مشكلتي
2016-02-25, 04:31
السلام عليكم
مضى اسبوع ملي كتبت موضوع الغربة حبيت نكتب للناس اللي نصحوني واللي ردو على موضوعي.
أولا نشكر كل من شارك بدون إستثناء، حقا خليتوني نتفكر الجو الإجتماعي في الجزائر، راني كل ما نزيد نعيش كثر كل ما تتبدل نظرتي للكثير من الامور. لحد الآن مازال مشفتش مجتمع في حياتي كيما المجتمع الجزائري. في احد الايام سافرت مع أصدقائي في الجامعة إلى باريس، مررنا باحد المطاعم ودخلنا حتى سمعتهم يهدرو باللهجة الجزائرية، فالاول ماحبيتش نقولهم بلي انا جزائري لاني غالبا منحبش نخالط ناس منعرفهمش خاصة الشباب اللي في مقتبل العمر بعد بعض التجارب اللي صراتلي في بداية مشواري في الغربة. المهم كي كملنا كلينا ترددت رحت وليت درت روحي هذاك وين سمعتهم يهدرو، او سلمت عليهم قتلهم انا جزائري، رحبو بيا ترحيب مننساهش، او حلفوني بش نولي دايما ناكل ثما مجانا مع اصدقائي او ردولي دراهمي بالسسيف حتى حشمت. مرت الايام او كانو دايمن يتصلو بيا او يزعفو إذا مرحتش ثما، صحابي إنخلعو قالولي بالكلمة الواحدة ماكناش عارفين بلي ناس كيما هاذوما كاينين في العالم، طبعا هما غربيين كل شيء عندهم فيه حسابو حتى لوكان واحد يشري أي شيء للجماعة يحسبها ولازم بعدها نتقاسمو. واحدة كانت معنا من سويسرا البلد المشهور بالثروة والرفاهية لكل مواطنيه قاتلي حتى لوكان نجوز على كل المطاعم السويسرية في باريس، انا متاكدة واحد ماراح ينقصلي اورو رغم كل مايملكونه.
مجددا شكرا لكل من أخذ الوقت ليجيب حبيت برك نوضح امور ربما لم أشرحها كما ينبغي، وحبيت نعطي رايي لبعض من شارك في الموضوع.
اولا وربما اهم شيء، مسألة الإيمان والإلحاد. هذا شيء بكل صراحة شخصيا نتجنب الكلام فيه مع المسلمين لاني نخاف اني نكون سبب في ضلال احدهم. لهذا عندما اتكلم عن الموضوع نحب نلمح للامر فقط دون تفاصيل، انا شفت بلي هذا الامر اثر علي نفسيا بشكل كبير جدا ومنحبش هذا الشي يمر بيه اي واحد، كذلك خايف انا يجي نهار نهتدي لليقين من جديد ونخلي ناس من ورائي متتشككين من ما شاركت معهم. عندما عدت للجزائر كنت مع واحد متمكن فالدين او شاركت معاه بعض الاراء الجدلية في الدين والآن حسيتو تبدل شوية في افكارو من واش ولا ينشر في الفايسوك حتى إظطريت نكذب عليه نقولو بلي صبت بلي انا كنت غالط بش مايكونش عليه حتى تأثير مني. شخصيا اؤمن بحرية التدين والإختيار لكني لا اريد ان اكون السبب في تغيير وجهة نظر الناس لاني اعلم اني انا شخصيا جاهل بالكثير جدا من الاشياء في كلا الامرين، الدين والعلم. كما انني صرت اميل كثيرا لقراءة كتب الملحدين و مشاهدة مناظرتهم، ثم اطلع على الكتب او المقالات الي فيها الرد للعلماء المسلمين لاثبت لنفسي اني على حق في إتباع دين الإسلام، وعلى النقيض نقرى مقتفطات من كتب الدين، وردود الملحدين.
كما اني اعلم ان هذا الشيء قد يكون خاطئ من وجهة نظر إسلامية، بحثت في بعض مواقع الفتوى عن حكم قراءة مثل هذه الكتب واغلب الشيوخ يجمعون على تحريمها لغير المتمكن. لكن في حالتي الشخصية، وليت نشوف في روحي بلي خلاص لا مجال للعودة، خاصة اني كنت مثلا عندما ننصح احدهم بقراءة القرآن يردلي لا بأس لكن هل انت ستقرأ الكتاب كذا وكذا في الإلحاد، كنت دايما نحب نبين بلي انا لست مسلم عن جهل مالا جامي رفضت مثل هذا الطلب كما انه من العدل ان اقرأ ما يعتقده، مادام انا ايضا اريده ان يقرأ على الإسلام. بعد ان تفتح عقلك للافكار التي تنافي عقيدتك جامي راك راح ترتاح روحيا إلا إذا تيقنت بالدليل ان هذي المعتقدات خاطئة، و انا شخصيا لا اؤمن بالقول السائد، لا تسأل كثيرا فقط آمن، هذا بالذات من الأشياء اللي تخليني نتسائل لماذا بعض الناس لا يريدون انك تتسائل في الدين، رغم ان الإسلام دين يشجع على التفكر وإعمال العقل.
حاولت نذكر ادنى التفاصيل من دون اللجوء إلى الأسماء و المعتقدات. بكل صراحة حياتي حاليا نقدر نقول لم يعد لها معنى، ماديا تحسنت بشكل ملحوظ، لكن الرغبة في العيش بالنسبة إلي نقصت بشكل ملحوظ جدا. بكل صراحة كرهت هذي الحياة. كرهت اني لازم نمثل روحي دور السعيد في الغربة اللي البعض يتمنى مكانوا، كرهت الكلام مع من كانو من المقربين واليوم يوميا نشوف في كلامهم نوع من الغيرة. غيرة من ماذا؟ انا متيقن لوكان اي واحد يقدر يعيش يوم واحد من حياتي ويحس باللي راني نحس بيه الداخل في قلبي يحمد ربي على الموضع اللي راه فيه.
من هنا نوجه رسالة لك اخي/اختي لكل من يظن انو حياتو رايحة تكون اكثر سعادة إذا هو إمتلك قدر اكبر من المال خليني نكون عبرة ليك، خليني نكون دليل حي، مانيش نثبط فيك عن السعي في هذي الحياة بالعكس، انا من المشجعين لفكرة السعي والتغيير الإيجابي، لكن لكل من مازال يربط اهدافه في الحياة بالماديات او آنو هو يكون مع الفتاة الجميلة، او إذا هي صابت هذاك الرجل الوسيم و الغني، او إذا كان مفهومك للسعادة هو القدرة على إمتلاك مختلف الاشياء او القدرة على السفر للدول الاجنبية. اليوم عمري 21 سنة، لست غنيا على الإطلاق بالمقارنة مع المجتمع اللي راني فيه، لكن الحمد لله ماديا راني افظل مما كنت عشرات الاضعاف، مع كل هذه الاشياء، راني هنا اليوم انا نحكيلك همي، صدقني اني فكرت مرات عديدة اني ننهي حياتي، ثم نتفكر العائلة، نتفكر الالم الكبير اللي راح نخليه. الحمد لله على كل حال، تحسنت حالتي النفسية مقارنة مع بعض الفترات السابقة، رغم انو مازال يجيني نوبات شعور بالحزن الشديد تقريبا كل يوم ويولي تفكيري للحياة كلو سلبي جدا، حتى الطبيبة النفسانية فالجامعة اخبرتني انه يمكن انني اعاني بما يعرف بال Manic Depression or Bipolar Disorder وهو مرض نفسي يعاني به الكثير من الناس فالغرب. اين يصبح المزاج يتغير بشكل مفاجئ، بين سعادة ونشوة مؤقتة إلى الشعور بالكآبة والوحدة وفقدان الرغبة في الإستمرار..
حبيت نوضح ايضا شيء عن الفتاة اللي كنت نعرفها، هي بكل صراحة فتاة جميلة جدا، اتذكر مرة امي كانت جالسة ورائي وشافت بعض الصور تعها في حاسوبي زعفت بزاف ظنا منها اني مع فتاة من الخارج، كذبت عليها قلتلها هي مجرد فتاة لا تربطني علاقة بها. المهم كي كنت معاها كنت دايما نحس روحي غير آمن وكانت غيرتي عليها تؤثر على علاقتنا، منعتها من ابسط الاشياء وكنت نقولها إذا مادارتش واش كنت نقول نتفارقو، بعدها توقفنا عن الكلام مثل ما ذكرت في الموضوع السابق، ولم اكلمها على الإطلاق. لكن عادت هي للحديث معي وانا بصراحة كنت ومازلت دايرها في بالي لكن اردت إتخاذ طريق الحلال ولم اخبرها ولم اعدها بشيء. لكن هذه المرة كي ولات تهدر معايا ماوليناش نهدرو كاننا في علاقة كيما كنا، ووليت نحس انها تبدلت بزاف، كل كلامها تقريبا معي نحس بلي هي حابتني نغير منها، ولات تقولي جاو خطبوني وجا فلان طلبني في الجامعة ورفضت وجا هذا وجا هذاك... انا اعلم انها صادقة في كلامها لاني حتى كي كنت معاها في الجامعة كانو يجيوها طلبات اسبوعيا تقريبا لخطبتها وكنت نلومها رغم انها ليس لها اي يد في الامر. كي شفت روحي منيش قادر على خطبتها انذاك تركتها وتركت انانيتي، محبيتش نخليها معلقة بسببي. رغم ذلك وليت نحس بلي هي ولات تلومني، كي تهدر معايا تقولي علاش سافرت، رغم انني فهمتها من قبل، ثم تقولي لا باس لست مهتمة بالامر من الاساس، تضرب اسابيع تعاود ترجع تقولي علاش خليتني ورحت، وتسقسيني إذا تعرفت على اي واحدة هنا، هذا هو جل حديثنا، مع الكل المشاكل اللي راني فيها، هي لا تعلم شيئا واعلم انها لن تتفهم وضعي حتى لو اخبرتها، كل حديثها ان فلان وعلان جا خطبها وهي رفضت، انا شخصيا لا ابدي لها رأيا في ذلك، ولم اعد اتدخل في شؤونها. لكن مازلت نتفكر انو هي لم تكف عن البكاء امامي كي سمعت اني ساسافر وقاتلي حابة نسناك، كنت حاب اني نعاود نولي ليها بعد مانستقر فالغربة ومنذ سنتين مادرت في بالي حتى فتاة اخرى رغم الوسط اللي راني فيه، لكن وليت نشوف بلي عقليتها تبدلت بزاف، وبانها لن تكون بقدر المسؤولية والتفهم اللي انا راني حاب، رغم هذا حاليا مازلت داير في بالي اني يمكن نعاود نولي ونخطبها إذا قعدت عزباء لكني لم أرد أن أخبرها وخليتلها المساحة حتى لا أؤثر في قرارتها.
كي نكتب هنا نحس روحي مرتاح بعض الشيء رغم اني اكتب لأناس منعرفهمش، مكانش هنا اي صديق نقدر نهدر معاه في امور شخصية هكا، الكل منغمس في نفسه وفي حياته، احيانا من شدة الم الغربة ننعزل عن الجميع نطلع للسطح تع العمارة ونقعد ثما وحدي نشوف فالسماء والنجوم، ننسى البرد وننسى روحي طول الليل حتى تشرق الشمس ونشوف بلي الناس بدات تستيقظ للعمل وبدات الحركة من جديد. وليت نحب ونكره العزلة في نفس الوقت، حتى عائلتي لاحظو اني ماوليتش إجتماعي كيما كنت، او وليت منحبش نهدر بزاف.
بعض الردود التي لفتت إنتباهي الاخت نعمة الله، صدقيني هذيك اكبر مخاوفي كي راني هنا. انو لا قدر الله واحد من افراد العائلة كاش ميصرالو وانا بعيد... هذي اول حاجة جاتني في بالي لما سافرت اول مرة ووصلت وخرجت من المطار، ثما وليت نقول ماذا لو امي...منقدرش نتخايل هذا السيناريو وعلابالي لا طاقة لي لتحمل هذا الشيء، نحييك على صبرك. حقا ردك في الصميم، كلش كاين وكلش ماكاش، حسيت بلي فقط اللي عاش الغربة يقدر يفهمني.
اخي Musliman صح قستني بزاف بهدرتك، فعلا الحياة فيها تضحيات انا شخصيا هذاك هو المصير اللي كنت خايف منو، اني نكمل حياتي مهمش بدون عمل خاصة اني لا اطيق مجال التعليم، خممت نروح للجيش بعد الحصول على البكالوريا فقط بش نظمن على الاقل منصب، لكن الآن راني نحمد ربي اني تجنبت هذيك الطريق لاني اعلم انها لا تناسبني، وكذلك عندي صديق عزيز عليا إختار الجيش وشفت من تجربتو، رغم انه لاباس عليه، انني درت الإختيار الصائب كي إخترت الجامعة.
مانهدروش على الاعياد وخاصة رمضان... اسوء فترة يمكن جوزتها في الغربة وحدي هي رمضان. التعري في الصيف، إنعدام الجو العائلي بعيد على داركم وخاصة يماك اللي كانت تتهلى فيك، ماكاش هذيك الفرحة تع بعد الإفطار، ماكاش النشوة تع الصيام، ماكاش الجو هذاك تع السهرة الرمضانية، ماكاش مسجد قريب تريح فيه، بصراحة رمضان هنا مؤلم جدا يجعلك تشعر بإشتياق وحنين للاهل والاصدقاء والمكان اللي تربيت فيه. كذلك لم تصبح عندي حتى شهية او رغبة في الاكل، الايام الاولى كنت نطيب وناكل مليح ثم اهملت كل شيء وليت ما نطيب ما ناكل، غير نجوز بواش صبت.
كل هذا او كي ندخل للإنترت نصيب رسائل من عند اصدقائي يقولولي "راك في نعمة صحبي راهي عندنا واحد السخانة هنا" صدقني تحب تجهل.
بالتوفيق لك يا اخي Musliman نتمنالك كل خير في حياتك.
اخي sadako نشكرك بزاف بزاف على طلبك للنقاش والحوار، لكن للاسف، للاسباب اللي ذكرتها في بداية الموضوع لا اريد إشراكك في الامر. كما اني نطمأنك اني حاليا صبت شاب دكتور استرالي مسلم رائع جدا متمكن في الجانب الديني والعلمي وهو كان في نفس إختصاصي تقريبا لذا يتفهمني، شخص نقدر نهدر معاه بحرية ونشاركو كل تساؤلاتي لانو اخبرني انو عاش نفس تجربتي تقريبا، طلبته في الامر وصارحته بموقفي وهو قبل انو يحدثني في ال***** من حين لآخر، نهدرو نطرحلو تساؤلات، ثم يجاوب بواش يعرف ويقولي اقرا هذا النص وشاهد هذا الفيديو وهكذا... تكلمنا مرتين فقط لإنشغاله الشديد في بحوثه وعمله. مازلت يعني في البداية ومازال عندي الكثير من الشكوك والتساؤلات، حتى انو هو اخبرني ان الامر قد يطول وانه قد لا يكون له من العلم ما يكفي ليجيبني، لكني متفائل، على كل حال إذا حبيت تتواصل للحديث في امور عامة بعيدة عن الدين فمرحبا بك يا اخي.
مايسترو عمران ورجل من هذا الزمان، دائما راني نبحث على بعض العلماء المسلمين اللي متمكنين من العلم ويقدرو يجادلو بالمنطق والحمد لله كاينين البعض هكا، عن الشيخ احمد ديدات رحمه الله، هو كان نابغة في كتاب الإنجيل وفي حواره مع المسيحين، سمعتلو كثيرا كي كنت في الجزائر لكن بصراحة دين المسيحية دين لا منطقي بالنسبة إلي منذ السابق حتى هنا في بلد المسيحية اصبح الجميع لا مبالي ويعلمون ان الإنجيل مليء بالاخطاء والتناقضات، والكنائس اصبحت شبه فارغة مع هذا الإنتشار الهائل للإلحاد، كذلك فإن الإسلام ينتشر بسرعة مع مرور السنين. بالنسبة للشيخ الدكتور ذاكر نايك شيخ احترمه واحترم علمه، وانا على علم انه اسلم على يده الكثيرين، ومن انا حتى اخالفه؟ لكن بصراحة مناظراته زادتني شكا على الاقل في المواضيع اللي بحثت فيها، كون جميع المسلمين تقريبا يعتبونه علامة العصر، كما ان له سمعة سيئة في الوسط العلمي بسبب بعض مقاطعه التي تناقض العلم الحديث، على كل هو إنسان وأمر عادي ان يخطأ.
بالنسبة لنظرية التطور اخي رجل من هذا الزمان، ربما افضل داعية إسلامي سمعتو يحكي عليها بعلم وإنصاف هو الشيخ عبدالرحيم جريين، انصحك بالإطلاع على مقطعه في اليوتيوب إذا كنت مهتما، كذلك مقاطع الدكتورة رنا الدجاني الباحثة في علم الاحياء، هؤلاء اناس يعلمون ما يتحدثون عنه لانهم درسوه او قرأو عنه، ليس مثل بعض المتدينين الذين يرفضون هذه النظرية التي اثبتت صحتها مرارا وتكرارا عن جهل تام، فقط لانهم يعتقدون انها تخالف الدين وهم بذلك يسيؤون للدين اكثر مما ينفعوه. على كل انصحك بالإطلاع على محاظراتهم لتتعلم اكثر.
عائشة قدوتي، بنت الرحل، وشذور الذهب، صراحة ردودكم تخليني نخجل اني نكتب بالعربية الركيكة هذي، مانيش عارف وين نبدى كي نهدر معاكم.
حقا مشكلتي الكبيرة اني إنعزلت عن المجتمع الإسلامي، لا يوجد حتى مسجد في المكان اللي نسكن فيه، وإذا حبيت نصلي في مسجد لازم نسافر لعشرات الكيلومترات، والمشكل انو كل المسلمين اللي نعرفهم تقريبا مهاجرون غير شرعيون، ناس بكل صراحة نفضل نريح وحدي على الحديث معهم. والصنف الآخر، الطلاب، اعدادهم قليلة جدا واغلبهم لا علاقة بالدين، فالبادئ حاولت نتقرب من البعض، كنت نحثهم عن الصلاة معي فالجامعة، كنت حاب نديرو مجموعة نتناصحو بيناتنا لكن مع الوقت شفت بلي لا احد يبالي، ووليت نصلي وحدي، كنت نشوف بزاف الدروس الإسلامية في اليوتيوب، كاين ناس يعرفو بلي انا مسلم وهم من كانو يسالوني "كيفاه انت طالب جامعي في هذا المجال التقني ومازلت تؤمن بالملائكة والجن؟" واشياء اخرى لا تحصى، قريت، بحثت، سمعت آراء الجميع في الإنترنت من المتدينيين والملحدين وحقا ضعت... جبدت روحي من هذه الحوارات، وليت نقولهم اني مسلم لاني لي حرية الإختيار وإخترت الإسلام، ووليت نجاوب عليهم اني لا أدري، وانا حقا لا أدري.
من باب الإنصاف حبيت نجيب على بعض ردودكم، "من يعيش أكرمك الله عيشة الحيوانات كل همه بطنه و شهواته" هذا برأيي حكم خاطئ وفيه نوع من الإنكار. صح كل واحد لاتي في روحو، وقيم إجتماعية كثيرة حنا عندنا هما معندهمش، لكن العكس ايضا صحيح، كاين قيم نبيلة منتشرة هنا ومنعدمة عندنا " لا وجود للغش والرشوة، إحترام حقوق الحيوانات، إحترام الراي الآخر..." كذلك هم دول قطعو اشواطا كبيرة جدا في العلم، وتقريبا كل ما نستعمل اليوم من اجهزة إلكترونية مصدره الغرب، في الماضي حقا كان العرب والمسلمين مهد للحضارة وهم لا ينكرون ذلك، لكن الموازين تغيرت في العصر الحاضر، ومن الإنصاف اننا لا ننكر إنجازاتهم فالمجال العلمي. كما ان الكثير منهم إنسانيون ضد اغلب ما يحدث من حروب وفساد فالعالم، حتى فلسطين. نتكلم هنا على الناس وليس على السياسيين.
"عموما عشق الحضارة الغربية يغطى بأكاذيب جميلة من نفوس العاشقين : العدل، النظام .." "ما يخسره المسلم حين يعيش هناك فهو يُحرم من إظهار شعائر دينه ء ثم يقول العدل منتشر هناك، ألم أقل أنهم مخلوقات مقلّدة !" مجددا من باب الإنصاف هنا، حبينا او كرهنا، العدل والنظام حقا من الاسباب الرئيسية اللي خلاتني نسافر وخلات الكثير من الناس تهاجر، صح الجانب المادي يغري ايضا، ولا انكر اني اردت حياة كريمة وكسب يليق بمستواي، وهذا ايضا من الاسباب اللي خلاتني نسافر، لكن بكل صراحة، هذي البلاد اعطاتني واش ماعطاتنيش بلادي، وانا هنا محترم من قبل الاساتذة عشرات المرات افضل من ما كنت عليه سابقا في الجزائر، ولا انكر فضل احد في الجزائر. كذلك نتكلمو عن العدل، وكيف ان المسلم يحرم من إظهار شعائر دينه. لم أحرم يوما من إظهار شعائر ديني، في البداية كنت نصلي فالجامعة في الرواق ولا احد ابدا تكلم معي، صحيح لا يوجد مسجد لكن هذا بسبب الجاليات المسلمة، لنا كل الحق في تكوين جمعية دينية منظمة، إذا وصلنا ل20 شخص ستمنحنا الدولة مكان نصلي فيه مقابل مبلغ زهيد جدا، بشرط انو يكون مكان منظم ويعين له مسؤول قائم عليه. هدرنا وهدرنا لكن واحد معلابالو، كل واحد مشتت في إشباع رغباتو. كذلك شفنا قصة الشرطية البريطانية اللي اسلمت وخلاوها تدير الحجاب، اوالشرطي البريطاني دانييل الذي عرض في برنامج "بالقرآن إهتديت" الذي اسلم، وتم السماح له بإعفاءه من العمل اوقات الصلاة وان يحافظ على لحيته. هل كان ذلك ليحدث في الجزائر؟
بالعكس الجزائر هي البلد التي تمنع البعض من ممارسة دينهم، قطاع الامن يمنع النساء من إرتداء الحجاب، والرجال من اللحي، حتى انو صديقي فالمدرسة العسكرية يحكيلي انو يمنعوهم من صلاة الجماعة و يعاقبوهم بل ويوقفوهم عن الصلاة إذا جاء وقت التدريب.
عدا ذلك اتفق معك في معظم ما ذكرتيه واسلوبك في الكتابة رائع جدا ما شاء الله.
شذور الذهب، نشفى كنت نعرف فتاة جزائرية طموحة ومتفوقة في الدراسة، كانت ايضا عضوة نشطة قليلا هنا بمنتدى الجلفة، كانت دوما تسألني عن الجامعات وكيفية التسجيل وما إلى ذلك عبر الإنترنت، كانت فتاة يضرب بها المثل في الدراسة خاصة وكانت ايضا متدينة بالمقارنة مع معظم زميلتها ولا تحدث الرجال كثيرا في الوسط الدراسي. المهم ربي كتبلها ان سافرت إلى احد البلدان الغربية، وبدات دراستها ثما. في احد الايام كنت مسافر في البلد اللي هي تدرس فيه، هي سمعت وإتصلت بيا قاتلي نتلاقاو، قلتلها لا بأس، اول شيء لاحظتو لباسها، حتى قريب معقلتش الطفلة اللي راني نهدر معاها، نزعت الخمار وولات تقولي اشعر باني تحررت الآن وراني مقبولة اكثر بين الناس، انا شخصيا منحبش نحكم على الناس من تصرفاتهم لانني اول الخطائين وعلابالي بلي نغلط بزاف، لكن الحاجة اللي صح خلاتني ننخلع واللي صراحة اول مرة شفتها من فتاة جزائرية، اخبرتني بكل برودة يعني انها تعرفت على احد الشباب الغربيين اللي يقراو معاها وتحابوا، قاتلي هو غير مسلم، على الاغلب ملحد، وانهم الآن يعيشون في نفس الغرفة!!!!!!!!! صدقيني ماعرفتش بماذا اجيب، او تهدر نورمال لوكان على الاقل سترت على نفسها قاتلي تحب تجي نعرفك بيه!! إعتذرت وديت طريقي وانا في صدمة يعني، هذه هي الفتاة اللي البارح في منتدى الجلفة كانت تجادل الناس بالدين. الله يهدينا اجمعين.
souzy manita و زبدة ذايبة، بكل صراحة ردودكم ضحكتني "عوض ماتساعدو المحتاجين نوليو حاصلين فيكم باش نرجعوكم للإسلام ونقنعوكم بوجود الله" ههههههه، بدون تعليق
و "تلقى هنا الشعب يندب حاب يروح ولي يروح يندم ويتمنى يرجع مافهمت والو" ههههههههه، رغم انني لم اندم ولا انوي الرجوع حاليا لكن ربما هذه هي طبيعة الإنسان. دائما اتسائل، إذا قبل ما سافرت كنت عارف باللي راح يصرالي واش صرالي، هل ساسافر؟ بكل صراحة عشت افضل ايام حياتي واسوء ايام حياتي فالغربة. هي تجربة في الحياة، ربما إذا مريت على هذي الحالة النفسية بسلام راح نبقى نتفكر هذي اليامات. تعلمت بزاف دروس في الحياة وعن الثقافات الاخرى على الاقل، هكذا راني نقول لروحي..
مجددا شكرا لكل من أخذ الوقت ليجيب بدون إستثناء، قريت كل ردودكم مواطنة، وردة صفراء، ام رضوان، امينة، amoulette، ابو ارسلان، first first، درار، غزلانْ، الدكتور شهاب الدين، aminazy، loubna 91. شاهدت الفيديوات وحفظت اسماء بعض الكتب وسارجع إليها مستقبلا.
للذين نصحوني اني نرجع للوطن... رغم كل ما اعانيه نفسيا هنا، فالجزائر انا متيقن ان حالتي ستكون اسوء، لا املك اي شيء في الجزائر وانا متيقن ان الدراسة اللي راني نقراها لن يكون لي اي منصب فالجزائر، لاننا مازلنا متخلفين جدا في مجال الذكاء الإصطناعي والإحصاء الإلكتروني. قرأت الكثير من القصص عن الذين عادو للجزائر وكيف تم تهميشهم. كما انني صراحة لا ارى انني استطيع ان انسجم في الوسط الإداري الجزائري. لا افكر في العودة للجزائر بشكل دائم، على الاقل ليس حاليا.
السلام عليكم، وإلى الملتقى.
مضى اسبوع ملي كتبت موضوع الغربة حبيت نكتب للناس اللي نصحوني واللي ردو على موضوعي.
أولا نشكر كل من شارك بدون إستثناء، حقا خليتوني نتفكر الجو الإجتماعي في الجزائر، راني كل ما نزيد نعيش كثر كل ما تتبدل نظرتي للكثير من الامور. لحد الآن مازال مشفتش مجتمع في حياتي كيما المجتمع الجزائري. في احد الايام سافرت مع أصدقائي في الجامعة إلى باريس، مررنا باحد المطاعم ودخلنا حتى سمعتهم يهدرو باللهجة الجزائرية، فالاول ماحبيتش نقولهم بلي انا جزائري لاني غالبا منحبش نخالط ناس منعرفهمش خاصة الشباب اللي في مقتبل العمر بعد بعض التجارب اللي صراتلي في بداية مشواري في الغربة. المهم كي كملنا كلينا ترددت رحت وليت درت روحي هذاك وين سمعتهم يهدرو، او سلمت عليهم قتلهم انا جزائري، رحبو بيا ترحيب مننساهش، او حلفوني بش نولي دايما ناكل ثما مجانا مع اصدقائي او ردولي دراهمي بالسسيف حتى حشمت. مرت الايام او كانو دايمن يتصلو بيا او يزعفو إذا مرحتش ثما، صحابي إنخلعو قالولي بالكلمة الواحدة ماكناش عارفين بلي ناس كيما هاذوما كاينين في العالم، طبعا هما غربيين كل شيء عندهم فيه حسابو حتى لوكان واحد يشري أي شيء للجماعة يحسبها ولازم بعدها نتقاسمو. واحدة كانت معنا من سويسرا البلد المشهور بالثروة والرفاهية لكل مواطنيه قاتلي حتى لوكان نجوز على كل المطاعم السويسرية في باريس، انا متاكدة واحد ماراح ينقصلي اورو رغم كل مايملكونه.
مجددا شكرا لكل من أخذ الوقت ليجيب حبيت برك نوضح امور ربما لم أشرحها كما ينبغي، وحبيت نعطي رايي لبعض من شارك في الموضوع.
اولا وربما اهم شيء، مسألة الإيمان والإلحاد. هذا شيء بكل صراحة شخصيا نتجنب الكلام فيه مع المسلمين لاني نخاف اني نكون سبب في ضلال احدهم. لهذا عندما اتكلم عن الموضوع نحب نلمح للامر فقط دون تفاصيل، انا شفت بلي هذا الامر اثر علي نفسيا بشكل كبير جدا ومنحبش هذا الشي يمر بيه اي واحد، كذلك خايف انا يجي نهار نهتدي لليقين من جديد ونخلي ناس من ورائي متتشككين من ما شاركت معهم. عندما عدت للجزائر كنت مع واحد متمكن فالدين او شاركت معاه بعض الاراء الجدلية في الدين والآن حسيتو تبدل شوية في افكارو من واش ولا ينشر في الفايسوك حتى إظطريت نكذب عليه نقولو بلي صبت بلي انا كنت غالط بش مايكونش عليه حتى تأثير مني. شخصيا اؤمن بحرية التدين والإختيار لكني لا اريد ان اكون السبب في تغيير وجهة نظر الناس لاني اعلم اني انا شخصيا جاهل بالكثير جدا من الاشياء في كلا الامرين، الدين والعلم. كما انني صرت اميل كثيرا لقراءة كتب الملحدين و مشاهدة مناظرتهم، ثم اطلع على الكتب او المقالات الي فيها الرد للعلماء المسلمين لاثبت لنفسي اني على حق في إتباع دين الإسلام، وعلى النقيض نقرى مقتفطات من كتب الدين، وردود الملحدين.
كما اني اعلم ان هذا الشيء قد يكون خاطئ من وجهة نظر إسلامية، بحثت في بعض مواقع الفتوى عن حكم قراءة مثل هذه الكتب واغلب الشيوخ يجمعون على تحريمها لغير المتمكن. لكن في حالتي الشخصية، وليت نشوف في روحي بلي خلاص لا مجال للعودة، خاصة اني كنت مثلا عندما ننصح احدهم بقراءة القرآن يردلي لا بأس لكن هل انت ستقرأ الكتاب كذا وكذا في الإلحاد، كنت دايما نحب نبين بلي انا لست مسلم عن جهل مالا جامي رفضت مثل هذا الطلب كما انه من العدل ان اقرأ ما يعتقده، مادام انا ايضا اريده ان يقرأ على الإسلام. بعد ان تفتح عقلك للافكار التي تنافي عقيدتك جامي راك راح ترتاح روحيا إلا إذا تيقنت بالدليل ان هذي المعتقدات خاطئة، و انا شخصيا لا اؤمن بالقول السائد، لا تسأل كثيرا فقط آمن، هذا بالذات من الأشياء اللي تخليني نتسائل لماذا بعض الناس لا يريدون انك تتسائل في الدين، رغم ان الإسلام دين يشجع على التفكر وإعمال العقل.
حاولت نذكر ادنى التفاصيل من دون اللجوء إلى الأسماء و المعتقدات. بكل صراحة حياتي حاليا نقدر نقول لم يعد لها معنى، ماديا تحسنت بشكل ملحوظ، لكن الرغبة في العيش بالنسبة إلي نقصت بشكل ملحوظ جدا. بكل صراحة كرهت هذي الحياة. كرهت اني لازم نمثل روحي دور السعيد في الغربة اللي البعض يتمنى مكانوا، كرهت الكلام مع من كانو من المقربين واليوم يوميا نشوف في كلامهم نوع من الغيرة. غيرة من ماذا؟ انا متيقن لوكان اي واحد يقدر يعيش يوم واحد من حياتي ويحس باللي راني نحس بيه الداخل في قلبي يحمد ربي على الموضع اللي راه فيه.
من هنا نوجه رسالة لك اخي/اختي لكل من يظن انو حياتو رايحة تكون اكثر سعادة إذا هو إمتلك قدر اكبر من المال خليني نكون عبرة ليك، خليني نكون دليل حي، مانيش نثبط فيك عن السعي في هذي الحياة بالعكس، انا من المشجعين لفكرة السعي والتغيير الإيجابي، لكن لكل من مازال يربط اهدافه في الحياة بالماديات او آنو هو يكون مع الفتاة الجميلة، او إذا هي صابت هذاك الرجل الوسيم و الغني، او إذا كان مفهومك للسعادة هو القدرة على إمتلاك مختلف الاشياء او القدرة على السفر للدول الاجنبية. اليوم عمري 21 سنة، لست غنيا على الإطلاق بالمقارنة مع المجتمع اللي راني فيه، لكن الحمد لله ماديا راني افظل مما كنت عشرات الاضعاف، مع كل هذه الاشياء، راني هنا اليوم انا نحكيلك همي، صدقني اني فكرت مرات عديدة اني ننهي حياتي، ثم نتفكر العائلة، نتفكر الالم الكبير اللي راح نخليه. الحمد لله على كل حال، تحسنت حالتي النفسية مقارنة مع بعض الفترات السابقة، رغم انو مازال يجيني نوبات شعور بالحزن الشديد تقريبا كل يوم ويولي تفكيري للحياة كلو سلبي جدا، حتى الطبيبة النفسانية فالجامعة اخبرتني انه يمكن انني اعاني بما يعرف بال Manic Depression or Bipolar Disorder وهو مرض نفسي يعاني به الكثير من الناس فالغرب. اين يصبح المزاج يتغير بشكل مفاجئ، بين سعادة ونشوة مؤقتة إلى الشعور بالكآبة والوحدة وفقدان الرغبة في الإستمرار..
حبيت نوضح ايضا شيء عن الفتاة اللي كنت نعرفها، هي بكل صراحة فتاة جميلة جدا، اتذكر مرة امي كانت جالسة ورائي وشافت بعض الصور تعها في حاسوبي زعفت بزاف ظنا منها اني مع فتاة من الخارج، كذبت عليها قلتلها هي مجرد فتاة لا تربطني علاقة بها. المهم كي كنت معاها كنت دايما نحس روحي غير آمن وكانت غيرتي عليها تؤثر على علاقتنا، منعتها من ابسط الاشياء وكنت نقولها إذا مادارتش واش كنت نقول نتفارقو، بعدها توقفنا عن الكلام مثل ما ذكرت في الموضوع السابق، ولم اكلمها على الإطلاق. لكن عادت هي للحديث معي وانا بصراحة كنت ومازلت دايرها في بالي لكن اردت إتخاذ طريق الحلال ولم اخبرها ولم اعدها بشيء. لكن هذه المرة كي ولات تهدر معايا ماوليناش نهدرو كاننا في علاقة كيما كنا، ووليت نحس انها تبدلت بزاف، كل كلامها تقريبا معي نحس بلي هي حابتني نغير منها، ولات تقولي جاو خطبوني وجا فلان طلبني في الجامعة ورفضت وجا هذا وجا هذاك... انا اعلم انها صادقة في كلامها لاني حتى كي كنت معاها في الجامعة كانو يجيوها طلبات اسبوعيا تقريبا لخطبتها وكنت نلومها رغم انها ليس لها اي يد في الامر. كي شفت روحي منيش قادر على خطبتها انذاك تركتها وتركت انانيتي، محبيتش نخليها معلقة بسببي. رغم ذلك وليت نحس بلي هي ولات تلومني، كي تهدر معايا تقولي علاش سافرت، رغم انني فهمتها من قبل، ثم تقولي لا باس لست مهتمة بالامر من الاساس، تضرب اسابيع تعاود ترجع تقولي علاش خليتني ورحت، وتسقسيني إذا تعرفت على اي واحدة هنا، هذا هو جل حديثنا، مع الكل المشاكل اللي راني فيها، هي لا تعلم شيئا واعلم انها لن تتفهم وضعي حتى لو اخبرتها، كل حديثها ان فلان وعلان جا خطبها وهي رفضت، انا شخصيا لا ابدي لها رأيا في ذلك، ولم اعد اتدخل في شؤونها. لكن مازلت نتفكر انو هي لم تكف عن البكاء امامي كي سمعت اني ساسافر وقاتلي حابة نسناك، كنت حاب اني نعاود نولي ليها بعد مانستقر فالغربة ومنذ سنتين مادرت في بالي حتى فتاة اخرى رغم الوسط اللي راني فيه، لكن وليت نشوف بلي عقليتها تبدلت بزاف، وبانها لن تكون بقدر المسؤولية والتفهم اللي انا راني حاب، رغم هذا حاليا مازلت داير في بالي اني يمكن نعاود نولي ونخطبها إذا قعدت عزباء لكني لم أرد أن أخبرها وخليتلها المساحة حتى لا أؤثر في قرارتها.
كي نكتب هنا نحس روحي مرتاح بعض الشيء رغم اني اكتب لأناس منعرفهمش، مكانش هنا اي صديق نقدر نهدر معاه في امور شخصية هكا، الكل منغمس في نفسه وفي حياته، احيانا من شدة الم الغربة ننعزل عن الجميع نطلع للسطح تع العمارة ونقعد ثما وحدي نشوف فالسماء والنجوم، ننسى البرد وننسى روحي طول الليل حتى تشرق الشمس ونشوف بلي الناس بدات تستيقظ للعمل وبدات الحركة من جديد. وليت نحب ونكره العزلة في نفس الوقت، حتى عائلتي لاحظو اني ماوليتش إجتماعي كيما كنت، او وليت منحبش نهدر بزاف.
بعض الردود التي لفتت إنتباهي الاخت نعمة الله، صدقيني هذيك اكبر مخاوفي كي راني هنا. انو لا قدر الله واحد من افراد العائلة كاش ميصرالو وانا بعيد... هذي اول حاجة جاتني في بالي لما سافرت اول مرة ووصلت وخرجت من المطار، ثما وليت نقول ماذا لو امي...منقدرش نتخايل هذا السيناريو وعلابالي لا طاقة لي لتحمل هذا الشيء، نحييك على صبرك. حقا ردك في الصميم، كلش كاين وكلش ماكاش، حسيت بلي فقط اللي عاش الغربة يقدر يفهمني.
اخي Musliman صح قستني بزاف بهدرتك، فعلا الحياة فيها تضحيات انا شخصيا هذاك هو المصير اللي كنت خايف منو، اني نكمل حياتي مهمش بدون عمل خاصة اني لا اطيق مجال التعليم، خممت نروح للجيش بعد الحصول على البكالوريا فقط بش نظمن على الاقل منصب، لكن الآن راني نحمد ربي اني تجنبت هذيك الطريق لاني اعلم انها لا تناسبني، وكذلك عندي صديق عزيز عليا إختار الجيش وشفت من تجربتو، رغم انه لاباس عليه، انني درت الإختيار الصائب كي إخترت الجامعة.
مانهدروش على الاعياد وخاصة رمضان... اسوء فترة يمكن جوزتها في الغربة وحدي هي رمضان. التعري في الصيف، إنعدام الجو العائلي بعيد على داركم وخاصة يماك اللي كانت تتهلى فيك، ماكاش هذيك الفرحة تع بعد الإفطار، ماكاش النشوة تع الصيام، ماكاش الجو هذاك تع السهرة الرمضانية، ماكاش مسجد قريب تريح فيه، بصراحة رمضان هنا مؤلم جدا يجعلك تشعر بإشتياق وحنين للاهل والاصدقاء والمكان اللي تربيت فيه. كذلك لم تصبح عندي حتى شهية او رغبة في الاكل، الايام الاولى كنت نطيب وناكل مليح ثم اهملت كل شيء وليت ما نطيب ما ناكل، غير نجوز بواش صبت.
كل هذا او كي ندخل للإنترت نصيب رسائل من عند اصدقائي يقولولي "راك في نعمة صحبي راهي عندنا واحد السخانة هنا" صدقني تحب تجهل.
بالتوفيق لك يا اخي Musliman نتمنالك كل خير في حياتك.
اخي sadako نشكرك بزاف بزاف على طلبك للنقاش والحوار، لكن للاسف، للاسباب اللي ذكرتها في بداية الموضوع لا اريد إشراكك في الامر. كما اني نطمأنك اني حاليا صبت شاب دكتور استرالي مسلم رائع جدا متمكن في الجانب الديني والعلمي وهو كان في نفس إختصاصي تقريبا لذا يتفهمني، شخص نقدر نهدر معاه بحرية ونشاركو كل تساؤلاتي لانو اخبرني انو عاش نفس تجربتي تقريبا، طلبته في الامر وصارحته بموقفي وهو قبل انو يحدثني في ال***** من حين لآخر، نهدرو نطرحلو تساؤلات، ثم يجاوب بواش يعرف ويقولي اقرا هذا النص وشاهد هذا الفيديو وهكذا... تكلمنا مرتين فقط لإنشغاله الشديد في بحوثه وعمله. مازلت يعني في البداية ومازال عندي الكثير من الشكوك والتساؤلات، حتى انو هو اخبرني ان الامر قد يطول وانه قد لا يكون له من العلم ما يكفي ليجيبني، لكني متفائل، على كل حال إذا حبيت تتواصل للحديث في امور عامة بعيدة عن الدين فمرحبا بك يا اخي.
مايسترو عمران ورجل من هذا الزمان، دائما راني نبحث على بعض العلماء المسلمين اللي متمكنين من العلم ويقدرو يجادلو بالمنطق والحمد لله كاينين البعض هكا، عن الشيخ احمد ديدات رحمه الله، هو كان نابغة في كتاب الإنجيل وفي حواره مع المسيحين، سمعتلو كثيرا كي كنت في الجزائر لكن بصراحة دين المسيحية دين لا منطقي بالنسبة إلي منذ السابق حتى هنا في بلد المسيحية اصبح الجميع لا مبالي ويعلمون ان الإنجيل مليء بالاخطاء والتناقضات، والكنائس اصبحت شبه فارغة مع هذا الإنتشار الهائل للإلحاد، كذلك فإن الإسلام ينتشر بسرعة مع مرور السنين. بالنسبة للشيخ الدكتور ذاكر نايك شيخ احترمه واحترم علمه، وانا على علم انه اسلم على يده الكثيرين، ومن انا حتى اخالفه؟ لكن بصراحة مناظراته زادتني شكا على الاقل في المواضيع اللي بحثت فيها، كون جميع المسلمين تقريبا يعتبونه علامة العصر، كما ان له سمعة سيئة في الوسط العلمي بسبب بعض مقاطعه التي تناقض العلم الحديث، على كل هو إنسان وأمر عادي ان يخطأ.
بالنسبة لنظرية التطور اخي رجل من هذا الزمان، ربما افضل داعية إسلامي سمعتو يحكي عليها بعلم وإنصاف هو الشيخ عبدالرحيم جريين، انصحك بالإطلاع على مقطعه في اليوتيوب إذا كنت مهتما، كذلك مقاطع الدكتورة رنا الدجاني الباحثة في علم الاحياء، هؤلاء اناس يعلمون ما يتحدثون عنه لانهم درسوه او قرأو عنه، ليس مثل بعض المتدينين الذين يرفضون هذه النظرية التي اثبتت صحتها مرارا وتكرارا عن جهل تام، فقط لانهم يعتقدون انها تخالف الدين وهم بذلك يسيؤون للدين اكثر مما ينفعوه. على كل انصحك بالإطلاع على محاظراتهم لتتعلم اكثر.
عائشة قدوتي، بنت الرحل، وشذور الذهب، صراحة ردودكم تخليني نخجل اني نكتب بالعربية الركيكة هذي، مانيش عارف وين نبدى كي نهدر معاكم.
حقا مشكلتي الكبيرة اني إنعزلت عن المجتمع الإسلامي، لا يوجد حتى مسجد في المكان اللي نسكن فيه، وإذا حبيت نصلي في مسجد لازم نسافر لعشرات الكيلومترات، والمشكل انو كل المسلمين اللي نعرفهم تقريبا مهاجرون غير شرعيون، ناس بكل صراحة نفضل نريح وحدي على الحديث معهم. والصنف الآخر، الطلاب، اعدادهم قليلة جدا واغلبهم لا علاقة بالدين، فالبادئ حاولت نتقرب من البعض، كنت نحثهم عن الصلاة معي فالجامعة، كنت حاب نديرو مجموعة نتناصحو بيناتنا لكن مع الوقت شفت بلي لا احد يبالي، ووليت نصلي وحدي، كنت نشوف بزاف الدروس الإسلامية في اليوتيوب، كاين ناس يعرفو بلي انا مسلم وهم من كانو يسالوني "كيفاه انت طالب جامعي في هذا المجال التقني ومازلت تؤمن بالملائكة والجن؟" واشياء اخرى لا تحصى، قريت، بحثت، سمعت آراء الجميع في الإنترنت من المتدينيين والملحدين وحقا ضعت... جبدت روحي من هذه الحوارات، وليت نقولهم اني مسلم لاني لي حرية الإختيار وإخترت الإسلام، ووليت نجاوب عليهم اني لا أدري، وانا حقا لا أدري.
من باب الإنصاف حبيت نجيب على بعض ردودكم، "من يعيش أكرمك الله عيشة الحيوانات كل همه بطنه و شهواته" هذا برأيي حكم خاطئ وفيه نوع من الإنكار. صح كل واحد لاتي في روحو، وقيم إجتماعية كثيرة حنا عندنا هما معندهمش، لكن العكس ايضا صحيح، كاين قيم نبيلة منتشرة هنا ومنعدمة عندنا " لا وجود للغش والرشوة، إحترام حقوق الحيوانات، إحترام الراي الآخر..." كذلك هم دول قطعو اشواطا كبيرة جدا في العلم، وتقريبا كل ما نستعمل اليوم من اجهزة إلكترونية مصدره الغرب، في الماضي حقا كان العرب والمسلمين مهد للحضارة وهم لا ينكرون ذلك، لكن الموازين تغيرت في العصر الحاضر، ومن الإنصاف اننا لا ننكر إنجازاتهم فالمجال العلمي. كما ان الكثير منهم إنسانيون ضد اغلب ما يحدث من حروب وفساد فالعالم، حتى فلسطين. نتكلم هنا على الناس وليس على السياسيين.
"عموما عشق الحضارة الغربية يغطى بأكاذيب جميلة من نفوس العاشقين : العدل، النظام .." "ما يخسره المسلم حين يعيش هناك فهو يُحرم من إظهار شعائر دينه ء ثم يقول العدل منتشر هناك، ألم أقل أنهم مخلوقات مقلّدة !" مجددا من باب الإنصاف هنا، حبينا او كرهنا، العدل والنظام حقا من الاسباب الرئيسية اللي خلاتني نسافر وخلات الكثير من الناس تهاجر، صح الجانب المادي يغري ايضا، ولا انكر اني اردت حياة كريمة وكسب يليق بمستواي، وهذا ايضا من الاسباب اللي خلاتني نسافر، لكن بكل صراحة، هذي البلاد اعطاتني واش ماعطاتنيش بلادي، وانا هنا محترم من قبل الاساتذة عشرات المرات افضل من ما كنت عليه سابقا في الجزائر، ولا انكر فضل احد في الجزائر. كذلك نتكلمو عن العدل، وكيف ان المسلم يحرم من إظهار شعائر دينه. لم أحرم يوما من إظهار شعائر ديني، في البداية كنت نصلي فالجامعة في الرواق ولا احد ابدا تكلم معي، صحيح لا يوجد مسجد لكن هذا بسبب الجاليات المسلمة، لنا كل الحق في تكوين جمعية دينية منظمة، إذا وصلنا ل20 شخص ستمنحنا الدولة مكان نصلي فيه مقابل مبلغ زهيد جدا، بشرط انو يكون مكان منظم ويعين له مسؤول قائم عليه. هدرنا وهدرنا لكن واحد معلابالو، كل واحد مشتت في إشباع رغباتو. كذلك شفنا قصة الشرطية البريطانية اللي اسلمت وخلاوها تدير الحجاب، اوالشرطي البريطاني دانييل الذي عرض في برنامج "بالقرآن إهتديت" الذي اسلم، وتم السماح له بإعفاءه من العمل اوقات الصلاة وان يحافظ على لحيته. هل كان ذلك ليحدث في الجزائر؟
بالعكس الجزائر هي البلد التي تمنع البعض من ممارسة دينهم، قطاع الامن يمنع النساء من إرتداء الحجاب، والرجال من اللحي، حتى انو صديقي فالمدرسة العسكرية يحكيلي انو يمنعوهم من صلاة الجماعة و يعاقبوهم بل ويوقفوهم عن الصلاة إذا جاء وقت التدريب.
عدا ذلك اتفق معك في معظم ما ذكرتيه واسلوبك في الكتابة رائع جدا ما شاء الله.
شذور الذهب، نشفى كنت نعرف فتاة جزائرية طموحة ومتفوقة في الدراسة، كانت ايضا عضوة نشطة قليلا هنا بمنتدى الجلفة، كانت دوما تسألني عن الجامعات وكيفية التسجيل وما إلى ذلك عبر الإنترنت، كانت فتاة يضرب بها المثل في الدراسة خاصة وكانت ايضا متدينة بالمقارنة مع معظم زميلتها ولا تحدث الرجال كثيرا في الوسط الدراسي. المهم ربي كتبلها ان سافرت إلى احد البلدان الغربية، وبدات دراستها ثما. في احد الايام كنت مسافر في البلد اللي هي تدرس فيه، هي سمعت وإتصلت بيا قاتلي نتلاقاو، قلتلها لا بأس، اول شيء لاحظتو لباسها، حتى قريب معقلتش الطفلة اللي راني نهدر معاها، نزعت الخمار وولات تقولي اشعر باني تحررت الآن وراني مقبولة اكثر بين الناس، انا شخصيا منحبش نحكم على الناس من تصرفاتهم لانني اول الخطائين وعلابالي بلي نغلط بزاف، لكن الحاجة اللي صح خلاتني ننخلع واللي صراحة اول مرة شفتها من فتاة جزائرية، اخبرتني بكل برودة يعني انها تعرفت على احد الشباب الغربيين اللي يقراو معاها وتحابوا، قاتلي هو غير مسلم، على الاغلب ملحد، وانهم الآن يعيشون في نفس الغرفة!!!!!!!!! صدقيني ماعرفتش بماذا اجيب، او تهدر نورمال لوكان على الاقل سترت على نفسها قاتلي تحب تجي نعرفك بيه!! إعتذرت وديت طريقي وانا في صدمة يعني، هذه هي الفتاة اللي البارح في منتدى الجلفة كانت تجادل الناس بالدين. الله يهدينا اجمعين.
souzy manita و زبدة ذايبة، بكل صراحة ردودكم ضحكتني "عوض ماتساعدو المحتاجين نوليو حاصلين فيكم باش نرجعوكم للإسلام ونقنعوكم بوجود الله" ههههههه، بدون تعليق
و "تلقى هنا الشعب يندب حاب يروح ولي يروح يندم ويتمنى يرجع مافهمت والو" ههههههههه، رغم انني لم اندم ولا انوي الرجوع حاليا لكن ربما هذه هي طبيعة الإنسان. دائما اتسائل، إذا قبل ما سافرت كنت عارف باللي راح يصرالي واش صرالي، هل ساسافر؟ بكل صراحة عشت افضل ايام حياتي واسوء ايام حياتي فالغربة. هي تجربة في الحياة، ربما إذا مريت على هذي الحالة النفسية بسلام راح نبقى نتفكر هذي اليامات. تعلمت بزاف دروس في الحياة وعن الثقافات الاخرى على الاقل، هكذا راني نقول لروحي..
مجددا شكرا لكل من أخذ الوقت ليجيب بدون إستثناء، قريت كل ردودكم مواطنة، وردة صفراء، ام رضوان، امينة، amoulette، ابو ارسلان، first first، درار، غزلانْ، الدكتور شهاب الدين، aminazy، loubna 91. شاهدت الفيديوات وحفظت اسماء بعض الكتب وسارجع إليها مستقبلا.
للذين نصحوني اني نرجع للوطن... رغم كل ما اعانيه نفسيا هنا، فالجزائر انا متيقن ان حالتي ستكون اسوء، لا املك اي شيء في الجزائر وانا متيقن ان الدراسة اللي راني نقراها لن يكون لي اي منصب فالجزائر، لاننا مازلنا متخلفين جدا في مجال الذكاء الإصطناعي والإحصاء الإلكتروني. قرأت الكثير من القصص عن الذين عادو للجزائر وكيف تم تهميشهم. كما انني صراحة لا ارى انني استطيع ان انسجم في الوسط الإداري الجزائري. لا افكر في العودة للجزائر بشكل دائم، على الاقل ليس حاليا.
السلام عليكم، وإلى الملتقى.