ghadenfar
2016-04-10, 18:14
ما في هذا المقال هو رأي مفتش ( منسق ولائي) شارك في الملتقيات التي نظمت حول مناهج الجيل الثاني
يتساءل كثير من المهتمين بالشأن التربوي عن موقف الممارسين للعملية التربوية - من أساتذة و مديرين و مفتشين - من مناهج الجيل الثاني، هل هي مملوءة بالاختلالات و النقائص، و لاتصلح للمدرسة الجزائرية ؟ و هل تطبيقها سوف يجعل الأمور أكثر سوءا مما هي عليه الآن ؟ و ما المطلوب منا - نحن الممارسين- في مثل هذا الحدث البيداغوجي الوطني الكبير ؟
سوف أقدم رأيي المتواضع، من خلال اهتماماتي بحل المشكلات التي تواجهها مدرستنا، و كذلك من خلال حضوري للملتقيات الجهوية الثلاثة التي نظمت من طرف إطارات اللجنة الوطنية للمناهج و اللجان المتخصصة لفائدة مجموعة من مفتشي الابتدائي و المتوسط، و كذلك من خلال تفاعلي مع ما قدم بالنقاش و الاقتراحات المرفوعة للجنة الوطنية للمناهج، فأقول مستعينا بالله:
أولا: إنّ المناهج و مختلف السندات الرسمية التي تصدرها وزارة التربية في أي منظومة في العالم، إنّما تمثل الإطار العام للممارسات التعليمية، فهي - في صورة توضيحية - كأعمدة المنزل الكبير و سقفه و أرضيته، فهل يصلح هذا المنزل للسكن على حاله تلك ؟ طبعا لا بدّ من تهيئةٍ و أعمال كثيرة حتى يصير المنزل صالحا للاستعمال، و هذه الأعمال لا حدّ لها و لا نهاية، ما دام المكلف بها صاحب طموح و إرادة و تطلعات كبيرة، أتعلمون من هو المكلف بتهيئة هذا المنزل الذي يحتوينا جميعا، إنهم المعلمون، و من ورائهم المديرون و المفتشون، و كل المخلصين من الباحثين المهتمين بمدرستنا، فإن تخلينا عن الواجب الوطني و انتظرنا أن ينزل علينا الوحي من الأعلى لإصلاح أحوالنا داخل حجرات التدريس؛ فإننا نفكر بطريقة غير واقعية، و لن تزيدنا إلاّ وهنا على وهن.
ثانيا: مما يثبته التتبع و البحث في واقع أحوال المعلمين مع مناهج الجيل الأول، و كذلك المديرون و المفتشون - إلا ما قلّ و ندر - أنّ الارتباط بالمناهج و السندات المرفقة بها إنما هو ارتباط شكلي سطحي، حتى أنك تجد من الممارسين من لم يفتح منهاجا في حياته المهنية، و تجد من المفتشين خلقا كثيرا ممن لم يفقهوا محتويات المناهح الأولى، و رغم كل ما سبق فإنك تجد ثلة من الممارسين الأخيار الذين يتقنون أعمالهم و يؤدون واجباتهم المهنية بكل إخلاص و تفان، فيحققون الأهداف المرسومة بشكل حقيقي، و يظهر ذلك في مسار تلاميذهم و أخلاقهم، و في شهادة المجتمع التربوي و المدني لهم.
ثالثا: المناهج وحدها - مهما كانت جودتها و إحكام بنائها - و هذا مجرد أمل - لن تسطيع تحقيق غايات التربية في أي مجتمع إذا لم ترافقها مجموعة من الآليات و الإجراءات على مستويات عدة، و يعتبر دور الممارسين التربويين حاسما في إفشال المناهج الجيدة، أو في إنجاح المناهج المتواضعة.
رابعا: لن أخلي - باعتباري مواطنا جزائريا - مسؤولية الجهات المركزية بوزارة التربية من التقصير و ما يدور في حقله الدلالي من المعاني الكثيرة، و هذه الوضعية الحالية نتيجة لتشابك أسباب متعددة؛ ليست هذه الكلمة محلا لذكرها.
خامسا: (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته)، لذا فأنا بحكم وظيفتي كمفتش، و أنت كمعلم و الآخر كمدير، ... إلخ، كلنا مؤمورون - شرعا و عقلا - أن نسدّ ما يلينا من الخلل و النقص، و التعاون في الميدان لإتمام صنع مستقبل أبنائنا و أبناءكم و أبناء الأمة الجزائرية .
سادسا: أختم باقتباس لفقرة من حوارٍ الكتروني دار بيني و بين أحد زملائي المفتشين النابهين الباحثين، و فيها جمعٌ للمعاني المتفرقة في هذه الكلمة:
(الأخ المحترم، الباحث المجتهد (.....................) أوافقكم تمام الموافقة على أنّ المناهج الجديدة و الوثائق المرافقة لها لن تكون في مستوى تطلعات الأسرة التربوية، و خاصةً المجتهدون منهم؛ الذين يحملون همّ تطوير أداء المدرسة الابتدائية، كما أشاطركم الرأي أيضا في كون عمليات التبليغ و التكوين - إن وجدت - لم تكن بالفعالية المطلوبة في مثل هذه الأحداث البيداغوجية الوطنية و المصيرية، و لكن عزاؤنا و أملنا - بعد الله تعالى - هو تلك الثلة الصادقة المجتهدة من الممارسين الميدانيين - أساتذةً و مديرين و مفتشين باحثين - الذين سوف يسدّون ما استطاعوا من الخلل و النقص، و سوف يتعاونون - و لا بدّ من ذلك - في تنشيط الحياة التربوية و البيداغوجية بإنتاج معرفة جديدة و ملائمة لمكونات المدرسة الجزائرية )
يتساءل كثير من المهتمين بالشأن التربوي عن موقف الممارسين للعملية التربوية - من أساتذة و مديرين و مفتشين - من مناهج الجيل الثاني، هل هي مملوءة بالاختلالات و النقائص، و لاتصلح للمدرسة الجزائرية ؟ و هل تطبيقها سوف يجعل الأمور أكثر سوءا مما هي عليه الآن ؟ و ما المطلوب منا - نحن الممارسين- في مثل هذا الحدث البيداغوجي الوطني الكبير ؟
سوف أقدم رأيي المتواضع، من خلال اهتماماتي بحل المشكلات التي تواجهها مدرستنا، و كذلك من خلال حضوري للملتقيات الجهوية الثلاثة التي نظمت من طرف إطارات اللجنة الوطنية للمناهج و اللجان المتخصصة لفائدة مجموعة من مفتشي الابتدائي و المتوسط، و كذلك من خلال تفاعلي مع ما قدم بالنقاش و الاقتراحات المرفوعة للجنة الوطنية للمناهج، فأقول مستعينا بالله:
أولا: إنّ المناهج و مختلف السندات الرسمية التي تصدرها وزارة التربية في أي منظومة في العالم، إنّما تمثل الإطار العام للممارسات التعليمية، فهي - في صورة توضيحية - كأعمدة المنزل الكبير و سقفه و أرضيته، فهل يصلح هذا المنزل للسكن على حاله تلك ؟ طبعا لا بدّ من تهيئةٍ و أعمال كثيرة حتى يصير المنزل صالحا للاستعمال، و هذه الأعمال لا حدّ لها و لا نهاية، ما دام المكلف بها صاحب طموح و إرادة و تطلعات كبيرة، أتعلمون من هو المكلف بتهيئة هذا المنزل الذي يحتوينا جميعا، إنهم المعلمون، و من ورائهم المديرون و المفتشون، و كل المخلصين من الباحثين المهتمين بمدرستنا، فإن تخلينا عن الواجب الوطني و انتظرنا أن ينزل علينا الوحي من الأعلى لإصلاح أحوالنا داخل حجرات التدريس؛ فإننا نفكر بطريقة غير واقعية، و لن تزيدنا إلاّ وهنا على وهن.
ثانيا: مما يثبته التتبع و البحث في واقع أحوال المعلمين مع مناهج الجيل الأول، و كذلك المديرون و المفتشون - إلا ما قلّ و ندر - أنّ الارتباط بالمناهج و السندات المرفقة بها إنما هو ارتباط شكلي سطحي، حتى أنك تجد من الممارسين من لم يفتح منهاجا في حياته المهنية، و تجد من المفتشين خلقا كثيرا ممن لم يفقهوا محتويات المناهح الأولى، و رغم كل ما سبق فإنك تجد ثلة من الممارسين الأخيار الذين يتقنون أعمالهم و يؤدون واجباتهم المهنية بكل إخلاص و تفان، فيحققون الأهداف المرسومة بشكل حقيقي، و يظهر ذلك في مسار تلاميذهم و أخلاقهم، و في شهادة المجتمع التربوي و المدني لهم.
ثالثا: المناهج وحدها - مهما كانت جودتها و إحكام بنائها - و هذا مجرد أمل - لن تسطيع تحقيق غايات التربية في أي مجتمع إذا لم ترافقها مجموعة من الآليات و الإجراءات على مستويات عدة، و يعتبر دور الممارسين التربويين حاسما في إفشال المناهج الجيدة، أو في إنجاح المناهج المتواضعة.
رابعا: لن أخلي - باعتباري مواطنا جزائريا - مسؤولية الجهات المركزية بوزارة التربية من التقصير و ما يدور في حقله الدلالي من المعاني الكثيرة، و هذه الوضعية الحالية نتيجة لتشابك أسباب متعددة؛ ليست هذه الكلمة محلا لذكرها.
خامسا: (كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته)، لذا فأنا بحكم وظيفتي كمفتش، و أنت كمعلم و الآخر كمدير، ... إلخ، كلنا مؤمورون - شرعا و عقلا - أن نسدّ ما يلينا من الخلل و النقص، و التعاون في الميدان لإتمام صنع مستقبل أبنائنا و أبناءكم و أبناء الأمة الجزائرية .
سادسا: أختم باقتباس لفقرة من حوارٍ الكتروني دار بيني و بين أحد زملائي المفتشين النابهين الباحثين، و فيها جمعٌ للمعاني المتفرقة في هذه الكلمة:
(الأخ المحترم، الباحث المجتهد (.....................) أوافقكم تمام الموافقة على أنّ المناهج الجديدة و الوثائق المرافقة لها لن تكون في مستوى تطلعات الأسرة التربوية، و خاصةً المجتهدون منهم؛ الذين يحملون همّ تطوير أداء المدرسة الابتدائية، كما أشاطركم الرأي أيضا في كون عمليات التبليغ و التكوين - إن وجدت - لم تكن بالفعالية المطلوبة في مثل هذه الأحداث البيداغوجية الوطنية و المصيرية، و لكن عزاؤنا و أملنا - بعد الله تعالى - هو تلك الثلة الصادقة المجتهدة من الممارسين الميدانيين - أساتذةً و مديرين و مفتشين باحثين - الذين سوف يسدّون ما استطاعوا من الخلل و النقص، و سوف يتعاونون - و لا بدّ من ذلك - في تنشيط الحياة التربوية و البيداغوجية بإنتاج معرفة جديدة و ملائمة لمكونات المدرسة الجزائرية )