مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز سؤال في العقيدة -متجدد -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الأمين، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين يا أرحم الراحمين .
نستفتح صفحتنا بأول سؤال في العقيدة
أول سؤال
ماهو الظلم العظيم و لماذا سمي ظلما عظيما؟
هات الدليل من الكتاب و السنة
إنّه الشرك بالله
الدليل:
قال الله تعالى : " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " .سورة لقمان. الآية 13.
بارك الله فيك ابني و سدد خطاك
لكن بقي شطر من السؤال الأول و شطر من السؤال الثاني لم تجب عليه
و لماذا سمي ظلما عظيما؟
هات الدليل السنة
TAMAH ABDELMADJID
2016-04-16, 11:19
ومنكم نستفبد
روح حائرة
2016-04-19, 22:30
سمي ظلمآ عظيمآ لأنه يضع الشيء في غير مكانه
والشرك هوه وضع العبادة في غير مكانها , فبدل عبادة الله يعبدون أربابآ مختلفة وهذا اعظم الظلم
أما في السنة فلا أعرف حديث يتكلم بشكل واضح عن هذا الأمر , وفي القرآن الكريم وصف كثير للشرك بانه الظلم العظيم
وحين نزل قول الله تعالى ( اللذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولائك لهم الأمن وهم مهتدون ) خاف الصحابة وقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم إينا لم يظلم نفسه ؟ وهم يقصدون بعض الظلم والخطأ الذي نتج منهم تجاه إخوانهم وأهليهم وأنفسهم
فأنزل الله تعالى (( إن الشرك لظلم عظيم ))
Bratefghalt10
2016-04-20, 18:51
قال الله تعالى : " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " .سورة لقمان. الآية 13.
جزاكم الله خيرا و سدد خطاكم
أما الدليل من السنة حديث أخرجه البخاري عن عبد الله ابن مسعود
وفي البخاري وغيره، عن عبد الله قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الذنب أعظم عند الله، قال: أن تجعل لله نداً وهو خلقك، قلت: إن ذلك لعظيم، قلت: ثم أي، قال: وأن تقتل ولدك تخاف أن يطعم معك، قلت: ثم أي، قال: أن تزاني حليلة جارك.
وهناك أحاديث كثيرة عن الظلم
itachi 99
2016-04-21, 22:40
بارك الله فيك
ياسرون الجزائري
2016-04-22, 20:12
بارك الله فيك
أضيف للموضوع أعظم نعمة:
يقول بعض السلف: ((ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم لا إله إلا الله، وإن لا إله إلا الله لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا)).
السؤال الثاني:
ما هو الأمر العظيم الذي خلق الله الخلق لأجله مع الدليل ؟
ياسرون الجزائري
2016-04-22, 22:57
السؤال الثاني:
ما هو الأمر العظيم الذي خلق الله الخلق لأجله مع الدليل ؟
عبادة الله تعالى وحده دون ما سواه
[ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ] - مريم 93
نصيرة الإسلام
2016-04-23, 17:31
السؤال الثاني:
ما هو الأمر العظيم الذي خلق الله الخلق لأجله مع الدليل ؟
خلق الله الخلق لعبادته
لقوله عز وجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}
:
:
جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم
بارك الله فيكم و سدد خطاكم
السؤال الثالث
إذا عرفنا أن الله خلقنا لعبادته فما معنى العبادة و كيف تتحقق ؟
ياسرون الجزائري
2016-04-23, 22:56
العبادة: هي التذلل والخضوع والانقياد والطاعة.
قال الله تعالى: {فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ (47)} [المؤمنون: 47].
معنى {وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ}: [أي أنهم لهم مطيعون متذللون يأتمرون لأمرهم ويدينون لهم] (1).
وعبادة الله: هي طاعته بفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، وتحليل ما أحلَّه وتحريم ما حرَّمه، واتّباع ما شرعه، والحكم بما أنزله.
ومفهوم العبادة واسعٌ يشمل الحياة كلها الخاصة بالفرد والحياة العامة للمجتمع، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56]، فلا بد أن تشمل هذه العبودية الحياة كلها بجميع مجالاتها حتى الممات، قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)} [الأنعام: 162].
بارك الله فيك وسدد خطاك و رزقني و اياك العلم النافع
والعبادة كما عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جنانه
" هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأفعال و الأقوال الظاهرة و الباطنة "
بقي لك شطر من السؤال
كيف تتحقق هذه العبادة أو بمعنى أوضح ما هي شروطها ؟
نصيرة الإسلام
2016-04-24, 14:16
قال صلى الله عليه وسلم : " الإحسان : أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك"
أظنّ من شروط العبادة :
توحيد الرّبوبية و الألوهية بأنّ الله هو الخالق و هو الإله الواحد الأحد ..و توحيد الأسماء و الصفات
إخلاص العبادة لله وحده,,و التّوكّل عليه في كلّ الأمور ( و عكس ذلك السحر و اللجوء للأولياء الصالحين و البدع..,الخ)
تحقيق أركان الإيمان و أركان الإسلام
إتّباع كتاب الله و سنّة نبيّه
:
iyad marketing
2016-04-24, 15:08
بارك الله فيك
الأخت نصيرة بارك الله فيك على المحاولة
لكن هنا عرفتِ الاحسان و نحن طلبنا تعريف العبادة و قد سبق تعريفها ارجعي للوراء أختي لكي تري التعريف
أما الاجابة على شروط العبادة ليست صحيحة حاولي مرة أخرى سدد الله خطاكِ
ياسرون الجزائري
2016-04-24, 21:53
بارك الله فيك وسدد خطاك و رزقني و اياك العلم النافع
والعبادة كما عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جنانه
" هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأفعال و الأقوال الظاهرة و الباطنة "
بقي لك شطر من السؤال
كيف تتحقق هذه العبادة أو بمعنى أوضح ما هي شروطها ؟
آمين
شروطها أن تكون بما شرع الله تعالى فقط أي بدون بدع فإذا عُبد الله ببدعة (بغير شرعه) لم تُقبل
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد "
والشرط الثاني أن تكون خالية من الشرك، فإذا خالط العبادةَ الشركُ أفسدها وأبطلها
والأدلة على هذا أكثر من أن تذكر هنا
قال تعالى: [ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ] - الزمر 65
وقال: [ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ] - الأنعام 88
فلا يبقى مع الشرك عمل
sidali75
2016-04-24, 22:10
كيف تتحقق هذه العبادة أو بمعنى أوضح ما هي شروطها ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأقول بإذن الله أن العبادة لله وحتى تكون صحيحة مقبولة عند الله عز وجل فيجب أن توافق الشروط الستة والتي فصلها العلماء وهي :
1- سببها .
2- جنسها .
3- قدرها .
4- كيفيتها .
5- زمانها .
6- مكانها .
ومن خرج على هذه الشروط الستة فقد ابتدع مالم يأذن به الله فهو رد
ومن أراد التفصيل
فهذا رابط من شرح الشيخ العثيمين رحمه الله لـ ـ شروط العبادة ـ
https://islamqa.info/ar/21519
بارك الله فيكم جميعا و سدد خطاكم و جعل ما تخطونه بأيديكم في موازين حسناتكم
إذن العبادة لا تتحقق الا بشرطين و هما
01- الاخلاص
02- المتابعة
السؤال الرابع
يكون العمل عبادة إذا كمل فيه شيئان ما هما مع الدليل ؟
ياسرون الجزائري
2016-04-25, 08:50
بارك الله فيكم جميعا و سدد خطاكم و جعل ما تخطونه بأيديكم في موازين حسناتكم
إذن العبادة لا تتحقق الا بشرطين و هما
01- الاخلاص
02- المتابعة
السؤال الرابع
يكون العمل عبادة إذا كمل فيه شيئان ما هما مع الدليل ؟
نفسهما:
01- الاخلاص وهو ضد الشرك والرياء
02- المتابعة وهو ضد البدعة
فلا يسمى العمل عبادة إلا مع الإخلاص والمتابعة
قال الله تعالى: [ فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ] - الأنبياء 94
قال ابن جرير الطبري:
يقول تعالى ذكره: فمن عمل من هؤلاء الذين تفرقوا في دينهم بما أمره الله به من العمل الصالح ، وأطاعه في أمره ونهيه ، وهو مقرّ بوحدانية الله ؛ مصدّق بوعده ووعيده متبرّئ من الأنداد والآلهة ( فَلا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ ) يقول: فإن الله يشكر عمله الذي عمل له مطيعا له ، وهو به مؤمن ، فيثيبه في الآخرة ثوابه الذي وعد أهل طاعته أن يثيبهموه ، ولا يكفر ذلك له فيجحده ، ويحرمه ثوابه على عمله الصالح ( وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ ) يقول : ونحن نكتب أعماله الصالحة كلها ، فلا نترك منها شيئا لنجزيه على صغير ذلك وكبيره وقليله وكثيره .انتهى
والله أعلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ يا سرون لم أفهم قصدك هل أنت تجيب عن السؤال الرابع أم توضح أن اجابتك للسؤال الثالث هي نفسها الاجابة التي أجبت عنها أنا
إذا كان الأول فاجابتك ليست صحيحة أما إذا كان الثاني فاجابتك صحيحة و مفصلة إلا أنني أجملت تفصيلك في كلمتين
فبارك الله فيك على حرصك و متابعتك لموضوعنا زادك الله حرصا و سدد خطاك
ياسرون الجزائري
2016-04-25, 11:48
هو جواب على الربع
بارك الله فيك
ننتظر الاجابة الصحيحة
ياسرون الجزائري
2016-05-01, 20:59
ننتظر الاجابة الصحيحة
نهر التسنيم
2016-05-01, 23:15
يكون العمل عبادة ادا كمل فيه شيئان كمال الحب و كمال الذل قال تعالى " والذين امنو اشدو حبا لله " و كذلك قوله تعالى "ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون " و قد جمع الله تعالى ذلك في قوله تعالى "انهم كانو يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا وكانوا لنا خاشعين "
يكون العمل عبادة ادا كمل فيه شيئان كمال الحب و كمال الذل قال تعالى " والذين امنو اشدو حبا لله " و كذلك قوله تعالى "ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون " و قد جمع الله تعالى ذلك في قوله تعالى "انهم كانو يسارعون في الخيرات و يدعوننا رغبا و رهبا وكانوا لنا خاشعين "
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي نهر التسنيم و جزاك خيرا
اجابتك صحيحة
السؤال الخامس
ماهي علامة محبة العبد لربه عز وجل ؟
نهر التسنيم
2016-05-04, 18:52
السؤال الخامس
ماهي علامة محبة العبد لربه عز وجل ؟
علامة محبة العبد لربه عز وجل هي
1-محبة الله عز وجل وحده دون غيره وتقديمها على كل محبوب وذلك في قوله تعالى"قل ان كل اباؤكم و اولادكم و اخوانكم و ازواجكم و عشيرتكم و اموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها احب اليكم من الله و رسوله و الجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بامره و الله لا يهدي القوم الفاسقين "
2- طاعة الرسول صلى الله عليه و سلم و تقديم محبته على سواه
3-محبة كلام الله و كثرة تلاوته و تدبره
4-الاشتغال بطاعة الله غز وجل و عبادته و التقرب اليه
5-كثرة ذكر الله غز وجل
6-الرضا بقضاء الله و قدره
7-الذل لله تعالى و الانكسار بين يديه
8-محبة كل مايحبه الله عز وجل
9-محبة الانبياء و الرسل و الصالحين و المؤمنين
10-ان يكون رحيما بالمؤمنين شديدا مع الكافرين
11-يجاهد في سبيل الله تعالى و لا يخاف لومة لائم
ان شاء الله تكون الاجابة صحيحة
sidali75
2016-05-04, 19:20
السؤال الخامس
ماهي علامة محبة العبد لربه عز وجل ؟
علامة محبة العبد لربه ـ هذه تحتاج للتوضيح ـ فالأصل أن المحبة إبتداءً تكون من الله لعبده مصداقاً لقول الله تعالى { يا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِيْنِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِيْنَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِيْنَ يُجَاهِدُوْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللهِ وَلاَ يَخَافُوْنَ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيْمٌ.} (سورة المائدة أية 54). فكان الله هو المحب لعبده إبتداءً وبذلك وفقه لمحبته كما جاء في الأية الكريمة ( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّوْنَهُ )
وأما علامة حب العبد لله عز وجل فهي إتباع ـ ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والدليل قوله تعالى (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ )) ( 31 : آل عمران ) قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في السبب الذي أنـزلت هذه الآية فيه. فقال بعضهم: أنـزلت في قوم قالوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم: " إنا نحب ربنا "، فأمر الله جل وعز نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: " إن كنتم صادقين فيما تقولون، فاتبعوني، فإن ذلك علامة صِدْقكم فيما قلتم من ذلك.والله أعلم
بارك الله فيكم وسدد خطاكم و رزقني و إياكم العلم النافع
إذن علامة محبة العبد ربه تكمن في
إمتثال أوامره و اجتناب نواهيه و موالات أولياءه و معادات أعدائه كما قال عليه الصلاة و السلام " أوثق عرى الايمان الحب في الله و البغض فيه "
السؤال السادس
لقد مر معنا أن إخلاص النية إحدى شرطي العبادة فما معنى إخلاص النية مع الدليل ؟
sidali75
2016-05-04, 23:08
بارك الله فيكم وسدد خطاكم و رزقني و إياكم العلم النافع
إذن علامة محبة العبد ربه تكمن في
إمتثال أوامره و اجتناب نواهيه و موالات أولياءه و معادات أعدائه كما قال عليه الصلاة و السلام " أوثق عرى الايمان الحب في الله و البغض فيه "
أولا أخي كان من الأحسن أن تحدد لي هل أنا على خطئ بإجابتي على سؤالك أولا ؟؟ لأنك تستعمل طريقة غريبة في الرد على المشاركين بالأجوبة وبخاصة أنك سميتها ـ سؤال في العقيدة ـ والدليل أمامك فأنت سألت عن علامة حب العبد لله فأجبناك بإذن الله بالدليل من الكتاب وهو الأصل بأن علامة محبة العبد لله هو اتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه هي العلامة التي ذكرت في الأية الكريمة ، فقلت أنت بالمخالفة أني على خطأ فكان من الأقوم أن تقول ذلك بالصريح من الكلام وتقدم الدليل على الخطأ وتقدم الجواب الصحيح ودليله وهكذا يتوضح الأمر ونتعلم وتتعلم ، وعلى كل حال اعلم أن جوابك هو محاولة لتفصيل ما جاء في الأية الكريمة ـ فإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هو يجمع ماتفضلت به وما لم تذكره ـ فأعجب كيف لم تُقوم جوابي بالصحة أو الخطأ ؟؟؟ وأذكرك أن الحديث " أوثق عرى الايمان الحب في الله و البغض فيه " يدخل في مقتضيات الإيمان ، وهي درجات وشروط حتى يكتمل إيمانُ المؤمن ، وأظن أن استدلالك بهذا الحديث الصحيح كان في غير بابه ، فأنت سألت عن علامة جامعة لمحبة العبد لربه ؟؟؟ ومن هنا أقول لك أخي قد أردنا الإستفادة والإفادة ولكني أرى منكم معاملة ؟؟؟ فسأترك موضوعك هذا والسلام عليكم ورحمة الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا ابني يا سيد علي انا أولا امرأة ثانيا يا ابني انا لم يأتي في ردي بأنني قلت إجابتك خاطئة بل باركت لك وللأخت التي أجابت عن السؤال و راجع ذالك أعلاه ان شئت إلا أنني أجمل تفصيلكما من كلام العلماء
أنت وفقت في الاجابة و كذالك الأخت نهر التسنيم فجزاكما الله خيرا
السؤال السادس
لقد مر معنا أن إخلاص النية إحدى شرطي العبادة فما معنى إخلاص النية مع الدليل ؟
android.ayeche
2016-05-09, 23:49
قال الله عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}
قال الله عز وجل: {وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء}
بارك الله فيك وسدد خطاك
أجبت عن الشطر الثاني من السؤال و بقي الشطر الأول منه و هو ما معنى اخلاص النية؟
android.ayeche
2016-05-11, 22:54
أن يريد العبد بأقواله و/أوأعماله الظاهرة والباطنة في أي عبادة ابتغاء وجه الله تعالى.
عبد الرحمن العاصمي
2016-05-15, 18:59
السؤال السادس
لقد مر معنا أن إخلاص النية إحدى شرطي العبادة فما معنى إخلاص النية مع الدليل ؟
إخلاص النية معناه أن تنوي بعملك الله ورسوله صلى الله عليه وسلم بالإتباع ـ والنية محلُها القلب ـ ولذلك لا يعلمها إلا الله سبحانه والدليل فقد جاء في الحديث عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ أَبِي حَفْصٍ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ: "إنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا أَوْ امْرَأَةٍ يَنْكِحُهَا فَهِجْرَتُهُ إلَى مَا هَاجَرَ إلَيْهِ". رَوَاهُ إِمَامَا الْمُحَدِّثِينَ الْبُخَارِيُّ و مُسْلِم
بارك الله فيكم وسدد خطاكم
السؤال السابع
ماهو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به مع الدليل؟
sidali75
2016-05-16, 22:24
السؤال السابع
ماهو الشرع الذي أمر الله تعالى أن لا يدان إلا به مع الدليل؟
الشرع الذي أمر الله بأن لا يُدان إلا به هو الإسلام والدليل قولهُ تعالى {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .. آل عمران 19 . وقولهُ تعالى{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .. أل عمران 64 . وقولهُ تعالى {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الجاثية: 18]. ]
بارك الله فيك و جزاك خيرا وفقت في الاجابة يا ابني سدد الله خطاك
و الاسلام هو الحنيفية السمحاء ملة سيدنا ابراهيم عليه السلام لقوله تعالى { وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَن سَفِهَ نَفْسَهُ}
السؤال الثامن
كم مراتب دين الاسلام ؟
sidali75
2016-05-17, 00:08
السؤال الثامن
كم مراتب دين الاسلام ؟
بارك الله فيك ...والجواب على السؤال الثامن ( مراتب الدين هي ثلاثة - الإسلام - الإيمان - الإحسان -) والدليل من الحديث المعروف ( بحديث جبريل عليه السلام ) والذي رواه أمير المؤمنين أبي حفص عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وخرجه الإمام مسلم، (فعن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال: (بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب، شديد سواد الشعر، لا يرى عليه أثر السفر، ولا يعرفه منا أحد، فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع كفيه على فخذيه، وقال: يا محمد! أخبرني عن الإسلام؟ قال: أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم والصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلاً. قال: صدقت. فعجبنا يسأله ويصدقه، قال: فأخبرني عن الإيمان؟ قال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه ورسله، وتؤمن باليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان؟ قال: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. قال: فأخبرني عن الساعة؟ قال: ما المسئول عنها بأعلم من السائل. قال: فأخبرني عن أماراتها؟ قال: أن تلد الأمة ربتها، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان. ثم انطلق، فلبثت ملياً، قال: أتدري من السائل؟ قال: هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم).
بارك الله فيك يا ابني و سدد خطاك
السؤال التاسع
ما معنى الاسلام و ما الدليل على شموله الدين كله عند الاطلاق مع الدليل من الكتاب و السنة؟
الاسلام هو الانقياد و الاستلام و الخضوع لله تعالى
قال تعالى : " ان الدين عد الله الاسلام " و كذا قوله : " اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي "
sidali75
2016-05-18, 11:25
معنى الإسلام :هو الإستسلام والإنقياد والخضوع لله فيما أمر أو نهى وزجر. وأما مثال الإسلام عند ذكره مفرد ويشمل حينها الإيمان و الإحسان مع أنه قد سبق عندنا معرفة أنه يوجد إختلاف وزيادة في الأعمال و الدرجات و الثواب ( فليس كل مسلم مؤمن وإنما كل مؤمن مسلم ) ولكن ذكر الإسلام بالإطلاق وبأنه يشمل كل مراتب الدين في القرأن والدليل قوله تعالى ( ، {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .. آل عمران 19 . وقولهُ تعالى{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .. أل عمران 64 .والدليل من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فعن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما-: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك، عصموا مني دماءهم، وأموالهم، إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله تعالى)) رواه البخاري ومسلم.
جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم و نفع بكم
وهنا زيادة مهمة في الاجابة على الشطر الأول من السؤال
وهي أن الاسلام هو البراءة من الشرك و أهله كذالك
السؤال العاشر
ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله مع الدليل ؟
sidali75
2016-05-19, 19:12
جزاكم الله خيرا وسدد خطاكم و نفع بكم
وهنا زيادة مهمة في الاجابة على الشطر الأول من السؤال
وهي أن الاسلام هو البراءة من الشرك و أهله كذالك
السؤال العاشر
ما معنى شهادة أن لا إله إلا الله مع الدليل ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبارك الله فيكم ، معنى ـ لا إله إلا الله ـ تنقسم إلى قسمين أو شرطين وهو ـ نفي ـ و ـ إثبات ـ فإن قلنا ـ لا إله ـ فهنا نفينا وجود ـ إله مع الله ـ وحين نكمل ونقول ـ إلا الله ـ فهنا نُثبت الأُلوهية ـ لله وحده سبحانه ـ والدليل قول الله تعالى ( شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )[آل عمران: 18] وقوله تعالى(وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ )[ص: 65] وقوله تعالى( قُل لَّوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لاَّبْتَغَوْاْ إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً )[الإسراء:42]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين وفيكم بارك الرحمن
السؤال الحادي عشر
ماهي شروط لا إله إلا الله ؟
sidali75
2016-05-19, 23:46
شروط لا إله إلا الله سبعة وقد ضمها الإمام العلامة حافظ الحكمي في منظومته ـ سلم الوصول لعلم الأصول ـ وأحببت أن أضعها كما نظمها الشيخ رحمه الله
العلم واليقين والقبـــــول ***** والانقيـاد فادر ما أقول
والصـدق والإخلاص والمحبة ***** وفقك الله لما أحبــــه
فإذا جئنا بهذه الشروط السبعة لمعنى لا إله إلا الله وجب أن نعلم ;
الشرط الأول : (العلم ) وهو المُنافي ( للجهل )
الشرط الثاني : ( اليقين ) وهو المُنافي ( للشك )
الشرط الثالث : (القبول ) وهو المُنافي ( للرد )
الشرط الرابع : ( الانقياد ) وهو المُنافي ( لترك )
الشرط الخامس : (الصدق ) وهو المُنافي ( للكذب )
الشرط السادس : ( الإخلاص) وهو المُنافي ( للرياء ) ومن جميع شوائب( الشرك )
الشرط السابع : (المحبة ) وهو المُنافي ( للبُغض )
sidali75
2016-05-19, 23:51
أرجوا أن يشاركنا الأفاضل من الإخوة والأخوات
صفية السلفية
2016-05-20, 00:27
لخصت في بيتين :
علم يقين و إخلاص *** وصدقك مع محبة وانقياد والقبول لها
وزد ثامنها الكفران منك *** بما سوى الإله من الأشياء قد ألها
بارك الله فيكم و رزقني و اياكم العلم النافع
السؤال الثاني عشر
ما دليل اشتراط هذه الشروط كلها( العلم ، اليقين ، الانقياد ،القبول ، الاخلاص ، الصدق ، المحبة و الموالاة و المعاداة لله عز وجل) من الكتاب و السنة؟
sidali75
2016-05-21, 01:09
السؤال الثاني عشر
ما دليل اشتراط هذه الشروط كلها( العلم ، اليقين ، الانقياد ،القبول ، الاخلاص ، الصدق ، المحبة و الموالاة و المعاداة لله عز وجل) من الكتاب و السنة؟
بارك الله فيك وقبل الإجابة على السؤال أحببت القول بأن جمهور العلماء قسموا شروط لا إله إلا الله إلى سبعة شروط ومن زاد الشرط الثامن وهو ( الكفر بما يعبد من دون الله ) وهذا أصلا موجود في الشروط السبعة وبالتحديد في ( الشرط السادس) و ( والسابع ) ولهذا قال العلماء أن من زاد الشرط الثامن إنما جاء بالتفسير وزيادة توضيح للشرط السادس . والله أعلم
sidali75
2016-05-21, 01:16
الشرط الأول : (العلم ) بمعناها المراد منها نفياً وإثباتاً المنافي للجهل بذلك ، قال الله تعالى : "فاعلم أنه لاإله إلا الله " وقال تعالى : " إلا من شهد بالحق " أي بلا إله إلا الله " وهم يعلمون " بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم . وفي الصحيح عن عثمان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة " .
الشرط الثاني ( اليقين ) بأن يكون قائلها مستيقناً بمدلول هذه الكلمة يقيناً جازماً ، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا علم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ، قال الله عز وجل : " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون " فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ، أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من المنافقين . وفي الصحيح من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أشهد ألا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة " وفي رواية لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيُحجب عن الجنة ". وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال " من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه فبشره بالجنة " الحديث ، فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقناً بها قلبه غير شاك فيها ، وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط .
الشرط الثالث (القبول ) لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه ، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قَبِلها وانتقامه ممن ردها وأباها قال تعالى : ( احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم ، وقفوهم إنهم مسؤلون) إلى قوله ( إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون ) فجعل الله علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا إله إلا الله ، وتكذيبهم من جاء بها ، فلم ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته ، بل قالوا إنكاراًً واستكباراً ( أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيءٌ عجاب . وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على ألهتكم إن هذا لشيءٌ يُراد . ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق ) فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم فقال ( بل جاء بالحق وصدق المرسلين ) ... ثم قال في شأن من قبلها ( إلا عباد الله المخلصين . أولئك لهم رزقٌ معلوم . فواكه وهم مكرمون . في جنات النعيم ) وفي الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضاً فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير . وأصاب منها طائفة أُخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماءً ولا تُنبت كلأً ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه مابعثني الله به فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذللك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به " .
الشرط الرابع ( الانقياد ) لما دلت عليه المنافي لترك ذلك ، قال الله عز وجل ( ومن يُسلم وجهه لله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى ) أي بلا إله إلا الله ( وإلى الله عاقبة الأُمور ) ومعنى يُسلم وجهه أي ينقاد ، وهو محسن موحد ، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسناً فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى ، وهو المعني بقوله عز وجل بعد ذلك ( ومن كفر فلا يحزنك كفره ، إلينا مرجعهم فننبؤهم بما عملوا ) وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا يُؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جِئت به" وهذا هو تمام الانقياد وغايته .
والخامس (الصدق ) فيها المنافي للكذب ، وهو أن يقولها صدقاً من قلبه يواطىء قلبه لسانه ، قال الله عز وجل ( الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ) وقال في شأن المنافقين الذين قالوها كذباً ( ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين . يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون . في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون )
وفي الصحيحين من حديث معاذ بن جبل رضي لله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله صدقاً من قلبه إلا حرمه الله على النار".
والسادس( الإخلاص) وهوتصفية العمل عن جميع شوائب الشرك قال تبارك وتعالى : ( ألا لله الدين الخالص ) وقال ( قل الله أعبد مخلصاً له ديني ) وفي الصحيح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه " ...
والسابع (المحبة ) لهذه الكلمه ولما اقتضته ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك ، قال الله تعالى ( ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ) فأخبر الله تعالى أن الذين آمنوا أشد حباً لله ؛ وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محبته أحدا كما فعل مدعوا محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أنداداً يحبونهم كحبه ، وفي الصحيحين من حديث أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين " .
والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد
الشيخ محمد صالح المنجد
منقول
بارك الله فيك يا ابني و سدد خطاك
أما دليل الموالاة لله و المعاداة لأجله عز و جل قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
و قوله تعالى :{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}
و قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ} إلى غير ذالك من الآيات
السؤال الثالث عشر
ما دليل شهادة أن محمداً رسول الله و ما معناها ؟
sidali75
2016-05-22, 22:44
بارك الله فيك يا ابني و سدد خطاك
أما دليل الموالاة لله و المعاداة لأجله عز و جل قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
و قوله تعالى :{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا}
و قوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ} إلى غير ذالك من الآيات
بارك الله فيكم وكتب المولى أجركم
sidali75
2016-05-22, 23:54
دليل شهادة أن محمد رسول الله قول الله تعالى ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ)[آل عمران: 164] الآية.وقوله تعالى(لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ )[التوبة: 128].وقوله تعالى(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) [المنافقون:1]. وغيرها من الآيات.
وأما معناها فهو التصديق الجازم من صميم القلب المواطئ لقول اللسان بأن محمدا عبده ورسوله إلى كافة الناس إنسهم وجنهم (شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا)[الأحزاب:45,46]فيجب تصديقه في جميع ما أخبر به من أنباء ما قد سبق وأخبار ما سيأتي وفيما أحل من حلال وحرم من حرام والامتثال والانقياد لما أمر به والكف والانتهاء عمانهى عنه واتباع شريعته والتزام سنته في السر والجهر مع الرضا بما قضاه والتسليم له وأن طاعته هي طاعة الله ومعصيته معصية الله ;لأنه مبلغ عن الله رسالته ولم يتوفه الله حتى كمل به الدين وبلغ البلاغ المبين وترك أمته على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك.
جزاك الله خيرا و بارك الله فيك و سدد خطاك
السؤال الرابع عشر
ما معنى الايمـان ؟
sidali75
2016-05-25, 21:01
الإيمان لغة: التصديق ـ مع تفصيل لإبن تيمية رحمه الله في معنى الإيمان هل هو ـ تصديق ـ أو أن التصديق غير الإيمان ـ أو أن التصديق داخل في مسمى الإيمان ـ وهذا يحتاج لشرح ـ ولكني اخترت الإجابة ـ أن الإيمان هو التصديق حتى لا يُشكل على القارئ وأن لا أُخرج السؤال عن سياقه بالتوسُع في الإجابة .
واصطلاحاً: قول باللسان واعتقاد بالجنان وعمل بالأركان وهو الاعتقاد الجازم بأن الله رب كل شيء ومليكه وأنه الخالق الرازق المحي المميت وإنه المستحق لأن يفرد بالعبادة والذل والخضوع وجميع أنواع العبادة وأنه المتصف بصفات الكمال المنزه عن كل عيب ونقص.وأركانه ستة حينما يأتي مقروناً بالإسلام وهي الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره كما في حديث عمر لما سأل جبريل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الإيمان فقال: «أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره»
وهو يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي كما قال العلامة أحمد الحكمي في منظومته ـ سلم الوصول لعلم الأصول ـ
إيْمَانُنَا يَزِيدُ بِالطَّاعَاتِ *** وَنَقْصُهُ يَكُونُ بَالزلاَّتِ
وَأهْلُهُ فيهِ عَلَى تَفَاضُلِ *** هَلْ أنْتَ كَالأمْلاكِ أوْ كَالرُّسُلِ
وهو شُعَبْ كما جاء في الحديث فعن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بِضْعٌ وسبعون شعبة، وأفضلها قول: لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان)) أخرجه مسلم
sidali75
2016-05-25, 21:12
وإني مُعاتب لكُل أخ وأخت في القسم الإسلامي ـ إذ تركوا هذا التسابُق المحمود وهذا العلم المشهود لمن أخد بهِ عِلماً وعملا وقولاً بالإجابة واعتقادا ـ والناسُ في مثل هكذا علم مأجورون ولا ريب أصابوا أو لم يُصيبوا فنيتُهم مشهودة وما تخطُهُ يمينُهُم محفوظة فهل من مُقبل على تجارة لن تبور بإذن الله ـ وأقول لربما لا يُشارك من نحسبهُم مجتهدون ههُنا لأمرٍ ما معي أو معا الأخت ـ فأقول إن كان في نفوسكم ذلك فسأترك لكم الموضوع ولكن لا تتركوا أنتم الموضوع وأجيبوا داعي الله ويحكُم أجيبوا ـ
جزاك الرحمن خيرا وبارك فيك يا ابني و جعل الله ما تخطه يمينك في موازين حسناتك
السؤال الخامس عشر
ما الديل على زيادة الايمان و نقصانه؟ و ما الدليل على تفاضل أهل الايمان فيه ؟
sidali75
2016-05-27, 21:22
بارك الله فيكِ والجواب على السؤال الأول ـ ما الدليل على زيادة الايمان و نقصانه؟ ـ فأقول بإذن الله أن دلائل زيادة إيمان المؤمنين قد تواترت من الكتاب والسنة ولها شواهد تُقويها ولكن في نُقصان الإيمان لا يوجد نص صريح ولكن ـ بالإستنباط والذي استنبطه جمهور العلماء من أهل السنة والجماعة علِمنا أن كُل من لم يزدد إيماُنهُ فإيمانُه في نُقصان وانحدار وسأنقل كلام العلماء في هذا باب وبعدها أقدم الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه و الدليل على تفاضل أهل الإيمان بما قدموه من أعمال وأقوال واعتقاد ترفعُ هذا على ذاك من المؤمنين
ــــــــــــــــــــــــــــــ
أقول فقد بوب البخاري رحمه الله في باب زيادة الإيمان ونقصانه واستدل بالآيات الدالة على زيادة الإيمان واعتبرها الدليل نفسُه على نُقصانه ، وذلك لأن الزيادة تستلزم النقص، ولأن ما جاز عليه الزيادة جاز عليه النقص، ولأن الزيادة لا تكون إلا عن نقص .
قال ابن حجر في شرحه لهذا الباب:".. ثم شرع المصنف يستدل لذلك بآيات من القرآن مصرحة بالزيادة، وبثبوتها يثبت المقابل، فإن كل قابل للزيادة قابل للنقصان ضرورة "
وقال الكرماني مجيباً على ما قد يستشكل من: استدلال البخاري بالآيات على الزيادة والنقصان معاً مع أنها نص في الزيادة فقط:".. فإن قلت: هذه الآيات دلّت على الزيادة فقط، والمقصود بيان الزيادة والنقصان كليهما، قلت: كل ما قبل الزيادة لا بد وأن يكون قابلاً للنقصان ضرورة"
قال الإمام أحمد رحمه الله:"إن كان قبل زيادته- أي الإيمان- تاماً فكما يزيد كذا ينقص "
وقال أبو محمد بن حزم في فِصَله: (فإذ قد وضح وجود الزيادة في الإيمان ... فبالضرورة ندري أن الزيادة تقتضي النقص ضرورة ولا بد، لأن معنى الزيادة إنما هي عدد مضاف إلى عدد، وإذا كان ذلك فذلك العدد المضاف إليه هو بيقين ناقص عند عدم الزيادة "
وقال ابن بطال في شرحه لبعض الآيات الدالة على زيادة الإيمان نصاً:
"فإيمان من لم تحصل له الزيادة ناقص"
قال البيهقي بعد أن ذكر جملة من الآيات المصرحة بزيادة الإيمان:"فثبت بهذه الآيات أن الإيمان قابل للزيادة، وإذا كان قابلاً للزيادة فعدمت الزيادة كان عدمها نقصاناً"
من علماء عصرنا يقول العلامة الشيخ محمد العثيمين رحمه الله:
"وكل نص يدل على زيادة الإيمان فإنه يتضمن الدلالة على نقصه وبالعكس، لأن الزيادة والنقص متلازمان لا يعقل أحدهما بدون الآخر"
فهذا بعض كلام العلماء في باب زيادة الإيمان ونقصانه وحكم الإستدلال بالآيات الدالة على زيادة الإيمان في نُقصانه
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه من قول الله تعالى {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173 ]
وقوله تعالى
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}
[ الأنفال : 2 ]
وقوله تعالى
{وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [ التوبة : 124 ]
وقوله تعالى
{وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [ الأحزاب: 22 ]
وقوله تعالى
{هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} [الفتح: 4]
وقوله تعالى:
{ وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا } [ المدثر:31]
ومن الأحاديث الموقوفة على الصحابة رضوان الله عليهم المرفوعة حُكماً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه: (اجلسوا بنا نزداد إيمانا) (رواه البيهقي في شعب الإيمان) وكان يقول في دعائه: (اللهم زدني إيمانا ويقينا وفقها) (رواه البيهقي في شعب الإيمان) وغيره ، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول لأصحابه: (هلموا نزداد إيمانا) و في لفظ: (تعالوا نزداد إيمانا) (رواه ابن أبي شيبة في باب الإيمان) ، (والبيهقي في شعب الإيمان) ، (والآجري في الشريعة ) وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (الإيمان يزداد وينقص) ( رواه البيهقي في شعب الإيمان) واللالكائي في شرح الإعتقاد) وعن جندب بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتيانا حزاورة فتعلمنا الإيمان، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا) (رواه ابن ماجة) ( والطبراني )(وقال الألباني صحيح) وعن عمير بن حبيب الخطمي رضي الله عنه قال: (الإيمان يزيد وينقص، فقيل: وما زيادته ونقصانه؟ قال: إذا ذكرنا الله عز وجل وحمدناه وسبحناه فذلك زيادته، وإذا غفلنا وضيعنا ونسينا، فذلك نقصانه) (رواه عبد الله بن أحمد في السنة) (والآجري في الشريعة) وغيرهم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والدليل على تفاضل أهل الإيمان فيه قول الله تعالى : {وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ - أُولَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ} [الواقعة: 10 - 11]- إلى: {وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ} [الواقعة: 27]
وقال تعالى:
{فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ - فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ - وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ - فَسَلَامٌ لَكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ} [الواقعة: 88 - 91]
وقال تعالى:
{فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ} [فاطر: 32]
وقال تعالى:
{تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأيدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [ البقرة: 253 ]
وقال تعالى
{وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: 55 ]
وقال تعالى :
{لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى} [ الحديد: 10 ]
وقال تعالى
{لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِين بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلًا وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} [ النساء: 95، 96 ]
وقال تعالى:
{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}
[المجادلة: 11 ]
وفي حديث الشفاعة: «أن الله يخرج من النار من كان في قلبه وزن دينار من إيمان، ثم من كان في قلبه نصف دينار من إيمان» . وفي رواية: «يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن برة، ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرة» رواه البخاري (44، 7410) ، ومسلم (الإيمان / 325) .وعن أبي أمامة بن سعيد أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينا أنا نائم رأيت الناس يعرضون علي وعليهم قمص، منها ما يبلغ الثُّدِي، ومنها ما دون ذلك. وعرض علي عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره. قالوا: فما أولت ذلك يا رسول الله؟ قال: الدين . رواه البخاري
جزاك الله خيرا على هذا الشرح الكافي و الوافي
رزقني الله و اياك العلم النافع و الاخلاص في القول و العمل
السؤال السادس عشر
ما الدليل على الايمان يشمل الدين كله عند الاطلاق ؟ و ما الدليل على تعريف الايمان بالأركان الستةعند التفصيل ؟
sidali75
2016-05-30, 17:57
بارك الله فيك الدليل على أن الإيمان يشمل الدين كله عند الإطلاق ؟
من حديث وفد عبد قيس : فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه لوفد عبد القيس: «آمركم بالإيمان بالله وحده "، قال: " أتدرون ما الإيمان بالله وحده ". قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: " شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وأن تؤدوا من المغنم الخمس» رواه البخاري (53، 87، 523) ، ومسلم (الإيمان / 23) .
وأما الدليل على تعريف الإيمان بالأركان الستة عند التفصيل؟
فالجواب قول النبي صلى الله عليه وسلم لما قال له جبريل عليه السلام: «أخبرني عن الإيمان قال: " أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره» رواه البخاري (50 / 4777) ، ومسلم (الإيمان / 1، 5)
جزاك الله خيرا
السؤال السابع عشر
ما هو الشرك و كم أقسامه مع الدليل ؟
sidali75
2016-06-01, 19:01
بارك الله فيكم فأقسام الشرك والتي أجمع عليها جمهور العلماء هي قسمان أو نوعان ـ وهُما الشرك الأكبر ـ المُخرج من الملة ـ والشرك الأصغر والذي لا يُخرج من الملة ولكن خطره عظيم وهناك من استخرج من النوع الثاني وهو ـ الشرك الأصغر ـ نوع ثالث وسماه ـ بالشرك الخفي ـ كما سيأتي ذكره في هذا التفصيل المنقول ـ ولتفصيل :
فالشرك الأكبر : هو صرف شيء من أنواع العبادة لغير الله سبحانه وتعالى كالذبح لغير الله والنذر لغير الله والدعاء لغير الله والاستغاثة بغير الله كما يفعل عُبَّاد القبور اليوم عند الأضرحة من مناداة الأموات، وطلب قضاء الحاجات، وتفريج الكربات من الموتى، والطواف بأضرحتهم، وذبح القرابين عندها تقربًا إليهم، والنذور لهم وما أشبه ذلك، هذا هو الشرك الأكبر ؛ لأنه صرف للعبادة لغير الله سبحانه وتعالى، والله جل وعلا يقول: { فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } [سورة الكهف: آية 110] ويقول: { وَاعْبُدُواْ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا } [سورة النساء: آية 36] ويقول جل وعلا: { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [سورة البينة: آية 5] والآيات في هذا الموضوع كثيرة، والشرك أنواع: وهذا النوع الأول: الشرك الأكبر الذي يخرج من الملة وهو الذي ذكرنا أن يصرف شيئًا من أنواع العبادة لغير الله كأن يذبح لغير الله أو ينذر لغير الله أو يدعو غير الله أو يستغيث بغير الله فهذا شرك أكبر يخرج من الملة، وفاعله خالد مخلد في نار جهنم إذا مات عليه ولم يتب إلى الله، كما قال الله تعالى: { إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } [سورة المائدة: آية 72] وهذا لا يغفره الله عز وجل إلا بالتوبة، كما قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } [سورة النساء: آية 48]
والنوع الثاني: شرك أصغر لا يخرج من الملة لكن خطره عظيم، وهو أيضًا على الصحيح لا يغفر إلا بالتوبة لقوله: { إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ } [سورة النساء: آية 48] وذلك يشمل الأكبر والأصغر، والشرك الأصغر مثل الحلف بغير الله، ومثل قوله: ما شاء الله وشئت، بأن تعطف مشيئة المخلوق على مشيئة الخالق بالواو؛ لأن (الواو) تقتضي التشريك. والصواب أن تقول: ما شاء الله ثم شئت؛ لأن (ثم) تقتضي الترتيب، وكذا لولا الله وأنت، وما أشبه ذلك كله من الشرك في الألفاظ، وكذلك الرياء أيضًا وهو شرك خفي؛ لأنه من أعمال القلوب ولا ينطق به ولا يظهر على عمل الجوارح، ولا يظهر على اللسان إنما هو شيء في القلوب لا يعلمه إلا الله. إذًا فالشرك على ثلاثة أنواع: شرك أكبر وشرك أصغر وشرك خفي وهو الرياء وما في القلوب من القصود - النيات - لغير الله سبحانه وتعالى. والرياء معناه: أن يعمل عملًا ظاهره أنه لله لكنه يقصد به غير الله سبحانه وتعالى كأن يقصد أن يمدحه الناس وأن يثني عليه الناس أو يقصد به طمعًا من مطامع الدنيا، كما قال سبحانه وتعالى: { مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [سورة هود الآية: 15، 16] . فالذي يحج أو يطلب العلم أو يعمل أعمالًا هي من أعمال العبادة لكنه يقصد بها طمعًا من مطامع الدنيا، فهذا إنما يريد بعمله الدنيا، وهذا محبط للعمل. فالرياء محبط للعمل، وقصد الدنيا بالعمل يحبط العمل قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فسئل عنه فقال: "الرياء" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث محمود بن لبيد رضي الله عنه] وقال عليه الصلاة والسلام: "الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النملة السوداء على صفاة سوداء في ظلمة الليل وكفارته أن يقول: اللهم إنني أعوذ بك أن أشرك بك شيئًا وأنا أعلم، وأستغفرك من الذنب الذي لا أعلم" [رواه الإمام أحمد في "مسنده" من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه بنحوه] فالواجب على المسلم أن يخلص لله في أفعاله وأقواله ونياته، لله جميع ما يصدر منه من قول أو عمل أو نية ليكون عمله صالحًا مقبولًا عند الله عز وجل.
تذكرة : فهناك من قسم الشرك إلى نوعان وهناك من زاد ـ الشرك الخفي ـ وجعل الشرك ثلاث أنواع ـ مع أن من قسم الشرك إلى نوعان أكبر وأصغر جمع الشرك الخفي ـ وهو الرياء في الشرك الأصغر ـ كما قال أحمد الحكمي رحمه الله في منظومته سلم الوصول لعلم الأصول
وَالشِّرْكُ نَوْعَانِ : فَشِرْكٌ أَكْبَرُ ... بِهِ خُلُودُ النَّارِ إِذْ لَا يُغْفَرُ
وَهْوَ اتِّخَاذُ الْعَبْدِ غَيْرَ اللَّهِ ... نِدًّا بِهِ مُسَوِّيًا مُضَاهِي
يَقْصِدُهُ عِنْدَ نُزُولِ الضُّرِّ ... لِجَلْبِ خَيْرٍ أَوْ لِدَفْعِ الشَّرِّ
أَوْ عِنْدَ أَيِّ غَرَضٍ لْا يَقْدِرُ ... عَلَيْهِ إِلَّا الْمَالِكُ الْمُقْتَدِرُ
مَعْ جَعْلِهِ لِذَلِكَ الْمَدَعُوِّ ... أَوِ الْمُعَظَّمِ أَوِ الْمَرْجُوِّ
فِي الْغَيْبِ سُلْطَانًا بِهِ يَطَّلِعُ ... عَلَى ضَمِيرِ مَنْ إِلَيْهِ يَفْزَعُ
وَالثَّانِ شِرْكٌ أَصْغَرٌ وَهْوَ الرِّيَا ... فَسَّرَهُ بِهِ خِتَامُ الْأَنْبِيَا
وَمِنْهُ إِقْسَامٌ بِغَيْرِ الْبَارِي ... كَمَا أَتَى فِي مُحْكَمِ الْأَخْبَارِ
جزاك الله خيرا و بارك فيك
السؤال الثامن عشر
إذا عرفنا الشرك و هوضد التوحيد فما معنى التوحيد و ما أقسامه مع الدليل ؟
sidali75
2016-06-02, 22:27
التوحيد ; هو إفراد الله بالعبادة وحده دون سواه وبه تحقيق معنى (لا إله إلاَّ الله), أرسل الله الرُسل لأجله فكان أصل و أساس دعوة الرُسل، و من لم يكُ موحدًا أو أخل بشروط التوحيد لم يُسم مسلمًا و خرج عن المِلة فهو الأصل و الأساس و أول ما يطالب به المُكلف.
قال العثيمين رحمه الله ; التوحيد هو ما خلق الله لأجله الخلق, و هو الفطره التي فطر الله الناس عليها و من أجله إنقسم الناس لمؤمن و كافر -: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُون} [المجادلة : 22]، و لأجله شُرع الجهاد -: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الأنفال: 39] و هو شرط في قبول الأعمال :{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: 110]، و غيرها الكثير من الثمرات التي ذكرها غير واحد من أهل العلم.
وقال رحمه الله : "التوحيد هو إفراد الله بالعبادة" أي أن تعبد الله وحده لا تشرك به شيئاً، لا تشرك به نبياً مرسلاً، ولا ملكاً مقرباً ولا رئيساً ولا ملكاً ولا أحداً من الخلق، بل تفرده وحده بالعبادة محبة وتعظيماً، ورغبة ورهبة، وهناك تعريف أعم للتوحيد وهو: "إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به"
وقال رحمه الله : هو إفراد الله - سبحانه - بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات
قال العلامة ابن القيم رحمه الله: ليس التوحيد مجرد إقرار العبد بأنه: لا خالق إلا الله، وأن الله رب كل شيء ومليكه، كما كان عباد الأصنام مقرين بذلك وهم مشركون، بل التوحيد يتضمن من محبة الله، والخضوع له، والذل له، وكمال الانقياد لطاعته، وإخلاص العبادة له، وإرادة وجهه الأعلى بجميع الأقوال والأعمال، والمنع والعطاء، والحب والبغض، ما يحول بين صاحبه وبين الأسباب الداعية إلى المعاصي والإصرار عليها .
وأنواع التوحيد بالنسبة لله عز وجل تدخل كلها في تعريف عام وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بما يختص به".
وهي حسب ما ذكره أهل العلم ثلاثة:
الأول: توحيد الربوبية.
الثاني: توحيد الألوهية.
الثالث: توحيد الأسماء والصفات.
وعلموا ذلك بالتتبع والاستقراء والنظر في الآيات والأحاديث فوجدوا أن التوحيد لا يخرج عن هذه الأنواع الثلاثة فنوعوا التوحيد إلى ثلاثة أنواع:
الأول: توحيد الربوبية: وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بالخلق، والملك، والتدبير"، وتفصيل ذلك:
أولاً: بالنسبة لإفراد الله تعالى بالخلق: فالله تعالى وحده هو الخالق ولا خالق سواه، قال الله تعالى: {هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو} [فاطر:3]، وقال تعالى مبيناً بطلان آلهة الكفار: {أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون} [النحل:17].
النوع الثاني: توحيد الألوهية وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بالعبادة"بأن لا يتخذ الإنسان مع الله أحداً يعبده ويتقرب إليه كما يعبد الله تعالى ويتقرب إليه وهذا النوع من التوحيد هو الذي ضل فيه المشركون الذين قاتلهم النبي صلى الله عليه وسلم واستباح دماءهم وأموالهم وأرضهم وديارهم وسبى نساءهم وذريتهم، وهو الذي بعثت به الرسل وأنزلت به الكتب مع أخويه توحيدي الربوبية، والأسماء والصفات، لكنَّ أكثر ما يعالج الرسل أقوامهم على هذا النوع من التوحيد وهو توحيد الألوهية بحيث لا يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله سبحانه وتعالى لا لملك مقرب، ولا لنبي مرسل، ولا لولي صالح، ولا لأي أحد من المخلوقين، لأن العبادة لا تصح إلا لله عز وجل، ومن أخلَّ بهذا التوحيد فهو مشرك كافر وإن أقر بتوحيد الربوبية، وبتوحيد الأسماء والصفات. قال تعالى {إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } (المائدة ;72)
النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات وهو"إفراد الله سبحانه وتعالى بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وذلك بإثبات ما أثبته من غير تحريف، ولا تعطيل، ومن غير تكييف، ولا تمثيل". فلابد من الإيمان بما سمى الله به نفسه ووصف به نفسه على وجه الحقيقة لا المجاز، ولكن من غير تكييف، ولا تمثيل، وهذا النوع من أنواع التوحيد ضل فيه طوائف من هذه الأمة من أهل القبلة الذين ينتسبون للإسلام قال تعالى {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ } ( المائدة : 72) ، فهنا قال الله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَان }( المائدة : 72) ، فأثبت لنفسه يدين موصوفتين بالبسط وهو العطاء الواسع، فيجب علينا أن نؤمن بأن لله تعالى يدين اثنتين مبسوطتين بالعطاء والنعم، ولكن يجب علينا أن لا نحاول بقلوبنا تصوراً، ولا بألسنتنا نطقاً أن نكيَّف تينك اليدين ولا أن نمثلِّهما بأيدي المخلوقين، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير} ( الشورى :11) ، ويقول الله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }( الأعراف :33)، ويقول عز وجل: {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}( الإسراء:36.) فمن مثَّل هاتين اليدين بأيدي المخلوقين فقد كذَّب قول الله تعالى: {ليس كمثله شيء}( الشورى :11)، وقد عصى الله تعالى في قوله: {فلا تضربوا لله الأمثال}. ( النحل :74) وأما من كيفهما وقال: هما على كيفية معينة أيّاً كانت هذه الكيفية فقد قال على الله ما لا يعلم، وقفا ما ليس له به علم.
بارك الله فيك وسدد خطاك و رزقني و اياك العلم النافع
والعبادة كما عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جنانه
" هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأفعال و الأقوال الظاهرة و الباطنة "
بقي لك شطر من السؤال
كيف تتحقق هذه العبادة أو بمعنى أوضح ما هي شروطها ؟
جزاك الرحمن خيرا الأخ و الابن سيد علي
السؤال التاسع عشر
ما دليل الأسماء الحسنى من الكتاب و السنة ؟ و ما مثال ذالك من الكتاب و السنة ؟
sidali75
2016-06-03, 21:09
بارك الله فيكم وأحسن الله صنيعكُم وأقول بإذن الله وقبل الجواب على سؤالكم أنه من الأحسن التذكير بأن لله أسماء سمى بها نفسه في كلامه المُنزل وهو ـ القرأن ـ أو جاء عن طريق ـ الوحي ـ إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ولا يجوز الأخد من غير هذين المصدرين ـ أسماء الله الحسنى ـ لأنها ـ توقيفية تعبُدية ـ وقد اختلاف العلماء في هذا الباب على قولين
القول الأول : أن لله سبحانهُ وتعالى ـ تسعة وتسعون إسماً ـ وهذا قولُ طائفة من العلماء ودليلهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه إذ قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لله تسعة وتسعون اسمًا، مَن حَفِظها، دخَلَ الجنة، وإنَّ الله وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ)) صحيح البخاري استدل بعض العلماء (كابن حزم رحمه الله) بهذا الحديث على أن أسماء الله تعالى محصورة في هذا العدد . انظر : "المحلى"
والقول الثاني: والذي عليه جمهور العلماء ـ وهو عدم حصر أسماء الله الحسنى ـ ودليلهم من حديث عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَا أَصَابَ مُسْلِمًا قَطُّ هَمٌّ وَلَا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبْدِكَ، ابْنُ أُمَّتِكَ، نَاصِيَتِي فِي يَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ بَصَرِي، وَجِلَاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلَّا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَأَبْدَلَ لَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَجًا "، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلَا نَتَعَلَّمُ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟ قَالَ: «بَلَى، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلَّمَهُنَّ» مسند أحمد ، فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ) دليل على أن من أسماء الله تعالى الحسنى ما استأثر به في علم الغيب عنده ، فلم يطلع عليه أحداً من خلقه ، وهذا يدل على أنها أكثر من تسعة وتسعين .
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" عن هذا الحديث :
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ .
وقال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم :
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن ذلك فقال :
" أسماء الله ليست محصورة بعدد معين ، والدليل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك . . إلى أن قال : أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك ، أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) .
وما استأثر الله به في علم الغيب لا يمكن أن يُعلم به، وما ليس معلوماً ليس محصوراً .
وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) .
فليس معناه أنه ليس له إلا هذه الأسماء ، لكن معناه أن من أحصى من أسمائه هذه التسعة والتسعين فإنه يدخل الجنة ، فقوله (مَنْ أَحْصَاهَا) تكميل للجملة الأولى وليست استئنافية منفصلة ، ونظير هذا قول العرب : عندي مائة فرس أعددتها للجهاد في سبيل الله . فليس معناه أنه ليس عنده إلا هذه المائة ؛ بل هذه المائة معدة لهذا الشيء" اهـ .
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اه
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أما الدليل على أن لله ـ الأسماء الحُسنى ـ من الكتاب والسنة :
هو قوله تعالى (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) (الأعراف : 180 ) و من حديث أبي هريرة رضي الله عنه إذ قال ـ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لله تسعة وتسعون اسمًا، مَن حَفِظها، دخَلَ الجنة، وإنَّ الله وِتْرٌ يحبُّ الوِتْرَ)) صحيح البخاري ـ مع التذكير أن حديث الحفظ أو الإحصاء لأسماء الله الحسنى كما قال جمهور العلماء هو ليس حداً حُدد بأن لله ـ تسعة وتسعون إسماً فقط ـ وذلك يؤكدُه حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بأن لله أسماءً لم تبلُغها العقول ولم تُدركها الفهوم وهي ما استئثرهُ الله في علم الغيب عنده ـ واللهُ أعلم ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ومثال الأسماء الله الحسنى من الكتاب والسنة :
قال تعالى ( تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) (فصلت:2)
وقال تعالى ( هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ) (الحشر:23)
وقال تعالى ( هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) (الحديد:3)
وعن بُرَيْدَةَ بنِ الحُصَيْب أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ رَجُلًا يَقُولُ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ " ، فَقَالَ : ( لَقَدْ سَأَلْتَ اللَّهَ بِالِاسْمِ الَّذِي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى وَإِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ ) .
(رواه الترمذي ) (وأبو داود ) (وابن ماجه ) ، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود " .
ابو اكرام فتحون
2016-06-04, 20:57
بارك الله فيك وسدد خطاك و رزقني و اياك العلم النافع
والعبادة كما عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة و أسكنه فسيح جنانه
" هي اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأفعال و الأقوال الظاهرة و الباطنة "
بقي لك شطر من السؤال
كيف تتحقق هذه العبادة أو بمعنى أوضح ما هي شروطها ؟
ما هي شروط العبادة الصحيحة في الإسلام ؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ الفقيه محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله تعالى :
أولا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( سببها ) فأي إنسان يتعبد لله بعبادة مبنية على سبب لم يثبت بالشرع فهي عبادة مردودة ، ليس عليها أمر الله ورسوله ، ومثال ذلك الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك الذين يحتفلون بليلة السابع والعشرين من رجب يدّعون أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به في تلك الليلة فهو غير موافق للشرع مردود .
1 - لأنه لم يثبت من الناحية التاريخية أن معراج الرسول صلى الله عليه وسلم كان ليلة السابع والعشرين ، وكتب الحديث بين أيدينا ليس فيها حرف واحد يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم عرج به في ليلة السابع والعشرين من رجب ومعلوم أن هذا من باب الخبر الذي لا يثبت إلا بالأسانيد الصحيحة .
2 - وعلى تقدير ثبوته فهل من حقنا أن نحدث فيه عبادة أو نجعله عيدا ؟ أبدا . ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة ورأى الأنصار لهم يومان يلعبون فيهما قال : ( إن الله أبدلكم بخير منهما ) وذكر لهم عيد الفطر وعيد الأضحى وهذا يدل على كراهة النبي صلى الله عليه وسلم لأي عيد يحدث في الإسلام سوى الأعياد الإسلامية وهي ثلاثة : عيدان سنويان وهما عيد الفطر والأضحى وعيد أسبوعي وهو الجمعة . فعلى تقدير ثبوت أن الرسول صلى الله عليه وسلم عرج به ليلة السابع والعشرين من رجب - وهذا دونه خرط القتاد - لا يمكن أن نحدث فيه شيئا بدون إذن من الشارع .
وكما قلت لكم إن البدع أمرها عظيم وأثرها على القلوب سيئ حتى وإن كان الإنسان في تلك اللحظة يجد من قلبه رقة ولينا فإن الأمر سيكون بعد ذلك بالعكس قطعا لأن فرح القلب بالباطل لا يدوم بل يعقبه الألم والندم والحسرة وكل البدع فيها خطورة لأنها تتضمن القدح في الرسالة ، لأن مقتضى هذه البدعة أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتم الشريعة ، مع أن الله سبحانه وتعالى يقول : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) . والغريب أن بعض المبتلين بهذه البدع تجدهم يحرصون غاية الحرص على تنفيذها ، مع أنهم متساهلون فيما هو أنفع وأصح وأجدى .
لذلك نقول إن الاحتفال ليلة سبع وعشرين على أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلم هذه بدعة ؛ لأنها بنيت على سبب لم يأت به الشرع .
ثانيا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( جنسها )
مثل أن يضحي الإنسان بفرس ، فلو ضحى الإنسان بفرس ، كان بذلك مخالفا للشريعة في جنسها . ( لأن الأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ) .
ثالثا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( قدرها ) لو أن أحدا من الناس قال إنه يصلي الظهر ستا ، فهل هذه العبادة تكون موافقة للشريعة ؟ كلا ؛ لأنها غير موافقة لها في القدر . ولو أن أحدا من الناس قال سبحان الله والحمد لله والله أكبر خمسا وثلاثين مرة دبر الصلاة المكتوبة فهل يصح ذلك ؟ فالجواب : إننا نقول إن قصدت التعبد لله تعالى بهذا العدد فأنت مخطئ ، وإن قصدت الزيادة على ما شرع الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنك تعتقد أن المشروع ثلاثة وثلاثون فالزيادة لا بأس بها هنا ، لأنك فصلتها عن التعبد بذلك .
رابعا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( كيفيتها )
لو أن الإنسان فعل العبادة بجنسها وقدْرها وسببها ، لكن خالف الشرع في كيفيتها ، فلا يصح ذلك . مثال ذلك : رجل أحدث حدثا أصغر ، وتوضأ لكنه غسل رجليه ثم مسح رأسه ، ثم غسل يديه ، ثم غسل وجهه ، فهل يصح وضوؤه ؟ كلا لأنه خالف الشرع في الكيفية .
خامسا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( زمانها )
مثل أن يصوم الإنسان رمضان في شعبان ، أو في شوال ، أو أن يصلي الظهر قبل الزوال ، أو بعد أن يصير ظل كل شيء مثله ؛ لأنه إن صلاها قبل الزوال صلاها قبل الوقت ، وإن صلى بعد أن يصير ظل كل شيء مثله ، صلاها بعد الوقت فلا تصح صلاته .
ولهذا نقول إذا ترك الإنسان الصلاة عمدا حتى خرج وقتها بدون عذر فإن صلاته لا تقبل منه حتى لو صلى ألف مرة . وهنا نأخذ قاعدة مهمة في هذا الباب وهي كل عبادة مؤقتة إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بدون عذر فهي غير مقبولة بل مردودة .
ودليل ذلك حديث عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد .
سادسا : أن تكون العبادة موافقة للشريعة في ( مكانها )
فلو أن إنسانا وقف في يوم عرفة بمزدلفة ، لم يصح وقوفه ، لعدم موافقة العبادة للشرع في مكانها . وكذلك على سبيل المثال لو أن إنسانا اعتكف في منزله ، فلا يصح ذلك ؛ لأن مكان الاعتكاف هو المسجد ، ولهذا لا يصح للمرأة أن تعتكف في بيتها ؛ لأن ذلك ليس مكانا للاعتكاف . والنبي صلى الله عليه وسلم لما رأى بعض زوجاته ضربن أخبية لهن في المسجد أمر بنقض الأخبية وإلغاء الاعتكاف ولم يرشدهن إلى أن يعتكفن في بيوتهن وهذا يدل على أنه ليس للمرأة اعتكاف في بيتها لمخالفة الشرع في المكان .
فهذه ستة أوصاف لا تتحقق المتابعة إلا باجتماعها في العبادة :
1- سببها .
2- جنسها .
3- قدرها .
4- كيفيتها .
5- زمانها .
6- مكانها .
انتهى .
المصدر: مجموع فتاوى ومقالات ابن عثيمين .
جزاكم الله خيرا و بارك فيكم
السؤال: العشرون
على كم نوع دلالة الأسماء الحسنى ؟ و ما مثال ذالك ؟
sidali75
2016-06-05, 13:00
بارك الله فيكم وأجيب بإذن الله من كتاب ـ توضيح الكافية الشافية ـ للعلامة الفقيه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فقال:
دلالة الأسماء الحُسنى ثلاثة أنواع:
أسماء اللَّه كلها حُسنى، وكلها تدل على الكمال المطلق والحمد المطلق، وكلها مشتقة من أوصافها، فالوصف فيها لا ينافي العلمية، والعلمية لا تنافي الوصف، ودلالتها ثلاثة أنواع:
دلالة مطابقة إذا فسرنا الاسم بجميع مدلوله.
ودلالة تَضمُّن إذا فسرناه ببعض مدلوله.
ودلالة التزام إذا استدللنا به على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها. فمثلاً «الرحمن» دلالته على الرحمة والذات دلالة مطابقة. وعلى أحدهما دلالة تضمن؛ لأنها داخلة في الضمن، ودلالته على الأسماء التي لا توجد الرحمة إلا بثبوتها كالحياة، والعلم، والإرادة، والقدرة، ونحوها دلالة التزام، وهذه الأخيرة تحتاج إلى قوة فكر وتأمل، ويتفاوت فيها أهل العلم، فالطريق إلى معرفتها أنك إذا فهمت اللفظ وما يدل عليه من المعنى وفهمته فهماً جيداً، فَفَكَّر فيما يتوقف عليه ولا يتم بدونه. وهذه القاعدة تنفعك في جميع النصوص الشرعية، فدلالاتها الثلاث كلها حجة لأنها معصومة محكمة .
sidali75
2016-06-06, 15:48
تقبل المولى صيامكم وقيامكم أماه ـ miramer ـ
تقبل المولى صيامكم وقيامكم أماه ـ miramer ـ
آمين واياك يا رب و سائر المسلمين جميعا
كلمة حرة
2016-06-06, 16:36
]!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !
على العموم : رمضان مبارك لكل المسلمين في كل بقاع الدنيا
وكفانا الله واياكم شر النفوس
واعاننا واياكم للتغلب على النفس الامارة بالسوء
بارك الله فيكم وأجيب بإذن الله من كتاب ـ توضيح الكافية الشافية ـ للعلامة الفقيه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله فقال:
دلالة الأسماء الحُسنى ثلاثة أنواع:
أسماء اللَّه كلها حُسنى، وكلها تدل على الكمال المطلق والحمد المطلق، وكلها مشتقة من أوصافها، فالوصف فيها لا ينافي العلمية، والعلمية لا تنافي الوصف، ودلالتها ثلاثة أنواع:
دلالة مطابقة إذا فسرنا الاسم بجميع مدلوله.
ودلالة تَضمُّن إذا فسرناه ببعض مدلوله.
ودلالة التزام إذا استدللنا به على غيره من الأسماء التي يتوقف هذا الاسم عليها. فمثلاً «الرحمن» دلالته على الرحمة والذات دلالة مطابقة. وعلى أحدهما دلالة تضمن؛ لأنها داخلة في الضمن، ودلالته على الأسماء التي لا توجد الرحمة إلا بثبوتها كالحياة، والعلم، والإرادة، والقدرة، ونحوها دلالة التزام، وهذه الأخيرة تحتاج إلى قوة فكر وتأمل، ويتفاوت فيها أهل العلم، فالطريق إلى معرفتها أنك إذا فهمت اللفظ وما يدل عليه من المعنى وفهمته فهماً جيداً، فَفَكَّر فيما يتوقف عليه ولا يتم بدونه. وهذه القاعدة تنفعك في جميع النصوص الشرعية، فدلالاتها الثلاث كلها حجة لأنها معصومة محكمة .
جزاك الله خيرا وبارك فيك
هناك زيادة بسيطة للفائدة
فكما أعطيت مثال على صفة الرحمة فكذالك سائر أسماء الله ،و ذالك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما و هو جاهلا ، و حكما وهو ظالم ، و عزيزا وهو ذليل ، وشريفا وهو وضيع ،و كريما وهو لئيم ،وصالحا و هو طالح ،و سعيدا و هو شقي ،و أسدا و حنظلة ،وعلقم و ليس كذالك. فسبحان الله و بحمده كما وصف نفسه و فوق ما يصفهبه خلقه
راجع شعب الايمان 283/1
السؤال الواحد و العشرون
على كم قسم دلالة الأسماء الحسنى من وجهة التضمن ؟
sidali75
2016-06-06, 18:41
جزاك الله خيرا وبارك فيك
هناك زيادة بسيطة للفائدة
فكما أعطيت مثال على صفة الرحمة فكذالك سائر أسماء الله ،و ذالك بخلاف المخلوق فقد يسمى حكيما و هو جاهلا ، و حكما وهو ظالم ، و عزيزا وهو ذليل ، وشريفا وهو وضيع ،و كريما وهو لئيم ،وصالحا و هو طالح ،و سعيدا و هو شقي ،و أسدا و حنظلة ،وعلقم و ليس كذالك. فسبحان الله و بحمده كما وصف نفسه و فوق ما يصفهبه خلقه
راجع شعب الايمان 283/1
بارك الله فيكم على هذا التذكير الهام والنافع
sidali75
2016-06-06, 22:48
بارك الله فيكم وتقبل الله منكم ومنا صالح الأعمال وأجيب بإذن الله
أقسام دلالة الأسماء الحسنى من جهة التضمن :
وهي على أربعة أقسام
الأول : الاسم العلم المتضمن لجميع معاني الأسماء الحسنى وهو الله ، ولهذا تأتي الأسماء جميعها صفات له كقوله تعالى (( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ )) ، ونحو ذلك ، ولم يأت هو قط تابعا لغيره من الأسماء
الثاني : ما يتضمن صفة ذات الله عز وجل كاسمه تعالى السميع المتضمن سمعه ، الواسع جميع الأصوات ، سواء عنده سرها وعلانيتها ، واسمه البصير المتضمن بصره النافذ في جميع المبصرات سواء دقيقها وجليلها ، واسمه العليم المتضمن علمه المحيط الذي (( لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرُ )) . واسمه القدير المتضمن قدرته على كل شيء إيجادا وإعداما ، وغير ذلك .
الثالث : ما يتضمن صفة فعل الله كالخالق الرزاق البارئ المصور وغير ذلك .
الرابع : ما يتضمن تنزهه تعالى وتقدسه عن جميع النقائص كالقدوس السلام .
جزاكم الله خيرا و سدد خطاكم
السؤال الثاني و العشرون
كم أقسام الأسماء الحسنى من وجهة إطلاقها على الله عز وجل ؟
جزاكم الله خيرا و سدد خطاكم
sidali75
2016-06-08, 19:15
جزاكم الله خيرا و سدد خطاكم
السؤال الثاني و العشرون
كم أقسام الأسماء الحسنى من وجهة إطلاقها على الله عز وجل ؟
[أقسام الأسماء الحسنى من جهة إطلاقها على الله عز وجل]
جـ: منها ما يطلق على الله مفردا أو مع غيره، وهو ما تضمن صفة الكمال بأي إطلاق، كالحي القيوم الأحد الصمد ونحو ذلك، ومنها ما لا يطلق على الله إلا مع مقابله، وهو ما إذا أفرد أوهم نقصا كالضار النافع، والخافض الرافع، والمعطي المانع، والمعز المذل، ونحو ذلك، فلا يجوز إطلاق الضار ولا الخافض ولا المانع ولا المذل على انفراده، ولم يطلق قط شيء منها في الوحي كذلك لا في الكتاب ولا في السنة، ومن ذلك اسمه تعالى المنتقم، لم يطلق في القرآن إلا مع متعلقه كقوله تعالى: {إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ} [السجدة: 22] أو بإضافة ذو إلى الصفة المشتق منها كقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ} [آل عمران: 4] .
جزاكم الله خيرا
و تقبل الله منا و منكم يا رب آمين
السؤال الثالث و العشرون
تقدم أن صفات الله تعالى منها ذاتية و منها فعلية فما مثال كل من الصفات الذاتية و الفعلية من الكتاب و السنة ؟
sidali75
2016-06-09, 20:10
بارك الله فيكم و حتى تتوضح معاني ـ صفات الله الفعلية والذاتية ـ أنقل شرح الشيخ ـ عبد الرحمن البراك رحمه الله ـ لمتن العقيدة الطحاوية ـ إذ قال :
[صفات الله نوعان: ذاتية وفعلية]
وصفات الله نوعان: صفات ذاتية، وهي: اللازمة لذات الرب ـ التي لا تنفك عن الذات ـ كالعلم، والسمع، والبصر، والحياة، والقدرة، والعزة، والرحمة، والقيّوميّة، فهي صفاتٌ ذاتية.
وصفاتٌ فعلية مثل: الاستواء على العرش، والنزول، والمجيء، والغضب.
فكل ما تستطيع أن تقول فيه (مازال كذا) فهي ذاتية.
وضابط الذاتية والفعلية (أن الذاتية لا تتعلق بها المشيئة، وأما الفعلية فتتعلق بها المشيئة).
فتقول: إن الله تعالى ينزل إذا شاء، واستوى على العرش حين شاء، ويجيء يوم القيامة إذا شاء، فهذه فعلية.
ولكن لا يصح أن تقول: إنه يعلم إذا شاء، ويسمع إذا شاء، وهو حيٌ إذا شاء؛ لأن هذه من لوازم ذاته سبحانه وتعالى.
وهناك صفات ذاتية فعلية (1)، مثل: الكلام، والخلق، والرَزق.
فيصح أن تقول: إنه مازال متكلما إذا شاء؛ لأن الكلام من جهة القدرة عليه معنى ذاتي، فيقال للمتكلم مازال متكلما، وهو يتكلم بمشيئةٍ، خلافا لمن قال: إن كلام الله قديم مطلقا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مجموع الفتاوى 12/ 435.
(2) مجموع الفتاوى 6/ 51.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وجواباً على السؤال :
سؤال :[مثال لصفات الذات من الكتاب]
جـ: مثل قوله تعالى: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} [المائدة: 64] {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص: 88] {وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ} [الرحمن: 27] {وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي} [طه: 39] {أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ} [الكهف: 26] {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا} [طه: 110] {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [النساء: 164] {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [الشعراء: 10] {وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ} [الأعراف: 22] {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} [القصص: 65] وغير ذلك.
سؤال : [مثال لصفات الذات من السنة]
جـ: كقوله صلى الله عليه وسلم: «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه، ما انتهى إليه بصره من خلقه» (1) . وقوله صلى الله عليه وسلم: «يمين الله ملأى لا تغيضها نفقة، سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السماوات والأرض، فإنه لم يغض ما في يمينه، وعرشه على الماء، وبيده الأخرى الفيض أو القبض، يرفع ويخفض» (1) وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الدجال: «إن الله لا يخفى عليكم إن الله ليس بأعور» (2) وأشار بيده إلى عينه. الحديث، وفي حديث الاستخارة: «اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب» (3) . الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، تدعون سميعا بصيرا قريبا» (4) . وقوله صلى الله عليه وسلم: «إذا أراد الله أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي» (5) . الحديث، وفي حديث البعث: «يقول الله تعالى: يا آدم، فيقول: لبيك» (6) . الحديث، وأحاديث كلام الله لعباده في الموقف، وكلامه لأهل الجنة وغير ذلك ما لا يحصى.
سؤال :[مثال لصفات الأفعال من الكتاب]
جـ: مثل قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} [البقرة: 29] وقوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ} [البقرة: 210] الآية، وقوله تعالى: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر: 67] وقوله تعالى: {مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: 75] وقوله تعالى: {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ} [الأعراف: 145] وقوله تعالى: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} [الأعراف: 143] وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} [الحج: 18] وغيرها من الآيات.
سؤال [مثال لصفات الأفعال من السنة]
جـ: مثل قوله صلى الله عليه وسلم: «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر» (1) . الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة: «فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا» (2) . الحديث، ونعني بصفة الفعل هنا الإتيان لا الصورة فافهم، وقوله صلى الله عليه وسلم: " «إن الله يقبض يوم القيامة الأرض، وتكون السماوات بيمينه، ثم يقول أنا الملك» (3) . الحديث، وقوله صلى الله عليه وسلم: «لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه إن رحمتي تغلب غضبي» (4) وفي حديث احتجاج آدم وموسى: «فقال آدم: يا موسى، اصطفاك الله بكلامه وخط لك التوراة بيده» (5) فكلامه تعالى ويده صفتا ذات، وتكلمه صفة ذات وفعل معا، وخطه التوراة صفة فعل. وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل» (6) . الحديث، وغيرها كثير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه مسلم (الإيمان / 293)
(1) رواه البخاري (4684، 7411) ، ومسلم (الزكاة / 993) .
(2) رواه البخاري (3057، 3337) ، ومسلم (الفتن / 95، 100) .
(3) رواه البخاري (1162) ، وأبو داود (1538) ، والترمذي (480) .
(4) رواه البخاري (2992، 4205) ، ومسلم (الذكر / 44، 45) .
(5) (إسناده فيه ضعف) ، رواه ابن أبي عاصم في السنة (515) ، والآجري في الشريعة (126) ، وفي سنده نعيم بن حماد، وقد مضى القول فيه قريبا، وفي سند الحديث الوليد بن مسلم وهو يدلس تدليس تسوية، وقد عنعن الحديث عن شيخ شيخه.
(6) رواه البخاري (4741) ، ومسلم (الإيمان / 379)
(1) رواه البخاري (1145، 6321) ، ومسلم (مسافرين / 168، 169، 170) .
(2) رواه البخاري (6573، 7437) ، ومسلم (الإيمان / 299) .
(3) رواه البخاري (4812، 6519، 7382) ، ومسلم (صفة الجنة والنار / 23) .
(4) رواه البخاري (3194، 7422) ، ومسلم (التوبة / 14، 15، 16) .
(5) رواه البخاري (6614، 3409، 4736) ، ومسلم (القدر / 13) .
(6) رواه مسلم (التوبة / 31)
بارك الله فيك
السؤال الرابع و العشرون
ما معنى قوله صلى الله عليه و سلم في الأسماء الحسنى من أحصاها دخل الجتة ؟
sidali75
2016-06-11, 00:01
بارك الله فيكم وجواباً على سؤالك بخصوص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه وخرجاه الشيخان ـ البخاري ومسلم رحمة الله عليهم ـ وجاء فيه ( إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) كما جاء في لفظٍ أخر (من حفظها دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر) ـ خرجاه البخاري ومسلم ـ وقد اتفق جمهور العلماء على أن ـ الحصر ـ هنا ـ ليس معناه أن لله تسعة وتسعون إسم فقط بل هو يزيد عن ذلك ويؤكد قولهم هذا الحديث والذي رواه ابن مسعود رضي الله عنه والذي خرجه الإمام أحمد رحمه الله وجاء فيه ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي ، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلَاءَ حُزْنِي ، وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا . فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَلا نَتَعَلَّمُهَا ؟ فَقَالَ : بَلَى ، يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا ). صححه الألباني في السلسلة الصحيحة
قال شيخ الإسلام في "مجموع الفتاوى" (6/374) عن هذا الحديث :
فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لِلَّهِ أَسْمَاءً فَوْقَ تِسْعَةٍ وَتِسْعِينَ اهـ .
وقَالَ الخطابي وَغَيْرُهُ : فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّ لَهُ أَسْمَاءً اسْتَأْثَرَ بِهَا وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ : ( إنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ) أَنَّ فِي أَسْمَائِهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ ، كَمَا يَقُولُ الْقَائِلُ : إنَّ لِي أَلْفَ دِرْهَمٍ أَعْدَدْتهَا لِلصَّدَقَةِ وَإِنْ كَانَ مَالُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ . وَاَللَّهُ فِي الْقُرْآنِ قَالَ : ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ) فَأَمَرَ أَنْ يُدْعَى بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى مُطْلَقًا ، وَلَمْ يَقُلْ : لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُ الْحُسْنَى إلا تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا اهـ .
ونقل النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم اتفاق العلماء على ذلك ، فقال :
اتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى أَنَّ هَذَا الْحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حَصْر لأَسْمَائِهِ سُبْحَانه وَتَعَالَى , فَلَيْسَ مَعْنَاهُ : أَنَّهُ لَيْسَ لَهُ أَسْمَاء غَيْر هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ , وَإِنَّمَا مَقْصُود الْحَدِيث أَنَّ هَذِهِ التِّسْعَة وَالتِّسْعِينَ مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّة , فَالْمُرَاد الإِخْبَار عَنْ دُخُول الْجَنَّة بِإِحْصَائِهَا لا الإِخْبَار بِحَصْرِ الأَسْمَاء اهـ .
وقال العثيمين رحمه الله في كتاب القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى
أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور: " أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك" الحديث، رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وهو صحيح.
وما استأثر الله تعالى به في علم الغيب لا يمكن أحدًا حصره ولا الإحاطة به.
فأما قوله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تسعة وتسعين اسما، مائة إلا واحدًا، من أحصاها1 دخل الجنة" فلا يدل على حصر الأسماء بهذا العدد، ولو كان المراد الحصر لكانت العبارة: إن أسماء الله تسعة وتسعون اسما، من أحصاها دخل الجنة، أو نحو ذلك.
إذًا فمعنى الحديث: أن هذا العدد من شأنه أن من أحصاه دخل الجنة. وعلى هذا فيكون قوله: "من أحصاها دخل الجنة" جملة مكملة لما قبلها وليست مستقلة. ونظير هذا أن تقول: عندي مائة درهم أعددتها للصدقة، فإنه لا يمنع أن يكون عندك دراهم أخرى لم تعدها للصدقة.
ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم تعيين هذه الأسماء ، والحديث المروي عنه تعيينها ضعيف.
وقد قصد الشيخ العثيمين رحمه الله بحديث تسعة وتسعون إسماً لله والذي خرجه أبو عيسى الترمذي وهو ضعيف وعِلَّتُه الوليد بن مسلم القُرَشَي مَولَى بني أُمَيَّة، وقيل: مَولَى العبَّاس بن محمد بن عَلِي بن عبدالله بن عباس، مِن أتباع التابعين، وهو أحد رجالات إسناد هذا الحديث ، كما جرحه ابن حجر وقال فيه : ثقة، لكنَّه كثيرُ التدليس والتسوية. وأيضاً قال ابن الْمَدِيني: ما رأيتُ من الشاميين مثله، قلتُ: كان مُدَلِّسًا، فيُتَّقَى من حديثه ما قال فيه ، وقال أبو بكر المروذي: قلتُ لأحمد بن حنبل في الوليد، قال: هو كثيرُ الخطأ ، وقال مُؤمَّل بن إهَاب عن أبي مُسْهِرٍ: كان الوليد بن مسلم يُحدِّث بأحاديث الأوزاعي عن الكذَّابين ثم يُدَلِّسها عنهم. وقال أبو الحسن الدارقطني: الوليد بن مسلم يُرْسل، يروي عن الأوزاعي أحاديثَ عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي مثل نافع، وعطاء، والزُّهْري، فيُسقط أسماء الضُّعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن عطاء والزُّهْري .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
1 إحصاؤها: حفظها لفظا، وفهمها معنىً، وتمامه: أن يتعبد لله تعالى بمقتضاها.
بارك الله فيكم
السؤال الخامس و العشرون
مر معنا أنواع و أقسام التوحيد فما ضد توحيد الألوهية و توحيد الربوبية و توحيد الأسماء و الصفات؟
sidali75
2016-06-12, 00:58
بارك الله فيكم وجواباً على هذه الأسئلة الثلاث
س ـ فما ضد توحيد الألوهية ؟
جـ : 1 الشرك: الذي يذهب به بالكلية.
2:البدع: التي تذهب بكماله الواجب.
3: المعاصي: التي تقدح فيه، وتنقص ثوابه.
س ـ ما ضد توحيد الربوبية ؟
جـ : الإلحــاد، وإنكــار وجــود الرب عز وجل ، و اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء ، من تدبير الكون، من إيجاد، أو إعدام، أو إحياء، أو إماتة، أو جلب خير، أو دفع شر، أو غير ذلك من معاني الربوبية .
س ـ مايضاد توحيد الأسماء والصفات ؟
جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته .
بارك الله فيكم وجواباً على هذه الأسئلة الثلاث
س ـ فما ضد توحيد الألوهية ؟
جـ : 1 الشرك: الذي يذهب به بالكلية. ( الشرك نوعان شرك أكبر ينافيه بالكلية و شرك أصغير ينافي كماله)
2:البدع: التي تذهب بكماله الواجب.
3: المعاصي: التي تقدح فيه، وتنقص ثوابه.
س ـ ما ضد توحيد الربوبية ؟
جـ : الإلحــاد، وإنكــار وجــود الرب عز وجل ، و اعتقاد متصرف مع الله عز وجل في أي شيء ، من تدبير الكون، من إيجاد، أو إعدام، أو إحياء، أو إماتة، أو جلب خير، أو دفع شر، أو غير ذلك من معاني الربوبية .
أو اعتقاد منازع له في شيء من مقتضيات أسماءه و صفاته : كعلم الغيب و العظمة و الكبرياء ونحو ذالك قال تعالى:
{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ}
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "قال الله عز وجل :الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، فمن نازعني واحداً منهما قذفته في النار"
س ـ مايضاد توحيد الأسماء والصفات ؟
جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته .
وهو على ثلاثة أنواع:
الأول : إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى على ما هي عليه و سموا بها أوثانهم فزادوا و نقصوا فاشتقوا ((اللات)) من ((الإله)) و ((العزى)) من ((العزيز)) و ((مناة)) من ((المنان)).
الثاني : إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل للإلحاد المشركين فأولئك سووا المخلوق برب العالمين و هؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة ، و شبهوه بها تعالى و تقدس.
الثالث:إلحاد النفاه المعطلة : و هم قسمان : قسم أثبتوا ألفاظ أسماءه تعالى نفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا : ((رحمن))((رحيم )) بلا رحمة ((عليم)) بلا علم ((سميع)) بلا سمع ((بصير)) بلا بصر ((قدير )) بلا قدرة، واطردو بقيتها كذالك .
وقسم صرحوا بنفي الأسماء و متضمناتها بالكلية ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له و لا صفة سبحان الله تعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا { رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا}،
{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}
{يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا}
هذا تفصيل لما أجملته يا ابني
بارك الله فيك و سدد خطاك
sidali75
2016-06-12, 19:02
بارك الله فيكم على هذه التفصيلات وفقنا الله وإياكم للعمل الصالح .
آمين يا رب و اياك يا ابني
السؤال السادس و العشرون
هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فيما فيها كلها ولا ينافي نوعا منها ؟
sidali75
2016-06-15, 01:06
بارك الله فيكم وجواباً على سؤالكم :
س : هل جميع أنواع التوحيد متلازمة فيما فيها كلها ولا ينافي نوعا منها ؟
ج: نعم هي متلازمة فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله ما لا يقدر عليه إلا الله، فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة صرفها لغير الله من دون الله فهذا شرك في الإلهية، وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك، هذا شرك في الربوبية حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته، ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك وهو شرك في الأسماء والصفات حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات لا يحجبه قرب ولا بعد فاستلزم هذا الشرك في الإلهية الشرك في الربوبية والأسماء والصفات.
جزاكم الله خيرا ورزقكم العلم النافع
لفتــــــــــــــــــــــــة
فيما يخص الدعاء مخ العبادة هذا الحديث لم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم
- حدثنا علي بن حجر أخبرنا الوليد بن مسلم عن بن لهيعة عن عبيد الله بن أبي جعفر عن أبان بن صبح عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدعاء مخ العبادة. قال أبو عيسى هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه إلا من حديث بن لهيعة
قال الشيخ الألباني : ضعيف
المصدر:جامع الترمذي.
قال الشيخ الألباني عن ابن لهيعة:" وهو ضعيف لسوء حفظه ، فيستشهد به إلا ما كان من رواية أحد العبادلة عنه فيحتج به حينئذ ، وليس هذا منها ".أحكام الجنائز وبدعها.
-------------------------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
يتواجد في متون الاصول الثلاثة حديث ضعفه الشيخ الالباني رحمه الله وهو الدعاء مخ العبادة هل نذكره في المتون والشرح ام نكتفي بالايات والاحاديث الصحيحة وجزاكم الله خيرا
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أذكره وبين أن معناه له شاهد وهو بهذا اللفظ ضعيف فشاهده مارواه الترمذي من حديث النعمان بن بشير أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة.
وأما مخ العبادة فقد ضعفه الترمذي وقال غريب لأنه من رواية.
الوليد بن مسلم وهو مدلس تدليس تسوية وقد عنعنه وفي ابن لهيعة وهو سيء الحفظ
فهو ضعيف الاسناد
المجيب : الشيخ ماهر القحطاني :منتديات البيضاء العلمية
sidali75
2016-06-17, 00:13
بارك الله فيكم على هذا التذكير والتعقيب الطيب
goldenboy_h
2016-06-17, 04:40
جزاكم الله خيرا
السؤال السابع و العشرون
ما معنى الايمان بالملائكة و ما الدليل على الايمان بهم من الكتاب و السنة؟
sidali75
2016-06-19, 23:59
بارك الله فيكم وجواباً على سؤالكم وهو على قسمين :
س : ما معنى الايمان بالملائكة ؟
جـ : هو الاعتقاد الجازم بوجودهم وأنهم خلق من خلق الله ، مخلوقون من نور ، وأنهم قائمون بوظائفهم التي أمرهم الله بالقيام بها ، ووصفهم بما وصفهم الله به في كتابه ورسوله في سنته .
س : و ما الدليل على الايمان بهم من الكتاب و السنة ؟
جـ : الدليل على على الايمان بهم من الكتاب و السنة
قد أثبت الله سبحانه وتعالى الإيمان لعباده الذين يؤمنون بملائكته وأنهم حق لا ريب في وجودهم و أنهم مأمورون طائعون لأمر ربهم في كل ما أمر قال تعالى ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ﴾( البقرة: 285 )وقد نفى الله سبحانه وتعالى الإيمان عن من كفر أو كذب بالملائكة قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً بَعِيداً﴾ ( النساء :136) ، والإيمان بالملائكة من شروط الإيمان بالله ومن أركانها والتي احتواها ما يُعرف بحديث جبريل عليه السلام( حَدَّثَنِي أَبِي عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسلامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسلامُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلا قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ قَالَ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ قَالَ صَدَقْتَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ قَالَ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ قَالَ فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ قَالَ ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا ثُمَّ قَالَ لِي يَا عُمَرُ أَتَدْرِي مَنِ السَّائِلُ قُلْتُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ) (أخرجه مسلم في الصحيح) وهذين الدليلان من الكتاب والسنة على وجوب الإيمان بالملائكة
sidali75
2016-06-22, 01:17
يرفع بارك الله فيكم
جزاكَ الله خيرا و سدد خطاك
السؤال الثامن و العشرون
أذكر بعض أنواعهم باعتبار ما هيأهم الله له ووكلهم به؟
sidali75
2016-06-22, 19:40
بارك الله فيكم وجواباً على سؤالكم أقول أن الملائكة هُم المُطهرون المخلوقون من النور لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، وقد ذُكِروا في القرأن والسنة بأسمائهم وفسرت السُنة أعمالهم الموكلون بها :
1- منهم الموكل بالوحي من الله تعالى إلى رسله وهو: جبريل الأمين عليه السلام
2- ومنهم الموكل بالقطر (المطر) وتصاريفه وهو: ميكال أو ميكائيل عليه السلام.
3- ومنهم الموكل بالصور ونفخه وهو: إسرافيل عليه السلام.
4- ومنهم الموكل بقبض الأرواح وهو: ملك الموت وأعوانه.ولم يثبت عزرائيل اسماً لملك الموت في الكتاب أو السنة، وإنما اسمه (ملك الموت) عليه السلام، وقد ورد في بعض الإسرائليات أن اسمه عزرائيل .
5- ومنهم الموكل بحفظ وكتابة أعمال العباد من خير أو شر وهم: الكرام الكاتبون، فالذي عن اليمين يكتب الحسنات، والذي عن الشمال يكتب السيئات.
6- ومنهم الملائكة الذين يتعاقبون فينا، ملائكة بالليل وملائكة بالنهار.
7- ومنهم الملائكة السياحون الذين يسيحون يتبعون مجالس الذكر.
8- ومنهم الموكل بحفظ العبد في يقظته ومنامه وفي كل حالاته.
9- ومنهم الموكل بفتنة القبر، وهم: منكر ونكير عليهما السلام.
10- ومنهم الموكل بالجنة، وهم: خزنة الجنة وفي مقدمتهم رضوان عليه السلام.
11- ومنهم الموكل بالنار ، وهم خزنة النار ، وفي مقدمتهم مالك عليه السلام . والله أعلم
بارك الله فيك وجزاك الله خير
جزاك الله خيرا و نفع بك
السؤال التاسع و العشرون
ما معنى الايمان بكتب الله عز وجل و ما دليل الايمان بها؟ و هل سميت جميع الكتب في القرآن؟
sidali75
2016-06-25, 01:56
بارك الله فيكم وسدد خُطاكُم للخير وجواباً هذه الأسئلة الثلاث أقول بإذن الله :
فقد سألتم ما معنى الايمان بكتب الله عز وجل ؟
والجواب بإذن الله : معنى الإيمان بالكتب التصديق الجازم بأن كلها منزل من عند الله عز وجل على رسله إلى عباده بالحق المبين والهدى المستبين، وأنها كلام الله عز وجل لا كلام غيره، وأن الله تعالى: تكلم بها حقيقة كما شاء وعلى الوجه الذي أراد، فمنها المسموع منه من وراء حجاب بدون واسطة، ومنها ما يسمعه الرسول المَلَكي ويأمره بتبليغه منه إلى الرسول البشري كما قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلا وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾ [الشورى:51] وقال تعالى: ﴿ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيماً ﴾ [النساء : 164]، ﴿ وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ ﴾ [الأعراف :143] ﴿ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي ﴾ [الأعراف :144]، ﴿ فَأَوْحَى إلى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى ﴾ [النجم :10] ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى:52] ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ [النحل:2] ﴿ وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلاً ﴾ [الإسراء:106] ومنها ما خطه بيده عز وجل كما قال تعالى: ﴿وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا ﴾ [الأعراف:145].
و ما دليل الايمان بها؟
الجواب بإذن الله :
قد أوجب الله تعالى الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها على رسله، ما ذكرها لنا في القرآن الكريم وما لم يذكرها لنا؛ وذلك على السواء، نؤمن بها أنها كلام، تكلم بها حقيقة كما شاء، وعلى الوجه الذي أراد.
والإيمان بهذه الكتب ركن من أركان الإيمان، ولا يصح إيمان العبد إلا بالإيمان بها قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285]، وحديث جبريل المشهور حين سأله عن الإيمان، قال: "أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره"[4]، ثم إن الله حكم في كتابه بالكفر على من لا يؤمن بهذه الكتب أو آمن ببعضها وكفر ببعض؛ إذ ليس هناك فرق بين هذه الكتب، فكلها منزلة من عند الله تعالى ويجب الإيمان بها على السواء وبدون تفريق إيماناً جازماً صحيحاً لا شك فيه ولا ريب، قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 136]، وقال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150-151].
وخلاصة القول: إن مفهوم هذه الآيات وأمثالها... هو الإيمان بالكتب السماوية كلها أمر واجب لا يتم إيمان المرء إلا به. وذلك أمر بدهي بالنسبة للمؤمن، فما دام يؤمن بالله ويصدق ما نزل من عنده من الوحي، وما دام الله يخبره في كتابه الكريم أنه قد أنزل كتباً سابقة على الأنبياء والرسل؛ فالواجب أن يؤمن بهذه الكتب المنزلة، ويعتقد يقيناً أنها منزلة من عند الله.
و هل سميت جميع الكتب في القرآن؟
والجواب بإذن الله :
لم يرد دليل صحيح بحصر الكتب السماوية النازلة على الرسل، . وأما ترتيب نزول المعلوم منها، فهو على حسب زمن الرسل، فقد أنزل الله تعالى على إبراهيم عليه السلام الصحف، وعلى داود عليه السلام الزبور، وعلى موسى عليه السلام التوراة والصحف، وعلى عيسى عليه السلام الإنجيل، وعلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم القرآن. ويجب على المسلم أن يؤمن بما لم يعلمه منها إجمالاً، كما قال تعالى: ﴿ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ ﴾ [الشورى:15]. ويجب عليه اتباع آخرها والعمل بما فيه وهو القرآن الكريم؛ لأن ما سواه إن سلم من التحريف والتبديل، فهو منسوخ به؛ كما قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ ﴾ [المائدة:48]. والله أعلم.
الأجوبة من مصادر متعددة بتصرف
sidali75
2016-06-29, 00:01
يرفع رفع الله قدركم
sidali75
2016-07-02, 16:43
يرفع رفع الله قدركم
بارك الله فيك و سدد خطاك و رزقني الله و اياك العلم النافع
السؤال الثلاثون
ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ؟ وما الذي يجب إلتزامه في حق هذا القرآن العظيم ؟
بارك الله فيك
تقبل الله منا صالح الاعمال
السؤال الثلاثون
ما منزلة القرآن من الكتب المتقدمة ؟ وما الذي يجب إلتزامه في حق هذا القرآن العظيم ؟
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir