المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقالة الاحساس والادراك


زجزجة
2016-04-17, 14:11
مقالة موسعة جدا هل الادراك يرجع الى فاعلية الذات ام الى العوامل الموضوعية

chahra lakamora
2016-04-17, 17:21
جزاك الله خير
فعلا مقالة في القمة

يسمينة الزهور
2016-04-17, 17:48
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
من فضلك هل لديك مثلها في الاخلاق بين النسبي والمطلق
وفي الانظمة السياسية النظام الفردي والجماعي وفي اخلاق السياسي
فانا بحاجة ماسة اليها

حفظك الله ورعاك ونجحك

زجزجة
2016-04-17, 20:39
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
من فضلك هل لديك مثلها في الاخلاق بين النسبي والمطلق
وفي الانظمة السياسية النظام الفردي والجماعي وفي اخلاق السياسي
فانا بحاجة ماسة اليها

حفظك الله ورعاك ونجحك

العفو رايحة نشوفلك ونحطهملك

يسمينة الزهور
2016-04-17, 21:10
العفو رايحة نشوفلك ونحطهملك

بارك الله فيك اختي وجزاك الجنة إنشاء الله

زجزجة
2016-04-17, 21:16
بارك الله فيك
وجزاك الله خيرا
من فضلك هل لديك مثلها في الاخلاق بين النسبي والمطلق
وفي الانظمة السياسية النظام الفردي والجماعي وفي اخلاق السياسي
فانا بحاجة ماسة اليها

حفظك الله ورعاك ونجحك


المقالة الاولى حول الاخلاق : إذا كان الانسان من حيث هو كائن عاقل ، هل يمكن عندئذ القول ان اساس القيمة الاخلاقية هو العقل ؟جدلية
i
- طرح المشكلة : تعد مشكلة أساس القيمة الخلقية من أقدم المشكلات في
الفلسفة الاخلاقية وأكثرها إثارة للجدل ؛ إذ تباينت حولها الاراء واختلفت
المواقف ، ومن تلك المواقف الموقف العقلي الذي فسر أساس القيمة الاخلاقية
بإرجاعها الى العقل ؛ فهل فعلا يمكن تأسيس القيم الاخلاقية على العقل وحده
؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1- أ – عرض الاطروحة : يرى البعض ، أن
مايميز الانسان – عن الكائنات الاخرى - هو العقل ، لذلك فهو المقياس الذي
نحكم به على الاشياء وعلى سلوكنا وعلى القيم جميعا ، أي أن أساس الحكم على
الافعال و السلوكات وإضفاء طابع اخلاقي عليها هو العقل ، وعليه أٌعتبر
المصدر لكل قيمة خلقية . وقد دافع عن هذا الرأي أفلاطون قديما والمعتزلة
في العصر الاسلامي وكانط في العصر الحديث .
1- ب – الحجة : ويؤكد ذلك
أن ( أفلاطون 428 ق م – 347 ق م ) قسم أفعال الناس تبعا لتقسيم المجتمع ،
فإذا كان المجتمع ينقسم الى ثلاث طبقات هي طبقة الحكماء وطبقة الجنود
وطبقة العبيد ، فإن الافعال – تبعا لذلك – تنقسم الى ثلاثة قوى تحكمها
ثلاث فضائل : القوة العاقلة ( تقابل طبقة الحكماء ) وفضيلتها الحكمة
والقوة الغضبية ( طبقة الجنود ) وفضيلتها الشجاعة والقوة الشهوانية (
العبيد ) وفضيلتها العفة ، والحكمة هي رأس الفضائل لأنها تحد من طغيان
القوتين الغضبية والشهوانية ، ولا يكون الانسان حكيما الا اذا خضعت القوة
الشهوانية والقوة الغضبية للقوة العاقلة .
- و عند المعتزلة ، فالعقل
يدرك ما في الافعال من حسن او قبح ، أي ان بإمكان العقل ادراك قيم الافعال
والتمييز فيها بين ما هو حسن مستحسن وماهو قبيح مستهجن ، وذلك حتى قبل
مجيئ الشرع ، لأن الشرع مجرد مخبر لما يدركه العقل ، بدليل ان العقلاء في
الجاهلية كانوا يستحسنون افعالا كاصدق والعدل والامانة والوفاء ،
ويستقبحون أخرى كالكذب والظلم والخيانة والغدر .. وان الانسان مكلف في كل
زمان ومكان ولولا القدرة على التمييز لسقطت مسؤولية العباد امام التكليف .
-
والعقل عند ( كانط 1724 – 1804 ) الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير
والشر، وهوالمشرّع ُ لمختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف
بالكلية والشمولية ، معتبراً الإرادة الخيرة القائمة على اساس الواجب
الركيزة الأساسية للفعل لأن الانسان بعقله ينجز نوعين من الاوامر : أوامر
شرطية مقيدة ( مثل : كن صادقا ليحبك الناس ) ، وأوامر قطعية مطلقة ( مثال
: كن صادقا ) ، فالاوامر الاولى ليس لها أي قيمة اخلاقية حقيقية ، فهي
تحقق اخلاق منفعة ، وتتخذ الاخلاق لا كغاية في ذاتها ، وانما كوسيلة
لتحقيق غاية . اما الاوامر الثاني فهي اساس الاخلاق ، لانها لا تهدف الى
تحقيق أي غاية او منفعة ، بل تسعى الى انجاز الواجب الاخلاقي على انه واجب
فقط بصرف النظر عن النتائج التي تحصل منه لذلك يقول : « إن الفعل الذي
يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص , وكأنما هو قد هبط من السماء »
1-
جـ - النقد :لكن التصور الذي قدمه العقليون لأساس القيمة الاخلاقية تصور
بعيد عن الواقع الانساني ، فالعقل اولا قاصر واحكامه متناقضة ، فما يحكم
عليه هذا بأنه خير يحكم عليه ذاك بأنه شر فاذا كان العقل قسمة مشتركة بين
الناس فلماذا تختلف القيم الاخلاقية بينهم إذن ؟ . كما يهمل هذا التصور
الطبيعة البشرية ، فالانسان ليس ملاكا يتصرف وفق احكام العقل ، بل هو ايضا
كائن له مطالب حيوية يسعى الى اشباعها ، والتي لها تأثير في تصور الفعل .
واخيرا أن الأخلاق عند كانط هي أخلاق متعالية مثالية لا يمكن تجسيدها على
ارض الواقع .
2- أ – عرض نقيض الاطروحة : وخلافا لما سبق ، يرى البعض
الآخر أن العقل ليس هو الاساس الوحيد للقيم الاخلاقية ، باعتبار ان القيمة
الخلقية للأفعال الإنسانية متوقفة على نتائجها وأثارها الايجابية أي ما
تحصله من لذة ومنفعة وما تتجنبه من الم ومضرة ، وقد تتوقف القيم الاخلاقية
على ما هو سائد في المجتمع من عادات وتقاليد واعراف وقوانين ، فتكون بذلك
صدى لهذه الاطر الاجتماعية ، وقد يتوقف – في الاخير - معيار الحكم على قيم
الافعال من خير ( حسن ) او شر ( قبح ) على الارادة الالهية او الشرع .
2-
ب – الحجة : وما يثبت ذلك ، ان القيم الاخلاقية ماهي الا مسألة حسابية
لنتائج الفعل ، وهذه النتائج لا تخرج عن تحصيل اللذات والمنافع ؛ فما يحفز
الانسان الى الفعل هو دائما رغبته في تحصيل لذة او منفعة لأن ذلك يتوافق
مع الطبيعة الانسانية فالانسان بطبعة يميل الى اللذة والمنفعة ويتجنب
الالم والضرر ، وهو يٌقدم على الفعل كلما اقترن بلذة او منفعة ، ويحجم عنه
اذا اقترن بألم او ضرر ، فاللذة والمنفعة هما غاية الوجود ومقياس أي عمل
أخلاقي ، وهما الخير الاسمى والالم والضرر هماالشر الاقصى .
- ومن
ناحية أخرى ، فإن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع
, وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي
يُهيمن على كل فرد في المجتمع . أي ان معيار تقويم الافعال اساسه المجتمع
، والناس تصدر احكامها بالاعتماد عليه ، فمثلا الطفل حينما يولد لا تكون
لديه فكرة عن الخير او الشر ، فينشأ في مجتمع – يتعهده بالتربية والتثقيف
– يجد فيه الناس تستحسن افعالا وتستقبح أخرى ، فيأخذ هذا المقياس عنهم ،
فيستحسن ما يستحسنه الناس ، ويستقبح ما يستقبحونه ، فإن هواستقبح مثلا
الجريمة فلأن المجتمع كله يستقبحها ، ومن ثمّ يدرك ان كل ما يوافق قواعد
السلوك الاجتماعي فهو خير وكل ما يخالفها فهو شر . والنتيجة ان القيم
الاخلاقية من صنع المجتمع لا الفرد ، وما على هذا الفرد الا ان يذعن لها
طوعا اوكرها ، الامر الذي جعل دوركايم ( 1858 – 1917 ) يقول : « اذا تكلم
ضميرنا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا » ، وكذلك : « ان المجتمع هو
النموذج والمصدر لكل سلطة اخلاقية ، وأي فعل لا يقره المجتمع بأنه اخلاقي
، لا يكسب فاعله أي قدر من الهيبة او النفوذ » .
- ومن ناحية ثالثة ،
ان معيار الحكم على قيم الافعال من خير او شر يرتد الى الارادة الالهية او
الشرع . فـنحن – حسب (إبن حزم الاندلسي 374هـ - 456 هـ ) – نستند الى
الدين في تقويم الافعال الخلقية وفق قيم العمل بالخير والفضيلة والانتهاء
عن الشر والرذيلة ، ولا وجود لشيئ حسنا لذاته او قبيحا لذاته ، ولكن الشرع
قرر ذلك ، فما سمّاه الله حسنا فهو حسن وما سمّاه قبيحا فهو قبيح .
كما
ان الافعال حسنة او قبيحة – حسب ما يذهب اليه الاشاعرة – بالامر او النهي
الالهي ، فما امر به الله فهو خير وما نهى عنه فهو شر ، أي ان الاوامر
الالهية هي التي تضفي صفة الخير على الافعال او تنفيها عنها ، ولذلك –
مثلا – الصدق ليس خيرا لذاته ولا الكذب شرا لذاته ، ولن الشرع قرر ذلك .
والعقل عاجز عن ادراك قيم الافعال والتمييز فيها بين الحسن والقبح ، وليس
له مجال الا اتباع ما اثبته الشرع .
2- جـ - النقد : ولكن النفعيون لا
يميزون بين الثابت والمتغير ولا بين النسبي والمطلق لأن القيم الاخلاقية
قيم ثابتة ومطلقة ، والاخذ باللذة والمنفعة كمقياس لها يجعلها متغيرة
ونسبية ، فيصبح الفعل الواحد خيرا وشرا في آن واحد ، خيرا عند هذا اذا حقق
له لذة او منفعة ، وشرا عند ذاك اذا لم يحقق أيًّا منهما . ثم ان المنافع
متعارضة ، فما ينفعني قد لا ينفع غيري بالضرورة ، وأخيرا فان ربط الاخلاق
باللذة والمنفعة يحط من قيمة الاخلاق و الانسان معاً ؛ فتصبح الاخلاق مجرد
وسيلة لتحقيق غايات كما يصبح الانسان في مستوى واحد مع الرائع .
ثم ان
المدرسة الاجتماعية تبالغ كثيرا في تقدير المجتمع والاعلاء من شأنه ، وفي
المقابل تقلل او تعدم اهمية الفرد ودوره في صنع الاخلاق ، والتاريخ يثبت
ان افرادا ( انبياء ، مصلحين ) كانوا مصدرا لقيم اخلاقية ساعدت المجتمعات
على النهوض والتقدم . ومن جهة ثانية ، فالواقع يثبت ان القيم الاخلاقية
تتباين حتى داخل المجتمع الواحد ، وكذا اختلافها من عصر الى آخر ، ولو كان
المجتع مصدرا للاخلاق لكانت ثابتة فيه ولزال الاختلاف بين افراد المجتمع
الواحد .
وبالنسبة للنزعة الدينية فإنه لا يجوز الخلط بين مجالين من
الاحكام : - احكام شرعية حيث الحلال والحرام ، وهي متغيرة وفق مقاصد
الشريعة
- واحكام اخلاقية حيث الخير والشر او الحسن والقبح ، وهي ثابتة
في كل زمان ومكان . مثلا : الكل يتفق على ان الكذب شر ، اما الاستثناء
كجواز الكذب في الحرب او من اجل انقاذ برئ ( بقصد حفظ النفس الذي هو من
مقاصد الشريعة ) فلا يجعل من الكذب خيراً .
3 – التركيب : إن الانسان
في كينونته متعدد الابعاد ؛ فهو اضافة الى كونه كائن عاقل فإنه كائن
بيولوجي أيضا لا يتواجد الا ضمن الجماعة التي تؤمن بمعتقد خاص ، وهذه
الابعاد كلها لها تأثير في تصور الانسان للفعل الاخلاقي وكيفية الحكم عليه
. فقد يتصور الانسان أخلاقية الفعل بمقتضئ ما يحكم به علقه ، أو بمقتضى ما
يهدف الى تحصيله من وراء الفعل ، أو بمقتضى العرف الاجتماعي أو وفق
معتقداته التي يؤمن بها .
Iii– حل المشكلة : وهكذا يتضح أن أسس القيم
الاخلاقية مختلفة ومتعددة ، وهذا التعدد والاختلاف يعود في جوهره الى
تباين وجهات النظر بين الفلاسفة الذين نظر كل واحدا منهم الى المشكلة من
زاوية خاصة ، أي زاوية المذهب او الاتجاه الذي ينتمي اليه . والى تعدد
ابعاد الانسان ، لذلك جاز القول ان العقل ليس الاساس الوحيد للقيم
الاخلاقية .
ملاحظة : يمكن الاكتفاء في نقيض الاطروحة برأي واحد

لاتنسى تقييمك للموضوع

زجزجة
2016-04-17, 21:38
المقالة الاولى حول الاخلاق : إذا كان الانسان من حيث هو كائن عاقل ، هل يمكن عندئذ القول ان اساس القيمة الاخلاقية هو العقل ؟جدلية
i
- طرح المشكلة : تعد مشكلة أساس القيمة الخلقية من أقدم المشكلات في
الفلسفة الاخلاقية وأكثرها إثارة للجدل ؛ إذ تباينت حولها الاراء واختلفت
المواقف ، ومن تلك المواقف الموقف العقلي الذي فسر أساس القيمة الاخلاقية
بإرجاعها الى العقل ؛ فهل فعلا يمكن تأسيس القيم الاخلاقية على العقل وحده
؟
ii – محاولة حل المشكلة :
1- أ – عرض الاطروحة : يرى البعض ، أن
مايميز الانسان – عن الكائنات الاخرى - هو العقل ، لذلك فهو المقياس الذي
نحكم به على الاشياء وعلى سلوكنا وعلى القيم جميعا ، أي أن أساس الحكم على
الافعال و السلوكات وإضفاء طابع اخلاقي عليها هو العقل ، وعليه أٌعتبر
المصدر لكل قيمة خلقية . وقد دافع عن هذا الرأي أفلاطون قديما والمعتزلة
في العصر الاسلامي وكانط في العصر الحديث .
1- ب – الحجة : ويؤكد ذلك
أن ( أفلاطون 428 ق م – 347 ق م ) قسم أفعال الناس تبعا لتقسيم المجتمع ،
فإذا كان المجتمع ينقسم الى ثلاث طبقات هي طبقة الحكماء وطبقة الجنود
وطبقة العبيد ، فإن الافعال – تبعا لذلك – تنقسم الى ثلاثة قوى تحكمها
ثلاث فضائل : القوة العاقلة ( تقابل طبقة الحكماء ) وفضيلتها الحكمة
والقوة الغضبية ( طبقة الجنود ) وفضيلتها الشجاعة والقوة الشهوانية (
العبيد ) وفضيلتها العفة ، والحكمة هي رأس الفضائل لأنها تحد من طغيان
القوتين الغضبية والشهوانية ، ولا يكون الانسان حكيما الا اذا خضعت القوة
الشهوانية والقوة الغضبية للقوة العاقلة .
- و عند المعتزلة ، فالعقل
يدرك ما في الافعال من حسن او قبح ، أي ان بإمكان العقل ادراك قيم الافعال
والتمييز فيها بين ما هو حسن مستحسن وماهو قبيح مستهجن ، وذلك حتى قبل
مجيئ الشرع ، لأن الشرع مجرد مخبر لما يدركه العقل ، بدليل ان العقلاء في
الجاهلية كانوا يستحسنون افعالا كاصدق والعدل والامانة والوفاء ،
ويستقبحون أخرى كالكذب والظلم والخيانة والغدر .. وان الانسان مكلف في كل
زمان ومكان ولولا القدرة على التمييز لسقطت مسؤولية العباد امام التكليف .
-
والعقل عند ( كانط 1724 – 1804 ) الوسيلة التي يميز به الإنسان بين الخير
والشر، وهوالمشرّع ُ لمختلف القوانين والقواعد الأخلاقية التي تتصف
بالكلية والشمولية ، معتبراً الإرادة الخيرة القائمة على اساس الواجب
الركيزة الأساسية للفعل لأن الانسان بعقله ينجز نوعين من الاوامر : أوامر
شرطية مقيدة ( مثل : كن صادقا ليحبك الناس ) ، وأوامر قطعية مطلقة ( مثال
: كن صادقا ) ، فالاوامر الاولى ليس لها أي قيمة اخلاقية حقيقية ، فهي
تحقق اخلاق منفعة ، وتتخذ الاخلاق لا كغاية في ذاتها ، وانما كوسيلة
لتحقيق غاية . اما الاوامر الثاني فهي اساس الاخلاق ، لانها لا تهدف الى
تحقيق أي غاية او منفعة ، بل تسعى الى انجاز الواجب الاخلاقي على انه واجب
فقط بصرف النظر عن النتائج التي تحصل منه لذلك يقول : « إن الفعل الذي
يتسم بالخيرية الخلقية فعل نقي خالص , وكأنما هو قد هبط من السماء »
1-
جـ - النقد :لكن التصور الذي قدمه العقليون لأساس القيمة الاخلاقية تصور
بعيد عن الواقع الانساني ، فالعقل اولا قاصر واحكامه متناقضة ، فما يحكم
عليه هذا بأنه خير يحكم عليه ذاك بأنه شر فاذا كان العقل قسمة مشتركة بين
الناس فلماذا تختلف القيم الاخلاقية بينهم إذن ؟ . كما يهمل هذا التصور
الطبيعة البشرية ، فالانسان ليس ملاكا يتصرف وفق احكام العقل ، بل هو ايضا
كائن له مطالب حيوية يسعى الى اشباعها ، والتي لها تأثير في تصور الفعل .
واخيرا أن الأخلاق عند كانط هي أخلاق متعالية مثالية لا يمكن تجسيدها على
ارض الواقع .
2- أ – عرض نقيض الاطروحة : وخلافا لما سبق ، يرى البعض
الآخر أن العقل ليس هو الاساس الوحيد للقيم الاخلاقية ، باعتبار ان القيمة
الخلقية للأفعال الإنسانية متوقفة على نتائجها وأثارها الايجابية أي ما
تحصله من لذة ومنفعة وما تتجنبه من الم ومضرة ، وقد تتوقف القيم الاخلاقية
على ما هو سائد في المجتمع من عادات وتقاليد واعراف وقوانين ، فتكون بذلك
صدى لهذه الاطر الاجتماعية ، وقد يتوقف – في الاخير - معيار الحكم على قيم
الافعال من خير ( حسن ) او شر ( قبح ) على الارادة الالهية او الشرع .
2-
ب – الحجة : وما يثبت ذلك ، ان القيم الاخلاقية ماهي الا مسألة حسابية
لنتائج الفعل ، وهذه النتائج لا تخرج عن تحصيل اللذات والمنافع ؛ فما يحفز
الانسان الى الفعل هو دائما رغبته في تحصيل لذة او منفعة لأن ذلك يتوافق
مع الطبيعة الانسانية فالانسان بطبعة يميل الى اللذة والمنفعة ويتجنب
الالم والضرر ، وهو يٌقدم على الفعل كلما اقترن بلذة او منفعة ، ويحجم عنه
اذا اقترن بألم او ضرر ، فاللذة والمنفعة هما غاية الوجود ومقياس أي عمل
أخلاقي ، وهما الخير الاسمى والالم والضرر هماالشر الاقصى .
- ومن
ناحية أخرى ، فإن القيم الأخلاقية بمختلف أنواعها وأشكالها سببها المجتمع
, وما سلوك الأفراد في حياتهم اليومية إلا انعكاس للضمير الجمعي الذي
يُهيمن على كل فرد في المجتمع . أي ان معيار تقويم الافعال اساسه المجتمع
، والناس تصدر احكامها بالاعتماد عليه ، فمثلا الطفل حينما يولد لا تكون
لديه فكرة عن الخير او الشر ، فينشأ في مجتمع – يتعهده بالتربية والتثقيف
– يجد فيه الناس تستحسن افعالا وتستقبح أخرى ، فيأخذ هذا المقياس عنهم ،
فيستحسن ما يستحسنه الناس ، ويستقبح ما يستقبحونه ، فإن هواستقبح مثلا
الجريمة فلأن المجتمع كله يستقبحها ، ومن ثمّ يدرك ان كل ما يوافق قواعد
السلوك الاجتماعي فهو خير وكل ما يخالفها فهو شر . والنتيجة ان القيم
الاخلاقية من صنع المجتمع لا الفرد ، وما على هذا الفرد الا ان يذعن لها
طوعا اوكرها ، الامر الذي جعل دوركايم ( 1858 – 1917 ) يقول : « اذا تكلم
ضميرنا فإن المجتمع هو الذي يتكلم فينا » ، وكذلك : « ان المجتمع هو
النموذج والمصدر لكل سلطة اخلاقية ، وأي فعل لا يقره المجتمع بأنه اخلاقي
، لا يكسب فاعله أي قدر من الهيبة او النفوذ » .
- ومن ناحية ثالثة ،
ان معيار الحكم على قيم الافعال من خير او شر يرتد الى الارادة الالهية او
الشرع . فـنحن – حسب (إبن حزم الاندلسي 374هـ - 456 هـ ) – نستند الى
الدين في تقويم الافعال الخلقية وفق قيم العمل بالخير والفضيلة والانتهاء
عن الشر والرذيلة ، ولا وجود لشيئ حسنا لذاته او قبيحا لذاته ، ولكن الشرع
قرر ذلك ، فما سمّاه الله حسنا فهو حسن وما سمّاه قبيحا فهو قبيح .
كما
ان الافعال حسنة او قبيحة – حسب ما يذهب اليه الاشاعرة – بالامر او النهي
الالهي ، فما امر به الله فهو خير وما نهى عنه فهو شر ، أي ان الاوامر
الالهية هي التي تضفي صفة الخير على الافعال او تنفيها عنها ، ولذلك –
مثلا – الصدق ليس خيرا لذاته ولا الكذب شرا لذاته ، ولن الشرع قرر ذلك .
والعقل عاجز عن ادراك قيم الافعال والتمييز فيها بين الحسن والقبح ، وليس
له مجال الا اتباع ما اثبته الشرع .
2- جـ - النقد : ولكن النفعيون لا
يميزون بين الثابت والمتغير ولا بين النسبي والمطلق لأن القيم الاخلاقية
قيم ثابتة ومطلقة ، والاخذ باللذة والمنفعة كمقياس لها يجعلها متغيرة
ونسبية ، فيصبح الفعل الواحد خيرا وشرا في آن واحد ، خيرا عند هذا اذا حقق
له لذة او منفعة ، وشرا عند ذاك اذا لم يحقق أيًّا منهما . ثم ان المنافع
متعارضة ، فما ينفعني قد لا ينفع غيري بالضرورة ، وأخيرا فان ربط الاخلاق
باللذة والمنفعة يحط من قيمة الاخلاق و الانسان معاً ؛ فتصبح الاخلاق مجرد
وسيلة لتحقيق غايات كما يصبح الانسان في مستوى واحد مع الرائع .
ثم ان
المدرسة الاجتماعية تبالغ كثيرا في تقدير المجتمع والاعلاء من شأنه ، وفي
المقابل تقلل او تعدم اهمية الفرد ودوره في صنع الاخلاق ، والتاريخ يثبت
ان افرادا ( انبياء ، مصلحين ) كانوا مصدرا لقيم اخلاقية ساعدت المجتمعات
على النهوض والتقدم . ومن جهة ثانية ، فالواقع يثبت ان القيم الاخلاقية
تتباين حتى داخل المجتمع الواحد ، وكذا اختلافها من عصر الى آخر ، ولو كان
المجتع مصدرا للاخلاق لكانت ثابتة فيه ولزال الاختلاف بين افراد المجتمع
الواحد .
وبالنسبة للنزعة الدينية فإنه لا يجوز الخلط بين مجالين من
الاحكام : - احكام شرعية حيث الحلال والحرام ، وهي متغيرة وفق مقاصد
الشريعة
- واحكام اخلاقية حيث الخير والشر او الحسن والقبح ، وهي ثابتة
في كل زمان ومكان . مثلا : الكل يتفق على ان الكذب شر ، اما الاستثناء
كجواز الكذب في الحرب او من اجل انقاذ برئ ( بقصد حفظ النفس الذي هو من
مقاصد الشريعة ) فلا يجعل من الكذب خيراً .
3 – التركيب : إن الانسان
في كينونته متعدد الابعاد ؛ فهو اضافة الى كونه كائن عاقل فإنه كائن
بيولوجي أيضا لا يتواجد الا ضمن الجماعة التي تؤمن بمعتقد خاص ، وهذه
الابعاد كلها لها تأثير في تصور الانسان للفعل الاخلاقي وكيفية الحكم عليه
. فقد يتصور الانسان أخلاقية الفعل بمقتضئ ما يحكم به علقه ، أو بمقتضى ما
يهدف الى تحصيله من وراء الفعل ، أو بمقتضى العرف الاجتماعي أو وفق
معتقداته التي يؤمن بها .
Iii– حل المشكلة : وهكذا يتضح أن أسس القيم
الاخلاقية مختلفة ومتعددة ، وهذا التعدد والاختلاف يعود في جوهره الى
تباين وجهات النظر بين الفلاسفة الذين نظر كل واحدا منهم الى المشكلة من
زاوية خاصة ، أي زاوية المذهب او الاتجاه الذي ينتمي اليه . والى تعدد
ابعاد الانسان ، لذلك جاز القول ان العقل ليس الاساس الوحيد للقيم
الاخلاقية .
ملاحظة : يمكن الاكتفاء في نقيض الاطروحة برأي واحد

لاتنسى تقييمك للموضوع


هل الأخلاق ثابتة؟
مقدمة:
إن المذاهب الأخلاقية وجدت نتيجة محاولة الفلاسفة فهم و تفسير الأخلاق العلمية أي السلوك اليومي للناس و من الخلافات التي واجهها هذه المذاهب هو أساس وطبيعة القيمة الخلقية و قد تعددت هذه المذاهب تبعا لتعدد وجهات النضر حول القيم الخلقية و الأخلاق عبارة عن قيم و أفعال تقوم على أحكام تقديرية تصبوا إلى التوجيه نحو ما ينبغي أن يكون عليه السلوك الإنساني وغايتها ومن هذا الإرشاد و التقويم وفي هذا الصدد هناك من أعتبر القيمة الخلقية مطلقة و البعض الأخر اعتبرها نسبية و هذا يدفعنا إلى طرح الإشكال
الأتي: هل الأخلاق مطلقة أم متغيرة؟
القضية:الأخلاق ثابت أي واحدة مطلقة لكونها تقوم على جملة من المبادئ و الثوابت بمعنى أن الأخلاق موضوعية و واحدة تتجلى هذه الوحدة في كون هذه القيم نابعة من الدين الذي هو إلزام متعالي ألاهي وهو الاعتقاد بوجود مبدأ أعلى مفارق للطبيعة، واعتقادنا هو الذي يدفعنا إلى أداء واجبات اتجاه الإله كما أن القيم الخلقية القائمة على أساس ديني تعتبر تشريع مطلق ومقدس وأيضا فيه دعوة صريحة للنضر في النصوص الشرعية وهذا يبدو جليا في باب الاجتهاد والأصول لتهذيب السلوك الغريزي الإنساني، إن القيم و السلوكات و الأفعال الخيرة تدعوا إليها كل الكتب السماوية ففعل السرقة منبوذ فيكل الديانات في حين العدل و الاستقامة والفضيلة أفعال مستحبة ومستحسنة في كل الكتب باختلاف الزمان والمكان و الأفراد و الجماعات . كما أنه قد تكون
واحدة نظرا لمطلقية العقل لكون العقل ملكة فطرية وهبنا الله إياها لإدراك الحقائق المطلقة و الحقائق الخالدة يرى أصحاب النظرية العقلية أن أساس القيمة الخلقية للعقل فما هي كائن هي التي تفسر قيمته و هذه الماهية ثابتة مطلقيه لا تتأثر بزمان فهي صادرة عن مبادئ عامة و يقينية منزهة عن كل منفعة خاصة أو عامة في القتل و الكذب و الخيانة فهي أفعال ذميمة لأنها تحمل الرذيلة أما الصدق و الأمانة و الإحسان هي أفعال مستحبة لأنها تحمل الفضيلة لذا اعتبرها أفلاطون حكمة سامية غرضها الخير الأسمى . قال أفلاطون : "إن الخير فوق الوجود شرف و قوة " .وهذا لا يعني أن الخير لا وجود له و إنما يعني أن وجوده أسمى كحقيقة مثالية من الوجود الواقعي و أن القوى العاقلة هي قمة الفضالة .
و يرى كانظ : أن القواعد الأخلاقية مصدرها العقل لكونه الواجب و هذا الأخير و يقوم على الإرادة الحرة و يقصد بالإرادة الحرة . الإرادة الخيرة المنزهة من كل نفع مادي و إن الإنسان يدرك بعقلة القانون و يصرف بموجبه و مقتضاه فالواجب إلزام نفرضه على أنفسنا بمحض إرادتنا .
نقد : لكن تأسيس الأخلاق على الدين و العقل و إرجاعها إلى هذان العاملان فحسب لا يفسر تعددها ولا تنوعها الذي يفرضه الواقع على الفرد باعتبار الإنسان كائن إجماعي يتأثر بمبادئ الجماعة التي ينتمي إليها . ولقد جاءت أخلاق كانط متسمة بصورية و الجمود متجاهلة لمشاعر الناس وأحاسيسهم ، وهي أخلاق صالحة لتوجيه الكائن العاقل بصورة خالصة لا مشاعر له ولا عواطف ومثل هذا الإنسان لا نجده في الواقع ، بل نجدهفي عقل كانط وحده ومنه فأخلاق كانط مثالية لذا يقول بيڤي :" أن يدا كانط نقيتان لكنه لا يملك يدين ".
نقيض القضية :
إن الأخلاق النسبية متغيرة لان الإنسان لا يعيش لذاته و لا في عزلة من غيره بل أن أفعاله و سلوكه صورة للآخرين و منه يؤكد الاجتماعيون بان الأخلاق ظاهرة اجتماعية لكونها إلزام و ضعه المجتمع و على الفرد الامتثال لها لاعتبارها عضو في الجماعة و يرى دوركايم أن الوقائع الاجتماعية من الأسباب الغير شخصية لأنها مستمدة من المجتمع لذا يقول : ليس هناك سوى قوة أخلاقية واحدة تستطيع أن تضع قوانين للناس هي المجتمع .
و يقول أيضا :"الفرد دمية يحرك خيوطها المجتمع " إذا إن الضمير الفردي انعكاس للضمير الجمعي " إذا تكلم الضمير فينا فإن صوت المجتمع هو الذي تكلم " أما ليفي برول فيذهب إلى استبعاد المفهوم المعياري للأخلاق معتبرا الأخلاق ظاهرة اجتماعية تهتم بما هو كائن و ظاهرة متغيرة يمكن ملاحظتها و يرى ابن خلدون : أن المرء ابن بيئته و مرآة عصره .
أما أنصار اللذة المعدلة أنصار أبيقور فهي تمثل طبيعة القيمة الخلقية في اللذة وحجتهم هي إذا عجز الإنسان عن تحقيق اللذة تألم و تألم كان شقيا و العكس صحيح فتحقيق سعادة الإنسان تتوقف على مدى إشباع اللذات وهي تعرف تعاليم أبيقور الشهيرة وكذالك لان الإنسان يطلب اللذة وينفر من الألم والفطرة والطبيعة " اللذة صوت الطبيعة " أما أنصار المنفعة فالخير عندهم شئ محسوس قابل للحساب والتقدير الكمي يقول جون ستيوارت مل:"أفضل أن أعيش تعيسا على أن أكون خنزيرا .
نقد:
لقد جعل هذا الاتجاه اللذة ومنفعة متغيرة والدوافع متقلبة غاية للأفعال الإنسانية هذا شانه شأن اتجاه أخلاق الاجتماعية ومن هنا فاللذة ومنفعة كمعيارين ذاتيين متغيرين لا يمكنهما أن يكونا قاعدتا الأخلاق لأن ارتباطالأخلاق بهما يجعلها مادية ويفقدها روحيتها . كما أن هناك من ثار على القيم والمبادئ السائدة في مجتمعه كسياسيين و المصلحين والأنبياء و الرسل و العلماء (غاليلي).
التركيب:
إن القيمة الخلقية الحقة هي التي تراعي ثنائية الإنسان العقل و الطبيعة البشرية أي التوفيق بينهما وبين متطلبات الواقع بما فيها من نزوع نحو الخير ونحو الشر.
يقول الله تعالى:"ونفس وما سواها فألهمها فجورها و تقواها" ويقول عمر بن الخطاب –رضي الله عنه-:"و إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا".
الخاتــــــــــــــــــمة :
هناك قيم مطلقة ثابتة واحدة في كل المجتمعات و الأديان كفعل السرقة الذي هو مستهجن في كل المجتمعات وفعل الكرم فعل مستحب لدى الجميع.
ومنه فمهما تعددت الأخلاق في أساسها ومصدرها فهي واحدة في طبيعتها ومن حيث الهدف و الغاية التي تحملها أي السلوك وتهذيبه وتقويمه والارتقاء به وتبقى الأخلاق مبدأ ثابت ومطلق نسعى دوما إلى تحقيقه.

يسمينة الزهور
2016-04-17, 23:17
بارك الله فيك أختي وجزاك كل ماتتمنينه إن شاء الله