المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أعاجيب الصّدق و الوفاء و العفو


أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-02-19, 13:25
حدث الحسن بن خضر قال : لما أفضت الخلافة إلى بني العباس استخفى رجال بني أمية ، وكان فيمن استخفى منهم إبراهيم بن سليمان ابن عبد الملك ، حتى أخذ له داود بن العباس أماناً . وكان إبراهيم رجلاً عالماً حدثاً فخص بأبي العباس السفاح فقال له يوماً : حدثني عما مر بك في اختفائك قال : كنت يا أمير المؤمنين مختفياً بالحيرة في منزل شارف على الصحراء ، فبينا أنا على ظهر بيت إذ نظرت إلى أعلام سود قد خرجت من الكوفة تريد الحيرة ، فوقع في روعي أنها تريدني ، فخرجت من الدار متنكراً حتى أتيت الكوفة ولا أعرف بها أحداً أختفي عنده ، فبقيت متلدداً فإذا أنا بباب كبير ، ورحبة واسعة فدخلت فيها ، وإذا رجل وسيم حسن الهيئة على فرس قد دخل الرحبة ، ومعه جماعة من غلمانه وأتباعه فقال لي من أنت وما حاجتك ؟!! قلت : رجل مستخف يخاف على دمه استجار بمنزلك ، فأدخلني منزله ، ثم صيرني في حجرة تلي حرمه ، فكنت عنده في كل ما أحب من مطعم ومشرب وملبس ، ولا يسألني عن شيء من حالي إلا أنه يركب في كل يوم ركبة ، فقلت له يوماً : أراك تدمن الركوب ففيم ذلك ؟!! فقال : إن إبراهيم بن سليمان قتل أبي صبراً ، وقد بلغني أنه مستخف ، وأنا أطلبه لأدرك منه ثأري ، فكثر ، والله ، تعجبي من ادبارنا ، إذ ساقني القدر إلى حتفي في منزل من يطلب دمي ، وكرهت الحياة فسألت الرجل عن اسمه واسم أبيه ، فأخبرني فعرفت أن الخبر صحيح ، وأنا كنت قتلت أباه صبراً ، فقلت : يا هذا قد وجب علي حقك ، ومن حقك علي أن أدلك على خصمك ، وأقرب عليك الخطوة ، قال : وما ذاك ؟!! قلت أنا إبراهيم بن سليمان قاتل أبيك ، فخذ بثأرك ، فقال : إني أحسبك رجلاً قد أمضك الاختفاء ، فأحببت الموت ، قلت : بل الحق ما قلت لك ، أنا قتلته يوم كذا وكذا " بسبب كذا وكذا " فلما عرف صدقي اربد وجهه واحمرت عيناه وأطرق ملياً ، ثم قال ، أما أنت فستلقى أبي فيأخذ بثأره منك ، وأما أنا فغير مخفر ذمتي ، فأخرج عني ، فلست آمن نفسي عليك " بعدها " وأعطاني ألف دينار فلم آخذها ، وخرجت من عنده ، فهذا أكرم رجل رأيته بعد أمير المؤمنين .

من كتاب " المستجاد من فعلات الأجياد " للقاضي التنوخي البصري أبو علي ( المتوفى : ٣٨٤هـ )

منقول : من هنا (http://maqola.org/%D8%A5%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D9%87%D9%8A%D9%85-%D8%A8%D9%86-%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%AC%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D9%8A%D 9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%B7%D9%84%D8%A8%D9%87)

NEWFEL..
2016-02-19, 14:52
جزاك الله فيك ...............

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-02-19, 15:26
أحسن الله إليك

La reine Nour
2016-02-19, 20:22
بارك الله فيك اخي

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-02-20, 16:03
بارك الله فيك اخي

و فيك بارك الرحمن

sarra.
2016-02-20, 16:38
السلام عليكم

موضوع مفيد

شكرا

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-02-20, 16:43
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
جزاك الله خيرا

lafwaz
2016-02-20, 21:13
بارك الله فيك يا أخي موضوع شيق

أبو عاصم مصطفى السُّلمي
2016-02-21, 21:09
بارك الله فيك يا أخي موضوع شيق

و فيك بارك الله