المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبُو العَبَّاس و المَجنُون ، مُتعةُ اللغه و رِقَّةُ الشعر...


ألبْ أرْسَلان
2016-03-10, 14:27
السلام عليكم
لقيَ إمامُ اللُّغه أبو العَباس المبرد و هو في طريقه من البصره إلى بغداد ، أحد المجانين
، فلمَّا اقترب منهُ أنشد يقول ( المجنون ) :


الله يعلمُ أنَّنـــــــي كمــــدُ ** لا استطيعُ أبثُّ ما اجدُ .
روحانِ لي : روحٌ تَملَّكها ** بلدٌ، و أخرى حازَها بلدُ .
و أرى الصباَبَةَ ليس ينفعُها ** صبرٌ ، وليسَ لمِثلِها جلدُ .
و أظنُّ ظاعنَتي كشاهِدتي ** بِمكانِها ، تجدُ الذي أجِدُ .

فقال لهُ أبو العباس : أحسنت يا مجنون .
فغضِبْ ...
واعترفَ أبو العباس المبرد بخطئِه ، و قال المجنون بعدها :

مـا أقتلَ البَينَ للمحبِّ و ما ** أوجعَ قلبَ المُحبِّ بالكًمَدِ .

عرضت نفسي للبلاء وقد ** أسرعَ في مُهجَتي و في كبدي .
يا حسرةً إذ أبيتُ مُعتَقلا ** بينَ اخْتِلاجِ الهمومِ و السَّهَدِ .

قال ابو العباس المبرد : أحسنتَ زدنا ...
فقال المجنون :



إن فتَّشُوني فمُحرَقُ الكبِدِ ** أو كشَّفُوني فناحِلُ الجَسَدِ .
أضعفَ ما بي وزادَنِي ألمًا ** أن لسْتُ أشكو النَّوى إلى أحدِ .


ودارَ بنهما حوار ، ثم طلبَ المجنون من أبي العباس المبرد أن ينشِدهُ فقال ( المبرد ) :


بكيتُ حتى بكى من رحمتي الطَّللُ ** ومن بُكائي بكتْ أعداي ، إذ رحلوا.
يا منزلَ الحي ، أين الحيُّ قد نزلوا ؟ ** نفسي تُساقُ ، إذا ما سيقتِ الإبِلُ .
أنْعِمْ صباحا ، سقاكَ اللهُ من طللٍ ** غيثًا ، و جادَ عليكَ الوابِلُ الهَطِلُ .
سَقْيًا لعَهدِهِم والدَّارُ جامِعَةٌ ** و الشَّملُ مُلتَئِمٌ ، و الحَبْلُ مُتَّصِلُ .
بانُوا ، فبانَ الذي قد كنتُ آمُلهُ ** و البينُ أعظَم ما يُبْلى بهِ الرَّجُلُ .
فالشَّملُ مُفترقٌ ، و القلبُ مُحترقٌ ** و الدَّمعُ مُنسكبٌ ، و الرَّكبُ مُرتَحِلُ .
كأنَّ قَلبِــــــــــــي لمَّا سارَ عيسُهُم ** صبٌّ بهِ دَنَفٌ ، أو شاربٌ ثَمِلٌ .
لمَّا اناخوا قُبيلَ الصبحِ عيسَهم ** و ثوَّروها ، وسَارتْ بالهوى الإبِلُ .
فأرسلت من خلالِ السَّجفِ ناظِرُها ** تَرنُو لي ، و دَمعُ العينِ مُنْهَمِلُ - .
يا حَاديَ العيسْ ، عرِّجْ بي أوَدِّعُهُم ** يا حاديَ العيسْ ، في تَرْحَالِكَ الأجلُ .
إنَّي - واللهِ - لا أنْسَى موَدَّتَهُمْ ** يا ليتَ شعرِي ، لِطُولِ العهدِ ما فعَلوا .
** البيت الاخير فيهِ تعديل ؟؟ .
** نقَلتُ الشعرْ ، واختصَرْتُ النَّثر ، من كتاب : إعلامُ النَّاسِ بما وقعَ للبرامِكه .

ألبْ أرْسَلان
2016-03-10, 21:33
و الأبيـــَات الأخيره المَنسُوبَةِ لأبِي العبَّاس المبرد ، مَنسُوبة أيضا لأحدِ المَجانِين مجزَّأة في كتـــــاب :" المستطرف في كلِّ فنٍّ مستظرف " للأبشيهي .

yamanyy
2016-03-11, 16:46
جميل جداااا
رووووعة

ألبْ أرْسَلان
2016-03-23, 02:50
لــمَّا علمتُ بأنَّ القومَ قدْ رَحلُوا ** ورَاهِبُ الدِّيــــــرِ بالنَّــاقوسِ مُشْتغِلُ .
شبَّكْتُ عُشْري على رأسِي وقلتُ لهُ ** يــا راهِبَ الدِّير ، هلْ مرَّتْ بكَ الإبِلُ ؟
فحنَّ لي و بَكَى ، و رقَّ لي ورثى ** و قالَ لي : يا فَتَى ، ضاقتْ بكَ الحِيَلُ .
إنَّ الخيامَ التي قدْ جئتَ تطْلُبُهمْ ** بالأمسِ كــانوا هُــنا ،و الآن قدْ رَحَلُوا .

NEWFEL..
2016-03-25, 08:50
بارك الله فيك ...........

ألبْ أرْسَلان
2016-03-28, 06:24
بارك الله فيك ...........


وفيك بارك الله ..

ألبْ أرْسَلان
2016-03-28, 06:33
قــــــــال أبو العبَّاسْ المبرد ، قلتُ لمَجنون ، أجِزْ لــــــــي هذا البــــــــــيتْ :


أرَى اليَومَ يومــــًا قدْ تكاثفَ غيْمُهُ *** و إبْراقُهُ ، فاليَومَ لا شَـــكَّ مــاطِرُ .

فقــــــــــــــال :


و قدْ حجَبتْ فــيهِ السَّحائبُ شمْسَهُ *** كـما حجَبتْ وردَ الخدودِ المَعاجِرُ .

وَحْـــ القلَمْ ـــيُ
2016-03-28, 07:52
لــمَّا علمتُ بأنَّ القومَ قدْ رَحلُوا ** ورَاهِبُ الدِّيــــــرِ بالنَّــاقوسِ مُشْتغِلُ .
شبَّكْتُ عُشْري على رأسِي وقلتُ لهُ ** يــا راهِبَ الدِّير ، هلْ مرَّتْ بكَ الإبِلُ ؟
فحنَّ لي و بَكَى ، و رقَّ لي ورثى ** و قالَ لي : يا فَتَى ، ضاقتْ بكَ الحِيَلُ .
إنَّ الخيامَ التي قدْ جئتَ تطْلُبُهمْ ** بالأمسِ كــانوا هُــنا ،و الآن قدْ رَحَلُوا .
هذه جميلة حقا....


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

وبالنسبة للحوار الجميل بينهما ...اظن انه .لو لم تختصر في النثر لكان افضل:d

ألبْ أرْسَلان
2016-03-28, 09:54
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

وبالنسبة للحوار الجميل بينهما ...اظن انه .لو لم تختصر في النثر لكان افضل:d


شكرا لمرورك ...

إنَّما الاخْتِصَار لتَجنُبِ المَللْ ...

kada2000
2016-04-04, 20:28
موضوع جميل شكرا على المرور

papindou
2016-04-05, 01:27
بارك الله فيك