا أن وقفت عليها من أي كتاب و من أي باب
أستـقت !

تابعت بضع مشاهد على حذر
لكن عندما يصل الأمر أن يتابعه ابنائك أو أخوتك الصغار
فاحذر كل الحذر
حتى لاتنطبع ملامح الشخصيه و من يجسدوها حيز من دواخلهم النقيه الصفيه
التي لو تقف بعد على الأمر

أجدد الشكر

الجنة الجنة
2009-10-08, 21:24
سدد ربي رميكم
مويدين و معارضين
و من فتح باب النقاش حول هذا الأمر
و كل من مـــــرّ

لايعرض مسلسل يوسف الصديق
عليه و على أباءه السلام
يوسف فقط بل حتى والده يعقوب عليهما السلام

و ليس تلك الإشكاليه

التفاصيل
التي لن أكون مطمئنه إلا أن وقفت عليها من أي كتاب و من أي باب
أستـقت !

تابعت بضع مشاهد على حذر
لكن عندما يصل الأمر أن يتابعه ابنائك أو أخوتك الصغار
فاحذر كل الحذر
حتى لاتنطبع ملامح الشخصيه و من يجسدوها حيز من دواخلهم النقيه الصفيه
التي لو تقف بعد على الأمر

أجدد الشكر
السلام عليكم بالنسبة للتفاصيل الدقيقة مثل بعض الحركات فاكيد ان ليست كلها نفسها، هناك امور مثل هذه التفاضيل الدقيقة لا يمكننا الاعتماد عليها في اي حال من الاحوال، لكن القصة المعروفة فلا تحريف فيها والله اعلم .
اشاطرك الراي في الحذر بالنسبة للاطفال
رايي

الجنة الجنة
2009-10-12, 21:50
موضوع للرفع لاهميته

حياة نور الدين
2009-10-13, 09:20
انا شخصيا لم اشاهد مسلسل يوسف عليه السلام لانني رفضت فكرة تشخيص نبي

YouDZ16
2009-10-14, 00:12
تشخيص نبي و كثرة مشاهدة المسلسل تطبع على مخيلة المشاهد صورة النبي يوسف عليه السلام...... وكمثال على هذا من كثرة تصوير النصارى للنبي عيسى عليه السلام في الكنائس و الاماكن الاخرى انطبع على مخيلتي أنه فعلا بتلك الوصاف .... وهذا شيئ خطير ..... حتى و لو قلتم لن أصدق ولكن الذاكرة تسجل من كثرة المشاهدة. و خاصة عند الأطفال.

/زهرة عصفور الجنة/
2009-10-14, 10:52
انا لم اشاهده وهذه القنوات للشيعة اي فيها تحريف للقصة احببت سماعها من برنامج قصص الفران الجزء الاول من استاذنا عمرو خالد فهي مسرودة بطريقة بسيطة وممتعة ترسخ في الاذهان

التواقة للجنة
2009-10-14, 11:54
انا لم اتابعه ابدا...لكنني رايته مرة...و اردت ان اعرف عما يتحدث هذا المسلسل...و عندما وجدت انهم يجسدون السيد يوسف عليه السلام...رفضت.
فهم مثلوا سيدنا زكرياء من قبل....هم ممثلين ايرانيين...و تلك قنوات شيعية.
فقد حرم العلماء تجسيد المرسلين و حتى الصحابة رضوان الله عليهم.

كمال الاسلام
2009-10-14, 13:23
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


انا لم اشاهده

فانا في اعتقادي حتى المسلسات الدينة من الدول العربية
مغلطة

فما بالك بمسلسل من قناة شيعية ويصور فيها ممثل النبي عليه السلام

SOULLEFFE
2009-10-14, 13:28
اللهم إليك فوضت أمري وعليك توكلت يا أرحم الراحمين

سلاف26
2009-10-14, 18:55
لم أتابعه لأن في رمضان لم يكن عندي وقت لتببع المسلسلات
مشكورة على الطرح

هبة الله اريج
2009-10-14, 19:06
مجرد فضول فقط
حملته من النت
حلقتين فقط

رونق الامل
2009-10-15, 09:46
شاهدت منه حلقات و اعجبني ماشاهدته
ما دمت -و الله اعلم- احسب المادة المقدمة موافقة لما جاء في الاثر و تفاسير القرآن ,و ذلك عن طريق رجوعي الى الكتب و المراجع ,و الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق بها
علينا ان نكون واعيين في تفكيرنا و راقين ,لا نكون اسفنجات تمتص كل ما يقدم لها بلا تفكير و لا تمحيص ,ولا حمقى نترك الاطلاع لسبب واهي
شاهد و خذ ما ينفعك,و عن كون القناة التى بثتها شيعية فنحن و الله اعلم بحالنا نموج و نسيح في بحار فنوات غربية الله اعلم بما تعرضه و نستقبله...فيا جماعة لاتهولوا الامر قليل من العقل و المنطق *

رونق الامل
2009-10-15, 09:49
و للامناة العلمية انقل لكم رأي الشرع



تجسيد أشخاص الأنبياء والصحابة في الدراما
قراءة في الفتاوى المعاصرة
مسعود صبري


ملصق فيلم محمد تركة نبي
التمثيل إحدى الأدوات الفنية التي لم يعرفها السلف الصالح، ولهذا فهو يعد من المستجدات العصرية التي يجب أن نعمل فيها آلة الاجتهاد بأدواته، خاصة أنه ليس فيه نص، وليس هناك ما يقاس عليه، وليس فيه إجماع من علماء الأمة في عصرنا بشكله العام، وهناك اجتهادات كثيرة في حكم تمثيل الأنبياء والصحابة، وهذا يدل على مكانة هذا العمل في حياتنا، وأهميته، وأنه وسيلة لا يمكن لنا أن نغفلها لما له من تأثير في حياة الناس.

والمتتبع لأقوال الفقهاء المعاصرين لا يجد خلافا في حرمة تمثيل أدوار الأنبياء بأشخاصهم، أو ما يطلق عليه "الإجماع السكوتي"، "ومُنطلق التحريم هو أن درء المفاسد مُقَدَّم على جلب المصالح، فإذا كانت الثقافة تحتاج إلى خروج على الآداب فإن الضرر من ذلك يفوق المصلحة، وأن عِصْمَةَ الله لأنبيائه ورُسُله من أن يتمثل بهم شيطان مانعة من أن يمثل شخصياتهم إنسان"، وأن تمثيلهم ليس مطابقا للواقع، فيغلب فيه جانب الضرر، وأن تمثيلهم قد يؤدي إلى إيذائهم وإسقاط مكانتهم وغير ذلك من الأدلة التي استند عليها.

ولكن هذا لا يعني ألا تكون حياة الأنبياء مادة لأحد أشكال الدراما من الفيلم أو المسلسل أو المسرحية أو غير ذلك؛ فهذا أمر يدخل في باب الإباحة أو المستحب على الأقل، ويمكن اتخاذ التقنيات الفنية المعهودة في إدارة القصة مع عدم ظهور بطلها، وهو أمر موجود في عالم الفن بعيدا عن طبيعة المادة الممثلة فيما يتعلق بحياة الأنبياء.

أما عن تمثيل الصحابة، فللعلماء المعاصرين فيه ثلاثة آراء:

الأول: المنع المطلق، فلا يجوز -عند هذا الفريق- تمثيل أشخاص الصحابة بالكلية، وهو ما يراه عدد من علماء الأزهر، منهم الدكتور أحمد عمر هاشم، والدكتور عبد الصبور مرزوق، والدكتور عبد العظيم المطعني، والدكتور عبد الفتاح عاشور، والدكتور محمد سيد أحمد المسير، وهو ما مال إليه الدكتور أحمد الريسوني من علماء المغرب، وهو أيضا رأي اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية، ومثلها: الشيخ ابن باز والشيخ عبد الرازق عفيفي، والشيخ عبد الله بن غديان والشيخ عبد الله بن قعود، بل صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بالسعودية بذلك، واستندت لجنة البحوث والإفتاء إليها في فتواها.

الثاني: الإباحة المطلقة، وهو مذهب علماء الشيعة، نقله عنهم الشيخ فيصل مولوي في إحدى فتاواه.

الثالث: حرمة تمثيل البعض وإباحة تمثيل الآخرين. وفيمن يحرم تمثيله رأيان:

الأول: الخلفاء الراشدون وآل البيت.

الثاني: العشرة المبشرون، ومنهم بالطبع الخلفاء الراشدون وآل البيت.

ويمثل هذا الفريق الشيخ القرضاوي، والشيخ فيصل مولوي، والمفهوم من كلام الشيخ ابن عثيمين، ودار الإفتاء المصرية، ومجمع البحوث الإسلامية ولجنة الفتوى بوزارة الأوقاف الكويتية وغيرهم.

أدلة القائلين بالتحريم:

ويستند من يقول بالتحريم مطلقا إلى ما يلي:

1- أن كل من بُشِّر بالجنة لا يجوز تمثيل أشخاصهم، لا فرق في ذلك بين درجاتهم؛ فبشارته بالجنة تمنع تمثيله. وهو رأي كثير من علماء الأزهر ممن قال بالتحريم.

2- ما قد ينتج عن تمثيل أشخاصهم من الامتهان والاستخفاف بهم، والنَّيل منهم؛ إذ يقوم بدورهم -غالبا- أناس بعيدون كثيرا عن التدين والالتزام بأوامر الله؛ وهو ما قد يولد السخرية من الصحابة والدين وتعاليمه، مع ما في ذلك من ظهور سب الصحابة بتمثيل دور المشركين معهم. وهو ما قالته لجنة الإفتاء والبحوث وهيئة كبار العلماء بالسعودية.

3- أن المفاسد المترتبة عليه أكثر من المصالح، وما كانت مفسدته أرجح فهو ممنوع، فإن قال البعض: إن في تمثيل حياتهم إظهارا للأخلاق والسلوكيات الحميدة، فهذا مجرد افتراض ينفيه واقع التمثيل. وهو ما قالته لجنة الإفتاء والبحوث وهيئة كبار العلماء بالسعودية، وعدد من علماء الأزهر.

4- أن تمثيل الصحابة إنزال لمكانتهم العالية التي وهبهم الله تعالى إياها في قرآنه، وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم. وهو رأي هيئة كبار العلماء بالسعودية، والمفهوم من كلام عدد من علماء الأزهر.

5- أن غرض التكسب والتربح سيطغى على تقديم الصورة الصحيحة؛ وهو ما يدفع القائمين بالإنتاج والتمثيل في التلاعب في سيرتهم، والتجار بما يناسب الربح والاتجار بعيدا عن الدقة العلمية. وهو مستند هيئة كبار العلماء بالسعودية.

6- ما حدث من قيام البعض من تمثيل الصحابة وسبهم وقذفهم والاجتراء عليهم، بل استخدام الحبكة الفنية ومهارات الإخراج في التلفيق والتشويق بهدف الإقناع والتصديق. وهو ما قاله الدكتور عبد العظيم المطعني.

7- أنه لم يتبق لنا في عالم الأسوة والقدوة إلا الصحابة، فمن الأولى أن نبتعد عنهم، وإن كان هناك إفلاس في موضوعات جيدة في الفن، فلتكن بعيدة عن هؤلاء الصحابة.. وهو ما ذهب إليه الدكتور أحمد عمر هاشم.

8- أن القدرة على تمثيل الصحابة بأشخاصهم عمل صعب فنيا؛ إذ إن الله تعالى وهب الصحابة قدرات خاصة كي يكونوا أهلا لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا لا يمكن تصوره في العمل الفني.. ولا يجوز التعرض بالتمثيل لهم، استنادا لقوله صلى الله عليه وسلم "الله الله في أصحابي لا تتخذوهم غرضا من بعدي.. فمن أحبهم فبحبي أحبهم، ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم" أخرجه الترمذي. وهو رأي الدكتور عبد الفتاح عاشور.

9- أن هؤلاء الكتاب والفنانين ينقصهم أدنى فنيات وأدوات كتابة التاريخ، فضلا عن كتابة السيرة التي لا يمكن معالجة حياة هؤلاء بعيدا عنها؛ فهم جزء لا يتجزأ من السيرة النبوية الشريفة التي لا يصح كتابتها أو الخوض فيها بعيدا عن التزود بأدوات علم الحديث من جرح وتعديل، وهو مستند الدكتور عبد الفتاح عاشور أيضا.

10- أن فن السينما متأثر بالفكر الكهنوتي والكنسي الذي بزغ المسرح والسينما في أحضانه من تقديس للأشخاص ولعب أدوار الآلهة في المعابد، بل وعبادة لها من دون الله.. والفن في الإسلام متحرر من هذه المادية المغرقة، بعيد عن التوثين والتجسيد وعبادة الفرد للفرد.

11- وإذا كنا في زماننا هذا نفزع من تهمة تسمى الازدراء برمز الحكم.. فكيف بالازدراء برموز الإسلام؟!. وهو رأي بعض علماء الأزهر.

12- القول بتحريم تمثيل الصحابة مستند على قاعدة درء المفاسد، واتقاء الشبهات؛ فالقول بتجسيد حياتهم تمثيلا قول محفوف بالأخطار العظام، وإذا سلمت شخصية فلن تسلم أخرى، وإذا وجدنا من يفهم ويعلم سيرتهم اليوم، فلن نجده غدا، بل وستظل تصورات الفنانين لأشخاصهم نهبا لكل شارد ووارد؛ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه. وهو ما استند إليه الدكتور المسير.


أدلة من يحرم تمثيل بعض الصحابة دون غيرهم:

ويستند من يفرق بين العشرة المبشرين، أو الخلفاء الراشدين وآل البيت إلى:

1- أن كبار الصحابة لهم مكانة أكبر من غيرهم تمنع من أن يقوم بدورهم أحد، ولكن يشترط فيمن يقوم بتمثيل غيرهم أن يكون حسن السيرة والاستقامة. وهو ما اشترطه الشيخ القرضاوي.

2- إن كان الأولى عدم تمثيل أشخاص الصحابة، فإنه إن كان التمثيل لن يقلل من شأنهم فلا يمكن الحكم عليه بالحرمة، وليس في قيام شخص بدور آخر فيه نوع من الكذب؛ لأنه معلوم أنه ليس هو الشخص، وهذا هو المفهوم من كلام الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-.

أما الشيعة فمن الواضح أنه ليس عندهم دليل للتحريم، كما أن منزلة الصحابة عندهم ليست كما يرى أهل السنة، فلم يجدوا حرجا في تمثيل أشخاصهم، بل إنهم لم يمنعوا تمثيل الأنبياء، بشرط أن يظلل وجه الممثل ضوء بحيث لا يظهر شكله فقط، أما صوته وحركاته فلا بأس بها عندهم.

تحليل الآراء

كان هذا عرضا لآراء الفقهاء المعاصرين فيما يخص تمثيل أشخاص الأنبياء والصحابة من خلال الأعمال الدرامية، ويلاحظ أن تمثيل الأنبياء فيه "إجماع سكوتي"، و"لا تجتمع أمتي على ضلالة" كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه ابن عاصم والترمذي وابن ماجه بمعناه، ومكانة الأنبياء الذين اصطفاهم الله تعالى وكونهم شهداء الله على الناس، والمساس بشخصيتهم مرفوض شرعا، وكذلك الشأن بالملائكة، فإنه لا يمكن تشخيصهم في الأعمال الدرامية.

أما الصحابة، فالأمة مختلفة في شأن تمثيل أدوارهم، والحكم يقف على الأدلة التي يستندون إليها، ومن الضوابط التي يجب مراعاتها حداثة المسألة، يعني أنها ليست مسألة قديمة لها سابقتها، فيجب اعتماد أدلة جديدة أو صور من الأدلة حتى تتماشى مع الاجتهاد المعاصر.

ومن الأمور التي يستند إليها القائلون بالتحريم أن كل من بُشِّر بالجنة لا يجوز تمثيله، ولا أدري أيعد هذا دليلا للتحريم؟ بل إن عددا من القائلين بالتحريم عابوا على مجمع البحوث الإسلامية في استثناء العشرة المبشرين بالجنة دون غيرهم، وذلك أن البشارة هنا كانت في موطن خاص، ولكن المبشرين بالجنة آلاف من الصحابة، فأهل بدر كلهم مبشرون بالجنة بنص حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "وما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم، فإني قد غفرت لكم"، متفق عليه، وأصحاب بيعة الرضوان، كما في قوله تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا} (الفتح: 18)، وأمهات المؤمنين مبشرات بالجنة، وقد ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عددا من الصحابة أنهم من أهل الجنة، ولكن العشرة جاءوا في حديث واحد، وحصر العشرة بأنهم مبشرون وحدهم خلل علمي كبير، وهو ما قاله علماء الأزهر ممن عقبوا على قرار مجمع البحوث الإسلامية، وإن ذهبوا إلى تحريم تشخيص أدوار الصحابة بالكلية.

أما الاستناد إلى الاستخفاف والتقليل من شأن الصحابة، فيصح أن يكون ضابطا لا مانعا، بمعنى أنه يحرم تمثيل أدوار الصحابة إن كان فيه استخفاف بهم، أو تقليل من شأنهم، أو الطعن فيهم، والضابط لا ينقلب دليلا، ويقاس على هذا أن معظم من استند إليه في التحريم، فتصح أن تكون ضوابط لا أدلة، فكل ما كان فيه مفسدة يحرم، والكذب التاريخي والطعن في الصحابة ليس دليلا خاصا؛ فالكذب التاريخي والطعن في الناس بلا بينة محرم بعيدا عن كونهم صحابة أم لا، وإن كان الكذب والطعن في الناس بلا صدق حراما؛ فإنه في حق الصحابة آكد وأشد، ومن المعلوم عند الفقهاء أن درجة الحرام ليست واحدة؛ فالزنى حرام، وزنى العالم أشد حرمة، والزنى بالمحارم أشد، بل إن الطاعات ليست كلها في درجة واحدة أيضا. وعلى كل.. فالكذب في حق الصحابة والافتراء عليهم يعد من كبائر الذنوب، ولكن الفعل في ذاته محرم من البداية، فلا يمكن تخصيصه إلا أن يؤكد عليه لشدته معهم.

والطعن في أن في تمثيلهم مصالح مرجوة وأنه مجرد افتراض ليس دليلا شرعيا، ولكن المسألة يختلف تكييفها من عقل لآخر، فما زالت الجهة الأخرى من أن هناك مصالح مرجوة في تحويل حياة الصحابة إلى أعمال درامية أمرا معتبرا عقلا، وله مصالح شرعية عند من يرى تلك المصلحة.

والاستناد إلى أن تمثيل أدوار الصحابة صعب فنيا؛ لأن الله تعالى وهبهم ما يهب غيرهم، فهذا من باب الجملة وليس من باب التفصيل، فمن الصحابة من أخطأ أخطاء لم يخطئها بعض من جاءوا بعدهم؛ فهم مكرمون على سبيل الإجمال، والأفضلية في الأمة على الدوام، كما ورد: "مثل أمتي مثل المطر: لا يدرى أوله خير، أم آخره" قال السيوطي: رواه أحمد في مسنده والترمذي عن أنس أحمد في مسنده عن عمار أبو يعلى في مسنده عن علي الطبراني في الكبير عن ابن عمر، وعن ابن عمرو، وقال ابن حجر في الفتح: وهو حديث حسن له طرق قد يرتقى بها إلى الصحة، وكما جاء في الأثر "الخير في وفي أمتي إلى يوم القيامة" أورده السيوطي في الدرر المنتثرة، وأورد الإمام ابن حجر حديث: "لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله"، وقال: وهذا معنى الأثر: "الخير في وفي أمتي"، كما أن صعوبة تمثيل أدوار الصحابة لقدراتهم هذا لا يعني أننا سننشئ مجتمعا مثل مجتمع الصحابة يقوم الناس بتمثيله بكل تفاصيله، فهذا مما لا يتصور، وإنما هو نقل لصور من حياتهم، للاستفادة منها.

والقول بعدم امتلاك الأدوات الفنية، والمعرفة بالجرح والتعديل يمكن أن يكون ضابطا يراعى، بل واجب على الأمة أن تخرج من يمتلك هذه الأدوات حتى تراعى في الأعمال الفنية، وأن يدركوا قدر الصحابة -رضوان الله عليهم- وأن يقصد إبراز محاسنهم، والسعي لتقديم صورة طيبة لهم.

أما تأثر القائمين بالأعمال الفنية لحياة الصحابة بالفكر الكهنوتي الذي يميل إلى التجسيم غالبا، فهذا كلام من حيث المبدأ صحيح؛ فالثقافة الكهنوتية تميل إلى التجسيد والرسم وغيرهما من صور الفنون، ولهذا ظهر عندهم تجسيد لشخصيات كثيرة، ولم يكن هذا موجودا في صدر الإسلام، غير أن التجسيد في الفكر الكهنوتي كان منصبا على التجسيد في التماثيل وغيرها، ولهذا يجنح جمهور الفقهاء إلى حرمة تصنيع التماثيل الكاملة، وإن خالفهم البعض، وربط الحكم بعلته وهي التقديس والعبادة، ولكنه لا يمكن أن ننكر أن ثقافتنا الإسلامية لا تميل في خصوصيتها إلى التجسيد الممثل في التماثيل، غير أن التشخيص "التمثيل" ليس تجسيدا، ولكنه محاكاة، فيكون الاستناد على التجسيد في تحريم التمثيل أمرا في غير محله، لأن صورة الدراما صورة جديدة.

والحكم على أن الضرر قائم من حيث إن المنتجين لا همَّ لهم إلا التربح والتكسب، فإن كان هذا التربح والتكسب سيأتي على حساب الأمانة العلمية في العرض وتشويه التاريخ فهو محرم بلا شك، ولكن لا يمكن الحكم على أن كل من ينتج ومن سينتج سيكون مثلهم، فقد دخل في ميدان الدراما وغيرهم من يحبون الإسلام ويريدون أن يخدموه، وعندهم الاستعداد في أن ينفقوا الملايين من أموالهم لخروج عمل محترم يخدم دينهم وسيرة سلفهم الصالح، بل هناك من غير المسلمين من يحرصون على المهنة والحرفة قبل أي شيء، ويرون أن هذه سبيل للتربح، وما دام الفن يعرض الحقيقة، فلا بأس أن ينظر إلى التربح، وإن كان الفقهاء أجازوا التربح من تعليم القرآن والإمامة وغيرها، فلا بأس من التربح من الأعمال الفنية، بل إن التكسب والتربح قد يساعد على استمرار المسيرة الفنية الصادقة، بشرط أن تحافظ على القيم العليا والمثل التي يجب الامتثال بها في العمل الذي يقومون به.

أما من يرى أنه يجوز تمثيل أدوار الصحابة باستثناء العشرة، فقد رد عليهم عدد من علماء الأزهر بأن الاختصاص هنا ليس له دليل شرعي، كما أن القائلين بإباحة تمثيل أدوارهم جميعا يجب أن يكون مرتبطا بالتزام الضوابط الشرعية من صدق النية، وعدم الكذب التاريخي، وإبرازهم بالصورة اللائقة بهم، وأن يلتزموا الصدق في كل ما يكتب مهما كان، وهذا يعني أنه قد يظهر بعض الأخطاء التي وقعوا فيها، بشرط عدم التزايد؛ فالصحابة ليسوا ملائكة لا تخطئ مع الاعتراف بقدرهم، وأن تحمل على الوجه الحسن، كضابط لفهم سلوك البشر بشكل عام، وغيرها من الضوابط، غير أن هذا القول بإباحة تمثيل كل الصحابة يقف دونه حائل، وهو إن كانت الأمة أجمعت على تحريم تمثيل الأنبياء، فإن الخلفاء الراشدين يلحقون بهم من حيث عدم الجواز، ومستند ذلك ما يلي:

1- أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل حياة الخلفاء الراشدين جزءا من سنته، فهو ألحق أفعالهم بسنته، وذلك في حديثه الترمذي وأحمد وأبي داود: "‏وعظنا رسول الله ‏صلى الله عليه وسلم ‏يوما بعد ‏صلاة الغداة ‏موعظة بليغة ‏ذرفت ‏منها العيون ‏ووجلت ‏منها القلوب فقال رجل إن هذه موعظة مودع فماذا ‏تعهد ‏إلينا يا رسول الله قال: ‏أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا وإياكم ‏ومحدثات ‏الأمور فإنها ضلالة فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها ‏بالنواجذ". فإن كان يحرم ظهور شخص النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما لم يحدث حتى الآن، فإنه يلحق به الخلفاء الراشدون لجعل النبي هديهم من هديه، وسيرتهم من سيرته.

2- أن الأمة أجمعت على مكانة هؤلاء الأربعة بلا خلاف بينها، وجعلتهم متمايزين عن غيرهم، وفي إجماع الأمة على مكانتهم ما يسهم في تدعيم القول بحرمة تمثيل أدوارهم، وقد زكاهم الرسول صلى الله عليه وسلم بما لم يزك به غيرهم.

3- أنه يلحق بهم أيضا زوجات النبي وبناته وأولاده صلى الله عليه وسلم، لارتباطهم بحياته صلى الله عليه وسلم، ولاصطفاء الله تعالى لهم، وجعلهم زوجاته وأولاده، فتكون العلة في التحريم واحدة، تنسحب من الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أزواجه وأولاده.

4- كما أنه يجب أن تراعى بعض الضوابط الشرعية، التي استند إليها القائلون بالتحريم، فإدراك ما للصحابة من فضل يجب أن يظهر في عرض أعمالهم، وأن يكون هناك صدق تاريخي فيما يكتب، وأن تكون هناك هيئة استشارية من علماء التاريخ الإسلامي، لاعتماد الروايات وترجيحها على روايات أخرى، فمن المعلوم أن التاريخ الإسلامي شابه بعض الدخل الذي غير بعض حقائقه؛ فالرجوع إلى أهل الذكر مهم جدا، وأهل الذكر هنا هم علماء التاريخ والفقهاء، كما يجب أن يراعى أن الحبكة الفنية لا تطغى على حقيقة الواقع، مع اعتماد التقنيات الفنية، وأن يخرج عمل فني محترم بمراعاة الأدوات الفنية، فيظهر فيه الاحتراف مع التصوير الصادق، وأن يراعى ألا يكون في العمل الفني أضرار تعود على المجتمع، فإن الأمة تحتاج إلى إظهار محاسنها، والتعلم من أخطائها، غير أن التعلم من الخطأ ليس شرطا أن يكون مكانه الدراما إلا إذا ظهر بشكل يتعلم منه الأخطاء الواقعة في التاريخ، ومن أهم الضوابط التي يجب أن تراعى حسن سيرة واستقامة القائم بالتشخيص، ويمكن عمل تغييرها في وجهه ونبرة صوته إن كان الممثل على كفاءة عالية، والغرض من ذلك ألا ترتبط الصورة الذهنية بين الممثل والصحابي الذي تقوم مادة الدراما عليه، للأثر السلبي لسيرة بعض الممثلين من غير ذوي الاستقامة، وغير ذلك من الضوابط الشرعية التي ذكرت في أدلة كل فريق.

وخلاصة الرأي أنه لا يجوز تشخيص أدوار الأنبياء جملة وتفصيلا، ولا أولادهم وأزواجهم الصالحات، كما يلحق بهم الخلفاء الراشدون، وما سواهم فيجوز تشخيصهم في الدراما بالشروط المذكورة، على أن هذا هو ما يغلب على الظن من حيث الحكم الشرعي، أما الفعل من عدمه، والنظر في جدواه فلهذا حديث آخر، فقد يرى المتخصصون من أهل الفن أن الأولى عدم ظهور هذه الشخصيات العظيمة، غير أن الحكم بالأولى غير بيان الحكم في أساسه، والقول هنا أقرب للحكم الشرعي وليس للفتوى؛ لأن الفتوى لها ارتباط بالحال والمآل والزمان والمكان وغير ذلك من الملابسات الواقعية التي تفرق بين الحكم الشرعي الذي يشبه المرجعية التأسيسية، والفتوى التي تمثل الحالة الخاصة المستمدة من الحكم، ليبقى الحكم دائما هو جانب التنظير، وتبقى الفتوى هي الحالة الحيوية للفعل المسئول عنه.

عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين

رونق الامل
2009-10-15, 09:52
بسم الله الرحمن الرحيم

فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام حفظكم الله

في هذه الأيام تبث قناة الكوثر (الشيعية) مسلسلاً يتحدث عن النبي يوسف عليه السلام وفي هذا المسلسل جملة من المنكرات ومنها تمثيل النبي يوسف وكذايعقوب عليهما السلام،وجبريل عليه السلام.

فما حكم الشرع في هذا؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابة.

الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد:

فمعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الله فضل الأنبياء والرسل على سائر عباده المؤمنين وأولياءه المقربين بالبعثة والرسالة إلى أقوامهم وأيدهم بالمعجزات وعصمهم من الكبائر والمنكرات وجعل المساس بهم بأي أذى أعظم من المساس بأتباعهم وخلفائهم قال تعالى: {إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهينا} [الأحزاب: 57] فحكم سبحانه على مؤذي رسولنا باللعن في الدنيا والآخرة، وتوعده بالعذاب المهين والجزاء من جنس العمل، فإن المؤذي لنبينا مستهين به ومستخف به، فكان العذاب المهين جزاء هذا العمل وهكذا الحكم في سائر الأنبياء والرسل لأن حرمتهم مثل حرمة نبينا.

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إن كذباً علي ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليّ متعمداَ فليتبوأ مقعده من النار» رواه البخاري ومسلم، وهكذا من كذب على سائر الأنبياء والرسل.

ألا وإن من المؤاذاة للأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام تمثيلهم، لأن التمثيل لهم ينافي تعظيمهم وتوقيرهم وإجلالهم قال الله: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا} [الفتح: 9] وهكذا يجب تعظيم سائر الأنبياء، فإن تعظيمهم من تعظيم الله، وحقهم تابع لحق الله، وتمثيل الأنبياء ظهر في عصرنا على أيدي شرذمة من اليهود والنصارى،ومعلوم أن اليهود والنصارى قد أساؤوا إلى أنبياء الله ورسله بإساءات كثيرة، قديماً وحديثاً إساءات اليهود أكثر وأقدم وأمكن، وحصل مؤخراً أن تلقف تمثيل الأنبياء والرسل شذاذ من المنتسبين إلى الإسلام فحاولوا القيام بذلك، فما أن علم أهل العلم بهذا إلا وقاموا بما أوجب الله عليهم من بيان الحكم الشرعي على التمثيل المذكور، ومن ذلك:

أنه لما تم توقيع عقد بين الشركة العربية للإنتاج السينمائي العالمي وممثلي بعض الحكومات العربية على إخراج فيلم بعنون (محمد رسول الله) تصدى لذلك هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، فأصدروا قراراً بتحريم إظهار هذا الفيلم، مع بيان بعض المفاسد في ذلك، كما أفتت بحرمة هذا العمل. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.

وقبل فتوى هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة أفتى مجمع البحوث الإسلامية بالقاهرة على عدم جواز ذلك، كما قام المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي بتحريم العمل المذكور، وصدر أيضاً قراراً من المنظمات العالمية الإسلامية يستنكر استنكاراً شديداً لمحاولة إخراج هذا الفيلم.

فهذا إجماع من علماء المسلمين على تحريم تمثيل رسولنا عليه الصلاة والسلام، وهو شامل لتحريم تمثيل الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فإن وُجد من يخالف هذا فلا عبرة بقوله، ولا مجال لقبوله.

وكل من ذكرنا فتواهم وقراراتهم آنفاً ينصون فيها على تحريم تمثيل الصحابة، وبعضهم يزيد قرابة الأنبياء والرسل، فيكون تمثيل الصحابة وآل بيت النبوة أمراً مجمعاً على تحريمه، فليُعلم هذا.

ومبنى هذا التحريم على ما عُلم من المفاسد في التمثيل المذكور، فإنه يشتمل على مفاسد كثيرة ومنها:

· المخالفة لحكمة الله في منع شياطين الجن من التمثل بالرسول عليه الصلاة والسلام، فقد جاء في الحديث المتواتر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال:«من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي»

فالحكمة في هذا المنع صيانة شخصية رسولنا عليه الصلاة والسلام من أن تكون محل عبث ولعب وغير ذلك.

فالممثلون له منتهكون لهذه الحكمة العظيمة.

· أن التمثيل للأنبياء والرسل كذب عليهم في شخصياتهم وأفعالهم وأقوالهم، لأن الممثل تقمص شخصية النبي الكريم، وقام بحركات قولية وفعلية زاعماً أنها حركات للنبي المُمَثل به وهذا كذب لأن الشخصية والحركات هي للممثل، وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن محاكاة الشخص (وهي الفعل مثل فعله والقول مثل قوله) كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده وغيره عن عائشة رضي الله عنها قالت: ذهبت أحكي امرأة أو رجلاً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: (ما أحب أني حكيت أحداً وأن لي كذا وكذا أعظم ذلك)

فكيف بمن يتقمص شخصية النبي بحيث يرى المشاهدين أن هذا هو النبي الفلاني، ألا ساء ما يفعلون!!

· ومنها أن التمثيل هذا فيه تنقص للأنبياء والرسل واستخفاف بهم، حيث يظهرهم الممثلون بمظاهر لا تليق بهم: من اختلاطهم بالنساء غير المحارم وسيرهم على عادات وتقاليد الناس في الزواج غير ذلك كما ظهر ذلك جلياً في مسلسل (يوسف الصديق) في قناة الكوثر الإيرانية.

فلما كان التمثيل مشتملاً على الاستخفاف والتنقّص للأنبياء والرسل لم يكن صادراً إلا من كفار، أو ممن يتشبه بهم، ويقلدهم من منافقي المسلمين وسقطهم، فكيف لو كان هؤلاء السقط أجراء لجهات حاقدة على الأنبياء والرسل كالماسونية وغيرها! وكيف إذا كانوا متاجرين بهذا التمثيل! أيتاجر بأنبياء الله ورسله؟!! قاتلهم الله أنى يؤفكون.

· ومنها أن التمثيل المذكور يفتح أبواباً من طعن في الأنيباء عند بعض المشاهدين والسخرية منهم وبعضهم يتندر بهم على جهة الجد أو المزاح واللعب وكل هذا منذر بشر عظيم قال تعالى:{ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وءايته ورسوله كنتم تستهزءون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} [ التوبة: 65 – 66]

فلم يعذر الله من وقع في شيء من الخوض في حق نبيه بطريق المزاح واللعب، فالممثلون لا يخرجون عن أن يكونوا في تمثيلهم للأنبياء والرسل ما بين جاد ولاعب، وهكذا بعض المشاهدين.

فليتنبه الممثلون والمشاهدون لعواقب فعلهم هذا.

· حصول الغلو في بعض الأنبياء والرسل، كتمثيل بعض الممثلين لعيسى ابن مريم لغرض الغلو فيه بإظهاره بمظهر الربوبية، ومعلوم أن الإسلام حرم تصوير ا لأنبياء والصالحين حتى لا يُتخذوا آلهة يُعبدون من دون الله.

إلى غير ذلك من المفاسد..!!

ومن المعلوم أن القاعدة الشرعية في التحريم عند أهل العلم أن الشريعة لم تحرم شيئاً إلا لما فيه من الضرر المحض، أو لما فيه من الضرر الغالب.

وقد بان بهذا الإيضاح عظيم الضرر والفساد في العقيدة والعبادة وفي الدين والدنيا بسبب هذا التمثيل.

ألا وليعلم المسلمون أن انتهاك حرمة الأنبياء والرسل انتهاك لحرمة أتباعهم وخلفائهم لأن المنتهك لحرمتهم يسهل عليه الطعن في أتباعهم بقوله: (أنتم تعظمون الأنبياء وتحذرون من المساس بهم وتتبعونهم وفيهم وفيهم من أمور التنقص والعيب)

فعلى الأمة الإسلامية كافة أن تقوم بواجبها الشرعي في الذب عن الأنبياء والمحافظة على مكانتهم والوقوف ضد من يتعرض لهم بشيء من الإيذاء خصوصاً في هذا العصر الذي ظهر فيه الإلحاد واستطار شره في عالم المسلمين، وانتشاره في بعض وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وغيرها، فإن تساهل الأمة فيما ذكرنا يسبب ازدياد القدح والطعن فيهم، وليس للأمة أن تتنازل عن موطن الدفاع عن جميع الأنبياء والمرسلين، كلٌ حسب قدرته واستطاعته.

وعلى حكام المسلمين الواجب الأكبر في الدفاع عن الأنبياء والرسل، وعن الصحابة والقرابة، وعليهم أن يحيوا الدفاع التي كان عليها ولاة الأمر من أسلافهم.

وعلى ما سبق بيانه في ذكر مفاسد تمثيل الأنبياء والرسل، وذكر إجماع أهل العلم على تحريمه يتحتم على المسلمين سد أبواب الذرائع الموصلة إلى الإعانة للممثلين والقبول لتمثيلهم، أو السكوت عنهم، فما هو حاصل الآن في قناة الكوثر الإيرانية من عرض تمثيل النبي يوسف ويعقوب عليهما السلام وتمثيل جبريل عليه السلام أمر لا يقرّه شرع ولا عقل.

فالواجب على المسلمين منابذة هذه القنوات والتحذير منها ودعوة القائمين عليها إلى التوبة إلى الله، بإلغاء هذه الأفلام وما كان على شاكلتها من أفلام تمثيل الصحابة وغيرهم.

تنبيه: لا يجوز تمثيل الملائكة، لأنها من عالم الغيب، فإذا كانت حرمة التمثيل واردة في حق الأنبياء، فهي واردة في حق الملائكة من باب أولى، فما أعظمها من جرأة على ما ليس بالإمكان، وهكذا تمثيل الجن، فالممثلون هؤلاء جمعوا بين الجهل وبين الجرأة وبين السقاطة.

فليربأوا بأنفسهم عن هذه المزالق الخطيرة والانحرافات المستطيرة.

وليصلحوا ما بينهم وبين الله بالتوبة إليه والإنابة والرجوع والخضوع ولا حول ولا قوة إلا بالله.



محمد بن عبد الله الإمام

دار الحديث بمعبر

29شعبان1430هـ

رونق الامل
2009-10-15, 09:56
مشكورة اختي على الطرح دوام التالق و التميز

الجنة الجنة
2009-10-16, 15:52
شاهدت منه حلقات و اعجبني ماشاهدته
ما دمت -و الله اعلم- احسب المادة المقدمة موافقة لما جاء في الاثر و تفاسير القرآن ,و ذلك عن طريق رجوعي الى الكتب و المراجع ,و الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق بها
علينا ان نكون واعيين في تفكيرنا و راقين ,لا نكون اسفنجات تمتص كل ما يقدم لها بلا تفكير و لا تمحيص ,ولا حمقى نترك الاطلاع لسبب واهي
شاهد و خذ ما ينفعك,و عن كون القناة التى بثتها شيعية فنحن و الله اعلم بحالنا نموج و نسيح في بحار فنوات غربية الله اعلم بما تعرضه و نستقبله...فيا جماعة لاتهولوا الامر قليل من العقل و المنطق *
السلام عليكم
شكرا لك على هذه المشاركة وعلى الفتاوى التي اوردتها
بالنسبة لممثل النبي عليه السلام يجب على الكل ان يعي بان الشخص الذي يشاهده ليس بالنبي ولكنه انسان كسائر الاشخاص يريد ان يوصل لنا فكرة او بالاحرى قصة ذكرت في القران لا اكثر ولا اقل ولنتاكد ان هذا الشخص مهما اتقن في تمثيله فلن يكون بنفس شخصية النبي عليه السلام فلنتشبث بالشخصية التي ذكرت في القران وليس بالفنان ذاته. يكفي هذا المسلسل شرفا انه جعلني اسمع سورة يوسف مرات عديدة وجعلني احفظها عكس تلك المسلسلات الغربية التي جعلت بل فرضت علينا فرضا نسيان القران دون ان نتحدث عن باقي ما ينجر اليه شباب اليوم وهم يشاهدون تلك المسلسلات.
اظن ان الضرر الذي نتلقاه من هذه المسلسلات الغربية اكبر بكثير من الضرر الذي يراه البعض من خلال مسلسل يوسف الصديق.
اقول هذا واحذر من مشاهدة الاطفال وصغار السن من مشاهدة هذا المسلسل