المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صَخَبُ جُرْحْ..؛


ايمان و امل
2016-03-25, 20:34
و يتَّخِذُ الجُرْحُ لِنَفْسِهِ بُعْدا آخَر..،
بَعْدَ أنْ سَئِمَ الإتِّساع و العُمْقْ ، يَخْرُجُ الآنَ عَلى حُدُود القَلْبِ و العَقْلِ و الجَسَدْ.

إنَّه هُنا ، جُرْحِي ثُلاثِيُّ الأبْعادِ يَجْلِسُ إلى جانِبِي..،
يَتَنَاول الغَذاءَ مَعِي ، و يُرافِقُنِي إلى الجامِعه..،
يُسَلِّمُ علَيَّ احَدٌ ما ،فيَرُدُّ جُرْحِي عليه السلام
تَخْطُرُ ببالي أُغْنيةٌ ما، فيلْقَفُها و يُغنِّيها ...
أتَعثَّرُ بِذِكرى مَنْسية ..، فيُراقِبُ سُقوطِي و ينفَجِرُ ضاحكا

إنَّهُ هُنا تماما ،مُلْتَصِقٌ بِيَسارِي و يُشارِكُني يَدِي
جُرْحِي الذِي كَبُرَ فَجْأة..، و أتْقَنَ آلافَ اللُّغاتْ
أصْبَح ثَرْثارا جِدًّا ..، بَعْدَ ان اعْتادَ العَتْمَة و السُّكُوتْ.
هَاهو ذَا يُمَزِّقُ ثِيابِي و يَصْرُخُ عالِيا أنا هُنا
أنا هُنا...
كَبيرٌ كِفاية لآكُل جِسْمَكِ النَّحِيل و لا أكْتَفي
عَميقٌ كٍفايَة لأَدْفِنَ كُلَّ اسْتِغاثاتِكِ الفَاتِرَة...
و خَبيثٌ كِفاية حتى أُخْفي مِنْكِ كُلَّ دَمْعة بائسة .

جُرْحي الذي دارَيْتُه طَويلا ، يَحْتَّلُّني ،يَلومُني ،يُعاقِبُني،
يَجْتاحُ كَيانِي ،يَسْرِقُ أعْضائِي و يَبيعُها لليأسْ.
لَقَدْ أطْعمْتُه جَيِّدا و عَلَّمْتُه كثيرا حتَّى اسْتَفْحل و الْتهبْ
و صار طاغية ... مثْلك
كم يُشْبِهُكَ هَذا الجُرْحْ... كم يُشبِهُك.
هاهو جُرحي ، بكامِل قُوته و شبابه ..، لم يَعُدْ يُحاول الالتِئَآم
لا يُريدُ أن يَخْتفي..،
يَدْفَعُني الى حَيثُ يُريدْ
يَحْمِلُ معي حين أسيرُ ..، يَحمِلُ معي ظِلِّى و حَقائب صَبري،
هاهو يسْتَقِلُّ عن إرادَتي و يبْدأُ لنَفْسه كَيانا جَديدا
هاهو يَحمِلُني بَعدما حَمَلْتُهُ و يأخُذُني بعدما أخذتُه
انه يَفْعلُ ما يَشاء.
لا تَسْألوني بَعدَ الآن لِم أصبَحتِ هادئة و ممِلَّة ..، لا تسْأل .


فهذا الجُرْحُ الصاخبُ حَديثُه لا يَنتَهي ..، لم يَتْرُك لي مجالا
لقولٍ و لا ضِحْكة
هذا الجُرْحُ ثُلاثي الأبعاد ،حادُّ الأظافر ،سَليطُ اللسان ،ساخِرُ المزاج ،ذو التَّعابير الوقِحة يَسيرُ في أثرِك و يَتَعلَّمُ منك
هاهو يا سيِّدي الجُرْحُ الذي جاء منك
كم صار يُشْبِهُك...،
___________
إيمان~
11/03/2016
16:07

رحيق الكلمات
2016-03-25, 21:07
السلام عليكم
ايها الجرح هل تدرك ماذا انت فاعل بي؟
لقد مزقت اوردتي
فجفت بتلات روحي
رائعة ايمان
لك الكثير من التقدير

طاعة زوجي ..
2016-03-25, 21:52
رائع بوحك أخية. عميقة هي تلك الكلمات رغم أن موضوعها الألم والجروح ولكن رغم ذلك فإنها تحمل بين طياتها سحرا وجمالا وروعة
مشكورة اختي على مشاركتنا خاطرتك وبوح قلمك

بشير قادري
2016-03-25, 22:59
ما شاء الله
كما عهدناك مبدعة راقية فاعلة
بل صارت لغتك حارقة وماسوشية
عفوا أنا مصاب بالذهول
وسأعود للنّص من أجل قراءة أخرى تحليلية

walddz
2016-03-25, 23:55
كثيرا ما قالوا "نكبر و ننسى"
ها كبرنا...و ما سُمح لنا بالنسيان

لولا الملامة لقلت إن النص هنا يمشي إلى جانبي أنظر فيه

"رائع احساسك"
كلمات مثل
"سئم الإتساع و العمق"
"فيرد جرحي عليه السلام"
كلها ترسخ في احساس القارئ ...القدر من الألم.

و مقولة كهته
"لا تَسْألوني بَعدَ الآن لِم أصبَحتِ هادئة و ممِلَّة ..، لا تسْأل .
"
كان كل الناس أنت...رائع

في احاسيس جميلة ...مازال نصك نصك منك كثيرا

لست ادري و لكن ربما لم اتعود على هته النغمة منك في الكتابة
لذا احس ان شيء ينقص...

كبير نصك ايمان...اتمنى ان اقرأ لك كتابا يوما...

"بالمناسبة هذا التعليق نسخة ثانية... النسخة الأولى مسحت حين تحديث الصفحة :) "

تحيتي اليك
...

ايمان و امل
2016-04-04, 17:37
السلام عليكم
ايها الجرح هل تدرك ماذا انت فاعل بي؟
لقد مزقت اوردتي
فجفت بتلات روحي
رائعة ايمان
لك الكثير من التقدير








و عليكم السلام أختي نور
يا صاحبة الحضور البهي

شكرا لك

ايمان و امل
2016-04-04, 17:41
رائع بوحك أخية. عميقة هي تلك الكلمات رغم أن موضوعها الألم والجروح ولكن رغم ذلك فإنها تحمل بين طياتها سحرا وجمالا وروعة
مشكورة اختي على مشاركتنا خاطرتك وبوح قلمك



أهلا بك سيدتي أم محمد
تشرفت بحضورك و الحمد لله

شكرا لك

ايمان و امل
2016-04-04, 17:43
ما شاء الله
كما عهدناك مبدعة راقية فاعلة
بل صارت لغتك حارقة وماسوشية
عفوا أنا مصاب بالذهول
وسأعود للنّص من أجل قراءة أخرى تحليلية



أهلا بك أستاذ قادري
سأنتظر عودتك التحليلية و ما ستحمله من ملاحظات

شكرا لك

ايمان و امل
2016-04-04, 17:47
الآن لِم أصبَحتِ هادئة و ممِلَّة ..، لا تسْأل .
"
...



في الحقيقة هذه كانت خطأ مطبعي فقط

على كل حال شكرا لك