aze2009
2016-04-04, 16:38
مزيج من الشعور بالخجل والخوف والهلع والتوتر تتحسس به المرأة التي تتقدم عن زوجها في العمر، قد لا يفارقها لحظة,- حتى لو قال قائل: "أهم شيء في الزواج أن يكون الزوجان متفاهمين"، فينتابها أكثر حين يسألها السائل عن عمر زوجها، أو قد يعايرها به من يعرفها.
تقول أحدهن: "مشكلتي أن زوجي أصغر مني سنًا، وفارق العمر بيننا سنتين، علمنا بالفارق العمري إلا أنني في الأيام الأخيرة بدأت أتحسس كثيرًا هذا الأمر".
وتكمل: "أشعر بالخجل عندما أخرج معه للسوق، أشعر أن الناس ينظرون إلي وكأنهم يعرفون أني أكبره". وهو ما انعكس على طبيعة العلاقة بينهما، مشيرة إلى ما وصفته بالكابوس "فصار الأمر بالنسبة لي كالكابوس، فدائمًا أتمنى لو أنني تزوجت من هو أكبر مني سنًا، علما بأن زوجي متقبل الأمر، ولا يذكرني بذلك الفارق، وكأن أمر طبيعي".
هذا الأمر استدعى أن يتدخل مركز بحثي متخصص في شئون المرأة والزواج، وقام المركز بإجراء استطلاع رأي لعدد من الفتيات والشباب المقبلين على الزواج، للاطلاع على رأيهم في هذا الموضوع.
وطرحت على فئة من الشباب هذا السؤال: هل توافق على الزواج من فتاة أكبر منك؟ وعلى الفتيات: هل توافقين على الزواج من شاب أصغر منك؟
فوافق 37.27% من الطرفين، ورفضت نسبة بلغت 62.73%.
وفي معرض دفاع المؤيدين قال أحدهم: "أهم شيء في الزواج الحب والتفاهم"، وآخر يرى أنه ليس عيبًا، "فالرسول عليه الصلاة والسلام تزوج بالسيدة خديجة وهي أكبر منه سنًا". فيما رأى آخر أن السن ليس معيار التفرقة، "من الأفضل أن يكون الشاب أكبر، لكن لا ينبغي أن نحدد الفارق بسن معين".
أما الرافضون، وهم الأغلبية المعتبرة، فكان تركيزهم في معرض دفاعهم عن رأيهم هو فقدان المرأة لجمالها "المرأة تبدو عليها علامات الكبر في وقت مبكر"، ونظرة المجتمع أيضًا "لأن المجتمع لا يرحم"، ونظرة أخرى هي أن سن الرجل متعلق بقوته وحكمته التي تحتاج المرأة إليها "لأن المرأة في أكثر الأحيان تحتاج لرجل يوفر لها الحماية في بيته".
ما سبق يستدعي أن يتدخل علماء النفس والاجتماع والدين لحسم هذه المشاعر التي تخلف أمراضًا نفسية ثم عضوية مدمرة، قد لا تستحقها هذه الضعيفة.
الرجل القوي
يقول الدكتور سعد رياض، الخبير النفسي: إن الدراسات والأبحاث في هذا الإطار خلصت إلى أن أفضل الفروق في السن هي من 3 إلى 4 أعوام فقط، ولكن قد يكون هناك ظروف خاصة يمكن فيها عدم التحفظ على السن، مثل أن يكون دورها رعاية الأبناء في حالة الزواج الثاني، أو ظروف خاصة أخرى يمكن أن يتم فيها هذا الزواج.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأضرار النفسية التي تلحق بهذا الزواج تظهر تداعياته على المرأة، لأنها مهما كانت قوية أو متسلطة أو راجحة العقل فإن سيكولوجية المرأة تسمح باستقبال أية ملحوظة على الفارق العمري بينها وبين الزوج، ويكون لها مردود سلبي منها مباشر ينعكس عليها.
وأضاف أن المرأة أيضًا مهما كانت قوية فهي بحاجة إلى رجل قوي تشعر معه بالحماية، وأنضج منها ليفكر لها وتعود إليه، لأن الأصل في الموضوع أن المرأة تبحث عن رجل يشعرها بأنه مصدر قوتها لسد نقص الضعف الأنثوي لديها.
وقال: إن الأعراض النفسية السيئة التي قد تبدو على المرأة تتمثل في التوتر المستمر والشيخوخة السريعة وما يترتب عليها من مضاعفات عضوية، بمعنى أنها قد تصاب بأمراض عضوية نتيجة هذا التوتر والاكتئاب.
وذكر أنه لمواجهة هذه الأعراض يجب اتباع عدة خطوات، من بينها التأهيل النفسي، مما يعني إزالة فارق السن بين الاثنين، وأن يكون الزوج رغم صغر سنه أهلًا للولاية عليها، ولديه السلطة والسطوة، والأهم من ذلك ألا يعطيها أي إيحاء، ولو على سبيل المداعبة، بأنها تكبره، أو أنه سيتزوج غيرها بسبب هذه العلة.
موانع نفسية
وعلى صعيد الجانب المجتمعي شدد رياض على أن المقبل على الزواج من امرأة أكبر منه في السن لابد أن يحصن نفسه بما وصفه بالموانع النفسية التي تستخدم عند المواجهة، أي أنه يجب أن يضع تقديرات للقرار الذي سيتخذه، وموقف المجتمع منه، وإذا كان لديه القدرة على المواجهة بإمكانه أن يتزوج، ولكن إن لم يكن فإن الآثار السلبية سوف تترتب على هذا الزواج من الجانب المجتمعي، حيث سيستمع إلى كلمات لا يطيق أن يستمع إليها.
وحذر من أن فارق السن لا يشعر به الزوج في البداية، لأنها قد تكون مازالت تحتفظ بجمالها، ولكن قد يظهر علامات ذلك بعد سنوات قليلة، حيث تبدو علامات الشيخوخة عليها.
زواج السيدة خديجة
من جهته قال الدكتور عادل هندي، المدرس بجامعة الأزهر وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الإسلام لم يحدد شروطًا لسن الارتباط بين الرجل والمرأة، ولكن وضع صفات في مسائل الاختيار والزواج، كأن يختار الرجل المرأة الولود والودود والدينة وصاحبة الخلق والعفة وصاحبة الكفاءة العلمية أيضًا والاجتماعية والعمرية والفكرية، خاصة أن كل مرحلة عمرية لها نمطها التفكيري والتثقيفي.
ورأى هندي أنه وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة -رضي الله عنها وأرضاها- وهي في سن يكبره، فإن النقص العمري كان يكمله الوحي، مما لا يتوفر لدى أحد، مضيفًا أن معظم هذه الحالات تبوء بالفشل.
وأشار إلى أن الإسلام لا يتصادم مع العواطف والمشاعر الإنسانية، لكن يضبطها بضوابط الشريعة، فإنه قد يسمح لمن يريد أن يتزوج بمن تكبره سنًا، أن يكون لديه من الكفاءات الأخرى ما يعوض هذا النقص، كأن يكون كفؤًا من الناحية العلمية والتواصلية والذهنية مع الناس، فيجبر هذا النقص.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
تقول أحدهن: "مشكلتي أن زوجي أصغر مني سنًا، وفارق العمر بيننا سنتين، علمنا بالفارق العمري إلا أنني في الأيام الأخيرة بدأت أتحسس كثيرًا هذا الأمر".
وتكمل: "أشعر بالخجل عندما أخرج معه للسوق، أشعر أن الناس ينظرون إلي وكأنهم يعرفون أني أكبره". وهو ما انعكس على طبيعة العلاقة بينهما، مشيرة إلى ما وصفته بالكابوس "فصار الأمر بالنسبة لي كالكابوس، فدائمًا أتمنى لو أنني تزوجت من هو أكبر مني سنًا، علما بأن زوجي متقبل الأمر، ولا يذكرني بذلك الفارق، وكأن أمر طبيعي".
هذا الأمر استدعى أن يتدخل مركز بحثي متخصص في شئون المرأة والزواج، وقام المركز بإجراء استطلاع رأي لعدد من الفتيات والشباب المقبلين على الزواج، للاطلاع على رأيهم في هذا الموضوع.
وطرحت على فئة من الشباب هذا السؤال: هل توافق على الزواج من فتاة أكبر منك؟ وعلى الفتيات: هل توافقين على الزواج من شاب أصغر منك؟
فوافق 37.27% من الطرفين، ورفضت نسبة بلغت 62.73%.
وفي معرض دفاع المؤيدين قال أحدهم: "أهم شيء في الزواج الحب والتفاهم"، وآخر يرى أنه ليس عيبًا، "فالرسول عليه الصلاة والسلام تزوج بالسيدة خديجة وهي أكبر منه سنًا". فيما رأى آخر أن السن ليس معيار التفرقة، "من الأفضل أن يكون الشاب أكبر، لكن لا ينبغي أن نحدد الفارق بسن معين".
أما الرافضون، وهم الأغلبية المعتبرة، فكان تركيزهم في معرض دفاعهم عن رأيهم هو فقدان المرأة لجمالها "المرأة تبدو عليها علامات الكبر في وقت مبكر"، ونظرة المجتمع أيضًا "لأن المجتمع لا يرحم"، ونظرة أخرى هي أن سن الرجل متعلق بقوته وحكمته التي تحتاج المرأة إليها "لأن المرأة في أكثر الأحيان تحتاج لرجل يوفر لها الحماية في بيته".
ما سبق يستدعي أن يتدخل علماء النفس والاجتماع والدين لحسم هذه المشاعر التي تخلف أمراضًا نفسية ثم عضوية مدمرة، قد لا تستحقها هذه الضعيفة.
الرجل القوي
يقول الدكتور سعد رياض، الخبير النفسي: إن الدراسات والأبحاث في هذا الإطار خلصت إلى أن أفضل الفروق في السن هي من 3 إلى 4 أعوام فقط، ولكن قد يكون هناك ظروف خاصة يمكن فيها عدم التحفظ على السن، مثل أن يكون دورها رعاية الأبناء في حالة الزواج الثاني، أو ظروف خاصة أخرى يمكن أن يتم فيها هذا الزواج.
وأشار إلى أن هناك الكثير من الأضرار النفسية التي تلحق بهذا الزواج تظهر تداعياته على المرأة، لأنها مهما كانت قوية أو متسلطة أو راجحة العقل فإن سيكولوجية المرأة تسمح باستقبال أية ملحوظة على الفارق العمري بينها وبين الزوج، ويكون لها مردود سلبي منها مباشر ينعكس عليها.
وأضاف أن المرأة أيضًا مهما كانت قوية فهي بحاجة إلى رجل قوي تشعر معه بالحماية، وأنضج منها ليفكر لها وتعود إليه، لأن الأصل في الموضوع أن المرأة تبحث عن رجل يشعرها بأنه مصدر قوتها لسد نقص الضعف الأنثوي لديها.
وقال: إن الأعراض النفسية السيئة التي قد تبدو على المرأة تتمثل في التوتر المستمر والشيخوخة السريعة وما يترتب عليها من مضاعفات عضوية، بمعنى أنها قد تصاب بأمراض عضوية نتيجة هذا التوتر والاكتئاب.
وذكر أنه لمواجهة هذه الأعراض يجب اتباع عدة خطوات، من بينها التأهيل النفسي، مما يعني إزالة فارق السن بين الاثنين، وأن يكون الزوج رغم صغر سنه أهلًا للولاية عليها، ولديه السلطة والسطوة، والأهم من ذلك ألا يعطيها أي إيحاء، ولو على سبيل المداعبة، بأنها تكبره، أو أنه سيتزوج غيرها بسبب هذه العلة.
موانع نفسية
وعلى صعيد الجانب المجتمعي شدد رياض على أن المقبل على الزواج من امرأة أكبر منه في السن لابد أن يحصن نفسه بما وصفه بالموانع النفسية التي تستخدم عند المواجهة، أي أنه يجب أن يضع تقديرات للقرار الذي سيتخذه، وموقف المجتمع منه، وإذا كان لديه القدرة على المواجهة بإمكانه أن يتزوج، ولكن إن لم يكن فإن الآثار السلبية سوف تترتب على هذا الزواج من الجانب المجتمعي، حيث سيستمع إلى كلمات لا يطيق أن يستمع إليها.
وحذر من أن فارق السن لا يشعر به الزوج في البداية، لأنها قد تكون مازالت تحتفظ بجمالها، ولكن قد يظهر علامات ذلك بعد سنوات قليلة، حيث تبدو علامات الشيخوخة عليها.
زواج السيدة خديجة
من جهته قال الدكتور عادل هندي، المدرس بجامعة الأزهر وعضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين: إن الإسلام لم يحدد شروطًا لسن الارتباط بين الرجل والمرأة، ولكن وضع صفات في مسائل الاختيار والزواج، كأن يختار الرجل المرأة الولود والودود والدينة وصاحبة الخلق والعفة وصاحبة الكفاءة العلمية أيضًا والاجتماعية والعمرية والفكرية، خاصة أن كل مرحلة عمرية لها نمطها التفكيري والتثقيفي.
ورأى هندي أنه وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم تزوج من السيدة خديجة -رضي الله عنها وأرضاها- وهي في سن يكبره، فإن النقص العمري كان يكمله الوحي، مما لا يتوفر لدى أحد، مضيفًا أن معظم هذه الحالات تبوء بالفشل.
وأشار إلى أن الإسلام لا يتصادم مع العواطف والمشاعر الإنسانية، لكن يضبطها بضوابط الشريعة، فإنه قد يسمح لمن يريد أن يتزوج بمن تكبره سنًا، أن يكون لديه من الكفاءات الأخرى ما يعوض هذا النقص، كأن يكون كفؤًا من الناحية العلمية والتواصلية والذهنية مع الناس، فيجبر هذا النقص.
منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول