أخت عيشة
2016-02-16, 21:04
ة الدراسية : 2012 . 2013
المستوى : 3لغ الفرض الأول في مادة اللغة والأدب العربي
اعلم أن لكل واحد من فنون الأدب نظما أو نثرا أساليب تختص به عند أهله ، لا تصلح للفن الآخر و لا تستعمل فيه مثل النسيب المختص بالشعر ، و الحمد و الدعاء المختص بالخطب ...
و قد استعمل المتأخرون أساليب الشعر و موازينه في المنثور من كثرة الأسجاع و التزام التقفية ... و صار هذا المنثور إذا تأملته من باب الشعر و فنه ، و لم يفترقا إلا في الوزن . واستمر المتأخرون من الكتاب على هذه الطريقة ، واستعملوها في المخاطبات السلطانية لهذا العهد و قصروا الإستعمال في هذا المنثور كله على هذا الفن الذي ارتضوه ، وخلطوا الأساليب فيه و هجروا المرسل و تناسوه ...
و هذا الفن المنثور المقفى أدخل المتأخرون فيه أساليب الشعر فوجب أن ننزه المخاطبات السلطانية عنه ، إذ أساليب الشعر تباح فيها اللذوعية ، وخلط الجد بالهزل ، و الإطناب في الأوصاف و ضرب الأمثال و كثرة التشبيهات و الإستعارات ، حيث لا تدعو لذلك ضرورة في الخطاب . و التزام التقفية أيضا من اللذوعية و التزيين و جلال الملك و السلطان و خطاب الجمهور عن الملوك بالترغيب و الترهيب ينافي ذلك و يباينه . و المحمود في المخاطبات السلطانية ... هو اطلاق الكلام و إرساله من غير تسجيع إلا في القليل النادر ... فلكل مقام أسلوب يخصه من إطناب أو إيجازأو حذف أو إثبات أو تصريح أو إشارة و كناية و استعارة .
و إما إجراء المخاطبات السلطانية على هذا النحو الذي هو على أساليب الشعر فمذموم ، و ما حمل عليه أهل العصر إلا استيلاء العجمة على ألسنتهم و قصورهم لذلك عن إعطاء الكلام حقه في مطابقته لمقتضى الحال ، فعجزوا عن الكلام المرسل لبعد أمده في البلاغة وولعوا بهذا المسجّع ، يلفقون به ما نقصهم من تطبيق الكلام على المقصود و مقتضى الحال فيه و يجبرونه بذلك القدر من التزيين بالأسجاع و الألقاب البديعية و يغفلون عما سوى ذلك ... حتى أنهم ليُخِلون بالإعراب في الكلمات و التصريف إذا دخلت لهم في تجنيس أو مطابقة لا يجتمعان معا ، فيرجّحون ذلك الصنف من التجنيس و يدَعون الإعراب و يفسدون بنية الكلمة عساها تصادف التجنيس ...
ابن حلدون
شرح بعض المفردات : اللذوعية : الغريب من الألفاظ و القول ، النسيب : الغزل
البناء الفكري:
1 ـ ما القضية التي أكدها الشاعر في بداية النص ؟ و بم مثل لها ؟
2 ـ في أي مجال تصنف هذه الألفاظ ؟ النسيب ـ المنثور ـ المخاطبات ـ التقفية
3 ـ أشار ابن خلدون إلى " هذا العهد " و ذكر حصائص أسلوب الكتابة فيه . ما " العهد " المقصود ؟ ، لخص تلك الخصائص بأسلوبك.
4 ـ ما النمط الطاغي على النص ؟ اذكر بعض مؤشراته .
البناء اللغوي :
1 ـ يقال : " لكل مقام مقال " تكرر هذا القول في النص معنى و لفظا ، حدد مواضعه واذكر دلالة هذا التكرار .
2 ـ في النص تضاد كثير . هات مثالين و بين أثرهما في الكلام
3 ـ أعرب ما تحته حط في النص
المستوى : 3لغ الفرض الأول في مادة اللغة والأدب العربي
اعلم أن لكل واحد من فنون الأدب نظما أو نثرا أساليب تختص به عند أهله ، لا تصلح للفن الآخر و لا تستعمل فيه مثل النسيب المختص بالشعر ، و الحمد و الدعاء المختص بالخطب ...
و قد استعمل المتأخرون أساليب الشعر و موازينه في المنثور من كثرة الأسجاع و التزام التقفية ... و صار هذا المنثور إذا تأملته من باب الشعر و فنه ، و لم يفترقا إلا في الوزن . واستمر المتأخرون من الكتاب على هذه الطريقة ، واستعملوها في المخاطبات السلطانية لهذا العهد و قصروا الإستعمال في هذا المنثور كله على هذا الفن الذي ارتضوه ، وخلطوا الأساليب فيه و هجروا المرسل و تناسوه ...
و هذا الفن المنثور المقفى أدخل المتأخرون فيه أساليب الشعر فوجب أن ننزه المخاطبات السلطانية عنه ، إذ أساليب الشعر تباح فيها اللذوعية ، وخلط الجد بالهزل ، و الإطناب في الأوصاف و ضرب الأمثال و كثرة التشبيهات و الإستعارات ، حيث لا تدعو لذلك ضرورة في الخطاب . و التزام التقفية أيضا من اللذوعية و التزيين و جلال الملك و السلطان و خطاب الجمهور عن الملوك بالترغيب و الترهيب ينافي ذلك و يباينه . و المحمود في المخاطبات السلطانية ... هو اطلاق الكلام و إرساله من غير تسجيع إلا في القليل النادر ... فلكل مقام أسلوب يخصه من إطناب أو إيجازأو حذف أو إثبات أو تصريح أو إشارة و كناية و استعارة .
و إما إجراء المخاطبات السلطانية على هذا النحو الذي هو على أساليب الشعر فمذموم ، و ما حمل عليه أهل العصر إلا استيلاء العجمة على ألسنتهم و قصورهم لذلك عن إعطاء الكلام حقه في مطابقته لمقتضى الحال ، فعجزوا عن الكلام المرسل لبعد أمده في البلاغة وولعوا بهذا المسجّع ، يلفقون به ما نقصهم من تطبيق الكلام على المقصود و مقتضى الحال فيه و يجبرونه بذلك القدر من التزيين بالأسجاع و الألقاب البديعية و يغفلون عما سوى ذلك ... حتى أنهم ليُخِلون بالإعراب في الكلمات و التصريف إذا دخلت لهم في تجنيس أو مطابقة لا يجتمعان معا ، فيرجّحون ذلك الصنف من التجنيس و يدَعون الإعراب و يفسدون بنية الكلمة عساها تصادف التجنيس ...
ابن حلدون
شرح بعض المفردات : اللذوعية : الغريب من الألفاظ و القول ، النسيب : الغزل
البناء الفكري:
1 ـ ما القضية التي أكدها الشاعر في بداية النص ؟ و بم مثل لها ؟
2 ـ في أي مجال تصنف هذه الألفاظ ؟ النسيب ـ المنثور ـ المخاطبات ـ التقفية
3 ـ أشار ابن خلدون إلى " هذا العهد " و ذكر حصائص أسلوب الكتابة فيه . ما " العهد " المقصود ؟ ، لخص تلك الخصائص بأسلوبك.
4 ـ ما النمط الطاغي على النص ؟ اذكر بعض مؤشراته .
البناء اللغوي :
1 ـ يقال : " لكل مقام مقال " تكرر هذا القول في النص معنى و لفظا ، حدد مواضعه واذكر دلالة هذا التكرار .
2 ـ في النص تضاد كثير . هات مثالين و بين أثرهما في الكلام
3 ـ أعرب ما تحته حط في النص