تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : في القاصائد الطِّوالْ،اتِّفاقٌ و اختِلافْ !!


ألبْ أرْسَلان
2016-03-28, 10:48
تَتابَعَ الشُعراء منَ العصرِ الجَاهِلي، على افتِتاحِ قَصيدِهم خَاصَّة منها الطِّوالْ، بالوقُوفِ على الأطْلالْ، لأنَّها تُذكِّرُهمْ بِـ " مَنْ سَكنَ الدِّيَارْ "، حتى قــَالَ قائِلُهُمْ:

بَلِيتُ بِلى الأطْلالِ إنْ لمْ أقِفْ بِها ** وُقوفَ شَحِيحٍ ضَاعَ في التُرْبِ خاتَمُه .


وقِيلَ أخذَهَا منْ قَولِ القَائِلْ:

وقوفَ شَجيجٍ سَاخ في التُرب جَاثمه .



واتَّفَقُوا بعْد المُرُور على هذهِ المُقدِّمهْ، على الاسْتْعَانَة بالنُّوقْ، لكنَّهُمْ اخْتَلفُوا في الدَّاعِي والسَّبَبْ، فَمِنهُم منْ ذَكرَها ليَسْتعِينَ بها على الهُروب من الحَديث عن هذا الشَّوق والحَنِين الى الدَّار ومنْ كانَ يَسْكنُها، قال النَّابِغَه :



أمْسَتْ خَلاء وأمْسَى أهْلهَا احْتَمَلُوا ** أخْنَى عَليْها الذِي أخْنَى على لُبَدِ .
فَعدِّ عمَّا تَرى، إذْ لا ارْتِجاعَ لهُ ** وانْمِ القتُودَ على عيْرَانَة أجُدِ.




ومِثلُهُ قالَ طَرفَهْ فــــــي مُعلَّقتِه:



وإنِّي لأُمْضِي الهمَّ عِندَ احْتِضارِهِ ** بِعوْجَاءَ مِرقَالٍ، تَروحُ وتَغتَدِي.
أَمُونٍ كألواحِ الإرانِ نَصأْتُها ** على لاحبٍ، كأنَّهُ ظهرُ بُرجدِ .
جَماليّة وجْناءَ تَردِي كأنَّها ** سفنَّجَةٌ تَبْرِي لأَِزْعَرَ أرْبَدِ.
تُبارِي عتاقًا نًاجياتٍ وأتْبَعتْ ** وظِيفًا وظِيفًا فَوقَ مَورٍ مُعبَّدِ .




وحينَ يئِسَ زهيرٌ من الجواب قال:


فَلَمَّا رَأيتُ أنَّها لا تُجِيبُنِي ** نَهضْتُ على وجْنَاءَ كالفَحْلِ جَلعَدِ .
جُمَاليَّةٍ، لمْ يُبقِ سَيرِي ورِحْلَتِي ** على ظَهرِهَا منْ نيِّهَا غيرَ مَحفِدِ.




وطرَفٌ آخرَ ذَكرَها لا لِيهْرُبَ، بلْ ليَصِلْ، وخَالفَ كَعْبٌ أبَاهُ زُهيْر في قَصِيدَتِهِ:



بانَتْ سُعادُ فَقلبِي اليومَ مَتْبُولُ ** مُتيَّم إثْرَها لمْ يُفْدَ، مَكبُولُ .


.

أمْسَتْ سُعادٌ بأرْضٍ لا يُبلِّغُها ** إلا عِتاقُ النَّجِيبَاتُ المَرَاسِيلُ .
ولنْ يُبلِّغها إلا عُذَافِرةٌ ** فِيها على الأيْنِ إرْقَاٌل وتبغِيلُ .
منْ كُلِّ نضّاخةِ الذِّفرَى إذا عَرِقَتْ ** عُرضَتُها طَامِسُ الأعلامِ مجهولُ.
تَرمِي الغُيوبَ بِعيْنَي مُفْرَدٍ لَهَقٍ ** إذا تَوَقَّدَتِ الحُزّانُ و الميلُ .




وكانَ قدْ وافَقَ عنْترَهْ حِينَ قَال:



هلْ تُبَلِّغُنِي دَارَها شَدَنِيَّةٌ ** لٌعِنَتْ بِمَحْرُومِ الشَّرَابِ مُصَرَّمِ.
خَطَّارةٌ غِبَّ السُرَى زَيَّافَةٌ ** تَطِسُ الإكامَ بَوخْذِ خُفٍّ ميثَمِ.
وكأنَّمَا تَطسُ الإكَامَ عَشِيَّةً ** بِقَريبِ بَيْنَ المِنسَمَينِ مُصَلَّمِ.

ألبْ أرْسَلان
2016-04-27, 11:52
مــــــــــــا أضيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأدبِ ...

طاعة زوجي ..
2016-04-27, 14:32
جميل هو الشعر الجاهلي والعربي بصفة عامة ، خصوصا القديم ، ولا يختلف إثنان أنّ من أجود الشعر الجاهلي المعلقات السبع ، سواءا من حيث جودة المبنى أو من حيث الوصف الدّقيق ورقّة الإحساس إذا ما تطرّقنا إلى البكاء على الأطلال ومايثيره في النّفس من شجن وأسى

نجد ذلك الوصف الرّائع في معلقة الأعشى حينما يقول
ودّع هريرة إنّ الرّكب مرتحل ***** وهل تطيق وداعا أيّها الرّجل

فهو هنا ينكر على الرّجل أن يتحمّل لوعة الفراق ، ثمّ يتطرّق بعدها إلى الوصف الدقيق لهريرة ونجد عدّة تشبيهات مختلفة بديعة الجمال

أيضا معلقة عنترة العبسيّ وفيها صورة بلاغيّة جميلة عندما قال
هل غادر الشّعراء من متردّم ***** أمّ هل عرفت الدّار بعد توهّم
والمتردّم هو الثوب المرقّع ، ومعروف أنّ معلّقته قالها عندما عايره أحد من بني عبس بأمّه زبيبة وقال له أنا أكثر شاعريّة منك فأجاب بمعلّقته التي قال في مطلعها فيما معناه طبعا ، وهل ترك لنا الأوّلون مانضيف للشّعر فهم لم يتركوا غرضا شعريّا إلّا وقالوا فيه من الشّعر الكثير ورغم هذا فأنا أفوقهم وآتي بشيء لم يأتوه من قبل ، وهذا في تشبيهه الشّعر بالثوب المرقّع الذي تمّ إصلاحه ، ومن ثمّ يتطرّق إلى البكاء على الأطلال ووصف محبوبته عبلة ، ويفتخر ببسالته وفروسيته .....

وأيضا معلقة طرفة البكري والحارث بن حلزة وغيرهم كثيرون ، لاتكفي مجلدات للتطرّق إليها وإلى روعتها ، رغم أنّ اللغة صعبة علينا نظرا لأنّ أغلب الألفاظ لم تعد متداولة ولكن فيها من الجودة مالن نجده في أي شعر أخر


أعلل النّفس بالأمال أرقبها ***** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
أراك استبدلت الأمل بالأدب ، صحيح قلّة هم الذّين يجدون متعة في الأدب وتذوّق الشّعر ، ففيه حلاوة لا يعرفها إلّا كل عاشق هائم باللّغة
شكرا على الطّرح ، جزاك الله خيرا

ألبْ أرْسَلان
2016-04-28, 03:19
جميل هو الشعر الجاهلي والعربي بصفة عامة ، خصوصا القديم ، ولا يختلف إثنان أنّ من أجود الشعر الجاهلي المعلقات السبع ، سواءا من حيث جودة المبنى أو من حيث الوصف الدّقيق ورقّة الإحساس إذا ما تطرّقنا إلى البكاء على الأطلال ومايثيره في النّفس من شجن وأسى

نجد ذلك الوصف الرّائع في معلقة الأعشى حينما يقول
ودّع هريرة إنّ الرّكب مرتحل ***** وهل تطيق وداعا أيّها الرّجل

فهو هنا ينكر على الرّجل أن يتحمّل لوعة الفراق ، ثمّ يتطرّق بعدها إلى الوصف الدقيق لهريرة ونجد عدّة تشبيهات مختلفة بديعة الجمال

أيضا معلقة عنترة العبسيّ وفيها صورة بلاغيّة جميلة عندما قال
هل غادر الشّعراء من متردّم ***** أمّ هل عرفت الدّار بعد توهّم
والمتردّم هو الثوب المرقّع ، ومعروف أنّ معلّقته قالها عندما عايره أحد من بني عبس بأمّه زبيبة وقال له أنا أكثر شاعريّة منك فأجاب بمعلّقته التي قال في مطلعها فيما معناه طبعا ، وهل ترك لنا الأوّلون مانضيف للشّعر فهم لم يتركوا غرضا شعريّا إلّا وقالوا فيه من الشّعر الكثير ورغم هذا فأنا أفوقهم وآتي بشيء لم يأتوه من قبل ، وهذا في تشبيهه الشّعر بالثوب المرقّع الذي تمّ إصلاحه ، ومن ثمّ يتطرّق إلى البكاء على الأطلال ووصف محبوبته عبلة ، ويفتخر ببسالته وفروسيته .....

وأيضا معلقة طرفة البكري والحارث بن حلزة وغيرهم كثيرون ، لاتكفي مجلدات للتطرّق إليها وإلى روعتها ، رغم أنّ اللغة صعبة علينا نظرا لأنّ أغلب الألفاظ لم تعد متداولة ولكن فيها من الجودة مالن نجده في أي شعر أخر


أعلل النّفس بالأمال أرقبها ***** ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
أراك استبدلت الأمل بالأدب ، صحيح قلّة هم الذّين يجدون متعة في الأدب وتذوّق الشّعر ، ففيه حلاوة لا يعرفها إلّا كل عاشق هائم باللّغة
شكرا على الطّرح ، جزاك الله خيرا

حقيقة، لــم أجد ما أضيفهُ ..
طــــــــرحٌ يَدُلُّ على سعة اطِّلاعٍ، وعمقِ معرفةٍ بالشِّعرِِ القديمـ.. جزاكِ الله خيرًا على هذا التفصيل ..