مشاهدة النسخة كاملة : ¨°o.O(«۩☼۩ « دُرر ايمانية وجَواهِر رمضانية <<اليوم السابع>> ::★ تــرانيمُ الإيمــان★ ::۩☼۩»)O.o°¨
http://b.top4top.net/p_163e0951.png
من أيّام معدودات طلّ ضيفٌ عزيــزٌ
ضيف تهفوا له النفوس..
و تتلألأ لإستقباله دمعات العيون..
و تذوب القلوب..
تعظيما و محبة و شوقا إليه
أنه شهر الصيام شهر العتق من النيران
فضل و منة و كرم من الكريم المنان
و من شيم المسلم الوقار أن يكرم ضيفه أشد الإكرام
يعلم بضيافته ما يحب و ما يكره و يحسن بأفضل ما عنده تقديرا لضيفه الكريم
و من أعز ضيوف المسلم رمضان شهر المنة و الإكرام
فهو ضيف حبيب عزيز و تجارة لا تبور
لمن أحسن فيه الضيافة !
**فكان حري بي و بكِ أخيتِي أن نعملَ على أداءِ الطّاعات المفروضَات و نتضرعَ إلى ربّهنا بالنّوافل
فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : { إن الله تعالى قال : من عادى لي وليّاً
فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل
حتى أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ،
ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعـطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه } .
هذَا في أيّ يومٍ من العــام ، فما بالكَ أخيتِي بشهرِ رمضان ، حيثُ الحسناتُ تضاعف و الرقابُ تعتقْ
فوا حسراتاهُ إن انقضى رمضان و لم نكن من المعتوقين من النّيران .. !
فقد أراد الله بكِ خيرا حينما بلغك هذا الضيف الكريم و اختصك بإستقباله
فهلا أحسنت كما أحسن الله إليك
http://d.top4top.net/p_1634k903.png
❀❀ رمضـــان شهرُ القرءان ❀❀
لقدْ خصّ الله سبحانهُ تعـــالى شهر رمضان - شهرُ الصيامِ - بالقرءان الكريــمِ ، ففيهِ أنزلَ على خيرِ المرسلين محمّدٍ - عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم -
يقول الله تعالى : ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185].
حيثُ أنزلهُ - جلّ و علا - جملةً واحدة إلى السّماءْ الدّنيا في ليلة مباركــة عظيمة كما وصفها القرءان الكريم
.......
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]
﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]
﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]
......
ثم بعد ذلك نزل مفرَّقًا على مواقع النجوم يتلو بعضه بعضًا بحسب الوقائع والأحداث، هكذا روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - من غير وجه، فروى الحاكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "أُنزل القرآن جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وكان بمواقع النجوم، وكان الله ينزله على رسوله - صلى الله عليه وسلم - بعضه في إثر بعض".
*
وروى أيضًا عن عكرمة عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: "أُنزل القرآن جملة واحدة إلى سماء الدنيا ليلة القدر، ثم أنزل بعد ذلك في عشرين سنة، ثم قرأ: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ [الفرقان: 33]، ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106].
*
وروى ابن أبى حاتم عن بن عباس - رضي الله عنهما - أنه سأله عطية بن الأسود، فقال: أوقع في قلبي الشك قول الله - تعالى -: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، وقوله - تعالى -: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، وقد أنزل في شوال وفي ذي القعدة وفي ذي الحجة، وفي المحرم وصفر وشهر ربيع، فقال بن عباس - رضي الله عنهما -: "إنه نزل في رمضان في ليلة القدر، وفي ليلة مباركة جملة واحدة، ثم أُنزل على مواقع النجوم ترتيلاً في الشهور والأيام.
فحقيقٌ بشهر هذا فضلهُ أن يكونَ موسمَ عبادة للعبـاد و زادٌ لهم ليوم الميعـاد ، وما يدلّ على استحباب دراسة القرآن الكريم في شهر رمضان المبارك، والاجتهاد في ذلك، والعناية بهذا الأمر أتمَّ العناية، والإكثار من تلاوة القرآن فيه، وعرض القرآن على مَن هو أحفظ له، والزيادة في مدارسته؛ روى البخاري ومسلم عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، فيدارسه القرآن، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن"
أمّا عن حالِي أخواتِي الفضليات مع القرءان في هذا الشّهرِ المبارك فأخصص عقِب كلّ صلاة مفروضــة عدا صلاة المغرب " و يعوّضُ ما بعدها بعــد صلاة الضحى " قراءة جزءٌ من القرءانِ الكريم ، و يستحبُ أخواتِي أن نقرؤهُ بتدبّر و تأمل في ءاياتهِ و العمل بأحكامهِ ما تيّسر لنا ..
و لمن أرادت من الأخوات أن تختمَ مرة واحدة فلتقرأ جزءا كلّ يوم ، مرتين : جزءين كلّ يــوم و هكذا .. و تختارُ ما يناسبها من الأوقات مما يزيدُ من خشوعها حينَ القرءاة ...
فقد كان الإمام الشافعِي يهتمُ القرءان مرتين كل يوم في رمضان ، أيْ أنه يختمهُ ستين مرة كلّ رمضان .. " فأين نحنُ منهُ !! - هدانا الرّحمان "
و عن مراجعــة المحفوظ فأخصص وقتِي الذي أقضيهِ بالمدرسة القرءانية " حوالي 3 ساعات و نصف " صباحا لذلك
و لتبتغي كلٌّ منكنّ الأجر في تعليم القرءان و أحكامهِ إن رأت أنها متمكنّة لمن استطاعت .. فالأجرُ مضاعف فلا تضيعنَ فرصة أتت لكنّ تمشِي ..
تقبلّ الله و عفا عنّا عنكنّ ..
http://c.top4top.net/p_16309il2.png
❀❀ ءايَة و تفســير ❀❀
( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ( 185 ) )
وردَ في تفسير البغوي :
ثُمَّ بَيَّنَ اللَّهُ تَعَالَى أَيَّامَ الصِّيَامِ فَقَالَ ( شَهْرُ رَمَضَانَ ) رَفْعُهُ عَلَى مَعْنَى هُوَ شَهْرُ رَمَضَانَ وَقَالَ الْكِسَائِيُّ : كُتِبَ عَلَيْكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ وَسُمِّيَ الشَّهْرُ شَهْرًا لِشُهْرَتِهِ وَأَمَّا رَمَضَانُ فَقَدْ قَالَ مُجَاهِدٌ : هُوَ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى يُقَالُ شَهْرُ رَمَضَانَ كَمَا يُقَالُ شَهْرُ اللَّهِ وَالصَّحِيحُ أَنَّهُ اسْمٌ لِلشَّهْرِ سُمِّيَ بِهِ مِنَ الرَّمْضَاءِ وَهِيَ الْحِجَارَةُ الْمُحْمَاةُ وَهُمْ كَانُوا يَصُومُونَهُ فِي الْحَرِّ الشَّدِيدِ فَكَانَتْ تُرَمَّضُ فِيهِ الْحِجَارَةُ فِي الْحَرَارَةِ
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) سُمِّيَ الْقُرْآنُ قُرْآنًا لِأَنَّهُ يَجْمَعُ السُّوَرَ وَالْآيَ ، وَالْحُرُوفَ وَجُمِعَ فِيهِ الْقَصَصُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ وَالْوَعْدُ ، وَالْوَعِيدُ
وَأَصْلُ الْقَرْءِ الْجَمْعُ وَقَدْ يُحْذَفُ الْهَمْزُ مِنْهُ فَيُقَالُ قَرَيْتَ الْمَاءَ فِي الْحَوْضِ إِذَا جَمَعْتَهُ وَقَرَأَ ابْنُ كَثِيرٍ " الْقُرَانَ " بِفَتْحِ الرَّاءِ غَيْرَ مَهْمُوزٍ وَكَذَلِكَ كَانَ يَقْرَأُ الشَّافِعِيُّ وَيَقُولُ لَيْسَ هُوَ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَلَكِنَّهُ اسْمٌ لِهَذَا الْكِتَابِ كَالتَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَرُوِيَ عَنْ مِقْسَمٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ " ( 1 - الْقَدْرِ ) وَقَوْلِهِ : " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ " ( 3 - الدُّخَانِ ) وَقَدْ نَزَلَ فِي سَائِرِ الشُّهُورِ ، وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ " ( 106 - الْإِسْرَاءِ ، فَقَالَ أُنْزِلُ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ إِلَى بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا ثُمَّ نَزَلَ بِهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُجُومًا فِي ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ( 75 - الْوَاقِعَةِ ) قَالَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ : قُلْتُ لِلشَّعْبِيِّ : ( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ) أَمَا كَانَ يَنْزِلُ فِي سَائِرِ الشُّهُورِ؟ قَالَ : بَلَى وَلَكِنْ جَبْرَائِيلُ كَانَ يُعَارِضُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ مَا نَزَلَ إِلَيْهِ فَيُحْكِمُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ مَا يَشَاءُ وَيُنْسِيهِ مَا يَشَاءُ .
وَرُوِيَ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أُنْزِلَتْ صُحُفُ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي ثَلَاثِ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَيُرْوَى فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَتْ تَوْرَاةُ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي سِتِّ لَيَالٍ مَضَيْنَ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْإِنْجِيلَ عَلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي ثَلَاثَ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ زَبُورُ دَاوُدَ فِي ثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ وَأُنْزِلَ الْفُرْقَانُ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّابِعَةِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ [ ص: 199 ] شَهْرِ رَمَضَانَ لِسِتٍّ بَقِينَ بَعْدَهَا .
قَوْلُهُ تَعَالَى ( هُدًى لِلنَّاسِ ) مِنَ الضَّلَالَةِ وَهُدًى فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْقَطْعِ لِأَنَّ الْقُرْآنَ مَعْرِفَةٌ وَهُدًى نَكِرَةٌ ( وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى ) أَيْ دَلَالَاتٍ وَاضِحَاتٍ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ ، وَالْحُدُودِ وَالْأَحْكَامِ ( وَالْفُرْقَانِ ) أَيِ الْفَارِقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ
قَوْلُهُ تَعَالَى : ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) أَيْ فَمَنْ كَانَ مُقِيمًا فِي الْحَضَرِ فَأَدْرَكَهُ الشَّهْرُ وَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَنْ أَدْرَكَهُ الشَّهْرُ وَهُوَ مُقِيمٌ ثُمَّ سَافَرَ رُوِيَ عَنْ عَلَيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ لَا يَجُوزُ لَهُ الْفِطْرُ وَبِهِ قَالَ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ) أَيِ الشَّهْرَ كُلَّهُ وَذَهَبَ أَكْثَرُ الصَّحَابَةِ وَالْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّهُ إِذَا أَنْشَأَ السَّفَرَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ جَازَ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ وَمَعْنَى الْآيَةِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ كُلَّهُ فَلْيَصُمْهُ أَيِ الشَّهْرَ كُلَّهُ وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ مِنْكُمُ الشَّهْرَ كُلَّهُ فَلْيَصُمْ مَا شَهِدَ مِنْهُ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ السَّرَخْسِيُّ أَخْبَرَنَا زَاهِرُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْهَاشِمِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو مُصْعَبٍ عَنْ مَالِكٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ الْكَدِيدَ ثُمَّ أَفْطَرَ وَأَفْطَرَ النَّاسُ مَعَهُ فَكَانُوا يَأْخُذُونَ بِالْأَحْدَثِ فَالْأَحْدَثِ مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
قَوْلُهُ تَعَالَى ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) أَبَاحَ الْفِطْرَ لِعُذْرِ الْمَرَضِ وَالسَّفَرِ وَأَعَادَ هَذَا الْكَلَامَ لِيُعْلَمَ أَنَّ هَذَا الْحُكْمَ ثَابِتٌ فِي النَّاسِخِ ثُبُوتَهُ فِي الْمَنْسُوخِ وَاخْتَلَفُوا فِي الْمَرَضِ الَّذِي يُبِيحُ الْفِطْرَ فَذَهَبَ أَهْلُ الظَّاهِرِ إِلَى أَنَّ مَا يُطْلَقُ عَلَيْهِ اسْمُ الْمَرَضِ يُبِيحُ الْفِطْرَ وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ سِيرِينَ . قَالَ طَرِيفُ بْنُ تَمَّامٍ الْعُطَارِدِيُّ دَخَلْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ . فِي رَمَضَانَ وَهُوَ يَأْكُلُ ، فَقَالَ إِنَّهُ وُجِعَتْ أُصْبُعِي هَذِهِ وَقَالَ الْحَسَنُ وَإِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ هُوَ الْمَرَضُ الَّذِي تَجُوزُ مَعَهُ الصَّلَاةُ قَاعِدًا وَذَهَبَ الْأَكْثَرُونَ إِلَى أَنَّهُ مَرَضٌ يُخَافُ مَعَهُ مِنَ الصَّوْمِ زِيَادَةُ عِلَّةٍ غَيْرِ مُحْتَمَلَةٍ وَفِي الْجُمْلَةِ أَنَّهُ إِذَا أَجْهَدَهُ الصَّوْمُ أَفْطَرَ وَإِنْ لَمْ يُجْهِدْهُ فَهُوَ كَالصَّحِيحِ وَأَمَّا السَّفَرُ فَالْفِطْرُ فِيهِ مُبَاحٌ وَالصَّوْمُ جَائِزٌ عِنْدَ عَامَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَّا مَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُمْ قَالُوا لَا يَجُوزُ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ وَمَنْ صَامَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ " وَذَلِكَ عِنْدَ الْآخَرِينَ فِي حَقِّ مَنْ [ ص: 200 ] يُجْهِدُهُ الصَّوْمُ فَالْأَوْلَى لَهُ أَنْ يُفْطِرَ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا أَخْبَرَنَا بِهِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَحْمَدَ الْمَلِيحِيُّ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النُّعَيْمِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ أَخْبَرَنَا آدَمُ أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَنْصَارِيُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَرَأَى زِحَامًا وَرَجُلًا قَدْ ظُلِّلَ عَلَيْهِ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا صَائِمٌ ، فَقَالَ لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ " .
وَالدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ الصَّوْمِ مَا حَدَّثَنَا الْأُسْتَاذُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ هَوَازِنَ الْقُشَيْرِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْإِسْفِرَايِينِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو عَوَانَةَ أَخْبَرَنَا أَبُو أُمَيَّةَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ الْقَوَارِيرِيُّ أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ أَخْبَرَنَا الْجَرِيرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ : " كُنَّا نُسَافِرُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ فَلَا يَعِيبُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ " .
وَاخْتَلَفُوا فِي أَفْضَلِ الْأَمْرَيْنِ فَقَالَتْ طَائِفَةٌ الْفِطْرُ فِي السَّفَرِ أَفْضَلُ مِنَ الصَّوْمِ رُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ وَإِلَيْهِ ذَهَبَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالشَّعْبِيُّ وَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ الصَّوْمَ أَفْضَلُ وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَأَنَسٍ وَبِهِ قَالَ إِبْرَاهِيمُ النَّخَعِيُّ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ أَفْضَلُ الْأَمْرَيْنِ أَيْسَرُهُمَا عَلَيْهِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) وَهُوَ قَوْلُ مُجَاهِدٍ وَقَتَادَةَ وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَمَنْ أَصْبَحَ مُقِيمًا صَائِمًا ثُمَّ سَافَرَ فِي أَثْنَاءِ النَّهَارِ لَا يَجُوزُ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ ذَلِكَ الْيَوْمَ عِنْدَ أَكْثَرِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَقَالَتْ طَائِفَةٌ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ وَهُوَ قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ أَمَّا الْمُسَافِرُ إِذَا أَصْبَحَ صَائِمًا فَيَجُوزُ لَهُ أَنْ يُفْطِرَ بِالِاتِّفَاقِ وَالدَّلِيلُ عَلَيْهِ مَا أَخْبَرَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ إِلَى مَكَّةَ عَامَ الْفَتْحِ فِي رَمَضَانَ فَصَامَ حَتَّى بَلَغَ كُرَاعَ الْغَمِيمِ فَصَامَ النَّاسُ مَعَهُ فَقِيلَ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ النَّاسَ قَدْ شَقَّ عَلَيْهِمُ الصِّيَامُ فَدَعَا بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ بَعْدَ الْعَصْرِ فَشَرِبَ وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ فَأَفْطَرَ بَعْضُ النَّاسِ وَصَامَ بَعْضُهُمْ فَبَلَغَهُ أَنَّ نَاسًا صَامُوا فَقَالَ أُولَئِكَ الْعُصَاةُ .
وَاخْتَلَفُوا فِي السَّفَرِ الَّذِي يُبِيحُ الْفِطْرَ فَقَالَ قَوْمٌ مَسِيرَةُ يَوْمٍ وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى مَسِيرَةِ يَوْمَيْنِ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَذَهَبَ جَمَاعَةٌ إِلَى مَسِيرَةِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَصْحَابِ الرَّأْيِ [ ص: 201 ]
قَوْلُهُ تَعَالَى ( يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ) بِإِبَاحَةِ الْفِطْرِ فِي الْمَرَضِ وَالسَّفَرِ ( وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) قَرَأَ أَبُو جَعْفَرٍ الْعُسْرَ وَالْيُسْرَ وَنَحْوَهُمَا بِضَمِّ السِّينِ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالسُّكُونِ وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : مَا خُيِّرَ رَجُلٌ بَيْنَ أَمْرَيْنِ فَاخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا إِلَّا كَانَ ذَلِكَ أَحَبَّهُمَا إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ) قَرَأَ أَبُو بَكْرٍ بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالتَّخْفِيفِ وَهُوَ الِاخْتِيَارُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ " ( 3 - الْمَائِدَةِ ) وَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَاوُ النَّسَقِ وَاللَّامُ لَامُ كَيْ ، تَقْدِيرُهُ وَيُرِيدُ لِكَيْ تُكْمِلُوا الْعِدَّةَ أَيْ لِتُكْمِلُوا عِدَّةَ أَيَّامِ الشَّهْرِ بِقَضَاءِ مَا أَفْطَرْتُمْ فِي مَرَضِكُمْ وَسَفَرِكُمْ وَقَالَ عَطَاءٌ : ( وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ) أَيْ عَدَدَ أَيَّامِ الشَّهْرِ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الْخَلَّالُ أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِيُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوُا الْهِلَالَ وَلَا تُفْطِرُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ " .
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّالِحِيُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحِيرِيُّ أَخْبَرَنَا حَاجِبُ بْنُ أَحْمَدَ الطُّوسِيُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَا تَقَدَّمُوا الشَّهْرَ بِصَوْمِ يَوْمٍ وَلَا يَوْمَيْنِ إِلَّا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ ثُمَّ أَفْطِرُوا " .
( وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ ) وَلِتُعَظِّمُوا اللَّهَ ( عَلَى مَا هَدَاكُمْ ) أَرْشَدَكُمْ إِلَى مَا رَضِيَ بِهِ مِنْ صَوْمِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَخَصَّكُمْ بِهِ دُونَ سَائِرِ أَهْلِ الْمِلَلِ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هُوَ تَكْبِيرَاتُ لَيْلَةِ الْفِطْرِ وَرُوِيَ عَنِ الشَّافِعِيِّ وَعَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ وَعُرْوَةَ وَأَبِي سَلَمَةَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُكَبِّرُونَ لَيْلَةَ الْفِطْرِ يَجْهَرُونَ بِالتَّكْبِيرِ وَشَبَّهَ لَيْلَةَ النَّحْرِ بِهَا إِلَّا مَنْ كَانَ حَاجًّا فَذِكْرُهُ التَّلْبِيَةُ
( وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) للَّهَ عَلَى نِعَمِهِ وَقَدْ وَرَدَتْ أَخْبَارٌ فِي فَضْلِ شَهْرِ رَمَضَانَ وَثَوَابِ الصَّائِمِينَ .
❀❀ أحكام فقهيذة رمضانيّة ❀❀
.. في أحكامِ الحيض لابن صالح العثيمين ..
س 1: إذا طهرت المرأة بعد الفجر مباشرة هل تمسك وتصوم هذا اليوم؟ ويكون يومها لها، أم عليها قضاء ذلك اليوم؟
جـ: إذا طهرت المرأة بعد طلوع الفجر فللعلماء في إمساكها ذلك اليوم قولان: القول الأول: إنه يلزمها الإمساك بقية ذلك اليوم ولكنه لا يحسب لها بل يجب عليها القضاء، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد ـ رحمه الله ـ. والقول الثاني: إنه لا يلزمها أن تمسك بقية ذلك اليوم؛ ْلأنه يوم لا يصح صومها فيه لكونها في أوله حائضة ليست من أهل الصيام، وإذا لم يصح لم يبق للإمساك فائدة، وهذا الزمن زمن غير محترم بالنسبة لها؛ لأنها مأمورة بفطره في أول النهار، بل محرم عليها صومه في أول النهار، والصوم الشرعي هو: (الإمساك عن المفطرات تعبدًا لله عز وجل من طلوع الفجر إلى غروب الشمس) وهذا القول كما تراه أرجح من القول بلزوم الإمساك، وعلى كلا القولين يلزمها قضاء هذا اليوم.
http://c.top4top.net/p_16309il2.png
س 2: هذا السائل يقول: إذا طهرت الحائض واغتسلت بعد صلاة الفجر وصلت وكملت صوم يومها، فهل يجب عليها قضاؤه؟
جـ: إذا طهرت الحائض قبل طلوع الفجر ولو بدقيقة واحدة ولكن تيقنت الطهر فإنه إذا كان في رمضان فإنه يلزمها الصوم ويكون صومها ذلك اليوم صحيحًا ولا يلزمها قضاؤه؛ لأنها صامت وهي طاهر وإن لم تغتسل إلا بعد طلوع الفجر فلا حرج، كما أن الرجل لو كان جنبًا من جماع أو احتلام وتسحر ولم يغتسل إلا بعد طلوع الفجر كان صومه صحيحًا. وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أمر آخر عند النساء إذا أتاها الحيض وهي قد صامت ذلك اليوم فإن بعض النساء تظن أن الحيض إذا أتاها بعد فطرها قبل أن تصلي العشاء فسد صوم ذلك اليوم، وهذا لا أصل له بل إن الحيض إذا أتاها بعد الغروب ولو بلحظة فإن صومها تام وصحيح.
http://c.top4top.net/p_16309il2.png
س 3: إذا كانت المرأة عادتها الشهرية ثمانية أيام أو سبعة أيام ثم استمرت معها مرة أو مرتين أكثر من ذلك فما الحكم؟
جـ: إذا كانت عادة هذه المرأة ستة أيام أو سبعة ثم طالت هذه المدة وصارت ثمانية أو تسعة أو عشرة أو أحد عشر يومًا فإنها تبقى لا تصلي حتى تطهر وذلك لأن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لم يحد حدًّا معينًا في الحيض وقد قال الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} [البقرة: 222] فمتى كان هذا الدم باقيًا فإن المرأة على حالها حتى تطهر وتغتسل ثم تصلي، فإذا جاءها في الشهر الثاني ناقصًا عن ذلك فإنها تغتسل إذا طهرت وإن لم يكن على المدة السابقة، والمهم أن المرأة متى كان الحيض معها موجودًا فإنها لا تصلي سواء كان الحيض موافقًا للعادة السابقة، أو زائدًا عنها، أو ناقصًا، وإذا طهرت تصلي.
و لكنّ أخواتِي هذهِ الصفحات " هنا (http://saaid.net/book/20/14590.pdf) " عنونتْ بـ : التّرويح في أحكام صلاة التراويح
❀❀ أم هانئ بنت أبِي طالب ❀❀
هي فاختة بنت أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
وأم هانئ بنت أبي طالب أخت علي وعقيل وجعفر وطالب وشقيقتهم. وأمهم فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف واختلف في اسمها فقيل: هند, وقيل: فاختة وهو الأكثر.
وكان إسلام أم هانئ يوم الفتح.
.. من مواقفها مع رسول الله - صلى الله عليه و سلم ..
كان لأم هانئ مواقف مع الرسول منها ما رواه أبو هريرة أن النبي خطب أم هانئ بنت أبي طالب, فقالت: يا رسول الله, إني قد كبرت ولي عيال, فقال النبي : "خير نساء ركبن نساء قريش أحناه على ولد في صغره وأرعاه على زوج في ذات يده".
ولها موقف يوم فتح مكة مع النبي *تقول أم هانئ: ذهبت إلى رسول الله عام الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة ابنته تستره فسلمت عليه فقال: "من هذه". فقلت: أنا أم هانئ بنت أبي طالب, فقال: "مرحبًا بأم هانئ". فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات ملتحفًا في ثوب واحد, فلما انصرف, قلت: يا رسول الله, زعم ابن أمي أنه قاتل رجلاً قد أجرته فلان بن هبيرة, فقال رسول الله : "قد أجرنا من أجرت يا أم هانئ". قالت أم هانئ: وذاك ضحى[.
وعن أم هانئ قالت: كنت قاعدة عند النبي فأتي بشراب فشرب منه ثم ناولني فشربت منه فقلت: إني أذنبت فاستغفر لي، فقال: "وما ذاك؟" قالت: كنت صائمة فأفطرت, فقال: "أمن قضاء كنت تقضينه؟" قالت: لا, قال: "فلا يضرك".
وفي أحد الأيام قال الرسول الله لأم هانئ: "هل عندك طعام آكله", وكان جائعًا فقلت: إن عندي لكسر يابسة وإني لأستحي أن أقربها إليك, فقال: "هلميها", فكسرتها ونثرت عليها الملح, فقال: "هل من إدام؟" فقالت: يا رسول الله, ما عندي إلا شيء من خل, قال: "هلميه", فلما جئته به صبه على طعامه فأكل منه ثم حمد الله تعالى ثم قال: "نعم الإدام الخل, يا أم هانئ لا يفقر بيت فيه خل".
.. ممّا روتهُ عن خيرِ الأنام ...
عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: ما أخبرني أحد أنه رأى النبي يصلي الضحى إلا أم هانئ فإنها حدثت أن رسول الله دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل فسبح ثمان ركعات ما رأيته صلى صلاة قط أخف منها غير أنه كان يتم الركوع والسجود.
وعن أم هانئ رضي الله عنها أنها ذهبت إلى النبي يوم الفتح فوجدته يغتسل وفاطمة تستره بثوب فسلمت فقال: "من هذه؟" قلت: أم هانئ فلما فرغ من غسله قام فصلى ثماني ركعات في ثوب ملتحفًا به.
وعن أم هانئ: أن رسول الله اغتسل هو وميمونة من إناء واحد في قصعة فيها أثر العجين.
وعن أم هانئ قال لها النبي : "اتخذي غنمًا يا أم هانئ فإنها تروح بخير وتغدو بخير".
وعن أم هانئ بنت أبي طالب قالت: قال رسول الله : "إن الله تعالى فضل قريشًا بسبع خصال لم يعطها أحدًا قبلهم, ولا يعطيها أحدًا بعدهم, فيهم النبوة وفيهم الحجابة وفيهم السقاية, ونصرهم على الفيل, وهم لا يعبدون إلا الله, وعبدوا الله عشر سنين لم يعبده غيرهم, ونزلت فيهم سورة لم يشرك فيها غيرهم (لإيلاف قريش)".
و لمْ يرِد تاريخُ وفاة أم هانئ إلا أنهُ من امتفقِ عليه أنها عاشت بعد خمسين سنة
رسالــةٌ لكِ أختِي ..
ما ستنفعكِ لا مسلسلاتٌ و لا ما هو نظير لها..
لكنّ أخواتِي هنا (http://d.top4top.net/p_163nht01.png)
و بتلكمُ الكلمات أختمُ خيمتِي معكنّ أخواتِي
أسأل الله أن ينفعَ بها و أن يتقبلها منّي
اللهمّ بارك لنا فيمَ تبقى من رمضان و أعنا
على صيامهِ و قيامه على الوجه الذي يرضيك عنّا
و أوصيكنّ أخواتِِي ، لا ندرِي لربم رمضان هذا العام ءاخر رمضان نشهدهُ
فاغتنمنهُ و لا تضيعنَ دقائقَ تمرُّ منهُ
أمنكنّ المولــى
أم فاطمة السلفية
2016-06-12, 17:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله أخيتي ترانيم الايمان موضوع طيب وقيم ومفيد، جعله الله في ميزان حسناتك.
أتمنى أن تستفيد الاخوات من كل ما كتبته وما كتبته الاخوات من قبلك .
موفقة .
~QUeen Of Darkness ~
2016-06-13, 00:49
مــبدعه و متألقه كـــــــــالعادة.. موضوع في القمة
لكـ كل الشكر و التقدير
تقبلي مروري *.*
هدى المتفائلة
2016-06-13, 11:57
السلــامـ عليكمـ ورحمة الله وبركــاته
أشكركـ جزيل الشكــر أختي
وأسأل المولى في هذا الشهر العظيمــ أن يجعلهــا في ميزان حسناتكـ
وأن يوفقــــكـ
أبدعـــــت .. تألقـــــــت..
حفظكــ الله أختي وصال وبـــاركـ الله فيــكـ
رمضـــانكـ مباركـ
السلــامـ عليكمـ ورحمة الله وبركــاته
أشكركـ جزيل الشكــر أختي
وأسأل المولى في هذا الشهر العظيمــ أن يجعلهــا في ميزان حسناتكـ
وأن يوفقــــكـ
أبدعـــــت .. تألقـــــــت..
حفظكــ الله أختي وصال وبـــاركـ الله فيــكـ
رمضـــانكـ مباركـ
و عليكم السلام و رحمةُ الله تعالى و بركاتهُ
الشكرُ لله تعــالى ، فكله بفضل منه و منــةة
الهمّ ءامّين ، و حفظكِ تعــالى و جزاكِ خيرًا
بارك الله لنا و لكم فيما تبقى من هذا الشهر المبارك
مــبدعه و متألقه كـــــــــالعادة.. موضوع في القمة
لكـ كل الشكر و التقدير
تقبلي مروري *.*
ذلك من فضل الله
و لكمُ الشكْرُ على مروركم ، نفعنا الله و إياكم
و تقبل منّا و منكم ، أمنكِ المولى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما شاء الله أخيتي ترانيم الايمان موضوع طيب وقيم ومفيد، جعله الله في ميزان حسناتك.
أتمنى أن تستفيد الاخوات من كل ما كتبته وما كتبته الاخوات من قبلك .
موفقة .
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
و مما زاد الموضوع رونقا و بهاءً مروركم و ردكم عليه ، فجزاكم المولى خيرا أختِي أمّ فاطمة
نسأل الله تعالى ذلك ، و أن يتقبلهُ منا
وفقنا الله و اياكم ، في حفظِ المولى و رعايته
المهاجرة 50
2016-06-19, 15:30
جزاك الله خيرا ونفع بك اختي
شمعة امل*
2016-06-19, 23:09
مشكورة على الموضوع الرائع اخية وصال
وعلى الافكار المفيدة
اتمنى لك المزيد من التالق والتميز
في سماء منتدانا الغالي
تقبلي اجمل وارق التحيات
آيات سرمدية
2016-06-20, 21:37
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ..
ماشاء الله أخيتي دررك منوعة هادفة....ارتشفتها على فترات...مرورا بكل الفقرات...
جزاك الله خيرا.....
صَمْـتْــــ~
2016-06-20, 22:02
السلام عليكم
أحسنتِ وأحسن الله إليكِ أختاه
جزاك الله خيرا ونفع بك اختي
و جزاكِ خيرا منا
اللهمّ ءامّين ، بركتِ على المرور الطّيب الذي عطر الموضوع
مشكورة على الموضوع الرائع اخية وصال
وعلى الافكار المفيدة
اتمنى لك المزيد من التالق والتميز
في سماء منتدانا الغالي
تقبلي اجمل وارق التحيات
الشكرُ لله الذي يسر لنا ذلك
عسى الله ان ينفع بها كل من يمّر من هنَا
لنا و لكم بإذنِ الرّحمان أختِي عفاف ..
تقبل الله منا و منكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ..
ماشاء الله أخيتي دررك منوعة هادفة....ارتشفتها على فترات...مرورا بكل الفقرات...
جزاك الله خيرا.....
و عليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته
ذلك من فضل ربنا علينا ، الحمدُ لله أن افادتكم و استمتعتم بقراءتهاا
و جزاكم عنّا خيرًا
السلام عليكم
أحسنتِ وأحسن الله إليكِ أختاه
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
و أحسنَ اللهُ إليكم أختاهُ ، بارك الرحمان فيكِ
ام عبد الواحد 2016
2016-06-22, 22:29
بارك الله فيك ونفع بك
درر وجواهر مفيدة فى حلة جميلة
أم أسماء وعبد الرحمن
2016-06-22, 23:17
بوركت أختي ترانيم على مابذلت لشحذ همم القارئين وجزاك عنا خير الجزاء
بارك الله فيك ونفع بك
درر وجواهر مفيدة فى حلة جميلة
بوركت أختي ترانيم على مابذلت لشحذ همم القارئين وجزاك عنا خير الجزاء
و فيكما بارك الرّحمان و جزاكما من خيرات الجنان
حياكما تعــالى
|~أحْـﻶمـღ وًرديـَّہ*|
2016-06-24, 13:20
الســلآآمـ عليكمـ و رحـمة الله تعالى و بركاته
مبدعة كما عهدنااك ترانيم ..
لقد افدتني صراحة ...
بارك الله فيك
و جعلها الله تعالى من ميزلن حسناتك اختي
بالتوفيق لكـ
الســلآآمـ عليكمـ و رحـمة الله تعالى و بركاته
مبدعة كما عهدنااك ترانيم ..
لقد افدتني صراحة ...
بارك الله فيك
و جعلها الله تعالى من ميزلن حسناتك اختي
بالتوفيق لكـ
و عليكم السلام و رحمة الله
الحمدُ لله ان بلغتك الاستفادة أخيتِي
اللهمّ ءامّين
جزاكِ المولى خيرا
هدى المتفائلة
2016-06-29, 16:10
و عليكم السلام و رحمةُ الله تعالى و بركاتهُ
الشكرُ لله تعــالى ، فكله بفضل منه و منــةة
الهمّ ءامّين ، و حفظكِ تعــالى و جزاكِ خيرًا
بارك الله لنا و لكم فيما تبقى من هذا الشهر المبارك
آميـــن يا رب
ولكـ بالمثل غاليتي
أم سمية الأثرية
2016-07-10, 18:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
و فيكِ بارك الرحمان
آمين و اياكم
الأمنيات
2016-07-15, 14:51
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
دائما متميز في الانتقاء
سلمت على روعه طرحك
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
لكـ خالص احترامي
بارك تعالى فيكِ
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir