أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-02-27, 20:30
بـــــسم الله الرحمن الرحيـــــم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا ما اخترت إفادتكم به اليوم ، و هو مفيد إن شاء الله
ذكر كاتب الليث عن هقل عن الأوزاعي أنه وعظهم فقال في موعظته :
أيها الناس تقووا بهذه النعم التي اصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، فإنكم في دار الثواء فيها قليل وأنتم فيها مُرجَون خلائف من بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا انفعها وزهرتها ، فهم كانوا أطول منكم أعماراً ، وأمد أجساماً ، وأعظم آثاراً ، فقطعوا الجبال وجابوا الصخور ، ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد وأجسام كالعماد ، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مددهم وعفت آثارهم ، وأخوت منازلهم ، وأنْست ذكرهم ، فما تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزاً ، كانوا يلهون آمنين لبيات قوم غافلين أو لصباح قوم نادمين ، ثم انكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتاً من عقوبة الله فأصبح كثير منهم في دارهم جاثمين ، وأصبح الباقون ينظرون في آثارهم نقمة وزوال نعمة ومساكن خاوية ، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وعبرة لمن يخشى ، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص ودنيا مقبوضة وزمان قد ولى عفوه وذهب رخاوه ، فلم يبق منه إلا حمأة شر وصبابة كدر وأهاويل عبر ، وعقوبات غير ، وإرسال فتن ،وتتابع زلازل ، و رَذَلَةٍ خُلْفٌ ، بهم ظهر الفساد في البر والبحر ، و لا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل ، وغره طول الأجل ، وتبلغ بطول الأماني ،
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى إنذاره ، وعقل بشراه ، فمهّد لنفسه .
عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين ( 132 ) ط : دار ابن الجوزي 2006 م / 1427 هـ
لابن قيم الجوزية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا ما اخترت إفادتكم به اليوم ، و هو مفيد إن شاء الله
ذكر كاتب الليث عن هقل عن الأوزاعي أنه وعظهم فقال في موعظته :
أيها الناس تقووا بهذه النعم التي اصبحتم فيها على الهرب من نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة ، فإنكم في دار الثواء فيها قليل وأنتم فيها مُرجَون خلائف من بعد القرون الذين استقبلوا من الدنيا انفعها وزهرتها ، فهم كانوا أطول منكم أعماراً ، وأمد أجساماً ، وأعظم آثاراً ، فقطعوا الجبال وجابوا الصخور ، ونقبوا في البلاد مؤيدين ببطش شديد وأجسام كالعماد ، فما لبثت الأيام والليالي أن طوت مددهم وعفت آثارهم ، وأخوت منازلهم ، وأنْست ذكرهم ، فما تحس منهم من أحد ولا تسمع لهم ركزاً ، كانوا يلهون آمنين لبيات قوم غافلين أو لصباح قوم نادمين ، ثم انكم قد علمتم الذي نزل بساحتهم بياتاً من عقوبة الله فأصبح كثير منهم في دارهم جاثمين ، وأصبح الباقون ينظرون في آثارهم نقمة وزوال نعمة ومساكن خاوية ، فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم وعبرة لمن يخشى ، وأصبحتم من بعدهم في أجل منقوص ودنيا مقبوضة وزمان قد ولى عفوه وذهب رخاوه ، فلم يبق منه إلا حمأة شر وصبابة كدر وأهاويل عبر ، وعقوبات غير ، وإرسال فتن ،وتتابع زلازل ، و رَذَلَةٍ خُلْفٌ ، بهم ظهر الفساد في البر والبحر ، و لا تكونوا أشباهاً لمن خدعه الأمل ، وغره طول الأجل ، وتبلغ بطول الأماني ،
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن وعى إنذاره ، وعقل بشراه ، فمهّد لنفسه .
عدة الصابرين و ذخيرة الشاكرين ( 132 ) ط : دار ابن الجوزي 2006 م / 1427 هـ
لابن قيم الجوزية