تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الذكرى الـ51 لرحيل الشيخ البشير الإبراهيمي "مجدّد الحركة العلمية في الجزائر"


الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-20, 18:04
كي لا ننسى ...
رسالته لنا نحن المربين :
إلى أبنائنا المعلمين ...
ها أنتم هؤلاء تربعتم من مدارسكم عروش ممالك ؛رعاياها أبناء الأمة و أفلاذ أكبادها؛تدبرون نفوسهم على الدين وحقائقه ،و ألسنتهم على اللسان العربي و دقائقه ؛ و تسكبون في آذانهم نغمات العربية ، وفي أذهانهم سر العربية وتدبرون أرواحهم بالفضيلة و الخلق المتين ، وتروضونهم على الاستعداد للحياة الشريفة ...وتقودونهم بزمام التربية إلى مواقع العبر من تاريخهم ، ومواطن القدوة الصالحة من سلفهم ، ومنابت العز والمجد من مآثر أجدادهم الأولين ؛ فقفوا عند هذه الحدود واجعلوها مقدمة على البرنامج الآلي في العمل والاعتبار ، وفي السير و الاختبار ؛و احرصوا كل الحرص على أن تكون التربية قبل التعليم ،واجعلوا الحقيقة الآتية نصب أعينكم ، واجعلوها حاديكم في تربية هذا الجيل الصغير ، وهاديكم في تكوينه وهي : أن الجيل الذي أنتم منه لم يؤت من خيبته في الحياة من نقص في العلم ، وإنما من نقص في الأخلاق ، فمنها كانت الخيبة ، ومنها كان الإخفاق.
ثم احرصوا على أن يكون ما تلقونه لتلامذتكم من الأقوال ، منطبقا على ما يرونه ويشاهدونه منكم من الأعمال؛ فإن الناشئ الصغير مرهف الحس، طُلَعَة إلى مثل هذه الدقائق التي تغفلون عنها ، ولا ينالها اهتمامكم، و إنه قوي الإدراك للمعايب و الكمالات ، فإذا زينتم له الصدق فكونوا صادقين ، و إذا حسنتم له الصبر فكونوا من الصابرين، ، واعلموا أن كل نقش تنقشونه في نفوس تلامذتكم من غير أن يكون منقوشا في نفوسكم فهو زائل، وأن كل صبغ تنفضونه على أرواحهم من قبل أن يكون متغلغلا في أرواحكم فهو – لا محالة – ناصل زائل ...
ألا إن رأس مال التلميذ هو ما يأخذه عنكم من الأخلاق الصالحة بالقدوة ، و أما ما يأخذه عنكم بالتلقين من العلم والمعرفة فهو ربح وفائدة...
أوصيكم بحسن العشرة مع بعضكم إذا اجتمعتم ، وبحفظ العهد و الغيب لبعضكم إذا افترقتم ؛ إن العامة التي ائتمنتكم على تربية أبنائها تنظر إلى أعمالكم بالمرآة المكبرة ؛ فالصغيرة من أعمالكم تعدها كبيرة ، والخافتة من أقوالكم تسمعها جهيرة فاحذروا ثم احذروا...
أي أبنائي ، إن هذا القلب الذي أحمله يحمل من الشفقة عليكم و الرحمة بكم ، والاهتمام بشؤونكم ، ما تنبت منه الحبال ، و تنوء بحمله الجبال ، و هو يرثي لحالكم من الغربة و إلحاح الأزمات و يود لو يقطع وتينه لو أزيحت عللكم ، ورقع بالسداد خللكم ، ولكنكم جنود ، و متى طمع الجندي في رفاهية العيش ؟ و أسُود ، ومتى عاش الأسد على التدليل؟ وهو يشعر أن التدليل تذليل!
إنكم يا أبنائي رجال حركة ، فلا تشينوها بالسكون ، و أبطال معركة فلا يكن منكم إلى الهوينى ركون.
للتذكير فقد توفي الشّيخ البشير الإبراهيمي، وهو رهن الإقامة الجبرية في منزله، يوم الخميس 20 ماي 1965
رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.

ابن الجزائر 65
2016-05-20, 18:15
رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته

ايام الشتاء
2016-05-20, 18:19
http://gulf-up.com/do.php?img=98865

الشيخ البشير الابراهيمي يكشف مخططات الاستعمار.

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-20, 18:42
الشّيخ محمّد الغزالي رحمه الله
"الإمام الإبراهيمي كما عرفته" ...
كانت القاهرة -لأكثر من ثلث قرن مضى- ملتقى عدد من المجاهدين الكبار يفيئون إليها في ظل عقيدة جامعة، وأخوة وثيقة، ولغة مشتركة، وآمال واحدة. وكان المسلمون ينظرون إلى الزعماء القادمين نظرة حب جارف وإعزاز بالغ، كانوا يرون النظر في وجوههم عبادة، والحديث معهم والأنس بهم قربى إلى الله.
أذكر من هؤلاء الحاج محمد الأمين الحسيني مفتي فلسطين الأكبر، وقائد جهادها الأول، زارني يومًا في وزارة الأوقاف –وكنت مسؤولاً عن المساجد- فزكّى بعض المشروعات التي أقوم بها، ورسم لي طريق إنجاحها، وشعرت كأنه يعد نفسه مسؤولا عن مستقبل الإسلام في مصر، فهو يهتم به اهتمامي أنا به أو أكثر، ولا عجب فدار الإسلام واحدة وإن اختلفت منابت الأفراد..
وأذكر من أولئك الزعماء اللاجئين إلى القاهرة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، عرفته أو تعرّفت إليه في أعقاب محاضرة بالمركز العام للإخوان المسلمين.. كان لكلماته دوي بعيد المدى، وكان تمكنه من الأدب العربي بارزا في أسلوب الأداء وطريقة الإلقاء، والحق أن الرجل رُزق بيانا ساحرا وتأنقا في العبارة يُذكِّرنا بأدباء العربية في أزهى عصورها.
لكن هذا ليس ما ربطنا به وشدّنا إليه -على قيمته المعنوية- إنما جذبنا الرجل بإيمانه العميق، وحزنه الظاهر على حاضر المسلمين، وغيظه المتفجر ضد الاستعمار، ورغبته الشديدة في إيقاظ المسلمين ليحموا أوطانهم ويستنقذوا أمجادهم، وخُيّل لي أنه يحمل في فؤاده آلام الجزائريين كلهم وهم يكافحون الاستعمار الفرنسي، ويقدمون المغارم سيلا لا ينقطع حتى يحرروا أرضهم من الغاصبين الطغاة، وكان في خطاباته يزأر كأنه أسد جريح، فكان ينتزع الوجل من أفئدة الهيابين ويهيّج في نفوسهم الحمية لله ورسوله، فعرفتُ قيمة الأثر الذي يقول “إن مداد العلماء يوزن يوم القيامة بدم الشهداء”.
إن الخطيب أو الكاتب يوم يستمد توجيهاته من قلبه ويصبها في نفوس تلامذته إنما يكوّن فيلق أولي الفداء، ويصنع قذائف حية ورجالا ينسفون الباطل نسفًا، وذلك ما أحسسناه ونحن نستمع إلى الشيخ البشير الإبراهيمي في القاهرة، فعرفنا لماذا ضاق به الفرنسيون وطاردوه، ومن تمّ قرّرنا الالتفاف به والاستمداد منه.
ومن الخطأ تصور أن الشيخ الكبير كان خطيبا ثائرًا وحسب.. لقد كان فقيها ذكي الفكرة بعيد النظرة. ووقع لي معه حوار في مسألتين طريفتين، قال لي مرة: لعلك قرأت في السيرة الشريفة أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كانوا ينصرفون عن مجلسه إلا على ذَوَاقٍ. قلت: نعم، قال: فما الذواق الذي ينالونه في مجلسه؟ فتريثّتُ قليلا ثم أجبت: لعلهم كانوا يتناولون بعض الأطعمة أو الأشربة كما يقع في عصرنا هذا عندما نقدم للأضياف الوافدين أقداحا من الشاي أو غيره.. قال لي: ظننتك أفضل من أن تجيب هذه الإجابة الساذجة، ألك شيء يُنوِّه به الأصحاب الكرام؟ قلت في تلهُّف: فما الذواق الوارد في السنة؟ قال: إنه تذوق أرقى، ألا تذكر الحديث الشريف “ذاق حلاوة الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا ورسولا”.
إن المجلس النبوي تظلله الحكمة، ومقام النبي فيه ترقيق القلوب، ورفع المستوى، وتخليص الروحانية من شوائب الأرض، وجعل البشر في مصاف الملأ الأعلى.. فما ينصرف أحد عن هذا المجلس الزكي إلا وتذوق نازلاً من السماء، ولا يعود إلى أهله إلا بذخر يعليه ويعليهم.
الحق أن هذا المعنى كان جديدا عليّ، غير أني شعرت بأنه الحق، وأنه أولى كثيرا من تفسير الذواق بأنه طعام وشراب..
وسألني مرة: ما تقول في هذه الذبائح التي تملأ ساحات منى يتحلل بها الحجاج والعامرون من مناسكهم؟ فلم أدري ما أقول، كل ما استعطت أن أجيب به أنها من شعائر الحج والعمرة قربة إلى الله وطعمة للفقراء، وفي الآية {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام، فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير{. قال: ليت الحجيج يفقهون هذه الغاية فيأكلون ويتصدقون ويفرح بصنيعهم البائسون الفقراء، إنهم يذبحون ويدعون ذبائحهم على الثرى لا يقربها إنس ولا وحش، فتضيع سدى، وقد نُهينا عن إضاعة المال. حبذا لو وضعت خطة للإفادة من هذا الخير المبذول وتعميم النفع به.. وما تمنّاه الشّيخ البشير الإبراهيمي نُفِّذ بعد ربع قرن، فقد عرفتُ الآن أن ما يُذبح يكون بقدر حاجة الفقراء، والباقي يوجّه لسد ثغرات الجوع والجفاف في أماكن أخرى.. وهذا هو الفقه الصحيح وحسن التصرف في تنفيذ أحكام الشّرع الشّريف. كان لقاؤنا بالشيخ البشير الإبراهيمي مصدر متعة أدبية وعلمية تجعل أدباء القاهرة وعلمائها يهرعون إليه ويتزاحمون عليه، ولكن الرجل كان يشرُد بين الحين والحين، فنحسّ أنّه معنا وليس معنا، كان جسمه معنا وقلبه معلّقًا بالجزائر يتحسّس أنباءها، يتبع العراك الدائر بين الإسلام والصليبية في هذه القطعة الغالية من دار الإسلام، وكنتُ أشعر بأنه يكتب إلى رجاله أو المسؤولين عن الكفاح الجزائري يشير عليهم بالرأي.. وأستطيع الجزم بأنه ما ضعف يومًا ولا استكان ولا يئس من روح الله، ولا شك في أن الله ناصر جنده، ومعزّ المجاهدين المسلمين. وهناك أمر لا يعرفه الكثيرون، لقد حاول أن يسدّ الفجوة بين جماعة الإخوان ورجال الثورة المصرية، فإن الفريقين يقدّرونه ويصغون إلى نصحه، ولكن الشرّ كان قد تفاقم بين الفريقين وعزّ على العلاج، فتوقّف محزونًا.
وظلّ الشيخ البشير ومعه بعض الجزائريين يرتّبون الأمور بين القاهرة الموالية للمجاهدين، وبين أرض المعركة الّتي احتدم فيه القتال وتضاعف الشّهداء، ولا أنسى من بين أصحاب الشّيخ الأخ الفضيل الورتيلاني الّذي زاملني في الدّراسة وأنا في تخصّص الدعوة والإرشاد قبل مجيء الإبراهيمي ببضع سنين، وكان الشّيخ الفضيل عملاقًا في مبناه ومعناه ورجلاً في وزنه، وكان يتّبع الشّيخ البشير على أنّه تلميذ وفيّ له، ويتعاونان على نصرة القضية الجزائرية بكلّ ما لديهما من طاقة..
قال لي الشّيخ البشير: إنّكم بليتم بالاستعمار مثل ما بُلينا، وشعرتم بضراوته مثل ما شعرنا، لكنّكم لا تعرفون أنّ ما أصابنا نوع شاذ من الاستعمار يشبه السرطان من بين أنواع العلل المهلكة، إنه كان يريد محو شخصيتنا وعقيدتنا ولغتنا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا، ومن المستحيل الإبقاء عليه أو البقاء معه. إنّ معنى ذلك الموت الخسيس، وأولى بنا أن نموت جميعًا في ميادين الكفاح والتضحية من أن نموت على هذا النحو الّذي يُراد لنا..
والجزائري إذا غضب تحوَّل إلى شخص آخر، وقد كنتُ ألمح تغيّرًا عضويًا في وجهه بل في كيانه كلّه عندما يتحدث عن ضرورة الجهاد إلى آخر رمق، وعن ضرورة بقاء الجزائر مسلمة تتكلّم بلغة الوحي وتحلّ العربية محل الفرنسية. (وها قد نصر الله الجزائر، ونضر وجوه المجاهدين وعاد الدخيل من حيث جاء، واندحر أتباعه وأعوانه).
فأدبروا ووجوهُ الأرض تلعنهم oooo كباطل من خلال الحقّ منهزم
ومعرفتي بالشّيخ البشير الإبراهيمي تجعلني أتساءل بالفرنسية، ما أحسبه يتركه دون تقريع وتعنيف بالغين. وله الحقّ في غضبه، فإن الاستعمار العسكري ذنب والاستعمار الثقافي هو الرأس، والحيّة لا تموت بقطع ذنبها، بل الأمر كما قال الشاعر:
لا تقطعنّ ذنب الأفعى وترسلها oooo ْْْْْْْإن كنتَ شهمًا فأتبع رأسها الذنبَا
وعلى الجزائر أن تحرّر ثقافتها من التبعية كما حرّرت أرضها من الاستعمار، والخطوات البطيئة في هذا المضمار لا ترضي شهداءها الأبرار، بل البِدار، ليتأكّد الانتصار، وتتضاعف الثّمار.

ابن الجزائر 65
2016-05-20, 19:01
الاستعمار العسكري ذنب والاستعمار الثقافي هو الرأس، والحيّة لا تموت بقطع ذنبها، بل الأمر كما قال الشاعر:
لا تقطعنّ ذنب الأفعى وترسلها oooo ْْْْْْْإن كنتَ شهمًا فأتبع رأسها الذنبَا

ابن الجزائر 65
2016-05-20, 19:03
بارك الله فيك أخي حسام

BOUTAHAR ABDELLATIF
2016-05-20, 19:12
فيديو نادر للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله

https://www.dztu.be/watch?v=wBBTbGkAQLY

BOUTAHAR ABDELLATIF
2016-05-20, 19:21
من روائع الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

اضغط على الرابط

https://www.fb.com/mohammedbashiribr/

kaitt
2016-05-20, 20:19
لماذا لا تذكرون انه مات منبوذا تحت الاقامة الجبرية
لقد منع من احضار مكتبته من القاهرة
لقدتشاجر مع بومدين في القاهرة لكن بومدين صفى حسابه معه في الجزائر

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-20, 20:56
بارك الله فيك أخي حسام

وفيك بارك الله أخي الكريم tontoetla

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-20, 20:59
لماذا لا تذكرون انه مات منبوذا تحت الاقامة الجبرية
لقد منع من احضار مكتبته من القاهرة
لقدتشاجر مع بومدين في القاهرة لكن بومدين صفى حسابه معه في الجزائر

أشرنا إلى ذلك في ذيل الموضوع .

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-20, 21:00
((...ومن السنن الكونية المقرّرة في سقوط الأمم وعدم امتداد العزة والرقي فيها
أن ينسى آخرها مآثر أوّلها فينقطع التيّار الدافع فيتعطّل التقدّم ...)) الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-20, 21:06
فيديو نادر للشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله

https://www.dztu.be/watch?v=wbbtbgkaqly

من روائع الشيخ محمد البشير الإبراهيمي

اضغط على الرابط

https://www.fb.com/mohammedbashiribr/

هل من أثر مادي (نصب تذكاري مثلا) في مسقط رأسه برج بوعريريج تخليدا له أخي عبد اللطيف ؟!

ابن الجزائر 65
2016-05-21, 00:02
لماذا لا تذكرون انه مات منبوذا تحت الاقامة الجبرية
لقد منع من احضار مكتبته من القاهرة
لقدتشاجر مع بومدين في القاهرة لكن بومدين صفى حسابه معه في الجزائر

أحد أبرز علماء الجزائر دعوة وجهادا، كان واسع المعرفة بالفقه والتشريع وعلوم اللغة والأدب، ترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد وفاة مؤسسها العلامة عبد الحميد بن باديس، سخّر علمه وقلمه لخدمة وطنه وللدفاع عن اللغة العربية، وقد كانت مواقفه الجريئة سببا في وضعه تحت الإقامة الجبرية حتى وفاته.

ph7
2016-05-21, 18:50
كي لا ننسى ...
رسالته لنا نحن المربين :
إلى أبنائنا المعلمين ...
ها أنتم هؤلاء تربعتم من مدارسكم عروش ممالك ؛رعاياها أبناء الأمة و أفلاذ أكبادها؛تدبرون نفوسهم على الدين وحقائقه ،و ألسنتهم على اللسان العربي و دقائقه ؛ و تسكبون في آذانهم نغمات العربية ، وفي أذهانهم سر العربية وتدبرون أرواحهم بالفضيلة و الخلق المتين ، وتروضونهم على الاستعداد للحياة الشريفة ...وتقودونهم بزمام التربية إلى مواقع العبر من تاريخهم ، ومواطن القدوة الصالحة من سلفهم ، ومنابت العز والمجد من مآثر أجدادهم الأولين ؛ فقفوا عند هذه الحدود واجعلوها مقدمة على البرنامج الآلي في العمل والاعتبار ، وفي السير و الاختبار ؛و احرصوا كل الحرص على أن تكون التربية قبل التعليم ،واجعلوا الحقيقة الآتية نصب أعينكم ، واجعلوها حاديكم في تربية هذا الجيل الصغير ، وهاديكم في تكوينه وهي : أن الجيل الذي أنتم منه لم يؤت من خيبته في الحياة من نقص في العلم ، وإنما من نقص في الأخلاق ، فمنها كانت الخيبة ، ومنها كان الإخفاق.
ثم احرصوا على أن يكون ما تلقونه لتلامذتكم من الأقوال ، منطبقا على ما يرونه ويشاهدونه منكم من الأعمال؛ فإن الناشئ الصغير مرهف الحس، طُلَعَة إلى مثل هذه الدقائق التي تغفلون عنها ، ولا ينالها اهتمامكم، و إنه قوي الإدراك للمعايب و الكمالات ، فإذا زينتم له الصدق فكونوا صادقين ، و إذا حسنتم له الصبر فكونوا من الصابرين، ، واعلموا أن كل نقش تنقشونه في نفوس تلامذتكم من غير أن يكون منقوشا في نفوسكم فهو زائل، وأن كل صبغ تنفضونه على أرواحهم من قبل أن يكون متغلغلا في أرواحكم فهو – لا محالة – ناصل زائل ...
ألا إن رأس مال التلميذ هو ما يأخذه عنكم من الأخلاق الصالحة بالقدوة ، و أما ما يأخذه عنكم بالتلقين من العلم والمعرفة فهو ربح وفائدة...
أوصيكم بحسن العشرة مع بعضكم إذا اجتمعتم ، وبحفظ العهد و الغيب لبعضكم إذا افترقتم ؛ إن العامة التي ائتمنتكم على تربية أبنائها تنظر إلى أعمالكم بالمرآة المكبرة ؛ فالصغيرة من أعمالكم تعدها كبيرة ، والخافتة من أقوالكم تسمعها جهيرة فاحذروا ثم احذروا...
أي أبنائي ، إن هذا القلب الذي أحمله يحمل من الشفقة عليكم و الرحمة بكم ، والاهتمام بشؤونكم ، ما تنبت منه الحبال ، و تنوء بحمله الجبال ، و هو يرثي لحالكم من الغربة و إلحاح الأزمات و يود لو يقطع وتينه لو أزيحت عللكم ، ورقع بالسداد خللكم ، ولكنكم جنود ، و متى طمع الجندي في رفاهية العيش ؟ و أسُود ، ومتى عاش الأسد على التدليل؟ وهو يشعر أن التدليل تذليل!
إنكم يا أبنائي رجال حركة ، فلا تشينوها بالسكون ، و أبطال معركة فلا يكن منكم إلى الهوينى ركون.
للتذكير فقد توفي الشّيخ البشير الإبراهيمي، وهو رهن الإقامة الجبرية في منزله، يوم الخميس 20 ماي 1965
رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.

بارك الله فيك على الموضوع الجميل أيها الحسام الجميل ... بأمثال هذا العظيم تفتخر الجزائر ، وبهداهم نقتدي وعلى خطاهم نسير ونمضي .. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ونفع بعلمه الجزائريين خاصة والمسلمين عامة..

BOUTAHAR ABDELLATIF
2016-05-22, 01:18
هل من أثر مادي (نصب تذكاري مثلا) في مسقط رأسه برج بوعريريج تخليدا له أخي عبد اللطيف ؟!

ليس نصبا تذكاريا ولكن قاعة كبرى بوسط المدينة تستعمل للمحاضرات والمسرح وما شابه

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-22, 22:26
بارك الله فيك على الموضوع الجميل أيها الحسام الجميل ... بأمثال هذا العظيم تفتخر الجزائر ، وبهداهم نقتدي وعلى خطاهم نسير ونمضي .. رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه ونفع بعلمه الجزائريين خاصة والمسلمين عامة..

وفيك بارك الله أخي عمراوي ...شهادة أعتز بها من ناقد متميز مثلك رغم أنني لا أستحقها ...
تنطبق عليك الحكمة القائلة : العظيم هو الذي يشعر من حوله أنهم عظماء ...
فلا شك أنك ما وصفت الموضوع وصاحبه بما وصفت إلا لأنك سبقتهما إليه (الجمال) خلقا وفكرا و ذوقا ...
أصارحك زميلي المحترم أنني تأثرت بشخصية و علم هذا الرجل العظيم أشدّ مما تأثرت بالشيخ العلامة عبد الحميد بن باديس ...
رحمهما الله و أكرم مثواهما و مثوى جميع علمائنا التقاة الصالحين ...

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 19:20
محمد البشير الابراهيمي في عيون معاصريه
الشيخ البشير الإبراهيمي شخصية فذة، فقد أوتي مواهب عديدة، فكان خطيباً مِصْقعاً، وشاعراً مُفْلِقاً، وكاتباً لا يكاد أحد يدانيه في وقته، يشهد له بذلك كل من عرفه، وقرأ له. كما أنه ذو نفس مرهفة، وذو خلق عال، وأدب جم، ووفاء منقطع النظير.
وعن هذه الصفات يتحدث أبرز المعاصرين له :
الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي (نجله)
الأستاذ أحمد توفيق المدني
فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي
الأستاذ الدكتور عبد السلام الهراس
الشيخ عبد الرحمن شيبان
الأستاذ أسعد السحمراني

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 19:23
شهادة ابنه الدكتور أحمد طالب الابراهيمي :
يقول ابنه الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي : (( لقد سمعت الشيخ العربي التبسي - نائب البشير في جمعية العلماء رحمه الله - يردد كثيراً في مجالسه: إن الإبراهيمي فلتة من فلتات الزمان، وأن العظمة أصل في طبعه ))
ثم يواصل الدكتور أحمد قائلاً: (( والعظمة في رأيي تكمن في القلب، والحقيقة أن الإبراهيمي كان عظيماً بعقله، ووجدانه، وبقلبه ولسانه؛ فكل من تقلب في أعطافه نال من ألطافه؛ فالقريب، والرفيق، والسائل والمحروم، والمريد والتلميذ يجد فيه الأب الشفيق، والأخ الصديق الذي لا يبخل بجهده، وجاهه وماله - وإن قل- لتفريج الكروب، وتهوين الخطوب. وما تقرَّبتَ منه إلا ملك قلبك بحلمه، وغمر نفسك بكرمه قبل أن يشغل عقلك بعلمه، ويسحر لبك بقلمه.
وكانت الخصال البارزة فيه الإيثار، والحلم، والوفاء ))
وكان - أيضاً - متميزاً بثقافة عصرية عالية.يقول ابنه الدكتور أحمد:
(( سألني في إحدى ليالي عام 1948م وأنا بقسم الفلسفة في خاتمة تعليمي الثانوي عن آخر درس تلقيته في علم النفس، فاخذ رأس الموضوع، وشرح لي آراء ( وليم جامس ) أحد مؤسسي المذهب العملي ( البراجماتي )، وتحدث عن كثير من مفكري الغرب ممن لم أكن أسمع بهم قبل ذلك اليوم مثل: داروين، وجون لوك، وجون ستيوارات. كما أوضح لي مساهمة العلماء المسلمين في كثير من الجوانب ))

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 19:33
شهادة رفيقه الأستاذ أحمد توفيق المدني :
يقول الأستاذ أحمد توفيق المدني - رحمه الله - أحد رفاقه، وذلك عندما تبوأ الإبراهيمي كرسيه في مجمع اللغة العربية في القاهرة : (( فتقدم الإبراهيمي الأمين يحمل الراية باليمين، لا يأبه للمكائد والسجون، ولا يبالي بالمنافي في الفيافي.
بل دخل المعمعة بقلبِ أَسَد، وفكرٍ أَسَدّ، ووضع في ميزان القوى المتشاكسة يومئذ تلك الصفات التي أودعها الله فيه:
- علماً غزيراً فياضاً متعدد النواحي، عميق الجذور.
- واطلاعاً واسعاً عريضاً يخيِّل إليك أن معلومات الدنيا قد جمعت عنده.
- وحافظة نادرة عز نظيرها.
- وذاكرة مرنة طيِّعة جعلت صاحبها أشبه ما يكون بالعقل الإلكتروني.
- كدائرة معارف جامعة سهلة التناول من علوم الدين التي بلغ فيها مرتبة الاجتهاد بحق، إلى علوم الدنيا مهما تباينت واختلفت، إلى شتى أنواع الأدبيين القديم والحديث بين منظوم ومنثور، إلى أفكار الفلاسفة والحكماء من كل عصر ومصر، إلى بدائع المُلح والطرائف والنكت.
كل ذلك انسجم مع ذكاء وقَّاد ونظرات نافذة، تخترق أعماق النفوس، وأعماق الأشياء.
- وفصاحة في اللسان، وروعة في البيان، وإلمام شامل بلغة العرب لا تخفى عليه منها خافية.
- وملكة في التعبير مدهشة جعلته يستطيع معالجة أي موضوع ارتجالاً على البديهة إما نثراً أو نظماً.
- ودراية كاملة بجميع ما في الوطن الجزائري، يحدثك حديث العليم الخبير عن أصول سكانه وقبائله، وأنسابه، ولهجاته، وعادات كل ناحية منه، وأخلاقها، وتقاليدها، وأساطيرها الشعبية، وأمثالها، وإمكاناتها الاقتصادية، وثرواتها الطبيعية.
- كل ذلك قد تُوِّج بإيمان صادق، وعزمة لا تلين، وذهن جبار، منظم، يخطط عن وعي، وينفذ عن حكمة، وقوة دائبة على العمل لا تعرف الكلل ولا الملل.
هذا هو البطل الذي اندفعنا تحت قيادته الموفقة الملهمة، نخوض معركة الحياة التي أعادت لشعبنا بعد كفاح طويل لسانه الفصيح، ودينه الصحيح، وقوميته الهادفة )).

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 21:06
الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي :
يقول البوطي : أذكر عهدا كان اسم الشيخ محمد البشير الإبراهيمي فيه مرتبطا في ذهني بالبيان الجزل والأدب الرصين والسبك العربي السامي, ثم لم تكن لي التفاتة إلى ما وراء ذلك من المعاني والأفكار السارية في داخله.
كان ذلك في صدر حياتي , يوم كانت النزعة الأدبية ملء كياني, وكان هوى البيان العربي شغلي الشاغل..فلما لطف الله بي ونقلني من هوى التمتع بوعاء الأدب والبيان , إلى الاهتمام بما ينبغي أن يحويه هذا الوعاء من القيم وحقائق الدين وموازين العلم ، أصبحت أتجاوز الصور البيانية المشرقة في بحوث الشيخ البشير الإبراهيمي وكتاباته إلى الأفكار التي ينادي بها والقيم التي يدعو إليها, وأتتبع مواقفه الثائرة فيها على الاحتلال وذيوله.
على أني مع ذلك لا أزال مأخوذا بالبيان العربي الجزل لهذا العالم الثائر الجليل ,
ولعلي لا أشرد إلى الغلو إن قلت : إنها مزية يعلو بها الشيخ الإبراهيمي على سائر علماء ومفكري عصره في الجزائر.

saci07
2016-05-23, 21:51
جزاك الله خيرا

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 21:56
الدكتور عبد السلام الهراس :
يقول الهراس : الإمام الشيخ البشير الإبراهيمي هو نتاج المدرسة الإسلامية المتسمة بالموسوعية العلمية، والمشاركة في جل العلوم الإسلامية مثل ابن رشد الذي كان يفزع إليه في الفقه مثل ما يفزع إليه في الطب والفلسفة, وقد أدركنا كثيرا من علمائنا المبرزين في كثير من العلوم وإن كان بعضهم يغلب عليه العلوم النقلية أو العقلية أو النحوية والأدبية... لذلك نجد أمثال الشيخ محمود محمد شاكر -رحمه الله- من كبار الشعراء والكتاب والمحققين في الأدب والتفسير والحديث..
وشيخنا الإبراهيمي من هذا النوع الذي كان يملك ناصية الأدب مثلما يملك ناصية التفسير واللغة والفقه والحديث والتاريخ الإسلامي.. وقد كان الرجل يعيش بروحه في أبراج الحضارة الإسلامية وثقافتها وبجسمه وعقله في العصر الذي يعيش فيه، وقد تمرس بالحياة واطلع على كثير من جوانب عصره في بلده وفي الحجاز والشام وغيرهما لذلك عندما اضطلع بقيادة جمعية العلماء بجانب الشيخ عبد الحميد بن باديس ثم وحده مع ثلة من هذه المدرسة الإسلامية الرائدة كان رجل المعركة المناسب وقائد المسيرة الموفق يدري ما يريد ويعمل وفق مخطط واع وأهداف محددة وخطوات محسوبة وقد أتاه الله قلما لو وجهه للأرواح المحتضرة لأحيائها وللعقول الزائغة لهداها وللإرادات الخائرة لقواها ولو رمى بها الخصم لأصماه والحقود الحسود لأعماه، قلم يحرك السواكن ويهيج الكوامن نفاخر به كبار كتاب العصور العربية الذهبية ونباري به الأقلام العربية المعاصرة الفذة بل إن قلم شيخنا يمتاز بغزارة العلم وتدفق المعرفة وعمق التجربة وتوقد الخاطر وجمال الفواصل واختراع المعاني وجزالة الألفاظ وجمالها وسمات أسلوبية وفكرية كثيرة تحتاج إلى دراسات علمية رصينه وقد كدت أن أقف مع أسلوبه الأخاذ النافذ في الأرواح والعقول إلا أني ارتأيت أن أتجاوز ذلك لرصد معالم من أفكار الرجل في ميدان النهضة أو النهضات لنرى أن جمعية العلماء بالجزائر كانت تعد هذا البلد لا ليتحرر من ربقة الاستعمار ولكن ليكون في مقدمة الأمة الإسلامية.
كما لا أنسى لقائي المبارك صيف 1954 كلا من الإمامين الشيخ الإبراهيمي والشيخ الشهيد العربي التبسي, الذي أنابه أخوه الإبراهيمي لإلقاء محاضرة في نادي جماعة عباد الرحمن، وكان لي الشرف بتقديم المحاضر الذي ترك آثارا حميدة وطيبة في الحاضرين كما أن الشيخ البشير هو الذي وجهني فيمن وجهني لمتابعة دراستي بكلية دار العلوم ، قال : فإن لم تجد كلية اللغة بالأزهر فإن لم تجد فعليك بكلية أصول الدين ".

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 22:12
جزاك الله خيرا

ولك بالمثل أخي ساسي
شكرا لاهتمامك بالموضوع

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 22:35
الدكتورعبد الرحمان شيبان
يقول عبد الرحمان شيبان : «الشيخ البشير الإبراهيمي، قبل أن يكون مفكّراً مصلحاً، وسياسيّاً محنّكاً: كان أديباً شاعراً، وخطيباً مفوَّها؛ عالماً فقيها في العربيّة، خبيرا بأسرارها، متضلعا في آدابها وفنونها».
الدكتورأسعد السحمراني
يقول أسعد السحمراني: "الإبراهيمي واحد من الوجوه البارزة في هذه الجمعية (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)، عمل فيها لإيمانه بأهمية العمل المنظم الجماعي من أجل النهوض والتحرر بإعادة الوصل الحضاري بين الماضي والحاضر من أجل المستقبل".

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-23, 22:55
طرفة
كان الشيخ البشير الابراهيمي يدرّس الطلبة بمصر الشقيقة ،
فحدث وأن قام أحد طلبته المشاغبين برسم وجه حمار على ظهر مئزر الشيخ البشير الابراهيمي لحظات قبل التحاقه بقاعة الدرس
ولما دخل الشيخ ألقى السلام على طلبته ثم توجه مباشرة نحو المشجب ومد يده إلى مئزره ليرتديه ..فلفتت نظره صورة الحمار فالتفت مباشرة نحو طلبته متبسما ومخاطبا إياهم ببديهته وذكاءه المعروفين قائلا :
من مسح وجهه على مئزري ؟! هههههههههههههههه

ph7
2016-05-24, 19:53
شهادات عظماء عن مآثر عظيم ... هذا العلامة لا ينبغي علينا كجزائريين أن نجهل سيرته ، وعلى الدولة أن تعطيه حقه من التقدير والتبجيل وتدرج مقالاته في المقررات الدراسية ... عالم مثله لا ينبغي أن يكون كواحد من المغمورين .
لو كان من المشرق العربي لبلغ صيته الآفاق لكن الجزائريين خاصة والمغاربة عامة لا يقدرون العلماء حق قدرهم ، وقد عرف عنهم هذا منذ القدم مع العديد من علمائهم وأبرزهم الليث بن سعد الذي قال عنه العلماء (( الليث بن سعد أعلم من مالك لكن أصحابه ضيعوه )) .. وها نحن اليوم لا أحد من المسلمين يجهل الإمام مالك صاحب المذهب الشهير ، والكثير لا يسمع بالليث بن سعد وهو أعلم منه لأن أصحابه المغاربة ضيعوه ولم يقدروه حق قدره ..

الحـ)حسام(ــقّ
2016-05-24, 20:24
هذه أرجوزة في نجد و علمائها للشيخ البشير الابراهيمي
المتوفى سنة 1385هـ الموافق ل1965 م
أحد علماء الجزائر
وهو واحد من اساطين اللغة في العصر الحديث


القصيدة قالها الشيخ الإبراهيمي - رحمه الله - مخاطباً بعض علماء نجد وقد تضمنت ثناءً عطراً على نجد، وعلى علمائه وأئمة الدعوة، ثم ثنى بالمعاصرين، وعلى رأسهم صديقه وأخوه سماحة الإمام الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وصاحب الفضيلة الشيخ عمر بن حسن آل الشيخ - رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر آنذاك- رحمهم الله-


إنَّـا إذا مـا لـيلُ نـجدٍ عسعسا * وغـربت هـذا الـجواري خُنَّسا
والـصبح عـن ضـيائه تنفسا * قـمنا نـؤدِّي الـواجب المقدسا
ونـقطع الـيوم نـناجي الطُّرُسا * ونـنتحي بـعد الـعشاء مجلسا
مـوطَّداً عـلى الـتقى مـؤسَّسا * فـي شِـيخةٍ حديثهم يجلوالأسى
وعـلمهم غـيث يـغادي الجُلسا * خـلائقٌ زهـرٌ تـنير الـغلسا
وهـمـم غُـرٌّ تـعاف الـدَّنسا * وذمـمٌ طـهر تـجافي الـنَّجَسا
يُـحْـيُون فـينا مـالكاً وأنـسا * والأحـمدين والإمـام الـمؤتسا
قـد لـبسوا من هدي طه ملبسا * ضـافٍ على العقل يفوق السندسا
فـسمتهم مِـن سـمته قـد قبسا * وعـلمهم مـن وحـيه iiتـبجَّسا
بوركتِ يا أرضٌ بها الدين رسا * وَأَمِـنَـتْ آثــاره أن تُـدْرُسا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا * جــذلان يـتلو كُـتْبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا * حـتى إذا مـا جـاء جَلْساً جَلَسَا
والـشرك فـي كلِّ البلاد عرَّسا * جــذلان يـتلو كُـتْبَه مُـدرِّسا
مـصـاولاً مـواثـباً مـفترسا * حـتى إذا مـا جـاء جَلْساً جَلَسَا
مـنـكمشاً مُـنخذلاً نقْعَنسسا * مُـبَصْبصاً قـيل له اخْسأْ فخسا
شـيطانه بـعد الـعُرَام خـنسا * لـمـا رأى إبـليسه قـد أبـلسا
ونُـكِّـستْ رايـاتـه فـانتكسا * وقــام فـي أتـباعه مـبتئسا
مُـخَافِتاً مِـنْ صـوته محترسا * وقــال إنَّ شـيخكم قـد يـئسا
مـن بـلد فـيها الهدى قد رأسا * ومـعْلَمُ الـشرك بـها قد طُمِسا
ومـعهدُ الـعلم بـها قـد أسسا * ومـنهلُ الـتوحيد فـيها انبجسا
إني رأيت (( والحجى لن يبخسا)) * شُـهـباً عـلى آفـاقِهِ وحَـرَسا
فـطاولوا الـخَلْفَ ومدوا المَرَسَا * وجـاذبوهم إنْ ألانـوا الـملمسا
لا تـيأسوا: وإن يـئستُ: فعسى * أنْ تـبـلغوا بـالحيلة الـملتَمَسَا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا * حـتى يروا ضوء النهار حندسا
والـطاميات الـزاخرات يـبسا * وجـنِّدوا جـنداً يَحُوط المحرسا
ولـبِّـسوا إنَّ أبـاكـم لـبَّـسَا * حـتى يروا ضوء النهار حندسا
مَـنْ هَـمُّهُ في اليوم أكل وكسا * وهـمُّـهُ بـالليل خـمر ونِـسَا
وفـيهمُ حـظٌّ لـكمْ مـا وُكِـسَا * ومَـنْ يـجدْ تُـرْباً وماءًا غَرَسَا
تـجسسوا عـنهم فـمن تَجَسَّسَا * تَـتَبَّعَ الـخطوَ وأحـصَى النفسَا
تـدسَّسوا فـيهم فـمن تـدسَّسا * دَانَ لـهُ الـحظُّ الـقصِيُّ مُسلِسا
وأوضِـعُوا خِـلالهمْ زَكىً خَسَا * واخـتلسوا فَـمَنْ أضاعَ الخُلسَا
تَـلقَونهُ فـي الأخـريات مُفلسا * أفـدي بـروحي التَّيِّهانَ الشَّكسا
يـغـدو بـكل حـمأة مـرتكسا * ومـن يرى المسجد فيهم iiمَحْبِسا
ومـن يـديل بـالأذان الـجرسا * ومَـنْ يَـعُبُّ الخمر حتَّى يخرسا
ومـن يُحِبُّ الزَّمْرَ صبحاً ومسا * ومَنْ يَخُبُّ في المعاصي مُوعِسَا
ومـن يَـشِبُّ طِـرْمذاناً شرسا * ومَـنْ يُـقِيمُ لـلمخازي عُـرُسا
يـا عـمر الـحَقِّ وقيتَ الأبؤسا * ولا لـقيت ((ما بقيت)) الأَنْحُسا
لـك الـرضى إنَّ الشباب انتكسا * وانـتـابه داءٌ يـحاكي الـهَوَسَا
وانـعـكستْ أفـكاره فـانعكسَا * وفُـتحت لـه الـكُوَىفـأسلسا
فـإن أبـت نجدٌ فلا تأبى الحسا * فـاقْسُ عـلى أشْرَارِهم كما قسا
سـميُّك الـفاروق (فالدين أُسى) * نَـصرُ بْن حجَّاج الفتى وما أسا
غـرَّبَـهُ إذ هـتفتْ بـه الـنِّسا * ولا تُـبـال عـاتِـباً تـغطرسا
أوْ ذا خَـبـالٍ لـلـخنا تَـحَمَّسا * أو ذا سُـعارٍ بـالزِّنَى تَـمرَّسا
شـيـطانه بـالمُنديات وسـوسا * ولا تـشَّمت مِـنهمُ مـن عطسَا
ولا تـقـف بـقبره إنْ رُمـسا * ولا تـثـقْ بـفـاسق تَـطَيْلَسَا
فـإن فـي بُـرْدْيهِ ذئـباً أطلسا * وإن تــراءى مُـحفياً مُـقَلْنِسَا
فَـسَلْ بـه ذا الـطُّفيتين الأملسا * تـأَمْرَكَ الـملعونُ أو تَـفَرْنَسَا
يـا شَـيْبَةَ الحَمْدِ رئيس الرُّؤَسَا * وَوَاحِـدَ الـعصرِ الـهُمَامَ الكَيِّسَا
ومـفتيَ الـدِّينِ الـذي إنْ نَبَسَا * حَـسِبْتَ فـي بُـرْدَتهِ شيخَ نَسَا
راوي الأحـاديثِ مُـتُوناً سُلَّسَا * غُـرّاً إذا الراوي افترى أو دَلَّسَا
وصَـادِقَ الـحَدْسِ إذا ما حَدَسَا * ومُـوقِـنَ الـظَّـنِّ إذا تَـفَرَّسَا
وصـادعاً بـالحقِّ حـين هَمَسَا * بـه الـمُرِيبُ خـائفاً مُـخْتَلِسَا
وفـارسـاً بـالمَعْنَيَيْنِ اقـتبسا * غـرائـباً مـنها إيـاس أَيِـسَا
بـك اغْـتَدَى رَبْعُ العلوم مُونِسَا * وكـان قـبلُ مـوحشاً مـعبِّسَا
ذلَّـلْتَهَا قَـسْراً وكـانت شُـمُسَا * فـأصبحتْ مثلَ الزُّلاَلِ المُحْتَسَا
فـتحتَ بـالعلمِ عـيوناً نُـعَّسَا * وكـان جَـدُّ الـعلم جَـداً تَعِسَا
وسُـقْتَ لـلجهل الأُسَـاَة النُّطُسَا * وكـان داءُ الـجهلِ داءً نَـجَسَا
رمـى بـك الإلحادَ رامٍ قَرْطَسَا * وَوَتَـرَتْ يـد الإلـهِ الأَقْـوُسَا
وجَـدُّكَ الأعْـلَى اقْتَرَى وأَسَّسَا * وتـركَ الـتَّوحيدَ مَـرْعِيَّ الْوَسَا
حَـتَّىإذا الشركُ دَجَا وَاسْتَحْلَسَا * لُـحْتَ فـكنتَ في الدَّيَاجِي القَبَسَا
ولـم تَـزَلْ تَفْرِي الْفَرِيَّ سَائِسَا * حـتى غـدا الليلُ نهاراً مُشْمِسَاً
يــا دَاعِـيـاً مُـنَاجياً مُـغَلِّسَا * لَـمْ تـعْدُ نَـهْجَ القوْم بِرّاً وائْتِسَا
إذْ يُـصْبِحُ الـشَّهْمُ نَشِيطاً مُسْلِسَا * ويُـصْبِحُ الـفَدْمُ كـسولاً لَـقِسَا
كـان الثَّرى بينَ الجُمُوع مُوبِسَا * فـجئتَهُ بـالغيثِ حَـتَّى أَوْعَـسَا
قُـلْ لِلأُلَى قادوا الصفوف سُوَّسَا * خَـلَّوا الـطَّريقَ لِـفَتىً ما سَوَّسَا
وطَـأْطِئُوا الـهَامَ لـه والأَرْؤُسَا * إنَّ الـنَّفِيسَ لا يُـجارِي الأَنْفَسَا

الآثار 4 / 126 - 130 وأبياتها 73 بيتاً

ماماخالد
2016-05-25, 15:11
رحم الله كل عظيم وفي

الحـ)حسام(ــقّ
2017-05-20, 19:41
كي لا ننسى ...
تحل اليوم 2017/05/20 الذكرى الـ 52 لرحيل الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي
تغمدك الله بواسع رحمته أستاذي و شيخي و قدوتي وجعل الجنة مثواك في عليين ، مع النبيين و الصديقين و الشهداء ...

amohamed81
2017-05-21, 14:52
رحم الله الشيخ ، هو بالفعل منارة من منارات الجزائر والعالمين العربي والإسلامي، نأسف شديد الأسف على ما يلقاه شخصه وكذا مؤلفاته من تهميش في بلده الجزائر بينما يُمجَّد الناهقون والناهقات والشطّاحون والشطاحات

الحـ)حسام(ــقّ
2018-05-24, 00:49
أربعة أيام مرت على الذكرى 53 لوفاة الشيخ العلامة البشير الإبراهيمي ...

rachidsl
2018-05-24, 19:29
رحمه الله وأسكنه فسيح جنّاته.