عبد الباسط آل القاضي
2016-03-01, 09:50
مختاراتٌ _ من قرآءاتي :
قال ابن العربي * في كتابه العواصم :
( فأجتمعتُ بأبي الفتح -العكيِّ وكان رأس الإمامية- في مجلسه وأنا ابن العشرين ، فلما رآني صغير السن كثير العلم متدرباً ولع بي ، وفيهم -لعمر الله ، وإن كانوا على باطل- انطباعُ وإنصافٌ وإقرارٌ بالفضل إذا ظهر ، فكان لا يفارقني ، ويساومني في الجدال ولا يفاترني ، فتكلمتُ على مذهب الإمامية والقول بالتعليم من المعصوم بما يطول ذكره .
ومن جملة ذلك أنهم يقولون : إن لله في عباده أسراراً وأحكاماً والعقل لا يستقل بدركها ، فلا يُعرفُ ذلك إلا من قبل إمام معصوم ، فقلتُ لهم : أمات الإمام المبلغ عن الله لأول ما أمره بالتبليغ أم هو مخلد ؟ فقال لي : مات ، - وليس هذا مذهبه ولكنه تستر معي ، فقلتُ : هل خلفه أحد ؟ فقال : خلفه وصيه علي ، قلت : فهل قضى بالحق وأنفذه ؟ قال : لم يتمكن لغبة المعاند ، قلت : فهل أنفذه حين قدر ؟ قال : منعته التقية ولم تفارقه إلى الموت ، إلا أنّها كانت تقوى تارةً وتضعف تارة أخرى ، فلم يمكن إلا المداراة لئلا تنفتح عليه أبواب الاختلال ، قلت : وهذه المدارة حق أم لا ؟ فقال : باطل أباحته الضرورة ، قلتُ : فأين العصمة ؟ قا ل : إنما تغني العصمة مع القدرة ، قلت : فمن بعده إلى الآن وجدوا القدرة أم لا ؟ قال : لا ، قلت : فالدين مهمل ، والحق مجهول مخمل ؟ قال : سيظهر ، قلت : بمن ؟ قال : بالإمام المنتظر ، قلت : لعله المسيح الدجال ، فما بقي أحدٌ إلا ضحك .
وقطعنا الكلام على غرض مني لأني خفت أن ألجمهُ فينتقم مني في بلاده ) أهــ
هذا في ص 171 من كتاب العواصم من القواصم ، يصف فيه رحلته الى الشرق .
*القاضي أبو بكر بن العربي الإشبيلي المالكي الحافظ عالم أهل الأندلس ومسندهم، وهو غير محي الدين بن عربي الصوفي - من حفاظ الحديث.
قال ابن العربي * في كتابه العواصم :
( فأجتمعتُ بأبي الفتح -العكيِّ وكان رأس الإمامية- في مجلسه وأنا ابن العشرين ، فلما رآني صغير السن كثير العلم متدرباً ولع بي ، وفيهم -لعمر الله ، وإن كانوا على باطل- انطباعُ وإنصافٌ وإقرارٌ بالفضل إذا ظهر ، فكان لا يفارقني ، ويساومني في الجدال ولا يفاترني ، فتكلمتُ على مذهب الإمامية والقول بالتعليم من المعصوم بما يطول ذكره .
ومن جملة ذلك أنهم يقولون : إن لله في عباده أسراراً وأحكاماً والعقل لا يستقل بدركها ، فلا يُعرفُ ذلك إلا من قبل إمام معصوم ، فقلتُ لهم : أمات الإمام المبلغ عن الله لأول ما أمره بالتبليغ أم هو مخلد ؟ فقال لي : مات ، - وليس هذا مذهبه ولكنه تستر معي ، فقلتُ : هل خلفه أحد ؟ فقال : خلفه وصيه علي ، قلت : فهل قضى بالحق وأنفذه ؟ قال : لم يتمكن لغبة المعاند ، قلت : فهل أنفذه حين قدر ؟ قال : منعته التقية ولم تفارقه إلى الموت ، إلا أنّها كانت تقوى تارةً وتضعف تارة أخرى ، فلم يمكن إلا المداراة لئلا تنفتح عليه أبواب الاختلال ، قلت : وهذه المدارة حق أم لا ؟ فقال : باطل أباحته الضرورة ، قلتُ : فأين العصمة ؟ قا ل : إنما تغني العصمة مع القدرة ، قلت : فمن بعده إلى الآن وجدوا القدرة أم لا ؟ قال : لا ، قلت : فالدين مهمل ، والحق مجهول مخمل ؟ قال : سيظهر ، قلت : بمن ؟ قال : بالإمام المنتظر ، قلت : لعله المسيح الدجال ، فما بقي أحدٌ إلا ضحك .
وقطعنا الكلام على غرض مني لأني خفت أن ألجمهُ فينتقم مني في بلاده ) أهــ
هذا في ص 171 من كتاب العواصم من القواصم ، يصف فيه رحلته الى الشرق .
*القاضي أبو بكر بن العربي الإشبيلي المالكي الحافظ عالم أهل الأندلس ومسندهم، وهو غير محي الدين بن عربي الصوفي - من حفاظ الحديث.