أبومحمد17
2016-01-24, 15:08
الاجابة عن الأسئلة :
السؤال : أنا أصلي الصلوات الخمس في احد المساجد وانت تعلم شيخنا الحبيب ان هنا في الجزائر نقنت في الصبح ، و بعدما قرأت كثير من الرسائل وجدت ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ما قنت الا في النوازل ، وانني ان تركت القنوت في الصبح الذي تعود عليه الناس في مسجدي يحصل ضرر و غيره فماذا أفعل و بارك الله فيك ؟
الجواب :
الحمد لله، القنوت في صلاة الصبح هو مذهب مالك والشافعي رحمهما الله تعالى، بيد أنه عند المالكية فضيلة، وهي والمندوب والمستحب عندهم مصطلح لما دون السنة، والسنة عندهم مؤكدة وغير مؤكدة، ومن ترك الفضيلة في الصلاة لا يسجد لها، فإن سجد لها قبل السلام بطلت صلاته، لاعتبارهم السجود زيادة محضة كما قالوا، وقد نص الباجي في كتابه (إحكام الفصول في أحكام الأصول) على أن القنوت في الصبح في المذهب يفعل ويترك، وإنما ذكرت هذا لأن بعض إخواننا يسرفون على أنفسهم بالتعصب لمذهب مالك رحمه لله، ويغالون فلا ينزلون الأمور منازلها، فليتهم يكفون من غلوهم في كثير من الأمور التي تجاوزوا بها حجمها، فضلا عما قالوا به مما ليس من المذهب في شيء، وعلى أهل الخير من طلاب العلم والأئمة في المجالس العلمية وفقهم الله أن يرشدوا التمذهب حتى يقام على الحق لا على التعصب .
والناظر في الأدلة الواردة في قنوت النوازل، وما احتج به من رأى مشروعية القنوت في صلاة الصبح متى تجرد للبحث عن الحق مع صحة النظر؛ يصل إن شاء الله إلى أن لا قنوت خاصا بصلاة الصبح، وأن ما ورد فيه من المرفوع إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولما للقنوت من المعاني في لغة العرب وفي الشرع، وهكذا ما جاء عن بعض الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، فالصواب أن القنوت المشروع هو قنوت النوازل، والقنوت في الوتر.
أما من يؤم الناس في المساجد وهو مقتنع بعدم مشروعية هذا القنوت؛ فليفعل ما هو مقتنع به، ولا يصح أن يلزم بغير ذلك، لا من حاكم ولا من غيره، فإن هذا ليس من الأمور العامة التي ينبغي أن يراعى فيها ما يراه الحاكم كالأذان مثلا، فإن خشي بترك القنوت قيام العامة عليه؛ فليجتهد في تعليمهم الحق بالرفق، فإن أصروا على أن يفعل ما لا يراه مشروعا فلينبههم إلى أنه يمكنهم أن يقنتوا عقب الرفع من الركوع، وليفعل هو هذه السنة التي هجرها كثير من الناس، اعتمادا على مشهور المذهب، وهو أن التطويل بعد الرفع من الركوع غير مشروع، وهو قول مردود بالسنة الثابتة، وليأت هو بالذكر المعروف بعد الرفع من الركوع بأن يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما الخ، ومن كان وراءه ممن يريد أن يأتي بالدعاء الخاص الذي قال به المالكية، وهو اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك،،، الخ، فليفعل، فإن لقنوت الصبح في مذهب مالك موضعين أولهما بعد الانتهاء من القراءة وقبل الركوع، والثاني بعد الرفع منه، ذكرهما ابن أبي زيد في رسالته، وقد اعتمدوا في ذلك على ما جاء في المرفوع بخصوص قنوت النوازل في حديث أنس رضي الله عنه، والله أعلم .
معسكر في
29 صفر 1436
21/12/2014
السؤال : أنا أصلي الصلوات الخمس في احد المساجد وانت تعلم شيخنا الحبيب ان هنا في الجزائر نقنت في الصبح ، و بعدما قرأت كثير من الرسائل وجدت ان النبي صلى الله عليه واله وسلم ما قنت الا في النوازل ، وانني ان تركت القنوت في الصبح الذي تعود عليه الناس في مسجدي يحصل ضرر و غيره فماذا أفعل و بارك الله فيك ؟
الجواب :
الحمد لله، القنوت في صلاة الصبح هو مذهب مالك والشافعي رحمهما الله تعالى، بيد أنه عند المالكية فضيلة، وهي والمندوب والمستحب عندهم مصطلح لما دون السنة، والسنة عندهم مؤكدة وغير مؤكدة، ومن ترك الفضيلة في الصلاة لا يسجد لها، فإن سجد لها قبل السلام بطلت صلاته، لاعتبارهم السجود زيادة محضة كما قالوا، وقد نص الباجي في كتابه (إحكام الفصول في أحكام الأصول) على أن القنوت في الصبح في المذهب يفعل ويترك، وإنما ذكرت هذا لأن بعض إخواننا يسرفون على أنفسهم بالتعصب لمذهب مالك رحمه لله، ويغالون فلا ينزلون الأمور منازلها، فليتهم يكفون من غلوهم في كثير من الأمور التي تجاوزوا بها حجمها، فضلا عما قالوا به مما ليس من المذهب في شيء، وعلى أهل الخير من طلاب العلم والأئمة في المجالس العلمية وفقهم الله أن يرشدوا التمذهب حتى يقام على الحق لا على التعصب .
والناظر في الأدلة الواردة في قنوت النوازل، وما احتج به من رأى مشروعية القنوت في صلاة الصبح متى تجرد للبحث عن الحق مع صحة النظر؛ يصل إن شاء الله إلى أن لا قنوت خاصا بصلاة الصبح، وأن ما ورد فيه من المرفوع إما صحيح غير صريح، وإما صريح غير صحيح، ولما للقنوت من المعاني في لغة العرب وفي الشرع، وهكذا ما جاء عن بعض الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، فالصواب أن القنوت المشروع هو قنوت النوازل، والقنوت في الوتر.
أما من يؤم الناس في المساجد وهو مقتنع بعدم مشروعية هذا القنوت؛ فليفعل ما هو مقتنع به، ولا يصح أن يلزم بغير ذلك، لا من حاكم ولا من غيره، فإن هذا ليس من الأمور العامة التي ينبغي أن يراعى فيها ما يراه الحاكم كالأذان مثلا، فإن خشي بترك القنوت قيام العامة عليه؛ فليجتهد في تعليمهم الحق بالرفق، فإن أصروا على أن يفعل ما لا يراه مشروعا فلينبههم إلى أنه يمكنهم أن يقنتوا عقب الرفع من الركوع، وليفعل هو هذه السنة التي هجرها كثير من الناس، اعتمادا على مشهور المذهب، وهو أن التطويل بعد الرفع من الركوع غير مشروع، وهو قول مردود بالسنة الثابتة، وليأت هو بالذكر المعروف بعد الرفع من الركوع بأن يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما الخ، ومن كان وراءه ممن يريد أن يأتي بالدعاء الخاص الذي قال به المالكية، وهو اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك،،، الخ، فليفعل، فإن لقنوت الصبح في مذهب مالك موضعين أولهما بعد الانتهاء من القراءة وقبل الركوع، والثاني بعد الرفع منه، ذكرهما ابن أبي زيد في رسالته، وقد اعتمدوا في ذلك على ما جاء في المرفوع بخصوص قنوت النوازل في حديث أنس رضي الله عنه، والله أعلم .
معسكر في
29 صفر 1436
21/12/2014