تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : أَشْوَاكُ النَّاصِحِين أَلْيَنُ وَ أَضْوَعُ مِنْ رَيَاحِينِ المَادِحِين


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 00:21
بــــــسم الله الرحمن الرحيــــــم

http://www10.0zz0.com/2016/01/26/10/436814273.png

خلق الله سبحانه و تعالى الإنسان خطّاء ، تعتريه الغفلة و يكتنفه النسيان ، و يلحقه الجهل و يدركه الوهم ، في بعض الأوقات و الأحيان
قال الله ﷻ : ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ ﴾ ( البقرة : 286 )
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال رسول الله ﷺ : " إنّ الله تجاوز عن أمّتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه " رواه ابن ماجة و البيهقي وغيرهما و هو حسن
و ما دام المؤمنون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا ، كانت النّصيحة و بذلها من أوثق عُرى هذا البنيان
عن أبي رقيّة تميم ابن أوس الدّاري رضي الله عنه قال رسول الله ﷺ : " الدين النّصيحة " قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال : " لله و لكتابه و لرسوله و لأئمة المسلمين و عامتهم " رواه مسلم

http://www8.0zz0.com/2016/01/26/19/263949499.png

و هكذا كان المسلمون يبذُلونها لمن يستحقها ، و يقبلونها ممن يُهديها إليهم ، و كانوا يحسبونها غنيمة باردة ، و كان المؤمن مرآة أخيه حقا
و لا زال الكثير ـ و لله الحمد ـ على هذا الدّيدن و السّبيل ، لكن تنكّب بعض أهلنا الجادّة ، و أمعنوا في المفاوز و السّماليق ، و الفدافد و الأباطح و المغاليق
يحسبون النّصيحة طعنا بالرّماح ، و طعنا بالصِّفاح ، و يظنّون قَبولها ذُلاّ و خضوعا و خنوعا ...
قاعدتهم : ( إمدح تٌصحَب ، إنصح تٌسحَب )
و كانت القاعدةُ التي أدركتُ عليها أهلنا و آباءنا تقول : ( خوذ راي اللي يبكِّيك ، لا تاخذ راي اللي يضحكك )
المعنى : ( إتبع قول النّاصح و إن آلمك و آسفك و أبكاك ، و جانب قول الموافق الذي يسارع في هواك و إن أغبطك و أضحكك )
فالأول مُشفق عليك و الآخر يُرضيك ليصل إلى مُبتغاه منك
و لبُّ القول و صريح الزّبد : أشواك النّاصحين ألين و أضوع من رياحين المادحين

هذا قولٌ جاش في الخاطر ، عارٍ عن كلّ مُقتضٍ في الحاضر
إلاّ الذكرى لنفسي و للعاقل و السّادر

بقلم : المهاجر إلى الله
السُّلميّ

http://www3.0zz0.com/2016/01/26/19/366781409.png

عثمان الجزائري.
2016-05-02, 08:30
حياكم الله أخي المهاجر وجزاكم الله خيرا، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " رَحِمَ اللَّهُ مَنْ أَهْدَى إِلَىَّ عُيُوبِى "...

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 08:36
أحسن الله إليك يا عثمان ، و رضي عن أمير المؤمنين أبي حفص الفاروق
فنعم المقتدي و نعمت القدوة عمرُ بن الخطّاب

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 09:26
رحم الله الإمامين أبا بكرٍ أيوب السُّختياني و محمد بن سيرين

~فَصَبْرٌ جَمِيلٌ~
2016-05-02, 13:06
السلام عليكم والرحمة
صدقت ......وللنصح اهل وخاصة

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 13:17
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
اللهم اجعلنا من النّاصحين بالحق ، المتقبلين له ، من أهل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر
مرور طيب مشكور ، أحسن الله إليك و بارك فيك

ابراهيم داود
2016-05-02, 14:52
فاقد الشيء لا يعطيه

اشراقة منارة
2016-05-02, 14:58
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال الإمام الشافعي رحمه الله :
تعمدني نصحك في إنفرادي
وجنبني النصيحة في جماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لاأرضى استماعه

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 17:17
قال الشيخ ابن باز:* وأما أصحاب الحسبة وهم الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، فعليهم أن يلتزموا بالآداب الشرعية، ويخلصوا لله في عملهم، ويتخلقوا بما يتخلق به الدعاة إلى الله من حيث الرفق وعدم العنف، إلا إذا دعت الحاجة إلى غير ذلك من الظلمة والمكابرين والمعاندين فحينئذ تستعمل معهم القوة الرادعة؛ لقول الله سبحانه: (( وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ )). وقوله صلى الله عليه وسلم : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان. خرجه مسلم في صحيحه. اهـ.

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 17:19
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: وإذا كان عنده علم بأحوال المدعو فإنه سوف ينزله منزلته، إن كان من أصحاب لين القول ألان له القول، وإن كان من أصحاب إغلاظ القول أغلظ له القول, ولا بأس.

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 17:22
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال الإمام الشافعي رحمه الله :
تعمدني نصحك في إنفرادي
وجنبني النصيحة في جماعة
فإن النصح بين الناس نوع
من التوبيخ لاأرضى استماعه


بارك الله فيك و أحسن إليك
و رحم الله الإمام الشافعي و أعلى درجته ، نعم صدق رحمه الله تعالى ، هذا هو الأصل

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 17:30
حكم التغليظ في النصيحة
د : هشام بن عبد الملك آل الشيخ
أستاذ الفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بالرياض

الغلظة هي الشدة والقسوة والتعنيف، ورجل فيه غلظة أي غير لين ولا سلس, والغليظ القاسي سيء الخلق(1)، ومنه قول الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [سورة آل عمران، الآية: 159].

ويراد بالتغليظ في النصيحة هو الأخذ بالشدة والتشديد في الكلمة للمنصوح لقصد ردعه عن الخطأ.

والغلظة والشدة في النصيحة بناءً على مصلحة المنصوح، تشرع وتسن بحسب حاجة المنصوح، إذ ردع المسلم عن المنكر وحثه على القيام بالمعروف، وردت فيه أدلة متعددة من السنة، منها على سبيل المثال:

أولاً: ما روي عن جابر رضي الله عنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة العيد ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ فَقَالَ «تَصَدَّقْنَ فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ»* الحديث.(2).

وجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أغلظ وشدد في النصيحة للنساء بأن جعل النساء من حطب جهنم لحثهن على الصدقة وترك كفران العشير.(3).

ثانيا: حديث كعب بن مالك رضي الله عنه في الثلاثة الذين خلفوا : " ونهي* النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين عَنْ كَلَامِنَا أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ مِنْ بَيْنِ مَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ فَاجْتَنَبَنَا النَّاسُ وَتَغَيَّرُوا لَنَا حَتَّى تَنَكَّرَتْ فِي نَفْسِي الْأَرْضُ فَمَا هِيَ الَّتِي أَعْرِفُ فَلَبِثْنَا عَلَى ذَلِكَ خَمْسِينَ لَيْلَةً»(4).

وجه الاستدلال: أن النبي صلى الله عليه وسلم أغلظ في النصح لهؤلاء الثلاثة عن طريق الهجران لهم وترك كلامهم لظهور معصيتهم حتى أقلعوا وبانت توبتهم، وهذا يدلُّ على أن التغليظ قد يكون بالقول، وقد يكون بالفعل، كما هو ظاهر من أسلوب الرسول صلى الله عليه وسلم مع الثلاثة الذين خلفوا بأن هجرهم ونهى عن الحديث معهم ومجالستهم، وهذا النوع من الغلظة يتأكد مع أهل الأهواء والبدع المجادلين عنها(5), قال الإمام البغوي رحمه الله: (فيه دليل أن هجران أهل البدع على التأبيد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم خاف على كعب وأصحابه النفاق حين تخلفوا عن الخروج معه).(6) .

ثالثاً: عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال : قدمت على أهلي ليلاً وقد تشققت يداي، فخلقوني بزعفران, فغدوت على النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه فلم يرد علي ولم يرحب بي وقال: «اذْهَبْ فَاغْسِلْ هَذَا عَنْكَ»، فذهبت فغسلته ثم جئت وقد بقي علي منه ردع فسلمت فلم يرد علي ولم يرحب بي وقال: «اذْهَبْ فَاغْسِلْ هَذَا عَنْكَ»، فذهبت فغسلته ثم جئت فسلمت عليه فرد علي ورحب بي وقال: «إِنَّ الْمَلاَئِكَةَ لاَ تَحْضُرُ جَنَازَةَ الْكَافِرِ بِخَيْرٍ وَلاَ الْمُتَضَمِّخَ بِالزَّعْفَرَانِ وَلاَ الْجُنُبَ»، قال: «وَرَخَّصَ لِلْجُنُبِ إِذَا نَامَ أَوْ أَكَلَ أَوْ شَرِبَ أَنْ يَتَوَضَّأَ».(7) **

وجه الاستدلال أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقم بالترحيب لعمار كما هي عادته مع أصحابه وذلك بسبب تلطخه بالزعفران لحرمة ذلك على الرجال(8)، فأنكر عليه عن طريق عدم الاهتمام وهذا يدل على جواز الإغلاظ وترك البشاشة لمن أريد نصيحته.

أنواع الغلظة: الغلظة في النصيحة تتنوع بتنوع الموقف، والشخص، والمعصية كذلك، فقد تكون الغلظة بالكلام القاسي الموجه للمنصوح كفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع النساء بأن شبههن بحطب جهنم لحملهن على فعل المعروف والتصدق وطاعة أزواجهن, كما أن الغلظة* قد تكون بالفعل كما قام النبي صلى الله عليه وسلم بهجرة الثلاثة الذين خُلِّفوا وأمر أصحابه بهجرتهم, والهجر أسلوب ناجع من أساليب النصيحة التي أخذ بها السلف وعملوا بها وقد اشتهر عن عائشة, وحفصه وعمار بن ياسر, وعثمان بن عفان وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم.( 9).

ضوابط التغليظ في النصيحة: للتغليظ في النصيحة ضوابط ينبغي مراعاتها والأخذ بها حتى يستفيد المنصوح ويتأثر بها، وهذا هو القصد من النصيحة، إذ الهدف منها هو إفادة المنصوح، فأهم ضوابط الغلظة في النصيحة ما يلي:

1- سلامة القصد وصلاح النية وإرشاد المنصوح، فإرادة الناصح لابد أن تكون لله، فيغضب إذا انتهكت حرماته.

2- أن يغلب على الظن تأثر المنصوح وردعه أو ردع غيره عن فعل المحرم أو ترك الواجب، كما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم الثلاثة الذين خلفوا.

3- أن يغلب على الظن أن اللين لا يكفي ولن يصلح معه، وذلك لقوله تعالى: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [سورة طه، الآية: 44]، وهذه في البداية فلما تبين أن اللين لم يصلح معه قال: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [سورة الإسراء، الآية:102], وقال إبراهيم لقومه {أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون }(سورة الأنبياء الآية 67).

فإنه لما يئس من قومه غلظ في القول لهم. (10).

5- أن يتأكد أن الأمر المنصوح لأجله لا خلاف في حرمته، وخاصةً إذا اعتقد المنصوح أن هذا الفعل حلال، وقد نص على ذلك الإمام العز بن عبد السلام بقوله: (من أتى شيئاً مختلفاً في تحريمه ان اعتقد تحليله لم يجز الانكار عليه إلا أن يكون مأخذ المحلل ضعيفاً)..

المراجع والهوامش :

(1) المصباح المنير 1/333, وتاج العروس من جواهر القاموس 20/245.

(2) أخرجه مسلم كتاب صلاة العيدين 2/603، برقم: 885.

(3) إحكام الأحكام 1/345,

(4) أخرجه البخاري باب حديث كعب بن مالك وقول الله عز وجل وعلى الثلاثة الذين خلفوا 10/508، برقم 4418, ومسلم باب حديث توبة كعب بن مالك وصاحبيه 8/105 برقم 7192.

(5) المفهم لما أشكل من صحيح مسلم للقرطبي 10/1014, وشرح النووي على مسلم 9/149.

(6) شرح السنة للبغوي باب مجانبة أهل الأهواء 1/225.

(7) الْمُتَضَمِّخَ: المتلطخ، قاله المناوي في التيسير شرح الجامع الصغير 1/611، وقيل المتدهن بالطيب، قاله القرطبي في المفهم لما أشكل من صحيح مسلم 5/36.

(8) أخرجه أبوداود باب في الخلوق للرجال 4/194، برقم 4187, وأحمد في مسنده 31/181، برقم 18886، وأخرجه الألباني في صَحِيح الْجَامِع: 3060 , وفي السلسلة الصَّحِيحَة: 1804.

(9) التيسير شرح الجامع الصغير، للمناوي 1/611.

(10) حاشية الجمل 8/568، الفروع، لابن مفلح 2/505، لسان العرب 5/250.

سليم المبتسم
2016-05-04, 22:58
جزاك الله كل الخير

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-05, 08:43
أحسن الله إليك و بارك فيك

وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
2016-05-27, 01:35
ايـــــــــــــــــــــــــــــه اين هي الاشواك؟صرت افتقدها .....واشكر من يهديني بعضها

على المنهج
2016-05-27, 04:50
المشكلة الحقة هي اين بضع الانسان نفسه في كفة الناصح وهي الراجحه ام في كفة االمنصوح التي يلغيها الجميع من ميزان الناصح االمنصوح (الا ما رحم ربي حتى لا تقول هلك الناس)
(

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-27, 07:57
جزاكما الله خيرا و أحسن إليكما و بارك فيكما
مرور طيب مشكور

علي الجريبي
2016-05-27, 17:20
حياكم الله أخي المهاجر وجزاكم الله خيرا
موضوع هادف

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-27, 17:46
حياك الله و بياك و جعل الجنة مثواي و مثواك
أحسن الله إليك و بارك فيك و جزاك خيرا
شكرا على المرور و الأثر

اشراقة منارة
2016-06-25, 21:54
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كنت سأكتب هذا كموضوع ثم قلت أثري هذا الموضوع أفضل ،وأعلم أنك تقبل ،
بارك الله فيك أخي الفاضِل .
أسأل الله أن يجعلنا ممن يتقبلون النصيحة ويشكرون أ صاحبها.
عن تميم الداري رضي الله عنه قال:قال رسول الله عليه وسلم :"الدين النصيحة ،الدين النصيحة،الدين النصيحة،قالوا :لمن يا رسول الله؟قال:لله وكتابه،ورسوله،ولأئمةالمسلمين وعامتهم"رواه مسلم.
كررالنبي صلى الله عليه وسلم هذه الكلمة اهتماماًًً للمقام،وارشاداً للأمة أن يعلمواحق العلم أن الدين كله ــ ظاهره وباطنه ــ منحصر في النصيحة.وهي القيام التام بهذه الحقوق الخمسة:
فالنصيحة لله:الإعتراف بوحدانية الله.وتفرده بصفات الكمال على وجه لايشاركه فيها مشارك بوجه من الوجوه ،والقيام بعبوديته ظاهراًوباطناً،والإنابة إليه كل وقت بالعبودية ،والطلب رغبة ورهبة مع التوبة والاستغفار الدائم؛لأن العبد لابد له من التقصير من شيئ نم واجبات الله،أوالتجرؤ على بعض المحرمات .وبالتوبة الملازمة والاستغفار الدائم ينجز نقصه ،ويتم عمله وقوله .
وأما النصيحة لكتاب الله :فبحفظه وتدبره ،وتعلم ألفاظه ومعانيه والاجتهاد في العمل به في نفسه وفي غيره.
وأما النصيحة للرسول :فهي الإيمان به ومحبته ،وتقديمه فيها على النفس والمال والولد ،واتباعه في أصول الدين وفروعه ،وتقديم قوله على قول كل أحد ،والاجتهاد في الاهتداء بهديه،والنصر لدينه.
وأما النصيحة لأئمة المسلمين ــوهم ولاتها ،من الإمام الأعظم إلى الأمراء والقضاة إلى جميع من لهم ولاية عامة أوخاصة ــ:فباعتقاد ولايتهم ،والسمع والطاعة لهم ،وحث الناس على ذلك ،وبذل ما يستطيعه من ارشادهم ،وتنبيههم إلى كل ما ينفعهم وينفع الناس ،وإلى القيام بواجبهم .
وأما النصيحة لعامة المسلمين :فبأن يحب لهم ما يحب لنفسه ويكره لهم ما يكره لنفسه ،ويسعى في ذلك بحسب الإمكان ،فإن من أحب شيئا سعى له ،واجتهد في تحقيقه وتكميله.
فالنبي صلى الله عليه وسلم فسر النصيحة بهذه الأمور الخمسة التي تشمل القيام بحقوق الله ،وحقوق كتابه،وحقوق رسوله ،وحقوق جميع المسلمين على اختلاف أحوالهم وطبقاتهم .فشمل ذلك الدين كله،ولم يبق منه شيئا إلا دخل في هذا الكلام الجامع المحيط .
والله أعلم.
من كتاب:
بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيارفي شرح جوامع الأخبار
الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله
الحديث الثالث
ص 07-08
ملاحظة شكرا على عنوان الكتاب

sliman rabeh
2016-06-25, 22:00
نعم هكذا تكون الامّة اولا تكون

صلاح مندور
2016-06-25, 22:00
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .



لك مني أجمل تحية .

business70
2016-06-28, 10:08
بارك الله فيكم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-29, 11:56
جزاكم الله خيرا على إثراء الموضوع
بارك الله فيكم على المرور العطر

وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
2016-12-24, 09:14
صحيح انها الين واضوع لكننا اليوم بتنا نفتقدها

و
للرفع فالقسم يحتاج لهذه المواضيع