المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تغيير الرأي بين طبيعة الأشياء و مقاومة الأهواء للشيخ مختار الطيباوي


أبومحمد17
2016-01-27, 14:11
تغيير الرأي بين طبيعة الأشياء و مقاومة الأهواء
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله.
قال الله عز وجل : { فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }[الزمر]
القدرة على تطويع النفس للانتقال إلى القول الأرجح أو الأقوى أو الأصح هو ما يدل على قوة العقل،إذ العقل القوي هو الذي يعمل على نفسه قبل أن يعمل على غيره،فتخضع له النفس و تذعن طائعة أو كارهةً للانتقال من موقف إلى موقف ، ومن رأي إلى آخر أفضل منه، و بهذا يحصل لها الهدى.
و إذا أمر الله تعالى باتِّباع الأحسن و الأخذ به فيما أنزل ، كما قال : {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}[الزمر]، {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف] فكيف بموارد الاجتهاد ،ومظان التخمين ؟
لكن هذا يحتاج ~ كما قلتُ ~ إلى قوة عقلية و قوة نفسية، وهو أمر صعب لعدة أسباب سنبحثها في هذا المقال.
لذلك فإن بعض الناس لن يُغير رأيه مهما كان، ليس لأنه صاحب برهان استعرض كل الآراء،و استوفى النظر، و اقتنع بوعي و إدراك أن رأيه صواب أو أقرب ، و لكن لأن عقله راكد لا يتحرَّك، فالإنسان الذي لا يُغذي فكره، ولا يُغيِّر آراءه كالماء الراكد يفسد فيه الصحيح، ولا يعيش فيه إلا ما يطيقه.
هذا الشخص الراكد يقرأ نفس الكتب، و يدور فيها، و يفحص نفس المعلومات، لا يُجدِّد علمه، لا يُوسِّع معرفته، لا يبحث عن مؤكدات رأيه خارج قناعته، وقوة الرأي لا تثبت بأدوات نفسه و لكن بمقدار صموده و احتوائه للآراء الأخرى.
تغيير الرأي أو الرؤية ~ بخلاف الشائع عند الناس ~ هو تطور تطبيعي للإدراك، لأنه جزء من التعلُّم الدائم و المطالعة المستمرة و الاسترسال مع العلم، و التغيير قد يكون جزئيا بمعنى: هو تطوير للرأي و تقوية له، وقد يكون كلياً بالتخلي عنه و الانتقال إلى آخر، لهذا يتوقف تحسين الرأي أو الانتقال إلى غيره عندما يتوقف التعلُّم و البحث.
لذلك لن يُغير رأيه من توقف عن التعلُّم و المطالعة أو عنده مشكل سلوكي نفسي للاسترسال مع العلم، أو يدور في نفس المراجع.
عددٌ من الناس لا حصر له ليس لهم رأي إلا رأي جماعتهم ومذهبهم، لأن غالب الناس يعجز عن تكوين رأيه الشخصي، فتوفِّر له الجماعة رأيا جاهزاً؛ لهذا نجد أن أكثر الناس تنتقل إليهم الآراء كالعدوى.
و المطلوب من طالب العلم أن يفحص الظروف التي تمنعه من أن يكون موضوعياً وحياديا كالانتماء إلى جماعة أو مذهب، أو حالة الصراع بينه وبين غيره، فإن الانتماء، و الآراء الهجومية أو الدفاعية كرد فعل تمنع الموضوعية،ولا يمكن للإنسان الذي يشعر بمديونية ما اتجاه غيره أن يكون موضوعيا،لذلك لا يمارس النقد على جماعته ومذهبه إلا قلة من الناس.
و متى فحص الإنسان ظروف تكوين رأيه اكتشف أن كثيراً مما يقطع به مجرد ظن تلقاه ممن يحسن الظن به،أو كوَّنه في خضم أزمة نزاع مع غيره،لم يعطيه حقَّه من النظر الفاحص.
هل يُفرِّق طالب العلم بين اعتقاد الرجحان و رجحان الاعتقاد، بمعنى : هل رأيه و اختياراته بعيدة عن تأثير ميولاته الباطنة ؟
عليك أن تنظر في الأفكار التي قبلتها، والمعرفة و القناعات و الآراء التي تشبَّعت بها، وتسأل نفسك إذا كانت منسجمة مع مبادئك كالاجتهاد،وعدم التعصب، وموالاة الحق وحده...الخ ؟
هل كوَّنت آراءك بناءً على معرفة علمية أم على ظنون و تخمينات؟
لذلك نقول: يجب على طالب العلم تنويع الآفاق و الآراء، و أن لا يترك آراءه تتحوَّل إلى حقائق مطلقة ، فإن الوهم أو العاطفة دائما ما يُقدِّم الرأي على أنه حقيقةٌ مطلقة من الثوابت.
و احرص على اكتساب و سائل منهجية المعرفة و التحليل، فأنت تحتاج إلى أن تعمل على عقلك قبل أن تعمل على عقل غيرك، فكم من رأي فاسد يحمله طيب، فإنه ~ كما قيل ~: الآراء الفاسدة كالنقود المزوَّرة يضربها الأشرار و يستعملها الطيبون بعد ذلك ،فيطول أمد الجريمة بدون أن يعرفوا، و إلا كيف تُفسر أن الفكرة يبدؤها زنادقة ثم نجدها بعد قرون عند قوم مؤمنين صالحين؟
و بعض الناس عندهم مبادئ تدور على القياس النوعي " الكيفي" للرأي لكنهم عمليا يعتمدون القياس الكمي، فتراه يقول: لا يحتفل في الحق بالعدد، و أكثر الناس غير مؤمن، و الحق مع فئة قليلة، لكنه لا يعمل بهذه المبادئ داخل مذهبه و جماعته !
وقد يكون رأي ما منتشراً في جماعة ما، منغرساً فيها إلى درجة عميقة، يصل إلى حدِّ التعصب، ومع ذلك لا يدل على قيمته إلا بمعرفة درجة تجانسه مع المبادئ الأصلية.
وإذا كان الرأي الواحد كشعاع الطيف إذا حللته وجدت فيه عدة ألوان،فإننا نجد في الرأي المتعصبين له،و الطائفيين، و المتحمسين القابلين للتعبئة ، ولتعميم التفكير، و للتحزُّب عليه، وكل ما يقود إلى الشعور بتفوُّق الجماعة، و يقود إلى تسطيح الأسئلة المطروحة و إخضاعها لمنطق مانوي، أو كما كان علماؤنا المتقدِّمون يسمونه " مثنوي " ، وهو منطق الذي يُقدِّر الأشياء بحسب المبادئ المطلقة للخير و الشر ، بدون أي فرق أو ظلال، أو درجات ،أو حالة متوسطة ؟
كما تفعل بعض الجماعات المعاصرة خاصة السلفية منها، الأشياء عندها بيضاء أو سوداء، لا يوجد وسط بينهما، فترفض الاستثناء و التقييد و التخصيص في كل شيء.
أسباب مقاومة التغيير:
مقاومة التغيير ترجع بالأساس إلى رفض تخطئة النفس،و إلى قوة العادات التي ينشأ عليها الناس، وكذلك الخوف من التغيير الذي يرتكز على معطيات موضوعية هو الخوف من فقدان الحقوق و مراجعة المصالح المكتسبة، كزوال مشيخة ،أو ذهاب الأتباع، وقد يرجع إلى درجة التعبئة الممنهجة عليه..
إن مقاومة التغيير عندما تقوم أسبابه العلمية الموضوعية هو آلية دفاع طبيعية للنفس لـ "الأنا" لكن متى فهم الإنسان أن تغيير الرأي عند العقلاء سببه أولا هو البحث عن توازن جديد بين الرأي و الواقع عند الاصطدام، بين الهدف و الوسيلة العاجزة ، بين الأصالة و المعاصرة ...الخ
هو إذاً السعي للوصول إلى الاستقرار بعد فترة لا استقرار و أزمات داخلية، هو البحث عن انسجام و تناغم بين منظومة الأفكار بتقليل التناقض بينها، وطرد الأصول، و ليس التغيير من أجل التغيير.
ثم إن آراء الناس تخضع يوميا للتغيير الإجباري ، فهناك من أحاطوا بتقنيات التحكم و التلاعب بالوعي،وبميكانيزمات مقاومة الأنا، و بالدوافع و الاعتقادات يوظفونها في الاقتصاد و الإشهار و الإعلام لتوجيه الآراء نحو مصالحهم ،كما تستعمل في معالجة الأمراض الذهنية ، و إعادة إدماج المدمنين في المجتمع ، ومقاومة الحركات السرية ، ومؤسسات التلاعب بالوعي.
إن الآراء الضعيفة الخارجة باجتهاد خاطئ من آراء قوية هي مثل الجزئيات الضعيفة في الكليات الصحيحة، تكون لها قوة انطلاقة و بريق لكن في نهاية المطاف يستهلكها الزمن و يردمها الواقع، و ليس المشكل في الكليات ولكنه في الجزئيات .
بهذا نعرف لماذا لن يغير بعض الشيوخ و طلبة العلم آراءهم مهما كانت ضعيفة متناقضة مع الأصول ، منافرة للأهداف لأنهم سجنوا أنفسهم في قراءات معينة، و اكتفوا بما حصَّلوا ، أو انشغلوا بالدفاع عن المكتسبات و المصالح ، لهذا أقول كما قال أحدهم:
إنك تحتاج إلى شجاعة أكبر لتغيير رأيك، من أن تثبت عليه.

ابو اكرام فتحون
2016-01-27, 17:24
تغيير الرأي بين طبيعة الأشياء و مقاومة الأهواء
الحمد لله، والصلاة و السلام على رسول الله.
قال الله عز وجل : { فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ }[الزمر]
القدرة على تطويع النفس للانتقال إلى القول الأرجح أو الأقوى أو الأصح هو ما يدل على قوة العقل،إذ العقل القوي هو الذي يعمل على نفسه قبل أن يعمل على غيره،فتخضع له النفس و تذعن طائعة أو كارهةً للانتقال من موقف إلى موقف ، ومن رأي إلى آخر أفضل منه، و بهذا يحصل لها الهدى.
و إذا أمر الله تعالى باتِّباع الأحسن و الأخذ به فيما أنزل ، كما قال : {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ}[الزمر]، {فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا} [الأعراف] فكيف بموارد الاجتهاد ،ومظان التخمين ؟
لكن هذا يحتاج ~ كما قلتُ ~ إلى قوة عقلية و قوة نفسية، وهو أمر صعب لعدة أسباب سنبحثها في هذا المقال.
لذلك فإن بعض الناس لن يُغير رأيه مهما كان، ليس لأنه صاحب برهان استعرض كل الآراء،و استوفى النظر، و اقتنع بوعي و إدراك أن رأيه صواب أو أقرب ، و لكن لأن عقله راكد لا يتحرَّك، فالإنسان الذي لا يُغذي فكره، ولا يُغيِّر آراءه كالماء الراكد يفسد فيه الصحيح، ولا يعيش فيه إلا ما يطيقه.
هذا الشخص الراكد يقرأ نفس الكتب، و يدور فيها، و يفحص نفس المعلومات، لا يُجدِّد علمه، لا يُوسِّع معرفته، لا يبحث عن مؤكدات رأيه خارج قناعته، وقوة الرأي لا تثبت بأدوات نفسه و لكن بمقدار صموده و احتوائه للآراء الأخرى.
تغيير الرأي أو الرؤية ~ بخلاف الشائع عند الناس ~ هو تطور تطبيعي للإدراك، لأنه جزء من التعلُّم الدائم و المطالعة المستمرة و الاسترسال مع العلم، و التغيير قد يكون جزئيا بمعنى: هو تطوير للرأي و تقوية له، وقد يكون كلياً بالتخلي عنه و الانتقال إلى آخر، لهذا يتوقف تحسين الرأي أو الانتقال إلى غيره عندما يتوقف التعلُّم و البحث.
لذلك لن يُغير رأيه من توقف عن التعلُّم و المطالعة أو عنده مشكل سلوكي نفسي للاسترسال مع العلم، أو يدور في نفس المراجع.
عددٌ من الناس لا حصر له ليس لهم رأي إلا رأي جماعتهم ومذهبهم، لأن غالب الناس يعجز عن تكوين رأيه الشخصي، فتوفِّر له الجماعة رأيا جاهزاً؛ لهذا نجد أن أكثر الناس تنتقل إليهم الآراء كالعدوى.
و المطلوب من طالب العلم أن يفحص الظروف التي تمنعه من أن يكون موضوعياً وحياديا كالانتماء إلى جماعة أو مذهب، أو حالة الصراع بينه وبين غيره، فإن الانتماء، و الآراء الهجومية أو الدفاعية كرد فعل تمنع الموضوعية،ولا يمكن للإنسان الذي يشعر بمديونية ما اتجاه غيره أن يكون موضوعيا،لذلك لا يمارس النقد على جماعته ومذهبه إلا قلة من الناس.
و متى فحص الإنسان ظروف تكوين رأيه اكتشف أن كثيراً مما يقطع به مجرد ظن تلقاه ممن يحسن الظن به،أو كوَّنه في خضم أزمة نزاع مع غيره،لم يعطيه حقَّه من النظر الفاحص.
هل يُفرِّق طالب العلم بين اعتقاد الرجحان و رجحان الاعتقاد، بمعنى : هل رأيه و اختياراته بعيدة عن تأثير ميولاته الباطنة ؟
عليك أن تنظر في الأفكار التي قبلتها، والمعرفة و القناعات و الآراء التي تشبَّعت بها، وتسأل نفسك إذا كانت منسجمة مع مبادئك كالاجتهاد،وعدم التعصب، وموالاة الحق وحده...الخ ؟
هل كوَّنت آراءك بناءً على معرفة علمية أم على ظنون و تخمينات؟
لذلك نقول: يجب على طالب العلم تنويع الآفاق و الآراء، و أن لا يترك آراءه تتحوَّل إلى حقائق مطلقة ، فإن الوهم أو العاطفة دائما ما يُقدِّم الرأي على أنه حقيقةٌ مطلقة من الثوابت.
و احرص على اكتساب و سائل منهجية المعرفة و التحليل، فأنت تحتاج إلى أن تعمل على عقلك قبل أن تعمل على عقل غيرك، فكم من رأي فاسد يحمله طيب، فإنه ~ كما قيل ~: الآراء الفاسدة كالنقود المزوَّرة يضربها الأشرار و يستعملها الطيبون بعد ذلك ،فيطول أمد الجريمة بدون أن يعرفوا، و إلا كيف تُفسر أن الفكرة يبدؤها زنادقة ثم نجدها بعد قرون عند قوم مؤمنين صالحين؟
و بعض الناس عندهم مبادئ تدور على القياس النوعي " الكيفي" للرأي لكنهم عمليا يعتمدون القياس الكمي، فتراه يقول: لا يحتفل في الحق بالعدد، و أكثر الناس غير مؤمن، و الحق مع فئة قليلة، لكنه لا يعمل بهذه المبادئ داخل مذهبه و جماعته !
وقد يكون رأي ما منتشراً في جماعة ما، منغرساً فيها إلى درجة عميقة، يصل إلى حدِّ التعصب، ومع ذلك لا يدل على قيمته إلا بمعرفة درجة تجانسه مع المبادئ الأصلية.
وإذا كان الرأي الواحد كشعاع الطيف إذا حللته وجدت فيه عدة ألوان،فإننا نجد في الرأي المتعصبين له،و الطائفيين، و المتحمسين القابلين للتعبئة ، ولتعميم التفكير، و للتحزُّب عليه، وكل ما يقود إلى الشعور بتفوُّق الجماعة، و يقود إلى تسطيح الأسئلة المطروحة و إخضاعها لمنطق مانوي، أو كما كان علماؤنا المتقدِّمون يسمونه " مثنوي " ، وهو منطق الذي يُقدِّر الأشياء بحسب المبادئ المطلقة للخير و الشر ، بدون أي فرق أو ظلال، أو درجات ،أو حالة متوسطة ؟
كما تفعل بعض الجماعات المعاصرة خاصة السلفية منها، الأشياء عندها بيضاء أو سوداء، لا يوجد وسط بينهما، فترفض الاستثناء و التقييد و التخصيص في كل شيء.
أسباب مقاومة التغيير:
مقاومة التغيير ترجع بالأساس إلى رفض تخطئة النفس،و إلى قوة العادات التي ينشأ عليها الناس، وكذلك الخوف من التغيير الذي يرتكز على معطيات موضوعية هو الخوف من فقدان الحقوق و مراجعة المصالح المكتسبة، كزوال مشيخة ،أو ذهاب الأتباع، وقد يرجع إلى درجة التعبئة الممنهجة عليه..
إن مقاومة التغيير عندما تقوم أسبابه العلمية الموضوعية هو آلية دفاع طبيعية للنفس لـ "الأنا" لكن متى فهم الإنسان أن تغيير الرأي عند العقلاء سببه أولا هو البحث عن توازن جديد بين الرأي و الواقع عند الاصطدام، بين الهدف و الوسيلة العاجزة ، بين الأصالة و المعاصرة ...الخ
هو إذاً السعي للوصول إلى الاستقرار بعد فترة لا استقرار و أزمات داخلية، هو البحث عن انسجام و تناغم بين منظومة الأفكار بتقليل التناقض بينها، وطرد الأصول، و ليس التغيير من أجل التغيير.
ثم إن آراء الناس تخضع يوميا للتغيير الإجباري ، فهناك من أحاطوا بتقنيات التحكم و التلاعب بالوعي،وبميكانيزمات مقاومة الأنا، و بالدوافع و الاعتقادات يوظفونها في الاقتصاد و الإشهار و الإعلام لتوجيه الآراء نحو مصالحهم ،كما تستعمل في معالجة الأمراض الذهنية ، و إعادة إدماج المدمنين في المجتمع ، ومقاومة الحركات السرية ، ومؤسسات التلاعب بالوعي.
إن الآراء الضعيفة الخارجة باجتهاد خاطئ من آراء قوية هي مثل الجزئيات الضعيفة في الكليات الصحيحة، تكون لها قوة انطلاقة و بريق لكن في نهاية المطاف يستهلكها الزمن و يردمها الواقع، و ليس المشكل في الكليات ولكنه في الجزئيات .
بهذا نعرف لماذا لن يغير بعض الشيوخ و طلبة العلم آراءهم مهما كانت ضعيفة متناقضة مع الأصول ، منافرة للأهداف لأنهم سجنوا أنفسهم في قراءات معينة، و اكتفوا بما حصَّلوا ، أو انشغلوا بالدفاع عن المكتسبات و المصالح ، لهذا أقول كما قال أحدهم:
إنك تحتاج إلى شجاعة أكبر لتغيير رأيك، من أن تثبت عليه.

الفرق بين عقيدة السلف وعقائد المتكلمين
للشيخ عبدالمحسن العباد – حفظه الله-

قال الشيخ عبدالمحسن العباد – حفظه الله- في مقدمة شرحه لمقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم مالك يوم الدين , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له , إله الأولين والآخرين , وقيوم
السماوات والأرضين , وأشهد أن محمداً عبده ورسوله , سيد المرسلين , وإمام المتقين , وقائد الغر المحجلين , المبعوث
رحمةً للعالمين , صلى الله وسلم وبارك عليه , وعلى آله الطيبين الطاهرين , وأصحابه الغر الميامين الذين حفظ الله بهم الملة
وأظهر الدين , وعلى من اتبعهم بإحسان وسار على نهجهم إلى يوم الدين .

أما بعد فإن عقيدة أهل السنة والجماعة تمتاز بالصفاء والوضوح والخلو من الغموض والتعقيد , وهي مستمدة من نصوص الوحي
كتابا وسنة , وكان عليها سلف الأمة , وهي عقيدة مطابقة للفطرة , ويقبلها العقل السليم الخالي من أمراض الشبهات , وذلك بخلاف
العقائد الأخرى المتلقاة من آراء الرجال وأقوال المتكلمين , ففيها الغموض والتعقيد والخبطُ والخلط , وكيف لا يكون الفرق كبيراً
والبونُ شاسعاً بين عقيدة نزل بها جبريل من الله إلى رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وبين عقائد متنوعة مختلفة خرج أصحابها
المبتدعون لها من الأرض , وخلقهم من ماء مهين .

فعقيدة أهل السنة والجماعة بدت وظهرت مع بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ونزول الوحي عليه من ربه تعالى , وسار الرسول
صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام ومن تبعهم بإحسان , والعقائد الأخرى لا وجود لها في زمن النبوة , ولم يكن عليها الصحابة
الكرام , بل قد ولد بعضها في زمانهم , وبعضها بعد انقراض عصرهم , وهي من محدثات الأمور التي حذر منها الرسول صلى
الله عليه وسلم فقال ( وإياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) وليس من المعقول ولا المقبول أن يحجب حق
عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم , ويدخر لأناس يجيئون بعد أزمانهم , فتلك العقائد لو كان شيء منها خيراً لسبق
إليه الصحابة , ولكنها شر حفظهم الله منه , وابتُلي به من بعدهم .

والحقيقة الواضحة الجلية أن الفرق بين عقيدة أهل السنة والجماعة المتلقاة من الوحي , وبين عقائد المتكلمين المبنية على آراء الرجال
وعقولهم , كالفرق بين الله وخلقه , ومثل ذلك ما يكون به القضاء والحكم , فإنه يقال فيه : إن الفرق بين الشريعة الإسلامية الرفيعة
المنزلة من الله على رسوله صلى الله عليه وسلم , وبين القوانين الوضعية الوضيعـة التي أحدثهـا البشر , كالفـرق بين الله وخلقـه
( أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) فما بال عقول كثير من الناس تغفل عن هذه الحقيقة الواضحة الجلية
فيما يعتقد , والحقيقة الواضحة الجلية فيما يُحكم به , فيستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ؟!

اللهم اهد من ضل من المسلمين سُبل السلام
وأخرجه من الظلمـات إلى النور , إنك سميع مجيب ...." اهـ

جزى الله الشيخ العلامة عبد المحسن العباد خيرا
وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناته

أبومحمد17
2016-01-27, 17:34
جزى الله الشيخ العلامة عبد المحسن العباد خيرا
وجعل هذه الكلمات في ميزان حسناته


آمين وجزى الله الشيخ الطيباوي خيرا
على نشره للمنهج الوسط من غير غلو ولا شطط

اللهم اهد من ضل من المسلمين سُبل السلام
وأخرجه من الظلمـات إلى النور , إنك سميع مجيب ...." اهـ
آمين آمين آمين

أم سمية الأثرية
2016-01-27, 18:12
, و هو ليس شيخا فمن قام بتزكيته من العلماء الكبار؟؟؟



قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الإعتصام : والعالم إذا لم يشهد له العلماء فهو في الحكم باق على الأصل من عدم العلم حتى يشهد فيه غيره ويعلم هو من نفسه ما شهد له به وإلا فهو على يقين من عدم العلم أو على شك فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام لا يكون إلا باتباع الهوى
إذ كان ينبغى له أن يستفى في نفسه غيره ولم يفعل وكل من حقه أن لا يقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل.

قال العلامة الألباني رحمه الله: معلقا على هذا الكلام في الصحيحة :
هذه نصيحة الإمام الشاطبي إلى العالم الذي بإمكانه أن يتقدم إلى الناس بشيء من العلم بنصحه بأن لايتقدم حتى يشهد له العلماء خشية أن يكون من أهل الأهواء ، فماذا كان ينصح يا ترى لو رأى بعض هؤلاء المتعلقين بهذا العلم في زماننا هذا؟ لاشك أنه سيقول له : ليس هذا عشك فادرجي " فهل من معتبر ؟!! و إني و الله لأخشى على هذا البعض أن يشملهم قوله صلى الله عليه وسلم " ينزع عقول أهل هذا الزمان ، و يخلف لها هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء " و الله المستعان .اهـ



انقر هنا (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=122969) و هنا (http://m-noor.com/showthread.php?t=2828) و هنا (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=10012) و هنا (http://www.sahab.net/forums/?showtopic=131240)

عبد الباسط آل القاضي
2016-01-27, 20:56
, و هو ليس شيخا فمن قام بتزكيته من العلماء الكبار؟؟؟



قال الإمام الشاطبي رحمه الله في الإعتصام : والعالم إذا لم يشهد له العلماء فهو في الحكم باق على الأصل من عدم العلم حتى يشهد فيه غيره ويعلم هو من نفسه ما شهد له به وإلا فهو على يقين من عدم العلم أو على شك فاختيار الإقدام في هاتين الحالتين على الإحجام لا يكون إلا باتباع الهوى
إذ كان ينبغى له أن يستفى في نفسه غيره ولم يفعل وكل من حقه أن لا يقدم إلا أن يقدمه غيره ولم يفعل.

قال العلامة الألباني رحمه الله: معلقا على هذا الكلام في الصحيحة :
هذه نصيحة الإمام الشاطبي إلى العالم الذي بإمكانه أن يتقدم إلى الناس بشيء من العلم بنصحه بأن لايتقدم حتى يشهد له العلماء خشية أن يكون من أهل الأهواء ، فماذا كان ينصح يا ترى لو رأى بعض هؤلاء المتعلقين بهذا العلم في زماننا هذا؟ لاشك أنه سيقول له : ليس هذا عشك فادرجي " فهل من معتبر ؟!! و إني و الله لأخشى على هذا البعض أن يشملهم قوله صلى الله عليه وسلم " ينزع عقول أهل هذا الزمان ، و يخلف لها هباء من الناس يحسب أكثرهم أنهم على شيء و ليسوا على شيء " و الله المستعان .اهـ



انقر هنا (http://www.sahab.net/forums/index.php?showtopic=122969) و هنا (http://m-noor.com/showthread.php?t=2828) و هنا (http://www.tasfiatarbia.org/vb/showthread.php?t=10012) و هنا (http://www.sahab.net/forums/?showtopic=131240)
كما قيل قديما في الحكمة :
تكلم لكي اراك واصل الشهادة هي العلم قولا بذلك وتصنيفا اما ان يشهد لك شاهد بانك صاحب علم وانت خالٍ منه فلا او انه ممن يؤخذ عنه العلم ومن بعد تحدث فلا ..فالتزكيات والشهادات للابتداء بان هذا يصلح للفتيا وللمسائل ولكن لا يعني بذاك انه سالم ابدا الدهر ..وكثيرون ممن شهدوا لهم الناس بالعلم فبدلوا وضلوا وأضلوا ..ولا ارد كلام الطيباوى ففيه بعض الصواب الكلام في هذا الجانب عريض وطويل

أم سمية الأثرية
2016-01-27, 23:00
و لانه لم يجب عن سؤالي فسأبسطه

من هم شيوخه على من تتلمذ ما هي تأصيلاته اليوم ما هي كتبه مؤلفاته بمن يستدل و ما هي شروحاته في العقيدة والتوحيد حتى نستفيد!؟

الأرض المقدسة
2016-01-27, 23:32
مقال نافع - بارك الله في ناقله وفي صاحبه .

أسد الرمال1
2016-01-27, 23:55
حفظ الله الشيخ طيباوي وبارك فيه ,,,و لمن قالت ليس شيخا ,,أقول فمن انت و عرفينا بسيرتك العلمية

الأرض المقدسة
2016-01-28, 00:16
ليست غايتنا إثبات المشيخة لأحد أو نفيها عن أحد - بقدر ما نأمل ونرجوا من الله أن يرزقنا معرفة الحق بأدلته وقبوله بغض النظرعن قائله فلا يتغير الحق ليصير باطلا حتى وإن جرى على لسان ابليس !! - وما حديث أبي هريرة يوم قال له النبي عليه السلام :... صدقك وهو الكذوب . -عنا ببعيد أو غريب !! .

أبومحمد17
2016-02-01, 11:06
ليست غايتنا إثبات المشيخة لأحد أو نفيها عن أحد - بقدر ما نأمل ونرجوا من الله أن يرزقنا معرفة الحق بأدلته وقبوله بغض النظرعن قائله فلا يتغير الحق ليصير باطلا حتى وإن جرى على لسان ابليس !! - وما حديث أبي هريرة يوم قال له النبي عليه السلام :... صدقك وهو الكذوب . -عنا ببعيد أو غريب !! .

بارك الله فيك

01 algeroi
2016-02-02, 10:00
كلام الشيخ مختار يحمل في طيّاته تناقضات بين (التأصيل) و (التمثيل) فالرجل لم يستطع كبح جماح (التحامل) في حديثه عن السلفيين وناقض (تأصيله) لمسألتي (الإنتقال) و (الثبات) !
فالمعلوم أنّ هذه المصطلحات (المجملة) صارت من (المشترك) اللغوي تتنازعها (الطوائف) و (الأحزاب) ، وكان حريا بكاتب في حجم الشيخ مختار أن يضبط كلامه ويعطي للقاريء معيارا للتفرقة والحكم ولا يتركه تائها بين معاني ألفاظه من حيث (اللغة) ودلالتها من حيث (مراد الكاتب) وإشاراتها السلبية نحو فريق من إخوانه - كان يعدهم من وقت قريب - أهل الحقّ الثابتين عليه !!
فما هي (الأفكار) التي يعتبرها الشيخ مختار (حقا) فرّط فيه (السلفيون)
و ما هي (الأفكار) التي يعتبرها الشيخ مختار (باطلا) تعصّب عليه (السلفيون) ؟!
ليست (الفضيلة) في الشرع لل (الإنتقال) و (تغيير) الآراء تبعا (للخصومات)
لكنّ (الفضيلة) في (الثبات) على الحقّ و (الإنتقال) و (تغيير) الباطل
فإذا لم يقدّم الكاتب (معيارا) ضابط و (تحديدا) دقيقا لماهية هذا (الإنتقال) أو ذاك (التغيير) كان كلامه مجرّد دعوة لل ( فوضى العلمية) أنتجتها (حيرة) منهجية طارئة أو غياب للبديل العلمي الصحيح