lek_fouad
2009-09-30, 11:00
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الذي يجعل المرء وهو منظورا إليه من خارج، ليس كما يظن هو نفسه؟!!!.
عندما ينصب على المرء سيل من الانتقادات، تراه متعجبا منها، إذ يراها غريبة عنه، فيرجعها عند التعليل إلى حقد الآخرين أو حسدهم، أو على أقل تقدير إلى سوء في تأويلاتهم.
إذا اجتمعت الآراء حول رجل واحد، كانت الحقيقة، فلا دخان من دون نار سابقة عليه، كذلك هي أفعال الإنسان المنظور إليها من عيون خارجة و مستقلة عنه.
يرفض المرء أن يتخلى عنه الآخرون عندما ينزعون عنه إنسانيته بتشخيصهم له : أنه ليس إنسانا. هذا التشخيص القائم على عدم مطابقة أفعال هذا المرء مع ما يطلب عادة من الإنسان فعله، أو قل بعبارة موجزة، عدم احترامه لما هو مقترح كسلوكيات ينبغي الإلتزام بها.
تعتمل في ذات المرء تبريرات موجهة (الجيم منصوبة) بغرض جعل القبيح مقبول، و تلوين المرفوض بصبغة الذي ينبغي فعله، فتغدو كل السلوكيات اللا أخلاقية حاصلة في النقيض ( أي أخلاقية )، لكنها هي نفسها عندما يراها الغير، هي هي لاأخلاقية، لأنها ببساطة كذلك.
لا يعترف المرء بخطئه لأنه لا يراه أصلا أمرا قائما، ما دامت خصوصية النفس، تسييج العقل، و منعه من أن يقبض على الأفعال الخاطئة الصادرة عنه ، و أن يعتبرها كذلك. لذا ترى أثناء الفعل و القول أن كل ذات تتقوقع على نفسها، عندما تتقوقع حول كلماتها و أفعالها، فيحصل أن تضيع الذات لا في تحليل ما يصدر عنها، و إنما هدم ما ينبعث من الغير، لأنه في صميم و عيها يستحيل خطؤها، و بالمقابل وارد خطأ غيرها.
إن النفس مطبوعة بخاصية الأنانية، الرافعة لشأن الذات، أي المصورة لها على أنها دائما على طريق الحق سالكة، و الواضعة لها في صفوف الملائكة المنزهة عن ارتكاب السوء، و فعل القبيح.
فكيف إذن يمكن للمرء ان يكسر حاجز النفس، لكي تجلو و تصفو له رؤية ذاته عندما تكون خاطئة؟.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما الذي يجعل المرء وهو منظورا إليه من خارج، ليس كما يظن هو نفسه؟!!!.
عندما ينصب على المرء سيل من الانتقادات، تراه متعجبا منها، إذ يراها غريبة عنه، فيرجعها عند التعليل إلى حقد الآخرين أو حسدهم، أو على أقل تقدير إلى سوء في تأويلاتهم.
إذا اجتمعت الآراء حول رجل واحد، كانت الحقيقة، فلا دخان من دون نار سابقة عليه، كذلك هي أفعال الإنسان المنظور إليها من عيون خارجة و مستقلة عنه.
يرفض المرء أن يتخلى عنه الآخرون عندما ينزعون عنه إنسانيته بتشخيصهم له : أنه ليس إنسانا. هذا التشخيص القائم على عدم مطابقة أفعال هذا المرء مع ما يطلب عادة من الإنسان فعله، أو قل بعبارة موجزة، عدم احترامه لما هو مقترح كسلوكيات ينبغي الإلتزام بها.
تعتمل في ذات المرء تبريرات موجهة (الجيم منصوبة) بغرض جعل القبيح مقبول، و تلوين المرفوض بصبغة الذي ينبغي فعله، فتغدو كل السلوكيات اللا أخلاقية حاصلة في النقيض ( أي أخلاقية )، لكنها هي نفسها عندما يراها الغير، هي هي لاأخلاقية، لأنها ببساطة كذلك.
لا يعترف المرء بخطئه لأنه لا يراه أصلا أمرا قائما، ما دامت خصوصية النفس، تسييج العقل، و منعه من أن يقبض على الأفعال الخاطئة الصادرة عنه ، و أن يعتبرها كذلك. لذا ترى أثناء الفعل و القول أن كل ذات تتقوقع على نفسها، عندما تتقوقع حول كلماتها و أفعالها، فيحصل أن تضيع الذات لا في تحليل ما يصدر عنها، و إنما هدم ما ينبعث من الغير، لأنه في صميم و عيها يستحيل خطؤها، و بالمقابل وارد خطأ غيرها.
إن النفس مطبوعة بخاصية الأنانية، الرافعة لشأن الذات، أي المصورة لها على أنها دائما على طريق الحق سالكة، و الواضعة لها في صفوف الملائكة المنزهة عن ارتكاب السوء، و فعل القبيح.
فكيف إذن يمكن للمرء ان يكسر حاجز النفس، لكي تجلو و تصفو له رؤية ذاته عندما تكون خاطئة؟.