تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقتطف من : نفحة اليمن فيما يزول بذكره الشجن


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-05, 13:18
يروى أنه كان بين يحيى بن خالد البرمكي وبين عبدالله بن مالك الخزاعي عداوة شديدة وبغضاء حتى كان كل منهما يتربص بالآخر الدوائر.

فلما وُلِّيَ عبدالله بن مالك أذربيجان وأرمينية، تصادف أن رجلاً من التجار أفلس وضاعت أمواله كلها وأصبح لا يجد قوت يومه، وكان لا يعلم ما بين يحيى بن خالد وبين عبدالله بن مالك من عداء، بل كان يظنهما صديقين، فزوّر كتاباً على يحيى بن خالد إلى عبدالله بن مالك يوصيه فيه بذلك الرجل وصاية عميقة، وخرج بالكتاب من مدينة السلام إلى أذربيجان ووقف على باب عبدالله بن مالك، وقال لحاجبه أخبره أني رسول من قبل يحيى بن خالد، فلما علم عبدالله بن مالك بذلك تعجب وأذن له فناوله الكتاب فقرأه وأدرك أنه مصطنع، إذ إن ما بينه وبين يحيى لا يمكن أن يسمح بمثل هذا الكتاب، فقال للرجل: إعلم يا هذا أني مدرك أن كتابك هذا مزور مصطنع، ولكنك قد قطعت إلينا هذه المسافة فلن نردك خائباً، فخشي الرجل أن يكون عبدالله بن مالك يستدرجه ليقر باصطناع الكتاب، فكابر وقال كلا: إن الكتاب غير مصطنع، وإن كنت تقول هذا حتى لا تعتني بأمري فرد لي الكتاب وأنا أنصرف به.

فقال له عبدالله بن مالك إذاً ما دمت قد رفضت ما عرضته عليك فإني أعرض عليك أن تختار أني أستبقيك حتى أبعث إلى يحيى بن خالد فإن أقر بالكتاب عملنا به، وإن كانت الأخرى عاقبناك؟ قال قد وافقت! فأعد له منزلاً أكرمه فيه، ولكنه وكَّل به من لا يسمح له بالمغادرة، وبعث متعجلاً بالكتاب إلى يحيى بن خالد وكان في مجلسه، فوجد الكتاب مزوراً عليه فعرض الأمر على الجلوس فأشاروا إما بعقاب هذا الرجل وإما بكشف أمره لعبدالله بن مالك حتى يعاقبه، فقال لهم يحيى بن خالد: أهذا رأيكم جميعآً؟ قالوا: نعم، قال بئس الرأي وبئست المشورة، هذا رجل استجار بنا، ولم يفعل ذلك إلا بعد أن عدم الوسائل التي يرتزق منها، وكون عبدالله بن مالك يرسل إلينا سائلاً إيانا فهذا يعني باباً فتحه للصلح معنا ما كنت أنال فتحه بمئات الألوف، وأنتم تريدون حرمان رجل فقير تجشم عناء السفر ولاذ باسمنا وعاذ بمكانتنا، كما تريدون إغلاق باب للصلح فتحه الله بيني وبين عبدالله بن مالك! هذا والله لا يكون. ثم كتب على الرسالة: إن هذه الرسالة صدرت مني لأخي عبدالله بن مالك لفلان، وهو من أخص خاصتي، وقد بلغني شكك في أمره فأزل الشك، جعلت فداك. فلما وصل ذلك لابن مالك دعا بالرجل واعتذر له وأمر له بمائتي ألف درهم وما يتبعها من دواب وبغال وجوار، فتوجه الرجل بها إلى يحيى بن خالد، وقال له: ليس لي فيها حق، وحسبي أنك سترتني، قال: بل هي لك ولك عندنا مثلها!

اشراقة منارة
2016-05-05, 13:39
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصة رائعة ولها معاني جميلة من كرم وحسن الظن وتآخي ...
بارك الله فيك, لو تفضلت و أعطيتني عنواين لكتب فيها بعض من هذه القصص المؤثرة والمليئة بالعبر وأكون شاكرة لك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-05, 17:41
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليك و بارك فيك ، و فقك الله لكل ما يحبه الله و يرضاه
و لو أنك اقتدتِ بنبينا ﷺ استطاعتكِ لربما كنت خيرا من خالد البرمكي
و المهم عليك بكتب التاريخ و منها البداية و النهاية لابن كثير و الكامل لابن الأثير
و تاريخ بغداد ، و تاريخ دمشق ، و التاريخ الكبير للطبري
و الكتب التي تتحدث عن أيام العرب في الجاهلية و الإسلام و هي كثيرة
و كتب الأدب عموما ففيها ما لا يحده الحصر
و عليك الإستعانة بالمكتبة الشاملة

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-06, 17:32
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أحسن الله إليك أختاه و بارك فيك ، و أذهب عنك الحيرة و ألهمك الرشد و الحق
أما قولك : حان الوقت لأقف مع نفسي وأرتب أوراقي وأصحح مايجب تصحيحه
فقد نطقت بالحكمة و الصواب ، أعانك الله على ذلك
قال ﷺ : " إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه "
أثابك الله و عفا عنك و جزاك خيرا

اشراقة منارة
2016-05-06, 17:49
المستهترون بوضع فتحة فوق التاء معناه :أهتر فلان فهو مهتر به ,ومستهتر :أي مولع به لايتحدث بغيره.

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-06, 18:04
المستهترون بوضع فتحة فوق التاء معناه :أهتر فلان فهو مهتر به ,ومستهتر :أي مولع به لايتحدث بغيره.وقصدت من كلام ان اكثر من ذكر الله وأن أتعلم كل مايخص ديني فوجدت نفسي جاهلة للكثير وهاقد بينت ذلك بقولي الذي قلته بانها غلطة لاتغتفر فانت يا اخي في كل مرة تثبت جهلي

نعم هذا وجه ، لكنه غير مشتهر ، و المشتهر اليوم و قديما هو المعنى القبيح ، و قد يُحمّل كلامك ما لا تقصدين ، فعدلي ذلك إلى معنى معروف غير غريب
فقد جاء في معجم المعاني و المعجم الوسيط ما لفظه :
مُستَهتِر: ( اسم )
فاعل مِن اِسْتَهْتَرَ
مُسْتَهْتِرٌ بِقِيَمِ أَهْلِهِ وَعاداتِهِمْ : غَيْرُ مُبَالٍ بِهَا ، لاَ يُعْطِيهَا أَدْنَى قِيمَةٍ أَوِ اعْتِبَارٍ
اِمْرَأَةٌ مُسْتَهْتِرَةٌ : مُتَهَتِّكَةٌ
.....
اِستَهتَرَ: ( فعل )
استهترَ / استهترَ بـ يستهتر ، استهتارًا ، فهو مُستهتِر ، والمفعول مُستهتَر به
اِسْتَهْتَرَ بِأَشْغالِهِ : لَمْ يَهْتَمَّ بِها ، أَهْمَلَها ، لَمْ يُبالِ بِها ، اِسْتَخَفَّ بِها ، كانَ مَشْغولاً عَنْها
اِسْتَهْتَرَ بِصَاحِبَتِهِ : أَصْبَحَ لاَ يُبَالِي مَا قِيلَ فِيهِ لأَجْلِهَا
استهتر بالشَّيءِ : أهمله ، استخفَّ به ، لم يبال به ، ولم يكترث له

اشراقة منارة
2016-05-06, 18:25
آآآآآمين ،بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-07, 10:07
أحسن الله إليك و بارك فيك