بولغيتي بوعلام
2009-09-29, 01:17
شبكة التحليل المقترحة
شبكة التحليل ل :
Bernard Cacula et Peyrantet(1)
في هذه الشبكة يقوم الباحثان بتقسيم مراحل التحليل إلى ثلاث مراحل :
1- وصف الرسالة: تتم خلال هذه المرحلة معرفة النقاط التالية : تاريخ إنتاج الصورة , مرسل الرسالة أي مبدع (التاريخية , مكان ولادته, ظروف وفاته إذ كان قد توفي , الجريدة أوالصحيفة أو أية هيئة أخري ينتمي أليها ) بالإضافة إلى ذكر ظروف إنتاج 3 الصورة .
2- المقاربة الأيقونية :ويتم خلالها وصف أشكال , والأبعاد الموجودةداخل الصورة , بالإضافة إلى الحديث عن الألوان المتواجدة على الصورة دون الخوض في البحث عن دلالاتها ومعانيها, وبساطة المقاربة الأيقونية هي رؤية العناصر الواردة , أو هي عملية جرد الدوال التقريرية للصور .
3- المقاربة الايقونوغرافية : وتشمل :
أ- الميدان الثقافي والاجتماعي : وهنا يتم التعريف بالشخصيات والأشياء الموجودة في الصورة .
ب- السنن التبولوجية : وخلالها تحدد أماكن تواجد الشخصيات (مسجد, كنيسة , مقهى )
ج- العلاقات بين الشخصيات والنقد النفسي للصورة : في هذه المرحلة يتم استخراج ودراسة بعض حركات الشخصيات ومحاولة نقد كل ما يصدر عنهم من انفعالات .
د- الأهمية المعنوية والسياسية : ويتم خلال هذا الجزء محاولة إيجاد التفاعلات السياسية التي توحي بها الصورة , وما هي الظروف السياسية التي يمكن أن نستشفها من خلال الصور.
ه- الميدان الجماعي : يتم من خلاله دراسة مختلف الجوانب الجمالية التي تنبع من الصورة .
4- التركيب والخاتمة :وفيها يتم إعطاء النتيجة النهائية للتحليل , ومحاولة إعطاءالرسائل التي كان يسعى صاحبها إلى إيصالها للجمهور المتلقي .
الصورة المقترحة
صورة الرئيس الأمريكي جورج بوش في لقاء مع الجالية العراقية في ولاية ميشيغن بأمريكا .
التحليل السيميولوجي حسب المنهجية المقترحة:
1- وصف الرسالة : إن الصورة التي بين أيدينا هي عبارة عن صورة فوتوغرافية للرئيس الأمريكي جورج بوش , التقطت أثناء الحملة الانتخابية التي كان يقودها ضد منافسه "جون كيري " بتاريخ الخمس من أبريل سنة 2003 , حيث كان في اجتماع مع الجالية العراقية في ولاية ميشيغن .
مبدع الرسالة: أما عن مبدع الرسالة فهي وكالة الأنباء الأمريكية
وهي من اكبر وكالات الأنباء في العالم مقرهاAssociated Press
الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية ,كما لها فروع في اكثر من 150 دولة .
2- المقاربة الايقونية :تحتوي هذه الصورة على ثلاث عناصر أساسية :
أ- جورج بوش: يقف ببذلته المعتادة (ربطة العنق الحمراء و القميص ذو اللون الأزرق ) , بابتسامةخفيفة ونظرات حاذقة وكأنه يلقي درسا في الخداع .
ب- الكتابة : جاءت الكتابة كخلفية لصورة جورج بوش , مكتوبة بلون اخضر قاتم , وباللغتين العربية ( العصر الجديد في العراق ) , و الإنجليزية
rewal in iraq
ج- الخريطة السياسية للعراق : جاءت كخلفية في وسط الصورة بلون اصفر فاتح مائل إلى الخضرة .
كما أن الخلفية المتكونة من الخريطة والكتابة جاءت محاطة بإطار سميك ذو لون اخضر , وكأنه هناك صورة داخل صورة .
3- المقاربة الايقونوغرافية : وتشمل :
أ- الميدان الثقافي والاجتماعي :
1- جورج بوش : الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية , ولد في نيو هايفن بتاريخ 06 جوان 1946 , متصل على شهادة في
ذو ديانة ميثوديسية , حكم تكساس من 1996الى 2000 , ترشح تحت لواء الحزب الجمهوري على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية, وفاز بتدخل المحكمة الفيدرالية التي حكمت بفوزه على حساب منافسه " آل غور" . ثم ترشح للمرة لثانية ضد " جون كيري " وفاز عليه أيضا . قاد العدوان على أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وقضى على نظام طالبان هناك .احتل العراق سنة 2003 بالتحالف مع إنجلترا بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل , كما انه يطمح إلى العدوان على إيران لنفس السبب .
2-الخريطة السياسية للعراق : تقع العراق في الركن الشمالي الغربي من قارة آسيا . تحتل موقع استراتيجي حيث تتوسط ستة دول وهي " إيران , السعودية , الأردن , سوريا و الكويت التي يسود الاعتقاد حولها على أنها حق تاريخي للعراق , باعتبارها جزء من ولاية البصرة العراقية , وهذا ما دفع حزب البعث الحاكم للعراق بقيادة صدام حسين من محاولة لاحتلال الكويت سنة 1991,ففشل بسبب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الخليج الأولى . وهذا ما أدى بها إلى فقدان سيادتها الإقليمية وزعزعة أمنها القومي على الرغم من كونها مهد الحضارة العربية الإسلامية . كما أن الاختلافات العرقية و المذهبية بين العرب و الأكراد والتركمان , وبين السنة والشيعة و المسيحيين حالت دون تحقيق الوحدة الوطنية للشعب العراقي, مما جعل العراقيين غير قادرين على مواجهة القوى المعادية للعراق مثل الغزو البريطاني سنة 1914 , و الذي تكرر بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية في الشهور الأولى من عام 2003 عن طريق التدخل العسكري بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل . وكذا ديكتاتورية صدام حسين الذي اسقط نظامه واعتقل هو والكثير من معاونيه , بعد مسرحية عظيمة شهدها العراق كان بطلها أمريكا التي قامت بعمليات التخريب , والنهب للمعالم الأثرية التي ترمز إلى مقومات الأمة الإسلامية , وكذا قتل المدنيين . وهذا أمام سكوت دولي وأممي على هذه الجرائم الخارجة عن حدود الشرعية الدولية , مما بات بمثابة الكارثة التي تهدد الأمن القومي للامة العربية والإسلامية التي أصبحت تحت تهديد عدوان انجلوامريكي محتمل . خصوصا وان الولايات المتحدة الأمريكية تبنت سياسة القوة للهيمنة على العالم ,
وخدمة المصلحة الصهيونية اليهودية على حساب مصلحة المسلمين لاضعاف النظام الإقليمي العربي أو إلغائه .
3- الكتابة الخلفية : جاءت باللغتين العربية و الإنجليزية كشعار يكشف ضمنية الصورة والهدف الذي أنتجت من اجله .
ب- السنن التبولوجية :من خلال ما يظهر في الصورة ومناسبة التقاطها , يظهر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش - الشخصيةالوحيدة التي تبرز في الصورة - متواجد في قاعة المحاضرات و الندوات السياسية , بحكم انه كان في لقاء مع الجالية العراقية في ولاية ميشيغن .
ج- العلاقة بين الشخصيات و النقد النفسي :
إن الشكل الذي هو عليه جورج بوش في هذه الصورة له دور كبير في جلب الانتباه , وذلك من خلال الهيئة و الوضعية التي هو عليها , خصوصا نظرته إلى الأفق والتي لها دلالة على أن العصر الجديد في العراق سيكون زاهرا بفضل الديموقراطية الأمريكية , وان هذا العصر سيحمل العراق إلى الأعلى والى الأحسن , كما أن الابتسامة تعني أن بوش متيقن من ازدهار هذا العصر وهو عصر جنة الديموقراطية المزعومة ومطمئن من حصوله , وانه قد خلص العراق من ماضي اسود ديكتاتوري تنعدم فيه كل أشكال الحرية واللاإنسانية
كما أن الكتابة باللون الأخضر لها دلالة على طمأنة الشعب العراقي ودعوته إلى التفاؤل , وان أمريكا ستعمل على ازدهار بلدهم .
فاللغتين التي كتبت بهما الكتابة وهما اللغة العربية والإنجليزية , دليل على أن هذه الرسالة موجهة إلى العالم بأسره , وبالخصوص إلى الشعب العراقي و العربي .أما فيما يخص تحليل المعنى اللغوي للكتابة فكلمة العصر توحي بالقوة لان العصر لا يتحقق إلا عن طريق الأقوياء . وكلمة جديد تعمل على جلب الانتباه والتأثير على النفوس لان الإنسان
بفطرته يحب كل ما هو جديد . وكلمة العراق التي تعني بلاد ما بين النهرين , جاءت تجسد منحى ومكان العصر .
أما فيما يخص وضعية الكتابة التي تظهر الكتابة باللغة الإنجليزية فوق اللغة العربية , يوحي بان الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة الأمر والنهي وان كل ما هو عربي سيكون تحت سيطرة ورحمة أمريكا .
أما عن حجم الكتابة الذي جاء بخط كبير وبلون اخضر قاتم ,مقارنة بلون الخريطة ربما يوحي إلى إن العصر الجديد هو عصر قوي عن عصر الديكتاتورية السابقة لصدام حسين . كما تجسد معنى الخريطة في كون العصر سيشمل كل العراق دون استثناء .كما توحي المساحات الفارغة المحيطة بالخريطة أن قلب الشرق الأوسط قد تمكنت منه السياسة الأمريكية وانه لا بد من إضفاء عصر جديد لكل الدول المجاورة للعراق . كما أن المستطيل الذي جاء كإطار للخلفية والصورة ككل , إن دل إنما يدل على أن الو.م.أ حصرت تجربتها السياسية في الشرق الأوسط و ستطبقها بكل سلام وحرية حتى تزدهر المنطقة عن طريق الديموقراطية الأمريكية المزعومة .
فعناصر الصورة جاءت متناسقة ومتجانسة بحيث كمل كل عنصر الآخر مما أعطى للصورة معنى موحد يجسد الأيديولوجية والهدف الذي أنتجت من اجله الصورة .
النقد : إن هذه الصورة التقطت في محاضرة الخداع والتلاعب بالرأي العام العراقي , والتي ألقاها بوش على الجالية العراقية في ميشيغن . فكانت محاولة منه إلى إضفاء الشرعية الدولية في حربه على العراق , مستعملا في ذلك شعارات - العصر الجديد في العراق - توحي بان نية أمريكا هي ازدهار ورقي العراق . إلا أن مشاهد المجازر اللاإنسانية المرتكبة ضد المدنيين العراقيين أثبتت عكس ذلك . وأثبتت أن الهدف الأساسي لأمريكا في العراق هو البحث عن حقول الذهب الأسود لتدعيم اقتصادها خصوصا أن مختلف الدراسات أثبتت أن الاقتصاد الأمريكي بات مهدد بالإفلاس والانهيار وهذا بعد انهيار برجي التجارة العالمي في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.مما دفع الو.م.أ بتبني سياسة القوة واختلاق الأسباب , ضاربة بذلك القرارات الأممية عرض الحائط . ناهيك عن إيديولوجيتها ونيتها في هدم مقومات الأمة العربية الإسلامية , باعتبارها الخطر
الأول الذي يهدد مصالح الصهيونية . فهي حرب عقائدية تمتد جذورها إلى بداية التاريخ . بناءا على هذا نستشف نية صانعي الصورة في محاولة لخداع الرأي العام وتضليله , استنادا إلى إيديولوجية أمريكية مزيفة .
د- الأهمية المعنوية و السياسية :
من خلال قراءتنا للصورة ندرك أن لها جانب سياسي أكبر من غيره , وذلك لدور جورج بوش على مستوى السياسة العالمية حاليا و رغبته الكبيرة في قيادة العالم , كذلك فان احتواء الصورة على الخريطة السياسية للعراق و الكتابة المعبرة لدليل على وجود التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للعراق و علاقة الو.م.أ بمصيرها .
إلا أن الظروف السياسية التي مكن أن نستكشفها من الصورة قد لا تكون كما هي في الواقع و ذلك لان الصورة قد يكون لها جانب آخر في قيادة الرأي العام العالمي بغض النظر عن الجانب الإعلامي و الذي يكمن في محاولة تضليل الرأي العام العالمي و العراقي خاصة منه العربي نحو قضية العراق المحتلة . فلو تناولنا الصورة بعيدا عن كل المخزونات الثقافية و السنن التي نملكها , لاعتبارنا أن الظروف السياسية بالعراق هي أحسن مما كانت عليه و أنها تسير نحو عصر جديد على الطريقة الأمريكية حافل بالأمان و السلام .
ه- الميدان الجمالي : يتجلى الميدان الجمالي في هذه الصورة في الكيفية التي التقطت بها الصورة خصوصا وضعية جورج بوش و الخلفية التي تظهر الخريطة السياسية للعراق , و الكتابة التي أضفت معنى آخر على الصورة . هذا يبين أن هذه الصورة التقطت بطريقة مدروسة , و ذلك من اجل أهداف معينة تعمدها مرسل هذه الرسالة . كما أن استعمال الألوان في هذه الصورة كان هادفا و مدروسا و ذلك تناسبا مع المعنى الذي ستؤديه هذه الصورة , حيث لاحظنا استعمال اللون الأخضر بنسبة كبيرة و الذي يرمز إلى الخير و النصر و المحافظة و الازدهار و الرقي . أي أن الو.م.أ تسعى إلى كل ما فيه
خير للعراق , و أنهاستحافظ على العراق بلدا و شعبا و ستعمل على ازدهار عصر جديد ستجسده على طريقتها .
أما عن شكل الخريطة الذي جاء باللون الأصفر المائل على الخضرة و الذي يوحي بضعف و انهيار العراق .
ومن جانب آخر فان جمالية الصورة تظهر في الوضعية التي يحتلها جورج بوش , و في النظرة إلى الأفق و الابتسامة , أي أن المصور تمكن من دمج كل هذه العناصر( وضعية جورج بوش, الخريطة ,الكتابة ) في لقطة واحدة , و ما زاد الصورة دلالة و إيحاء هو تموضع الخلفية داخل الصورة و كأن بوش يحمل القضية العراقية فوق ظهره .
4- التركيب والخاتمة :
من خلال التحليل السيميولوجي للصورة نستنتج أن مبدع الصورة قد تعمد التقاطها بهذا الشكل , وذلك لعدة أهداف و أبعاد منها :
أ- البعد السياسي :
و الذي تمثل في محاولة إضفاء الشرعية الدولية لحرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق التي كانت حقل للتجريب السياسي و الاستراتيجي لكسب أصوات الرأي العام العالمي , وتكريس شرعية هذه السياسات في وضع تصورات مستقبلية لهيكلة النظام العالمي , إن ما يمكن تسميته ديموقراطية الإكراه .
ب- البعد الإعلامي :
والذي تجسد في المحتوى الدلالي للصورة في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي , بحيث جسدت الصورة حسن نية أمريكا في دخولها للعراق لتحسين أوضاعه , والعمل على النهوض به اقتصاديا و سياسيا . إلا أن حقيقة الواقع العراقي أثبتت غير ذلك.
شبكة التحليل ل :
Bernard Cacula et Peyrantet(1)
في هذه الشبكة يقوم الباحثان بتقسيم مراحل التحليل إلى ثلاث مراحل :
1- وصف الرسالة: تتم خلال هذه المرحلة معرفة النقاط التالية : تاريخ إنتاج الصورة , مرسل الرسالة أي مبدع (التاريخية , مكان ولادته, ظروف وفاته إذ كان قد توفي , الجريدة أوالصحيفة أو أية هيئة أخري ينتمي أليها ) بالإضافة إلى ذكر ظروف إنتاج 3 الصورة .
2- المقاربة الأيقونية :ويتم خلالها وصف أشكال , والأبعاد الموجودةداخل الصورة , بالإضافة إلى الحديث عن الألوان المتواجدة على الصورة دون الخوض في البحث عن دلالاتها ومعانيها, وبساطة المقاربة الأيقونية هي رؤية العناصر الواردة , أو هي عملية جرد الدوال التقريرية للصور .
3- المقاربة الايقونوغرافية : وتشمل :
أ- الميدان الثقافي والاجتماعي : وهنا يتم التعريف بالشخصيات والأشياء الموجودة في الصورة .
ب- السنن التبولوجية : وخلالها تحدد أماكن تواجد الشخصيات (مسجد, كنيسة , مقهى )
ج- العلاقات بين الشخصيات والنقد النفسي للصورة : في هذه المرحلة يتم استخراج ودراسة بعض حركات الشخصيات ومحاولة نقد كل ما يصدر عنهم من انفعالات .
د- الأهمية المعنوية والسياسية : ويتم خلال هذا الجزء محاولة إيجاد التفاعلات السياسية التي توحي بها الصورة , وما هي الظروف السياسية التي يمكن أن نستشفها من خلال الصور.
ه- الميدان الجماعي : يتم من خلاله دراسة مختلف الجوانب الجمالية التي تنبع من الصورة .
4- التركيب والخاتمة :وفيها يتم إعطاء النتيجة النهائية للتحليل , ومحاولة إعطاءالرسائل التي كان يسعى صاحبها إلى إيصالها للجمهور المتلقي .
الصورة المقترحة
صورة الرئيس الأمريكي جورج بوش في لقاء مع الجالية العراقية في ولاية ميشيغن بأمريكا .
التحليل السيميولوجي حسب المنهجية المقترحة:
1- وصف الرسالة : إن الصورة التي بين أيدينا هي عبارة عن صورة فوتوغرافية للرئيس الأمريكي جورج بوش , التقطت أثناء الحملة الانتخابية التي كان يقودها ضد منافسه "جون كيري " بتاريخ الخمس من أبريل سنة 2003 , حيث كان في اجتماع مع الجالية العراقية في ولاية ميشيغن .
مبدع الرسالة: أما عن مبدع الرسالة فهي وكالة الأنباء الأمريكية
وهي من اكبر وكالات الأنباء في العالم مقرهاAssociated Press
الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية ,كما لها فروع في اكثر من 150 دولة .
2- المقاربة الايقونية :تحتوي هذه الصورة على ثلاث عناصر أساسية :
أ- جورج بوش: يقف ببذلته المعتادة (ربطة العنق الحمراء و القميص ذو اللون الأزرق ) , بابتسامةخفيفة ونظرات حاذقة وكأنه يلقي درسا في الخداع .
ب- الكتابة : جاءت الكتابة كخلفية لصورة جورج بوش , مكتوبة بلون اخضر قاتم , وباللغتين العربية ( العصر الجديد في العراق ) , و الإنجليزية
rewal in iraq
ج- الخريطة السياسية للعراق : جاءت كخلفية في وسط الصورة بلون اصفر فاتح مائل إلى الخضرة .
كما أن الخلفية المتكونة من الخريطة والكتابة جاءت محاطة بإطار سميك ذو لون اخضر , وكأنه هناك صورة داخل صورة .
3- المقاربة الايقونوغرافية : وتشمل :
أ- الميدان الثقافي والاجتماعي :
1- جورج بوش : الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأمريكية , ولد في نيو هايفن بتاريخ 06 جوان 1946 , متصل على شهادة في
ذو ديانة ميثوديسية , حكم تكساس من 1996الى 2000 , ترشح تحت لواء الحزب الجمهوري على رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية, وفاز بتدخل المحكمة الفيدرالية التي حكمت بفوزه على حساب منافسه " آل غور" . ثم ترشح للمرة لثانية ضد " جون كيري " وفاز عليه أيضا . قاد العدوان على أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وقضى على نظام طالبان هناك .احتل العراق سنة 2003 بالتحالف مع إنجلترا بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل , كما انه يطمح إلى العدوان على إيران لنفس السبب .
2-الخريطة السياسية للعراق : تقع العراق في الركن الشمالي الغربي من قارة آسيا . تحتل موقع استراتيجي حيث تتوسط ستة دول وهي " إيران , السعودية , الأردن , سوريا و الكويت التي يسود الاعتقاد حولها على أنها حق تاريخي للعراق , باعتبارها جزء من ولاية البصرة العراقية , وهذا ما دفع حزب البعث الحاكم للعراق بقيادة صدام حسين من محاولة لاحتلال الكويت سنة 1991,ففشل بسبب تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الخليج الأولى . وهذا ما أدى بها إلى فقدان سيادتها الإقليمية وزعزعة أمنها القومي على الرغم من كونها مهد الحضارة العربية الإسلامية . كما أن الاختلافات العرقية و المذهبية بين العرب و الأكراد والتركمان , وبين السنة والشيعة و المسيحيين حالت دون تحقيق الوحدة الوطنية للشعب العراقي, مما جعل العراقيين غير قادرين على مواجهة القوى المعادية للعراق مثل الغزو البريطاني سنة 1914 , و الذي تكرر بالتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية في الشهور الأولى من عام 2003 عن طريق التدخل العسكري بحجة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل . وكذا ديكتاتورية صدام حسين الذي اسقط نظامه واعتقل هو والكثير من معاونيه , بعد مسرحية عظيمة شهدها العراق كان بطلها أمريكا التي قامت بعمليات التخريب , والنهب للمعالم الأثرية التي ترمز إلى مقومات الأمة الإسلامية , وكذا قتل المدنيين . وهذا أمام سكوت دولي وأممي على هذه الجرائم الخارجة عن حدود الشرعية الدولية , مما بات بمثابة الكارثة التي تهدد الأمن القومي للامة العربية والإسلامية التي أصبحت تحت تهديد عدوان انجلوامريكي محتمل . خصوصا وان الولايات المتحدة الأمريكية تبنت سياسة القوة للهيمنة على العالم ,
وخدمة المصلحة الصهيونية اليهودية على حساب مصلحة المسلمين لاضعاف النظام الإقليمي العربي أو إلغائه .
3- الكتابة الخلفية : جاءت باللغتين العربية و الإنجليزية كشعار يكشف ضمنية الصورة والهدف الذي أنتجت من اجله .
ب- السنن التبولوجية :من خلال ما يظهر في الصورة ومناسبة التقاطها , يظهر أن الرئيس الأمريكي جورج بوش - الشخصيةالوحيدة التي تبرز في الصورة - متواجد في قاعة المحاضرات و الندوات السياسية , بحكم انه كان في لقاء مع الجالية العراقية في ولاية ميشيغن .
ج- العلاقة بين الشخصيات و النقد النفسي :
إن الشكل الذي هو عليه جورج بوش في هذه الصورة له دور كبير في جلب الانتباه , وذلك من خلال الهيئة و الوضعية التي هو عليها , خصوصا نظرته إلى الأفق والتي لها دلالة على أن العصر الجديد في العراق سيكون زاهرا بفضل الديموقراطية الأمريكية , وان هذا العصر سيحمل العراق إلى الأعلى والى الأحسن , كما أن الابتسامة تعني أن بوش متيقن من ازدهار هذا العصر وهو عصر جنة الديموقراطية المزعومة ومطمئن من حصوله , وانه قد خلص العراق من ماضي اسود ديكتاتوري تنعدم فيه كل أشكال الحرية واللاإنسانية
كما أن الكتابة باللون الأخضر لها دلالة على طمأنة الشعب العراقي ودعوته إلى التفاؤل , وان أمريكا ستعمل على ازدهار بلدهم .
فاللغتين التي كتبت بهما الكتابة وهما اللغة العربية والإنجليزية , دليل على أن هذه الرسالة موجهة إلى العالم بأسره , وبالخصوص إلى الشعب العراقي و العربي .أما فيما يخص تحليل المعنى اللغوي للكتابة فكلمة العصر توحي بالقوة لان العصر لا يتحقق إلا عن طريق الأقوياء . وكلمة جديد تعمل على جلب الانتباه والتأثير على النفوس لان الإنسان
بفطرته يحب كل ما هو جديد . وكلمة العراق التي تعني بلاد ما بين النهرين , جاءت تجسد منحى ومكان العصر .
أما فيما يخص وضعية الكتابة التي تظهر الكتابة باللغة الإنجليزية فوق اللغة العربية , يوحي بان الولايات المتحدة الأمريكية هي صاحبة الأمر والنهي وان كل ما هو عربي سيكون تحت سيطرة ورحمة أمريكا .
أما عن حجم الكتابة الذي جاء بخط كبير وبلون اخضر قاتم ,مقارنة بلون الخريطة ربما يوحي إلى إن العصر الجديد هو عصر قوي عن عصر الديكتاتورية السابقة لصدام حسين . كما تجسد معنى الخريطة في كون العصر سيشمل كل العراق دون استثناء .كما توحي المساحات الفارغة المحيطة بالخريطة أن قلب الشرق الأوسط قد تمكنت منه السياسة الأمريكية وانه لا بد من إضفاء عصر جديد لكل الدول المجاورة للعراق . كما أن المستطيل الذي جاء كإطار للخلفية والصورة ككل , إن دل إنما يدل على أن الو.م.أ حصرت تجربتها السياسية في الشرق الأوسط و ستطبقها بكل سلام وحرية حتى تزدهر المنطقة عن طريق الديموقراطية الأمريكية المزعومة .
فعناصر الصورة جاءت متناسقة ومتجانسة بحيث كمل كل عنصر الآخر مما أعطى للصورة معنى موحد يجسد الأيديولوجية والهدف الذي أنتجت من اجله الصورة .
النقد : إن هذه الصورة التقطت في محاضرة الخداع والتلاعب بالرأي العام العراقي , والتي ألقاها بوش على الجالية العراقية في ميشيغن . فكانت محاولة منه إلى إضفاء الشرعية الدولية في حربه على العراق , مستعملا في ذلك شعارات - العصر الجديد في العراق - توحي بان نية أمريكا هي ازدهار ورقي العراق . إلا أن مشاهد المجازر اللاإنسانية المرتكبة ضد المدنيين العراقيين أثبتت عكس ذلك . وأثبتت أن الهدف الأساسي لأمريكا في العراق هو البحث عن حقول الذهب الأسود لتدعيم اقتصادها خصوصا أن مختلف الدراسات أثبتت أن الاقتصاد الأمريكي بات مهدد بالإفلاس والانهيار وهذا بعد انهيار برجي التجارة العالمي في أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001.مما دفع الو.م.أ بتبني سياسة القوة واختلاق الأسباب , ضاربة بذلك القرارات الأممية عرض الحائط . ناهيك عن إيديولوجيتها ونيتها في هدم مقومات الأمة العربية الإسلامية , باعتبارها الخطر
الأول الذي يهدد مصالح الصهيونية . فهي حرب عقائدية تمتد جذورها إلى بداية التاريخ . بناءا على هذا نستشف نية صانعي الصورة في محاولة لخداع الرأي العام وتضليله , استنادا إلى إيديولوجية أمريكية مزيفة .
د- الأهمية المعنوية و السياسية :
من خلال قراءتنا للصورة ندرك أن لها جانب سياسي أكبر من غيره , وذلك لدور جورج بوش على مستوى السياسة العالمية حاليا و رغبته الكبيرة في قيادة العالم , كذلك فان احتواء الصورة على الخريطة السياسية للعراق و الكتابة المعبرة لدليل على وجود التدخل الأمريكي في الشؤون الداخلية للعراق و علاقة الو.م.أ بمصيرها .
إلا أن الظروف السياسية التي مكن أن نستكشفها من الصورة قد لا تكون كما هي في الواقع و ذلك لان الصورة قد يكون لها جانب آخر في قيادة الرأي العام العالمي بغض النظر عن الجانب الإعلامي و الذي يكمن في محاولة تضليل الرأي العام العالمي و العراقي خاصة منه العربي نحو قضية العراق المحتلة . فلو تناولنا الصورة بعيدا عن كل المخزونات الثقافية و السنن التي نملكها , لاعتبارنا أن الظروف السياسية بالعراق هي أحسن مما كانت عليه و أنها تسير نحو عصر جديد على الطريقة الأمريكية حافل بالأمان و السلام .
ه- الميدان الجمالي : يتجلى الميدان الجمالي في هذه الصورة في الكيفية التي التقطت بها الصورة خصوصا وضعية جورج بوش و الخلفية التي تظهر الخريطة السياسية للعراق , و الكتابة التي أضفت معنى آخر على الصورة . هذا يبين أن هذه الصورة التقطت بطريقة مدروسة , و ذلك من اجل أهداف معينة تعمدها مرسل هذه الرسالة . كما أن استعمال الألوان في هذه الصورة كان هادفا و مدروسا و ذلك تناسبا مع المعنى الذي ستؤديه هذه الصورة , حيث لاحظنا استعمال اللون الأخضر بنسبة كبيرة و الذي يرمز إلى الخير و النصر و المحافظة و الازدهار و الرقي . أي أن الو.م.أ تسعى إلى كل ما فيه
خير للعراق , و أنهاستحافظ على العراق بلدا و شعبا و ستعمل على ازدهار عصر جديد ستجسده على طريقتها .
أما عن شكل الخريطة الذي جاء باللون الأصفر المائل على الخضرة و الذي يوحي بضعف و انهيار العراق .
ومن جانب آخر فان جمالية الصورة تظهر في الوضعية التي يحتلها جورج بوش , و في النظرة إلى الأفق و الابتسامة , أي أن المصور تمكن من دمج كل هذه العناصر( وضعية جورج بوش, الخريطة ,الكتابة ) في لقطة واحدة , و ما زاد الصورة دلالة و إيحاء هو تموضع الخلفية داخل الصورة و كأن بوش يحمل القضية العراقية فوق ظهره .
4- التركيب والخاتمة :
من خلال التحليل السيميولوجي للصورة نستنتج أن مبدع الصورة قد تعمد التقاطها بهذا الشكل , وذلك لعدة أهداف و أبعاد منها :
أ- البعد السياسي :
و الذي تمثل في محاولة إضفاء الشرعية الدولية لحرب الولايات المتحدة الأمريكية على العراق التي كانت حقل للتجريب السياسي و الاستراتيجي لكسب أصوات الرأي العام العالمي , وتكريس شرعية هذه السياسات في وضع تصورات مستقبلية لهيكلة النظام العالمي , إن ما يمكن تسميته ديموقراطية الإكراه .
ب- البعد الإعلامي :
والذي تجسد في المحتوى الدلالي للصورة في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي , بحيث جسدت الصورة حسن نية أمريكا في دخولها للعراق لتحسين أوضاعه , والعمل على النهوض به اقتصاديا و سياسيا . إلا أن حقيقة الواقع العراقي أثبتت غير ذلك.