المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز مِن أسباب سوء الخاتمة: التخلُّفُ عن صلاة الجماعة في المسجد


أم سمية الأثرية
2016-05-03, 20:25
مِن أسباب سوء الخاتمة: التخلُّفُ عن صلاة الجماعة في المسجد
الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام علىٰ خاتم رسل الله، وعلىٰ آله وصحبه ومَن والاه
أمَّا بعد
قال الحافظ المنذري رَحِمَهُ اللهُ:
عَنِ ابن مسعودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا؛ فَلْيُحَافِظْ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَىٰ بِهِنَّ؛ فَإِنَّ اللهَ تعالىٰ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُنَنَ الْهُدَىٰ، وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنَ الْهُدَىٰ.
وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَٰذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ؛ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ؛ لَضَلَلْتُمْ.
وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَىٰ مَسْجِدٍ مِنْ هَٰذِهِ الْمَسَاجِدِ؛ إِلَّا كَتَبَ اللهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً، وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً، وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً.
وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ.
وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَىٰ بِهِ يُهَادَىٰ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّىٰ يُقَامَ فِي الصَّفِّ!".
(وفي رواية) :
"لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنِ الصَّلَاةِ إِلَّا مُنَافِقٌ قَدْ عُلِمَ نِفَاقُهُ، أَوْ مَرِيضٌ.
إِنْ كَانَ الرَّجُلُ(1) لَيَمْشِي بَيْنَ رَجُلَيْنِ حَتَّىٰ يَأْتِيَ الصَّلَاةَ"، وَقَالَ:
"إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَنَا سُنَنَ الْهُدَىٰ، وَإِنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى الصَّلَاةَ فِي الْمَسْجِدِ الَّذِي يُؤَذَّنُ فِيهِ".
رواه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه.
قوله: "يُهَادَىٰ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ" يعني يُرْفَد مِن جانبيه، ويؤخَذ بِعَضُدِه يُمشَىٰ به إلى المسجد.
__________
[تعليق الوالد رَحِمَهُ اللهُ]:
(1) كذا الأصل والمخطوطة، وفي مسلم -والرواية له كالأُولىٰ-: "الْمَرِيضُ"، ولعل المثبت رواية عنه، وهي أرجح في نظري، وهي رواية لأحمد (1/ 382) من طريق أخرىٰ.

"صحيح الترغيب والترهيب" (5- كتاب الصلاة/ 16- الترغيب في صلاة الجماعة/ 1/ 288و289/ ح 404 (صحيح)). ومختصرًا في (20- الترهيب مِن ترْكِ حضورِ الجماعة لغير عُذر/ 1/301/ ح 427).



موعظة
قال الإمام ابن باز -رَحِمَهُ اللهُ- ضمن موعظةٍ للتحذير من التخلُّفِ عن صلاة الجماعة في المسجد:
"وقد بَلَغني أن كثيرًا من المساجد في الفجر لا يصلِّي فيها أحد! والعياذ بالله! يَسهرون على التلفاز وعلىٰ غيرِ التلفاز، فإذا جاء الفجرُ فإذا هم أموات! لا حول ولا قوة إلا بالله! وهٰذه مِن المصائب الكبيرة، فيجب التواصي بالحذر مِن هٰذا البلاء، والحذر من أسباب العقوبات العامة.
يقول عبدُ الله بن مسعود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وهو مِن كبار الصحابة ومن علمائهم: " مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللهَ غَدًا مُسْلِمًا؛ فَلْيُحَافِظْ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَىٰ بِهِنَّ، فَإِنَّ اللهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ سُنَنَ الْهُدَىٰ، وَإِنَّهُنَّ مَنْ سُنَنَ الْهُدَىٰ، وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَٰذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ؛ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ، وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ (وفي لفظ: لكفرتم)[1]. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلَّا مُنَافِقٌ مَعْلُومُ النِّفَاقِ أَوْ مَرِيضٌ".
فهٰذا يبيِّن لنا أنّ المحافظة على الصلاة في الجماعة مِن أسباب الموت على الإسلام، ومِن أسباب أنه يَلْقَى اللهَ مسلمًا.
ومقتضىٰ هٰذا: أنَّ التخلُّفَ عن هٰذه الجماعةِ والتساهُلَ مِن أسباب ضدِّ ذٰلك؛ مِن أسباب الوفاة علىٰ غيرِ الإسلام! نعوذ بالله! فالمصيبة كبيرة وخطرٌ عظيم.
فالمحافَظة علىٰ صلاة الجماعة مِن أسباب السعادةِ، وحُسْنِ الختام، ومِن أسباب التوفيقِ لكلِّ خير.
والتخلُّفُ عنها والتشبُّهُ بأهلِ النفاق بأدائها في البيوت- فيه خطر عظيم؛ فيه:
أولًا: أنه معصية لله.
ثانيًا: أنه مُشابَهةٌ لأهل النفاق.
ثالثًا: أنه مِن أسباب سوء الخاتمة، والعياذ بالله!
رَزَقَ اللهُ الجميعَ العافية، وصلَّى اللهُ وسلَّم علىٰ نبيِّنا محمَّد وعلىٰ آله" اهـ.

مِن شريط "مواعظ بعد صلاة العصر" الدقيقة 41:45 .
والتقييد الكتابيّ مِن المكتبة الشاملة، بعنوان:
دروس للشيخ عبد العزيز بن باز.

الثلاثاء 20 جمادى الآخرة 1437ﻫ


[1] - تفَرَّد بها الحافظ أبو داود رَحِمَهُ اللهُ، وهي ضعيفة منكَرة؛ لمخالفتها لسائر الرواة؛ ينظر "إرواء الغليل" (2/ 247)، و"صحيح سنن أبي داود" (559).
- سُكَينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية في 3/29/2016
التسميات: انتخاب مِن كتاب "صحيح الترغيب والترهيب" (ط1، 1421ﻫ، مكتبة المعارف - الرياض)

الهادي عبادلية
2016-05-04, 22:01
..بارك الله فيك ، اللهمّ ثبّت قلوبنا على الصّلاة.

أم سمية الأثرية
2016-05-07, 07:33
و فيكم بارك الله


عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ:
«كُنَّا إِذَا فَقَدْنَا الرَّجُلَ فِي الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ؛
أَسَأْنَا بِهِ الظَّنَّ».
رواه البزار والطبراني وابن خزيمة في "صحيحه".

"صحيح الترغيب والترهيب" (5- كتاب الصلاة/ 19- الترغيب في صلاة العشاء والصُّبح خاصَّةً في جماعةٍ، والترهيب مِن التأخُّرِ عنهما/ 1/ 297/ ح 417 (صحيح موقوف)).

*********************************

بوّب له الإمام ابن خزيمة في "صحيحه" بقوله:
"بَابُ تَخْوِيفِ النِّفَاقِ عَلَىٰ تَارِكِ شُهُودِ الْجَمَاعَةِ"
والحافظ ابن حبان:
"ذِكْرُ مَا كَانَ يُتَخَوَّفُ عَلَىٰ مَنْ تَخَلَّفَ عَنِ الْجَمَاعَةِ فِي أَيَّامِ الْمُصْطَفَىٰ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ"

منقول من مدونة تمام المنة لسكينة بنت محمد ناصر الدين الالبانية

عادل4
2016-05-07, 13:57
بارك الله فيك

صفية السلفية
2016-05-07, 21:28
جزاك الله خيرا و نفع بك أخيتي أم سمية

اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

lhadj55
2016-05-08, 17:02
بارك الله فيك

lhadj55
2016-05-08, 17:02
اللهم أحسن خاتمتنا

راجية رحمة ربي
2016-05-08, 17:30
اللهم أحسن خاتمتنا .
بارك الله فيك

business70
2016-05-10, 19:49
جزاك الله خيرا

المهاجرة 50
2016-05-19, 15:06
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

جزاك الله خيرا اختي ام سمية ونفع بك

kala11
2016-05-19, 17:39
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

جزاك الله خيرا اختي ام سمية ونفع بك

MA MALIKA
2016-05-29, 11:07
موضوع رائع بارك الله فيك

zizo al 9anas
2016-05-31, 14:33
جزاك الله خيرا

المهاجرة 50
2016-05-31, 14:44
جزاك الله خيرًا

fethi_19930
2016-06-06, 02:34
بارك الله فيك

MA MALIKA
2016-06-08, 09:42
جزاكم الله ألف الخير

business70
2016-06-27, 18:33
جزاك الله خيرا

أم سمية الأثرية
2016-08-14, 07:53
إنَّ المحافظةَ على صلاة الفَجر مع الجماعة من علاماتِ صدق الإيمان، ومؤشِّرٌ على قوَّة الإسلام، وإذا كانَ الرَّجلُ لا يشهدها مع الجماعة فهذا برهانٌ على وَهاء إيمانه وضعفِ دينه، ودليلٌ على استِسلامه لنفسه وهواه، وانهِزامه أمام شهواتِه، وكيف يَهنَأ المتخلِّف عنها بالنَّوم؟ وكيف يتلذَّذ بالفِراش والمسلمون في المساجد في بيوت الله مع قرآن الفَجر يعيشون؟! وإلى لذيذ خِطاب الله يستمعون؟! وفي ربيع جنَّاته يتقلَّبون؟! وكيف يُؤثِر لذَّة النَّوم والفِراش على لذَّة المُناجاة والعبادة، وأداء هذه الطَّاعة العظيمة؟! لا يفعل ذلك إلَّا خاسِرٌ محرُومٌ. نعوذ بالله من الخُسران، وسبيل أهل الحِرمان.

الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله
http://al-badr.net/muqolat/3149

أبو أنس ياسين
2016-08-14, 11:34
جزاكم الله خيرًا
نسأل الله الهداية والثبات

Nour el houda93
2016-08-14, 20:16
بارك الله فيك أخيتي ونفع بك
رزقنا الله وإياك حسن الخاتمة

elbarmed
2016-08-14, 21:16
شكرا على هذا الموضوع

ام اسلام منصف ملاك
2016-08-19, 15:23
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة

seif474
2016-08-19, 20:43
جزاك الله خيرا

Hatem055
2016-08-21, 18:22
بارك الله فيكم