المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طريقة التخلص من الحاكم الظالم


عبدالنور.ب
2016-02-04, 21:41
( طريقة التخلص من الحاكم الظالم كما جاء في شرح العقيدة الطحاوية )

قال الإمام ابن أبي العز الحنفي رحمه الله تعالى في شرح العقيدة الطحاوية :
فَإِذَا أَرَادَ الرَّعِيَّةُ أَنْ يَتَخَلَّصُوا مِنْ ظُلْمِ الْأَمِيرِ الظَّالِمِ ، فَلْيَتْرُكُوا الظُّلْمَ .

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- في تعليقه على متن الطحاوية
[ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا، وإن جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم].
قال الشيخ الألباني في الهامش: (قد ذكر الشارح في ذلك أحاديث كثيرة تراها مُخَرَّجة في كتابه، ثم قال ـ أي الشارح ـ "وأما لزوم طاعتهم وإن جاروا، فلأنه يترتب على الخروج من طاعتهم من المفاسد أضعاف ما يحصل من جورهم، بل في الصبر على جورهم تكفير السيئات فإن الله ما سلطهم علينا إلا لفساد أعمالنا، والجزاء من جنس العمل، فعلينا الإجتهاد في الإستغفار والتربية وإصلاح العمل. قال تعالى: (وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فإذا أراد الرعية أن يتخلصوا من ظلم الأمير فليتركوا الظلم).
ثم علق الألباني على كلام الشارح فقال: (وفي هذا بيان لطريق الخلاص من ظلم الحكام الذين هم «من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا» وهو أن يتوب المسلمون إلى ربهم، ويصححوا عقيدتهم، ويربوا أنفسهم وأهليهم على الإسلام الصحيح، تحقيقا لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)، وإلى ذلك أشار أحد الدعاة المعاصرين بقوله: "أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم، تقم لكم على أرضكم". وليس طريق الخلاص ما يتوهم بعض الناس، وهو الثورة بالسلاح على الحكام بواسطة الانقلابات العسكرية، فإنها مع كونها من بِدَع العصر الحاضر، فهي مخالفة لنصوص الشريعة التي منها الأمر بتغيير ما بالأنفس، وكذلك فلابد من إصلاح القاعدة لتأسيس البناء عليها (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).


نقلاً من كتاب [العقيدة الطحاوية، شرح وتحقيق محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى سنة 1420)، طبعـة المكتب الإسلامي -بيروت- الطبعة الثانية (1414هـ) الصفحة رقم (47)]

أسماء*
2016-02-04, 21:47
بارك الله فيكم

أم سمية الأثرية
2016-02-04, 22:11
قال الإمام بن القيم رحمه الله:

وتأمل حكمته تعالى في أن جعل ملوك العباد وأمراءهم وولاتهم من جنس أعمالهم، بل كأن أعمالهم ظهرت في صور ولاتهم وملوكهم،
فإن استقاموا استقامت ملوكهم،
وإن عدلوا عدلت ملوكهم،
وإن جاروا جارت ملوكهم وولاتهم،
وإن ظهر فيهم المكر والخديعة فولاتهم كذلك،
وإن منعوا حقوق الله لديهم وبخلوا بها منعت ملوكهم وولاتهم ما لهم عندهم من الحق وبخلوا بها عليهم،
وإن أخذوا ممن يستضعفونه ما لا يستحقونه في معاملتهم أخذت منهم الملوك ما لا يستحقونه وضربت عليهم المكوس والوظائف، وكل ما يستخرجونه من الضعيف يستخرجه الملوك منهم بالقوة،
فعمّالهم ظهرت لهم في صورة أعمالهم،
وليس في الحكمة الإلهية أن يولى على الأشرار الفجار إلا من يكون من جنسهم،
ولما كان الصدر الأول خيار القرون وأبرها كانت ولاتهم كذلك،
فلما شابوا شابت لهم الولاة، فحكمة الله تأبى أن يولى علينا في مثل هذه الأزمان مثل معاوية وعمر بن عبد العزيز فضلا عن مثل أبي بكر وعمر، بل ولاتنا على قدرنا وولاة من قبلنا على قدرهم.


[مفتاح دار السعادة (1/253-254) دار الكتب العلمية].

عبدالنور.ب
2016-02-04, 22:23
قَــالَ العلّامــة ربيــع المدخلي حفظه الله :
《 والله إنَّنا لنبرأ من أخطاء الحكام وغيرهم، ونحب من يطبق شريعة الله،
ونكره جداً مخالفة هذه الشريعة، ولانؤيَّد أيَّ مخالفة أو باطلٍ أبداً، والرسولُ الكريمُ ﷺ يقول -كما في حديث أم سلمة-:
« ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف بَرِئ، ومن أنكرَ سَلِم، ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا ماصلوا ».
[صحيح مسلم (١٤٨٠/٣)]

فنحن ننكر المنكرات -إن شاء الله- بقدر مانستطيع بقلوبنا وبألسنتنا وبأقلامنا، في حدود طاقتنا، وإذا عجزنا عن شيء ننكره بقلوبنا، ولانرضاه أبداً،(ولكن من رضي وتابع).

فنحن على هذا المنهج الذي وضحه لنا رسول الله ﷺ وتركنا -في كل القضايا بما فيها قضايا الحكام والأمراء- على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.

فنحن -إن شاء الله- متشبِّثون بهذا، عاضُّون عليه بالنواجذ، لانتزحزح عنه، ولو كثرت سهام هؤلاء؛ فإنَّها طائشة -إن شاء الله-، ولن تصيب -إن شاء الله- إلا نحورهم في الدنيا والآخرة 》.
[الذريعة (٩٨/١)]