مشاهدة النسخة كاملة : " السانكيام "، حين يعبث العربيّ بعربيّته
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-18, 23:08
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا بكم ،
أكتب هذه الأسطر المتواضعة وفؤادي يتأجج حسرة على ما آلت إليه حال لغتنا العربية ، نعم ، أخط هذه الكلمات وأنا أتجرع مرارة ما لحق
بعربيتنا الشَّماء من عبث ثلة من بني قومها،
هي حقيقة شغلت نفسي منذ سنوات ، انتبهوا معاشر الكرام ،"الإفراج عن نتائج السانكيام يوم كذا..." ، " امتحانات السانكيام يوم..." وهلمَّ
جراّ ََمن مثيلاتها ، "البيام " ، الباك " ...
كلكم تشاهدون العناوين بالخط العريض في صفحات الجرائد، و شريط الأخبار في شاشات الإعلام،
ماذا ضرَّلو قال قائلهم ،أو خط كاتبهم: "الإعلان عن نتائج امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي يوم..."
ليس هذا من الدخيل فنستحسنه ، ولابالمولَّد فنرتضيه،
والله ، إنه الدخيل المخل والمولَّد المعلّ و اللحن المضلّ.
سبحان الله ، تجد هؤلاء يحشدون أقلامهم و يعقدون الندوات للتذكير ب"عيد اللغة العربية "، حسب زعمهم ، فتجدهم يطبلون لسبقهم لذلك أيما
تطبيل ،
يا باري القوس بريا ليس يحسنه ***لا تظلم القوس أعط القوس باريها
مهلا، إن في كل لحظة عيدا ، وفي كل كلام عيد، وفي الإحسان لقواعد العربية عيد،وعيدها ،أنْ
عوِّدوا أنفسكم وأقيموا ألسنتكم على الإبانة و الفصاحة،وليكن كلامكم عربيا معربا سائغا مقبولا.
أنا على يقين ،أنكم يا من قرأتم هذه الكلمات ،ستبينوا لي أن هناك من الأخطاء العظام والأغلاط الجسام مالا يحصى عده.
فيا أحبتي في الله ، إنه من الواجب الإحسان إلى لغتنا الخالدة ، لغة القران الكريم.
هديتي إليكم يا أهل الصحافة و الإعلام :
قولوا : صِحافة ، بكسر الصاد ، ولا تقولوا :صَحافة لأن القاعدة هي : كل مادل على حرفة يكون على وزن " فِعالة" ، مثل : نِجارة ، حِدادة ، تِجارة ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي،،،
بارك الله فيك وجزاك الخير ان شاء الله
نعم صدقت انه لا يخفى على ذي لُبٍّ ما للغةِ العربية من أهميةٍ عظمى؛ في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكونها جزءاا من ديننا، بل لا يمكن أن يقوم الإسلام إلا بها، ولا يصح أن يقرأالمسلم القرآن إلا بالعربية، وقراءة القرآن ركن من أركاننِ الصلاة، التي هي ركن من أركان الإسلام.
وتزداد أهمية تعلمِ اللغة العربية حين بعد الناس عن الملكةوالسليقة اللغوية السليمة؛ مما سبب ضعف الملكات في إدراك معاني الآيات الكريمات؛ مما جعل من الأداة اللغوية خير معين على فهم معاني القرآن الكريم والسنة المطهرة،فصار كل منا يكتب على هواه وأنا أقول بأننا همشنا لغتنا العربية ومما يدلُّ أيضًا على اهتمام السَّلفِ بالعربية أنَّ الكسائي - رحمه الله - تعلَّم النحوَ وقد كبر سنُّه، وبيَّن العصامي - رحمه الله - في "سمط النجوم العوالي في أنباءِ الأوائل والتوالي" سببَ ذلك؛ حيث قال: "وسببه أنه مشى يومًا حتى أعيا، فجلس وقال: عييتُ، فقيل له: لحنتَ، قال: كيف؟ قيل: إن كنت أردت التَّعبَ، فقل: أعييت، وإن كنت أردت انقطاع الحيلة، فقل: عييت بغيرِ همز، فأنف من قولِهم: لحنت، واشتغل بالنحو حتى مهر وصار إمام وقته،
ر
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-19, 14:27
بارك الله فيك وجزاك الخير ان شاء الله
وفيك بارك ، وجزاني الله وإياك ، أخي الفاضل.
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-19, 14:34
نعم صدقت انه لا يخفى على ذي لُبٍّ ما للغةِ العربية من أهميةٍ عظمى؛ في كونها لغة القرآن الكريم والسنة المطهرة، وكونها جزءاا من ديننا، بل لا يمكن أن يقوم الإسلام إلا بها، ولا يصح أن يقرأالمسلم القرآن إلا بالعربية، وقراءة القرآن ركن من أركاننِ الصلاة، التي هي ركن من أركان الإسلام.
وتزداد أهمية تعلمِ اللغة العربية حين بعد الناس عن الملكةوالسليقة اللغوية السليمة؛ مما سبب ضعف الملكات في إدراك معاني الآيات الكريمات؛ مما جعل من الأداة اللغوية خير معين على فهم معاني القرآن الكريم والسنة المطهرة،فصار كل منا يكتب على هواه وأنا أقول بأننا همشنا لغتنا العربية ومما يدلُّ أيضًا على اهتمام السَّلفِ بالعربية أنَّ الكسائي - رحمه الله - تعلَّم النحوَ وقد كبر سنُّه، وبيَّن العصامي - رحمه الله - في "سمط النجوم العوالي في أنباءِ الأوائل والتوالي" سببَ ذلك؛ حيث قال: "وسببه أنه مشى يومًا حتى أعيا، فجلس وقال: عييتُ، فقيل له: لحنتَ، قال: كيف؟ قيل: إن كنت أردت التَّعبَ، فقل: أعييت، وإن كنت أردت انقطاع الحيلة، فقل: عييت بغيرِ همز، فأنف من قولِهم: لحنت، واشتغل بالنحو حتى مهر وصار إمام وقته،
ر
بارك الله فيك ، أخي الفاضل ،
أشكر لك تواصلك ، وهذا دليل منكم على حرصكم وغيرتكم على لغة القرآن.
جزاكم الله خيرا على هذه المعلومة النفيسة التي أفدتم بها.
mohbelgacem
2016-02-19, 17:02
بارك الله في كاتب الحروف ومبدع الفكرة
جمال هشماوي
2016-02-19, 21:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا بكم ،
أكتب هذه الأسطر المتواضعة وفؤادي يتأجج حسرة على ما آلت إليه حال لغتنا العربية ، نعم ، أخط هذه الكلمات وأنا أتجرع مرارة ما لحق
بعربيتنا الشَّماء من عبث ثلة من بني قومها،
هي حقيقة شغلت نفسي منذ سنوات ، انتبهوا معاشر الكرام ،"الإفراج عن نتائج السانكيام يوم كذا..." ، " امتحانات السانكيام يوم..." وهلمَّ
جراّ ََمن مثيلاتها ، "البيام " ، الباك " ...
كلكم تشاهدون العناوين بالخط العريض في صفحات الجرائد، و شريط الأخبار في شاشات الإعلام،
ماذا ضرَّلو قال قائلهم ،أو خط كاتبهم: "الإعلان عن نتائج امتحان شهادة نهاية مرحلة التعليم الابتدائي يوم..."
ليس هذا من الدخيل فنستحسنه ، ولابالمولَّد فنرتضيه،
والله ، إنه الدخيل المخل والمولَّد المعلّ و اللحن المضلّ.
سبحان الله ، تجد هؤلاء يحشدون أقلامهم و يعقدون الندوات للتذكير ب"عيد اللغة العربية "، حسب زعمهم ، فتجدهم يطبلون لسبقهم لذلك أيما
تطبيل ،
يا باري القوس بريا ليس يحسنه ***لا تظلم القوس أعط القوس باريها
مهلا، إن في كل لحظة عيدا ، وفي كل كلام عيد، وفي الإحسان لقواعد العربية عيد،وعيدها ،أنْ
عوِّدوا أنفسكم وأقيموا ألسنتكم على الإبانة و الفصاحة،وليكن كلامكم عربيا معربا سائغا مقبولا.
أنا على يقين ،أنكم يا من قرأتم هذه الكلمات ،ستبينوا لي أن هناك من الأخطاء العظام والأغلاط الجسام مالا يحصى عده.
فيا أحبتي في الله ، إنه من الواجب الإحسان إلى لغتنا الخالدة ، لغة القران الكريم.
هديتي إليكم يا أهل الصحافة و الإعلام :
قولوا : صِحافة ، بكسر الصاد ، ولا تقولوا :صَحافة لأن القاعدة هي : كل مادل على حرفة يكون على وزن " فِعالة" ، مثل : نِجارة ، حِدادة ، تِجارة ،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحياتي،،،
شكرا أخي الكريم على هذا الشعور الفياض وعلى غيرتك. أزيد في كلامك أخي الكريم
ألم تلاحظ من بعض الجزائريين أو تقريبا جلهم ، يتكلمون الفرنسية ويظنون أنها لغة عربية
وعلى سبيل المثال : يجعل ابنه أو ابنته تناديه بابا ( papa ) ( mama ) وللأسف الشديد أنه يتظاهر
بالإفتخار ، أو ينادي أي امرأة بـ madam . والأمثلة كثيرة ومتعددة .
إذا أخي الكريم هذه الحرب الثقافية يجب على المسلمين محاربتها وإلا ستكون الكارثة على هويتنا وعروبتنا
الكلام يطول . نسأل الله العلي القدير أن يهدينا ويهدي قومنا إنهم لا يعلمون .
abekakra
2016-02-20, 07:40
لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ
بعضنا اشترى الفرنسية لغة المستعمر باللغة العربية لغة القرآن الله يهدي
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-20, 19:27
بارك الله في كاتب الحروف ومبدع الفكرة
وفيك بارك الرحمن ، أخي الفاضل.
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-20, 19:32
مشكور على المجهود.
لا شكر على واجب أخي الفاضل ، بارك الله فيك.
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-20, 19:33
لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفَائِزُونَ
بعضنا اشترى الفرنسية لغة المستعمر باللغة العربية لغة القرآن الله يهدي
بارك الله فيك أخي الفاضل.
عبد الرحيم بوعكيز
2016-02-20, 19:35
شكرا أخي الكريم على هذا الشعور الفياض وعلى غيرتك. أزيد في كلامك أخي الكريم
ألم تلاحظ من بعض الجزائريين أو تقريبا جلهم ، يتكلمون الفرنسية ويظنون أنها لغة عربية
وعلى سبيل المثال : يجعل ابنه أو ابنته تناديه بابا ( papa ) ( mama ) وللأسف الشديد أنه يتظاهر
بالإفتخار ، أو ينادي أي امرأة بـ madam . والأمثلة كثيرة ومتعددة .
إذا أخي الكريم هذه الحرب الثقافية يجب على المسلمين محاربتها وإلا ستكون الكارثة على هويتنا وعروبتنا
الكلام يطول . نسأل الله العلي القدير أن يهدينا ويهدي قومنا إنهم لا يعلمون .
جزاك الله خيرا على تواصلك وتفاعلك مع الموضوع و إثرائه.
madjid-hafed
2016-02-20, 19:43
نؤكد على دور المدرسة الأولية في تدريب الصغار على قواعد اللغة، كما تقوم الأسرة بذلك الدور قبل المدرسة في السن المبكرة، بينما قد لا يجد الطفل سهولة في تعلم النطق السليم أو اللغة بقواعدها الصحيحة إذا تجاوز هذه المرحلة، ولا ينطبق ذلك فقط على اللغة ولكن على كل المواد الدراسية، ولكن تظهر النتيجة على اللغة لأن التلميذ لا يكتفي بدراستها في المدرسة، وإنما يستخدمها كذلك في حياته اليومية في التواصل مع الآخرين، ولا يستثنى من ذلك أي طفل، لأنه يتواصل في المدرسة مع أقرانه ومدرسيه ويتواصل كذلك في المنزل مع والديه.
وإن كل فئة تفخر برصيدها من المكاسب التاريخية والاجتماعية التي تحققت على مر العصور التاريخية العديدة، ونحن كأمة عربية لابد أن نفخر بلغتنا العربية ونبادر إلى استخدامها وتعليمها لمن يعيش معنا، ولا نسمح بالعكس، أي لا نسمح للغات الأخرى أن تتسلل إلى مجتمعنا في غفلة منا.
جليس صالح_2
2016-02-20, 22:47
هههههههههههههههه
أخي الكريم:
ما أرويه صدقا
و أنا متوجه إلى المسجد قبل أذان صلاة العشاء، مررت أمام جماعة جالسين حول طاولة مقهى على الرصيف، لم ألق إليهم بالا غير أن صوت أحدهم بلغ مسامعي فأثار انتباهي، فسمعت الآتي:
كان يقول:{ التّيّو البرّاني........ } يقصد الأنبوب الخارجي.
كدت أن أنفجر ضاحكا لولا أني تمالكت نفسي، فقد تذكرت موضوعك " السانكيام" وقلت لو سمع أخي بوعكيز هذا الكلام، هل سيغيّر عنوان موضوعه إلى "التيّو البرّاني ".
ودون أن أنتبه غرقت في حوار مع نفسي، فرحت أضرب أخماسا في أسداس قائلا: "التّيو" كلمة فرنسية Le tuyau وكلمة " البرّاني " رغم أنها تعني: l’extérieur إلا أنها ليست مأخوذة من اللغة الفرنسية، فمن أي لغة اشتقت؟ من اللغة العربية؟ من كلمة بَر { اليابسة }؟ وتوالت أمثال هذه العبارات في ذهني و لم أنتبه إلا عندما وقفت على باب المسجد.
أخي الكريم:
حتى العرب قديما اختلفوا في معاني الألفاظ، وخير دليل على ذلك حادثة الأسرى في عهد الفتوحات الإسلامية، ولكوني قرأت القصّة منذ عهد بعيد لا أتذكر شخصيّاتها، ولكني أتذكر أن أحدهم أصدر أمرا إلى القائم على الأسرى،فقال: أدفئوهم، ويقصد اجعلوهم يتدفأون،،،، ولمّا كانت الكلمة تعني في لغة القائم على الأسرى القتل { أدفئوهم تعني اقتلوهم }، قام بقتلهم جميعا.
إن العرب الأوائل رغم عذرية لغتهم لم يكونوا يتكلمون اللغة نفسها، فما بالك اليوم وقد انتهكت كل الحرمات، حتى نظم شعرائنا و أدبائنا صار غريبا عن عربيّتنا، فكيف يكون كلام عامة الناس وقد غزتنا ثقافة الغرب؟.
محمد علي 12
2016-02-21, 10:23
السلام عليكم
أخي الكريم : سأحكي لك حكاية سمعتها وشاهدتها
في سنة 2006 دخلت المحكمة في قضية وقبل الدخول قلت في نفسي
اناأول مرة أدخل قاعة الجلسات وسأسمع لمداخلات المحامين والمحاميات والطامة الكبرى عندما بدأت المحاكمة وبدأ المحامي يدافع عن المتهم كانت العربية ((عبرية ))
ماسمعت جملة عربية كاملة
* سايح الكرمسي*
2016-02-21, 11:27
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
التحدث بغير العربية
سئل الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في "اللقاء الشهري" (لقاء رقم 3/سؤال رقم 12):
" السؤال: نجد أن بعض الناس ربما يتخاطب مع غيره من الشباب وغيرهم باللغة الإنجليزية أو ببعض مفرداتها،هل يفرق هذا بين من كان في مجال عمل، كما أننا نحن مثلاً في المستشفى نتخاطب مع زملائنا باللغة الإنجليزية غالباً، ولو كان الأمر لا يحتاج للكلام، ولكننا تعودنا ذلك بمقتضى مخالطتنا لهم، فهل في هذا بأس، وإذا تكلم الإنسان بكلمة من غير العربية فهل يأثم بذلك؟
الجواب:
الكلام باللغة غير العربية أحياناً لا بأس به، فإن النبي - عليه الصلاة والسلام - قال لطفلة صغيرة جارية قدمت من الحبشة فرآها وعليها ثوب جميل، فقال : ( هذا سنا ، هذا سنا ) أي : هذا حسن، كلمها باللغة الحبشية؛ لأنها جاءت قريبة من الحبشة، فخطاب من لا يعرف العربية أحياناً باللغة التي يفهمها هو لا بأس به، وليس فيه إشكال، لكن كوننا يأتينا هؤلاء القوم لا يعلمون اللغة العربية، ثم نتعجم نحن قبل أن يتعربوا هم، مثل أن تجد بعض الناس إذا خاطب إنساناً غير عربي بدل ما يقول: لا أعرف، يقول: " ما في معلوم ". لماذا يقول: " مافي معلوم "؟ لأجل أن يعرف ما يقول له، والصحيح أن يقول له: لا أعرف، حتى يعرف هو اللغة الصحيحة، لكن مع الأسف الآن نخشى على أنفسنا أن نكون أعاجم" انتهى.
ويقول الشيخ ابن عثيمين أيضا -رحمه الله- "لقاء الباب المفتوح" (لقاءرقم 142/سؤال رقم 3):
" الذي ينطق بالعربية لا ينطق بغير العربية، ولهذا كان عمر بن الخطاب يضرب الناس إذا تكلموا برطانة الأعاجم، والعلماء كرهوا أن يكون التخاطب بلغة غير العربية لمن يعرف اللغة العربية، ولذلك - مع الأسف الشديد - الآن عندنا هنا في السعودية التي هي أم العربية نجد بعضهم يتكلم باللغة غير العربية مع أخيه العربي، بل بعضهم يعلم صبيانه اللغة غير العربية، بل بعضهم يعلمهم التحية الإسلامية باللغة غير العربية، سمعنا من يقول لصبيه إذا أراد مغادرته أو أتى إليه،يقول : " باي باي " ..؟!! ثم نرى الآن مع الأسف الشديد أنه يوجد لافتات على بعض المتاجر باللغة غير العربية، يعني : في بلادنا العربية يأتي العربي من البلد يقف على هذا الدكان لا يدري ما معناه، وما الذي فيه؟ ولا يدري ما هذا المتجر؟ ويأتي إنسان أوروبي لا يعرف البلد، ويقف ويعرف ما في الدكان، لماذا؟ لأن المكتوب باللافتة بلغته، أما نحن فلا، وهذا لا شك أنه من نقص التصور في شأننا في الواقع، من عندك ممن يفهم من اللغة الإنجليزية، أي : ولا (1%) من السكان، ثم تجعل اللافتة على دكانك بهذه اللغة! هذا أقل ما يكون حياءً من أهل البلد، لكن الحقيقة أن القلوب ميتة، وإلا كان يُهْجَر هذا الذي جعل دكانه باللغة غير العربية!! كان الذي ينبغي لنا نحن ونحن عرب، والله أنت ما فتحت دكانك لنا، إنما فتحته لأهل هذه اللغة ونقاطعه، ولو أننا قاطعناه لكان غداً يكتبها بالحرف الكبير باللغة العربية ..." انتهى.
ويقول أيضا - رحمه الله - "لقاء الباب المفتوح" ( لقاء رقم/186/ سؤال رقم/15) :
"إذا خاطبك الإنسان بلغته أجب عليه بلغته، لكن الأفضل أن تبقى الألفاظ الشرعية على ما كانت عليه، ولذلك قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : ( لا يغلبنكم الأعراب على صلاتكم العشاء فإنهم يدعونها العتمة )؛ لأن الأعراب يعتمون بالإبل، وهي في كتاب الله العشاء، فنهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - أن يغلبنا الأعراب على لغتنا مع أنهم عرب، لكن مع الأسف الآن أن المسلمين غلبتهم البربر والعجم على لغتهم، فصاروا الآن يتعاملون باللغة الإنجليزية عندنا، حتى بلغني أن بعض الناس من جهلهم في مجالسهم العادية يتكلمون باللغة الإنجليزية وهم عرب، وهذا يدل على الضعف الشخصي إلى أبعد الحدود، وعلى عدم الفقه في دين الله، وكان عمر - رضي الله عنه - من حرصه على اللغة العربية التي هي لغة القرآن والحديث يضرب من يتكلم بالفارسية أو بالأعجمية " انتهى.
وانظر "الآداب الشرعية" لابن مفلح (3/432-433). انتهى
ونقل شيخ الإسلام ابن تيمية عن الشافعي قوله :[ سمى الله الطالبين من فضله في الشراء والبيع تجاراً ولم تزل العرب تسميهم التجار ثم سماهم رسول الله بما سمى الله به من التجارة بلسان العرب والسماسرة اسم من أسماء العجم فلا نحب أن يسمى رجل يعرف العربية تاجراً إلا تاجراً ولا ينطق بالعربية فيسمي شيئاً بالعجمية وذلك أن اللسان الذي اختاره الله عز وجل لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز وجعله لسان خاتم أنبيائه صلى الله عليه وسلم.
ولهذا نقول ينبغي لكل واحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها لأنها اللسان الأولى مرغوباً فيه من غير أن يحرم على أحدأن يـنطق بالعجمية ] اقتضاء الصراط المستقيم ص 204
وبين شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يكره تعود الرجل النطق بغير العربية فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون . المصدر السابق ص 203 .
وقال شيخ الإسلام :[ وأما اعتياد الخطاب بغير العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للمصر وأهله ولأهل الدار وللرجل مع صاحبه ولأهل السوق أو للأمراء أو لأهل الديوان أو لأهل الفقه فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم وهو مكروه ] الاقتضاء ص 206 .
وقال ابن تيمية أيضاً :[ ومازال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات وهو - التكلم بغير العربية - إلا لحاجة كما نص على ذلك مالك والشافعي وأحمد بل قال مالك : من تكلم في مسجدنا بغير العربية أخرج منه ] مجموع الفتاوى 32/255 .
وهذا الذي ذكره الشافعي وشيخ الإسلام من كراهة الحديث بغير العربية قال به كثير من أهل العلم من الأئمة والصحابة والتابعين وغيرهم .
وقال حرب الكرماني - من أصحاب الإمام أحـمـد-: [ بـاب تسـميـة الـشهور بالفارسية، قلت لأحمد : فإن للفرس أياماً وشهوراً يسمونها بأسماء لا تعرف ؟ فكره ذلك أشد الكراهة ! ] اقتضاء الصراط المستقيم ص 20، الآداب الشرعيةلابن مفلح 3/432-433 .
واللغة العربية التي وسعت القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ووسعت شعر العرب وأدبهم قادرة على أن تسع أسماء المخترعات الجديدة والعلوم الحديثة فلا يظنن أحد أن اللغة العربية عاجزة وإنما العجز في الناطقين بها .
قال الإمام الشافعي: [ولسان العرب أوسـع الألـسنة مذهبـاًوأكثر ألفاظاً] الرسالة ص42
وقال الشافعي منبهاً إلى فضل العربية: [وأولى الناس بالفضل في اللسان من لسانه لسان النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز والله أعلم أن يكون أهل لسانه أتباعاً لأهل لسان غير لسانه في حرف واحد بل كل لسان تبع للسانه وكل أهل دين قبله فعليهم اتباع دينه وقد بين الله ذلك في غير آية من كتابه قال الله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ)، وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْمًا عَرَبِيًّا) وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَأُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا) وقال تعالى :( حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)، وقال تعالى :(قُرْءَانًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) ... الخ ] الرسالة ص 46-47.
وصدق حافظ إبراهيم شاعر النيل عندما قال مدافعاً عن اللغة العربية:
رجعت لنفسي فاتهمت حصاتي
وناديت قومي فاحتسبت حياتي
رموني بعقم في الشباب وليتني
عقمت فلم أجزع لقول عداتي
وسعت كتاب الله لفظاً وغايةً
وما ضقت عن آيٍ به وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة
وتنسيق أسمــاء لمخترعـات
أناالبحر في أحشائه الدر كامن
فهل سألوا الغواص عن صدف
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منقول
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir