تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اختبار للأدبيين في مادة اللغة و الدب العربي


أخت عيشة
2016-02-16, 20:54
سقطت آخر جدرانِ الحياء).
و فرِحنا.. و رقَصنا..
و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ
لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..
و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..
فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…
سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..
دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..
أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..
و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.
و ركَضنَا.. و لَهثنا..
و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..
جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.
و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..
بَصَلَة...
سَقَطَتْ غرناطةٌ
-للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.
سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.
سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.
سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.
سَقَطتْ إشبيلَة.
سَقَطتْ أنطاكيَه..
سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..
سَقَطتْ عمُّوريَة..
سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ
و لا ثَمَّ رُجُولَة...
تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا
تُسمَّى غَزَّة..
عَظمةً يابسةً تُدعى أريحا..
فُندقاً يُدعى فلسطينَ..
بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..
تركوُنا جَسَداً دونَ عظامٍ
و يداً دونَ أصابعْ...
لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.
كيف تبكي أمَّةٌ
أخَذوا منها المدامعْ؟؟
بعد هذا الغَزَل السِريِّ في أوسلُو
خرجنا عاقرينْ..
وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..
وطَناً نبلعه من غير ماءٍ
كحبوب الأسبرينْ..
بعدَ خمسينَ سَنَةْ..
نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..
ما لنا مأوى
كآلافِ الكلاب
بعدَ خمسينَ سنةْ
ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..
ليس صُلحاً,
ذلكَ الصلح الذي( أُدخِلَ كالخنجر فينا)..
إنه فِعلُ إغتصابْ..
... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..
من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..
مضغتْ أكبادنا..
و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..
و سكِرْنا.. و رقصنا
لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ
أو طعامٌ عربي.ٌّ
أو غناءٌ عربي.ٌّ
أو حياء عربي.ٌّ ٌ
فلقد غاب عن الزفَّةِ أولاد البَلَدْ..
كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..
كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..
كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..
و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..
و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,
و موسيقى المارينزْ..
كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا.
و انتهى العُرسُ..
و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.
.... هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
(ليسَ هذا الثوبُ ثوبي)..
ليس هذا العارُ عاري..
أبداً..يا أمريكا..
أبداً..يا أمريكا..
أبداً..يا أمريكا..

نزار قباني
الأســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــئلــ ــــــــــــــــــــــة:

البناء الفكري :

1 – ما القضية التي شغلت بال الشاعر ؟ و ما موقفك أنت منها ؟
2 – ما المؤتمر الذي ورد ذكره في القصيدة ؟ كيف استقبلته الأمة العربية ؟ و ما آثاره على الشعب الفلسطيني
3 - من كان وراء نكبة فلسطين في رأي الشاعر ؟
4 - استخرج من النص العبارات الدالة على ذل و تحاذل العرب .
5 – وظف الشاعر الرمز بأنواعه : التاريخي , السياسي ، الديني ، مثل لكل نوع من النص .
6 – نزعة الشاعر واضحة و عاطفته قوية ، ما نوعيهما ؟ وضح .

البناء اللغوي :

1 – أعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
2 – في كل من العبارتين التاليتين صورة بيانية اشرحهما و بين نوعهما . " سقطت آخر جدران الحياء " و " لم تحضر فلسطين الفرح "
3 – ما النمط السائد في النص ؟ هات بعض مؤشراته .
4 – هات من النص ثلاثة روابط مختلفة اعتمدها الشاعر في بناء نصه .
5 – ما نوع الأسلوب في قول الشاعر : " كيف تبكي أمة أخذوا منها المدامع " و ما غرضه الأدبي ؟
6 – عين فيما يلي العمدة و الفضلة معللا إجابتك . ( 3 أ ف ) " لم تحضر فلسطين الفرح "


التقويم النقدي :

الإلتزام ظاهرة لا يكاد يخلو منها الأدب العربي الحديث شعرا كان أم نثرا .
- - عرف الإلتزام واذكر مظهرين من مظاهره
- أيمكن إدراج هذه القصيدة ضمن الأدب الملتزم ؟ علل إجابتك .

♥لَيْلَىّ♥
2016-02-20, 09:44
بارك الله فيك

SARAJOUJOU
2016-03-04, 18:20
شكرا على المجهودات جزاك الله خيرا

mohalil
2016-03-24, 13:50
شكرا لك واااااااااصل