المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين الاستعارة و الكناية


أحمد محمدي الجزائري
2016-04-17, 20:58
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:

فإنّ الاستعارة: هي استعمال اللّفظ في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة، أي: هي مجاز علاقته المشابهة.

ويمكن أن يقال أيضا: هي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه.


وعليه، فإنّ الكلام ليس على الحقيقة، والمعنى المفهوم من اللّفظ غير مراد للمتكلّم.
كقول المتنبّي يصف دخول رسول الرّوم على سيف الدّولة:

( وأقبل يمشي في البساط فما درى *** إلى البحر يسعى أم إلى البدر يرتقي )

فالمعنى الحقيقيّ لا يريده المتنبّي حتما، ولكنّه يريد التّشبيه فحسب.

أمّا الكناية: فهي لفظ أُريدَ به لازمُ معناه، مع جواز إرادة ذلك المعنى.

أي: إنّ المعنى له حقيقة، ولكنّ المتكلّم يريد شيئا من لوازمه.

ومن الأمثلة على ذلك قولهم:" فلان طويل النِّجاد "، يريدون: طويل القامة؛ ذلك لأنّ النّجاد: ما وقع على العاتق من حمائل السّيف، فهي لا تطول إلاّ إذا طالت قامة صاحبها، ومنه حديث أمّ زرع: ( زَوْجِي طَوِيلُ النِّجَادِ ).

ومثله قولهم:" فلانة نؤوم الضّحى " يريدون: مرفّهة مخدومة غير محتاجة إلى السّعي بنفسها في إصلاح المهمّات، ووقت الضّحى وقت سعي نساء العرب في أمر المعاش، فلا تنام فيه من نسائهم إلاّ من تكون لها خادمات يكفِينَها أمرها.

ففي أمثلة الكناية نرى المعنى مقصودا له حقيقة، إلاّ أنّه يدلّ بطريق اللّزوم على شيء زائد.

أمّا الاستعارة، فالمتكلّم بها لا يريد أصلا معنى ما تكلّم به.

قال القزويني رحمه الله في " التّلخيص ":" ولا يمتنع أن يراد مع ذلك طول النّجاد، والنّوم في الضّحى من غير تأويل، فالفرق بينهما وبين المجاز من هذا الوجه، أي: من جهة إرادة المعنى مع إرادة لازمه، فإنّ المجاز ينافي ذلك، فلا يصحّ في نحو قولك: ( في الحمام أسد ) أن تريد معنى الأسد من غير تأوّل، لأن المجاز ملزوم قرينة معاندة لإرادة الحقيقة " اهـ.

والله أعلم، وأعزّ وأكرم.
منقول

نجمة التميز ♥
2016-04-23, 15:01
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بارك الله فيك على الموضوع و جزاك كل خير *

mira92
2016-04-23, 18:16
جزاك الله خيرا

أحمد محمدي الجزائري
2017-01-19, 17:28
و إياكم ،،،،،،

salim zaoui
2017-02-02, 22:31
بارك الله فيك

hassain
2017-02-02, 23:45
التعبير المجازي قد يحول أي نص بارد إلى لوحة فنية مزخرفة.
حتى نثري الموضوع اسمحلي بطرح أمثلة أخرى بسيطة قد توضح الصورة أكثر و أرجو أن لا أخطئ:
-فلان رفع عنه القلم ----- كناية عن فقدان القدرات العقلية.
-وحملناهم على ذات ألواح ودسر (الدسر هي المسامير)-----كناية عن السفينة.
-أكل عليه الدهر وشرب----استعارة مكنية والمقصود قدم الشيء ومرور وقت طويل عليه.
-يخرجهم من الظلمات إلى النور----استعارة تصريحية و المقصود يخرجهم من الكفر إلى الايمان ومن الضلال إلى الصواب.
الاستعارة و الكناية كلاهما لهما معنى قريب و معنى بعيد و للتفريق بينهما:
الكناية معناها القريب يمكن تحقيقه في الواقع فمثلا يمكن وضع قلم على شخص ما ثم رفع القلم عنه ويمكن حمل أشخاص على ألواح و بضعة مسامير .
الاستعارة لا يمكن تحقيق معناها القريب في الواقع فلا يمكن رؤية الدهر وهو شيئ معنوي يأكل و يشرب .

شكرا جزيلا على الموضوع.

Azamoum Ferhat
2017-03-08, 22:00
موضوع مفيد جدا شكرا

ali_68
2017-06-10, 17:36
شكرا على الإفادة

brahimdca
2017-10-15, 10:12
تلوح في سمائنا دوماً نجوم برّاقة، لا يخفت بريقها عنّا لحظةً واحدةً
نترقّب إضاءتها بقلوب ولهانة، ونسعد بلمعانها في سمائنا كلّ ساعة
فاستحقّت وبكلّ فخر أن يرفع اسمها في عليائنا.