أبومحمد17
2016-01-28, 15:00
انطبع في أذهان كثير من الدارسين أن طريقة تدريس العلوم الدينية كانت وما زالت تعتمد التلقين والحفظ ، وأنها لم تكن تعتمد الحوار والمباحثة والمناقشة .
وهذا التصور هو الغالب ولا شك في القرون الأربعة الأخيرة (العاشر إلى الرابع عشر الهجري) .
لكن قبل ذلك ، كانت دروس المباحثة والمناقشة شائعة ومنشرة .
ويبين ذلك حال بعض حواشي التلامذة على مصنفات شيوخهم ، كحاشية البقاعي وابن قطلوبغا والكمال ابن أبي شريف على (نزهة النظر) لابن حجر ، ففيها حكاية مناقشات ومراجعات عديدة بين ابن حجر وتلامذته هؤلاء ، وربما سلموا له جوابه على اعتراضهم ، وربما أصروا على رأيهم ، بكل أريحية . بل فيها قدر من المماحكات والاعتراضات اللفظية والشكلية ، مع الاعتراضات الحقيقية المعنوية ، مما يدل على ارتفاع مستوى حرية النقاش في مجالس التعليم تلك !
ولا ضعف العلم وهزل إلا بعد أن صار أدعياء العلم يتخذون من دعاوى التأدب مع العلماء جنة دون افتضاحهم بالسطحية والعجز العلمي وعدم القدرة على الاستدلال والجدل ، وجعلوا التلقين والحفظ وسيلة للتعليم هروبا من أسلوب الحوار والمباحثة ، الذي يكشف سواءاتهم العلمية والفكرية .
حاتم العوني
وهذا التصور هو الغالب ولا شك في القرون الأربعة الأخيرة (العاشر إلى الرابع عشر الهجري) .
لكن قبل ذلك ، كانت دروس المباحثة والمناقشة شائعة ومنشرة .
ويبين ذلك حال بعض حواشي التلامذة على مصنفات شيوخهم ، كحاشية البقاعي وابن قطلوبغا والكمال ابن أبي شريف على (نزهة النظر) لابن حجر ، ففيها حكاية مناقشات ومراجعات عديدة بين ابن حجر وتلامذته هؤلاء ، وربما سلموا له جوابه على اعتراضهم ، وربما أصروا على رأيهم ، بكل أريحية . بل فيها قدر من المماحكات والاعتراضات اللفظية والشكلية ، مع الاعتراضات الحقيقية المعنوية ، مما يدل على ارتفاع مستوى حرية النقاش في مجالس التعليم تلك !
ولا ضعف العلم وهزل إلا بعد أن صار أدعياء العلم يتخذون من دعاوى التأدب مع العلماء جنة دون افتضاحهم بالسطحية والعجز العلمي وعدم القدرة على الاستدلال والجدل ، وجعلوا التلقين والحفظ وسيلة للتعليم هروبا من أسلوب الحوار والمباحثة ، الذي يكشف سواءاتهم العلمية والفكرية .
حاتم العوني