مشاهدة النسخة كاملة : هكذا علمني الإسلام
seifellah
2016-05-31, 11:46
الإخلاص
علمني الإسلام أن أكون مخلصًا في الأعمال التي أؤدها، لله وللناس.
أما له سبحانه، فلا أشرك بعبادته أحدًا، فلا نفاق ولا رياء.
وأما للناس، فيكون تعاوني معهم بالصدق والسلامة والوفاء، فلا غش ولا مواربة، ولا كذب ولا خيانة.
وإخلاصي معهم يعرفه الله مني، فإن لم أكن كذلك عاقبني.
وقد ذكر لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله لا ينظر إلى أجسامنا ولا إلى صورنا، ولكن ينظر إلى قلوبنا، التي هي محل النية والإخلاص.
seifellah
2016-05-31, 11:47
التوبة
علمني الإسلام أن أتوب إذا قمت بعملٍ سيء، فإن الله سيمحوه إذا كنت صادقًا في توبتي، بأن أقلع عنه، وأندم على ذلك، وأعزم على ألا أعود إليه، وإن تعلق به حق إنسان أعدته إليه وبرأت ذمتي منه.
وسبب التوبة هو الذنب، الذي لا بد للإنسان منه، صغيرًا كان أو كبيرًا، وعليه أن يستغفر الله ويتوب ولو تكررت أو تكاثرت ذنوبه، ولا يقنط من رحمه الله، مهما كانت كبيرة أو كثيرةً!
والمهم هو العودة إلى جانب الإسلام، وضياء الإيمان، وتصحيح المسيرة، ليكون المرء عضوًا نافعًا، يبشر ويبني، لا مفسدًا ينفر ويهدم.
وليعلم المرء أن ربه يفرح بتوبته فرحًا شديدًا، لأنه رحيم به، ولا يريد لعبده المؤمن إلا الخير.
فليكن أحدنا كما يحب الله.
seifellah
2016-05-31, 11:49
الصبر
علمني الإسلام أن أكون صبورًا إذا ابتليت، كما أكون شكورًا إذا عوفيت، فإن الصبر ضياء في الطريق، والشكر مكرمة تدل على معدنٍ طيب ووفاء في الإنسان.
وليتذكر المرء ذلك النبي الصبور، الذي ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون!
وإن المرء يسأل الله العافية، ولا يسأله الصبر، فإن الصبر لا يأتي إلا بعد البلاء، ولكنه إذا ابتلى دعا الله أن يثبته ويقويه، فإن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: «ومن يتصبر يصبره الله» أي: من يتكلف الصبر على ضيقِ العيش ومكاره الدنيا، فإن الله سيؤيده، قال بعدها صلى الله عليه وسلم: «وما أعطي أحد عطاء خيرًا وأوسع من الصبر». في حديث متفق عليه. ثم إنه يسأل الله الفرج والعافية.
والصبر يدل على عزيمة، وكلما عظم البلاء عظم عند الله الجزاء، وإذا صبر الإنسان فلم يجزع بما يخرجه من الحد، ولم يتضجر أو يسخط ويتأفف، جازاه الله بأجرٍ كبيرٍ لا يخطر على البال، حيث يقول سبحانه وتعالى: }إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ{ [الزمر: 10].
seifellah
2016-05-31, 11:51
الصدق والكذب
علمني الإسلام أن أكون صادقًا، لأنه يسير بي إلى أبواب الخير ويفتحها، وهذه الأبواب تأخذني إلى الجنة.
ثم إني أجد راحةً في الصدق، وطمأنينة وراحة بال، بعكس الكذب والافتراء، الذي يسلك بي طرق الفجور، وهذه الطرق تؤدي إلى النار والعياذ بالله.
وفي الكذب دائمًا ريبة وتوجس وقلق، وممتهنة محل شك وحذرٍ من قبل المجتمع، فلا يؤمن على شيء، لأنه يؤمن جانبه.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا لمح كذبًا من بعضِ أصحابه انقبض عنه، ولا ينفتح قلبه عليه إلا بعد أن يعلم أنه انقلع منه.
seifellah
2016-05-31, 11:53
المراقبة
علمني الإسلام أن أعبد ربي كأنني أراه، فله صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي كله، يراني ويراقب خواطري، ويعرف أين توجهي، يعلم خالجة نفسي، وخائنة عيني، وخافية صدري، فـــ }لَا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ{ [آل عمران: 5].
فعلى أن أتقيه أينما كنت، وأستعين به وحده، وأعرفه في الرخاء كما أعرفه في الشدة، ولا أعمل في الخفاء شيئًا أستحي منه علنًا، وأن أترك ما لا يعنيني.
seifellah
2016-05-31, 11:54
اليقين والتوكل
علمني الإسلام أن أكون مؤمنًا حق الإيمان، وموقنًا يقينًا كاملًا لا يتزعزع، ومسلمًا بما يأمر به ربي ويقضى علي ويقدره.
وأن أتوكل عليه وأفوض إليه أمري، وأسلم إليه نفسي، رغبة ورهبة إليه، فلا ملجأ ولا منجى منه إلا إليه، فهو حسبي ونعم الوكيل.
seifellah
2016-06-01, 17:26
الاستقامة
علمني الإسلام أن أكون. مستقيمًا، في نظرتي إلى الحياة، وفي سلوكي ومعتقدي، فإن الاستقامة تعني نظام الأمور، وإن معنى «سددوا وقاربوا» في حديث مسلم الصحيح: القصد الذي لا غلو فيه ولا تقصير، والاستقامة والإصابة، ويعني هذا كله لزوم الطاعة، على منهاج الكتاب والسنة.
علمنيا الإسلام أن أكون مستقيمًا مع نفسي ومع الآخرين، وكيف أخدع نفسي التي بين جنبي ولها أعمل، وكيف أخدع أخي في العقدة وقد وصاني به رب الخلق، وكيف أخدع الآخرين وقد أمرني الله بالعدل ولو مع الكفار الذين أبغضهم؟ فالاستقامة واجبة في كل حال!
seifellah
2016-06-01, 17:27
التفكر
علمني الإسلام أن أكون متفكرًا، نبيهًا، عاقلًا، مثقفًا، فطنًا، أتفكر في خلق السماوات والأرض، وما فيها من إنسان، وحيوان، ونبات، وجماد }رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ .
أتفكر في الدنيا وأحوالها، وفنائها، والآخرة وأهواها، وفي النفس وتقصيرها، وتهذيبها، وحملها على الاستقامة.
seifellah
2016-06-01, 17:29
المبادرة
علمني الإسلام أن أكون مبادرًا إلى الخيرات من غير تردد، فإن كسلت أفقرت وضعفت، والإسلام يقدم القوة ويفخر بأولي العزم، وإن لم أبادر فقد يأتيني المرض فلا أقدر على عملٍ ولا عبادة، والعمر قصير، والموت قادم، والحساب بانتظاري!
وإن خير توجه في المبادرة أن تكون إلى الجهاد، به يعز الإسلام ويقوى المسلمون، وقد استكثر صحابي الوقت في أكل تمرات، فبادر إلى الجهاد، وقاتل حتى قتل...
وإن الذي يملأ الإيمان قلبه لا يتواني عن أي عملٍ مباركٍ ما دام قادرًا عليه، فالإيجابية هي الغالبة على حياة المسلم، وليس السلبية والانهزامية التي تتمثل في الكسل والجبن والأنانية.
seifellah
2016-06-01, 17:31
التعبد والمجاهدة
علمني الإسلام أن أتعاهد نفسي وأجاهد باستعمالها فيما ينفعها، بأن أعبد ربي حق العبادة، حتى لا يستعصى عليها طاعة من بعد، فقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تشققت قدماه، وينصح أحد أصحابه أن يكثر من السجود، «فإنك لن تسجد سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» كما رواه مسلم.
وسأله أحدهم مرافقته في الجنة فقال: «أعني على نفسك بكثرة السجود».
إن المجاهدة في حسن العبادة تغسل النفس من عيوبها، وتفتح المجال أمام التذلل والمناجاة لرب العباد، وتصفي النفس من أكدار العجب والتكبر، وتغدو صالحة لحياة الخلافة، من غير ظلمٍ ولا تعسف ولا فساد.
seifellah
2016-06-01, 17:35
عمل الخير
علمني الإسلام أن أزداد من الخير، وخاصةً في أواخر عمري، فإن التوبة تقبل من المخطئ ما لم يكن في سكرات الموت، وإن كنت محسنًا ازددت نورًا، و }إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ{ ، وخيرنا من طال عمره وحسن عمله. ثم إن كل عبدٍ يبعث على ما مات عليه.
وإن طرق الخير كثيرة، يستطيع أن يطرق بابها كل مسلم، بحسب طبعه وقدراته وظروفه، من عبادة، وجهاد، وإسداء معروف، وكف أذى، وبشاشة وجه، وكلمةٍ طيبة، وكالرفق بالحيوان، والمشي إلى المسجد، والوضوء، وغرس الشجر، وذكر الله، وشكره...
وقد ورد في صحيح مسلم: «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجد غصن شوكٍ على الطريق، فأخره، فشكر الله له، فغفر له».
seifellah
2016-06-01, 17:38
التوسط في العبادة
علمني الإسلام القصد في العبادة والتوسط فيها، فلا أتكلف ما لا أطيق، أو ما يشق عليّ الذي يؤدي إلى الانكماش أو الملل من بعد، فيكون هذا سببًا في ترك خير أو الفتور عنه أو الخوف منه، وإن الله يريد بنا اليسر، فالمهم أن نبقى على عمل طيب إذا باشرناه، وأن نسدد ونقارب ونبشر، ولا نتشدد في غير موضع التشديد، بل نستعين على طاعة الله في وقت النشاط والفراغ، حتى نستلذ العبادة ولا نسأم، فإذا فترنا جلسنا واسترحنا.
وليست العبادة هي كل شيء في حياة المسلم، فإن للنفسِ حقًا وللأهل حقًا... والمطلوب التوازن والقصد.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أمر القصد في العبادة لصحابي جلل، ورأى آثار عمله من بعد فقال: «فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم».
seifellah
2016-06-01, 17:40
المداومة على الأعمال الصالحة
علمني الإسلام أن أداوم على عمل صالح كنت آتيه ولا أتهاون في ذلك ولا أتكاسل حتى لا أتركه، ولا أكون كالذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكان كثير منهم فاسقين، وإن المطلوب مني عبادة ربي حتى يأتيني اليقين، وهو الموت.
وكان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم كما تقول أمنا عائشة رضي الله عنها «أحب الدين إليه ما دوام صاحبه عليه».
ولحرصه صلوات الله وسلامه عليه على المداومة على الأعمال الصالحة وعدم التساهل فيها، كان إذا فاتته الصلاة من الليل، من وجع أو غيره، صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، كما رواه مسلم.
seifellah
2016-06-01, 17:42
المحافظة على السنة
علمني الإسلام أن أكون مطيعًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ومحافظًا على سنته وآدابها، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: }مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ{ [النساء: 80]، ويقول عليه الصلاة والسلام كما رواه البخاري: «من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى» يعني أنه ليس من أهل الجنة.
فإذا أمرني نبيي بشيءٍ أتيت منه ما استطعت، وإذا نهاني عنه اجتنبته.
وأبتعد عن كل بدعةٍ في الدين، وأحافظ على السنن والمندوبات في الأدب والدين، فإنها تربية النبوة، ومدرسة تبرز من خلالها شخصية المسلم المتميزة، ونور على الطريق، تصلح به العلاقات الاجتماعية وتنمو، ويزداد به المجتمع الإسلامي تكافلًا وتماسكًا.
seifellah
2016-06-01, 17:44
الانقياد لحكم الله
علمني الإسلام الانقياد للحكم الشرعي بدون تلكؤ ور ترددٍ ولا حرج، وأسلم بذلك تسليمًا فإن شأن }الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ{ [النور: 51]. وليعلم أن الله لم يأمرنا بما لا نطيق، وأن ما أمرنا به هو لصالحنا ولفلاحنا.
seifellah
2016-06-01, 17:45
النهي عن البدع
علمني الإسلام تجنب البدع، فهي مردودة، وفيها ضلال، والخير في كتاب الله، وهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وإن البدع سببٌ في الاختلاف بين الأمة، واجتنابها يسد هذا الباب، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: }وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ { [الأنعام: 153].
seifellah
2016-06-01, 17:47
بين طريق الخير وطريق الشر
علمني الإسلام أن أبادر إلى الأعمال الحسنة والمشاريع الخيرة، التي تبعث بدورها النور في نفوس الخيرين فيشاركون في تنمية هذه الأعمال والمشاريع، فيعم الخير والتعاون والإصلاح في المجتمع الإسلامي، ويكون للفاعل الأول أجر من وافقه وتابع عمله.
وعلمني في مقابلة أن أتجنب الشر وتبعاته، فإن فتح باب للشر يفتح عيون ذوي النيات السيئة فيقتحمونه ويزيدون منه، ويكون وزر هذه الأعمال كلها على الفاعل الأول، حتى يوم القيامة، فتتشكل عليه جبال من الأوزار.
وانظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: «ليس من نفسٍ تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها، لأنه كان أول من سن القتل».
seifellah
2016-06-01, 17:49
الدعوة إلى الهدى أو الضلال
علمني الإسلام أن أكون داعيًا إلى الخير، ومتعاونًا مع المجتمع على البر والصلاح والتقوى، بالأسلوب الحسن والمعاملة الطيبة.
وإن جمع الناس على الخير وتذكيرهم به، وترسيخ قيمة بينهم، يكون في امتثالهم له وانضباطهم بالتربية الحسنة ثواب كبير للقائم به.
ولنذكر أن هداية امريء على يديك خبر لك من مشاريعك الدنيوية كلها، بل من الدنيا وما فيها.
وأن العكس هو عكس النتيجة، فإن بث الضلال، ونفث السموم، ونشر الفساد، وإشاعة الفاحشة، والدعوة إلى التفرقة والأفكار الهدامة، نتيجتها الهلاك والخسران.
seifellah
2016-06-10, 11:49
النهي عن البدع
علمني الإسلام تجنب البدع، فهي مردودة، وفيها ضلال، والخير في كتاب الله، وهدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم.
وإن البدع سببٌ في الاختلاف بين الأمة، واجتنابها يسد هذا الباب، ولذلك يقول سبحانه وتعالى: }وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ { [الأنعام: 153].
seifellah
2016-06-10, 11:51
بين طريق الخير وطريق الشر
علمني الإسلام أن أبادر إلى الأعمال الحسنة والمشاريع الخيرة، التي تبعث بدورها النور في نفوس الخيرين فيشاركون في تنمية هذه الأعمال والمشاريع، فيعم الخير والتعاون والإصلاح في المجتمع الإسلامي، ويكون للفاعل الأول أجر من وافقه وتابع عمله.
وعلمني في مقابلة أن أتجنب الشر وتبعاته، فإن فتح باب للشر يفتح عيون ذوي النيات السيئة فيقتحمونه ويزيدون منه، ويكون وزر هذه الأعمال كلها على الفاعل الأول، حتى يوم القيامة، فتتشكل عليه جبال من الأوزار.
وانظر إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم المتفق عليه: «ليس من نفسٍ تقتل ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل منها، لأنه كان أول من سن القتل».
نضال من الجزائر
2016-06-15, 23:23
الحمد لله على نعمة الإسلام
seifellah
2016-06-18, 12:52
الدعوة إلى الهدى أو الضلال
علمني الإسلام أن أكون داعيًا إلى الخير، ومتعاونًا مع المجتمع على البر والصلاح والتقوى، بالأسلوب الحسن والمعاملة الطيبة.
وإن جمع الناس على الخير وتذكيرهم به، وترسيخ قيمة بينهم، يكون في امتثالهم له وانضباطهم بالتربية الحسنة ثواب كبير للقائم به.
ولنذكر أن هداية امريء على يديك خبر لك من مشاريعك الدنيوية كلها، بل من الدنيا وما فيها.
وأن العكس هو عكس النتيجة، فإن بث الضلال، ونفث السموم، ونشر الفساد، وإشاعة الفاحشة، والدعوة إلى التفرقة والأفكار الهدامة، نتيجتها الهلاك والخسران.
seifellah
2016-06-18, 12:54
النصيحة
علمني الإسلام أن أكون ناصحًا أمينًا، فإن المؤمنين كلهم إخوة لي، والأخ يشفق على أخيه، ويحرص على سلامته، ويتمنى له السعادة والتوفيق كما يتمنى لنفسه ذلك، وقد جاء في الحديث المتفق عليه: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
seifellah
2016-06-18, 12:56
الأمر بالمعروف
علمني الإسلام أن أكون آمرًا بالمعروف، وهو كا ما عرف بالشرع والعقل حسنه، من أحكام وآدابٍ ومحاسن أخلاق، وأن أكون ناهيًا عن المنكر، وهو نقيض المعروف. وقد ذم الله الذين كفروا من بني إسرائيل بأنهم }كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ{ [المائدة: 79].
ومجال هذا الأمرو اسع، يحوي جميع فئات المجتمع، فإن من المنكر ما يمكن إزالته باليد، وإلا فباللسان، وإلا فبالقلب، وهو أضعف الإيمان.
وعدم العمل به يعني تفشي المنكرات، واتساع رقعة الظلم والفساد في المجتمع والوطن، وهذا كله يؤدي إلى الانتقام الرباني.
وهذه المسؤولية منوطة بكثير من الناس، ولكنهم لا يأبهون بها، وخاصةً في الأسواق، والمستشفيات، والملاهي، والجامعات... وغيرها. فليحذر المسلم، وليفعل ما قدر عليه، أو ليتجنب مواقع المنكرات، ولا يجالس أصحابها.
ومن المنكرات الأحكام الدستورية المخالفة للشرع، والقوانين الوضعية المناهضة للدين، والممارسات القمعية والاستبدادية التي تمارس ضد الناس بدون خوفٍ ولا ردع، وإن الإعلان في التصدي لهذه الأمور وبيان فسادها من أفضل الجهاد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وحسنه: «أفضل الجهاد كلمة عدلٍ عند سلطانٍ جائر».
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم فيما روي بأسانيد صحيحة: «الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه، أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه».
وقد علمني الإسلام التوازن والمصداقية، فلا أكون متكلمًا بلا عمل، ولا آمرًا الناس بالبر وأنا مخالفه، فإن هذا إثم ومقت، وعليه عقوبة، ولن يأخذ الناس كلامي بجد إذا عرفوا أنني صاحب أقوال دون أفعال.
seifellah
2016-06-20, 20:00
أداء الأمانة
علمني الإسلام أن أكون أمينًا، فإن الخيانة من صفات المنافقين، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأمين حتى بين كفار الجاهلية، وهذه الصفة كان لها أثر جميل في تقبل دعوة الإسلام وانتشارها، وكذلك اليوم، فإن هذه الصفة وغيرها من الأخلاق والآداب الحميدة تؤثر في جذب الناس إلى الإسلام، وتعطي مدلولًا واقعيًا لمبادئ الإسلام السمحة والعظيمة.
seifellah
2016-06-20, 20:02
الظلم
علمني الإسلام أن الظلم حرام، وأنه لا يجوز الاعتداء على أي شخص بغير حق، سواء أكان مسلمًا أو غير مسلم، سواء في نفسه أو في ماله، وأن المسلم الحق هو «من سلم المسلمون من لسانه ويده» ما في الحديث الصحيح.
وإن الإسلام نفر من الظلم، وعده ذنبًا كبيرًا يحاسب عليه، حتى لو كان شيئًا قليلًا، وقد ورد في صحيح مسلم، أن صحابيًا استشهد، فذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه أنه رأه في النار لأنه أخذ عباءة من الغنيمة قبل أن تقسم!
هذا في شهيد قدم روحه فداء للإسلام.. فكيف بموظفٍ يأخذ رشوة، وكيف بمن يضرب آخر أو يشتمه أو يرميه بجرم، أو يسفك دمع... وكيف بمن لا يعدل بين الناس ويخون الأمانة... وصور الظلم كثيرة ومنتشرة في هذا العصر خاصة، وفي بلاد المسلمين عامة...؟
وإن من أراد السلامة فليرد المظالم إلى أهلها، ولا يبقي شيئًا عنده لم يقتنه من حلال، أو ليتحلل من أصحابها قبل أن يختطفه الموت، فإن دعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. وإن الحساب عسير يوم الحساب، إلا من سلم الله.
seifellah
2016-06-20, 20:04
مراعاة حقوق المسلمين
علمني الإسلام أن أكون معظمًا لحرمات المسلمين، مقدرًا لحقوقهم، شفيقًا عليهم، رحيمًا بهم، مكرمًا لهم. وقد وصف الله نبيه في القرآن الكريم بأنه رؤوف رحيم بالمؤمنين. وكان كذلك صلى الله عليه وسلم، فكان يخفف من الصلاة إذا سمع بكاء صبي، وأمر الأئمة أن يخففوا من صلاتهم كذلك، رحمةً بالضعيف والسقيم والكبير وذي الحاجة.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لنا أسوة، فعلينا أن نكون كذلك، لا نظلم مسلمًا ولا نخونه، ولا نؤذيه في عرضه أو ماله، ولا نبغضه، ولا نحسده، ولا نترك نصرته.
ولا ننسى حقوقه، فنرد سلامه، ونزوره إذا مرض، ونتبع جنازته إذا مات، ونجيب دعوته، ونشمته إذا عطس، فنقول له: يرحمك الله... ويرد هو: يهديكم الله.
والذي ينبغي أن يحذر منه المسلم أشد الحذر، هو أن لا يحقر أخاه المسلم، فإن هذا صفة ذميمة، وخصلة معيبة في المجتمع المسلم، ومما يؤسف له أن تجد مثل هذا في الطبقات الدنيا من المجتمع، وبين الجاليات والأقليات المسلمة، ويكفي أن يوصف مثل هذا الشخص بأنه شرير، فقد قال رسول الله في الحديث الذي رواه الترمذي وحسنه: «بحسب امريءٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم».
seifellah
2016-06-20, 20:05
المحافظة على أمن المجتمع
علمني الإسلام أن أكون عنصر خير في المجتمع الإسلامي، يحافظ على سريان الأمن والسلامة فيه، وينبذ الشائعات المغرضة التي تفكك المجتمع، وتبث فيه روح التفرقة والتخاذل وتمكن الغزو الفكري الخبيث منه، ولا أعطي مجالًا لأهل الأهواء والفساد والفواحش، بأن يتمكنوا من نشر الفاحشة، فإن لها عواقب سيئة على المجتمع السليم، وإن الله سبحانه يقول: }إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ{ [النور: 19].
seifellah
2016-06-20, 20:07
قضاء الحوائج
علمني الإسلام أن أكون متعاونًا وعنصرًا إيجابيًا في مجتمعي الإسلامي، فأساهم في قضاء حوائج المحتاجين ما قدرت عليه، وأخفف عنهم أحزانهم، وأبث فيهم روح الأمل، وأبين لهم فضيلة الصبر حى يكشف الله عنهم.
وفي حديث حسنٍ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أحب الناس إلى الله أنفعهم لهم، «وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن: تكشف عنه كربًا، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا».
وإن قضاء الحوائج أفضل من العبادة، وقد ورد في الحديث نفسه: «ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة، أحب إلي من أن أعتكف شهرين في مسجد».
وإذا لم أقدر، أو ما كان الأمر بيدي، شفعت لأخي المسلم، فإن في ذلك أجرًا، وسعيًا إلى الخير، وإشاعةً للتعاون على البر والتقوى.
seifellah
2016-06-25, 12:00
الإصلاح
علمني الإسلام أن أكون مصلحًا عادلًا بين الناس، فإن الله سبحانه وتعالى يقول: }إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ{. وإن النية الحسنة، والعقل السليم، والتخطيط المحكم، والشفقة على المسلمين، يبث فيهم روح التكافل والتضامن، وينبذ أسباب الخلاف والنزاع، فيعيش المجتمع في رباطٍ أخوي، بدل مخاصمات وأحقاد تسري بين أفراده وجماعاته.
وكم من صلحٍ أعاد أسرًا إلى عش الزوجية فعاش الأطفال في حنان الأم ورعاية الأب؟ وكم خلص عشائر وبلداناً من براثن النزاع والحروب فأمنت نفوسًا، وأطفأت شرًا كبيرًا؟ وكم أراح ضمائر كان قد تسلل إليها اليأس، وتمكنت منها الأمراض النفسية، فعاد إليها التوافق وعاشت هنية قادرة على العمل والعطاء بقوةٍ وصفاء؟
ولنتصور بعد ذلك أجر القائم بالصلح، الذي حقن دماءً، وصفى قلوبًا، وفجر ينابيع جديدة في المجتمع المسلم، من أجرٍ كبير، وثواب عظيم، ومكانةٍ عند الله!.
seifellah
2016-06-25, 12:04
الاهتمام بضعفة المسلمين
علمني الإسلام ألا أهمش الضعفاء في المجتمع، فإن لهم شأنًا عند الله، وهم محتاجون إلى ملاحظةٍ ورعايةٍ دائمةٍ من قبل المسؤولين والجمعيات الخيرية وأهل الغنى واليسار، ليكون هناك توازن اجتماعي حقيقي في ساحة الأخوة الإسلامية، وليرحم الله الناس بهذا التواصل والتكاتف الاجتماعي.
وليعلم أن عامة أهل الجنة من المساكين، وأن الرجل العظيم السمين – يعني الشخصيات والوجوة الدنيوية – يأتي يوم القيامة «لا يزن عند الله جناح بعوضة» كما في الحديث المتفق عليه.
وإن إيذاء الضعفاء يسخط الرب ويجلب العقوبة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر، وكان قد قال كلامًا لبعض الصحابة الضعفاء رضوان الله عليهم : «يا أبا بكر لعلك أغضبتهم، لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك».
وقد قال أفضل الصلاة وأزكى السلام فيما رواه أبو داود بإسناد جيد: «إنما تنصرون وترزقون بضعفائكم».
وندب الإسلام إلى معاملة اليتيم معاملة خاصة، فيها أروع صور الرحمة وأجمل صور الشفقة، وأن كافله وممولة يكون قريبًا من منزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، في حديث صحيح يعرفه أهل الخير خاصة، حتى قال أحد شراح الحديث رحمه الله: حق على من سمع هذا الحديث أن يعمل به، ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، ولا منزلة في الآخرة أفضل من ذلك.
وإذا كان أعلى وأسمى أعمال المسلم التي يبتغي بها الأجر الكبير عند ربه هو الجهاد في سبيله، فإن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام بين في الحديث المتفق عليه أن «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله».
إن أجل وأروع وأهم التوصيات النبوية لأمته، فهل تنبهت لهذا وعملت به ليستقيم أمرها ويصلح شأنها، ويعيش أفرادها في محبةٍ ووئام، وحتى يرحمها الله، فإن رَحم رُحم؟.
seifellah
2016-06-25, 12:06
الوصية بالنساء
والحقوق الزوجية
علمني الإسلام أن أحسن إلى النساء في كسوتهن وطعامهن، وأعاشرهن بالمعروف، والمرأة الصالحة كنز لا مثيل له في الدنيا، فهي عون للرجل، ومستشارة أمينة له، وأمان واطمئنان في البيت، ولبنة مباركة في المجتمع، وسند للوطن في إخراج تربويين وأبطالٍ مجاهدين...
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أفضل الناس وأكرمهم هو أحسنهم وألطفهم مع النساء، حيث قال: «خياركم خياركم لنسائهم» في سنن الترمذي، وصححه.
وللزوجين حقوق يجب مراعاتها بين بعضهم البعض، وأمير الأسرة هو الرجل، لكنها مثله مسؤولة عما تحت يدها، وحذرها الإسلام من الغواية والضلال، وأنها فتنة وبلاء إذا خرجت عن حدود الإسلام، يكون لها آثار سلبية على الرجال والمجتمع عامة.
seifellah
2016-07-11, 21:40
الإنفاق على الأسرة والاهتمام بها وتوجيهها
علمني الإسلام أن أتدبر شؤون أسرتي، فأنا مسؤول عنها، فإذا تركتها غير مبال بها، فقد أخطأت وأثمت، حيث يقول صلى الله عليه وسلم كما رواه مسلم: «كفى بالمرء إثمًا أن يضيع من يقوت».
وقد ندبني الإسلام إلى العمل والنفقة على العيال خاصة، حيث الأجر الكبير، فإن الإنفاق على الأهل هو أعظم أجرًا من غيره، إنه بموازاة الإنفاق على الغزو في سبيل الله.
وليس الاهتمام بها من ناحية ماديةٍ فقط، بل من الجوانب الإيمانية والتربوية أيضا، فيجب على الأب والأم أمر الأولاد بطاعة الله تعالى، وإقامة الصلاة خاصة، ونهيهم عن الخروج عن نظام الإسلام، ومنعهم من ارتكاب المحرمات، وتأديبهم، ومتابعة سلوكهم خارج الدار، ليكونوا مسلمين عقلاء أسوياء، تتبين ملامح شخصيتهم الإسلامية من خلال أحاديثهم، وأصدقائهم، وتوجهاتهم.
ويأتي هذا الاهتمام والتأكيد لبناء أسرةٍ سليمة، تعتمد على نفسها، وتتعاون فيما بينها، ولا يكون أفرادها عالةً على المجتمع. فإذا استغنت وكفيت تفرغت للعلم والبناء، والتخطيط للمستقبل، وشاركت في نشاطات تربوية واجتماعية وماليةٍ يكون بها عمران البلاد... إنها الأساس الذي يشع منه أنوار المستقبل، وملامح القوة والتماسك، وبصلاحها ونظامها يكون الأمر كذلك.
seifellah
2016-07-11, 21:43
الإنفاق المبارك
علمني الإسلام الإنفاق من أحب أموالي إلي، ومن جيده، فإن هذا يؤكد حب الإسلام وأهله، والتجاوب الكبير مع أفراد المجتمع الإسلامي والاهتمام بشؤونهم، وينزع حب المال والأنانية البغيضة من القلب. يقول الله تعالى: }لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ{ ويقول i: }يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ{ [البقرة: 267].
seifellah
2016-07-11, 21:45
حق الجار
علمني الإسلام أن ألبي حقوق جيراني، وأوصاني بذلك، وأكد عليه مرارًا، فإن العلاقات الاجتماعية تبدأ معهم، فإذا صلحت كانت انطلاقةً مباركةً إلى بقية أفراد المجتمع. أسلم عليهم كلما رأيتهم، وأتبشش في وجوههم، وأتعاون معهم في تفقد أهل الحاجة منهم، وأندب معهم الصغار لتعلم القرآن الكريم والتربية الإسلامية في المساجد، وأشاركهم في أفراحهم وأتراحهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيما رواه الترمذي وهو صحيح: «خير الجيران عند الله خيرهم لجاره».
وبالمقابل حذر الإسلام من الجار غير الملتزم، الذي قد يتلبس بالشر فيؤذي أقرب الناس إليه وأكثرهم حقوقًا عليه فيخون ويغدر، وإن مثل هذا لا يدخل الجنة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه». رواه مسلم.
والبوائق: الغوائل والشرور.
سيرين135
2016-08-07, 14:28
جزاكم الله خيرا
seifellah
2016-10-12, 17:45
بر الوالدين وصلة الأرحام
علمني الإسلام أن أكون بارًا بوالدي، واصلًا لأهلي وأقربائي، فإن والدي ربياني صغيرًا، وتابعا مسيرة حياتي وأنا لا أقدر على الكلام، ولا أقدر أن أحفظ نفسي من أي مكروه وشملاني بعطفهما وحنانهما، وأنفقا علي، وعلماني، ونصحاني ووجهاني، حتى قدرت على خوض متطلبات الحياة، فلهما علي، وخاصة والدتي، حقوق يجب أن ألبيها، برًا بهما، وردًا لجميلهما، ووفاءً بعهد الله }وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا{ [العنكبوت: 8] فهما أحق الناس بصحبتي واهتمامي، وأرجو من وراء ذلك بركة وتوفيقًا في الدنيا وأجرًا وثوابًا في الآخرة.
والدائرة الثانية في اهتمامي هي رحمي، أهلي وأقربائي، الذين يعدون أولى درجات المجتمع، وبتآلفهم وتماسكهم تكون لبنات البنيان محكمة، قوية وصلبة، وإن التقرب منهم والتعاون معهم والسؤال عنهم باستمرار يعد أحد المنافذ التي تؤدي إلى الجنة، وإن الإنفاق عليهم فيه أجر الصدقة وأجر صلة الرحم، وإن من وصل أقرباءه وذويه من رحمه وصله الله، ومن قطعهم قطعه الله، يعني من رحمته ومن الجنة.
وهذا جانب الترغيب في أدب الإسلام. أما الترهيب، فقد عد الإسلام عقوق الوالدين من أكبر الكبائر، كما في الحديث المتفق عليه: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟... الإشراك بالله، وعقوق الوالدين...». فانظر كيف قورن العقوق بالشرك الأكبرّ لأنه دليل على فساد الإنسان من الداخل، وبذلك يتوقع انفجار الشر منه، وتأذي من حوله به، فإن الذي يعق والديه خائن وغادر شرير، لا يؤمن جانبه من أذية آخرين، من الأهل والأصدقاء والمجتمع. وقد منع المرء من إلحاق أقل الأذى بالوالدين، حتى لو كانت كلمة فيها تضجر وتأفف، بل حتى نظرة حادة أو شزرة إلهما، والمطلوب هو القول الجميل والتقرب منهما والتذلل لهما، كما قال سبحانه وتعالى: }فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا{ [الإسراء: 23 -24].
وفي جانب الترهيب من قطع صلة الرحم تهديد ووعيد شديد لا يأبه به كثير من المسلمين، على الرغم من خطورته، والسبب هو غلبة جانب العاطفة السلبية على المرء، أعني الحقد والضغينة والكراهية التي تملأ جوانب نفسه ضد أهل له وأقرباء، بحيث تطغى على جانب الطاعة والعبودية لرب العالمين، وهذا أمر لا يليق بالمؤمن الصحيح الإيمان، فإنه بادر إلى الطاعة والامتثال، ولا يجد في نفسه حرجًا من تطبيق أمر الله، لأنه فوق كل شيء، حتى فوق نفسه التي بين جنبيه.
إن الوعيد الشديد هو ما ورد في الحديث المتفق عليه من أن «الرحم معلقة بالعرش، تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله».
وقبل ذلك آية كريمة شديدة الوعيد، يمر عليها المسلم وقد لا يتنبه لمعناها، هي قوله تعالى: }فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ، أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ{ [محمد: 22-23]. وعقب هذه الآية التي وردت في حديثٍ بصحيح البخاري: «فقال الله تعالى: من وصلك وصلته، ومن قطعك قطعه».
وهذا تفسير لكلمات الآية، فإن اللعنة تعني الطرد من رحمه الله. نعوذ بالله من ذلك.
seifellah
2016-10-12, 17:49
جوانب أخرى
من البر والصلة
علمني الإسلام أن أزيد من رقعة البر والإكرام، فضلًا عن الوالدين والأهل، كأصدقاء الأب، وصديقات الزوجة، وخدمة الأصحاب والأحباب، فإن هذا من البر والوفاء، وأجمل به أن يكون خلقًا يتحلى به أفراد خير أمة أخرجت للناس.
وانظر إلى بر هذا الصحابي الجليل ووفائه النادر، جرير بن عبد الله البجلي ، الذي لاحظ خدمة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وتفانيهم في إكرامه، ومسارعتهم إلى ذلك، وإيثاره على أنفسهم وأولادهم، فتأثر بهذا الموقف كثيرًا. وانغرس في نفسه خدمة الأصحاب إلى أعمق الأعماق، وخرج مرة في سفرٍ مع أنس بن مالك، فكان يخدمه، فقال له أنس لا تفعل، فقال: إني قد رأيت الأنصار تصنع برسول الله صلى الله عليه وسلم شيئًا، آليت على نفسي أن لا أصحب أحدًا منهم إلا خدمته! وقد روى هذا الخبر البخاري ومسلم.
فأحرى بنا أن نكون أوفياء مكرمين لمن له فضل علينا، أو على والدينا، ولا ننسى ودهم وفضلهم، ليبقى هذا الخلق الرفيع فينا، ونكون جديرين بحياة الخلافة الحميدة.
احترام الناس
علمني الإسلام أن أوقر الكبار، وأحترم العلماء وأهل الفضل، وأقدمهم على غيرهم، وأرفع مجالسهم، وأظهر مرتبتهم، وإن الله يقول: }هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ{ [الزمر: 9]، وصحح النووي قول عائشة رضي الله عنها: «أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنزل الناس منازلهم».
إنه أمر واقعي، وتوازن عقلي، ومطلب اجتماعي لا ينكر.
فاحترام العالم تبجيل للعلم، ورفع لمكانة أهله، وإشادة بالرأي والدليل، ورد لجميل أعلام نذروا أنفسهم للتربية والتعليم، وأناروا لنا دروب الحياة حتى لا نتخبط فيها...
وتوقير الكبير تكريس لأدب الإسلام في الأخذ بيد الضعيف، ومساعدة أهل الحاجة، وتقدير أهل الخبرة والوجاهة في المجتمع، والاعتراف بفضلهم في تزويدنا بالوصايا والحكم، وتربيتنا على التفكر والتريث، وهكذا بقية أفراد المجتمع الإسلامي، ممن يطلب منا رفع مكانتهم وتعظيم شأنهم.
الشاعر عبد الرحمان
2016-10-12, 19:27
شكرا لك بارك الله فيك
seifellah
2017-02-03, 19:01
الصحبة وما إليها
علمني الإسلام أن أصحاب أهل الخير، وأزورهم، وأجالسهم، وأحبهم، وأطلب الدعاء منهم، وأزور المواضع الفاضلة. وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يزور قباء راكبًا وماشيًا فيصلي فيه ركعتين، فكان ابن عمر يفعله.
والصداقة أمرها خطير، فإن المرء يقارن بصديقه، فإن لم تعرف حاله عرف به، وإن «المرء مع من أحب» كما في الحديث المتفق عليه، فإن كان رفقاؤه سيئين أشرارًا فهو سيء شرير، وإن كانوا طيبين خيرين فهو طيب خير، فلينظر الإنسان من يختار لصحبته، فإنه مثلهم، ومصيره مصيرهم، في الجنة أو في النار.
والمؤمن يختار الصحبة الطيبة، ويحرص على أن يكون صديقه مؤمنًا تقيًا، وقد روى الترمذي بإسناد حسنٍ قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقي».
وعند الصديق الطيب تجد الراحة والأمان، والمحبة الحقيقة، لأنها في الله، وعند الأشرار لا يكون إلا التنغيص والمشكلات، والغواية والخيانة، لأنها في الهوى والمصالح النفعية، فيكون الاجتماع والاصطحاب في الإثم والعدوان.
فاحرص على الأخ الطيب، وانهل معه من معين الأخوة الصافية في الله، واطلب منه الدعاء إذا فارقته، ففي حديث صحيحٍ رواه أبو داود والترمذي، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العمرة، فإذن له وقال: «لا تنسنا يا أخي من دعائك»!
قال عمر: فقال كلمةً ما يسرني أن لي بها الدنيا!
وافتخر بإخوانك الضعفاء من أهل الذكر والدعاء، واصبر على صحبتهم دون الكبراء الذين لا يتخذون دين الله منهجًا في الحياة، فإنك مأمور بذلك، وإنهم أفضل عند الله من هؤلاء، فليكن عندك كذلك.
أما زيارة العلماء وأهل الفضل والوجاهة في الإسلام، فلا أجمل منها ولا أروع، فعندهم كنوز العلم والمعرفة والتربية، فاحرص عليها، وتجمل بها، فإنها ذخر لك في الحياة، وأجر لك بعد الممات.
وإذا رأيت تفاوتًا في درجات الرجال واهتماماتهم بأنواع العلوم، فلتكن في صف من يذكرك بالله، ويمهد لك طريق الجنة، ويريد العزة للإسلام وأهله.
واعتبر بزيارات الآخرين وتنوعها، ولا تقتصر على شيخٍ واحدٍ أو صنفٍ من الناس، لتنوع من معارفك، وتطلع على تجارب الحياة، وتكون على بينةٍ مما يجري في الحياة، ويكون موقفك من الأمور في موالاةٍ ومعاداة صحيحتين، فهما من صميم العقيدة الإسلامية، ولا تنس أهل الفضل من ذلك، فإن زيارتك لهم من باب الإيناس والوفاء.
وفي خبر جميل رواه مسلم، أنا أبا بكر قال لعمر رضي الله عنهما: «انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها». وكانت حاضنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجرت الهجرتين. فلما انتهيا إليها بكت... فهيجتهما على البكاء، فجعلا يبكيان معها...
haroune 40
2017-02-03, 19:41
بارك الله فيك اخي الكريم
farid1982
2017-02-03, 21:42
جزاك الله خيرا
mourad0303
2017-02-03, 22:39
سيد الاستغفار
عنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي اللَّه عنْهُ عن النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ : « سيِّدُ الاسْتِغْفار أَنْ يقُول الْعبْدُ : اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ . منْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا ، فَمـاتَ مِنْ يوْمِهِ قَبْل أَنْ يُمْسِيَ ، فَهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ ، ومَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وهُو مُوقِنٌ بها فَمَاتَ قَبل أَنْ يُصْبِح ، فهُو مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ » رواه البخاري .
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir