المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز صحِّح كلماتك ، فقد تكونُ أطولَ منك بقاءً


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-19, 15:10
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/679347938.png

http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/941065858.png

إذا تقادم الزّمان ، و لم يعد يعجبك رونق المكان ، و لا طلاء تلك الجدران ، ولا بهاء السّقف و الأركان
احتضنتَ قرطاسا و قلما ، و احتسبتَ الأمور جِلاًّ و لمَماً ، و بادرتَ الوقت و لم تؤخّر قدما
ثمّ بعد أيَّام من ذلك ، يتبدّلُ جلُّ ما هنالك ، و يزوغُ البصر لتلك المسالك ، التي تخالها من الحُسنِ أمُّ السّبائك


http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png


أغلبنا قد أتت عليه سنون ، و هو يُعمل قلمه في صحائف منتداه ، فهل أجال نظره فيما سوّدت يوما يداهُ ، و صعّدَ الفكر فيما أراقتْ مِدادَه يُمناه
فليحتضن مصفوفة الحروف ، و ليَصْرِفْ بصرَه تلقاء وجهِ الحاسوب ، و يقلِّبُ صفحاتِ مخطوطتِه مُدقِّقا و يُصوِّبُ اللُّبَّ فيها مُحقِّقا
و يٌنقِّحُ و يُرجِّح ، و يُصحِّحُ و يُلقِّح
فإنّ المرء قد يَسْطُرُ اليوم ما لا يَرتضيه غدا ، و يَستقبحُ اليومَ ما استحسنه أمسِ

فهي دعوةٌ ، لتجديد البناء ، و استصلاح الفِناء ، فقد يطول بكتابك بعدك البقاء


مامــن كاتــب إلا سيفـــــنى ................... ويُبقِي الدهرُ ماكتَبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يسرُّك في القيامة أن تراه

http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/868183531.png

غريب في الأنام
2016-03-19, 15:35
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي المهاجر الى الله السلمي
يعني لم أجد من أين أبدأ الكلام ، وقد خوفتني بهذا القول
وحقيقة أن في هذا المنتدى ما لا يوجد في غيره من المنتديات التي عرفتها وسجلت فيها
وهي ميزة التعديل للعضو متى شاء وفي اي وقت شاء
وأما باقي المنتديات فلك فرصة التعديل لبعض الوقت ، وعلى أكثر تقدير في اليوم نفسه ثم لا يكون لك ذلك
وأرجو من الله أن يبصرني أولا ، ويبصرنا جميعا فنتدارك ما كتبنا ونراجع ما خطت أيدينا ثم نعالج الأمر قبل فوات الاوان
وفوت الاوان ليس حذفا أو غلقا للموضوع ، بل هو ما لا مفر منه ولا بد
(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)
قد أتصور نفسي جديدا في المنتدى وليس لي من المشاركات لحد كتابة هذه الاسطر الا القليل والذي لم يرشحني لحد الساعة الى نيل لقب أكثر من الجديد
فانا جديد ولو مر على تسجيلي اكثر من شهر ، وتجد بعضهم مجتهد ونشيط وقد سجل منذ اسبوع وربما اقل
ومع ذلك قد تجد في مشاركاتي من الخطا ما لا تجده في مشاركات اصحاب 100 و 1000 واكثر من ذلك
وارى في موضوعك تنبيه لي كي اراجع ما كتبت قبل ان تكثر المشاركة فاعجز واتوانى عن ذلك
هذا اول موضوع من مواضيعك ارد عليه ، وقد شدني نفاسة كتاباتك ونصحك ولغتك
حفظك الله وسددك

متعلم انجليزي
2016-03-19, 16:02
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيرا اخي الفاضل على النصح القيم ،
عندما اريد المشاركة او الرد على الموضوع ارى تلك الاية الموجودة فوق نافذة الرد والا هي
*=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*

ورغم ذلك فاحيانا تجرفنا رياح الهوى فنخطئ رغم عنا وذلك لضعف اعترانا حينها ،فالحمد لله على وجود ذلك الزرالا وهو التعديل فعلينا دائما

ان نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب ونرى هل هذا الرد او الموضوع هل سيحسب في ميزان الحسنات او السيئات
ومن كثرت مواضيعه وردوده يحاول تطبيقها مع القادم وانقاص قدر المستطاع من الماضي

وهكذا حتى يتقن ذلك فتصقل في شخصه فيطبقها في العالمين
الافتراضي والحقيقي
وفي الحقيقي عن طريق زر
التوبة

بارك الله فيكم ونفع بكم

Dz-arab
2016-03-19, 18:20
بارك الله فيكم ونفع بكم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-19, 21:11
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي المهاجر الى الله السلمي
يعني لم أجد من أين أبدأ الكلام ، وقد خوفتني بهذا القول
وحقيقة أن في هذا المنتدى ما لا يوجد في غيره من المنتديات التي عرفتها وسجلت فيها
وهي ميزة التعديل للعضو متى شاء وفي اي وقت شاء
وأما باقي المنتديات فلك فرصة التعديل لبعض الوقت ، وعلى أكثر تقدير في اليوم نفسه ثم لا يكون لك ذلك
وأرجو من الله أن يبصرني أولا ، ويبصرنا جميعا فنتدارك ما كتبنا ونراجع ما خطت أيدينا ثم نعالج الأمر قبل فوات الاوان
وفوت الاوان ليس حذفا أو غلقا للموضوع ، بل هو ما لا مفر منه ولا بد
(كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة)
قد أتصور نفسي جديدا في المنتدى وليس لي من المشاركات لحد كتابة هذه الاسطر الا القليل والذي لم يرشحني لحد الساعة الى نيل لقب أكثر من الجديد
فانا جديد ولو مر على تسجيلي اكثر من شهر ، وتجد بعضهم مجتهد ونشيط وقد سجل منذ اسبوع وربما اقل
ومع ذلك قد تجد في مشاركاتي من الخطا ما لا تجده في مشاركات اصحاب 100 و 1000 واكثر من ذلك
وارى في موضوعك تنبيه لي كي اراجع ما كتبت قبل ان تكثر المشاركة فاعجز واتوانى عن ذلك
هذا اول موضوع من مواضيعك ارد عليه ، وقد شدني نفاسة كتاباتك ونصحك ولغتك
حفظك الله وسددك

أحسن الله إليك أخي الكريم
آمين و لك بمثل ، بارك الله فيك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-19, 23:10
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
جزاك الله خيرا اخي الفاضل على النصح القيم ،
عندما اريد المشاركة او الرد على الموضوع ارى تلك الاية الموجودة فوق نافذة الرد والا هي
*=== (( ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )) ===*

ورغم ذلك فاحيانا تجرفنا رياح الهوى فنخطئ رغم عنا وذلك لضعف اعترانا حينها ،فالحمد لله على وجود ذلك الزرالا وهو التعديل فعلينا دائما

ان نحاسب انفسنا قبل ان نحاسب ونرى هل هذا الرد او الموضوع هل سيحسب في ميزان الحسنات او السيئات
ومن كثرت مواضيعه وردوده يحاول تطبيقها مع القادم وانقاص قدر المستطاع من الماضي

وهكذا حتى يتقن ذلك فتصقل في شخصه فيطبقها في العالمين
الافتراضي والحقيقي
وفي الحقيقي عن طريق زر
التوبة

بارك الله فيكم ونفع بكم




و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيك بارك الله ، و أحسن إليك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-19, 23:11
بارك الله فيكم ونفع بكم


و فيك بارك الرحمن

immy_totti
2016-03-19, 23:28
عودتنا على الكلام الجميل و القيم اخي بارك الله لك ... ولا اروع

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-20, 07:31
عودتنا على الكلام الجميل و القيم اخي بارك الله لك ... ولا اروع

هي نصيحة و ذكرى أكثر من أي شيء آخر
و فيك بارك الرحمن

محب السلف الصالح
2016-03-20, 08:04
مامــن كاتــب إلا سيفـــــنى ................... ويُبقِي الدهرُ ماكتَبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يسرُّك في القيامة أن تراه


بارك الله فيك

أمل الحياه
2016-03-20, 09:18
بارك الله فيك وجزاك خير نصحك
وجعل كلماتك في ميزان حسناتك

الرجل القوي
2016-03-20, 11:10
بارك الله فيكم ونفع بكم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-20, 13:45
جزاكم الله خيرا و أحسن إليكم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-20, 16:42
للرفع ...........

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-20, 17:44
و فيك بارك الله أحسن الله إليك

kader001
2016-03-20, 17:57
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/679347938.png

http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/941065858.png

إذا تقادم الزّمان ، و لم يعد يعجبك رونق المكان ، و لا طلاء تلك الجدران ، ولا بهاء السّقف و الأركان
احتضنتَ قرطاسا و قلما ، و احتسبتَ الأمور جِلاًّ و لمَماً ، و بادرتَ الوقت و لم تؤخّر قدما
ثمّ بعد أيَّام من ذلك ، يتبدّلُ جلُّ ما هنالك ، و يزوغُ البصر لتلك المسالك ، التي تخالها من الحُسنِ أمُّ السّبائك


http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png


أغلبنا قد أتت عليه سنون ، و هو يُعمل قلمه في صحائف منتداه ، فهل أجال نظره فيما سوّدت يوما يداهُ ، و صعّدَ الفكر فيما أراقتْ مِدادَه يُمناه
فليحتضن مصفوفة الحروف ، و ليَصْرِفْ بصرَه تلقاء وجهِ الحاسوب ، و يقلِّبُ صفحاتِ مخطوطتِه مُدقِّقا و يُصوِّبُ اللُّبَّ فيها مُحقِّقا
و يٌنقِّحُ و يُرجِّح ، و يُصحِّحُ و يُلقِّح
فإنّ المرء قد يَسْطُرُ اليوم ما لا يَرتضيه غدا ، و يَستقبحُ اليومَ ما استحسنه أمسِ

فهي دعوةٌ ، لتجديد البناء ، و استصلاح الفِناء ، فقد يطول بكتابك بعدك البقاء


مامــن كاتــب إلا سيفـــــنى ................... ويُبقِي الدهرُ ماكتَبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يسرُّك في القيامة أن تراه

http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/868183531.png


( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ( 106 ) ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ( 107 ) )

قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية .

وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) أي : ما نمح من آية .

وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) قال : نثبت خطها ونبدل حكمها . حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود .

وقال ابن أبي حاتم : وروي عن أبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، نحو ذلك .

وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك . وقال عطاء : أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن . وقال ابن أبي حاتم : يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها : قبضها . وقال ابن أبي حاتم : يعني : قبضها : رفعها ، مثل قوله : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة . وقوله : " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا " .

وقال ابن جرير : ( ما ننسخ من آية ) ما ينقل من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره ، وذلك أن يحول الحلال حراما والحرام حلالا والمباح محظورا ، والمحظور مباحا . ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة . فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ . وأصل النسخ من نسخ الكتاب ، وهو نقله من نسخة أخرى إلى غيرها ، فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره ، [ ص: 376 ] إنما هو تحويله ونقل عبادة إلى غيرها . وسواء نسخ حكمها أو خطها ، إذ هي في كلتا حالتيها منسوخة . وأما علماء الأصول فاختلفت عباراتهم في حد النسخ ، والأمر في ذلك قريب ; لأن معنى النسخ الشرعي معلوم عند العلماء ، ولخص بعضهم أنه رفع الحكم بدليل شرعي متأخر . فاندرج في ذلك نسخ الأخف بالأثقل ، وعكسه ، والنسخ لا إلى بدل . وأما تفاصيل أحكام النسخ وذكر أنواعه وشروطه فمبسوط في فن أصول الفقه .

وقال الطبراني : حدثنا أبو شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد ، حدثنا أبي ، حدثنا العباس بن الفضل ، عن سليمان بن أرقم ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرءان بها ، فقاما ذات ليلة يصليان ، فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها مما نسخ وأنسي ، فالهوا عنها " . فكان الزهري يقرؤها : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) بضم النون خفيفة . سليمان بن أرقم ضعيف .

[ وقد روى أبو بكر بن الأنباري ، عن أبيه ، عن نصر بن داود ، عن أبي عبيد ، عن عبد الله بن صالح ، عن الليث ، عن يونس وعبيد وعقيل ، عن ابن شهاب ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف مثله مرفوعا ، ذكره القرطبي ] .

وقوله تعالى : ( أو ننسها ) فقرئ على وجهين : " ننسأها وننسها " . فأما من قرأها : " ننسأها " بفتح النون والهمزة بعد السين فمعناه : نؤخرها . قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) يقول : ما نبدل من آية ، أو نتركها لا نبدلها .

وقال مجاهد عن أصحاب ابن مسعود : ( أو ننسئها ) نثبت خطها ونبدل حكمها . وقال عبيد بن عمير ، ومجاهد ، وعطاء : ( أو ننسئها ) نؤخرها ونرجئها . وقال عطية العوفي : ( أو ننسئها ) نؤخرها فلا ننسخها . وقال السدي مثله أيضا ، وكذا [ قال ] الربيع بن أنس . وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) يعني : الناسخ من المنسوخ . وقال أبو العالية : ( ما ننسخ من آية أو ننسئها ) أي : نؤخرها عندنا .

وقال ابن حاتم : حدثنا عبيد الله بن إسماعيل البغدادي ، حدثنا خلف ، حدثنا الخفاف ، عن إسماعيل يعني ابن مسلم عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :

[ ص: 377 ]

خطبنا عمر ، رضي الله عنه ، فقال : يقول الله عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) أي : نؤخرها .

وأما على قراءة : ( أو ننسها ) فقال عبد الرزاق ، عن قتادة في قوله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) قال : كان الله تعالى ينسي نبيه ما يشاء وينسخ ما يشاء .

وقال ابن جرير : حدثنا سواد بن عبد الله ، حدثنا خالد بن الحارث ، حدثنا عوف ، عن الحسن أنه قال في قوله : ( أو ننسها ) قال : إن نبيكم صلى الله عليه وسلم أقرئ قرآنا ثم نسيه .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا ابن نفيل ، حدثنا محمد بن الزبير الحراني ، عن الحجاج يعني الجزري عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : كان مما ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي بالليل وينساه بالنهار ، فأنزل الله ، عز وجل : ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها )

قال أبو حاتم : قال لي أبو جعفر بن نفيل : ليس هو الحجاج بن أرطاة ، هو شيخ لنا جزري .

وقال عبيد بن عمير : ( أو ننسها ) نرفعها من عندكم .

وقال ابن جرير : حدثني يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، عن يعلى بن عطاء ، عن القاسم بن ربيعة قال : سمعت سعد بن أبي وقاص يقرأ : " ما ننسخ من آية أو تنسها " قال : قلت له : فإن سعيد بن المسيب يقرأ : " أو تنسها " . قال : فقال سعد : إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب ، قال الله ، جل ثناؤه : ( سنقرئك فلا تنسى ) [ الأعلى : 6 ] ( واذكر ربك إذا نسيت ) [ الكهف : 24 ] .

وكذا رواه عبد الرزاق ، عن هشيم وأخرجه الحاكم في مستدركه من حديث أبي حاتم الرازي ، عن آدم ، عن شعبة ، عن يعلى بن عطاء ، به . وقال : على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه .

قال ابن أبي حاتم : وروي عن محمد بن كعب ، وقتادة وعكرمة ، نحو قول سعيد .

وقال الإمام أحمد : أخبرنا يحيى ، حدثنا سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : علي أقضانا ، وأبي أقرؤنا ، وإنا لندع بعض ما يقول أبي ، وأبي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، فلن أدعه لشيء . والله يقول : ( ما ننسخ من آية أو ننسأها نأت بخير منها أو مثلها ) .

قال البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى ، حدثنا سفيان ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : قال عمر : أقرؤنا أبي ، وأقضانا علي ، وإنا لندع من قول أبي ، وذلك أن [ ص: 378 ] أبيا يقول : لا أدع شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقد قال الله : ( ما ننسخ من آية أو ننسها )

وقوله : ( نأت بخير منها أو مثلها ) أي : في الحكم بالنسبة إلى مصلحة المكلفين ، كما قال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( نأت بخير منها ) يقول : خير لكم في المنفعة ، وأرفق بكم .

وقال أبو العالية : ( ما ننسخ من آية ) فلا نعمل بها ، ( أو ننسأها ) أي : نرجئها عندنا ، نأت بها أو نظيرها .

وقال السدي : ( نأت بخير منها أو مثلها ) يقول : نأت بخير من الذي نسخناه ، أو مثل الذي تركناه .

وقال قتادة : ( نأت بخير منها أو مثلها ) يقول : آية فيها تخفيف ، فيها رخصة ، فيها أمر ، فيها نهي .

وقوله : ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) يرشد تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء ، فله الخلق والأمر وهو المتصرف ، فكما خلقهم كما يشاء ، ويسعد من يشاء ، ويشقي من يشاء ، ويصح من يشاء ، ويمرض من يشاء ، ويوفق من يشاء ، ويخذل من يشاء ، كذلك يحكم في عباده بما يشاء ، فيحل ما يشاء ، ويحرم ما يشاء ، ويبيح ما يشاء ، ويحظر ما يشاء ، وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه . ولا يسأل عما يفعل وهم يسألون . ويختبر عباده وطاعتهم لرسله بالنسخ ، فيأمر بالشيء لما فيه من المصلحة التي يعلمها تعالى ، ثم ينهى عنه لما يعلمه تعالى . . فالطاعة كل الطاعة في امتثال أمره واتباع رسله في تصديق ما أخبروا . وامتثال ما أمروا . وترك ما عنه زجروا . وفي هذا المقام رد عظيم وبيان بليغ لكفر اليهود وتزييف شبهتهم لعنهم الله في دعوى استحالة النسخ إما عقلا كما زعمه بعضهم جهلا وكفرا ، وإما نقلا كما تخرصه آخرون منهم افتراء وإفكا .

قال الإمام أبو جعفر بن جرير ، رحمه الله : فتأويل الآية : ألم تعلم يا محمد أن لي ملك السماوات والأرض وسلطانهما دون غيري ، أحكم فيهما وفيما فيهما بما أشاء ، وآمر فيهما وفيما فيهما بما أشاء ، وأنهى عما أشاء ، وأنسخ وأبدل وأغير من أحكامي التي أحكم بها في عبادي ما أشاء إذا أشاء ، وأقر فيهما ما أشاء .

ثم قال : وهذا الخبر وإن كان من الله تعالى خطابا لنبيه صلى الله عليه وسلم على وجه الخبر عن عظمته ، فإنه منه تكذيب لليهود الذين أنكروا نسخ أحكام التوراة ، وجحدوا نبوة عيسى ومحمد ، عليهما الصلاة [ ص: 379 ] والسلام ، لمجيئهما بما جاءا به من عند الله بتغير ما غير الله من حكم التوراة . فأخبرهم الله أن له ملك السماوات والأرض وسلطانهما ، وأن الخلق أهل مملكته وطاعته وعليهم السمع والطاعة لأمره ونهيه ، وأن له أمرهم بما يشاء ، ونهيهم عما يشاء ، ونسخ ما يشاء ، وإقرار ما يشاء ، وإنشاء ما يشاء من إقراره وأمره ونهيه .

[ وأمر إبراهيم ، عليه السلام ، بذبح ولده ، ثم نسخه قبل الفعل ، وأمر جمهور بنى إسرائيل بقتل من عبد العجل منهم ، ثم رفع عنهم القتل كيلا يستأصلهم القتل ] .

قلت : الذي يحمل اليهود على البحث في مسألة النسخ ، إنما هو الكفر والعناد ، فإنه ليس في العقل ما يدل على امتناع النسخ في أحكام الله تعالى ; لأنه يحكم ما يشاء كما أنه يفعل ما يريد ، مع أنه قد وقع ذلك في كتبه المتقدمة وشرائعه الماضية ، كما أحل لآدم تزويج بناته من بنيه ، ثم حرم ذلك ، وكما أباح لنوح بعد خروجه من السفينة أكل جميع الحيوانات ، ثم نسخ حل بعضها ، وكان نكاح الأختين مباحا لإسرائيل وبنيه ، وقد حرم ذلك في شريعة التوراة وما بعدها . وأشياء كثيرة يطول ذكرها ، وهم يعترفون بذلك ويصدفون عنه . وما يجاب به عن هذه الأدلة بأجوبة لفظية ، فلا تصرف الدلالة في المعنى ، إذ هو المقصود ، وكما في كتبهم مشهورا من البشارة بمحمد صلى الله عليه وسلم والأمر باتباعه ، فإنه يفيد وجوب متابعته ، عليه السلام ، وأنه لا يقبل عمل إلا على شريعته . وسواء قيل إن الشرائع المتقدمة مغياة إلى بعثته ، عليه السلام ، فلا يسمى ذلك نسخا كقوله : ( ثم أتموا الصيام إلى الليل ) [ البقرة : 187 ] ، وقيل : إنها مطلقة ، وإن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم نسختها ، فعلى كل تقدير فوجوب اتباعه معين لأنه جاء بكتاب هو آخر الكتب عهدا بالله تبارك وتعالى .

ففي هذا المقام بين تعالى جواز النسخ ، ردا على اليهود ، عليهم لعائن الله ، حيث قال تعالى : ( ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير ) الآية ، فكما أن له الملك بلا منازع ، فكذلك له الحكم بما يشاء ، ( ألا له الخلق والأمر ) [ الأعراف : 54 ] وقرئ في سورة آل عمران ، التي نزل صدرها خطابا مع أهل الكتاب ، وقوع النسخ عند اليهود في قوله تعالى : ( كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه ) الآية [ آل عمران : 93 ] كما سيأتي تفسيرها ، والمسلمون كلهم متفقون على جواز النسخ في أحكام الله تعالى ، لما له في ذلك من الحكم البالغة ، وكلهم قال بوقوعه . وقال أبو مسلم الأصبهاني المفسر : لم يقع شيء من ذلك في القرآن ، وقوله هذا ضعيف مردود مرذول . وقد تعسف في الأجوبة عما وقع من النسخ ، فمن ذلك قضية العدة بأربعة أشهر وعشرا بعد الحول لم يجب على ذلك بكلام مقبول ، وقضية تحويل القبلة إلى الكعبة ، عن بيت المقدس لم يجب [ ص: 380 ] بشيء ، ومن ذلك نسخ مصابرة المسلم لعشرة من الكفرة إلى مصابرة الاثنين ، ومن ذلك نسخ وجوب الصدقة قبل مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم وغير ذلك ، والله أعلم .

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-20, 20:01
أحسن الله إليك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-21, 22:21
للرفع ...............

امل ضائع
2016-03-27, 22:13
صدقت اخي...
بارك الله فيك وجزاك كل خير. ..
تحياتي لك اخي

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-03-28, 12:41
; و فيك بارك الرحمن و أحسن الله إليك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-04-13, 15:46
للرفع ........................

*رّيْـــم*
2016-04-13, 18:23
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

احسنت القول اخي وبارك الله فيك ،ان شاء الله ساراقب كل ردودي بما اني عضو جديد

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-01, 23:09
أحسن الله إليك و بارك فيك

اشراقة منارة
2016-05-02, 15:10
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كلامك يخيفني يا اخي انا اكتب هنا وهناك ولا اطلع على كلامي ان شاء الله ساراقب كل كلمة اكتبها واسال الله ان يغفر لي ماكتبت من قبل
وبارك الله فيك موضوع مميز

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-05-02, 17:07
بارك الله فيك و أحسن إليك
آمين ، أسأل الله تعالى أن يثبتنا و إياك بالقول الصادق في الدنيا و الآخرة

abedalkader
2016-06-25, 18:11
السلام1
نعم صدقت في كل حرف جاد به مدادك فهل من مدكر
أغلبنا قد أتت عليه سنون ، و هو يُعمل قلمه في صحائف منتداه ، فهل أجال نظره فيما سوّدت يوما يداهُ ، و صعّدَ الفكر فيما أراقتْ مِدادَه يُمناه
فليحتضن مصفوفة الحروف ، و ليَصْرِفْ بصرَه تلقاء وجهِ الحاسوب ، و يقلِّبُ صفحاتِ مخطوطتِه مُدقِّقا و يُصوِّبُ اللُّبَّ فيها مُحقِّقا
و يٌنقِّحُ و يُرجِّح ، و يُصحِّحُ و يُلقِّح
فإنّ المرء قد يَسْطُرُ اليوم ما لا يَرتضيه غدا ، و يَستقبحُ اليومَ ما استحسنه أمسِ

فهي دعوةٌ ، لتجديد البناء ، و استصلاح الفِناء ، فقد يطول بكتابك بعدك البقاء
الله ينجينا مما تخط ايدينا وتحصد السنتنا
تقبل مروري وتحياتي

sliman rabeh
2016-06-25, 22:04
بارك الله فيكم ونفع بكم كلمات رنانةتقع على الفؤادكوفوع قطرات الماء على الظمآن فترويه بعدعطش وتبعث فيه الحياة من جديد

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-25, 20:04
جزكما المولى خيرا و أحسن إليكما
و بارك فيكما

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-26, 09:36
أحسن الله إليك أخي فتحي
بارك الله فيك على المرور و الدعاء

hayla.star
2016-07-28, 19:39
بارك الله فيك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-29, 08:12
و فيك بارك الرّحمن
شكرا على المرور

اوس9
2016-07-29, 09:09
موضوع جميل شكرا لكم

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-29, 10:22
بارك الله فيك و أحسن إليك

كاتب مستقل
2016-07-29, 20:19
جزاكم الله خيراً ونفعنا الله بعلمكم وبتوضيحكم .

وأسأل الله العظيم أن يرزقنا الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً...

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-07-30, 17:37
بارك الله فيك و أحسن إليك
مشاركة طيبة عطرة

لحن الحياة.
2016-08-14, 16:49
جعله الله في ميزان حسناتك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-14, 23:48
آمين
جزاك الله خيرا

~طَـــمُـــوحْ~
2016-08-17, 14:23
السلام عليكم
لحد الان لازال لدي خطا وحد اريد تصحيحة قبل فوات الاوان

وثائقي
2016-08-19, 17:21
بارك الله فيك وفي طرحك الجميل

شكراً لك

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-22, 15:01
جزاكما الله خيرا و أحسن إليكما و بارك فيكما

رونق البريئة
2016-08-24, 12:01
ما شاء الله بارك الله فيك على الطرح القيم و الأكثر من رائع ,

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-24, 12:37
جزاك الله خيرا و أحسن إليك

zohir2002
2016-08-24, 20:51
ما شاء الله الابداع

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-08-30, 17:28
جزاك الله خيرا و أحسن إليك و بارك فيك
مرور طيب مشكور

سعدية القوية
2016-09-03, 16:52
مشكوووووووووووور

أبوطه الجزائري
2016-10-20, 22:23
جزاك الله خيرا

الفاعل المرفوع
2016-11-01, 19:37
لم يبقى الامر الصحيح من السقيم لقد اختلط الحابل بالنابل .. و معذرة على هذا التعبير.

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-11-02, 12:11
جزى الله خيرا كلّ من أراق على هذه المساحة مداده ، و ترك من الآثار خطى قلمه و سواده
بارك الله فيكم جميعا و سدّد على طريق الحق خطاي و خطاكم
و أحسن الله إليكم

سارة إبراهيم الخليل
2016-11-11, 13:50
و سدّد على طريق الحق خطاي و خطاكم

آمين ،بارك الله فيك

انواراليقين
2016-11-13, 18:54
كلماتكم درر

abedalkader
2016-11-19, 17:36
http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/679347938.png

http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/941065858.png

إذا تقادم الزّمان ، و لم يعد يعجبك رونق المكان ، و لا طلاء تلك الجدران ، ولا بهاء السّقف و الأركان
احتضنتَ قرطاسا و قلما ، و احتسبتَ الأمور جِلاًّ و لمَماً ، و بادرتَ الوقت و لم تؤخّر قدما
ثمّ بعد أيَّام من ذلك ، يتبدّلُ جلُّ ما هنالك ، و يزوغُ البصر لتلك المسالك ، التي تخالها من الحُسنِ أمُّ السّبائك


http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/160755855.png


أغلبنا قد أتت عليه سنون ، و هو يُعمل قلمه في صحائف منتداه ، فهل أجال نظره فيما سوّدت يوما يداهُ ، و صعّدَ الفكر فيما أراقتْ مِدادَه يُمناه
فليحتضن مصفوفة الحروف ، و ليَصْرِفْ بصرَه تلقاء وجهِ الحاسوب ، و يقلِّبُ صفحاتِ مخطوطتِه مُدقِّقا و يُصوِّبُ اللُّبَّ فيها مُحقِّقا
و يٌنقِّحُ و يُرجِّح ، و يُصحِّحُ و يُلقِّح
فإنّ المرء قد يَسْطُرُ اليوم ما لا يَرتضيه غدا ، و يَستقبحُ اليومَ ما استحسنه أمسِ

فهي دعوةٌ ، لتجديد البناء ، و استصلاح الفِناء ، فقد يطول بكتابك بعدك البقاء


مامــن كاتــب إلا سيفـــــنى ................... ويُبقِي الدهرُ ماكتَبت يداهُ
فلا تكتب بكفك غير شيء ................... يسرُّك في القيامة أن تراه

http://www6.0zz0.com/2016/03/19/16/868183531.png


بارك الله فيك ونعم التذكرة هذه يا سلمي

وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
2016-12-24, 09:57
و ذكِّر فإن الذّكرى تنفع المؤمنين

سارة إبراهيم الخليل
2017-01-05, 21:35
للتذكير....

ahmaabid
2017-01-07, 03:22
سبحان الله والحمدلله ولا اله الا الله والله اكبر

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2017-07-05, 19:40
للموعظة و الذكرى