أخت عيشة
2016-02-16, 20:37
فرض الثلاثي الثاني في مادة اللغة و الأدب العربي
النص :
إن الاحتقار هو الأساس الخلقي الذي وضع عليه الاستعمار قواعده ، و بنى عليه قوانينه ، ولكنه بعد ( أن تراءى العيانان): عيان الفاعل و عيان القابل ، لم يجد فينا قابلية الإحتقار أباها لنا عرق في الإباء أصيل ، و إرث من محمد أثيل ، فانقلب ذلك الاحتقار على مرّ الزمن حقدا يصهر الجوانح ، و تحول بفعل الأحداث بغضا يأكل الأكباد .
ابدأ بما شئت، واختم بما شئت من النظم و القوانين التي تساس بها الجزائر تجدها كلها دائرة في مبادئها و غاياتها على محور واحد ، وهو احتقار المسلم الجزائري و بغضه ، وانظر ما شئت في أعمال الحاكمين كبارا أو صغارا ، وفي ملابساتهم للناس، وفي شمائلهم ، تجد الأعمال مفسرة لذلك والملابسات حتى في الحديث جارية على ذلك، هلم إلى الدين تجد الاستعمار الذي كفر بالأديان يقول لك بصريح القول والعمل : أنا أحق منك بالتصرف في دينك ، فلا تدخل المسجد إلا بإذني ، ولا تصل إلا من وراء إمامي ، ولا تضع زكاتك إلا برخصتي ،ولا تصم إلا على رؤيتي ولا تزك إلا بعد استشارتي ، ولا تضع زكاتك إلا حيث أريد ، لا حيث تريد ، ومعنى هذا كله نسخ آية من القرآن بآية من وحي الشيطان ولم يبق إلا أن تتلوها كما يريد ، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي للاستعمار وكذب الشيطان الرجيم وأفك الاستعمار الذميم .
ثم انظر إلى قوانين التعليم ،و هو سر ألحياة تجد الاحتقار و البغض ماثلين في كل جولة طرف، يقول المسلم الجزائري للاستعمار :( علمني) ، فيقول : لا،ويقول له : دعني أتعلم وحدي ما يقوّمني ، فيقول : لا ، و يقول له : دعني أعنك على التعليم العام ، فيقول : لا ، ولا تبقى الرابعة بينكما ، لا يمنعك من قولها إلا الرهبة منه ، ولا يمنعه من قولها إلا احتقارك أيضا ، ولو قالها لكانت ترجمتها : لا أعلمك لأنني أحتقرك و أبعضك ولا أدعك تتعلم وحدك لأنني أحتقرك وأبغضك ،و لا أدعك تعينني لأنني أحتقرك وأبغضك .
وتعال إلى القوانين الجنائية ــ( وهو مظهر المساواة فيما يزعم الاستعمار) ــ تجد الألفاظ واحدة والتطبيقات مختلفة ، يجني الجانيان منا ومنهم جناية متماثلة الكم والكيف و الظروف و الشهادات والقرائن ، فيصطرع القانون المكتوب في الطروس ، والقانون المكتوب في النفوس ، ويتضاءل الأول أمام جانيهم حتى ليكاد يعتذر إليه ، فتصبح جنايته بالتأويل ليست جناية فلا جزاء عليها ، و تسمى جنايتنا بالتهويل جنايتين و نصفا ، فالجزاء عليها ضعفا و ضعفا .
وانحدر إلى الإجراءات البوليسية البسيطة فما فوقها تجدها كأنها تنفيذ لشريعة اسمها شريعة الاحتقار والبغض ، أول موادها لا رحمة بضعيف ، ولا عذر لعائل ،
ولا شفقة على بائس ، و لا احترام لذي مقام ديني ، بل كل المسلمين سواسية أمام قانون الاحتقار .
إن الاحتقار هو الأساس الذي بنى عليه الاستعمار تربيته و تعليمه ،و حكمه ، وقد أصبح خلقا ذاتيا في أبنائه و أنصاره وحكامه ، لا يستطيعون الانفكاك عنه لأنه جزء من وجودهم و مادة لحياتهم ، ثم غمر البغض عنصرين مكونين لشيء موجود هو هذا الظلم. و إن الاحتقار و البغض هما اللذان (رفعا الحصانة) عن ديننا و أموالنا و أعراضنا و أبداننا . البشير الإبراهيمي
البناء الفكري :
1 / ما الأساس الذي قامت عليه سياسة الإستعمار في الجزائر ؟ و ما أثر ذلك في نفوس الجزائريين ؟
2 / سجل الكاتب حقيقتين ، إحداهما سياسية و أخرى اجتماعية . وضحهما .
3 / تناول الكاتب طبيعة التعامل في ميادين عديدة ، حدد هذه الميادين واشرح طبيعة معاملة المستعمر للجزائريين في ميدان القضاء ؟
4 / في أي نوع من أنواع النثر تصنف هذا النص ؟ اذكر خصائصه ، و حدد طبيعة موضوعه .
5 / لخص مضمون النص في بضعه أسطر ، محترما تقنية التلخيص .
البناء اللغوي :
1 / النص عبارة عن نسيج محكم ، استخرج القرائن المختلفة التي حققت ذلك .
2 / استخرج من النص الألفاظ التي تنتمي إلى الحقل الدلالي للظلم و الإستبداد .
3 / اعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
4/ عد إلى النص واستخرج صيغتين مختلفتين من صيغ منتهى الجموع .
5 / ما نوع الصورة الشعرية في قول الشاعر : " بغضا يأكل الأكباد "
6 / النص حافل بالبديع ، استخرج محسنا لفظيا و آخر معنويا واذكر اثرهما في الكلام .
التقويم النقدي :
ينتمي البشير الإبراهيمي إلى مدرسة عريقة في الأدب العربي .
ـ سم هذه المدرسة .
ـ اذكر خصائصها مستشهدا على ذلك من النص .
النص :
إن الاحتقار هو الأساس الخلقي الذي وضع عليه الاستعمار قواعده ، و بنى عليه قوانينه ، ولكنه بعد ( أن تراءى العيانان): عيان الفاعل و عيان القابل ، لم يجد فينا قابلية الإحتقار أباها لنا عرق في الإباء أصيل ، و إرث من محمد أثيل ، فانقلب ذلك الاحتقار على مرّ الزمن حقدا يصهر الجوانح ، و تحول بفعل الأحداث بغضا يأكل الأكباد .
ابدأ بما شئت، واختم بما شئت من النظم و القوانين التي تساس بها الجزائر تجدها كلها دائرة في مبادئها و غاياتها على محور واحد ، وهو احتقار المسلم الجزائري و بغضه ، وانظر ما شئت في أعمال الحاكمين كبارا أو صغارا ، وفي ملابساتهم للناس، وفي شمائلهم ، تجد الأعمال مفسرة لذلك والملابسات حتى في الحديث جارية على ذلك، هلم إلى الدين تجد الاستعمار الذي كفر بالأديان يقول لك بصريح القول والعمل : أنا أحق منك بالتصرف في دينك ، فلا تدخل المسجد إلا بإذني ، ولا تصل إلا من وراء إمامي ، ولا تضع زكاتك إلا برخصتي ،ولا تصم إلا على رؤيتي ولا تزك إلا بعد استشارتي ، ولا تضع زكاتك إلا حيث أريد ، لا حيث تريد ، ومعنى هذا كله نسخ آية من القرآن بآية من وحي الشيطان ولم يبق إلا أن تتلوها كما يريد ، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي و مماتي للاستعمار وكذب الشيطان الرجيم وأفك الاستعمار الذميم .
ثم انظر إلى قوانين التعليم ،و هو سر ألحياة تجد الاحتقار و البغض ماثلين في كل جولة طرف، يقول المسلم الجزائري للاستعمار :( علمني) ، فيقول : لا،ويقول له : دعني أتعلم وحدي ما يقوّمني ، فيقول : لا ، و يقول له : دعني أعنك على التعليم العام ، فيقول : لا ، ولا تبقى الرابعة بينكما ، لا يمنعك من قولها إلا الرهبة منه ، ولا يمنعه من قولها إلا احتقارك أيضا ، ولو قالها لكانت ترجمتها : لا أعلمك لأنني أحتقرك و أبعضك ولا أدعك تتعلم وحدك لأنني أحتقرك وأبغضك ،و لا أدعك تعينني لأنني أحتقرك وأبغضك .
وتعال إلى القوانين الجنائية ــ( وهو مظهر المساواة فيما يزعم الاستعمار) ــ تجد الألفاظ واحدة والتطبيقات مختلفة ، يجني الجانيان منا ومنهم جناية متماثلة الكم والكيف و الظروف و الشهادات والقرائن ، فيصطرع القانون المكتوب في الطروس ، والقانون المكتوب في النفوس ، ويتضاءل الأول أمام جانيهم حتى ليكاد يعتذر إليه ، فتصبح جنايته بالتأويل ليست جناية فلا جزاء عليها ، و تسمى جنايتنا بالتهويل جنايتين و نصفا ، فالجزاء عليها ضعفا و ضعفا .
وانحدر إلى الإجراءات البوليسية البسيطة فما فوقها تجدها كأنها تنفيذ لشريعة اسمها شريعة الاحتقار والبغض ، أول موادها لا رحمة بضعيف ، ولا عذر لعائل ،
ولا شفقة على بائس ، و لا احترام لذي مقام ديني ، بل كل المسلمين سواسية أمام قانون الاحتقار .
إن الاحتقار هو الأساس الذي بنى عليه الاستعمار تربيته و تعليمه ،و حكمه ، وقد أصبح خلقا ذاتيا في أبنائه و أنصاره وحكامه ، لا يستطيعون الانفكاك عنه لأنه جزء من وجودهم و مادة لحياتهم ، ثم غمر البغض عنصرين مكونين لشيء موجود هو هذا الظلم. و إن الاحتقار و البغض هما اللذان (رفعا الحصانة) عن ديننا و أموالنا و أعراضنا و أبداننا . البشير الإبراهيمي
البناء الفكري :
1 / ما الأساس الذي قامت عليه سياسة الإستعمار في الجزائر ؟ و ما أثر ذلك في نفوس الجزائريين ؟
2 / سجل الكاتب حقيقتين ، إحداهما سياسية و أخرى اجتماعية . وضحهما .
3 / تناول الكاتب طبيعة التعامل في ميادين عديدة ، حدد هذه الميادين واشرح طبيعة معاملة المستعمر للجزائريين في ميدان القضاء ؟
4 / في أي نوع من أنواع النثر تصنف هذا النص ؟ اذكر خصائصه ، و حدد طبيعة موضوعه .
5 / لخص مضمون النص في بضعه أسطر ، محترما تقنية التلخيص .
البناء اللغوي :
1 / النص عبارة عن نسيج محكم ، استخرج القرائن المختلفة التي حققت ذلك .
2 / استخرج من النص الألفاظ التي تنتمي إلى الحقل الدلالي للظلم و الإستبداد .
3 / اعرب ما تحته خط إعراب مفردات و ما بين قوسين إعراب جمل .
4/ عد إلى النص واستخرج صيغتين مختلفتين من صيغ منتهى الجموع .
5 / ما نوع الصورة الشعرية في قول الشاعر : " بغضا يأكل الأكباد "
6 / النص حافل بالبديع ، استخرج محسنا لفظيا و آخر معنويا واذكر اثرهما في الكلام .
التقويم النقدي :
ينتمي البشير الإبراهيمي إلى مدرسة عريقة في الأدب العربي .
ـ سم هذه المدرسة .
ـ اذكر خصائصها مستشهدا على ذلك من النص .