abedalkader
2016-04-09, 17:31
السلام1
كانت بنو قريظة أشد اليهود عداوة لرسول اللَّه ، وقد نقضوا العهد مع رسول اللَّه يوم الأحزاب، وتحزّبوا مع الأحزاب، ونالوا من رسول اللَّه بالسبّ ونقض العهد.
وبعد أن هُزِمَ الأحزاب رجع رسول اللَّه إلى المدينة، قالت عائشة ’: فلما رجع رسول اللَّه من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل – وهو ينفض رأسه من الغبار – فقال: قد وضعت السلاح؟ واللَّه ما وضعته، اخرج إليهم، فقال النبي : فأين فأشار إلى بني قريظة .
فخرج إليهم رسول اللَّه وحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، وهم في حصونهم، ثم نزلوا على حكم رسول اللَّه ، فقامت إليه الأوس، فقالوا: يا رسول اللَّه! قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا فأحسن فيهم، فقال: ((ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟))
قالوا: بلى. قال: ((فذلك إلى سعد بن معاذ)).
قالوا: قد رضينا. فأرسل إلى سعد بن معاذ ، وكان في المدينة لم يخرج معهم لجرح كان قد أُصيب به يوم الخندق، رماه رجل من قريش في الأكحل، فضرب النبي له خيمة في المسجد ليعوده من قريب)) .
وقد قال سعد عندما أصيب بالجرح: ((اللَّهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحبّ إليَّ من أن أجاهدهم فيك، آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه، اللَّهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة)) .
ووصل من أرسل رسول اللَّه إلى سعد، فأُركِبَ على حمار، وجاء إلى رسول اللَّه وجعل بعض الأوس يقول لسعد، وهو في طريقه إلى رسول اللَّه: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك، فإن رسول اللَّه إنما ولاّك ذلك لتحسن فيهم، فلما أكثروا عليه
قال: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في اللَّه لومة لائم.
فلما انتهى سعد إلى رسول اللَّه والمسلمين،
قال رسول اللَّه : ((قوموا إلى سيدكم)) فلما أنزلوه،
قالوا: يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك، فقال سعد: عليكم ذلك عهد اللَّه وميثاقه إن الحكم فيهم لما حكمت؟
قالوا: نعم. قال: وعلى من ههنا؟ في الناحية التي فيها رسول اللَّه وهو معرض عن رسول اللَّه إجلالاً له. فقال رسول اللَّه : ((نعم)) .
قال سعد: فإني أحكم فيهم: أن تُقْتَل الرجال، وتُقسم الأموال، وتُسبى الذراري والنساء.
فقال رسول اللَّه : ((لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه من فوق سبعة أرقعة)) .
فلما حكم فيهم بذلك أمر رسول اللَّه بقتل كل من جرت عليه الموسى منهم، ومن لم ينبت ألحق بالذرية ، فحفر لهم خنادق في سوق المدينة، وضربت أعناقهم، وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة .
وقد سأل اللَّه سعد الشهادة إن كان اللَّه قد وضع الحرب بين النبي وبين قريش، وانفجر جرحه ومات شهيداً .
اللَّه أكبر! ما أعظم هذا الرجل وما أحكمه! فقد رَغِبَ في الشهادة، ولكنه سأل اللَّه أن يبقيه إن كان اللَّه لم يضع الحرب بين رسول اللَّه وبين قريش، وكذلك سأل اللَّه ألا يميته حتى يقرّ عينه من بني قريظة، فاستجاب اللَّه له، وجعله الذي يحكم فيهم بحكمه، وعندما قال له بعض الأوس: أحسن في مواليك يا أبا عمرو، قال كلمته الحكيمة: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في اللَّه لومة لائم.
وصدق فقد حكم فيهم بحكم اللَّه – تعالى – فقُتِلوا، وأمكن اللَّه المسلمين من أموالهم ونسائهم وذراريهم، فكان ذلك فتحاً ونصراً للمسلمين على أعداء اللَّه ورسوله، فرضي اللَّه عنه وأرضاه.
ومن فضل اللَّه عليه أن منّ عليه بالشهادة، وقال النبي يوم موته: ((اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)) .
الفاصلة3
كانت بنو قريظة أشد اليهود عداوة لرسول اللَّه ، وقد نقضوا العهد مع رسول اللَّه يوم الأحزاب، وتحزّبوا مع الأحزاب، ونالوا من رسول اللَّه بالسبّ ونقض العهد.
وبعد أن هُزِمَ الأحزاب رجع رسول اللَّه إلى المدينة، قالت عائشة ’: فلما رجع رسول اللَّه من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاه جبريل – وهو ينفض رأسه من الغبار – فقال: قد وضعت السلاح؟ واللَّه ما وضعته، اخرج إليهم، فقال النبي : فأين فأشار إلى بني قريظة .
فخرج إليهم رسول اللَّه وحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، وهم في حصونهم، ثم نزلوا على حكم رسول اللَّه ، فقامت إليه الأوس، فقالوا: يا رسول اللَّه! قد فعلت في بني قينقاع ما قد علمت، وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا فأحسن فيهم، فقال: ((ألا ترضون أن يحكم فيهم رجل منكم؟))
قالوا: بلى. قال: ((فذلك إلى سعد بن معاذ)).
قالوا: قد رضينا. فأرسل إلى سعد بن معاذ ، وكان في المدينة لم يخرج معهم لجرح كان قد أُصيب به يوم الخندق، رماه رجل من قريش في الأكحل، فضرب النبي له خيمة في المسجد ليعوده من قريب)) .
وقد قال سعد عندما أصيب بالجرح: ((اللَّهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئاً فأبقني لها؛ فإنه لا قوم أحبّ إليَّ من أن أجاهدهم فيك، آذوا نبيك وكذبوه وأخرجوه، اللَّهم إن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعلها لي شهادة، ولا تمتني حتى تقرّ عيني من بني قريظة)) .
ووصل من أرسل رسول اللَّه إلى سعد، فأُركِبَ على حمار، وجاء إلى رسول اللَّه وجعل بعض الأوس يقول لسعد، وهو في طريقه إلى رسول اللَّه: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك، فإن رسول اللَّه إنما ولاّك ذلك لتحسن فيهم، فلما أكثروا عليه
قال: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في اللَّه لومة لائم.
فلما انتهى سعد إلى رسول اللَّه والمسلمين،
قال رسول اللَّه : ((قوموا إلى سيدكم)) فلما أنزلوه،
قالوا: يا سعد، إن هؤلاء قد نزلوا على حكمك، فقال سعد: عليكم ذلك عهد اللَّه وميثاقه إن الحكم فيهم لما حكمت؟
قالوا: نعم. قال: وعلى من ههنا؟ في الناحية التي فيها رسول اللَّه وهو معرض عن رسول اللَّه إجلالاً له. فقال رسول اللَّه : ((نعم)) .
قال سعد: فإني أحكم فيهم: أن تُقْتَل الرجال، وتُقسم الأموال، وتُسبى الذراري والنساء.
فقال رسول اللَّه : ((لقد حكمت فيهم بحكم اللَّه من فوق سبعة أرقعة)) .
فلما حكم فيهم بذلك أمر رسول اللَّه بقتل كل من جرت عليه الموسى منهم، ومن لم ينبت ألحق بالذرية ، فحفر لهم خنادق في سوق المدينة، وضربت أعناقهم، وكانوا ما بين الستمائة إلى السبعمائة .
وقد سأل اللَّه سعد الشهادة إن كان اللَّه قد وضع الحرب بين النبي وبين قريش، وانفجر جرحه ومات شهيداً .
اللَّه أكبر! ما أعظم هذا الرجل وما أحكمه! فقد رَغِبَ في الشهادة، ولكنه سأل اللَّه أن يبقيه إن كان اللَّه لم يضع الحرب بين رسول اللَّه وبين قريش، وكذلك سأل اللَّه ألا يميته حتى يقرّ عينه من بني قريظة، فاستجاب اللَّه له، وجعله الذي يحكم فيهم بحكمه، وعندما قال له بعض الأوس: أحسن في مواليك يا أبا عمرو، قال كلمته الحكيمة: لقد آن لسعد أن لا تأخذه في اللَّه لومة لائم.
وصدق فقد حكم فيهم بحكم اللَّه – تعالى – فقُتِلوا، وأمكن اللَّه المسلمين من أموالهم ونسائهم وذراريهم، فكان ذلك فتحاً ونصراً للمسلمين على أعداء اللَّه ورسوله، فرضي اللَّه عنه وأرضاه.
ومن فضل اللَّه عليه أن منّ عليه بالشهادة، وقال النبي يوم موته: ((اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ)) .
الفاصلة3