ابو اكرام فتحون
2016-03-02, 07:30
بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرد على المخطئ وبيان الخطأ منهج السلف
يتحامل الكثير من المسلمين - دون تطرقنا الى تفصيل اسباب ذلك - أهو جهل بأصول أهل السنة والجماعة المعروفة لدى سلفنا الصالح و الموضحة من العلماء المعاصرين أم هو إتباع للهوى وتعصب للنفس و الشيوخ ، محاولين بكل جهد و بكل الطرق والوسائل و في كل مجلس و فرصة أن ينسفوا منهج معروف ليس معناه طعنا او غيبة او تنقيبا على الأخطاء أو قصده الإسقاط او التنقص او الاستهزاء او التشنيع او إغاضة لقلوب او او من غير ذلك من العبارات و الاوصاف التي استعملت لتنفير الناس او طمسا لحقيقته ، لكن هيهات .
فالأمر معروف عند علماء السلف والخلف المخلصين الذابين عن حمى الدين والغيورين عليه و الناصحين الصادقين و هو مهم جدا ألا هو الرد على المخطئ ، ردا علمياً محضاً بالدليل من الكتابِ والسُّنة وأقوالِ أئمة العلم والإيمان والدين.
فهو من النصح و إحقاق للحق و حفظا للدين .
و الرد على المخالف من طريقة أهل السنة والجماعة.. ولا يتولى هذا إلا أهل العلم و البصيرة الذين يحسنون الرد بالدليل ويعرفون الشبه ويعرفون الباطل .
و لاتثريب على من ينقل تلك الردود الى الناس من اقوال أهل العلم في مختلف المسائل حتى يعرف الصحيح من الخطأ و الحق من الباطل
و إلا فما فائدة ردود العلماء على الأخطاء و المخطئين أو المخالفين و حتى على المدلسين أو المظلين أو الكذابين ، اقول ما فائدة تلك الردود إذن إن لم تنقل الى الناس ليتبيوا ويحترسوا ويتيقنوا ؟
و أسوق لكم كلام عالم، الشيخ عبيد الجابري حفظه الله الذي يقرر فيه منهج السلف في الرد على المخطئ من أهل السنة خلافا لمن يجعل ذلك من الاستخفاف والطعن في العلماء!!
و الله من وراء القصد.
يقول السائل: بارك الله فِيكم, يقولُ السائِل:
هُناك من يرى عدم الرَّد عَلَنًا على المخطئ من المنتسبين للسلفية، بحجة أن له جهودٌ في الدعوة، وبحجة عدم تفرقة الصفِّ السلفي، فما قولكم - حفظكم الله -؟
الجواب:
الصف السلفي من هو؟ ما معنى الصف السلفي؟ الصف السلفي له علامات:
العلامةُ الأولى: التمسّك بالكتابِ والسنة وعلى فهمِ السلف الصالح.
العلامةُ الثانية: بيان السُّنة ومنهج الحق علمًا وتعليمًا، ودعوةِ الناس إليه.
العلامةُ الثالثة: إنكار المنكر، فلا يقبلون المنكرَ بِحَال.
العلامةُ الرابعة: ردُّ المخالفات التي ليست من مسارح الاجتهاد وموارد النزاع، ردُّها بالدليل من الكتابِ والسُّنة وأقوالِ أئمة العلم والإيمان والدين.
ثُمَّ إن كانت هذه المخالفة علنية منشورة في كتاب أو في أشرطة أو في تدريس فإنه يُسلك نفس المسار، لأنَّ الغرض تصفية التَّدين الحق من شائبة البدعة وإن كانت في مجلسٍ خاص وثبتت تُرد بمسار ضيق في حدوده، فإِذَا نَقَلَ بكرٌ عن سعيد مخالفة ليس فيه مجال للاجتهاد، وبكرٌ عندي هذا ثقة، أقول له: هذا خطأ، وأُبيِّن مخالفته بالدليل من الكتاب والسُّنة وعلى وفق فهم السلف الصالح.
وبهذا تعلمون عدة مخالفات في هذه المقولة؛
المخالفة الأولى:
مخالفة الكتاب والسنة، فمن السنة المتواترة ما أخرجه البخاري وغيره عن عائشة – رضي الله عنها - تلا رسول الله - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ [آل عمران : 7] الآية، قال: ((فإِذَا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ فأولئك الذين سَمَّى الله فاحذروهم))، وأخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وحسَّنه البغوي في شرح السُّنة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - قال: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) وتواترت السنة بالتحذير من الخوارج والتحذير من فرق الضلال، منها: حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، وهو صحيح بمجموع طرقه، قال - صلَّى الله عليهِ وسلَّم -: ((وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟، قال: الجماعة))، قال العلماء : "الجماعة ما وافق الحق" فإنك أنت الجماعة وحدك، هذا قول علمائنا - الجماعة ما وافق الحق -، وإن كان وحده فإنَّه هو الجماعة.
الأمر الثاني:
أنَّ أهل السُّنة مُجمعون على التحذير من المخالفة والمُخالف من أهل البدع، والردِّ على المخالف ولو كان من أهل السُّنة، كتبهم معروفة قد ذكرت لكم شيئًا من ذلك.
وبهذا تعلمون أنَّ هذا الشخص - قائل هذه المقولة - إمَّا أنه جاهل وليس عنده فرقان بين الناس، وإمَّا أنه على قاعدةِ المعذرةِ والتعاون عمليًا، وإن كان يمقُتها ويمقت أهلها ويشنِّع عليهم من حيث النَّظر؛ لكنَّه عملي هو يطبِّقُها شاءَ أم أَبَى. نعم.
انتهى الجواب.
فالشيخ لم يفرق بين العالم وطالب العلم وغير ذلك، بل نظر إلى المخالفة
و أن الأمر ليس من الاجتهاد، وأن الغرض تنقية الدين.
و الله أعلم
- كتبته بتصرف -
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرد على المخطئ وبيان الخطأ منهج السلف
يتحامل الكثير من المسلمين - دون تطرقنا الى تفصيل اسباب ذلك - أهو جهل بأصول أهل السنة والجماعة المعروفة لدى سلفنا الصالح و الموضحة من العلماء المعاصرين أم هو إتباع للهوى وتعصب للنفس و الشيوخ ، محاولين بكل جهد و بكل الطرق والوسائل و في كل مجلس و فرصة أن ينسفوا منهج معروف ليس معناه طعنا او غيبة او تنقيبا على الأخطاء أو قصده الإسقاط او التنقص او الاستهزاء او التشنيع او إغاضة لقلوب او او من غير ذلك من العبارات و الاوصاف التي استعملت لتنفير الناس او طمسا لحقيقته ، لكن هيهات .
فالأمر معروف عند علماء السلف والخلف المخلصين الذابين عن حمى الدين والغيورين عليه و الناصحين الصادقين و هو مهم جدا ألا هو الرد على المخطئ ، ردا علمياً محضاً بالدليل من الكتابِ والسُّنة وأقوالِ أئمة العلم والإيمان والدين.
فهو من النصح و إحقاق للحق و حفظا للدين .
و الرد على المخالف من طريقة أهل السنة والجماعة.. ولا يتولى هذا إلا أهل العلم و البصيرة الذين يحسنون الرد بالدليل ويعرفون الشبه ويعرفون الباطل .
و لاتثريب على من ينقل تلك الردود الى الناس من اقوال أهل العلم في مختلف المسائل حتى يعرف الصحيح من الخطأ و الحق من الباطل
و إلا فما فائدة ردود العلماء على الأخطاء و المخطئين أو المخالفين و حتى على المدلسين أو المظلين أو الكذابين ، اقول ما فائدة تلك الردود إذن إن لم تنقل الى الناس ليتبيوا ويحترسوا ويتيقنوا ؟
و أسوق لكم كلام عالم، الشيخ عبيد الجابري حفظه الله الذي يقرر فيه منهج السلف في الرد على المخطئ من أهل السنة خلافا لمن يجعل ذلك من الاستخفاف والطعن في العلماء!!
و الله من وراء القصد.
يقول السائل: بارك الله فِيكم, يقولُ السائِل:
هُناك من يرى عدم الرَّد عَلَنًا على المخطئ من المنتسبين للسلفية، بحجة أن له جهودٌ في الدعوة، وبحجة عدم تفرقة الصفِّ السلفي، فما قولكم - حفظكم الله -؟
الجواب:
الصف السلفي من هو؟ ما معنى الصف السلفي؟ الصف السلفي له علامات:
العلامةُ الأولى: التمسّك بالكتابِ والسنة وعلى فهمِ السلف الصالح.
العلامةُ الثانية: بيان السُّنة ومنهج الحق علمًا وتعليمًا، ودعوةِ الناس إليه.
العلامةُ الثالثة: إنكار المنكر، فلا يقبلون المنكرَ بِحَال.
العلامةُ الرابعة: ردُّ المخالفات التي ليست من مسارح الاجتهاد وموارد النزاع، ردُّها بالدليل من الكتابِ والسُّنة وأقوالِ أئمة العلم والإيمان والدين.
ثُمَّ إن كانت هذه المخالفة علنية منشورة في كتاب أو في أشرطة أو في تدريس فإنه يُسلك نفس المسار، لأنَّ الغرض تصفية التَّدين الحق من شائبة البدعة وإن كانت في مجلسٍ خاص وثبتت تُرد بمسار ضيق في حدوده، فإِذَا نَقَلَ بكرٌ عن سعيد مخالفة ليس فيه مجال للاجتهاد، وبكرٌ عندي هذا ثقة، أقول له: هذا خطأ، وأُبيِّن مخالفته بالدليل من الكتاب والسُّنة وعلى وفق فهم السلف الصالح.
وبهذا تعلمون عدة مخالفات في هذه المقولة؛
المخالفة الأولى:
مخالفة الكتاب والسنة، فمن السنة المتواترة ما أخرجه البخاري وغيره عن عائشة – رضي الله عنها - تلا رسول الله - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ﴾ [آل عمران : 7] الآية، قال: ((فإِذَا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ فأولئك الذين سَمَّى الله فاحذروهم))، وأخرج مسلم في مقدمة صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - وحسَّنه البغوي في شرح السُّنة أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليهِ وسلَّم - قال: ((سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي أُنَاسٌ يُحَدِّثُونَكُمْ مَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ)) وتواترت السنة بالتحذير من الخوارج والتحذير من فرق الضلال، منها: حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة، وهو صحيح بمجموع طرقه، قال - صلَّى الله عليهِ وسلَّم -: ((وستفترق هذه الأمة على ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلُّها في النار إلا واحدة قالوا: من هي يا رسول الله؟، قال: الجماعة))، قال العلماء : "الجماعة ما وافق الحق" فإنك أنت الجماعة وحدك، هذا قول علمائنا - الجماعة ما وافق الحق -، وإن كان وحده فإنَّه هو الجماعة.
الأمر الثاني:
أنَّ أهل السُّنة مُجمعون على التحذير من المخالفة والمُخالف من أهل البدع، والردِّ على المخالف ولو كان من أهل السُّنة، كتبهم معروفة قد ذكرت لكم شيئًا من ذلك.
وبهذا تعلمون أنَّ هذا الشخص - قائل هذه المقولة - إمَّا أنه جاهل وليس عنده فرقان بين الناس، وإمَّا أنه على قاعدةِ المعذرةِ والتعاون عمليًا، وإن كان يمقُتها ويمقت أهلها ويشنِّع عليهم من حيث النَّظر؛ لكنَّه عملي هو يطبِّقُها شاءَ أم أَبَى. نعم.
انتهى الجواب.
فالشيخ لم يفرق بين العالم وطالب العلم وغير ذلك، بل نظر إلى المخالفة
و أن الأمر ليس من الاجتهاد، وأن الغرض تنقية الدين.
و الله أعلم
- كتبته بتصرف -