المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طَرَفة بنُ العَبد ، ومُعَلَّقَتُهْ !!


ألبْ أرْسَلان
2016-03-29, 05:14
هو القائل :

وظُلمُ ذوِي القُربى أشَدُّ مَضَاضَةً ** على المَرءِ منْ وقْعِ الحُسامِ المُهنَّدِ .
سَتُبدِي لكَ الأيَّامُ ما كُنتَ جَاهِلا ** ويأتِيكَ بالأخْبَارِ منْ لمْ تُزوِّدِ .

وهو القائل :

لَعمْرُكَ إنَّ المَوتَ مـَا أخطَأَ الفَتى ** لكالطَوَل المُرخَى وثِنياهُ في اليَدِ .

طرفة بنُ العبِْدِ ابو عَمرو بن العَبْد المُلقَّب بِـ " طرفه" بِبيتٍ قالهُ، شاعرٌ جَاهِليٌّ منْ الأفْذَاذْ، ومنْ أصْحابِ المُعَلَّقَاتْ، ماتَ أبوهُ وهو صغيرْ فَنشأ يتِيمًا، وقُتلَ وهو ابنُ العِشْرينْ، فـقِيلَ عنهُ " ابنُ العِشْرِين "...

أمُّهُ" وردة " بنتُ عبدِ المسيحْ، وخَالُهُ المُتلمس الشَّاعِرُ ....

أساءَ أعْمامُهُ تَربِيَتهُ، فَنشَأ على اللَّهوِ والشُرْب..

وأبوا أنْ يَقسِمُوا لهُ ما تَركَهُ أبوهُ، وظلموا حقَّ أمِّهِ، فقال طرفه:



ما تنظرون بحق"وردة" فيكم ** صَغُرَ البَنُون ورهطُ "وردة" غُيّب .

قد يَبعَثُ الأمرَ العَظِيمَ صغيرُهُ ** حتى تَظلَّ لهُ الدِّماءُ تَصبَّبُ.

والظُلمُ مزَّقَ بيْنَ حَيَّيْ وائلٍ ** بكرٌ تُسَاقِيها المَنايَا تَغلِِبُ .

والصِّدقُ يألفُهُ الكَريم المُرتجى ** والكذب يألفُهُ الدّنِي الأخيَبُ .



ويُقالُ أنَّ أوَّلَ شعرٍ قالَهُ، حينَ خَرجَ للصَّيدِ معَ أحدِ أعْمَامِهِ، ونَصبَ فخّا ولمْ يَصدْ، فلما أرَادَ الرّحِيل قال ( طرفة):

يا لك من قبرة بمعمر ** خلا لك الجو فبيضي واصفري .

ونقري ما شئت ان تنقري ** قد رفع الفخ فماذا تحذري؟ .

قد ذهب الصيّادُ عنكِ فابْشِري ** لا بُدّ يوما ان تصَادِي فاصْبِري .

كان طرفه غيرَ مُبالٍ بالحياة ...


فإنْ كنتَ لا تَسطِيعُ دَفعَ مَنيَّتِي ** فَدعنِي أُبَادِرها بِمـَا مَلكَتْ يَدِي .



وفي " الشعر و الشعراء"، "لابن قتيبة الدينوري"، قال "ابو عبيد ة ": سئل "لبيد" وهو بالكوفه عن أشْعرِ العَربِ؟ فقال في الاولى: الملك الضليل يعني امرأ القيس، وقال في الثَّانيَه: ابنُ العِشْرِين، يعني طرفه !!



إسْتَنْوَقَ الجَمَلُ !!


في الأمْثَال للضبي، كانَ طَرفَه يَلعَبُ معَ الغِلمَانْ قُربَ أحدِ مَجالِسِ بنِي قَيْس بن ثَعلَبَه، فــاسْتَنْشَدَ أهلُ المَجْلِسِ الشَّاعرَ "المسيب بن علس"، فأقبلَ طَرفَه معَ الغِلْمَان يَسْمَعُون..، فَـزَعَمُوا أنَّ الشَّاعِرَ قـــَال:

وقد أتَنَاسى الهمَّ عِندَ احْتِضَارِهِ ** بنَاجٍ عَلَيْهِ الصيعرية مكدم .

فقالَ طَرَفَه: استنوق الجملُ !! فضحك النَّاس في المجلسْ.


وذاكَ أنَّ "الصيعريه" هي صفةٌ - في اليَمن - للنُّوقِ دونَ الجِمَال ...

فقال الشّاعر : ويلٌ لهذا من هذا، يقصدُ ويلٌ لِطَرَفَة مِن لسَانِهِ .. وكان قَتْلُ طَرفَه بِجنَايَةِ لِسانِهِ حينَ هجَا عَمرو بن هند الملك ...
.
.
.


للحديث بقية ...

ألبْ أرْسَلان
2016-03-30, 02:56
قـالَ طَرَفَه :

أنا الرَّجُلُ الضَّربُ الذي تعرِفُونَهُ ** خَشاشٌ، كرأسِ الحيَّةِ المُتَوقِدِ .


عــاشَ أيَّاَمَ عُمرِهِ القصير في اللَّهوِ والخمرِ، نـاقمًا عمَّا رآه حياة بؤسٍ ولدَ فيها، فأنْفَقَ وأسْرَف ..


قـالَ في معلَّقَتِهِ:

ومَازالَ تَشرابِي الخمورَ ولذَّتِي ** وبيعِي وانْفَاقِي طرِيفي ومتلدي.
إلى أن تَحَامَتنِي العشيرةُ كُلَّها ** وأُفردتُ إفرادَ البَعيرِ المُعبَّدِ.



وطَـــــــافَ أرض الجزيرةِ، فلمْ يستَقر حتى عادَ إلى عشيرَتِهِ...، ولامهُ أخوه" معبد " على إهمالِهِ رَعْي إبلٍ كـانتْ لهُ أو لـَهُمَا معًا، وقال لـــهُ: ترى أنها إن أُخِذتْ ترُدُّها بشِعْرك هـذا ؟؟.

فأجَابَهُ "طَرَفَه ": لا اخرجُ فيــها حتى تعلمَ أنَّ شِعري يَرُدُّها....!!! وحدثَ أن أُخِذَتِ الإبلْ، وكذَبَتهُ أيَّامُهُ ...
وطلبَهَا فَعَجَز عن ردِّها، فــنَدِم وحزِن لعجزهِ، وقال قصيدتهُ الطَّويلهْ..


فَلــوْ شـَاء ربِّي كُنتً قيسَ بن خَالدٍ ** ولو شـَاءَ ربِّي كنتُ عمرو بن مرثدِ.
فأصبحتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارني ** بنونَ كـرامـٌ، سادةٌ لــــــــمُسوَّدِ.



ومـــــــــــنْ عَجَائبِ الصًّدَفِ، أن كانت قصيدتهُ سببَا في ردِّ إبِلِه.

.
.
.

الزبرجد
2016-03-30, 04:12
كان طرفه غيرَ مُبالٍ بالحياة ...

فإنْ كنتَ لا تَستَطِيعُ دَفعَ مَنيَّتِي ** فَدعنِي أُبَادِرها بِمـَا مَلكَتْ يَدِي .




للتصحيح فقط : تسطيع بدل تستطيع

حيث الاولى تستعمل للمستحيل المطلق ....و الثانية للمستحيل الضرفي

و لمزيد من المعلومات أنظر اواخر الايات لسورة الكهف مع الشرح

ألبْ أرْسَلان
2016-03-31, 06:59
للتصحيح فقط : تسطيع بدل تستطيع

حيث الاولى تستعمل للمستحيل المطلق ....و الثانية للمستحيل الضرفي

و لمزيد من المعلومات أنظر اواخر الايات لسورة الكهف مع الشرح

مشكور على التنبيه، وتم التصحيح .

ألبْ أرْسَلان
2016-03-31, 07:28
قــــــال طرفة :

وأَعْلَمُ عِلْمًا ليْسَ بالظَنّ أنَّهُ ** إذَا ذَلَّ مَوْلى المَرْء، فَهوَ ذَلِيلُ.
وإن لسـَانَ المَرْء مــَالمْ تَكُن لَهُ ** حصاةٌ، عَلى عَورَاتِهِ لَدَلِيلُ.


قَتَلهُ لسَانُهُ.. !!


كـــان طرفة تياها، فخورا، مُزدَهيا بنفسه وبشعره ...، اذْ بلغ بهِ مبلغ من عمّر طويلا...


وذكروا فـي سبب قتلهِ أخبارا ...
كانت اخت طرفة عند عبد عمرو بن بشر، وكان سيدا في قومه، فشكتْ إلى طرفة شيئا كهرته منهُ فهجاه بشعرٍ أولهُ:

فيا عجبا من عبد عمرو وبغْيِهِ ** لقد رام ظُلمي عبدُ عمرو فأنعما.
ولا خير فيه غير أن له غنى ** وأن لهُ كشحا، إذا قام ، أهضما.
يظلُّ نساء الحيّ يعكفن حولهُ ** يقلن: عسيب من قرارة ملهما.


وخرجَ عبد عمرو مع عمرو بن هند في يوم صيد، فطلب منهُ عمرو بن هند أن يعالج صيدا لهما، فلما أعياهُ قال لهُ: رآك ابن عمكَّ طرفة حين قال( ولا خير فبهِ .. )، فردّ عليهِ: ما قال فيك اشدْ، ثم ندمَ، فقال له عمرو بن هند: قلْ وطرفة آمن !! مخافةَ أن تدركهُ الرحم بينهما.


قال طرفة:

فليتَ لنا مكان الملْك عمرو ** رغوثا، حــول قبتنــــا تـخور.
من الزمرات، أسبل قادماها ** وضرتها مركنة درور.
يشاركنا لنا رخلان فيها ** وتعلوها الكباش، فما تنور.
لعمرك! إن قابوس بن هندٍ ** ليخلط ملكه نوك كثير .


ولابن قتيبة الدينوري، كان عمرو بن هند استخلص طرفة بن العبد لندامته، فينما هو معه يومًا يشربُ، أشرفتْ اختُه عليهما، فرأى طرفة ظلها في الجام الذي في يده فقال:


ألا يا ثاني الظبي ** الذي يبرق شنفاه.
ولولا الملك القاعد ** قد الثمني فـــاه.



فسمعهُ عمرو بن هند، فكتب له كتابا إلى عاملهِ بالبحرين وأوهمهُ أنهُ أمر لهُ فيه بجائزة، وأمر العامل بقتلهِ.


وفي مجمع الامثال للميداني، رواية للأعشى، قال حدَّثني المتلمس قال قدمتُ أنا وطرفة بن العبد على عمرو بن هند، وكان طرفة غلاما معجبا تائهًا، فنظر إليه نظرة كادت تقتلعهُ من مجلسهْ، وكان عمرو لا يبتسمْ ولا يضحك، قال المتلمس قلتُ لطرفة حين قمنا: إني أخاف عليك من نظرتهِ إليك مع ما قلتهُ لأخيه( قابوس ).
وكتبَ لعاملهِ بالبحرين كتابا، لطرفة كتاب وللمتلمس كتاب، وأراد أن يتخلص منهما كي لا يهجوه المتلمس إذا قتل طرفة.
وقال المتلمس لطرفة: أنت حدثٌ غِرْ، كلانا قد هجا الملك ولا آمنُ مكرَهُ، فقال طرفة: لو همّ بذلك لكان على بابهِ، ومضى، واختلف المتلمس إلى غلامٍ في الحيرة فأعلمهُ أن حتفهُ في الكتاب، فألقاها " بالثني من جنب كافرٍ "، وكان طرفةُ قد فاتهُ إلى عامل الملك.
وذُكِرَ أن طرفة قال للمتلمس: ما كان ليكتب بمثل ذلك في عقر دارِ قومي..

وصارتْ صحيفة المتلمّس مثلا بعد ذلك، وذكرها الفرزدق حين تكررت معهُ فقال (الفرزدق ):


ألق الصحيفة يا فرزذق لا تكن** نكداء مثل صحيفة المتلمس.

وقيل أن عامل الملك امتنعَ عن قتلِ طرفة، فأرسَل الملك إليه من قتلهُ.

قــال المتلمسْ:



من مبلغ الشعراء عن أخويهم ** خبرا، فتصدقهم بذاك الأنفس.
أودى لذي علق الصحيفة منهما ** ونجا حذار حياته المتلمسُ.
.
.

ألبْ أرْسَلان
2016-04-01, 10:34
منزلةُ طرفةَ بن العَبد بيْن فُحولِ الجَاهِليّة .


" قـال الذين قدّمُوا طَرفة: هو أشْعَرهُم إذ بلغَ بحدَاثَةِ سنّهِ، مــا بلغَ القومُ في طُولِ أعمَارِهِم، وإنّما بلغ عُمرهُ نيفا وعشرين سنة، فخبّ وركض معهم"

وذكرهُ ابن سلاَّم الجمحي في الطبقة الرابعة من الفحول الجاهليين، وقال أنهُ اشعرهم واحدة ( لخولة أطلال .. )
وقـال عنهُ لبيد العامري رضي اللهُ عنهُ، أنهُ بعد امرئ القيس.

فيكون طرفة بن العبد، قد سبق بعض فحول الطبقة الاولى بجودة شعرهِ في معقلتهِ، ولا يكون في طَبقَتِهم بِمُجمَل شِعرهِ، فهو من المُقِلّين.

ألبْ أرْسَلان
2016-04-02, 08:19
أطْــلآلُ خَـــوْلَة (الكامل) .


لِخَولَةَ أطْلالٌ بِبُرقَةِ ثَهْمَدِ ** تَلوحُ كَــبَاقِي الوشْمِ فــي ظَاهِر اليَدِ.


خــولة: اسم امرأة معّينَة، أو لا على التَعِيِين.

وهذه عادةٌ عند الشُعراء، وتَقلِيدٌ بيْنَهم، عندَ اسْتِفتاحِ قَصِيدهم، و قد يكون سَبقهُم إليه امْرُؤ القيس.

الأطلال والطُّلول: جمعُ طَلَلْ.

الطّلَلْ: مــــا بقي شــَاخِصا من آثارِ الدار، أمَّا الرَّسمُ و الرُّسُوم: فهي آثـــــــار الدَّار المُلتَصِقه بالأرض.

بُرقةُ ثَهمَد: اســـــم موضع بعينه، فـ "ثهمد" مكان، والبُرقة والأبارق والبرقاء والبرق: المكان الذي تَختَلٍطُ فيه الحجارة والحصى بالتراب أو الرّمل، وقد تكون بُرقة ثَهمَد: جبل حولهُ أبارق.

تلوح: تظهر وتبدو أو تلمع، فهي من لاحَ أو ألاح.

قال ابن قتيبة: ' لاح النجم ' بدا، وألاح تلألأ .

الوشْــــمُـ: جمعهُ وُشوم ووِشَامٌ، كان يُستَعْمَلُ للزّينَة عند العرب، وحرّمهُ الإسلام، قال عليه السلام" لعن الله الواشمات و المستوشمات ".

* * *


لخولة: جار ومجرو، وعلامة الجرّ هي الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف

ولخولة متعلق بحذوف في محل رفع خبر مقدم.

أطلال: مبتدأ مؤخر.

ببرقة: جار ومجرور، متعلقان بمحذوف في محل رفع صفة لــ أطلال، وجوّز تعلقهما بالفعل تلوحُ.

برقة: مضاف، وثهمد مضاف إليه.

تلوح: فعلٌ والفَاعِل مستترٌ يعود لــ أطلال، والجملة الفعلية في محل رفع صفة ثانية لـ أطلال، ويجوز أن تكون في محل نصب حال من الضمير المستتر في الجار والمجرور ببرقة.

كــباقي: جار وجرور، متعلقان بمحذوف صفة لمصدر محذوف أيضا، وجوّز تعلقهما بالفعل تلوح، وباقي مضاف، والوشم: مضاف إليه.

في ظاهرِ: جار ومجرور، متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من باقي الوشم على اعتبار أل في الوشم للتعريف، أو بمحذوف صفة على اعتبار أل للجنس، وظاهر مُضاف واليد مضاف إليه .

(الاعراب منقول من إعراب العشر الطوال ).



وفي البيت يقول طرفة: أن آثارَ ديار خولة لازالت شاخصة ببرقة ثهمد، فهي كبقايا وشم في ظاهر يدٍ.

ألبْ أرْسَلان
2016-04-02, 08:27
بِرَوضَةِ دُعْمِيِّ، فَأكْنَافِ حَائِلٍ ** ظَلِلتُ بِــهَا أبْكِي، وأبْكِي، إلى الغَدِ.



هذا البيت لم يذكرهُ شُرَّاحُ المعلقه، وجعلَ ابنُ الأنْبَارِي عجزه عجزا للبيت الأول، وكذلك عند ابنْ سلاّم في الطبقات.



وفي لسان العرب، الرَّوضَةُ: الموضعُ يجتمعُ إليه الماء يَكثُر نبتهُ، ولا يقالُ في موضعِ الشَّجرِ روضة ( إنما الروضة في النبت و الحديقة في الشجر )، وقال أبو العباس ثعلب: الروضة البستان الحسن.

ولاتكونُ روضة إلا أن يكون الماءُ معهَا أو إلى جنبها.

والجمع: روض ورياض وروضات.

دُعْمِيّ: إسمـُ موضعٍ، وفي لسان العرب، دُعمِيّ من دعمَ يَدعم، دَعَامة ودُعمِيّ، ويقال للنّجَار دُعمي، وللفرس في لبّتِها أو في صدرِهَا بياضٌ دُعمّي وأدعم.

أكناف: جمعُ كَنَف.

والكَنَفُ والكَنفَةُ: ناحيةُ الشَّيء، وجانبُه.

حائل: إسمُـ موضعٍ.

ظللتُ: المقصود بها الإستمرار والدّوَام..

لا تقول العربُ ظَلَّ يَظَلُ إلا لكلَّ عملٍ بالنهار، كمــا لا يقولون باتَ يبيتُ إلا باللَّيل.

وتَخَفَّفُ ظَللتَ إلى ظِلْتَ، وفي القرآن الكريم :' ظلتَ عليْهِ عَاكِفًا '.

* * *


بروضَةِ دُعمِيّ: جار ومجرور فمضاف ومضاف إليه، و' بدعمي ' بدلٌ من ' بِبُرقَة ' قبلها.

فأكنَافُ حَــائِل: معطوف، ثم مضاف ومضاف إليه.

ظللتُ: فعل ماض ناقص، والتّاء في محل رفع إسمها.

أبكي: فعل والفاعل مستتر وجوبا، والجملة الفعلية في محل نصب خبر ظللتُ.



وفي هذا البيت يواصل طرفة تحديد المكان، فبُرقَةُ ثَهمَد، ورَوضَةُ دُعمِيّ، وأكنافُ حائلٍ كلُّها أسْماء مواضِع، وهنا يقول أنه ظلّ واستمر في البكاء على أطلال خولة فـي هذا المكان.

ألبْ أرْسَلان
2016-04-04, 02:59
وُقُوفـًا بِهَا صَحْبِي عَليَّ مَطِيَّهُمْ ** يَقُولُونَ: لا تَهْلِكْ أسًى وتَجَلَّدِ.


وُقُوفًا "وُقُوف": جَمعُ واقفِ.

صَحْبِي "الصّحْبُ": جمعُ صَاحِب وهو المُعــَاشِر، وتَدُلُّ على المُلآزَمَة أكثر، وقدْ تُطْلَقُ لغَيْرِها.
وفـي اللِّســَان، حكى الأخفش: والجَمعُ أصْحابٌ وأصَاحِيب وصُحبانٌ وصِحابٌ وصَحْبٌ وصَحَابَة وصِحَابَةٌ.
وفـــي النّساءِ صَوَاحِبٌ .
والصَّحَابيّ -اصْطِلاحًا- منْ لقِي النَبِيّ عليهِ السّلام، وماتَ على الإسْلام، وإنْ لم يُلازِمهُ، وإنْ لمْ يَرهُ.
وصاحبُ الشّيء: مَالكُه .
وأصحبَ الرجلَ: حفظهُ، قال تعالى " ولا هم مِنّا يُصْحَبُون " ذُكِر في معناها: يُحفظون، أو يُجارون أو يُنصَرون .
مَطِيّهم: جمعُ مَطِيَّة .
والمَطيّة : الجملُ والنَاقةُ يُرْكبُ مَطَاهَا أي ظَهرُها، امْتطَاهَا أي اتّخَذَهــَا مَطِيّه .
والمطيّةُ تُذكَّرُ وتُؤنَّثُ ، والمَطِي: واحدٌ وجمعٌ .
وتُجمعُ المَطيّة على مَطِي ومَطَايا .
ويقالُ يُمْطَى بها في السّيْر أي: يُمَدّ، قال تعالى: " ثمّ ذهبَ إلى أهْلِهِ يَتَمَطّى " أي يَتَبختَرُ في مِشْيَتِه.
والمُطَيْطاء: التًبخْتر ومَدٌّ اليَديْن في المَشي .
فالناقة مطيةٌ: يمتطى ظهرها، أو يمدُّ بها في السيرْ.

يَقُولُون، في اللّسَان: القول هو كل لفظٍ قَال بهِ اللّسَان .
والقول: هو ذات الالفاظ في الكلام، فكلمة " قام " هي نفسها قولٌ.
وتُطلَقُ كلمةُ قول لِعاني عدّه منها:
الرأي والمعتقد( كقول المعتزلة أي معتقد المعتزله)، وسُمِيّ " قَول " لأن المُعتَقَد مخْفىّ لا يُعْرفُ إلا بِــالقوْلِ فَسُمّيَ بِــهِِ.

الأسَى: الحُزْن.
وأسيَ وأسيتُ، من يَأْسَى أَسَىً، قال الله تعالى: " فلا تأسَ عل القوم الكافرين " وفي التفسير: لا تحزن.

تجلَّدْ: من الجَلَدْ وهو القُوّة والصّبر والصّلابَة.
وتجلَّدْ على وزن تفعَّل: ويُرادُ بها تَلّكفُ الفِعلِ كـ: تحمّل وتجمّل وتصبّر..
* * *

وقـــــوفا: ان كانَ المقصودُ بها جَمعُ واقفٍ تُعربُ " حال"من "قفا" أو الفعل "نبك".
وان كانت مصدرا، فهي مفعول مطلق .

صَحْبِي: فاعل بوقوفا مرفوع، والضّمة مقدّرة لاشْتِغال المَحل.. وياءُ المتلّكم في محل جر بالاضافة.

مطيّهم: مفعول بهِ لوقوفًا، والهاء في محل جر بالاضافة، والميم للجَمع.

يقولون: فعل وفاعل، والجملة الفعلية في محل نصب حال لـ صحبي .
لا: للنهي والجزم .
تهلكْ: فعل مضارع مجزوم بـ لا، و الفاعل مستتر وجوبا تقديرهُ أنت.
وجملة ( لا تهلك ) في محل نصب مقول قول.

أسىً: تعرب مفعول مطلق ( لا تأس أسىً ) أو حال لـ فاعل "لا تهلكْ "، أو مفعول لأجلهِ.


تجلَّدِ: فعل أمر مبني على السكون المقدّرْ على آخره لإشتغال المحل بالكسر العارض لضرورة الشّعر، والفاعل مستتر وجوبا تقديره "أنت "، والجملة الفعلية "تجلّد" في محل نصب لأنها معطوفة على مقول قول.


وفي هذا البيت يَقُولُ طَرَفَة: وقف عليّ أصحابي برواحِلِهِم يقولون: تصبّر وتجّلد، ولا تأسَ، فيُهْلِكَكَ الحُزنُ والأسى .

ألبْ أرْسَلان
2016-04-07, 09:39
كأنّ حُدوجَ المـَالِكِيّة غُدوَةً ** خَلايــَا سَفِينٍ بِالنَّواصِفِ من دَدِ .



الحُدوج : جمعُ حِدج ، من مراكب النساء يُشَدُّ على ظهرِ البعيرْ ، نحو الهودج .
وفــي اللّسان لأبن السّكيت : الحُدوجُ و الأحداجُ و الحدائجُ ، من مراكبِ النساء .
الأمرُ منهُ : احدِج بعيرَكَ .
الحدَجُ : صغار الحنظلْ ، أو ما أشتدَّ منها.
التحديجُ كالتحديقِ : شدُّ النظرِ وحِدَّتُهُ ، ولثعْلبْ في مجالسِهِ " يقولُ الرجُلُ لصاحبِهِ : إنك لتحدجني بعينيكْ ".
و حدجتُهُ ببيعِ سوء : ألزمتُهُ بهِ ،إلزام الحدج ظهرَ البعير .
و يقالُ : حدجهُ ببصرهِ ، و حدجهُ بسهمٍ ، وحدجَهُ بنذنْبِ غيرِهِ : رماهُ بهِ.


المالكية : منسوبة إلى بني مالك بن سعد .
خلايا : جمعُ خليّة ، و فـي اللسان ، الخلية : السفينة التي لا يُسَيّرُها ملاح ، و الخَليّةُ : العظيمةُ من السُفنْ .
والخَليَّةُ من الابل : الطليقة ، أو التي خلي عنها ولدها ...
و "خَليّة" في الاسلام من كنايات الطلاق ، فإذا نوى بها الطَّلاق وقعْ.

سفينٌ : جمُع سفينةٍ ، ومنها سفنٌ و سفائنٌ .
و في اللسان ، سفَنَ الشيء ، يسفنُهُ سفْنًا : قشّرهُ .
و السفينةُ : تسفنُ وجهَ المـاء .
و السَفنُ : الفأس تقشِّرُ الجذوعْ .
و السَفَنُ : ما يُنْحَتُ بهِ الشيء .

النوَاصفُ : جمعُ ناصفة .
و الناصفةُ : مجرى المـاء " في الوادي " ، أو المتسع في نواحي الأودية .
و للأصمعي ، النواصفُ : رحاب .

دد : اسم واد في هذا البيت .
الدّد : اللهو و اللعبْ ، " مـا أنا من ددٍ ، و لا الدَّدُ منِّي " " ما أنا من أهلِ ددٍ و لا الدَّدُ من أشغالي " ، يقولهُ لمن لا يوافقهُ .
***

حدوجَ : اسم كأن ، وهو مضاف و المالكية مُضاف إليه.
غدوة : ظرف زمان .
خلايا : خبر كأن ، و الضمة مقدرة على الالف للتعذُرْ ، وهو مضاف ، وسفينٍ مضاف إليه .
بالنَّواصِفِ : جار و مجرور ، متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من حدوج المالكية .
من ددِ : جار و مجرور ، متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من النواصفْ.

* * *

و فــي هذا البيت ، يقول طرفة : كأنّ الإبلْ و عليها الحُدوج ، غدوةَ الفراق ، في وادِ ددٍ ، تُشبهُ السُّفن العظيمة .
أو من فرطِ ددٍ ( اللّهو ) حسبَ الابلْ و عليها الحُدوج ، سفنًا عظيمة .

ألبْ أرْسَلان
2016-04-14, 03:51
عدوليَّةٌ، أو من سَفِينِ ابنِ يامِنٍ ** يجُورُ بِـها الملَّاحُ طورًا، ويَهتَدِي .

عدولية : نسبة إلى عدولي، قبيلة أو قرية بالبحرين .
ابن يامن :رجلٌ من هذه القبيلة، أو من هذه القرية، تاجرٌ أو صانع سفنٍ أو ملاح .
سفين : سبقت في البيت الذي قبلهُ .
يجورُ : من الجوْر .
وفــــــــــي اللِسَان : الجور ضِدُّ القصدِ
والجور : تركُ القصد في السير .
والجور : الميلُ عن القصد.
وجارَ عن الطريقِ: عدَلَ .
قال تعالى : "وعلى اللهِ قصدُ السبيلِ ومنها جائرٌ"، في "أضواء البيان" قصدُ السبيل : الطريق المستقيم القاصد ، الذي لا اعوجاج فيهِ،"وعلى الله قصد السبيل" أن طريق الحق التي هي قصد السبيل على الله ، أي موصلة إليه ،"ومنها جائر" أي ومن الطريق جائرٌ لا يصلُ إلى اللهِ.(قال صحاب التفسير: هذا أحد وجوه تفسير الآية).
طورًا :تارة ، وفي "اللِسَان" الطوْر : التَّارة ، تقول: طورا بعد طورٍ أي تارة بعد تارةٍ .
و الجمعُ: أطوار .

قال عنترة في المعلقه :
طورًا يُجرَّدُ للطِّعَانِ وتَارةً ** يأوي إلى حصد القسيّ عرَمْرَمِ.

قال تعالى :" وقد خلقكم أطوارا" ، طورا فطورا ، طورا نطفة، طورا علقة، طورا مضغة .
وفـي "أضواء البيان" وقيل أطوارًا : شبابا، وشيوخا، وضعفاء .
وقيل: أنواعا، وقيل : اختلافهم في الخلق والأفعال.
فمن معاني " أطوار" : الاختلاف: النَّاسُ أطوارٌ ، أي أصنافٌ على حالات شتى.
* * *

عدوليةٌ :بالرفع و الجرْ، ترفعُ صفة لخلايا في البيت السابق، وتجرُّ على أنَّها صفة سفينٍ ، ويجوز أن تكون خبرا لمبتدأ محذوف(هي عدوليةٌ).
من سفينِ : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر(هي من سفين).
يجورُ بها الملاحُ : جملة فعلية في محل رفع، أو في محل جر صفة لـ ' عدولية' ، أو مستأنفة .
طورًا : ظرف زمان .
يهتدي : جملة فعلية(الفاعل مستتر) معطوفة على الجملة قبلها.

* * *

يقول طرفة : أن الإبل تُشبهُ هذهِ السُّفن العظيمة، السُّفن العدولية ، أو سُفن الرَّجلِ ابن يامن،
و حادي الإبل كملاَّح السُّفن : يقصد الطريق أحيانا ، ويجور عنهُ أحيانا ليختصر المسافة .

ألبْ أرْسَلان
2016-04-20, 17:47
سأعودُ إليك يا طرفة...

ألبْ أرْسَلان
2016-04-27, 08:01
يَشُقُّ حَبابَ المــاءِ حيزُومُها بها ** كما قسَمَ التُّرْبَ المُفايِلُ باليَدِ.


حَباب بفتح الحاء، جـاء في اللِّسان :
حَبابُ الماء: نُفاخاتهُ وفَقاقِيعُهُ التي تطفو.
حَبابُ الماءِ: مُعظمهُ، واستدلّ عليهِ بقولِ طرفة.
حَبابُ الماءِ: موجُهُ الذي يتبعُ بعضُهُ بعضًا.


حَيزوم: الصّدرُ أو وسطُه، جاء في اللسان.
والجمعُ منه حَيازيم وحيازمٌـ.
الحيزوم والحزيمـ: وسطُ الصدر ومـا يُضمُّ عليه الحزام.
والحزيمـ: موضعُ الحزام من الصدر والظهرِ كلِّهِ ما استدار.
وفـــــــي المثل: اشدد حيازيمك للأمرِ.

"حيازيمَك للموتِ ** فإن الموت لاقيكَ".

كـــــناية عن التَّشَمُّرِ للأمر والاستعداد لــــــــــــهُ.
وحزَمَ الشيء يحزمهُ حزمًا: شدّهُ.


التُّربَ:التُّراب، وجاء في اللِّسان: التُّرْبُ والتُّرابُ والتُّرَباء والتَّوْربُ والتَّرْباء والتَّيْربُ والتَّوْرابُ والتَّيْرابُ.
وجــــمعُ التُّرابِ: أتربة وتُربانٌ.
وأتربَ الشيء: تلَطَّخَ بالترابِ.
وأتربَ الرجلُ: كثُرَ مالهُ فصارَ كالتُّراب.
وأتربَ الرجلُ: قلَّ مـــالهُ وفقُرَ.
قــــــــــال تعالى: "أو مسكينًا ذا مَترَبةٍ" جـــــــــــاء في كتبِ التفسير أي لاشيء لهُ، وكأنهُ لصقَ بالتُّراب من الفقر، وهو الذي لا يقيهِ من التُّرابِ لباسٌ ولا غيرهُ.
وقــــــــــال عليه السَّلامـ:" ...ترتبتْ يداك"، لصقتْ يداكَ بالتُّرابِ من شِدَّةِ الفقرِ.
فَــ "تربتْ يداكَ": أصلها افتقَرت، والعربُ اعتادتْ استعمَالَها على غيرِ المعنى الأصلي كقولهم: قاتَلهُ اللهُ.



المفايلُ: الذي يلعبُ الفـــــــــيال.
جــــــــــــــــــــاءَ في "لسان العربْ": المُفايلةُ والفَيال والفِيالُ لعبة للصبيان.
يَخبَؤُون الشيء في التُّراب ثمـّ يقسمونهُ(التراب) إلى قسمين، ثم يقول الخابيء لصاحبِهِ: فـــي أيّ القسمين هو؟.
فـمن أصابَ غَلب، ومن أخطأ غُلِب.
* * *

يشُقُّ: فعل مضارع.
حَبابَ الماءِ: مفعول به وهو مضاف و"الماء" مضاف إليه.
حيزومُها: فاعل، و"ها" فــــــــــي محل جر بالإضافة.
بها: جار ومجرور.
كـما: الكاف للتشبيه والجر، ومــــــــا مصدريّة.
قسمَ: فعل ماض.
التربَ: مفعول به.
المفايلُ: فاعلُ " قسمـَ".
باليدِ: جار ومجرور.
ومـا المصدرية والفعل قسم: تأويل مصدر فـي محل جر بالكـــــــاف.
والجار والمجرور: متعلقان بمحذوف صفة لمفعول مُطلق محذوف أيضا.
والتقدير: يَشق حيزومها حَباب الماء شقا مماثلا لشق المفايل التُّراب.


* * *


وطرفة فـي البيتِ يُشبِّه شقَّ السفنِ الماء بعملِ المفايل حينَ يقسمُ التُّرابَ إلى قسمين بيدهِ.

ألبْ أرْسَلان
2016-04-29, 06:47
وفي الحَيِّ أحْوى يَنفُضُ المَرْدَ شــَادِنٌ ** مُظَـــاهِرُ سِمْطَيْ لُؤلؤٍ وزَبَرجَدِ.


أحوى: لونٌ أحمرٌ ضاربٌ إلى السَّواد وهو المقصودُ في البيت.
جــــــــــاء في لِسانِ العَرب، شفةٌ حوَّاء: حمراءُ تضربُ إلى سواد، وكثُرَ في كلامِهم حتى سمّوا كل أسودٍ أحوى.
قــــال الأصمعي: الحوَّةُ حمرةٌ تضربُ إلى السّواد.
والحوَّةُ: سمرةُ الشّفة.
المذكّرُ منهُ أحوى، والمؤنَّثُ حوَّاء.
أحوى: الأخضر الضارب إلى السَّوادِ.

وعلى هذا جـــــــاء تفسيرُ قولهِ تعالى: " والذي أخرجَ المَرعَى، فجعلهُ غُثاءً أحوى" ..
أحوى: أي أخضر إلى السّواد، وهنا أحوى تعربُ "حالا" لــ "المرعى"، والتقدير: أخرجَ المرعى أحوى.
أحوى: أسود من القدم، وهنا تعربُ "صفة" لــ "غثاء"، وفي اللِّسان: إذا صارَ النباتُ يبيسًا فهو غُثاء، والأحوى الذي قد اسَودّ من القِدمِ والعتق.


المرْدُ: الغَضُّ من ثمر الأراك، ذُكرَ في اللّسان.

شادن: الظبي حين يكبرُ ويستغني عن رعاية أمّهِ.
جــــــــــــــــاء في اللِّسان: إذا أفردت الشادن فهو ولد الظبية.
الشادن من أولاد الظباء الذي قد قوي وطلع قرناه واستغنى عن أمّه.
ويقال شادن لكل من قوي وصلح أمره وترعرع من جميع ولدِ الظّلف والخُفّ والحافِر.

مُظاهِر:.. ؟؟ عندَ الشّراح أنه أرادَ بهِ: الذي لبسَ ثوبا فوق ثوبٍ، أو درعا فوقَ درعِ، أو عقدًا فوقَ عقدٍ.

سمط: جـــــاء في اللِّسان أنهُ خيطُ النظمِ ( الذي نظمت فيه الجواهر).
والإثنان: سمطان، والجمعُ: سُموط.
والسمط الدّرعُ كذلك ...
***

وفي الحي: الواو للاستناف، في الحي جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدَّم.
أحوى: مبتدأ مؤخر، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف.
ينفضُ: فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديرهُ هو يعودُ إلى الموصوف المحذوف.
المردَ: مفعول بهِ.
وجملة "ينفض المرد" في محل رفع صفة ثانية للموصوف المحذوف.
شادنٌ: صفة ثالثة للموصوف المحذوف، أو بدل من أحوى.
مُظاهر: صفة رابعة، ويجوز نصبها على الحال للفاعل المستتر للفعل ينفضُ، وهو مضاف.
سمطي: مضاف إليه مجرور، وحذفت نون التثنية للإضافة، وهو مضاف.
لؤلؤ: مضاف إليه.
زبرجدٍ: معطوف على ما سبقهُ.
* * *

وفــي هذا البيتِ وصفَ طرفةُ "من يُحِب" أنّه لابِسُ عِقْدَي لؤلؤ وزبرجدٍ، وشَبَّههُ في الشطرِ الأولِ بظبيٍ أحوى فــي كحلِ العينين وسمرة الشفتين وحسنِ الجيدِ فالظبي يمُدُّ عُنقهُ حين ينفض ثمرَ الأراك.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-03, 09:27
خَذولٌ تُراعِي رَبرَبًا بِخمِيلَةٍ ** تَنَاوَلُ أطرَافَ البَرِيرِ، وتَرتَدِي.

خذول: من خَذَلَ يخذِلُ فهي خذولٌ.
جــــــاء في اللِّسان: الخَــــــــــــــاذِلُ ضِدُّ النَّاصِرِ.
والخَذلُ: تركُ الإعانة والنُّصرةِ.
قــــــــــال اللهُ تعالى:"وإن يَخذُلكمـ فمن ذا الذي يَنصُرُكمـ من بعدهِ".
ويقالُ للظبية: خذُول وخاذل. وأصلُهُ أنها تتخَلَّفُ عنِ قَطيعِ الظِّبَاءِ فَتنفَرِدُ ولاتَلحَقُ لأجلِ وَلدِها أي وكأنَّها تخذُِلُ القَطيعَ، وقيل بلْ هيَ المَخذُولَة إذْ تُرِكتْ.
وطرفةُ في البيتِ استعملها على وجهٍ آخرَ، فجعَلَ الخذول التي تخذِلُ ولدَها وترعَى معَ القطيع.
تُراعي: أي ترعى مع القطيع، وجاء في اللِّسان المُراعاة من الرَّعي مع آخر، يُقال هذه إبلٌ تُراعي الوحشَ أي ترْعى معها.
وهي من رعى يرعى، قال تعالى:"كلُوا وارعَوا أنعَامكُم"، رعتِ الماشية الكلأ ورعاها صاحبها.
والرَّاعي يَحُوطُ ويَحفَظُ، ومنهُ الحَدِيث: كُلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيَّتهِ" أي حافظٌ مُؤتَمنٌ.

ربرب: هو القَطيعُ من الظِّباء وغَيرِهِ ...
الخميلة، جــــــــاء في اللِّسان:
الخميلة: رملٌ يُنبِتُ الشّجر" وهو المَقصُودُ في البَيتِ".
الخميلةُ: الشّجرُ الكثيرُ المُجتمِعُ المُلتَفُّ الذي لا يُرى فيه الشّيءُ إذا وقعَ في وسَطِه.
الخميلة: كلُّ موضعٍ كثُر فيه الشّجرُ حيثما كان.
الخميلة: الأرض السهلة التي تُنبت.
الخميلة: مَنْقعة ماء ومنبت شجر، ولا تكونُ الخميلةُ إلا في وطِيءٍ من الأرض.
والجمعُ منها: خَمائِلٌ.

تَنَاوَل: تتَناولُ أي تَعطو، والمصدر عطا.
وفي اللِّسان، العطو: التّناول،
وعطا الشيءَ وعطا إليه: تنَاوَلهُ.
وقــال شاعر في وصف ظبية:

وتعطو البريرَ إذا فاتها ** بجيد ترى الخد منهُ أسيلا.

يعني الظباء وهي تتطَاوَلُ إذا رفعتْ أيدِيها لتتَناول ما فاتَها من ورقِ الشّجر.

ويقال: ظبيٌ عَطُوُّ.



البرير: ثمرُ الأراك أو هو "البالغ منه".
ترتدي: من لبس الرِّداء.
* * *

خذول: خبرٌ لمبتدأ محذوف.
تُراعي: فعل مضارع والفاعل مستتر تقديرهُ هي، والجملة الفعلية في محل نصب حال من الضمير المستتر في خذول.
ربربًا: مفعول به.
بخميلة: جار ومجرور.
تناول: فعل مضارع والفاعل مستتر تقديره هي، والجملة الفعيلة كسابقتها.
أطراف: مفعول بهِ وهو مضاف.
البرير: مضاف إليه.
وترتدي: الواو للعطف، ترتدي: فعل مضارع والفاعل مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية معطوفة على ما سبَقَها.
* * *

وطرفةُ في البيتِ، يَصِفُ ظبيَة خذلتْ أولادَهَا، لتَرعَى مع القَطِيعِ في رملٍ مُنبِتٍ، فهيَ تأكلُ ثمرَ الأراكِ، وكأنّهَا تَرتَدِي أغصَانَهُ، والغرضُ منْ هذا وصفُ حُسنِ الجيد.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-08, 03:48
وَتَبسِمُ عن ألمَى، كأن منوّرا ** تخللّ حُرّ الرملِ دِعصٍ لهُ ندِ.


التَبسَّمُ: هو أقلُّ الضّحك وأحسنُه.
جــاء في اللّسان: بَسَمَ يبْسمُ بسْمًا وابتَسمَ وتبسَّمَ.
وقال الزجاج: التبسُّمُ أكثر ضحك الأنبياء.
قال تعالى عن نبيّه سليمان عليه السلام: " فتبَسّمَ ضاحكًا من قولها"، جـــــــــــاء في كتب التفسير أن سليمان عليه السلام تبسّمَ حين سمعَ النملة تعتذرُ عن نبيِّ الله وجنوده بقولها: إن حطّموكم فهم لا يشعرون.
وفي السّيرة أن النبي عليه السلام كان كثير التّبسم أو لا يضحك إلا متبسًا.

ألمى: من اللّمى وهو السمرة.
جــاء في اللّسان:
الأصعي قال: اللّمى سمرة الشفة، أو هو سواد في الشفة.
وقال سيبويه: يلْمى لُميًا إذا اسودت شفته.
وقيل هو وصف للَّثة لأنهُ أدلُّ على بياض الأسنان. وقيل هو وصف لباطن الشفة.
ورجلُ ألمى، وامرأة لمياء ...

منوّرًا: يقصد طرفة أقحوانا منوّرا.
جـــاء في اللّســــان: النُوَّارُ بالضم والتشديد كالنوْرِ، واحدتهُ نُوَّارة..، وقد نوَّرَ الشجر والنباتُ: إذا أزهرَ.

الحُر: هو الخالصُ من كلِّ شيء.
ورملٌ حر: خالص لم يخالطهُ تراب...

الدِّعص: هو كثيب الرمل، والجمعُ منه أدعاصٌ، ودِعصةٌ.

النّدى: دون الابتلال ..
جـــاء في اللّسان، الندى: البلل، أو هو ما يسقط بالليل.
والمصدر: النُدُوَّةُ، والفعل منهُ: ندى يندى فهو ندِ.
والنّدى كذلك الخير والمعروف ..
* * *

وتبسمُ: الواو للاستئناف، وتبسمُ فعل مضارع، والفاعل مستتر تقديرهُ هي.
عن ألمى: جار ومجرور، وألمى صفةٌـ والتقدير " عن ثغرٍ ألمى".
منوَّرًا: اسم كأن والخبر محذوف والتقدير: كأن به منورًا. وهذه الجملة الاسمية صفة ثانية للموصوف المحذوف.
تخلَّلَ: فعل ماضي والفاعل مستتر(نوار).
حُرَّ الرّملِ: مفعول به ثم مضاف ومضاف إليه.
والجملة " تخلَّلَ حرّ الرملِ" : صفة ثانية لموصوف محذوف "أقحوان" والصفة الأولى: منورًا.
دعص: بالجرِّ على أنه بدل من الرمل، وبالرّفعِ على أنّهُ خبر لمبتدأ محذوف "هو" والجملة" هو دعص" صفة للرّملْ.
له: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مقدّم.
ند: مبتدأ مؤخر.
والجملة الإسمية في محل جر أو رفع صفةِ دعص.
* * *

وطرفة في هذا البيت يُشبِّه ثغرَ من يحب بأقحوانٍ أخرج أزهاره في رملٍ خالصٍ ند.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-10, 09:04
سَقتْهُ إيَـــاةُ الشَّمسِ إلا لِثَاتِهِ ** أُسِفّ، ولــمْـ تَكْدِمْـ عَلــيهِ بـــإثمِدِ.

سقتهُ: يريد طرفة أشرَبَتهُ حُسنًا وبيّضتهُ.
إيَاةُ: (دون تشديد الياء)، جاء في لسنان العرب:
إيا الشمسِ وأياؤها: نورها وضوءها وحسنها، وكذلك إياتها وأياتها، وجمعها أياء وإياء.
والأياء الإيا والإياة كلهُ واحد: شعاعُ الشّمسِ وضوءهَا.
وجاءَ في كُتبِ التفسِير التَنبيهُ على قوله تعالى " إياك نعبدُ، وإياك نستعين" بتشديد الياء في " إيَّاكَ" وإلا انصرفَ المعنى إلى ضِدهِ، فإيَّاك في محل نصب مفعول به، والتقديرُ "نعبدُ إيَّاكَ"، وبتخفيف الياء يصبحُ المعنى: نعبدُ ضوء الشمس ونستيعن بضوء الشمس.
وقيلَ ذكرُ طرفة لهذا المعنى مأخوذٌ من عادةٍ جاهليةٍ، حين تسقطُ سنُّ أحدهِم يرميه للشَّمسِ لتُبدِلهُ بأحسنَ منهُ.

اللثة: بالتخفيف، جــاء في اللِّسان أنّها: مركز الأسنان ومغرزُها، والجمعُ: لثاتٌ ولثىً.

أسِفّ: سففتُ الشيء أسفّه سفًّا، وأسف : ذرّ عليه.
وقال النابغة: "بردا أسفّ لثاته بالإثمدِ".


الكدم: هو العضّ بأدنى الفم، أو هو العض عامة.
والكدمُ: أثر العضّ.

الإثمد، جــــــاء في اللّسان: حجرٌ يُتخذ منه الحكل، وقيلَ ضربٌ من الكحل، وقيلَ هو نفس الكحل، وقيل هو شبيهٌ بـــــهِ.
* * *

سقتهُ: فعل ماضي، والهاء في محل نصب مفعول بهِ أول.
إياةُ الشّمسِ: فاعل ومضاف، ثم مضاف إليه.
إلا: للاستثناء.
لثاتِهِ: مستثنى منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنث سالم، وهو مضاف والهاء مضاف إيه.

أُسِفّ: فعل ماضي مبني للمجهول، ونائب الفاعل مستتر تقديرهُ هو ( لثاته)، وهذه الجملة ( فعل ونائب فاعل) في محل نصب حال من لثاته.
و: للحالية أو الاعتراض.
تكدمْ: فعل مضارع مجزوم بلم.
وجملة ( لم تكدم عليه): في محل نصب حال من نائب فاعل أسف، أو هي اعتراضية.
بإثمِدِ: جار ومجرور، متعلقان بالفعل أسفّ.
* * *

ويصفُ طرفةُ ثغر من يحب، وكأنه استعار ضوء الشمس لحسنِهِ، واستثنى اللثة فقال: كأن الإثمد قد ذُرّ عليها، وهذا لبيان شدة لمعان الأسنان، التي لم تكدم عليها بشيء يؤثّر فيها.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-13, 14:08
ووجهٍ كأنَّ الشَّمسَ ألقَت رِداءهـــــَا ** عليهِ نقِيُّ اللَّونِ، لــمْـ يتَخدَّدِ.

التخدّد: التشنَّج والتجَعّد.
* * *


الواو: للعطف.
وجه: يروى بالجَرّ والرفع.
بــالجر: على أنه معطوف على موصوف ألمى في بيتٍ سَبقَ( عن ثغرٍ ألمى).
وبالرّفع: على أنّه مبتدأ، خبرهُ محذوف (لــها وجهٌ) أو خبرهُ (نقيُ اللَّون) أو (لم يتَخدّد) ، أو ( كأن الشّمس ..) وهذا الوجه ضعيفٌ ( فالأولى بالجملة أن تكون صفة لتجنب الابتداء بنكرة).
الشمسَ: اسم كأنّ.
ألقتْ رداءَها: فعل، وفاعل " مستتر (هي)"، ومفعول بهِ، ثم مضاف ومضاف إليه. والجملة الفعلية (ألقتْ رِداءَها) في محل في محل رفع خبر كأن.
وهذه الجملة الاسميّة( كأن الشمس..) في محلّ رَفع صفة أولى لــ " وجه " فتُسوّغ الابتداء به ويكون خبره محذوف أو أحد الجملتين بعده.
نقيُّ: صفة ثانية لــ وجه على اعتِبَار الخَبر مَحذُوف. أو خبر له. وهو مضاف واللون مضاف إليه.
يتخدّد: فعل مجزوم بـ لم، والفاعل مستتر تقديره هو (وجه)، والجملة الفعلية (لم يتخدّد) صفة ثالثة لــ " وجه "، أو في محل رفع خبر له.

* * *


وطرفةُ في هذا البيت يقول أنهُ وجهٌ كسَتْهُ الشَّمسُ رِدَاءَها (ضِياءها) وجمَالَهَا.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-15, 14:46
وإنِّي لأُمـضِـي الهَمَّـ عِندَ احتِضـارِهِ ** بِعَوجــاءَ مِرقـَالٍ، تَروحُ وتَغتَدِي.


أُمضي، جـــاء في اللسان:
مضى الشَّيءُ، يَمضِي مُضِيّا ومضوّا: خلا وذهبَ.
ومَضى على الأمرِ، ومضى في الأمرِ مَضاء: نَفَذَ، وأمْضَى الأمرَ: أنْفَذَهُ.
وتبعًا للمقصود من (الهم) يكون المعنى المُراد من الفعل (أُمضي).
الهـمـ: هو الحُزن، والجمعُ منهُ همُومٌ.
الـهَمـُّ: مـــــا همـَّ بهِ في نفسِهِ. همَّـ بالشّيء يهمُّهُ همًّا: نواهُ وأرادهُ وعزمَـ عليهِ.
قـال تعالى: " وهمُّوا بما لم ينالوا"، وقال تعالى: " ولقد همّت به".
فطرفةُ يمضي الهمَّـ (الحزن) أي يُذهبُهُ، أو يُمضِي الهمَّـ ( ما همَّـ بهِ) أي يُنفِذُهُ.


احتضار: بمعنى الحضور، وهو نقيض المغيب.


عوجاء: الناقة التي لا تستقيم في سيرها لفرط نشاطها.
وجاء في اللَّسان: الناقة العوجاءُ التي عَجِفَت فاعْوَجّ ظهرُها. والعوجاء الضّامِرةُ من الإبل.
يقال هو أعوج، وهي عوجاء.


وفــي اللّسَانِ وجهٌ، بين عَوج وعِوج: بفتح العين مُختصٌ بكل شخص مرئي كالأجسام، وكسرِ العين بما ليس مرئي كالرأي والقول، قال تعالى: " يومئذ يتبعون الدّاعِي لا عِوجَ له".


مــرقالٍ، جـــاء في اللَّسان: الإرقالُ ضربٌ من الخَببِ، وأرقلت الناقة إرقالا: أسرعت، وأرقلَ القومُ إلى الحربِ إرقالا أسرعوا.
وناقةٌ مُرقِلةٌ مِرقال: كثيــــــــــرةُ الإرقال.


تروح وتغتدي: أراد أنها تصلُ سيرَ اللّيلِ بالنهارِ والعكس، فالغدو: الذهابُ في أول النهار، والرواح: يكون في آخرهِ.
قال عليه السلامـ: " لو أنكم تتوكّلون على اللهِ حقَّ توكًله، لرزقكم كــما يرزُقُ الطّيرَ، تغدو خماصا، وتروحُ بِطانًا".
* * *

لأمضي: اللام المزحلقة، و أمضي فعل مضارع والفاعل مستتر تقديرهُ ( أنا).
الهمَّـ: مفعول بهِ.
عندَ: ظرفَ زمان بمعنى وقتَ، متعلق بمحذوف في محل نصب حال من ( الهمـ )، وهو مضاف، و(احتضارهِ) مضاف إليه، والهاء ضمير متصل في محل جر بالاضافة.
وجملة ( لأمضي ...) في محل رفع خبر إنّ.
بعوجاءَ: جار ومجرور، وعلامة الجر الفتحة لأنّه ممنوعٌ من الصرف، وعوجاء صفةٌ لموصوف محذوف.
مرقالٍ: صفةٌ ثانية للموصوف المحذوف.


تروحُ: فعل مضارع، والفاعل مستتر (هي)، والجملة الفعلية في محل جر صفة ثالثة، أو في محل نصب حال.
وتغتدي: جملة فعلية معطوفة بالواو العاطفة على الجملة السابقة.
* * *

ويقول طرفةُ أنّهُ يُذهبُ الهمّـ أو يُنفِذُ مـا همَّـ في نفسِهِ وقتَ حُضُورِهِ، بركُوبِ ناقةٍ سريعةٍ تصِلُ سيرَ اللَّيلِ بالنَّهار والعكس.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-18, 14:51
أمُونٍ، كألوَاحِ الإرانِ نَسَأتُها *** على لاحِبٍ، كأنَّهُ ظَهرُ بُرجُدِ.



النَّاقة الأمون: التي يؤمنُ عِثارها، ويَطمَئِنُّ الرَّاكبُ لها.
فـي لسَان العرب، نَاقةٌ أمونٌ: أمينةٌ وثيقة الخُلقِ، قد أُمِنَت أن تكون ضعيفة، وهي التي أُمِنَت العثارَ والإعيــاء.

الإران: أرادَ به طرفة التّابوت العظيم.
جــاء في لسان العرب، قــال أبو عبيد: الإرانُ خشبٌ يُشدُّ بعضهُ إلى بعضٍ، تُحمَلُ فيهِ الموتى.
وقيل: تابوت الموتى، وقيل: تابوتُ خشبٍ ( واستدل عليه بقول طرفة)، والإران: الجنازة.
والأرنُ (والإرانُ): النشاط، أرِنَ يأرَنُ أرَنًا وإرانًا وأرينًا.
وأرِنَ البعيرُ يأرنُ أرَنًا: إذا مرح مرحا.

نسأتُها وفي روايةٍ نصأتها:.. فهي من نسأ أو نصأ
فــ نسأتها: ضربتها بمنسأة، والمِنْسَأَةُ: العصا.
قــال تعالى: "مــادلّهم على موتِهِ إلا دابةُ الأرض تأكلُ منسأتَهُ "، في كتب التفسير، مِنسَأتَه (بالهمزِ وبغير همزٍ): عصاه.[ منسأتَه: في محل نصب مفعول بهِ.]
ومن معاني نسأ: التأخير، فنسأ: تأخر، وأنسأ أخّر. قال تعالى: " إنَّما النسيءُ زيادةٌ في الكفرِ"، وفـــي كتب التفسير: تأخير شهر محرم إلى صفر. [تحايُلٌ من المشركين على الأشهر الحرم، فلا يغيرون عددها(4)، لكن ترتيبها].
و نصأتُها: زجرتُها [ ليزداد سيرُها ].

لاحب: الطريق الواضح.
جــاء في اللسان:
اللحب: الطريق الواضح، ومثلهُ اللاحب.
لحب الطريق يلحب لحوبا: وضح كأنه قشر الأرض.
ولحبه، يلحبه: بيّنه.

البُرجُد: كســـــاءٌ مخططٌ ضخم يصلح للخباء وغيره( اللسان).
* * *

أمون: بالجر والرفع، فبالجرّ: صفةٌ أخرى للناقة( في البيت السابق)، والرفع: على أنها خبرٌ لمبتدأ محذوف.
كألواحِ: جار ومجرور، متعلقان بمحذوف صفة أخرى للناقة، أو متعلقان بمحذوف حال منه بعد وصفه.
ويجوز أن يكونا متعلقين بمحذوف في محل رفع خبر لمبتدأ محذوف، وهذا بقطع الجار والمجرور عن سابقه.
نسأتها: فعل وفاعل ومفعول به، والجملة الفعلية صالحة لحالية (بعد الوصف) والوصفية.
على لاحبٍ: جار ومجرور، ولاحب صفة لموصوف محذوف (طريق).
ظهرُ بُرجدٍ: خبر كأن، ومضاف ومضاف إليه.
والجملة الاسمية (كأنهُ ظهرُ بُرجُدٍ) صالحةٌ للحالية والوصفية للموصوف المحذوف.
* * *

وطرفةُ في البيت يواصلُ الحديث عن ناقتهِ (العوجاء المرقال) فيقول: أنها موثّقةُ الخُلقِ، مأمونٌ عِثارُها، ضخمةٌ عِظامُها كألواحِ تابوتٍ، ضربها بالمنسأة أو زجرهَا ( نصأها) لتسرع السيرَ على طريقٍ لاحبٍ بيَّنٍ، مثلَ الكِسَــــــــــاء المُخطّط بيَّنِ الخطوط.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-21, 15:55
جــَماليَّةٍ، وجنَـاءَ تَردِي كأنّها ** سفَنّجَةٌ، تَبرِي لأزعَـرَ أرْبَدِ .


جــماليةٌ، أو ناقةٌ جماليّة، فـي اللّسان: وثيقةٌ، تُشبهُ الجملَ في خِلقتِها، وشدّتها وعِظمَها.
والأصلُ في هذا تشبيه النّاقة بالجمل، ويُقال: رجلٌ جُماليٌّ.

وجنــَاء: أرادَ بـها طرفةُ، المكتنزةُ اللّحمـِ.
فـهيَ وجناء عظيمة الوجنتين، والوجنة مــا ارتفعَ من الخدّين.
وفـي اللّسان: يُقال للجمَلِ : أوجَنٌ، وهذا قلّه، ويُقال للنّاقة: وجــنَاء.
والوَجْنُ والـوَجَنُ والوَجينُ والواجِنُ: أرضٌ صلبةٌ ذاتُ حجارةٍ.
وبالجمعِ بينهما، جـــاء في اللّسان، نـاقةٌ وجنَـاء: تــامّة الخلق، غليظةُ لحم الوَجْنةِ صلبة شديدة.

تردي من الرديان: وهو ضربٌ من العدو، أو بين العدوِ والسّير.
قال الأصمعي: إذا عدا الفرسُ، فرجمـَ الأرضَ رجمًا قيلَ رَدى بالفتح، يردي رديًا ورَديانًا.[ وقيل بين العدو والمشي الشّديد].
وقــال الأصمعي، قلتُ لمنتجع بن نبهان: مــا الرّديان؟ قــال: عدو الحمــار بين آريه ومتمعكه [ أو متمرغه ].

سفنّجةٌ: النّعامةُ، وللظليم السفنّج، والسفنّج: السريع ( اللّـسان).

تبري: تعرض، والبري والانبراء واحد، وانبرى ينبري انبراء، فهو منبرٍ.

أزعر من الزّعر، وفي "الصحاح": الزّعر قلّةُ الشعرِ،
وفـي "أساس البلاغة" ، فيه زعر: قلّة شعر وريشٍ وتفرّقٌ حتى يبدو الجلد.
وللمذكر: أزعر، وللمؤنث زعراء.
ويقال للمكان قليل النبت: أزعرٌ.

أربد، عند الشرّاح: لونه لون الرّماد ؟.
* * *

جــمالية: بالجر والرفع، صفة، أو خبر لمبتدأ محذوف.
وجناء: تعرب مثل جمالية أيضا (والجر بالفتحة لأنه ممنوع من الصرف).
تردي: فعل وفاعل ( مستتر: هي)، والجملة الفعلية صالحة للحالية والوصفية كما سبق.
سفنّجةٌ: خبر كأن، والجملة الاسمية: كأنّها سفنّجةٌ، في محل نصب حال من الفاعل المستتر (هي).
تبري: فعل والفاعل مستتر ( يعود على سفنّجة)، والجملة الفعلية في محل رفع صفة للموصوف سفنّجة.
لأزعرَ: جار ومجرور( الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف)، وأزعر: صفة لموصوف محذوف ( ظليم أزعر) .
أربَدِ: صفة ثانية للموصوف المحذوف، وصرف ( كُسرَ) لضرورة الشعر.
* * *

وطرفةُ في البيت، يواصل وصفَ ناقتِهِ ( العوجاء المرقال الأمون )، فأضاف لها : جمالية وجناء، فهي وثيقة كالجمل، مكتنزة اللّحمـِ، وشبّه عدوها بعدوِ نعامةٍ تعرض لظليــمـ.

رضا 111
2016-05-26, 00:29
شكرا للطرح القيم

ألبْ أرْسَلان
2016-05-27, 07:17
الــعــفـو..

ألبْ أرْسَلان
2016-05-27, 07:30
تُباري عِتَاقًا نَـاجِــياتٍ، وأتبَعَتْ ** وظِيـفًا وظِيــفًا، فــوقَ مـوْرٍ مُعـبّدِ.

تُباري: من المُباراة.
وفي اللّسان، المباراة: المجاراة والمسابقةُ، وهما يتباريـان: إذا صنعَ [ فعل] كلُّ واحدٍ منهُما مثلـما صنعَ [ فعل] صاحبُهُ [ مُغالبًا لهُ].

عتاقًا: مــن العتقِ. وفـي اللّسان:
العتق: الكرم، والجمال، والعتق: الكريم من كلّ شيء، والخيارُ مـن كلّ شيء.
وفـرسٌ عَتقٌ: رائع كريم بيّن العِتقِ، وقد عَتُقَ عتاقةً، والاسمُ: العتقُ، والجمعُ: العتاق.
ومن معاني العتق السبق، قال أبو عبيد: ونرى أنّه السبق، على أنّهُ يَعْتقُ أي يسبق.
والعتق خلافُ الرّق، قال تعالى: " وليطوّفوا بالبيت العتيق " ، جــــاء في كُتبِ التّفسير أنّ الله تعالى أعتقهُ من الجبابرة أن يصلوا إليهِ، أو لأنهُ لم يملك للنّاس، وقد يكون غيرهُ.
والعتيقُ: القديمُ من كلّ شيئ.

ناجيات: جمعُ ناجيةٍ، مـن النّجاء. وفــي اللّسان:
النّجـاءُ: السرعةُ، والنّجاءُ ( نجا ينجو ): الخلاص من الشيء.
وناقةٌ نّاجيةٌ ونجاة: سريعةُ ( تنجو بـمن ركِبَها).
وقال أبو زيد: والنجوةُ المكان المرتفع الذي تظنّ أنّه نجاؤك. قال تعالى: "فاليوم ننجيك ببدنك " ، فــي بعض كتب التفسير: نلقيكَ [نجعلكَ] على نجوة من الأرض.
أتبعت: ألحقت، وفـي الكشّاف للزمخشري، فأتبعتهم: فلحقتهم، يقال: تبعته حتى أتبعته.
والنّاقة تتبعُ وظيف يدها وظيفَ رجلها.
الوظيف: " مــا بين الرسغ إلى الركبة وهو وظيفٌ كلّه " ( الزوزني). والجمعُ: أوظفةٌ و وُظُفٌ.

المورُ: الطريقُ. وفـي اللّسان: المور الطريق الموطوء المستوي.

معبّد: المذلّل.
* * *

تُباري: فعل والفاعل مستتر ( هي، يعود إلى النّاقة) ، والجملة الفعلية صالحة للحاليه ( مباريةً)، أو في محل جر صفة، كــما سبق، ويمكن اعتبارها مستأنفه.
عتاقًا: مفعول به منصوب، وفي الأصل صفةٌ لموصوف محذوف ( نــوقًا عتاقًا).
ناجياتٍ: صفة ثانية للموصوف المحذوف.
أتبعتْ: فعل ماضٍ، والتاء للتأنيث، والفاعل يعودُ إلى النّاقه.
وظيفًا وظيفًا: مفعول به أوّل، ثمّ، مفعول به ثانٍ.
فوقَ مورٍ: ظرف، ثمّـ مضاف ومضاف إليه.
مُعَبّد: صفة مور، ونائبُ فاعلهِ مستترٌ فيه.
والجملة الفعلية ( أتبعت ..) معطوفة على سابقتها.
* * *


وطرفةُ في البيت، يواصُل الحديثَ عــن ناقةٍ يمضي بها الهمّـ (عوجاءَ مرقال، أمون، جمالية وجناء)، تسابقُ إبلا كرامًا (عتاقا) مسرعات (ناجيات)، وتتبعُ وظيفَ رجلها وظيفَ يدها فوق طريقٍ (مورٍ) مذلّل (معبّد) بــالوطء.

ألبْ أرْسَلان
2016-05-31, 11:05
تَربّعَتِ القُفّينِ فِي الشّوْلِ تَرتَعِي ** حَــدائِقَ مَــوْليّ الأسرَّة أغْيَدِ.


تربّعت: أي أقامت بالمكان ورعَت بِهِ زمنَ الرّبيع.
فــي اللّسان:
تربّعَ القومـُ الموضعَ وبهِ، وارتَبعوهُ: أقاموا فـيهِ زَمنَ الرّبيع.
والرّبعُ: المنزلُ والدّارُ بعينها.
والمَربَعُ: الموضعُ الذي يقامـ فيه زمنَ الرّبيعِ خــاصة، تقولُ هذه مرابِعُنا ومصايِفُنا: أي حيثُ نرتبِعُ ونصيفُ.

قــال عنتره يشكو طولَ المسافة بينَ إقامةِ أهلهِ وإقامَةِ أهلِها زمـنَ الرّبيع:

كيفَ المَزَارُ؟ وقدْ تربّعَ أهلُهَا ** بعنُيزَتينِ، وأهلُنَا بالغَيْلَمـِ.



وارتَبعَ الفرسُ والبعيرُ وتربّعَ: أكلَ الرّبيعَ ( رَعى الرّبيع)، والربيعُ(هنا): مــا تعتلفُهُ الدّوابُ من الخضر.

القُفَّين: هو مثّنى القُف.
وفــي اللِّسان:
القُفُّ: مــا ارتفَعَ من الأرضِ وغلُظَ ولــمْ يَبلُغْ أن يكون جبلاً. [وتغلبُ على أرضه الحجارة ]

أمّـــــــا القَفُّ بفتحِ القاف: مــا يبسَ من البقول وتناثرَ حبه وورقه، فالمـال يرعاهُ ويسمنُ عليهِ.

فــي الشّولِ: يريدُ طرفه مــع الشَّول جمعُ شائلة.
وفــي اللّسان، الشّائلةُ من الإبلِ: التي أتى عليها من حملِها أو وضعها سبعةُ أشهُرٍ، فخفّ لبنُها ( وارتفعَ ضرعُها) [ فهي ذاتُ شولٍ: لم يبقَ في ضرعها إلا شولٌ من لبن أي بقيّة وقلَّة، وشائلةٌ: لارتفاعِ ضرعها]
أمّـــــا الشّائِلُ: فهي النّاقةُ التي تشول بذنبها ( أي ترفعُهُ)، والجمعُ: شُوَّلٌ.
وكلُّ مـا ارتفع: شائلٌ. ( وشالت العقربُ بذنبها: رفعتهُ).

ترتعي: ترعى.

الحدائق: جمعُ حديقة.
وفــي اللّسان حدقّ بالشيء وأحدق: استدار.
والحديقةُ مــن الرّياضِ (البيت الثاني): كلّ أرض استدارت وأحدقَ بها حاجز [حـائط] أو أرضٌ مرتفعةٌ .

مولي: نسبة إلى الولي.
وفي اللّسان الولي: المطرُ الذي يأتي بعدَ الوسميّ، والجمعُ أوليه.
ووليت الأرض وليا: سُقيَت الولي.
وللزوزني : ولي المكان يولي فهو مولي إذا سقي الولي.

الأسِرّة: جمعُ سِر ( الوادي) [ والأسرَّة بطون الأوديه]
وكذلك سَرارة الوادي والجمع سَرارٌ.
وفـي اللّسان سِرُّ الوادي: أفضل موضع فـيه. واستدلّ عليه بقول طرفة ( البيت).

أغيد: النّاعم، ومنهُ غيداء وغادة وغيد .
فــي اللَّسان الغَيدُ: النعومةُ.
* * *

تَربعت: فعل، والتّاء للتأنيث، والفاعل مستتر ( هي، يعود إلى النّاقه)، والجملة الفعلية يجوز فيها ما جاز في جملة ( تباري).
القفّين: مفعول به.
فـي الشّول: جـــــــــار ومجرو.
ترتعي: فعل، والفاعل مستتر ( هي يعود إلى النّاقه)، والجملة الفعلية في محل نصب حال من فاعل (تربعتْ) المستتر.
حدائق: مفعول به وهو مضاف.
مولي: مضاف إليه، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف (حدائق واد مولي).
الأسرة: مضاف إليه ( مولي الأسرة).
أغيد: صفة ثانية للموصوف المحذوف.
* * *

وطرفة في البيت يصف رعي ناقتِهِ ( العوجاء المرقال) مع نوقٍ جفّت ضروعُها وقلّت ألبانُها(الشّول)، أيّام الرَّبيعِ في حدائق واد ناعمـ التربة والنّبات (أغيد) وقد أصابهُ الولي (المطر الولي) .

رضا 111
2016-06-03, 20:57
جميل جدااا

ألبْ أرْسَلان
2016-06-16, 18:11
جميل جدااا

مشكورٌ على المرور ..

ألبْ أرْسَلان
2016-06-16, 18:12
سأعودُ إليك يا طرفه..

hoho2016
2016-06-27, 16:03
بارك الله فيك

ألبْ أرْسَلان
2016-07-23, 08:33
بارك الله فيك


وفيك بارك الله...

ألبْ أرْسَلان
2016-07-23, 08:51
تَرِيعُ إلى صَوتِ المُهِيبِ وتَتّقِي ** بِـذِي خُصَلٍ، رَوعــاتِ أكلفَ مُلبَدِ.



تريعُ: ترجعُ وتعود [إلى صوت الرّاعي]،
وفـي اللّسان الرّيع: العودُ والرّجوع، راعَ الشيءُ ريعًا: رجعَ وعـادَ.


قال البَعيث:
[على حين ضم الليل من كلّ جـانبٍ** جناحيه، وانصبّ النجومُـ الخواضعُ]
طمعتُ بليلى أن تريعَ، وإنّما ** تُضَرِّبُ أعناقَ الرّجال المطامِعُ.


وكذلك كلّ شيءٍ رجعَ إليكَ فقد راعَ يريعُ واستَدَلّ عليه بقولِ طرفه.


المهيب: الرّاعي الذي يصيح بها هوب هوب.
وفــــــي اللّسان أهاب بالإبل: دعاها.
وللشّيخ الشنقيطي رحمهُ اللّه: "...والمُهيب الذي يصيحُ بها هوب هوب، يعني أنّها مدرّبه، قلت: وهذه أيضًا باقية في أعراب حلب".


تتّقي: من الاتّقاء، وهو الحجزُ بين شيئين(الزوزني)، ويريدُ طرفه: أنّها(النّاقة) تحفظ نفسها..


خُصَل: جمعُ خُصلة، وهي لفيفة من الشعر.
والخَصلةُ (بالفتح): الفضيلة والرّذيلة تكون في الإنسان (اللّسان).
وأراد طرفه بذنب ذي خُصَلٍ.


روعات: جمعُ رَوعة.
وفـي لسان العرب روعة هي: المرّة الواحدة من الرّوع الفزع،
وفـي الدّعـــاء: "اللّهمـ آمن رَوعاتي".


أكلفَ: أي فحل أكلف، وفــي اللّسان للأصمعي: إذا كان البعير شديد الحمرة، يخلط حمرته سواد ليس بخالص فتلك الكلفة.


الملبد: يريد طرفه الفحل الذي تلبّد وبره مـن كثرة مــا علقَ بهِ.
* * *


تريعُ: فعل مضارع، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي (النّاقه)، والجملة الفعلية يجوز فيها مــا جاز في جملة "تباري".
إلى صوت المُهيب: جـار ومجرور، ثمّ، مضاف ومضاف إليه.
تتّقي: جملة فعلية معطوفة على الجملة قبلها.
بذي خُصلٍ (بذنبٍ ذي خُصلٍ): جــار ومجرور (وذي صفةٌ لموصوف محذوف: ذنب) وذي مضاف وخُصلٍ مضاف إليه.
روعاتِ: مفعول به (تتّقي روعاتِ)، والكسرة نيابة عن الفتحة لأنّه جمع مؤنث سالمـ، وهو مضاف.
أكلفَ: مضاف إليه، والفتحة نيابة عن الكسرة لأنّه ممنوع من الصرف، وهو في الأصل صفة لموصوف محذوف (جَملٍ أكلف).
مُلبد: صفة ثانية.
* * *



وطرفة في البيت يقول أنّ نـاقته مدرّبه، وذكيّة القلب على رأي الزوزني.

بلقاسم الأمين
2016-07-23, 12:14
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع.

ألبْ أرْسَلان
2016-07-24, 02:48
شكرا لك على هذا الموضوع الرائع.


العفو... وقد غابت مواضيعُكَ عن هذا القسمـ !!

ألبْ أرْسَلان
2016-07-24, 09:40
كَــــأنَّ جَــنَاحَيْ مَضرَحِيٍّ تَكَنّفـا ** حِفَافَيْهِ شُكّا فـي العَسِيبِ بِمَسْرَدِ.


المضرحيّ: عند الشّراح هو الأبيض من النّسور أو هو العظيمـُ منها.
وفــي اللّسان المَضرَحِيّ من الصقور مــــــا طال جناحاهُ وهو كريمٌـ، والمضرحيُّ: النسرُ (وبجناحيهِ شبّه طرف ذنب النّاقة ومــا عليه من الهُلبِ [واستدلّ عليه بقول طرفه]).
وقـــال أبو عبيد: الأجدلُ والمَضرحيّ والصقرُ والقطاميّ واحدٌ.
والمَضرحيُّ أيضًا: الأبيضُ مـن كُلّ شيءٍ.


تكنّفا: صارا من جانبيهِ عن يمينهِ وشمالهِ.
وفــي اللّسان الكَنفُ: الجانب والنّاحية، ونـاحيتا كلّ شيئٍ كنَفاه، والجمعُ أكنافُ [البيت الثاني من المعلّقه].


حِفافَيه: جـــــــــانِبيهِ، وفــي اللّسان: حِفافَا كلّ شيئٍ: جانباهُ [واستدلّ عليه بقول طرفة]، والجمعُ أحِفَّة.


وفــي القرآن الكريمـ: "وترى الملائكةَ حافّين من حول العرشِ"، للألوسي: "محدقين من الحفاف بمعنى الجانب جمعُ حــاف كما قال الأخفش..." [و حــافين: حــال من الملائكة أو مفعول ثانٍ من الرؤية].
شكَّ: غرزَ،
ومنه شككتُهُ بالرمحِ: خزقتُهُ (طعنتهُ). [وفــي اللّسان استدلّ عليه بقولِ طرفة].
ولـــــــــعنتره:
وشككتُ بالرّمحِ الأصمـِّ ثيابَهُ، ** ليسَ الكريمُ على القنا بمُحرّمـِ.


العسيبُ والعسيبةُ في اللّسان: عظمـُ الذَنب، وقيل: مُستدقّهُ، وقيلَ: منبتُ الشّعرِ منهُ.
والعسيبُ: جريدةٌ من النّخل مستقيمةٌ.

وعسيب: إسمُـ جبلٍ، قال امرؤ القيس:
أجارتنا، إن الخطوبَ تنوبُ ** وإنّي مُقيمٌ مــــا أقامَـ عسيبُ.


المسردُ: عندَ الشرّاح الإشفى.
وفــي: المحيط في اللّغه المِسردُ: المثقبُ [مــا يثقبُ بهِ].


قــال تعالى: "أن اعمل سابغات وقدّر فـي السرد"، في بعض كتب التفسير السرد: الخرز، يقال سرد يسرد إذا خرز.
ومن معاني السرد: التتَابع، كسرد الحديث والكلام، وفي حديث عائشه رضي الله عنها: " لمـ يكن النبيّ صلى الله عليه وسلّم يسردُ الحديث كسردكمـ.."
* * *

جناحيْ: إسمـ كأنّ منصوب (وعلامة نصبه الياء لأنّه مثنى)، وحذفت النون للإضافة، وهو مضاف.
مضرحيّ: مضاف إليه.
تَكنّفَا: فعل ماض، وألف الإثين في محل رفع فاعل. والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأنّ! أو فــي محلّ جر صفة لـ (جناحي مَضرَحِيّ).
حفافيهِ: مفعول به منصوب (وعلامة نصبه الياء لأنّه مثنى)، وحذفت النون للاضافة، والهاء في محل جر مضاف إليه.
شُكّا: فعل ماض مبني للمجهول، وألف الإثنين في محل رفع نائب فاعل. والجملة الفعلية في محل رفع خبر كأنّ.
في العسيب: جار ومجرور.
بمسردِ: جــار ومجرور.
* * *

ويربطُ طرفة هذا البيت بما قبلهُ(وبالذي بعدهُ) حين قال : "وتتقي بذنبٍ ذي خُصلٍ"، وعادَ لإتمام الوصف: فقال أنّ شعر ذنبها كجناحي نسرٍ أبيضَ أحاطا بهِ، وغُرِزا غرزًا في هذا الذنب.

ألبْ أرْسَلان
2016-07-31, 12:48
فـطورًا بهِ خلفَ الزَّمــيلِ وتـــارةً ** عـلى حَشفٍ كالـشَّنِّ ذاوٍ مُجَدّدِ.



الـطور: التّارة، تقول طورًا بعدَ طورٍ أي تارةً بعد تارة (اللِّــسان). (البيت الخامس)
ومثلهُ قال عنتره:
طــورًا يجرّد للطّعان وتارةً ** يأوي إلى حصد القسيّ عرمرم.
وجمعُ طور أطوار، وجمع تارة: تارات.


والــهاء في "بهِ" يعودُ إلى العسيب، يُريدُ طرفة فطورًا تضرب بذنبِها..


الزَّميل: الرّديف [الذي يركب خلف الأول] على البعير الذي يُحملُ عليه الطّعامـ والمتاع (اللِّسان).
ويريدُ طرفة أنّ ذنبها يصِلُ إلى مكان الرّديف..


الحشف: أصلهُ للتمر الردئ، يُقال فـي المثل: أحشفًا وسوء كيلة!!.
وفـي اللّـسان الحشف من التمر: مــا لمـ يُنوِ، فإذا يبسَ صلُبَ وفسد لا طعمـ لهُ ولا لـحاء ولا حلاوة [وهو أردأُ التّمر]..
والحشفُ: الضّرع البالي، وقد أحشف ضرع النّاقة إذا تقبّضَ واستَشنَّ أي صار كالشّن، وحشفَ: ارتفع منهُ اللّبن.
والحشِيف: الثوبُ الـبالي (تــابع لسان العرب).


الشّن والشنّة: الخَلقُ من كلّ آنية صنعت من جلدٍ..
والشّن والشّنة: القربة الخَلَق [البالية] (اللِّسان)
والجمعُ: شنان، وفــي المثل: "لا يُقعقعُ لـي بالشّنان". فــي "خـزانة الأدب" للبغدادي: يضربُ للرجُل الشرس الصعب.


الذّاوي [ذاوٍ]: الذَّابلُ الذي قد أخذ في اليُبْسِ (شرح القصائد العشر للتبريزي).
وفــي اللِّسان: ذوى العودُ والبقلُ بالفتح، يذوِي ذيًّا وذُويًّا كلاهُما: ذَبَلَ، فهو ذاوٍ.


مُجدّد: مقطوع اللّبن.
فــي اللِّسان: أصلُ الجدِّ القطعُ، وجددّتُ الشيء أجُدُّهُ (بالضمـ) جدًّا: قطعتُهُ.
والجِدّةُ: نقيضُ البلى، والجمعُ أجِدّةٌ وجُدُدٌ وجُدَدٌ
وثوبٌ جديدٌ: أي جُدّ حديثًا أي قُطِعَ
ونــاقةٌ جدودٌ: وهي التّي انقطعَ لبنُها.
وشـــاةٌ جدّاء: قليلة اللّبن يابسة الضرعِ وكذلك النّاقة والأتان.
وقيل: الجدّاء مـن كلّ حلوبةٍ الذّاهبة اللَّبن عــن عيبٍ، والجدودَةُ: القليلة اللّبن من غيرِ عيبٍ، والجمعُ جدائدٌ وجِدادٌ.
وللأصمعي: جُدّت أخلافُ النّاقة إذا أصابَها شيءٌ يقطعُ أخلافَها.
* * *

فطورًا: الفاء للاستئناف، وطورًا: ظرف زمان متعلق بفعلٍ محذوف [تضربُ].
بــهِ: جــار ومجرور متعلقان بالفعل المحذوف.
خلفَ: ظرف مكان متلعق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المجرور بالباء (وهو أولى من تعليقه بالفعل المحذوف) وهو مضاف والزّميل مضاف إليه.
على حشفٍ: جــار ومجرور متعلقان بالفعل المحذوف.
كالشن: جــار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة حشف.
ذاوٍ: صفة ثانية لحشف مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدّره على الياء المحذوفة لالتقاء الساكنين.
مجدّد: صفة ثالثة.
* * *


وفــي هذا البيت لـمـْ يزدْ طرفةُ على وصفِ حركة عسيبِ ناقتهِ، حيثُ تضرب بهِ موضعَ الرّديف حينًا وتارةً تضربُ بهِ على أخلافٍ كقربةٍ باليةٍ.

لحن الحياة.
2016-07-31, 21:36
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااائع احب المعلقات شكرا لك اخ ارسلان

ألبْ أرْسَلان
2016-08-01, 05:53
رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااائع احب المعلقات شكرا لك اخ ارسلان

العفو... شكـــرًا على المرور.

ألبْ أرْسَلان
2016-08-02, 11:42
يـــواصلُ طرفةُ وصفَ نــاقتِهِ بالقوّة والصّلابةِ والضّخامة..




لــــــــــها فَخِذانِ أُكمِلَ النّحضُ فيهِما ** كأنّهُما بــابــا مُنيفٍ مُمَرّدِ.




فخذان: تثنيةُ فَخِذْ، وفــي اللِّسان، قيل: فـَـخْذ وفِـــخْذ.

أُكمِلَ: أُتِمّـ، وفــي اللِّسان الكمالُ: التّمامـ. [وقيلَ الكمالُ أبلغُ..].
قــال تعالى: "اليومـَ أكملتُ لكم دينَكم وأتممتُ عليكم نعمتي".
وقال تعالى: "وأتمّوا الحجَّ والعمرةَ لله" في بعض كتب التفسير: إكمال أفعالهما بعد الشروعِ فيهما (لوجهِ الله تعالى).

النّحضُ: اللّحمـ، وقال ابن السكيت: النحيض مـن الأضداد يكون الكثير اللّحم ويكون القليل اللّحم كأنّهُ نُحِضَ نحضًا.. والنحضُ والنحضةُ: اللّحم المكتنز كلحم الفخذ.(لسـان العرب).

ومثلهُ قال النّابغه:
مقذوفةٍ بدخيس النّحض، بازلُها ** له صريفٌ صريفُ القعو بالمسدِ.


بـابا منيفٍ: يريد طرفة "كأنّهما بابا قصرٍ منيفٍ (الزوزني)، وعند بعض الشرّاح، يريد طرفة: "كأنّهما جانبا بابِ قصرٍ، فثنّى الباب وهو يريد جانبيه".. ومنيف صفة موصوفٍ محذوف.

مُنيف: عــالٍ ومشرفٍ،
وفـي اللِّسان: نــافَ الشيئُ نوْفًا: ارتَفعَ وأشرَفَ، ومنهُ يُقال: عشرون ونيّف لأنّه زائدٌ على العقد،
والنيّف: من واحدة إلى ثلاث (أو إلى تسعة)، والبِضع: مـن أربعٍ إلى تسعٍ.


مُمرّد: مطوّل أو مُملّس..
قال تعالى: "قال إنّه صرح ممرّد من قوارير"، قال الزمخشري الممرّد: المملّس. [ومنهُ الأمرد..].
أو مُمرّد مطوّل، فــي اللِّسان: مرَدَ على الشرّ وتمرّدَ: عَتَا وطغى (تطاوَلَ).

* * *


لها: جار ومجرور متعلقان بحذوف في محل رفع خبر مقدّم.
فخذان: مبتدأ مرفوع مؤخر.
أُكمِلَ النحضُ فيهما: فعل ماض مبني للمجهول، ثم نائب فاعل ثم جــار ومجرور، وجملة (أُكمل النحض فيهما) في محل رفع صفة لــ "فخذان".
بابا منيفٍ: خبر كأن، ثم مضاف ومضاف إليه (ومنيف صفة لموصوف محذوف).
ممرّد: صفة ثانية للموصوف محذوف.
وجملة (كأنّهما..) في محل رفع صفة ثانية لـ "فخذان".




* * *

ألبْ أرْسَلان
2016-08-02, 11:43
وطيُّ مَحَالٍ كالحَنيّ خُلوفُهُ ** وأجرِنَةٌ لُزّتْ بدأيٍ مُنضّدِ.

وطيّ محال: مـــــــحالٌ مطويّة.
الطيُّ: نقيضُ النشرِ.. طويته طيًا. وفـي اللِّسان: الطّوِيُّ: البئر المطويّة بالحجارة، وطوى الرّكيّة طيًّا: عرشها بالحجارة والآجُرِّ، (عرْشُ البئرِ: طيّها بالخشب، فأمّا الطيّ فبالحجارة خـاصة وإذا كانت كلها بالحجارة فهي مطويّةٌ وليستْ بمعروشة..).

المَحَال: جمعُ مَحالةٍ. وفي اللِّسان: المحالة الفَقارة، والمحالة: الفِقرة من فَقار البعير، وجمعُهُ مـَحَال، وجمعُ المَحال مُحُل.

شبّه طرفةُ تماسُكَ فقار ظهر ناقتِهِ ببناء بئرٍ أو طيّها بالحجارة..

كـالحنيّ خلوفهُ: خلوفُهُ كالحنيّ.
الحنيّ: القِّسيّ( جمع)، وتجمعُ الحَنيّة [محنيّة من حنا يحنو] على حَنِيّ وحنايا، والقوسُ على أقواس وقووس ثــمّ قِسِيّ (اللِّسان).

الخُلوف: عندَ الشرّاح أطراف الأضلاعِ، وعندَ الزوزني الخُلوف: الأضلاع.
وفــــــي اللِّسان: الخِلفُ أقصرُ أضلاع الجنب، والجمعُ خلوف، واستدلّ عليه بقولِ طرفه.
وصَفَ الأضلاع أنّها محنيّة كــــــــــالقِسيّ.

[ وخلَفَ الشيءُ وخلُفَ يخلُفُ خلوفًا: تغيّر طعمُهُ ورائحتُهُ، وفــي حديثِ النبّي عليه السلام يرغّب فــي الصّيامـ: "خُلوف فمـ الصّائمـ أطيبُ عند الله من ريحِ المسك"].

أجرنةٌ(وجُرنٌ): جمعُ جِــــران.
وفــي اللِّسان الجِرانُ: بــاطنُ العُنُقْ، فإذا برَكَ البعيرُ ومــدّ عُنُقَهُ على الأرض قيلَ: ألقى جِرانَهُ بالأرض.
وعندَ الشرّاح أنّ طرفة جمعَ جِرانَ النّاقة بما حواليه مبالغةً، وفــي الإصل ليسَ لها إلا جِرانٌ واحدٌ.

لزّت: شُدّ بعضها إلى بعض.
وفــي اللِّسان: لزّ الشيءَ بالشيءِ يلزُّهُ لزًّا وألزّهُ: ألزمهُ إيّاهُ
واللّزَزُ: الشّدّة، ولزّهُ يلُّزّهُ لزَّا ولزازًا: أي شدّهُ وألصقَهُ.(يُقال للبعيرين إذا قُرِنَا فــي قَرَنٍ واحدٍ: قد لُــــزَّا).

الدأي، فــي اللّسان للأصمعي: الدُّئيُّ جمعُ دَأيةٍ لــــفقارِ العُنُق،
وللثعالبي، ابن دأية هو الغرابُ لأنّهُ يقعُ على دأية البعير الدّبِر فينقِرُها:
ولـمّا رأيتُ النسرَ عزَّ ابن دأيةٍ ** وعشّش في وكريْهِ، جـاشت لهُ نفسي.

عـنى بالنسر الشيب، وبابن دأية الشَّباب.

مُنضَّد: مُـبالغة من التنضيد، وفــي اللِّسان نضَدتُ المتاعَ أنضِدُهُ نضدًا ونضّدتُهُ: جعلتُ بعضهُ على بعضٍ.
قـــــــــــال تعالى: "وطـــــــــــــلحٍ منضود".

فــجِرانُ نـــاقةِ طرفة مشدود بدأي منضّدٍ، وهو أبلغُ في وصفِ العنق بالقوّة والشدّة..
* * *

الواو: للعطف.
طيُّ: معطوف على "فخِذان" في البيت السّابق (عطف مفرد على مفرد)، أو هو مبتدأ خبَرهُ محذوف(لها طيُّ)(عطف جملة على جملة) وهو مضاف و"مَحالٍ" مضاف إليه (إضافة الصفة إلى الموصوف للمبالغة).
كــــالحنيّ: جــار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر مُقَدّمـ.
خُلوفُهُ: مبتدأ مؤخّر، وهو مضاف والهاء مضاف إليه.
أجرنَةٌ: يجوزُ فيها مــا جـازَ في "طيُّ".
لُزّت: فعل ماض مبني للمجهول، والتّاء للتأنيث، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعودُ إلى أجرنة والجملة الفعلية في محل رفع صفة أجرنةٍ.
منضّد: صفة "دأي".
* * *

وطرفةُ دقَّق الوصفَ في هذا البيت، فتَعدّى الظاهر إلى الباطن وراحَ يصفُ الفقار والأضلاع..
فناقتُهُ مُتماسِكةُ فقار الظهر كــالطّيّ، وأضلاعُها المشدودة إليها محنيّة كالقِسيّ، ثم وصفَ قوة عُنِقها فقال أنّ باطنهُ مشدود بقوّة إلى دأيٍ منّضدةٌ.