مشاهدة النسخة كاملة : رثاء الفردوس الاسلامي المفقود في الشعر العربي
http://up.1sw1r.com/upfiles2/3fq32698.gif
بسم من خضعت له الجباه، وهمست له الشفاه، سبحانه جل في علاه، لا اله إلا الله ، والصلاة والسلام على رسول الله،
ممتطيا صهوة جواده؛ وقف على رابية ليلقي آخر نظرة على غرناطة
مودعا إياها بعد ان سلم مفاتيحها لفرديناند وزوجته ايزابيلا، فزفر
قهرا وبكى، فقالت له أمه :
ابكِ مثل النساء ملكاً مضاعاً ** لم تحافظ عليه مثل الرجالِ
الاندلس .. منارة العلوم والحضارة التي حولت مساجدها لكاتدرائيات وماذنها لابراج للاجراس ..
الفردوس الإسلامي المفقود؛ التي بكاها الشعراء حرقة وتحسرا على
ضياعها وافول نجمها في سماء تاريخ الحضارة الاسلامية.
http://up.1sw1r.com/upfiles2/h1y38189.jpg
وددت ان اجمع في هذا الموضوع مع محبي بديع الكلم مختارات مما قيل فيها ؛
والشكر موصول لكل المشاركين ..
قصيدة رثاء الاندلس لابي البقاء الرندي الذي شهد سقوط مدنها الواحدة تلو الاخرى .. وهي من اروع ماقيل ..
لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ *** فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ *** مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد *** ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ *** إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
ويـنتضي كـلّ سيف للفناء ولوْ *** كـان ابنَ ذي يزَن والغمدَ غُمدان
أيـن الملوك ذَوو التيجان من يمنٍ *** وأيـن مـنهم أكـاليلٌ وتيجانُ ؟
وأيـن مـا شـاده شـدَّادُ في إرمٍ *** وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ؟
وأيـن مـا حازه قارون من ذهب *** وأيـن عـادٌ وشـدادٌ وقحطانُ ؟
أتـى عـلى الـكُل أمر لا مَرد له *** حـتى قَـضَوا فكأن القوم ما كانوا
وصـار ما كان من مُلك ومن مَلِك *** كما حكى عن خيال الطّيفِ وسْنانُ
دارَ الـزّمانُ عـلى (دارا) وقاتِلِه *** وأمَّ كـسـرى فـما آواه إيـوانُ
كـأنما الصَّعب لم يسْهُل له سببُ *** يـومًا ولا مَـلكَ الـدُنيا سُـليمانُ
فـجائعُ الـدهر أنـواعٌ مُـنوَّعة *** ولـلـزمان مـسرّاتٌ وأحـزانُ
ولـلـحوادث سُـلـوان يـسهلها *** ومـا لـما حـلّ بالإسلام سُلوانُ
ويواصل ابو البقاء الرندي في نفس القصيدة ..
دهـى الـجزيرة أمرٌ لا عزاءَ له *** هـوى لـه أُحـدٌ وانـهدْ ثهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ *** حـتى خَـلت مـنه أقطارٌ وبُلدانُ
فـاسأل(بلنسيةً) ما شأنُ(مُرسيةً) *** وأيـنَ(شـاطبةٌ) أمْ أيـنَ (جَيَّانُ)
وأيـن (قُـرطبة)ٌ دارُ الـعلوم فكم *** مـن عـالمٍ قـد سما فيها له شانُ
وأين (حْمص)ُ وما تحويه من نزهٍ *** ونـهرهُا الـعَذبُ فـياضٌ وملآنُ
قـواعدٌ كـنَّ أركـانَ الـبلاد فما *** عـسى الـبقاءُ إذا لـم تبقَ أركانُ
تـبكي الحنيفيةَ السمحاءُ من أسفٍ *** كـما بـكى لـفراق الإلفِ هيمانُ
عـلى ديـار مـن الإسلام خالية *** قـد أقـفرت ولـها بالكفر عُمرانُ
حيث المساجد قد صارت كنائسَ *** مافـيـهنَّ إلا نـواقيسٌ وصُـلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ *** حـتى الـمنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يـا غـافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ *** إن كـنت فـي سِنَةٍ فالدهرُ يقظانُ
ومـاشيًا مـرحًا يـلهيه مـوطنهُ *** أبـعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ ؟
تـلك الـمصيبةُ أنـستْ ما تقدمها *** ومـا لـها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
نفس القصيدة ..
يـا راكـبين عتاق الخيلِ ضامرةً *** كـأنها فـي مـجال السبقِ عقبانُ
وحـاملين سـيُوفَ الـهندِ مرهفةُ *** كـأنها فـي ظـلام الـنقع نيرانُ
وراتـعين وراء الـبحر في دعةٍ *** لـهم بـأوطانهم عـزٌّ وسـلطانُ
أعـندكم نـبأ مـن أهـل أندلسٍ *** فـقد سرى بحديثِ القومِ رُكبانُ ؟
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم *** قـتلى وأسـرى فما يهتز إنسان؟
ما ذا التقاطع في الإسلام بينكمُو *** وأنتمُو يا عباد الله إخـــــوانُ
ألا نـفـوسٌ أبَّـياتٌ لـها هـممٌ *** أمـا عـلى الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يـا مـن لـذلةِ قـومٍ بعدَ عزِّهمُ *** أحـال حـالهمْ جـورُ وطُـغيانُ
بـالأمس كـانوا ملوكًا في منازلهم *** والـيومَ هـم في بلاد الكفرِّ عُبدانُ
فـلو تـراهم حيارى لا دليل لهمْ *** عـليهمُ مـن ثـيابِ الـذلِ ألوانُ
ولـو رأيـتَ بـكاهُم عـندَ بيعهمُ *** لـهالكَ الأمـرُ واستهوتكَ أحزانُ
يـا ربَّ أمّ وطـفلٍ حـيلَ بينهما *** كـمـا تـفـرقَ أرواحٌ وأبـدانُ
وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت *** كـأنـما هي يـاقـوتٌ ومـرجـانُ
يـقودُها الـعلجُ لـلمكروه مكرهةً *** والـعينُ بـاكيةُ والـقلبُ حيرانُ
لـمثل هـذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ *** إن كـان فـي القلبِ إسلامٌ وإيمانُ
من قصيدة أحزان في الأندلس - نزار قباني
كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لاغالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هيَه..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هيه
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولاتزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
مرثية الشاعر ابن الأبار لمدينة بلنسية من المراثي المشهورة في الأندلس،
فقد أرسل بها على لسان أميره إلى أبي زكريا بن حفص سلطان تونس مستنجدا به لنصرة الأندلس ومطلعها:
أَدْرِكْ بِخَيْلِكَ خَيْلِ اللَّهِ أندلُسَاً *** إنَّ السَّبِيلَ إلَى مَنْجاتِها دَرَسَا
وَهَبْ لهَا مِنْ عَزيزِ النَّصْرِ مَا الْتَمَسَتْ *** فَلَمْ يَزَلْ مِنْكَ عزُّ النَّصْر مُلْتَمَسا
وَحاش مِمَّا تُعانِيهِ حُشَاشَتهَا *** فَطَالَما ذَاقَتِ البَلوَى صَبَاحَ مَسَا
يَا للجَزيرَةِ أَضْحَى أَهلُها جَزَراً *** لِلحَادِثَاتِ وأَمْسَى جَدُّهَا تَعَسا
في كُلِّ شارِقَةٍ إِلْمَامُ بَائِقَةٍ *** يَعُود مَأتَمُها عِندَ العِدَى عُرُسا
وكُلِّ غَارِبَةٍ إِجْحَافُ نائِبَةٍ *** تَثْنِي الأَمَانَ حِذاراً والسرُور أَسَى
تَقَاسَمَ الرومُ لا نَالَتْ مَقَاسِمُهُم *** إِلا عَقَائِلَها المَحْجوبَةَ الأُنُسَا
أمير جزائري حر
2016-04-02, 15:00
شكرا على الموضوع ماجي ..
نتذكر لعلنا نأخذ العبرة ..
أردت إدراج قصيدة نزار لكنك سبقتني .. :D
هذه بعض الصور لجامع قرطبة .. ولي عودة :cool:
http://www.nbcamp.com/vb/imgcache/14061.imgcache
http://www.nbcamp.com/vb/imgcache/14062.imgcache
شكرا على الموضوع ماجي ..
نتذكر لعلنا نأخذ العبرة ..
أردت إدراج قصيدة نزار لكنك سبقتني .. :d
هذه بعض الصور لجامع قرطبة .. ولي عودة :cool:
http://www.nbcamp.com/vb/imgcache/14061.imgcache
http://www.nbcamp.com/vb/imgcache/14062.imgcache
الشكر لك على المرور الطيب ..
الدنيا لاتبقى على حال ..
ذات يوم كان الاذان يرفع خمس مرات من هذا المسجد واليوم تحول الى كاتدرائية ..
شكرا على الصور .. ومشاركتك محل ترحيب ..
تشرف متى شئت ..
السلام عليكم
موضوع قيم
انا لم اقرا من قبل الكثير من شعر الاندلس و سافعل معك
من اجمل القصائد التي اتذكرها كلما ذكرت الاندلس هي القصيدة التي ادرجتها
لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ *** فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ *** مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
لي عودة بحول الله
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ..
موضوع قيم
يسرني رايك هذا اختي الفاضلة .. هذا من كرم اخلاقك ..
انا لم اقرا من قبل الكثير من شعر الاندلس و سافعل معك
مشاركتك تشرفني وتسعدني ..
من اجمل القصائد التي اتذكرها كلما ذكرت الاندلس هي القصيدة التي ادرجتها
لـكل شـيءٍ إذا مـا تـم نقصانُ *** فـلا يُـغرُّ بـطيب العيش إنسانُ
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ *** مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
لي عودة بحول الله
تنورين الموضوع .. واطلالتك مرحب بها متى ماشئت ..
ويواصل ابن الابار القضاعي في سينيته الشهيرة ..
وَفِي بَلَنْسِيةٍ مِنْها وَقُرْطُبَـــــــــةٍ *** ما يَنْسِفُ النَّفسَ أَو ما يَنزِفُ النَّفَسا
مَدائِنٌ حَلَّها الإشْرَاكُ مُبْتَسِماً *** جَذْلانَ وارتَحَلَ الإِيمانُ مُبْتَئِسا
وَصَيَّرَتْها العَوادِي العَابِثاتُ بِها *** يَسْتَوحِشُ الطَّرْفُ مِنْها ضِعْفَ ما أَنِسا
فَمِنْ دَسَاكِرَ كانَتْ دُونَهَا حَرَساً *** وَمِنْ كَنَائِسَ كَانَتْ قَبْلَها كُنُسا
يَا للْمَساجِدِ عَادَتْ للعِدَى بِيَعاً *** ولِلنِّداءِ غَدَا أَثْناءَها جَرَسا
لَهْفِي عَلَيها إلَى استِرجَاعِ فائِتِها *** مَدارِساً لِلْمَثانِي أصبَحَتْ دُرُسا
وَأَربعا نمْنمَتْ يُمْنَى الرَّبيعِ لَها *** ما شِئت مِنْ خِلَعٍ مَوْشِيَّةٍ وكُسى
كانَتْ حدَائِقَ للأَحْدَاقِ مؤنِقَةً *** فَصَوَّحَ النَّضْرُ مِن أَدْواحِها وَعَسا
وَحَالَ ما حَوْلَهَا مِنْ منْظَرٍ عَجَبٍ *** يَسْتَجْلِسُ الرَّكْب أَوْ يَسْتَرْكِبُ الجُلُسا
سُرْعَانَ ما عاثَ جَيْشُ الكُفْرِ واحَرَبا *** عَيْثُ الدَّبَى في مَغَانِيهَا التِي كَبَسا
وَابْتَز بِزَّتَهَا مِمَّا تَحيَّفَـــــــــــــــها *** تحَيفَ الأَسَدِ الضَّارِى لِما افتَرَسا
فأَيْنَ عَيْشٌ جَنَيْنَاهُ بِها خَضِراً *** وَأيْنَ غُصنٌ جَنَيْناهُ بِها سَلِسا
مَحَا مَحَاسِنَها طاغٍ أُتِيحَ لَها مَا *** نامَ عَن هَضْمِهَا حِيناً وَلا نَعَسا
وَرَجَّ أَرْجَاءَهَا لمَّا أحاطَ بِها *** فَغادَر الشُمَّ مِنْ أَعْلامِها خُنُسا
خلالَهُ الجوُّ فَامْتَدَّتْ يَداهُ إلَى *** إِدْراك ما لَمْ تَطَأْ رِجْلاهُ مُخْتَلِسا
وأكْثَرَ الزَّعْمَ بالتَّثْلِيثِ مُنْفَرِداً *** وَلَوْ رَأَى رأيَةَ التَّوحِيدِ مَا نَبَسا
نفس القصيدة لابن الابار ..
صِلْ حَبْلَها أَيُّها المَوْلَى الرَّحيمُ فَما *** أَبقَى المِراسُ لَها حَبْلاً وَلا مَرَسا
وَأَحْي مَا طَمَستْ مِنْهُ العُداةُ كَمَا *** أَحيَيْتَ مِن دَعوَةِ المَهْدِيِّ ما طُمِسا
يَا أَيُّها المَلِكُ المَنْصُورُ أنْتَ لَهَا *** عَليَاءُ تُوسِعُ أَعْداءَ الهُدَى تَعَسا
وقَدْ تَواتَرتِ الأَنْبَاء أَنَّكَ مَنْ *** يُحْيِي بِقَتْلِ مُلوك الصُّفْرِ أَنْدَلُسا
طَهِّرْ بِلادَك مِنْهُم إِنَّهُم نَجَسٌ *** وَلا طَهَارَةَ ما لَم تَغْسِل النَّجَسا
وَأَوْطِئ الفَيْلَقَ الجَرَّارَ أرضَهُمُ *** حتَّى يُطَأطِئَ رَأْساً كُلُّ مَنْ رَأْسا
وانْصُر عَبِيداً بأَقْصَى شَرْقِها شَرِقَتْ *** عُيُونُهم أدْمُعاً تهْمِي زَكاً وخَسا
هُمْ شِيعَةُ الأَمْرِ وَهْيَ الدَّارُ قَد نُهِكَتْ *** دَاءً وَمَا لَمْ تُبَاشِرْ حَسْمَهُ انْتَكَسا
فَامْلأ هَنِيئاً لَكَ التَّمْكِينُ سَاحَتها *** جُرْداً سَلاهِبَ أوْ خَطِّيَّةً دُعُسا
واضْرِب لهَا مَوْعِداً بِالفَتْحِ تَرْقُبُهُ *** لَعَلَّ يوْمَ الأَعادِي قَدْ أَتَى وعَسَى
قصيدة في رثاء طليطلة أول مملكة يدخلها الفرنجة لشاعر أندلسي مجهول
لثُكلكِ كيف تبتسم الثغـورُ *** سرورًا بعدما سُبيت ثغـورُ
أما وأبي مصـابٌ هُد منـهُ *** ثَبِـيرُ الدين فاتصل الثبـورُ
لقد قُصمت ظهورٌ حين قالوا *** أميـر الكافرين له ظهـورُ
ترى في الدهر مسرورا بعيشٍ *** مضى عنا لطيتهِ السـرورُ
أليس بها أبيّ النفس شهمٌ *** يدير على الدوائر إذ تـدورُ
لقد خضعت رقابٌ كنا غلبا *** وزال عتوها ومضى النفيـرٌ
وهان على عـزيز القوم ذلٌ *** وسامح في الحريم فتىً غيـورُ
طليطلةٌ أبـاح الكفـر منها *** حماهـا إنّ ذا نبـأ كبيرُ
فليس مثالها إيوان كسرى *** ولا منها الخـورنق والسديـرُ
محصنـة محسنـة بعيـدٌ *** تنـاولهـا ومطلبهـا عسيـرُ
ألم تك معقلا للدين صعـبا *** فذلّله كما شاء القديـــرُ
وأخرج أهلها منها جميعـا *** فصاروا حيث شاء بهم مصيرُ
وكانت دار إيمانٍ وعلـمٍ معالمهـا التي طُمست تنــيرُ
فعـادت دار كفر مصطفاةُ *** قد اضطربت بأهليها الأمورُ
مساجدها كنائس، أي قلبٍ *** على هـذا يقرُّ ولا يطـيرُ
فيا أسفاه يا أسفاه حزنــا *** يكرَّرُ ما تكررتِ الدهـورُ
ويُنشر كل حسنٍ ليس يطوى *** إلى يوم يكون به النشورُ
أُديلت قاصرات الطرف كانت *** مصونات مساكنها قصورُ
وأدركهـا فتـورٌ في انتظارٍ *** لسر في لواحظـه فتـورُ
وكان بنـا وبالقينات أولى *** لو انضمت على الكل القبورُ
لقد سخنت بحالتهنّ عينٌ *** وكيف يصح مغلوب قـريرُ
لئن غبنا عن الإخوان إنا *** بأحزان وأشجان حضـورُ
نذورٌ كان للأيام فيهم *** بملكهمُ فقد وفت النـذورٌ
فإن قلنا العقـوبة أدركتهم *** وجـاءهـمٌ من الله النكيرُ
فإنـا مثـلهم وأشد منهـم *** نجورٌ وكيف يسلم من يجورُ
أنأمن أن يحـل بنـا انتقـامٌ *** وفينا الفسق أجمعُ والفجـورٌ
وأكل للحرام ولا اضطرارٌ *** إليه فيسهلُ الأمـر العسيرُ
ولكن جرأةٌ في عقـر دارٍ *** كذلك يفعلُ الكلبُ العقـورُ
يزول الستر عن قومٍ إذا ما *** على العصيان أٌرخيت الستورُ
يطول على ليلي، رب خطب *** يطول لهوله الليل القصير
خذوا ثار الديانة وانصروها *** فقد حامت على القتلى النسورُ
ولا تهنو وسلوا كل عضبٍ *** تهاب مضاربا عنه النحورُ
وموتوا كلكم فالموت أولى *** بكم من أن تجارو أو تجورو
اصبرا بعد سبي وامتحانٍ *** يُلام عليهما القلب الصبور
فاما الثكل مذكار ولودٌ *** وأم الصقر مقلاتٌ نزورُ
نخور إذا دهينا بالرزايا *** وليس بمعجب بقرُ يخورُ
ونجبن ليس نزأر لو شجعنا *** ولم نجبن لكان لنا زئيرُ
من نفس القصيدة يواصل الشاعر ..
لقد ساءت بنا الأخبار حتى *** أمات المخبرين بها الخبيرُ
اتتنا الكتب فيها كل شرٍ *** وبشرنا بانحسنا البشيرُ
وقيل تجمعوا لفراق شمل *** طليطلة تملكها الكفورُ
فقل في خطةٍ فيها صغار *** يشيب لكربها الطفل الصغير
لقد صم السميع فلم يعولْ *** على نبأ كما عمي البصير
تجاذبنا الأعادي باصطناع *** فينجذب المخولُ والفقيرُ
فباقٍ في الديانة تحت خزي *** تثبطه الشويهة والبعيرٌ
وآخر مارقٌ هانت عليه *** مصائبُ دينه فله السعيرُ
كفى حزنا بان الناس قالوا *** إلى أين التحول والمسيرُ
أنترك دورنا ونفرّ عنها *** وليس لنا وراء البحر دورُ
ولا ثم الضياع تروق حسنا *** نباكرها فيعجبنا البكورُ
وظل وارفٌ وخرير ماء *** فلا قرٌ هنـاك ولا حرورُ
ويؤكل من فواكهها الطريٌ *** ويشرب من جداولها نميرُ
يُؤدى مغرمٌ في كل شهرٍ *** ويؤخذ كل صائفةٍ عشورُ
فهم أحمى لحوزتنا وأولى *** بنا وهم ُالموالي والعشيرُ
لقد ذهب اليقين فلا يقينٌ *** وغرّ القوم بالله الغـرور
فلا دينٌ ولا دنيا ولكن *** غرور بالمعيشة ما غرورُ
رضـوا بالرق يا لله ماذا *** رآه وما أشار به مشيرُ
مضى الإسلام فابك دما عليه *** فما ينفى الجوى الدمع الغزيرُ
ونحْ واندب رفاقا في فلاةٍ *** حيارى لا تحطُ ولا تسيرُ
ولا تجنح إلى سلمٍ وحاربْ *** عسى أن يُجبر العظم الكسير
أنعمى عن مراشدنا جميعا *** وما أن منهمُ الا بصيرُ
ونلقى واحدا ويفر جمعٌ *** كما عن قانص فرت حمير
ولو إنا ثبتنا كان خيرا *** ولكن مالنا كرم وخيرٌ
اذا ما لم يكن صبر جميل *** فليس بنافع عدد كثيرٌ
الا رجل له رأيُ أصيلٌ *** به مما نحاذر نستجيرٌ
يكر إذا السيوف تناولته *** وأين بنا إذا ولت كرورُ
وطعن بالقنا الخطار حتى *** يقول الرمح ما هذا الخطير
عظيم أن يكون الناس طرا *** باندلسٍٍ قتيلُ أو أسيرُ
يوسع للذي يلقاه صدرا *** فقد ضاقت بما تلقى صدور
تنغصت الحياة فلا حياةٌ *** وودع جيرة إذ لا مجير
فليلٌ فيه همٌ مستكينٌ *** ويومٌ فيه شرٌ مستطير
ونرجو أن يتيح الله نصرا *** عليهم إنه نعم النصيرٌ
أمير جزائري حر
2016-04-03, 23:39
من أجمل قصائد رثاء الأندلس بعد قصيدة أبي البقاء الرندي ..
قصيدة عبدالله بن محمد الشهري
وهذا رابط إنشاد رائع لها : الإنشاد .. (http://safeshare.tv/v/yPrsXU-k-0c)
إني بأندلسٍ أهيمُ فـياأخي ، عـلـّل بذِكر حديثهـا قـلبي الظمِ
في ذلك الفردوس أشرَق شمسُنـا حينـًا .. وكنـّا للثريـا ننتمي
كنـا السِراج ، أقـام يزهـرُ عندمـا سرَت البريّةُ في ضلالٍ مبهم
فلقـد خُلقـنـا كي نكونَ أعِـزّةً .. " الله أكبر" بالفــؤادِ وبالفَـمِ
والله في القرآن أخبر أنه : " للمُسلمِ التمكين .. لا المستسلمِ "
بالله إن زرتَ المغاني مـرةً عـرِِّج علـى أهلـي هنـاك وسلِّـمِ
كانوا الملوكَ على الزمَان و قارنوا الجَوزاء و اصطفوا جِوار الأنجُم
و إذا سألتَ فلم تُجِـبكَ طُلولـُهم فاشـرَق بدمعـك أو فغُـصَّ بعلقَـمِ
يا أرضَ أندلسَ الحبيبة كلـِّمي إني بكيـتُ علـى فِراقِـكِ فاعلمِـي
لم تُنسِني الأيـامُ صَوتَـكِ عِندمَـا ناديتنـي فصَمَـتُ لـمْ أتكلـَّمِ
وقعدتُ عَن أرضٍِ ُتبادُ وعن رُبَى سَعِدت قروناً في ظِلالِ المسلِـمِ
ذُبْـنَـا شَـوقـًا للقـائكِ يا أرضَ الفردَوسِ المفقـودِ
الشمسُ تنـاديكِ تعَـالَـيْ لمكانِـكِ في المجدِ وعُودي
يَا ويحَ عُـبّادِ الصليـبِ بحِقدهِـم هدَمـوا منـارَ حَضَـارةٍ وتقـدُّمِ
لم يشفِ غِـلهُمُ مدائـنُ حُرّقـت ومساجِـدٌ امتهِنـت وأنهـارُ الـدَّمِ
حتى مشَـوْا للغيدِ بين ستورها ليدنسُـوا العـرضَ الـذي لـم يُثـلـمِ
أبكي على تلك الكواعِبِ ويلها سِيـقت إلـى أحضَـانِ نـذلٍ مجـرمِ
بالأمسِ كُن حرائـرًا لا يُرتقـى أبـداً لهـن بَعُـدنَ بُعـدَ الأنجـمِ
واليومَ ذقن الأسـرَ ذقـن هوانَـه فبكيْـن دمعـاً قانيـاً كالعنـدمِ.
يـا لَلإسلام .. يـرى دمُه بين الأقـوام أدمتـه سهـام
وبنوا الإسلام في أرضـكِ .. بنـو الإسـلام
ما زلنـا نذكر أندلسا .. نبكيهـا في صبحٍ ومسـاء
ليست أنـدلسًا واحدة ... فلـَكم ضيّعـنـا أنـدلســـا !
بالله ان زرتَ الديارَ عشيـةً عـرِّج علـى أهلـي هنـاك وسلـِّمِ
كانوا الملوكَ على الزمانِ وقارنوا الجوزاءَ واصطفوا جوارَ الأنجـم
وإذا سألت فلم تجبك طلولُهم فأشرق بدمعـك أو فغصّ بعلقمِ
ابعث لـ ( قرطبـةَ ) السلامَ فإنهـا طلعـت علـى الدنيـا فلم تتلثـمِ
واسكب على (جيّان) ألف قصيدةٍ وامزُج اذا ما شئت دمعَك بالـدم
أتُراك تُعـذر إن ( ُطليطلة) اشتكَت ظلمَ النصارى أو قعـودَ المسلـمِ
أرأيـت ( إشبيليـة) انتحبَـت علـى أبطالهـا إذ كبّـلـوا بالأدهَـم
وُجزوا عن النبلِ الذي عُـرفوا به قتـلاً وفتكـاً فـوق كـل توهُـم ..
ذُبْـنـا شوقـًا للقـائكِ يا أرض الفردوس المفقودِ
الشمس تنـاديك تعـالَـيْ لمكانكِ في المجدِ وعودي
وكأن أندلسَ التي عصفت بها أيـدي الفرنجـة تستجيـرُ بـلا فَـمِ
لبيَّـك لو أن النجومَ تُجيبني لسريْـتُ فـي جيـشٍ إليـك عرمـرمِ
ولصُغت نصريَ في شفاهك بسمةً و لعُدْتُ أرفع فيك رايـة مسلـمِ
وغدًا سنعـودُ إلى الوطنِ ويغني الطير على الفـنَـن
وهنالك نخبرهـا الدنيــا .. أنـّا سنظل على السنَـن
من أجمل قصائد رثاء الأندلس بعد قصيدة أبي البقاء الرندي ..
قصيدة عبدالله بن محمد الشهري
وهذا رابط إنشاد رائع لها : الإنشاد .. (http://safeshare.tv/v/yprsxu-k-0c)
إني بأندلسٍ أهيمُ فـياأخي ، عـلـّل بذِكر حديثهـا قـلبي الظمِ
في ذلك الفردوس أشرَق شمسُنـا حينـًا .. وكنـّا للثريـا ننتمي
كنـا السِراج ، أقـام يزهـرُ عندمـا سرَت البريّةُ في ضلالٍ مبهم
فلقـد خُلقـنـا كي نكونَ أعِـزّةً .. " الله أكبر" بالفــؤادِ وبالفَـمِ
والله في القرآن أخبر أنه : " للمُسلمِ التمكين .. لا المستسلمِ "
بالله إن زرتَ المغاني مـرةً عـرِِّج علـى أهلـي هنـاك وسلِّـمِ
كانوا الملوكَ على الزمَان و قارنوا الجَوزاء و اصطفوا جِوار الأنجُم
و إذا سألتَ فلم تُجِـبكَ طُلولـُهم فاشـرَق بدمعـك أو فغُـصَّ بعلقَـمِ
يا أرضَ أندلسَ الحبيبة كلـِّمي إني بكيـتُ علـى فِراقِـكِ فاعلمِـي
لم تُنسِني الأيـامُ صَوتَـكِ عِندمَـا ناديتنـي فصَمَـتُ لـمْ أتكلـَّمِ
وقعدتُ عَن أرضٍِ ُتبادُ وعن رُبَى سَعِدت قروناً في ظِلالِ المسلِـمِ
ذُبْـنَـا شَـوقـًا للقـائكِ يا أرضَ الفردَوسِ المفقـودِ
الشمسُ تنـاديكِ تعَـالَـيْ لمكانِـكِ في المجدِ وعُودي
يَا ويحَ عُـبّادِ الصليـبِ بحِقدهِـم هدَمـوا منـارَ حَضَـارةٍ وتقـدُّمِ
لم يشفِ غِـلهُمُ مدائـنُ حُرّقـت ومساجِـدٌ امتهِنـت وأنهـارُ الـدَّمِ
حتى مشَـوْا للغيدِ بين ستورها ليدنسُـوا العـرضَ الـذي لـم يُثـلـمِ
أبكي على تلك الكواعِبِ ويلها سِيـقت إلـى أحضَـانِ نـذلٍ مجـرمِ
بالأمسِ كُن حرائـرًا لا يُرتقـى أبـداً لهـن بَعُـدنَ بُعـدَ الأنجـمِ
واليومَ ذقن الأسـرَ ذقـن هوانَـه فبكيْـن دمعـاً قانيـاً كالعنـدمِ.
يـا لَلإسلام .. يـرى دمُه بين الأقـوام أدمتـه سهـام
وبنوا الإسلام في أرضـكِ .. بنـو الإسـلام
ما زلنـا نذكر أندلسا .. نبكيهـا في صبحٍ ومسـاء
ليست أنـدلسًا واحدة ... فلـَكم ضيّعـنـا أنـدلســـا !
بالله ان زرتَ الديارَ عشيـةً عـرِّج علـى أهلـي هنـاك وسلـِّمِ
كانوا الملوكَ على الزمانِ وقارنوا الجوزاءَ واصطفوا جوارَ الأنجـم
وإذا سألت فلم تجبك طلولُهم فأشرق بدمعـك أو فغصّ بعلقمِ
ابعث لـ ( قرطبـةَ ) السلامَ فإنهـا طلعـت علـى الدنيـا فلم تتلثـمِ
واسكب على (جيّان) ألف قصيدةٍ وامزُج اذا ما شئت دمعَك بالـدم
أتُراك تُعـذر إن ( ُطليطلة) اشتكَت ظلمَ النصارى أو قعـودَ المسلـمِ
أرأيـت ( إشبيليـة) انتحبَـت علـى أبطالهـا إذ كبّـلـوا بالأدهَـم
وُجزوا عن النبلِ الذي عُـرفوا به قتـلاً وفتكـاً فـوق كـل توهُـم ..
ذُبْـنـا شوقـًا للقـائكِ يا أرض الفردوس المفقودِ
الشمس تنـاديك تعـالَـيْ لمكانكِ في المجدِ وعودي
وكأن أندلسَ التي عصفت بها أيـدي الفرنجـة تستجيـرُ بـلا فَـمِ
لبيَّـك لو أن النجومَ تُجيبني لسريْـتُ فـي جيـشٍ إليـك عرمـرمِ
ولصُغت نصريَ في شفاهك بسمةً و لعُدْتُ أرفع فيك رايـة مسلـمِ
وغدًا سنعـودُ إلى الوطنِ ويغني الطير على الفـنَـن
وهنالك نخبرهـا الدنيــا .. أنـّا سنظل على السنَـن
قصيدة جد مؤثرة تسمو عن كل وصف .. وانشاد رائع ..
مشكور على ماادرجته ..
جزاك الله خيرا ..
أمير جزائري حر
2016-04-04, 00:40
إنشاد لقصيدة أبي البقاء الرندي - كاملةً -
المعنونة : لكل شيء إذا ما تم نقصانُ ..
أدخل هنا : الإنشاد .. (http://safeshare.tv/v/ICIld0Z7wOk)
هل تسمحون بدخولي معكم بهذه القصيدة في رثاء الأندلس لأحمد شوقي ...أشكركم على إحياء إرث ضاع و أبقى توجعا في القلوب....................
عادت اغاني العرس رجـع نواح
ونعـيـت بيــن معــــالم الافـــــــــــراح
كفنت في ليل الـــزفـــاف بثوبــه
ودفـنــت عنـــد تبلـج الإصـبـــــــــــاح
شيعت من هلــع بعـبــرة ضاحـك
فـي كــل ناحيــة وسكـــرة صـــــــــاح
ضجـت عليـك مـــاذن ومنابــــــر
وبكـــت عليـك ممــالـك ونـــــــــــواح
الهنـد والهـة ومصـــر حـزيـنــــة
تبكـــي عليـك بمـدمــع سحـــــــــــاح
والشـام تسال والعــراق وفــارس
أمحــا من الارض الخـلافـة مـــــــاح
واتت لك الجمع الجـلائـل مــاتــما
فـقعـدن فـيـه مـقـاعـــد الانــــــــواح
يــا للـرجــال لحـــرة مـــــــوؤودة
قتلــت بغيــــر جــريـرة وجنــــــــاح
ان الذين أســـت جراحك حربهـــم
قتلتـك سلمهمــو بغيــــر جــــــــراح
هتكــوا بأيـــديهم ملاءة فخـرهـــم
مـوشــيـــة بـمــواهـب الفـتـــــــــاح
نـزعوا عــن الأعناق خيـر قـــلادة
و نضوا عن الأعطاف خير وشـــاح
حسـب أتـــى طول الليـالــي دونـــه
قـد طــاح بيـن عشيــة و صــبــــــاح
و عـلاقــة فصمـت عـــرى أسبـابها
كـانـــت أبــــر عــــلائــــــق الأرواح
جمعــت عـلى البـرالحضـور و ربما
جـمعـت عـلـيه سـرائـر الـنـــــــزاح
نظمت صفوف المسلمين و خطوهم
فـي كــل غـدوة جـمعــــــــة و رواح
بكــت الصــلاة و تلــك فتنــة عــابث
بالشــرع عــربيد القضاء و قـــــاح
أفــتى خـزعبلــــة و قــــال ضــلالــة
و أتــى بكفــر فــي البــلاد بــــــواح
إن الـذيـــن جــرى عـليـهـم فـقـهـــه
خـلـقـوا لـفـقــه كـتـيـبـة و ســـــلاح
إن حـدثـوا نطـقـوا بخــرس كتـائـب
أو خـوطـبـوا سـمعوا بصم رمــــاح
أسـتـغـفـر الأخــلاق لـســت بـجـاحد
مـن كـنـت أدفـع دونــه و ألاحــــــي
مـــال أطــوقــــه المـــلام و طــالمــا
قـلـدتــه المــأثــور مـن أمــداحــــي
هــو ركــن مـمـلـكـة و حــائط دولــة
و قـريع شـهـبـاء و كبش نطــــــاح
أأقــول مـن أحـيـا الـجـمـاعـة مـلحـد
و أقـول مـن رد الحقــوق إباحـــــي
الحــق أولــى مــن و لـيـك حـــرمــة
و أحــــق منك بنصرة و كفـــــــــاح
فـامدح عـلى الحق الرجال و لمهموا
أو خــل عـنك مواقــف النصــــــاح
و مـن الـرجال اذا انبـريت لهــدمهـم
هـرم غـليـظ مـناكــب الصفــــــــاح
فــإذا قـذفـت الحــق فــي أجــــــــلاده
ترك الصراع مضعضع الألـــــــواح
أدوا الى الغازي النصيحــة ينتصــح
إن الجــواد يثـــوب بعـد جـمــــــاح
إن الغــرور سـقــىالـرئيـس براحــه
كيـف احتيالك في صريع الــــــراح
نـقـل الشـرائـع و العـقـائـد و القــرى
و النـاس نقل كتائب في الســــــاح
تــركتــه كـالـشـبــح المـــؤلـه أمــــة
لـم تســل بعــد عبــادة الأشبــــــاح
هــم أطــلقــوا يــده كـقـيـصــر فيهمو
حـتـى تـنـاول كــل غـيــر مبــــــاح
غــرتــه طـاعـــات الـجمـوع و دولــة
وجد السواد لها هوى المرتـــــاح
و إذا أخــــذت المجـــد مــن أمــيـــــة
لــم تعــط غــير سـرابه اللمــــــاح
مــن قــــائــل للـمسـلـمـيــن مـقــالـــة
لـــم يوحها غير النصيحــــــة واح
عــهــــد الـخـلافــة فــــــي أول ذائــــد
عــن حـوضـها ببـراعة نضـــــــاح
حـــب لــــذات الله كـــان و لــم يـــــزل
و هوى لذات الحق و الإصــــــلاح
انـــي أنــا المـصبــاح لســت بضــائـع
حــتــى أكون فراشة المصبــــــاح
غـــــزوات أدهــــم كلـلــت بــذوابـــــل
و فـتـوح أنـور فصلت بصفـــــــاح
و لــت سـيــوفـهـمــا و بــان قــنـاهـما
و شـبا يراعـي غير ذات بـــــــراح
لا تـبـذلــوا بـــــرد النبـــي لــعــاجـــــز
عــزل يــدافــع دونــــه بالــــــراح
بــالأمــس أوهـــى المـسـلميـن جراحة
و اليــوم مــد لهــم يد الجــــــراح
فــلتــســمـعـــــن بــكــل أرض داعــيـــا
يـدعوا الى الكذاب و السجــــــاح
و لــتـشـهـــــدن بـكــــل أرض فــتـنـــــة
فيــها يباع الدين بيع ســمــــــاح
يـفـتـــى علــى ذهــب المعــــز وسيفـــه
وهوى النفوس وحقدها الملحاح
أمير جزائري حر
2016-04-04, 15:13
الفردوس المفقود
في رثاء الأندلس
للشاعر السوداني: محمد أحمد المحجوب
نزلتُ شَطكِ، بعدَ البينِ ولهانا@ فذقتُ فيكِ من التبريحِ ألوانا
وسِرتُ فيكِ، غريباً ضلَّ سامرُهُ @ داراً وشوْقاً وأحباباً وإخوانا
فلا اللسانُ لسانُ العُرْب نَعْرِفُهُ @ ولا الزمانُ كما كنّا وما كانا
ولا الخمائلُ تُشْجينا بلابِلُها @ ولا النخيلُ، سقاهُ الطَّلُّ، يلقانا
ولا المساجدُ يسعى في مآذِنِها @ مع العشيّاتِ صوتُ اللهِ رَيّانا
****
كم فارسٍ فيكِ أوْفى المجدَ شرعتَهُ @ وأوردَ الخيلَ ودياناً وشطآنا
وشاد للعُرْبِ أمجاداً مؤثّلةً @ دانتْ لسطوتِهِ الدنيا وما دَانا
وهَلْهلَ الشعرَ، زفزافاً مقَاطِعُهُ @ وفجّرَ الروضَ: أطيافاً وألحانا
يسعى إلى اللهِ في محرابِهِ وَرِعاً @ وللجمالِ يَمدُّ الروحَ قُربانا
لمَ يَبقَ منكِ: سوى ذكرى تُؤرّقُنا @ وغيرُ دارِ هوىً أصْغتْ لنجوانا
****
أكادُ أسمعُ فيها همسَ واجفةٍ @ من الرقيبِ، تَمنّى طيبَ لُقيانا
اللهُ أكبرُ هذا الحسنُ أعرِفُهُ @ ريّانَ يضحكُ أعطافاً وأجفانا
أثار فِيَّ شُجوناً، كنتُ أكتمُها @ عَفّاً وأذكرُ وادي النيل هَيْمانا
فللعيونِ جمالٌ سِحرُهُ قدَرٌ @ وللقدودِ إباءٌ يفضحُ البانا
فتلك دَعْدٌ، سوادُ الشَعْرِ كلَّلها @ أختي: لقيتُكِ بَعْدَ الهجرِ أزْمانا
أختي لقيتُكِ، لكنْ أيْنَ سامُرنا @ في السالفاتِ ؟ فهذا البعدُ أشقانا
أختي لقيتُ: ولكنْ ليس تَعْرِفُني @ فقد تباعدَ، بعد القُربِ حيَّانا
طُفنا بقرطبةَ الفيحاءَ نَسْألها @ عن الجدودِ.. وعن آثارِ مَرْوانا
عن المساجد، قد طالت منائرُها @ تُعانق السُحبَ تسبيحاً وعرفانا
وعن ملاعبَ كانتْ للهوى قُدُساً @ وعن مسارحِ حُسنٍ كُنَّ بسْتانا
وعن حبيبٍ، يزِينُ التاجَ مِفْرقُهُ @ والعِقدُ جال على النّهدين ظمآنا
أبو الوليد تَغَنّى في مرابِعِها @ وأجَّجَ الشَوقَ: نيراناً وأشْجانا
لم يُنْسِه السجنُ أعطافاً مُرنَّحةً @ ولا حبيباً بخمرِ الدَّلِّ نَشْوانا
فما تَغرّبَ، إلاّ عن ديارهمُ @ والقلبُ ظلَّ بذاك الحبِّ ولهانا
فكم تَذكّرَ أيّامَ الهوى شَرِقاً @ وكم تَذكّرَ: أعطافاً وأردانا
قد هاجَ منه هوى ولادةٍ شَجَناً @ بَرْحاً وشوْقاً، وتغريداً وتَحْنانا
فأسْمَعَ الكونَ شِعْراً بالهوى عَطِراً @ ولقّنَ الطيرَ شكواه فأشجانا
وعاشَ للحُسنِ يرعى الحسنَ في وَلَهٍ @ وعاش للمجدِ يبني المجدَ ألوانا
تلكَ السماواتُ كُنّاها نُجمّلُها @ بالحُبِّ حيناً وبالعلياء أحيانا
فرْدَوسُ مجدٍ أضاعَ الخَلْفُ رَوْعَتَهُ @ من بعدِ ما كانَ للإسلامِ عنوانا
****
أبا الوليدِ أعِنِّي ضاعَ تالدُنا @ وقد تَناوحَ أحجاراً وجُدرانا
هذي فلسطينُ كادتْ، والوغى دولٌ @ تكونُ أندلساً أخرى وأحزانا
كنّا سُراةً تُخيف الكونَ وحدتُنا @ واليومَ صرْنا لأهلِ الشركِ عُبدانا
نغدو على الذلِّ، أحزاباً مُفرَّقةً @ ونحن كنّا لحزب اللهِ فرسانا
رماحُنا في جبين الشمسِ مُشرَعةٌ @ والأرضُ كانت لخيلِ العُرب ميدانا
أبا الوليدِ، عَقَدْنا العزمَ أنّ لنا @ في غَمرةِ الثأرِ ميعاداً وبرهانا
الجرحُ وحّدَنا، والثأرُ جَمّعنا @ للنصر فيه إراداتٍ ووجدانا
لهفي على «القدسِ» في البأساء داميةً @ نفديكِ يا قدسُ أرواحاً وأبدانا
سنجعل الأرضَ بركاناً نُفجّرهُ @ في وجه باغٍ يراه اللهُ شيطانا
ويُنتسى العارُ في رأد الضحى فَنَرى @ أنَّ العروبةَ تبني مجدَها الآنا
وهنا مقطع إنشادي منها : الإنشاد .. (http://safeshare.tv/v/Eby4BT4Pyh8)
تحياتي ..
أمير جزائري حر
2016-04-04, 15:32
أنشودة [ لم أعرف قائلها ]
كلمات الأنشودة ..
نحن من كاظمة نعبر البحر لطيب الأندلس
حنت الروح الى قبلة الشوق وقصد المُلتمس
طاف المطاف بنا والفتح مر هنُا
ريح العبير لنا والمجد عم سنا
قد مضينا بيـ ثبات في مسارات الحياة
نور درباً إنه ركب أندلسيات
بين أحجارً وصمتً مرت الذكرى أمامي
بين دمع ًوإبتسامً جاد بالحُبِ سلامي
و أنا امسح آثار الغُبار وعليهِ صورت الذكرى لـ أجدادي أنا
كيف لازال لدرب الفاتحين كيف لا وهو عبُير الياسمين
هل انا كنت هنا كيف غادرتُُ وارضي اصبحت لي كمرايا لمن نُاغدر من هنا
"جادك الغيـث إذا الغيـث همـى "" يـا زمـان الوصـل بالأنـدلـس "
" قد مضينا نبذر الخير "" وما نامت الأعين عند الغلس"
وأسألو التاريخ كيف المنحى روضة الحسن سكنا اننا نحن مازلنا هنا ان هذا عطرنا
..
أدخلوا هنا : الإنشاد .. (http://safeshare.tv/v/XkngiHeI58k)
كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ –لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هي..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هي
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
نزار قباني
أخي أمير القصيدة لهذا الشاعر:مشاري ناصر سعد سعود العرادة هو منشد وإعلامي كويتي
a11;3995398582]
هل تسمحون بدخولي معكم بهذه القصيدة في رثاء الأندلس لأحمد شوقي ...[/font]
اهلا استاذتنا .. لاتحتاجين اذنا فالصفحة صفحتك .. ومشاركتك تسعدني وتشرفني في اي وقت ..
أشكركم على إحياء إرث ضاع و أبقى توجعا في القلوب.......
بل الشكر لك على المرور العبق .. يسعدني ان الموضوع قد راقك ..
عادت اغاني العرس رجـع نواح
ونعـيـت بيــن معــــالم الافـــــــــــراح
كفنت في ليل الـــزفـــاف بثوبــه
ودفـنــت عنـــد تبلـج الإصـبـــــــــــاح
شيعت من هلــع بعـبــرة ضاحـك
فـي كــل ناحيــة وسكـــرة صـــــــــاح
ضجـت عليـك مـــاذن ومنابــــــر
وبكـــت عليـك ممــالـك ونـــــــــــواح
الهنـد والهـة ومصـــر حـزيـنــــة
تبكـــي عليـك بمـدمــع سحـــــــــــاح
والشـام تسال والعــراق وفــارس
أمحــا من الارض الخـلافـة مـــــــاح
واتت لك الجمع الجـلائـل مــاتــما
فـقعـدن فـيـه مـقـاعـــد الانــــــــواح
يــا للـرجــال لحـــرة مـــــــوؤودة
قتلــت بغيــــر جــريـرة وجنــــــــاح
ان الذين أســـت جراحك حربهـــم
قتلتـك سلمهمــو بغيــــر جــــــــراح
هتكــوا بأيـــديهم ملاءة فخـرهـــم
مـوشــيـــة بـمــواهـب الفـتـــــــــاح
نـزعوا عــن الأعناق خيـر قـــلادة
و نضوا عن الأعطاف خير وشـــاح
حسـب أتـــى طول الليـالــي دونـــه
قـد طــاح بيـن عشيــة و صــبــــــاح
و عـلاقــة فصمـت عـــرى أسبـابها
كـانـــت أبــــر عــــلائــــــق الأرواح
جمعــت عـلى البـرالحضـور و ربما
جـمعـت عـلـيه سـرائـر الـنـــــــزاح
نظمت صفوف المسلمين و خطوهم
فـي كــل غـدوة جـمعــــــــة و رواح
بكــت الصــلاة و تلــك فتنــة عــابث
بالشــرع عــربيد القضاء و قـــــاح
أفــتى خـزعبلــــة و قــــال ضــلالــة
و أتــى بكفــر فــي البــلاد بــــــواح
إن الـذيـــن جــرى عـليـهـم فـقـهـــه
خـلـقـوا لـفـقــه كـتـيـبـة و ســـــلاح
إن حـدثـوا نطـقـوا بخــرس كتـائـب
أو خـوطـبـوا سـمعوا بصم رمــــاح
أسـتـغـفـر الأخــلاق لـســت بـجـاحد
مـن كـنـت أدفـع دونــه و ألاحــــــي
مـــال أطــوقــــه المـــلام و طــالمــا
قـلـدتــه المــأثــور مـن أمــداحــــي
هــو ركــن مـمـلـكـة و حــائط دولــة
و قـريع شـهـبـاء و كبش نطــــــاح
أأقــول مـن أحـيـا الـجـمـاعـة مـلحـد
و أقـول مـن رد الحقــوق إباحـــــي
الحــق أولــى مــن و لـيـك حـــرمــة
و أحــــق منك بنصرة و كفـــــــــاح
فـامدح عـلى الحق الرجال و لمهموا
أو خــل عـنك مواقــف النصــــــاح
و مـن الـرجال اذا انبـريت لهــدمهـم
هـرم غـليـظ مـناكــب الصفــــــــاح
فــإذا قـذفـت الحــق فــي أجــــــــلاده
ترك الصراع مضعضع الألـــــــواح
أدوا الى الغازي النصيحــة ينتصــح
إن الجــواد يثـــوب بعـد جـمــــــاح
إن الغــرور سـقــىالـرئيـس براحــه
كيـف احتيالك في صريع الــــــراح
نـقـل الشـرائـع و العـقـائـد و القــرى
و النـاس نقل كتائب في الســــــاح
تــركتــه كـالـشـبــح المـــؤلـه أمــــة
لـم تســل بعــد عبــادة الأشبــــــاح
هــم أطــلقــوا يــده كـقـيـصــر فيهمو
حـتـى تـنـاول كــل غـيــر مبــــــاح
غــرتــه طـاعـــات الـجمـوع و دولــة
وجد السواد لها هوى المرتـــــاح
و إذا أخــــذت المجـــد مــن أمــيـــــة
لــم تعــط غــير سـرابه اللمــــــاح
مــن قــــائــل للـمسـلـمـيــن مـقــالـــة
لـــم يوحها غير النصيحــــــة واح
عــهــــد الـخـلافــة فــــــي أول ذائــــد
عــن حـوضـها ببـراعة نضـــــــاح
حـــب لــــذات الله كـــان و لــم يـــــزل
و هوى لذات الحق و الإصــــــلاح
انـــي أنــا المـصبــاح لســت بضــائـع
حــتــى أكون فراشة المصبــــــاح
غـــــزوات أدهــــم كلـلــت بــذوابـــــل
و فـتـوح أنـور فصلت بصفـــــــاح
و لــت سـيــوفـهـمــا و بــان قــنـاهـما
و شـبا يراعـي غير ذات بـــــــراح
لا تـبـذلــوا بـــــرد النبـــي لــعــاجـــــز
عــزل يــدافــع دونــــه بالــــــراح
بــالأمــس أوهـــى المـسـلميـن جراحة
و اليــوم مــد لهــم يد الجــــــراح
فــلتــســمـعـــــن بــكــل أرض داعــيـــا
يـدعوا الى الكذاب و السجــــــاح
و لــتـشـهـــــدن بـكــــل أرض فــتـنـــــة
فيــها يباع الدين بيع ســمــــــاح
يـفـتـــى علــى ذهــب المعــــز وسيفـــه
وهوى النفوس وحقدها الملحاح
شكرا على ادراج هذه القصيدة الرائعة ..
بارك الله فيك ..
كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ –لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هي..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هي
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
نزار قباني
اهلا بك اختي الفاضلة .. نورت الصفحة بمرورك ..
لك الشكر الجزيل على المشاركة ..
ولكن قصيدة نزار مدرجة مسبقا ..
جزاك الله خيرا ..
قصيدة
يا أُختَ أَندَلُسٍ عَلَيكِ سَلامُ
لاحمد شوقي ..
يا أُختَ أَندَلُسٍ عَلَيكِ سَلامُ *** هَوَتِ الخِلافَةُ عَنكِ وَالإِسلامُ
نَزَلَ الهِلالُ عَنِ السَماءِ فَلَيتَها *** طُوِيَت وَعَمَّ العالَمينَ ظَلامُ
أَزرى بِهِ وَأَزالَهُ عَن أَوجِهِ *** قَدَرٌ يَحُطُّ البَدرَ وَهوَ تَمامُ
جُرحانِ تَمضي الأُمَّتانِ عَلَيهِما *** هَذا يَسيلُ وَذاكَ لا يَلتامُ
بِكُما أُصيبَ المُسلِمونَ وَفيكُما *** دُفِنَ اليَراعُ وَغُيِّبَ الصَمصامُ
لَم يُطوَ مَأتَمُها وَهَذا مَأتَمٌ *** لَبِسوا السَوادَ عَلَيكِ فيهِ وَقاموا
ما بَينَ مَصرَعِها وَمَصرَعِكِ اِنقَضَت *** فيما نُحِبُّ وَنَكرَهُ الأَيّامُ
خَلَتِ القُرونُ كَلَيلَةٍ وَتَصَرَّمَت *** دُوَلُ الفُتوحِ كَأَنَّها أَحلامُ
وَالدَهرُ لا يَألو المَمالِكَ مُنذِراً *** فَإِذا غَفَلنَ فَما عَلَيهِ مَلامُ
مَقدونِيا وَالمُسلِمونَ عَشيرَةٌ *** كَيفَ الخُئولَةُ فيكِ وَالأَعمامُ
أَتَرَينَهُم هانوا وَكانَ بِعِزِّهِم *** وَعُلُوِّهِم يَتَخايَلُ الإِسلامُ
إِذ أَنتِ نابُ اللَيثِ كُلَّ كَتيبَةٍ *** طَلَعَت عَلَيكِ فَريسَةٌ وَطَعامُ
ما زالَتِ الأَيّامُ حَتّى بُدِّلَت *** وَتَغَيَّرَ الساقي وَحالَ الجامُ
أَرَأَيتِ كَيفَ أُديلَ مِن أُسدِ الشَرى *** وَشَهِدتِ كَيفَ أُبيحَتِ الآجامُ
زَعَموكِ هَمّاً لِلخِلافَةِ ناصِباً *** وَهَلِ المَمالِكُ راحَةٌ وَمَنامُ
وَيَقولُ قَومٌ كُنتِ أَشأَمَ مَورِدٍ *** وَأَراكِ سائِغَةً عَلَيكِ زِحامُ
وَيَراكِ داءَ المُلكُ ناسُ جَهالَةٍ *** بِالمُلكِ مِنهُم عِلَّةٌ وَسَقامُ
لَو آثَروا الإِصلاحَ كُنتِ لِعَرشِهِم *** رُكناً عَلى هامِ النُجومِ يُقامُ
وَهمٌ يُقَيِّدُ بَعضُهُم بَعضاً بِهِ *** وَقُيودُ هَذا العالَمِ الأَوهامُ
صُوَرُ العَمى شَتّى وَأَقبَحُها إِذا *** نَظَرَت بِغَيرِ عُيونِهِنَّ الهامُ
وَلَقَد يُقامُ مِنَ السُيوفِ وَلَيسَ مِن *** عَثَراتِ أَخلاقِ الشُعوبِ قِيامُ
وَمُبَشِّرٍ بِالصُلحِ قُلتُ لَعَلَّهُ *** خَيرٌ عَسى أَن تَصدُقَ الأَحلامُ
تَرَكَ الفَريقانِ القِتالَ وَهَذِهِ *** سِلمٌ أَمَرُّ مِنَ القِتالِ عُقامُ
يَنعى إِلَينا المَلِكَ ناعٍ لَم يَطَأ *** أَرضاً وَلا اِنتَقَلَت بِهِ أَقدامُ
بَرقٌ جَوائِبُهُ صَواعِقُ كُلُّها *** وَمِنَ البُروقِ صَواعِقٌ وَغَمامُ
إِن كانَ شَرٌّ زارَ غَيرَ مُفارِقٍ *** أَو كانَ خَيرٌ فَالمَزارُ لِمامُ
بِالأَمسِ أَفريقا تَوَلَّت وَاِنقَضى *** مُلكٌ عَلى جيدِ الخِضَمِّ جِسامُ
نَظَمَ الهِلالُ بِهِ مَمالِكَ أَربَعاً *** أَصبَحنَ لَيسَ لِعَقدِهِنَّ نِظامُ
مِن فَتحِ هاشِمَ أَو أُمَيَّةَ لَم يُضِع *** آساسَها تَتَرٌ وَلا أَعجامُ
وَاليَومَ حُكمُ اللَهِ في مَقدونِيا *** لا نَقضَ فيهِ لَنا وَلا إِبرامُ
كانَت مِنَ الغَربِ البَقِيَّةُ فَاِنقَضَت *** فَعَلى بَني عُثمانَ فيهِ سَلامُ
أَخَذَ المَدائِنَ وَالقُرى بِخِناقِها *** جَيشٌ مِنَ المُتَحالِفينَ لُهامُ
غَطَّت بِهِ الأَرضُ الفَضاءَ وَجَوَّها *** وَكَسَت مَناكِبَها بِهِ الآكامُ
تَمشي المَناكِرُ بَينَ أَيدي خَيلِهِا *** أَنّى مَشى وَالبَغيُ وَالإِجرامُ
وَيَحُثُّهُ بِاِسمِ الكِتابِ أَقِسَّةٌ *** نَشَطوا لِما هُوَ في الكِتابِ حَرامُ
وَمُسَيطِرونَ عَلى المَمالِكِ سُخِّرَت *** لَهُمُ الشُعوبُ كَأَنَّها أَنعامُ
مِن كُلِّ جَزّارٍ يَرومُ الصَدرَ في *** نادي المُلوكِ وَجَدُّهُ غَنّامُ
سِكّينُهُ وَيَمينُهُ وَحِزامُهُ *** وَالصَولَجانُ جَميعُها آثامُ
عيسى سَبيلُكَ رَحمَةٌ وَمَحَبَّةٌ *** في العالَمينَ وَعِصمَةٌ وَسَلامُ
ما كُنتَ سَفّاكَ الدِماءِ وَلا اِمرَأً *** هانَ الضِعافُ عَلَيهِ وَالأَيتامُ
يا حامِلَ الآلامِ عَن هَذا الوَرى *** كَثُرَت عَلَيهِ بِاِسمِكَ الآلامُ
أَنتَ الَّذي جَعَلَ العِبادَ جَميعَهُم *** رَحِماً وَبِاِسمِكَ تُقطَعُ الأَرحامُ
يتبع ..
لا بك اختي الفاضلة .. نورت الصفحة بمرورك ..
لك الشكر الجزيل على المشاركة ..
ولكن قصيدة نزار مدرجة مسبقا ..
جزاك الله خير
سكرا اعلم انها درجت لكن احببت ان ادرج فيديو لها لكنني فشلت
تحياتي
يا اسفا على مج د قد كان وهل ينفع التاسف
لا بك اختي الفاضلة .. نورت الصفحة بمرورك ..
لك الشكر الجزيل على المشاركة ..
ولكن قصيدة نزار مدرجة مسبقا ..
جزاك الله خير
سكرا اعلم انها درجت لكن احببت ان ادرج فيديو لها لكنني فشلت
تحياتي
وتحياتي لك يافاضلة ..
وكانك ادرجته .. :)
في حفظ المولى ..
يا اسفا على مج د قد كان وهل ينفع التاسف
التاسف ينفع لاخذ العبرة ..
شكرا على المرور الطيب ..
مواصلة مع قصيدة احمد شوقي ..
أَتَتِ القِيامَةُ في وِلايَةِ يوسُفٍ *** وَاليَومَ بِاِسمِكَ مَرَّتَينِ تُقامُ
كَم هاجَهُ صَيدُ المُلوكِ وَهاجَهُم *** وَتَكافَأَ الفُرسانُ وَالأَعلامُ
البَغيُ في دينِ الجَميعِ دَنِيَّةٌ *** وَالسَلمُ عَهدٌ وَالقِتالُ زِمامُ
وَاليَومَ يَهتِفُ بِالصَليبِ عَصائِبٌ *** هُم لِلإِلَهِ وَروحِهِ ظُلّامُ
خَلَطوا صَليبَكَ وَالخَناجِرَ وَالمُدى *** كُلٌّ أَداةٌ لِلأَذى وَحِمامُ
أَوَ ما تَراهُم ذَبَّحوا جيرانَهُم *** بَينَ البُيوتِ كَأَنَّهُم أَغنامُ
كَم مُرضَعٍ في حِجرِ نِعمَتِهِ غَدا *** وَلَهُ عَلى حَدِّ السُيوفِ فِطامُ
وَصَبِيَّةٍ هُتِكَت خَميلَةُ طُهرِها *** وَتَناثَرَت عَن نَورِهِ الأَكمامُ
وَأَخي ثَمانينَ اِستُبيحَ وَقارُهُ *** لَم يُغنِ عَنهُ الضَعفُ وَالأَعوامُ
وَجَريحِ حَربٍ ظامِئٍ وَأَدوهُ لَم *** يَعطِفهُمُ جُرحٌ دَمٍ وَأُوامُ
وَمُهاجِرينَ تَنَكَّرَت أَوطانُهُم *** ضَلّوا السَبيلَ مِنَ الذُهولِ وَهاموا
السَيفُ إِن رَكِبوا الفِرارَ سَبيلُهُم *** وَالنِطعُ إِن طَلَبوا القَرارَ مُقامُ
يَتَلَفَّتونَ مُوَدِّعينَ دِيارَهُم *** وَاللَحظُ ماءٌ وَالدِيارُ ضِرامُ
يا أُمَّةً بِفَروقَ فَرِّقَ بَينَهُم *** قَدَرٌ تَطيشُ إِذا أَتى الأَحلامُ
فيمَ التَخاذُلُ بَينَكُم وَوَراءَكُم *** أُمَمٌ تُضاعُ حُقوقُها وَتُضامُ
اللَهُ يَشهَدُ لَم أَكُن مُتَحَزِّباً *** في الرُزءِ لا شِيَعٌ وَلا أَحزامُ
وَإِذا دَعَوتُ إِلى الوِئامِ فَشاعِرٌ *** أَقصى مُناهُ مَحَبَّةٌ وَوِئامُ
مَن يَضجُرُ البَلوى فَغايَةُ جَهدِهِ *** رُجعى إِلى الأَقدارِ وَاِستِسلامُ
لا يَأخُذَنَّ عَلى العَواقِبِ بَعضُكُم *** بَعضاً فَقِدماً جارَتِ الأَحكامُ
تَقضي عَلى المَرءِ اللَيالي أَو لَهُ *** فَالحَمدُ مِن سُلطانِها وَالذامُ
مِن عادَةِ التاريخِ مِلءُ قَضائِهِ *** عَدلٌ وَمِلءُ كِنانَتَيهِ سِهامُ
ما لَيسَ يَدفَعُهُ المُهَنَّدُ مُصلَتاً *** لا الكُتبُ تَدفَعُهُ وَلا الأَقلامُ
إِنَّ الأُلى فَتَحوا الفُتوحَ جَلائِلاً *** دَخَلوا عَلى الأُسدِ الغِياضَ وَناموا
هَذا جَناهُ عَلَيكُمُ آباؤُكُم *** صَبراً وَصَفحاً فَالجُناةُ كِرامُ
رَفَعوا عَلى السَيفِ البِناءَ فَلَم يَدُم *** ما لِلبِناءِ عَلى السُيوفِ دَوامُ
أَبقى المَمالِكَ ما المَعارِفُ أُسُّهُ *** وَالعَدلُ فيهِ حائِطٌ وَدِعامُ
فَإِذا جَرى رَشداً وَيُمناً أَمرُكُم *** فَاِمشوا بِنورِ العِلمِ فَهوَ زِمامُ
وَدَعوا التَفاخُرَ بِالتُراثِ وَإِن غَلا *** فَالمَجدُ كَسبٌ وَالزَمانُ عِصامُ
إِنَّ الغُرورَ إِذا تَمَلَّكَ أُمَّةً *** كَالزَهرِ يُخفي المَوتَ وَهوَ زُؤامُ
لا يَعدِلَنَّ المُلكَ في شَهَواتِكُم *** عَرَضٌ مِنَ الدُنيا بَدا وَحُطامُ
وَمَناصِبٌ في غَيرِ مَوضِعِها كَما *** حَلَّت مَحَلَّ القُدوَةِ الأَصنامُ
المُلكُ مَرتَبَةُ الشُعوبِ فَإِن يَفُت *** عِزُّ السِيادَةِ فَالشُعوبُ سَوامُ
وَمِنَ البَهائِمِ مُشبَعٌ وَمُدَلَّلٌ *** وَمِنَ الحَريرِ شَكيمَةٌ وَلِجامُ
وَقَفَ الزَمانُ بِكُم كَمَوقِفِ طارِقٍ *** اليَأسُ خَلفٌ وَالرَجاءُ أَمامُ
الصَبرُ وَالإِقدامُ فيهِ إِذا هُما *** قُتِلا فَأَقتُلُ مِنهُما الإِحجامُ
يُحصي الدَليلُ مَدى مَطالِبِهِ وَلا *** يَحصي مَدى المُستَقبِلِ المِقدامُ
هَذي البَقِيَّةُ لَو حَرَصتُم دَولَةٌ *** صالَ الرَشيدُ بِها وَطالَ هِشامُ
قِسمُ الأَئِمَّةِ وَالخَلائِفِ قَبلَكُم *** في الأَرضِ لَم تُعدَل بِهِ الأَقسامُ
سَرَتِ النُبُوَّةُ في طَهورِ فَضائِهِ *** وَمَشى عَلَيهِ الوَحيُ وَالإِلهامُ
وَتَدَفَّقَ النَهرانِ فيهِ وَأَزهَرَت *** بَغدادُ تَحتَ ظِلالِهِ وَالشامُ
أَثرَت سَواحِلُهُ وَطابَت أَرضُهُ *** فَالدُرُّ لُجٌّ وَالنُضارُ رَغامُ
شَرَفاً أَدِرنَةُ هَكَذا يَقِفُ الحِمى *** لِلغاضِبينَ وَتَثبُتُ الأَقدامُ
وَتُرَدُّ بِالدَمِ بُقعَةٌ أُخِذَت بِهِ *** وَيَموتُ دونَ عَرينِهِ الضِرغامُ
وَالمُلكُ يُؤخَذُ أَو يُرَدُّ وَلَم يَزَل *** يَرِثُ الحُسامَ عَلى البِلادِ حُسامُ
عِرضُ الخِلافَةِ ذادَ عَنهُ مُجاهِدٌ *** في اللَهِ غازٍ في الرَسولِ هُمامُ
تَستَعصِمُ الأَوطانُ خَلفَ ظُباتِهِ *** وَتَعُزُّ حَولَ قَناتِهِ الأَعلامُ
عُثمانُ في بُردَيهِ يَمنَعُ جَيشَهُ *** وَاِبنُ الوَليدِ عَلى الحِمى قَوّامُ
عَلِمَ الزَمانُ مَكانَ شُكري وَاِنتَهى *** شُكرُ الزَمانِ إِلَيهِ وَالإِعظامُ
صَبراً أَدِرنَةُ كُلُّ مُلكٍ زائِلٌ *** يَوماً وَيَبقى المالِكُ العَلّامُ
خَفَتِ الأَذانُ فَما عَلَيكِ مُوَحِّدٌ *** يَسعى وَلا الجُمَعُ الحِسانُ تُقامُ
وَخَبَت مَساجِدُ كُنَّ نوراً جامِعاً *** تَمشي إِلَيهِ الأُسدُ وَالآرامُ
يَدرُجنَ في حَرَمِ الصَلاةِ قَوانِتاً *** بيضَ الإِزارِ كَأَنَّهُنَّ حَمامُ
وَعَفَت قُبورُ الفاتِحينَ وَفُضَّ عَن *** حُفَرِ الخَلائِفِ جَندَلٌ وَرِجامُ
نُبِشَت عَلى قَعساءِ عِزَّتِها كَما *** نُبِشَت عَلى اِستِعلائِها الأَهرامُ
في ذِمَّةِ التاريخِ خَمسَةُ أَشهُرٍ *** طالَت عَلَيكِ فَكُلُّ يَومٍ عامُ
السَيفُ عارٍ وَالوَباءُ مُسَلَّطٌ *** وَالسَيلُ خَوفٌ وَالثُلوجُ رُكامُ
وَالجوعُ فَتّاكٌ وَفيهِ صَحابَةٌ *** لَو لَم يَجوعوا في الجِهادِ لَصاموا
ضَنّوا بِعِرضِكِ أَن يُباعَ وَيُشتَرى *** عِرضُ الحَرائِرِ لَيسَ فيهِ سُوامُ
ضاقَ الحِصارُ كَأَنَّما حَلَقاتُهُ *** فَلَكٌ وَمَقذوفاتُها أَجرامُ
وَرَمى العِدى وَرَمَيتِهِم بِجَهَنَّمٍ *** مِمّا يَصُبُّ اللَهُ لا الأَقوامُ
بِعتِ العَدُوَّ بِكُلِّ شِبرٍ مُهجَةً *** وَكَذا يُباعُ المُلكُ حينَ يُرامُ
ما زالَ بَينَكِ في الحِصارِ وَبَينَهُ *** شُمُّ الحُصونِ وَمِثلُهُنَّ عِطامُ
حَتّى حَواكِ مَقابِراً وَحَوَيتِهِ *** جُثَثاً فَلا غَبنٌ وَلا اِستِذمامُ
" سينية أحمد شوقي " التي عارض بها البحتري
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي *** اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي
وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ *** صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ
عَصَفَت كَالصِبا اللَعوبِ وَمَرَّت *** سِنَةً حُلوَةً وَلَذَّةُ خَلسِ
وَسَلا مِصرَ هَل سَلا القَلبُ عَنها *** أَو أَسا جُرحَهُ الزَمانَ المُؤَسّي
كُلَّما مَرَّتِ اللَيالي عَلَيهِ *** رَقَّ وَالعَهدُ في اللَيالي تُقَسّي
مُستَطارٌ إِذا البَواخِرُ رَنَّت *** أَوَّلَ اللَيلِ أَو عَوَت بَعدَ جَرسِ
راهِبٌ في الضُلوعِ لِلسُفنِ فَطنُ *** كُلَّما ثُرنَ شاعَهُنَّ بِنَقسِ
يا اِبنَةَ اليَمِّ ما أَبوكِ بَخيلٌ *** ما لَهُ مولَعاً بِمَنعٍ وَحَبسِ
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو *** حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا *** في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ
نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ *** بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي
وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا *** كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ
وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ *** نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي
وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ *** ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ
شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني *** شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي
يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي *** هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي
وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً *** نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ
هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ *** مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ
حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً *** قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ
لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ *** بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ
قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت *** مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ
وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي *** هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي
اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ *** الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي
لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ *** بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ
وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى *** لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي
أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ *** وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ
وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً *** وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ
وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو *** نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ
أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها *** أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ
رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ *** حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي
وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا *** أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ
تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ *** سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي
لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً *** وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ
رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ عَينَيهِ *** لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ
فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى *** وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي
يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ *** فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ
عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً *** طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ
غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ *** أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ
فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً *** وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ
وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما *** بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ
دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ *** بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ
وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ *** لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ
سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت *** خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ
حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا *** وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ
احمد شوقي في نفس القصيدة
أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ *** أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي
سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها *** نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ
ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي *** كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ
وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى *** وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ
رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي *** وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي
أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر *** بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ
في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ *** وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ
وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو *** نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ
لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ *** لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي
يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ *** وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي
قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت *** تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي
غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت ***لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ
رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها *** فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ
فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في *** ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ
ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ *** لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ
وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً *** فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ
قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً *** حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ
وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا *** صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ
يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ *** وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ
سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ *** وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ
وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ *** وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ
وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ *** جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ
أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ *** صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ
بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى *** بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ
مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ *** وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي
وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ *** أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ
فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها *** ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ
وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ *** واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ
وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي *** نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ
وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ *** يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ
مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ *** لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ
وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا *** وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ
صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر *** بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ
مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال *** دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ
كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً *** لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ
حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح *** مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ
جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى *** فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ
سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً *** قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي
مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم *** راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ
هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت *** سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ
عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها *** وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ
وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ *** لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ
لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا *** ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ
نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ *** مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ
وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ *** كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ
وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني *** وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ
وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً *** مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ
لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا *** يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ
مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ *** كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ
تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً *** يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ
آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت *** بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ
فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ *** بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ
وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ *** باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ
خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ *** عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ
رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت *** تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ
رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ *** لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ
إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى *** لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ
وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ *** وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ
يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً *** وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ
مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في *** ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ
لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها *** غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ
كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً *** وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي
هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ *** بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي
مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ *** وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ
حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ *** مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ
وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما *** ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي
ابيات من قصيدة اندلسية لاحمد شوقي
يــا نـائح (الطلْحِ)، أَشـباهٌ عَوَادِينـا
نَشْـجى لِـوَادِيكَ، أَم نَأْسَـى لوادينا؟
مــاذا تقُـصُّ علينـا غـيرَ أَنّ يـدًا
قصَّـتْ جنـاحك جـالت في حواشينا؟
رمـى بنـا البيـنُ أَيْكًـا غـيرَ سامِرنا
- أَخـا الغـريب - وظِـلاًّ غيرَ نادينا
كـلٌّ رَمَتْـه النَّـوى: رِيشَ الفِـراق لنا
سَـهْمً، وسُـلّ عليـكَ البيـنُ سِـكِّينا
إِذا دعـا الشـوقُ لـم نَـبرحْ بمُنْصَدِع
مــن الجنــاحين عــيٍّ لا يُلَبِّينــا
فـإِن يَـكُ الجـنسُ يا ابنَ الطَّلْحِ فرّقنا
إِنّ المصــائبَ يجــمعْنَ المُصابينـا
لــم تـأْلُ مـاءك تَحْنانً، ولا ظمـأً
ولا ادِّكـــارً، ولاشــجْوا أَفانينــا
تَجُــرُّ مـن فنَـنٍ سـاقًا إِلـى فَنَـنٍ
وتســحبُ الــذيلَ ترتـادُ المؤاسـينا
أُسـاةُ جسـمِكَ شـتَّى حـين تطلبهـم
فمَــنْ لروحـك بـالنُّطْس المُدَاوينا؟
آهــا لنــا نـازِحَيْ أَيْـكٍ بـأَندَلُسٍ
وإِن حَلَلْنَــا رفيفًــا مـن رَوَابينـا!!
رسْـمٌ وقفنـا عـلى رَسْـمِ الوفـاء له
نَجــيش بـالدَّمع، والإِجـلالُ يَثنينـا
لِفِتْيَــةٍ لا تنــال الأرضُ أَدمُعَهــم
ولا مَفـــــارقَهم إِلاَّ مُصَلِّينــــا
لـو لـم يسـودوا بـدينٍ فيـه مَنْبَهـةٌ
للنــاسِ; كـانت لهـم أَخـلاقُهم دينـا
لـم نَسْـرِ مـن حـرَمٍ إِلاَّ إِلـى حَـرَم
كـالخمر مـن (بابلٍ) سـارت (لدارينا)
لمـا نَبـا الخـلدُ نـابت عنـه نُسْـختهُ
تَمــاثُلَ الــورْدِ (خِيريًّا) و(نسْـرينا)
نسْــقِي ثـراهُمْ ثَنَـاءً، كلَّمـا نُـثِرتْ
دُموعُنــا نُظِمــتْ منهــا مراثينـا
كــادت عيــونُ قوافينــا تُحَرّكُـه
وكِـدْنَ يـوقِظْنَ فـي التُّرْبِ السلاطينا
قصيدة .. غرناطة لنزار قباني
في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
عينان سوداوان في حجريهما
تتوالد الأبعاد من أبعاد..
هل أنت اسبانية؟.. ساءلتها
قالت: وفي غرناطة ميلادي
غرناطة؟!.. وصحت قرون سبعة
في تينك العينين.. بعد رقاد
وأمية راياتها مرفوعة
وجيادها موصولة بجياد
ما أغرب التاريخ كيف أعادني
لحفيدة سمراء من أحفادي
وجه دمشقي رأيت خلاله
أجفان بلقيس وجيد سعاد
ورأيت منزلنا القديم.. وحجرة
كانت بها أمي تمد وسادي
والياسمينة رصعت بنجومها
والبركة الذهبية الإنشاد
ودمشق أين تكون؟.. قلت ترينها
في شعرك المنساب نهر سواد
في وجهك العربي.. في الثغر الذي
ما زال مختزناً شموس بلادي
في طيب (جنات العريف) ومائها
في الفل.. في الريحان.. في الكباد
سارت معي والشعر يلهث خلفها
كسنابل تركت بغير حصاد
ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
وورائي التاريخ.. كوم رماد
الزخرفات أكاد أسمع نبضها
والزركشات على السقوف تنادي
قالت: هنا الحمراء.. زهو جدودنا
فاقرأ على جدرانها أمجادي
أمجادها!! ومسحت جرحاً نازفاً
ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
ياليت وارثتي الجميلة أدركت
أن الذين عنتهم أجدادي!
عانقت فيها عندما ودعتها
رجلاً يسمى (طارق بن زياد)
غرناطةٌ لعبَ الزمانُ بشملِنا للشاعر السوري
فوزي المعلوف
غرناطةٌ لعبَ الزمانُ بشملِنا *** وقضى القضاءُ فما لعهدك مرجعُ
ما أَنتِ بعد دريدَ إلَّا مَهمهٌ *** قفرُ وما مغناكِ إلَّا بلقعُ
سأعودُ لكن كالصواعقِ حاملاً *** ناراً تصُبُّ على بنيك فتَصرعُ
متحفِّزاً للثار وحشاً ضارياً *** يحلُو لهُ كرعُ الدماءِ فيكرعُ
كتبتِ لي يا غاليه..
كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
عن عقبة بن نافعٍ
يزرع شتلَ نخلةٍ..
في قلبِ كلِّ رابيه..
سألتِ عن أميةٍ..
سألتِ عن أميرها معاويه..
عن السرايا الزاهيه
تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
حضارةً وعافيه..
لم يبقَ في إسبانيه
منّا، ومن عصورنا الثمانيه
غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
بجوف الآنيه..
وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
لم يبقَ من قرطبةٍ
سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
لم يبقَ من غرناطةٍ
ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
تلقاك في كلِّ زاويه..
لم يبقَ إلا قصرُهم
كامرأةٍ من الرخام عاريه..
تعيشُ –لا زالت- على
قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
مضت قرونٌ خمسةٌ
مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
ولم تزل أحقادنا الصغيره..
كما هي..
ولم تزل عقليةُ العشيره
في دمنا كما هي
حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
مَضت قرونٌ خمسةٌ
ولا تزال لفظةُ العروبه..
كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
نزار قباني
أمير جزائري حر
2016-04-22, 23:58
مبارك عليك رتبة :
http://up.3dlat.com/uploads/135775950311.gifhttp://up.3dlat.com/uploads/135775950311.gifhttp://up.3dlat.com/uploads/135775950311.gif
عضومميز
http://www.djelfa.info/vb/images/star_dj.gif
وأرجو أن تتابعي هذا الموضوع :):
[[ لنبارك لأختنا ماجي [maghi ] على التميز ]] (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1947011)
تحياتي ومزيدا من التألق والارتقاء ..
أخوك أمير .. :cool:
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR8x7RWxtF1GzjovT0G-J2aPX9sTKInQjI0eNCmH_tHX0Ae79n9TQ
ثاء الأندلس
الدهر يفجعُ العين بالأثرِ ***** فما البكاء على الأشباح والصور؟
أنهاك أنهاك لا ألوك موعظةً *** عن نومه بين ناب الليث والظفر
فالدهر حربٌ وإن أبدى مُسالمةً *** والبيضُ والسود مثلُ البيضِ والسمر
ولا هوادة بين الرأس تأخذه **** يدُ الضرابِ وبين الصارم الذكرِ
فلا تغرنك من دنياك نومتُها **** فما صانعة عينيها سوى السهرِ
ما لليالي، أقال الله عثرتنا **** من الليالي وخانتها يد الغيرِ
في كل حين لها في كل جارحة *** منا جراحٌ وإن زاغت عن النظرِ
تَسُرُّ بالشيء لكن كي تُغرّ به **** كالإيم ار إلى جاني من الزهر
كم دولة وليتْ بالنصر خدمتها *** لم تبقِ منها وسل ذكراك، من خبر
لكم البحث عن الشاعر
مبارك عليك رتبة :
http://up.3dlat.com/uploads/135775950311.gifhttp://up.3dlat.com/uploads/135775950311.gifhttp://up.3dlat.com/uploads/135775950311.gif
عضومميز
http://www.djelfa.info/vb/images/star_dj.gif
وأرجو أن تتابعي هذا الموضوع :):
[[ لنبارك لأختنا ماجي [maghi ] على التميز ]] (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1947011)
تحياتي ومزيدا من التألق والارتقاء ..
أخوك أمير .. :cool:
شكرا جزيلا ياكريم الاصل ونبيل الاخلاق ..
بارك الله فيك واجزل لك العطاء ..
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:and9gcr8x7rwxtf1gzjovt0g-j2apx9stkinqji0encmh_thx0ae79n9tq
شكرا جزيلا اختي الفاضلة ..
ولك خالص التحايا على وفائك لصفحتي المتواضعة ..
بارك الله فيك ..
ثاء الأندلس
الدهر يفجعُ العين بالأثرِ ***** فما البكاء على الأشباح والصور؟
أنهاك أنهاك لا ألوك موعظةً *** عن نومه بين ناب الليث والظفر
فالدهر حربٌ وإن أبدى مُسالمةً *** والبيضُ والسود مثلُ البيضِ والسمر
ولا هوادة بين الرأس تأخذه **** يدُ الضرابِ وبين الصارم الذكرِ
فلا تغرنك من دنياك نومتُها **** فما صانعة عينيها سوى السهرِ
ما لليالي، أقال الله عثرتنا **** من الليالي وخانتها يد الغيرِ
في كل حين لها في كل جارحة *** منا جراحٌ وإن زاغت عن النظرِ
تَسُرُّ بالشيء لكن كي تُغرّ به **** كالإيم ار إلى جاني من الزهر
كم دولة وليتْ بالنصر خدمتها *** لم تبقِ منها وسل ذكراك، من خبر
لكم البحث عن الشاعر
شكرا اختي الكريمة على ادراج هذه الابيات الرائعة ..
والشاعر اللغز هو ..:confused:
قد وجدته ولكنني لن اميط اللثام عن هويته ..
فبعض الغموض جيد ..:1:
وساترك امر البحث عنه لمن اراد التطوع ..:)
شكرا لك و مزيدا من التألق
عبد الله بن فرج اليحصبي:
ياأهل أندلس شدوا رحالكم// فما المقام بها إلا من الغلط
الثوب ينسل من أطرافه وأرى //ثوب الجزيرة منسلاً من الوسط
من جاور الشر لايأمن عواقبه// كيف الحياة مع الحيات في سفط
عبد الله بن فرج اليحصبي:
ياأهل أندلس شدوا رحالكم// فما المقام بها إلا من الغلط
الثوب ينسل من أطرافه وأرى //ثوب الجزيرة منسلاً من الوسط
من جاور الشر لايأمن عواقبه// كيف الحياة مع الحيات في سفط
اهلا بالاخت الفاضلة .. مشكورة على ماتدرجين ..
وبالنسبة للشاعر اللغز هو ابن عبدون ..
عندما قصد الإفرنج بلنسية لغزوها عام 456هـ خرج أهلها للقائهم بثياب الزينة؛
فكانت وقعة بطرنة التى قال فيها الشاعر أبو إسحاق بن معلي:
لبسوا الحديد إلى الوغى ولبستم ... حُلَلَ الحرير عليكم ألوانًا
ما كان أقبحهم وأحسنكم بها ... لو لم يكن ببطرنة ما كانا
السلام عليكم شكرا ماجي على حل اللغز 10/10
بيد لها شقّوا (جيوب) ملابس صبغت بصبغ عتوّها وسمودهـا
لم تخش أهوال المعاد كأنّهـا بيـن المعـاد مقـرّة بجمودهـا
هجموا ببغيهم ديار عصابـة ألقـت قيـاد السّلـم بعد نهودها
فترى الكواعب بينهم وكأنّها الـ غـزلان بين قرودها وفهودهـا
هاتيك صارخة بأعلى صوتها فكأنّهـا فجعـت بنعـي ودودها
حنقوا عليها فانبروا لخناقهـا فأرتهـم المقصور من ممدودها
قد شفّها الرّوع المقيم فلم تزل ترتـاع حال قيامهـا وقعودهـا
أجرت عيون عيونها إذ قبّلوا باللّطـم والتخميش ورد خدودها
يـاليتهم لـو أمهلوها ريثما في نزعها تجري على معهودها
ما إن كفاهم كلّ ذاك فأدخلوا في نزعها تجري على معهودها
ما إن كفاهم كلّ ذالك فأدخلوا الـ أيدي إلى تفتيش حشو برودهـا
عبد اللطيف الطويري
بيد لها شقّوا (جيوب) ملابس صبغت بصبغ عتوّها وسمودهـا
لم تخش أهوال المعاد كأنّهـا بيـن المعـاد مقـرّة بجمودهـا
هجموا ببغيهم ديار عصابـة ألقـت قيـاد السّلـم بعد نهودها
فترى الكواعب بينهم وكأنّها الـ غـزلان بين قرودها وفهودهـا
هاتيك صارخة بأعلى صوتها فكأنّهـا فجعـت بنعـي ودودها
حنقوا عليها فانبروا لخناقهـا فأرتهـم المقصور من ممدودها
قد شفّها الرّوع المقيم فلم تزل ترتـاع حال قيامهـا وقعودهـا
أجرت عيون عيونها إذ قبّلوا باللّطـم والتخميش ورد خدودها
يـاليتهم لـو أمهلوها ريثما في نزعها تجري على معهودها
ما إن كفاهم كلّ ذاك فأدخلوا في نزعها تجري على معهودها
ما إن كفاهم كلّ ذالك فأدخلوا الـ أيدي إلى تفتيش حشو برودهـا
عبد اللطيف الطويري
اهلا اختي الفاضلة ..
نورت الصفحة بمرورك وعطرتها بحروفك ..
شكرا على الوفاء ..
لسان الدين بن الخطيب ..
تقول غرناطة ٌ يوما لمالقة ٍ *** لمَّا استراحت لوعدٍ منك مرقوبِ
أمسكتِ يوسُف عني فعل ظالمة ٍ *** هل لي اليوم إلا حزنُ يعقوبُ
صبرينة لوتس
2016-08-01, 14:27
السلام عليكم
المنتدى يفتقدك أختي ماجي أدعو الله أن تكوني بخير وأتمنى لك عودة سريعة
موشح زمان الوصل
جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى = يــا زمــان الــوصل بــالأَندلسِ
لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا = فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ
....
إذ يقــود الدّهــرُ أَشــتاتَ المُنـى
ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرسـمُ
زُمَـــرًا بيــن فُــرادى وثُنًــى
مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْسـمُ
والحيــا قــد جـلَّل الـرّوض سـنا
فثغـــور الزّهــرِ فيــه تبســمُ
....
وروى النُّعمــانُ عـن مـاءِ السّـما =كــيف يَــروي مـالِكٌ عـن أنَسِ?
فكســاه الحُســن ثوبًــا معلمــا =يـــزدهي منـــه بــأبهى مَلبسِ
....
فــي ليــالٍ كــتَمَتْ سـرَّ الهـوى
بــالدُّجى لــولا شــموس الغُـرَر
مــال نجــمُ الكـأس فيهـا وهـوى
مســـتقيمَ السّــيرِ سَــعْدَ الأَثَــرِ
وطَـرٌ مـا فيـه مـن عيـبٍ سـوى
أَنّـــه مـــرّ كــلمْح البصَــرِ
....
حــين لــذّ الأُنس شــيئًا أَو كمـا = هجــم الصّبــحُ هجــومَ الحـرَسِ
غــارت الشــهْبُ بنــا أَو ربّمـا = أَثّــرت فينــا عيــون النرجــسِ
....
أَيّ شــيءٍ لاِمْــرئٍ قــد خلُصـا
فيكــون الــرّوضُ قـد مُكِّـن فيـهِ
تنهــب الأَزهــار فيــه الفُرصـا
أمِنَــت مــن مكــره مــا تتّقيـهِ
فــإذا المــاء تنــاجى والحـصى
وخـــلا كـــلّ خــليلٍ بأخيــه
....
تبصــر الــوردَ غيــورًا بَرِمــا = يكتســي مــن غيظـه مـا يكتسـي
وتَـــرى الآس لبيبًـــا فهِمـــا = يســرقُ الســمْع بــأذنيْ فــرَسِ
....
يـا أُهيْـلَ الحـيّ مـن وادي الغضـا
وبقلبـــي ســـكَنٌ أَنتـــم بــهِ
ضـاق عـن وجـدِي بِكُم رحْبَ الفضا
لا أبــالى شــرقَه مــن غربــهِ
فــأعيدوا عَهْــدَ أنسٍ قــد مضـى
تُعْتِقـــوا عــانيكمُ مــن كرْبــهِ
....
واتّقــوا اللــه وأَحــيوا مغرمَــا = يتلاشــــى نَفَسًـــا فـــي نَفَسِ
حـــبَس القلــب عليكــم كَرمــا = أفـــترضون عفـــاءَ الحــبَسِ?
....
وبقلبــــي منكمـــو مقـــتربُ
بأحــاديث المنــى وهــو بعيــد
قمـــرٌ أَطلــع منــه المغــربُ
شَــقْوة المُغــرَى بـه وهـو سـعيد
قــد تســاوى محســنٌ أَو مـذنبُ
فــي هــواه بيــن وعْـدٍ ووعيـد
....
ســاحر المقلــة معســول اللّمـى = جــال فــي النّفس مجــالَ النّفَسِ
ســدّدَ السّــهمَ وســمّى ورمــى = ففـــؤَادي نهبـــة المفـــترسِ
لسان الدين ابن الخطيب
الصابرة ام يحيى
2016-08-05, 18:52
merciiiiiiii bcp
الصابرة ام يحيى
2016-08-11, 16:47
شكرا على الموضوع موضوع قيم
السلام عليكم
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته ..:dj_17:
المنتدى يفتقدك أختي ماجي أدعو الله أن تكوني بخير وأتمنى لك عودة سريعة
ليس بمقدار افتقادي له .. فالمنتدى بيتي الثاني وانتم اسرتي الثانية ..
انا بخير والحمد لله .. وهاقد عدت والعود احمد ..
ولك خالص الامتنان على الانشغال والسؤال ..
موشح زمان الوصل
جــادك الغيــث إِذا الغيـث همـى = يــا زمــان الــوصل بــالأَندلسِ
لـــم يكــن وصْلُــك إِلاّ حُلُمًــا = فــي الكــرى أَو خُلسـة المخـتَلِسِ
....
إذ يقــود الدّهــرُ أَشــتاتَ المُنـى
ينقــلُ الخــطوَ عـلى مـا يرسـمُ
زُمَـــرًا بيــن فُــرادى وثُنًــى
مثــل مــا يدعـو الوفـودَ الموْسـمُ
والحيــا قــد جـلَّل الـرّوض سـنا
فثغـــور الزّهــرِ فيــه تبســمُ
....
وروى النُّعمــانُ عـن مـاءِ السّـما =كــيف يَــروي مـالِكٌ عـن أنَسِ?
فكســاه الحُســن ثوبًــا معلمــا =يـــزدهي منـــه بــأبهى مَلبسِ
....
فــي ليــالٍ كــتَمَتْ سـرَّ الهـوى
بــالدُّجى لــولا شــموس الغُـرَر
مــال نجــمُ الكـأس فيهـا وهـوى
مســـتقيمَ السّــيرِ سَــعْدَ الأَثَــرِ
وطَـرٌ مـا فيـه مـن عيـبٍ سـوى
أَنّـــه مـــرّ كــلمْح البصَــرِ
....
حــين لــذّ الأُنس شــيئًا أَو كمـا = هجــم الصّبــحُ هجــومَ الحـرَسِ
غــارت الشــهْبُ بنــا أَو ربّمـا = أَثّــرت فينــا عيــون النرجــسِ
....
أَيّ شــيءٍ لاِمْــرئٍ قــد خلُصـا
فيكــون الــرّوضُ قـد مُكِّـن فيـهِ
تنهــب الأَزهــار فيــه الفُرصـا
أمِنَــت مــن مكــره مــا تتّقيـهِ
فــإذا المــاء تنــاجى والحـصى
وخـــلا كـــلّ خــليلٍ بأخيــه
....
تبصــر الــوردَ غيــورًا بَرِمــا = يكتســي مــن غيظـه مـا يكتسـي
وتَـــرى الآس لبيبًـــا فهِمـــا = يســرقُ الســمْع بــأذنيْ فــرَسِ
....
يـا أُهيْـلَ الحـيّ مـن وادي الغضـا
وبقلبـــي ســـكَنٌ أَنتـــم بــهِ
ضـاق عـن وجـدِي بِكُم رحْبَ الفضا
لا أبــالى شــرقَه مــن غربــهِ
فــأعيدوا عَهْــدَ أنسٍ قــد مضـى
تُعْتِقـــوا عــانيكمُ مــن كرْبــهِ
....
واتّقــوا اللــه وأَحــيوا مغرمَــا = يتلاشــــى نَفَسًـــا فـــي نَفَسِ
حـــبَس القلــب عليكــم كَرمــا = أفـــترضون عفـــاءَ الحــبَسِ?
....
وبقلبــــي منكمـــو مقـــتربُ
بأحــاديث المنــى وهــو بعيــد
قمـــرٌ أَطلــع منــه المغــربُ
شَــقْوة المُغــرَى بـه وهـو سـعيد
قــد تســاوى محســنٌ أَو مـذنبُ
فــي هــواه بيــن وعْـدٍ ووعيـد
....
ســاحر المقلــة معســول اللّمـى = جــال فــي النّفس مجــالَ النّفَسِ
ســدّدَ السّــهمَ وســمّى ورمــى = ففـــؤَادي نهبـــة المفـــترسِ
لسان الدين ابن الخطيب
شكرا على مرورك العطر بمتصفحي .. كلماتك نورت الموضوع ..
شكرا على الموضوع موضوع قيم
ولك الشكر على المرور الطيب ..
ابن شهيد الأندلسي ..
رثاء قرطبة بعد الفتنة التي قامت بها عام 304ه ...
مـافي الطلول من الأحبةِ مخبِرُ *** فـمن الذي عن حالِها نستخبِرُ؟!
لا تسألن سوى الفراق فإنه *** ينبيك عنهم آنجدوا ام أغوروا
جـار الـزمان عليهم فتفرقوا *** فـي كـل نـاحيةٍ وباد الأكثر
جرت الخطوب في محل ديارهم *** وعـليهم فـتغيرت وتـغيروا
فدع الزمان يصوغ في عرصاتهم *** نورا تكاد له القلوب تنور
فـلمثل قـرطبة يـقل بكاء من *** يـبكي بـعين دمـعها مـتفجر
دار أقــال الله عـثرة أهـلها *** فـتبربروا وتغربوا وتمصروا
فـي كـل نـاحية فريق منهم *** مـتـفطر لـفـراقها مـتحير
ورياح زهرتها تلوح عليهم *** بروائح يفتر منها العنبر
والدار قد ضرب الكمال رواقه *** فيها وباع النقص فيها يقصر
والقوم قد أمنوا تغير حسنها *** فتعمموا بجمالها وتأزروا
يا طيبهم بقصورها وخدورها *** وبدورها بقصورها تتخدر
عـهدي بها والشمل فيها جامع *** مـن أهلها والعيش فيها أخضر
والـقصر قصر بني أمية وافر *** مـن كـل أمر والخلافة أوفر
والجامع الأعلى يغص يكل من *** يـتلو ويـسمع مايشاء وينظر
ومـسالك الأسـواق تشهد أنها *** لايـستقل بـسالكيها الـمحشر
يـاجنة عـصفت بـها وبأهلها *** ريـح النوى فتدمرت وتدمروا
آسـى لك من الممات وحق لي *** إذ لـم نـزل بـك فـي حياتك نفخر
كانت عراصك للميمم مكة *** يأوى إليها الخائفون فينصروا
يا منزلا نزلت به وبأهله *** طير النوى فتغيروا وتنكروا
أسفي على دارٍ عهدت ربوعها *** وظـبـاؤها بـفناؤها تـتبخر
أيـام كـانت عـين كل كرامة *** مـن كـل نـاحية إليها تنظر
أيـام كـان الأمـر فيها واحدا *** لأِأيـرها وأمـير مـن يـتأمر
أيـام كـانت كـف كل سلامة *** تـسمو إلـيها بـالسلام وتبدر
حـزني على سرواتها ورواتها *** وثـقـاتها وحـماتها يـتكرر
نـفسي عـلى آلائها وصفاتها *** وبـهـائها وسـنائها تـتحسر
كـبدي عـلى عُـلَمَائها حُلَمَائها *** أُدَبَـائـها ظـرَفَائها تـتفطر
ابن حزم في رثاء قرطبة ..
سلام على دار رحلنا وغودرت ... خلاء من الأهلين موحشة قفرا
تراها كأن لم تغن بالأمس بلقعا ... ولا عمرت من أهلها قبلنا دهرا
فيا دار لم يقفرك منا اختيارنا ... ولو أننا نستطيع كنت لنا قبرا
ولكن أقدارا من الله أنفذت ... تدمرنا طوعا لما حل أو قهرا
فيا خير دار قد تركت حميدة ... سقتك الغوادي ما أجل وما أسرى
ويا دهرنا فيها متى أنت عائد ... فنحمد منك العود ان عدت والكرا
ويا مجتلى تلك البساتين حفها ... رياض قوارير غدت بعدنا غبرا
ويا دهر بلغ ساكنها تحيتي ... ولو سكنوا المروينأو جاوزوا النهرا
فصبرا لسطو الدهر فيهم وحكمه ... وإن كان طعم الصبر مستثقلا مراً
لئن كان أظمانا فقد طال ما سقى ... وإن ساءنا فيها فقد طال ما سرا
وأيتها الدار الحبيبة لا يرم ... ربوعك جون المزن يهمي بها القطرا
كأنك لم يسكنك غيد أوانس ... وصيد رجال أشبهوا الأنجم الزهرا
تفانوا وبادوا واستمرت نواهم ... لمثلهم أسكبت مقلتي العبرى
سنصبر بعد اليسر للعسر طاعة ... لعل جميل الصبر يعقبنا يسرا
وإني ولو عادت وعدنا لعهدها ... فكيف من أهلها سكن القبرا
ويا دهرنا فيها متى أنت عائد ... فنحمد منك العود إن عدت والكرا
فيا رب يوم في ذراها وليلة ... وصلنا هناك الشمس باللهو والبدرا
فوا جسمي المضنى وواقلبي المغرى ... ووانفسي الثكلى وواكبدي الحرى
ويا هم ما أعدى، ويا شجو ما أبرا ... ويا وجد ما أشجى، ويا بين ما أفرا
ويا دهر لا تبعد، ويا عهد لا تحل ... ويا دمع لا تجمد، ويا سقم لا تبرا
سأندب ذاك العهد ما قامت الخضرا ... على الناس سقفا بنا الغبرا
شاعر اخر رثى قرطبة بقوله ..
بك على قرطبة الزين ... فقد دهتها نظرة العين
أنظرها الدهر بأسلافه ... ثم تقاضى جملة الدين
كانت على الغاية من حسنها ... وعيشها المستعذب اللين
فانعكس الأمر فما إن ترى ... بها سرورا بين إثنين
فاغد وودعها وسر سالما ... ان كنت أزمعت على البين
جيان .. احدى المدن الاندلسية ..
وذي صورة لها اليوم من حقول الزيتون الذي ادخله
المسلمون اليها ..
https://up.djelfa.info/uploads/152201209198011.jpg
وأنشد بعض أهل جيان عند الخروج منها بتغلب العدو عليها :
أودعكم أودعكم جياني *** وأنثر عبرتي نثر الجمان
وإني لا أريد لكم فراقاً *** ولكن هكذا حكم الزمان
ومن أهل جيان أبو ذر مصعب بن محمد بن مسعود بن عبد الله بن مسعود الخشنى المعروف بابن أبي ركب،
وهو القائل بعد خروجه من جيان على بحر الطويل:
أجيان أنت الماء قد حيل دونه *** وإني لظمآن إليك وصادى
ذكرتك إذ هبت شمال وإذ بدا *** لعيني من تلك المعالم بادى
متى ما أرد سيراً إليك تردني *** مخافة آسادٍ هناك عوادى
وقال فيها ايضا بعد سكنه بفاس بالمغرب ..
أيا نخلتي جيان بالله أسعدا *** غريباً بكى من فقد أهلٍ وجيران
يحن إلى ظليكما وفؤاده *** رهين بأظعانٍ حللن بجيان
يؤمل أقصى الغرب والشرق همه *** ويذكر أوطاناً تحن لأوطان
وما ذاك عن بغضٍ ولا عن قلى لها *** ولكن عدت عنها تصاريف أزمان
عسى من قضى بالبعد عنهم بلطفه *** يسدد من حالي ويصلح من شاني
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir