تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح دعاء: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ


abdo.chenwi
2016-02-14, 13:50
1- ]رَبَّنَا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%CA%F3%DE%F3%C8%F8%F3%E1%FA) تَقَبَّلْ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%AA%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A8%D9%91% D9%8E%D9%84%D9%92) (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%E3%F6%E4%F8%F3%C7) مِنَّا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D9%85%D9%90%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%A7) إِنَّكَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C5%F6%E4%F8%F3%DF%F3) أَنتَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C3%F3%E4%CA%F3) (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%F8%F3%E3%F6%ED%DA%F5) السَّمِيعُ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%85% D9%90%D9%8A%D8%B9%D9%8F) الْعَلِيمُ[([1]).

2- ]وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C5%F6%E4%F8%F3%DF%F3) أَنتَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C3%F3%E4%CA%F3) التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[([2]).

هذه أولى الدعوات التي ذكرها المؤلف حفظه اللَّه تعالى من دعوات إبراهيم إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، وخليل الرحمن، الذي وصفه ربنا ﻷ بأنه الجامع لخصال الخير كلّها: ]إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ[ ([3]).

فهذه الدعوة المباركة جمعت عدة مطالب عظيمة لا غنى عنها للعبد في أمور دينه ودنياه.

أولها: سؤال اللَّه تعالى القبول في الأعمال، والأقوال، ‏فقال وابنه إسماعيل عليهما السلام: ]رَبَّنَا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%CA%F3%DE%F3%C8%F8%F3%E1%FA) تَقَبَّلْ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%AA%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A8%D9%91% D9%8E%D9%84%D9%92) (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%E3%F6%E4%F8%F3%C7) مِنَّا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D9%85%D9%90%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%A7) إِنَّكَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C5%F6%E4%F8%F3%DF%F3) أَنْتَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%F8%F3%E3%F6%ED%DA%F5) السَّمِيعُ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%85% D9%90%D9%8A%D8%B9%D9%8F) الْعَلِيمُ[([4]).

وقوله: ((و(يرفع): فعل مضارع، والمضارع للحاضر، أو للمستقبل، ورفع البيت ماضٍ؛ لكنه يعبَّر بالمضارع عن الماضي على حكاية الحال، كأن إبراهيم يرفع الآن، يعني: ذكِّرهم بهذه الحال التي كأنها الآن مشاهدة أمامهم))([5]).

ففيه تنبيه للعبد أن يستحضر هذه المعاني وكأنها أمامه، ‏من جليل الأعمال من رفع القواعد، وكذلك دعاؤهما، ‏حتى يتأسى العبد بهذه المقاصد والمطالب الجليلة من إخلاص العمل للَّه تعالى، وما يحمل الدعاء في طياته من جميل المعاني من الخوف، والرجاء، ‏والرغبة، والرهبة.

]رَبَّنَا[: ((ربّ)) منادى حذفت منه (يا) النداء، وأصله: يا ربنا، حذفت ((يا)) النداء للبداءة بالمدعو المنادى، وهو اللَّه جلّ شأنه، أي كلّ واحد يقول بلسانه: ]رَبَّنَا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%CA%F3%DE%F3%C8%F8%F3%E1%FA) تَقَبَّلْ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%AA%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A8%D9%91% D9%8E%D9%84%D9%92) مِنَّا[([6]).

فقد جاء في صحيح البخاري ((... ثُمَّ إِنَّهُ بَدَا لِإِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لِأَهْلِهِ: إِنِّي مُطَّلِعٌ تَرِكَتِي، فَجَاءَ فَوَافَقَ إِسْمَاعِيلَ مِنْ وَرَاءِ زَمْزَمَ يُصْلِحُ نَبْلًا لَهُ، فَقَالَ: يَا إِسْمَاعِيلُ، إِنَّ رَبَّكَ أَمَرَنِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا، قَالَ: أَطِعْ رَبَّكَ، قَالَ: إِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِي أَنْ تُعِينَنِي عَلَيْهِ، قَالَ: إِذَنْ أَفْعَلَ، أَوْ كَمَا قَالَ، قَالَ: فَقَامَا فَجَعَلَ إِبْرَاهِيمُ يَبْنِي، وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ، وَيَقُولَانِ: ]رَبَّنَا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%CA%F3%DE%F3%C8%F8%F3%E1%FA) تَقَبَّلْ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%AA%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A8%D9%91% D9%8E%D9%84%D9%92) (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%E3%F6%E4%F8%F3%C7) مِنَّا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D9%85%D9%90%D9%86%D9%91%D9%8E%D8%A7) إِنَّكَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C5%F6%E4%F8%F3%DF%F3) أَنْتَ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%C7%E1%D3%F8%F3%E3%F6%ED%DA%F5) السَّمِيعُ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%91%D9%8E%D9%85% D9%90%D9%8A%D8%B9%D9%8F) الْعَلِيمُ[([7]).

انظر يا عبد اللَّه، وتأمّل في شأنهما: يقومان بأجلّ الأعمال وأرفعها بإذنٍ من ربهما تعالى، وهما يسألان ]رَبَّنَا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%CA%F3%DE%F3%C8%F8%F3%E1%FA) تَقَبَّلْ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%AA%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A8%D9%91% D9%8E%D9%84%D9%92) مِنَّا[، فتأمّل كيف كان حالهما من الخوف والرجاء ألاّ يتقبل عملهما، فإذا كان هذا حال إمام الحنفاء، وقدوة الموحدين، ‏فكيف بحالنا وتقصيرنا؟.
فعن وهيب بن الورد أنه قرأ: ]وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D1%F3%C8%F8%F3%E4%F3%C7) رَبَّنَا (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%B1%D9%8E%D8%A8%D9%91%D9%8E%D9%86% D9%8E%D8%A7) (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%CA%F3%DE%F3%C8%F8%F3%E1%FA) تَقَبَّلْ (http://adm-sat.net/vb/tags.php?tag=%D8%AA%D9%8E%D9%82%D9%8E%D8%A8%D9%91% D9%8E%D9%84%D9%92) مِنَّا[، ثم يبكي ويقول: يا خليل الرحمن، ترفع قوائم بيت الرحمن وأنت مشفق أن لا يتقبل منك؟))([8]). وهذا كما حكى اللَّه تعالى عن حال المؤمنينَ الخُلَّص في قوله تعالى: ]وَالَّذينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا[([9])، أي يعطون ما أعطوا من الصدقات والنفقات والقربات: ]وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ[([10])، أي: خائفة ألاّ يتقبل منهم، كما جاء في الحديث أن عائشة رَضْيَ اللَّهُ عنْهَا سألت رسول ‏اللَّه r عن هذه الآية: ((أَهُمْ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ؟ قَالَ: لَا يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ، وَلَكِنَّهُمْ الَّذِينَ يَصُومُونَ، وَيُصَلُّونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ، وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لَا يُقْبَلَ مِنْهُمْ، ]أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ[([11])، والتعرض لوصف الربوبية في دعائهم؛ لأن إجابة الدعاء من شأن الربوبية وخصائصها لما فيها من معاني التربية والإصلاح والتدبير، وقولهما: ]تَقَبَّلْ مِنَّا[: ((القبول: أخذ الشيء والرضا به، فتقبّل اللَّه سبحانه للعمل أن يتلقّاه بالرضى فيرضى عن فاعله، وإذا رضي اللَّه تعالى عن فاعله، فلا بدّ أن يثيبه الثواب الذي وعده إيّاه))([12]): وقولهما: ]إنَّكَ أنْتَ ‏السَّمِيعُ الْعَلِيمُ[ تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة.

والسميع والعليم اسمان للَّه تعالى من أسمائه الحسنى يدلاّن على صفة السمع والعلم، أي: أنت السميع لأقوالنا التي من جملتها دعاؤنا العليم بما في ضمائر نفوسنا من ‏الإذعان لك، والطاعة في القول والعمل، ولا يخفى عليك شيء في قلوبنا.

((وقصر صفتي السمع والعلم عليه تعالى لإظهار اختصاص دعائهما به تعالى، وانقطاع رجائهما عمّا سواه بالكلية))([13]).

((ولمّا كان العبد مهما كان، لابدّ أن يعتريه التقصير ويحتاج إلى التوبة قالا: ]وَتُبْ عَلَيْنَا[، قالاه هضماً لأنفسهما، وتعليماً للذرّية بعدهما أن يلازموا هذا الطلب، والمقصد الجليل))([14]).

‏وقولهما: ]إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ[: هذه الجملة كسابقتها تعليل لطلب القبول، ومزيد استدعاء للإجابة.

‏التواب: أي أنك كثير التوبة على عبادك، فهو يقبل التوبة من عبده كلما تكررت التوبة منه إلى ما لانهاية.

الرحيم: أي ذو الرحمة الشاملة للمؤمنين يوم القيامة، وهذا الاسم: يخصّ به المؤمنين يوم القيامة، أما الرحمن فهي رحمته تبارك وتعالى الشاملة لجميع الخلائق في الدنيا مؤمنهم وكافرهم، إنسهم وجنهم.

الفوائد: ‏تضمنت هاتان الآيتان الكثير من الفوائد الجليلة منها:

1- أهمية القبول حيث إن مدار الأعمال الصالحة عليه، وذلك يقوم على الإخلاص للَّه تعالى، والاتباع لما جاء به الشرع المطهر.

2- دلّت الآية: أنّ على العبد ملازمة سؤال اللَّه قبول أعماله بعد أدائه لها، ومنها الدعاء، فقد كان هذا من هدي المصطفى : فإنه كان يستغفر ثلاثاً بعد الصلاة، وكان يقول بعد صلاة الصبح: ((اللّهمَّ إنّي أسألك علماً نافعاً، ‏ورزقاً طيباً، وعملاً مُتقبّلاً))([15])، وكان يقول : ((ربّ تقبّل توبتي، واغسل حوبتي، وأجب دعوتي))([16])، وكان يستعيذ من عمل لا يُرفع: ((اللّهمّ إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن عمل لا يُرفع))([17])، وغير ذلك.

3- ينبغي للعبد أن يكون في حال عبادته لربه ودعائه، ‏خائفاً راجياً، كجناحي الطائر، فلا يغلّب الخوف، فيقع في القنوط، ولا يغلب الرجاء، ‏فيقع في الغرور، والأمن من مكر اللَّه تعالى.

4- التوسّل إلى اللَّه تعالى بأسمائه وصفاته ما يناسب المطلوب والسؤال؛ فإن (السميع) مناسب في سماع دعائهما، و(العليم) مناسب للعلم بنياتهما، وصدق تضرعهما، وكذلك (التواب الرحيم)..

5- ملازمة التواضع والإخبات للَّه تعالى في حال القيام بطاعته ولو بأجلّ العبادات والمقامات.

6- أن الدعاء ملجأ ومقصد كل الأنبياء والمرسلين، ‏وأن العبد لا غنى له عنه في كل أحواله الشرعية والدنيوية.

7- طرد الإعجاب بالنفس، وعدم الإدلال على اللَّه تعالى بما قام من العمل، فإنّ ذلك مفسد للعمل.

8- أهمية سؤال اللَّه تبارك وتعالى الثبات على الإسلام، ((وهو يشمل على الاستسلام للَّه تعالى ظاهراً أو باطناً([18]).

9- ((أنه ينبغي للإنسان أن يشمل ذريته في الدعاء، ‏لأنّ الذرية الصالحة من آثار الإنسان الصالحة؛ لقوله تعالى: ]وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ[.

10- ((شدة افتقار الإنسان إلى ربه تعالى؛ حيث كرر كلمة ((ربنا))، وأنه بحاجة إلى ربوبيته اللَّه تعالى الخاصة التي تقتضي عناية خاصة))([19]). :19: منقول شرح دعاء: رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ :mh31:
(http://adm-sat.net/vb/adm1786.html)

♥لَيْلَىّ♥
2016-02-14, 14:07
جزاك الله خيرا

انسام الريح
2016-02-14, 14:55
جزآك الله خيرآ