الصيّاد والبحر!

[الهادي عبادلية]

..يحمل شبكته كلّ يوم ،
يذهب الى البحر ،
ليصطاد شتّى أنواع الأسماك..،
..كأنّه يفرّ من حاضر مذبوح !،
قادم مجهول.. !؟
بعدما استفحل
السرطان المجنون ..
في فؤاده !،
لا يهون علاجه..،
الطّبيب مكبّل.. !،
والكيّ محرّم ..،
فلا يجد أمامه الاّ..
بحرا طائشا،
يغوي المراكب ، والأحزان ..،
تتشاجر مرافؤه..،
يظلّ يبكي بجانبه.. ،
ينثر أوراقه..ينخلها ،
ريثما تنبت زهرة.. !،
كأنّها في خندق محبوسة ،
ريثما تتحوّل ، تخصبها غاديات..
اللواقح ،
يأنس نورها ،
تمطر فوق روحه.. !،
غصّت بالمواجع ثناياه ،
..حكاياه ،ورؤاه ،
التّرب لا يزيل سخامه ،
والتيمّم لا يبطله !؟
غزلت خيوطها ، راحت تنسلّ..
من روح حياته ،
خلت أرجاء الدّروب ، من أطباق نوره ،
تبلت بالهوى فؤاده ،
فأصبح أسيرا ، والقيود توثّقه..،
في بحر مسكون بالأسرار ،
تحت أمواجه سحر..
وحكايات ،
يغوص في عمقه ،يمزّق رسائل..
الزّمن والشّباب ،
عبرت كونه.. !
أشكالا وألوانا ،
وما بقت الاّ أجيال تعزّيه !؟
..يجتاح السّهل ، والوعر من الأمواج ،
الوقت والهذر ،..والنواقص..
والأصحاب،
لغات البحر كثيرة ،يصعب عليه فهمها،
الشّبكة عملاقة ، والأسماك ..
كثيرة أنواعها ، وهو على المركب..
فأيّهنّ..يصطاد؟ !
..تعصف به بعيدا..،
تهمله..تتعبه..،
آذان الفجر ينادي للصّلاه..،
يستفيق..، أغلق الجهاز..،
..صلّى..ونام !!؟