المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : سالة ..الإطار السابق في وزارة التربية حمزة بلحاج صالح إلى نورية بن غبريط


المعزلدين الله
2016-04-02, 08:05
سالة ..الإطار السابق في وزارة التربية حمزة بلحاج صالح إلى نورية بن غبريط
(هذه رسالة كتبها الأستاذ حمزة بلحاج صالح إلى وزيرة التربية قبل ساعات ، بعد التداعيات للقائه على قناة الشروق وفضحه للمؤامرات التي تُحاك ضد المنظومة التربوية والاجيال القادمة ..على طولها فهي مهمة لفهم الكثير من التفاصيل ..كما يرجى العودة الى اللقاء التلفزيوني على الرابط التالي لمن فاته ..
https://www.dztu.be/watch?v=Z6H-...w&spfreload=10
بسم الله الرحمن الرحيم
السيدة نورية بن غبريط
وزيرة التربية الوطنية -الجزائر-
بسكرة في 27/03/2016
الرسالة رقم(1)
ما كان لي أن أراسلك لولا أن بلغ السيل الزبى..و انفرط العقد..و فاض الكأس ..من جراء ما يبلغني يوميا من استفزازات يصلني صداها و مداها في حق شخصي ....
إني أسالك ..هل هي وزارة تربية و مؤسسة دولة تشرف على صناعة الأخلاق و المدنية و التحضر و المواطنة الصالحة و الإنسان ..أو مخفرة أمن و استخبارات و تجسس و تهديد للكفاءات الجزائرية و ترويض لها ومضايقة لكل صاحب رأي مختلف أو ناقد لك و لبرامجك باعتبارك شخصية عمومية عرضة للنقد و المعارضة ...
فإن كنت تجهلين هذا فأحيلك الى الحملات الشرسة التي تتعرض لها وزيرة التربية الفرنسية...رغم أن إصلاحاتها لم تأت على الأخضر و اليابس كما تفعلين..لم تأت لهدم كل قديم...لم تأت لتسخر من قديم فرنسا...
لقد قمت بعد مشاهدتك حصة يوم الخميس "هنا الجزائر" و في حالة من الغضب باستدعاء واحد من مستشاريك إلى مكتبك لتسأليه ...فدعيني أولا أعرج علة حصة الخميس و مستضيفي المحترم و سأعود إلى الموضوع ...
أشكر الصحفي القدير قادة بن عمار المنافح على قيم الشعب و الأمة و المجتمع من عروبة و أمازيغية و إسلام جزاه الله خيرا عن قيمنا الوطنية التي يراد لها أن تبلى و تغلف بالغبارو تأكلها دودة الأرض و خصوصيتنا الثقافية التي تقاوم إعصارأصوات نشازو قلة تتعالم و تستقوي علينا و تصفنا بأبشع النعوت الساخرة و نحن كثرة غالبة و هم قلة نادرة كما تتصدى لتحديات وضع مكن من تسرب كل غريب و عجيب...
الشكر للصحفي قادة نيابة عن كل رجل تربية يعاني في موقعه شابا وجد نفسه في معترك واقع المدرسة المأزوم من غير أن يتم الإلتفات إليه داخلا المدرسة بأطوارها الثلاث و خارجا منها و داخلا الجامعة و خارجا منها و عائدا إلى المدرسة من جديد مخروجا جامعيا ليصبح رجل تربية .. وعن كل إطار تربوي و أستاذ ومعلم..عاش زهد "المحاسبي" مكرها و تقمص طريقة الصوفي السالك "الجنيد" مرغما لم يعرف سياحة و لا راحة و لا أنترنيت و لا فيلات في مساكن بالية ترحلينه اليوم منها بصورة مهينة حقيرة أحيانا يتقزز منها كل عاقل شريف...
بعد أن بدلت الأرض غير الأرض و شيدت عليها الفيلات و العقارات لم يبق سوى رجل التربية المسكين تسحبين منه سكن البؤس و الشقاء "قبر الحياة" و تمنحينها لمن جئت بهم الى الوزارة و لو ميسوري الحال و تحرمين منها كل من تجرأ مخالفتك الرأي ليخرجوا في ساعات الليل المتأخرة من المرادية راجلين و أي إهانة ليتم الإعتداء عليهم في شوارع عمق العاصمة في عز يوم ممطر في الشتاء كما حصل لي في بدايات تعييني بعد أشهر ..لأن لوني الثقافي غير لونك و فكري غير فكرك و هواي غير هواك و شوقي غير شوقك ....
جزاه الله خيرا الصحفي قادة القدير عن كل طالب جامعي و مربي و إطار تربوي ممحون ممزق منهك متعب يجرجر متاعب الحياة فتنة و صروف الدهر تتوالى عليه من غير التفاتة تذكر...حتى وصف أحد إطارات التربية عندك من المسؤولين حال مفتش بهندام وصفه بسخرية مقززة كيف كان يحاور و يحتج خلال اجتماع في ولاية ورقلة فوصفه وصفا كدت أغادر قاعة الإجتماع بالوزارة بسببه...
ألم يكن الأجدى يا سيادة الوزيرة أن يسأل عن حاله و أوضاعه و ما جعله كذلك لا يلبس بذلة "كوستيما" أنيقا و يتعطر ب "باكو رابان" أو "دراكار نوار" ...بدل السخرية منه...
جزاك الله خيرا السيد رشيد بوسيافة الصحفي الغيور على قيمنا و الفضل بعد الله يعود لك لأنك كنت تلح علي بعد اتصالك بزميلك "قادة بن عمار" على المجيء رغم ظروفي الصعبة التي لا يعلم بها إلا الله فكنت تلح علي حتى قبلت فجئت و قضيت الليل أسير...
جزاك الله خيرا يا أيها الصحفي القدير بن عمار قادة عن الذين ذكرتهم لك و نسيت لأنك وصلتني و ربطتني بعد حصتك بشباب لا يعرفني بعد أن عتمت إعلاميا و همشت و اقصيت و ابعدت و جررت و عذبت نفسيا و معنويا و ماديا...
غيبت و حوصرت إعلاميا بعد أن كنت معلوما في الإعلام المكتوب و المرئي و المنتديات و الملتقيات و التفزيزن الجزائري..فكان يكفي أن أقف المواقف لأحاصر و أشرد و أبعد و أقصى و تخترق حقوقي الإنسانية مغلفة بمبررات مزيفة و كيدية في الواجهة حتى أخرص..
لقد مت و وريت التراب ..فأحييتني..
غيبت عن عائلتي الكبيرة و جيل من الشباب و الشابات لا يعرفني فعرفني و عرفته بفضلك...
كما غيبت عن عائلتي الصغيرة...فلم أعرف طعم اللحظة و معنى الأنس...لكنني قاومت و رفضت أن استلب و ارتهن و أصفد بالأغلال..
لولاك ما توافد على صفحتي شباب بالمئات من رجال التربية و غيرهم أقر اليوم بأنني أقرأ في عيونهم الحزن و المعاناة..الحيرة و القلق...لسان حالهم يقول أنقذونا...
متعاقدون قلقون على مستقبلهم يتمسكون بالوظيفة وأنت يا سيدتي الوزيرة تعلنين استغناءك عنهم ...أريد تذكيرك فقط بأن الجزائر لهم لا لك و لا لي هل تدركين..
الجزائر لهم مهما طال عمرك وعمري ...فردي الأمانة لأهلها قبل فوات الأوان...
قومي بتفجير الأقسام المكتظة و استوعبيهم و وظفيهم و لننتهي من حالة الإكتظاظ..بدل إخبارهم بأنك في غنى عنهم ... لا تحرميهم من لقمة عيش يسيرة زهيدة...ستقولين المشكل مادي ...يا للمادة و يا للروح ...يا للمال العام و يا للأزمة..
أين ذهب مالنا حتى نعلن عن عجزنا الإستثمار في قطاع نحت و صناعة الإنسان ...
أقرأ في أعينهم الحزن و الحيرة و الضياع ..إنهم منتوج التدمير و السحق الطويل الذي قام ببفلفة الإنسان و سلبه و حرمانه من نعيم الروح و العقل و الدنيا و متعها الحلال و فن العيش و التمدن و حب العلم و الحياة و حب الله و الوطن...
بعد أن حرموا و دمروا .. فلا تغتاليهم مرة أخرى ..
كفي عن سب الأستاذ و المعلم و رجل التربية..
مع احترامي لمديري التربية الجدد الطيبين منهم ..ترى من هم هؤولاء العباقرة الذين قمت بتعيينهم حتى تسبي المعلم و الأستاذ..
إنهم عينوا (مديرو التربية ) في فترتك و أعني من أعني حاشا الشرفاء (لأنه بلغني أن أقوالي تشوه و تزيف لتحريض البعض و تغليطهم شحنهم للشهادة ضدي..) و منهم من توبع قضائيا في فضائح يندى لها الجبين لولا احترام الزمالة لسميتهم علاوة على مستوى البعض و كفاءته الهزيل الضحل ...فوالله إن أساتذة اليوم ببراءتهم لخير من كثير من هؤولاء و منهم من عزل ....من هؤلاء الذين لا يحملون أي مسؤولية حتى تحملي الأساتذة الجدد مسؤولية الفشل...
إنني لا أستبعد عن "الأساتذة الجدد" النقصان و لا عن غيرهم و لا عن مديري التربية و لا عن المديرين المركزيين و نوابهم و المستشارين ...لكن من هو سبب نقصان الأساتذة إن سلمنا لك جدلا بأنهم السبب...إنه أكبر من أن يختصر في "سب" و "شتم" و إهانة أبناءنا بدل التكفل بهم و البحث عن الأسباب العميقة للأزمة التي أنتجت راهن المدرسة الجزائرية بعد ثلاثة عشر سنة من إصلاحات بن زاغو التي أنت و بن رمضان من بين أعضاءها (الجيل الأول)...
فشلت إصلاحات بن زاغو الأولى و ستصنع من غير شك و تلد الفشل عبر ثانية و ربما ثالثة و إصلاح الإصلاح و إصلاح "اصلاح الاصلاح" و ميزانيات لطبع كتب ضخمة و رمي الكتب القديمة بالأطنان و بيعها مسترجعات بأبخس الأثمان...
من يدري سيأتي يوما نبيع ديوان المطبوعات المدرسية لدار من دور الطباعة الفرنسية مثل "هاشيت" و غيرها حتى تحصل البركة من "فافا" و نسرح العمال و ليذهبوا الى الجحيم...
كفي يا وزيرة التربية عن إعادة انتاج الأزمة واختصار الفشل في عامل أوحدي هم الأساتذة لحفظ ماء وجه إصلاحات "بن زاغو" ...أما إصلاحات "الجيل الثاني" التي قمت بتعريفها بانها تحسين للجيل الاول فلن يكون في تقديري مصيرها سوى الفشل ما لم ترتسم في إطار النسق القيمي الجزائري...
إن الجيل الفاشل لا يلد إلا فاشلا.. فأي تحليل للنظام التربوي أخبرك بهذا ..هل هو تحليل "بيزا" OCDE .. من قال لك بأن سبب الفشل هم الأساتذة الجدد .. لماذا هذا التقسيم الفئوي العمري الفتنوي في تقديري ..جديد و قديم شاب و شيخ..إنها نزعتك للتقسيم ..على نحو "معرب" و "مفرنس" ...متخلف و حداثي ...مبدع و مقلد و مسوق ل"قوالب جاهزة"...هل تذكرين يا سيدة نورية وزيرة التربية الوطنية هذه العبارة يوم زيارة وزيرة مصرية سابقة و مترشحة لليونسكو في قاعة و صالون الإستقبل بديوانك حيث كنت ترددينها و تركزين على شخصي بالنظر فابتسم ساخرا...
أحسب يا سيدة نورية أن من يزعمون أنهم يحملون جديدا لا قوالب جاهزة إنما يسوقون لقوالب جاهزة أيضا و رديئة مهترئة انتحلوها من غير أمانة أو سوقت لهم باهتة شاحبة ...فلا تزايدوا علينا يا سيادة الوزيرة..
ليس الإمام أقضل من المأموم ..فكلنا في الهم شرق..و ليكن همنا أفضل من همكم..إلى حين..
الأزمة أعمق من أن نرميها على عاتق أبناءنا أو جيل دون اخر ...و أنت تعلمين ...لكنك تتخبطين...
إن إصلاح المنظومة التربوية خارج النسق القيمي مغامرة علموية فاشلة...و لن تتحقق فقط من منظور اختصاصك "سوسيولوجيا التربية"..أو من زاوية التخصصات الألسنية باعتبار أساس الإصلاح هو اللغة و اللسان...
هب أنها نظرية صحيحة يكتب لها النجاح ..لكن ما رأيناك تحملين هما إصلاحيا ثقيلا إلا بخصوص الفرنسية...أما المسكينة العربية فلها الله...
لا أكون قد علمتك شيئا لما أقول لك أن نعوم شومسكي استلهم و استوحى رغم الفروقات الكبيرة نظريته التوليدية من توليدية الفراهيدي...لكنه استوعبها في نسقه اللساني و الثقافي و اللغوي...
لا أكون قد أضفت إليك جديدا و لا لفريقك لما أقول لك أن الألسنية الفرنسية "جوليا كريستيفا" اشتغلت على الحو العربي...
و لن أفيدك علما لما أقول لك بأن عبد القاهر الجرجاني و ابن جني و أبو علي الفارسي و الخليل الفراهيدي ...يشكلون مراجع هامة عند الألسنيين المحدثين الفرنسيين و غيرهم...و أن علم الدلالة في أسسه و نشأته كان عربيا...
فلماذا يا سيادة الوزيرة لا يحصل الاهتمام باللغة العربية و بنفس الحجم و الحيرة كما هو بالنسبة للغة الفرنسية عبر التعاون الأجنبي منذ مجيئك الى الوزارة...
لقد قدمت نفسك و فريقك على أساس أنكم تملكون الخلاص لإشكالية التربية في الجزائر..جئتم لإنقاذنا من تخبطنا و تخلفنا..لكنكم ها أنتم تتخبطون ..لتصلحوا الإصلاح و لتصرف الأموال سدى في طبع الكتب الجديدة و التكوين ..أوقفوا النزيف...يا سيادة الوزيرة ...
أتحداك أن تضيفي شيئا ملموسا للمنظومة التربوية ..للأستاذ و المفتش و التلميذ...
أعود الان لسبب مراسلتي لك...و ما كان لي لأراسلك و قد تعودت من لا جدوى إصغاءك لمن يختلفون معك...لكنك رغم ذلك أصغيت و تابعت حصتي يا سيدة "نورية بن غبريط"...
و ما راسلتك مكرها لأحدثك أولا عن كل هذا بل إن دافع المراسلات هو أنت من دفعت به ليكون و عجلت من وتيرته...
لقد قمت باستدعاء مستشارا لك إلى المكتب..كنت لا تمنحينه حتى ملفات للتكفل بها وكان مهمشا غير مرغوب فيه ...و اليوم بسببي و لحاجة في نفس يعقوب ها أنت تسألينه بعد استدعاءه الى مكتبك ..لماذا لم ينصحك باستبعادي من اليوم الأول و لم يخبرك بخطورتي عليك...ثم ها أنت تسألينه و تخبرينه بأن بعض المقربين منك الذي حدثه عني بالسوء مستشارك أخبرك بأن المستشار اصطدم معي ذات يوم قرب ديوانك...هل تتتبعين حتى خلافات الموظفين ..و لديك من الفراغ رغم حجم الاصلاحات و أعباء الوزارة ما يسمح لك بذلك ..أم إن ملفي فتح منذ علمت أنني لن أسكت ...فسبحان الله ماذا أنا فاعل الان و ماذا أسمع " قال لك و قيل لك و قلت له و قالوا لك ..."..محزن ما يحدث بوزارتك ...هل هذه هي "سوسيولوجيا التربية" ..أم فكر الأنوار و الحداثة ...هل قمت بتحويل إطارات الوزارة إلى قوالين و مخبرين و متجسسين يبلغون أتفه حركات من لا ترغبين فيهم أو تضعينهم تحت النظر....
وا أسفاه يحسبنا رجال التربية في القواعد أمثة في التحضر و الأخلاق.. كذلك يحسبنا الأولياء أملهم و نموذجهم على أعلى هرم للدولة و الوزارة في وحل القيل و القال غارقة و في وحل التجسس و التحسس و الاستخبارات و تصنيف الناس و الإخبار عن ألوانهم الثقافية و الفكرية تتخبط..هذا إذا افترضنا أنهم يرقون الى هذا النوع من الإستخبار بل إنه يتوقف عند حدود "قال فيك" و "قالت فيك" ...
هل تحولت وزارة للتربية الى مجمع استخباري و حديث عجائزو قراءة في الأكفو خط الرمل و تصنيف الخلائق...هل هذه هي عقلانية و تنوير كانط و سوسيولوجيا بورديو و أنسنة أركون و فلسفة يورغن هابرماس و حكمة ابن رشد...
هل تعلمين إلى أي حد الأجواء بالوزارة الان هذه مكهربة و منفلتة ويطغى عليها الصراع المقيت و الضغينة...كل حزب بما لديهم فرحين...ثم هل إلى هذا الحد أزعجتك حصة تلفزيونية ...لقد حدثت مستشارك بأنني خرقت واجب التحفظ ...مضحك...التحفظ على الجريمة أو الخطأ و السير العادي الذي يفترض فيه أن يكون معلنا....أو على حدث و واقعة علنية...
إن واجب التحفظ لا يسحب الرجولة من الرجال و لا الفحولة منهم و لا الأنوثة الأصيلة و المروءة من النساء...
إن واجب التحفظ ليس واجب نفي الاختلاف..و محاربة الرأي العلمي و نقد السياسة و الممارسة التربوية...
إنني أردت أن يعلم رجال التربية مشهدا من مشاهد التقهقر مروية لهم من شاهد عيان و إطار مارس المسؤولية على مضض و تعب و بمعاناة معك و حتى يقيسوا عليها ..كيف تتمكن وزارة وصلت الى هذه الحالة من الهشاشة أن تشكل أمل من هم في القاعدة...
إنها حالة رهيبة من الترويض و التهجين و الضغط و التسابق على الوظائف و الترقيات و التعيين ثم التهميش و الندم ثم الفصل ثم التعيين من جديد بالتكليف بمقررة تمضينها قبل وصول رأي مصالح الرئاسة...ما هذه "اللخبطة"...
أما عن أسئلتك فقد سبقك من سبق إلى تحريض المتقاعدين من الإطارات التي لا زالت تمارس و تغليطهم و اتهامي بأنني اهنتهم.. إنها حملة ترويض و تحريض ضدي...و محاولة إقناعهم بالتظلم الإمضاء ضدي...ألهذا الحد أقلقك و أزعجك يا وزيرة التربية....
أنت شخصية عمومية عرضة للنقد اللاذع لا تفرقين بين واجب التحفظ الذي يخص سرا مهنيا لا تخريبا مهنيا و يخص سرا لبناء الوطن لا عملا عموميا وقع و يعرف من طرف الجميع...و تخلطين بين النقد العلمي تتضايقين منه و السب و الشتم و القذف...
"رحم الله" "نجاة فالو بلقاسم" التي أسمعها الفرنسيون العجب العجاب...فلم تتضايق...
أما أنا فإنني لم أقل بعد إلا ربع ما أعلم و أوثق...
يسعدني ان تتظلمي حتى تكون لي فرصة التظلم للرأي العام و لمؤسسات الدولة و ليس لشخصي بل لما أصاب القطاع و الوزارة ...
ستكون فرصة لكشف المستور بالمستندات و الدليل و القرائن المادية و الكلمة ..و أخبرك بأنها ليست أول مرة...
بل لما كنت أعمل و قبل أن تقومي بفصلي بمقرر..بعد ستة أشهر من غير راتب حتى أغادر مكرها فلم أفعل فعملت بالخسارة نكاية في تيار التغريب و الفرنسة و من أجل مبادئي و قيمي...يومها و أنا في عطلة خاصة لبضعة أيام...
قام أحد مسؤوليك بتكليف شاب و المطلع على جزء هام من أسراركم و هو مختص في الإعلام الالي حديث التوظيف منذ نحو أربع سنوات للتجسس على صفحتي في الفيس بوك و قد فعل و طبع لكم مقالاتي التي تتضمن مواقفي و رؤيتي الأصيلة ....
و هو حصني الإفتراضي الخاص الذي لا يسمح باختراقه أو محاسبة الإطارات بالوزارة على أساس ما ينشر على صفحاتهم التواصلية ..و بعدها و في مرة ثانية كما قلت و أنا في عطلة خاصة منهك بسبب ظروف الإقامة و حرماني من راتبي و من السكن الذي منحتيه لبعضهم فور التحاقهم و قبل موافقة مصالح الرئاسة على تعيينهم... فأخبرتموني عن طريق وسيط بأنني نشرت ضدك و ضد فريق عملك مقالات على صفحتي..و قد قام بطبعها لك و تسليمها لأمينك العام و اطلع عليها المفتش العام من كلفتموه بهذه المهمة التجسسية غير التربوية...يطبع من صفحتي منشوراتي..هل هو جهاز أمني مخول و مكلف بهذا... فحصل فزع و هلع كبيران..كيف ينتقدنا من يعمل معنا و كيف يكون ضد خطنا و نهجنا الإصلاحيو أفكارنا...و حصل الذي حصل و بعدها قمت بمراسلة مصالح الرئاسة مرفقة بتقرير منك بطلب العدول عن اقتراحي الذي قمت بإرساله و إمضاءه بعد نحو أربعة أشهر من العمل و بقي يترنح مكانه....
بيت القصيد يا سيدة بن غبريط ..هل هي من مهمة الإطارات التجسس لصالحك و صالح فريقك حتى على صفحات الفيس بوك الشخصية...مهمة تحديد الألوان الثقافية و الأيديولوجية للناس و حرية رأيهم...و الأفكار و القناعات الخاصة...أليس هذا هو الإرهاب بعينه...بل يراقبونهم في لسانهم و لغتهم و درجة ولاءهم إليك و إلى فريقك....هل نحن في وزارة تربية وطنية ...أم جهاز استخبارات و جوسسة و تهديد و إرهاب و تخويف و تمييز عنصري ثقافي لا دستوري..."
حمزة بلحاج صالح
المدير الفرعي السابق للتعاون و العلاقات الدولية
وزارة التربية الوطنية