هي كفاية لمن وعى، و أن ليس للإنسان إلاّ ما سعى.

[جليس صالح_2]

رأيت المنتدى يعاني بعض الركود هذه الأيام، فأحببت أن أطرح هذه القصّة علها تكون النسيم العليل الذي ينعش همم إخواني: ولهذا أرجو من المشرفين أن لا ينقلوها إلى قسم آخر.
حُكي أن رجلا جلس يوما هو وزوجته و بين أيديهما دجاجة مشوية، فوقف سائل ببابه، فخرج إليه و انتهره، فذهب، فاتفق بعد ذلك أنّ الرجل افتقر وزالت نعمته، وطلق زوجته، وتزوجت بعده برجل آخر، فجلس يأكل معها في بعض الأيام وبين أيديهما دجاجة مشوية، و إذا بسائل يطرق الباب، فقال الرجل لزوجته: ادفعي إليه هذه الدّجاجة، فخرجت بها إليه فإذا هو زوجها الأوّل، فدفعت إليه الدجاجة و رجعت وهي باكية، فسألها زوجها عن بكائها، فأخبرته أن السائل كان زوجها، وذكرت له قصتها مع ذلك السائل الذي انتهره زوجها الأول، فقال لها زوجها: أنا والله ذلك السائل.
إخواني:
الأيّام دول بين الناس، فلا يظننّ أحدنا أن الدّنيا استقامت له، علينا أن لا نأمَن غدرها، خاصة ونحن في هذا الشهر الفضيل نتفنّن في تزيين موائدنا بأصناف الأطعمة و أنواع المشروبات، وننسى أن بيننا من الفقراء مَن هو في حاجة إلى كسرة خبز يسدّ بها رمقه فلا يجد مَن يدفعها إليه.
قال نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلّم:{ الضدقة تسدّ سبعين بابا من الشر}.
وقال أيضا:{ اتقوا النار ولو بشق تمرة}.
و قال أيضا:{ مَن ردَّ سائلا خائبا لم تَغْشَ الملائكةُ ذلك البيت سبعة أيام}.
وقال أيضا: { ما من مسلم يكسو مسلمًا ثوبا إلا كان في حفظ الله ما كانت عليه منه رقعة}.
وهدي نبينا صلى الله عليه وسلّم في هذا المجال غزير.
ولله درّ القائل:
يبكي على الذاهب من ماله ***** و إنما يبقى الذي يذهبُ

تقبّل الله منّا ومنكم الصيّام والقيّام

آمييييييييييين