جمال أبو مروان
2016-01-20, 09:42
دروس في شرح الآجرومية للمبتدئين سهلة وواضحة
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
أمّا بعدُ فقد التمس مني بعض الإخوة أن أكتب شرحا ميسرا على الآجرومية فأجبته لذلك عسى الله أن يبارك بها.
وقد انتهجتُ فيها طريقة التّدرج في عرض المعلومات والتّعاريف وعدم الإحالة على مجهول.
والله أسأل أن ينفعَ بها الكاتب والقارئ وأن يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه الكريم خالصة إنّه نعم المولى ونعم النّصير هو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( الدّرس الأول )
مقدمة
النّحو: قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة.
وفائدته: صون اللسان عن الخطأ في الكلام، وفهم القرآن والسّنة.
بمعنى أنّ العرب الفصحاء كانوا يتحدثون بالعربية وفق قانون مستقيم، فلما فتحت البلاد واختلط العرب بالأعاجم تسرب اللحن والخلل إلى نطقهم فاشتدت الحاجة إلى وضع قواعد مستخرجة من كلام العرب الفصحاء يتمكن بها النّاطق من صون لسانه عن الخطأ فمن أجل ذلك وضعوا علم النّحو.
ثمّ إنّ أبحاث هذا العلم تتعلق بالحرف الأخير من الكلمة فتجده يعلمك متى تنطق بها مضمومة ومتى تنطق بها مفتوحة أو مكسورة أو ساكنة فقوله تعالى: ( الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ) نلاحظ فيه أنّ حركة الحرف الأخير من الكلمات كالدّال من الحمد والهاء من الله مختلفة تبعا لقواعد علم النّحو.
ثمّ إنّ فائدته ترجع إلى غرضين:
الأول: لفظي.
والثّاني: معنوي.
فأمّا الفائدة الّتي ترجع للّفظ فهي صون اللسان عن الخطأ في الكلام بحيث يكون نطقك بالكلام كنطق العرب الأوائل، ونحن اليوم وإن صرنا نتحدث بالعامية ولا نراعي في كلامنا علم النّحو إلّا أنّ طالب العلم يحتاج إليه في الخطب والدّروس ، وكذا إذا أخذ في تأليف كتاب أو رسالة إذْ يقبح منه وهو يتكلم في الدّين وينظر إليه على أنّه صاحب علم ودعوة أن يحرك الكلمات بشكل خاطئ.
وأمّا الفائدة المعنوية فهي الاستعانة بالنّحو على فهم القرآن والسّنة النّبوية اللذين هما مصدرا التّشريع.
مثال: من مسائل وقواعد علم النّحو هي ( الفاعل مرفوع- والمفعول به منصوب ) فإذا أردنا أن نُخبرَ عن زيد بأنّه ضرب عمرا نقول: ضربَ زيدٌ عمراً، فبما أنّ زيدا هو الفاعل أي الّذي قام بالضرب نرفعه هنا بالضمة، وبما أنّ عمرا هو المفعول به أي الّذي وقع عليه الضرب ننصبه هنا بالفتحة.
فالمتكلم بهذه الجملة ( ضربَ زيدٌ عمراً ) متى رفع كلمة زيد ونصب كلمة عمرو يقال: إنّه قد أصاب ومتى ما نطق بهما على غير تلك الصّورة يقال إنّه قد لَحَنَ في كلامه وأخطأ في النّحو.
ثمّ إنّ السّامع والقارئ لتلك الجملة يستطيع من خلال علم النّحو أنّ يعرف من هو الضارب ومن هو المضروب لأنّه حينما يجد كلمة زيد قد رفعت وكلمة عمرو قد نصبت يعلم من هو الفاعل ومن هو المفعول به، فمِنْ هنا كان علم النّحو مظهرا للمعنى الّذي يقصده المتكلم والكاتب.
وإذا قرأ العاميّ قول الله تعالى: ( حضرَ يعقوبَ الموتُ ) فلعله يستشكل كيف أنّ يعقوب عليه السّلام حضر وجاء للموت فهل قتل نفسه- حاشاه- أو ماذا؟ بينما طالب العلم الّذي درس النّحو ينظر في لفظ الآية فيجد أنّ الباء من يعقوب مفتوحة، والتّاء من الموت مضمومة فيعلم أن الآية فيها تقديم المفعول على الفاعل والأصل حضرَ الموتُ يعقوبَ فالموت هو الّذي حضر يعقوب.
ومثلها قول الله تعالى ( إنّما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ ) فقد يستشكل كيف أنّ الله يخشى ويخاف من العلماء بينما نجد أنّ لفظ الجلالة مفعول به منصوب مقدم، والعلماء فاعل مرفوع فالمعنى إنّما يخشى العلماءُ اللهَ فلا إشكال.
فالخلاصة هي أنّ علم النّحو هو قواعد يعرف بها كيفية ضبط الحرف الأخير من الكلمة على الكيفية الّتي نطقت بها العرب، وأنّ معرفة قواعد النّحو تعين على كشف المعنى الّذي قصده المتكلم فلذا نحتاج للنّحو لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
( مسائل )
1- في ضوء ما تقدم ما هو علم النّحو؟
2- ما هي فائدة دراسة علم النّحو؟
3- وضّح كيف أنّ النّحو يكشف المعنى المراد؟
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَن والاه.
أمّا بعدُ فقد التمس مني بعض الإخوة أن أكتب شرحا ميسرا على الآجرومية فأجبته لذلك عسى الله أن يبارك بها.
وقد انتهجتُ فيها طريقة التّدرج في عرض المعلومات والتّعاريف وعدم الإحالة على مجهول.
والله أسأل أن ينفعَ بها الكاتب والقارئ وأن يجعل أعمالنا صالحة ولوجهه الكريم خالصة إنّه نعم المولى ونعم النّصير هو حسبنا ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
( الدّرس الأول )
مقدمة
النّحو: قواعد يعرف بها ضبط آخر الكلمة.
وفائدته: صون اللسان عن الخطأ في الكلام، وفهم القرآن والسّنة.
بمعنى أنّ العرب الفصحاء كانوا يتحدثون بالعربية وفق قانون مستقيم، فلما فتحت البلاد واختلط العرب بالأعاجم تسرب اللحن والخلل إلى نطقهم فاشتدت الحاجة إلى وضع قواعد مستخرجة من كلام العرب الفصحاء يتمكن بها النّاطق من صون لسانه عن الخطأ فمن أجل ذلك وضعوا علم النّحو.
ثمّ إنّ أبحاث هذا العلم تتعلق بالحرف الأخير من الكلمة فتجده يعلمك متى تنطق بها مضمومة ومتى تنطق بها مفتوحة أو مكسورة أو ساكنة فقوله تعالى: ( الحمدُ للهِ ربِ العالمينَ ) نلاحظ فيه أنّ حركة الحرف الأخير من الكلمات كالدّال من الحمد والهاء من الله مختلفة تبعا لقواعد علم النّحو.
ثمّ إنّ فائدته ترجع إلى غرضين:
الأول: لفظي.
والثّاني: معنوي.
فأمّا الفائدة الّتي ترجع للّفظ فهي صون اللسان عن الخطأ في الكلام بحيث يكون نطقك بالكلام كنطق العرب الأوائل، ونحن اليوم وإن صرنا نتحدث بالعامية ولا نراعي في كلامنا علم النّحو إلّا أنّ طالب العلم يحتاج إليه في الخطب والدّروس ، وكذا إذا أخذ في تأليف كتاب أو رسالة إذْ يقبح منه وهو يتكلم في الدّين وينظر إليه على أنّه صاحب علم ودعوة أن يحرك الكلمات بشكل خاطئ.
وأمّا الفائدة المعنوية فهي الاستعانة بالنّحو على فهم القرآن والسّنة النّبوية اللذين هما مصدرا التّشريع.
مثال: من مسائل وقواعد علم النّحو هي ( الفاعل مرفوع- والمفعول به منصوب ) فإذا أردنا أن نُخبرَ عن زيد بأنّه ضرب عمرا نقول: ضربَ زيدٌ عمراً، فبما أنّ زيدا هو الفاعل أي الّذي قام بالضرب نرفعه هنا بالضمة، وبما أنّ عمرا هو المفعول به أي الّذي وقع عليه الضرب ننصبه هنا بالفتحة.
فالمتكلم بهذه الجملة ( ضربَ زيدٌ عمراً ) متى رفع كلمة زيد ونصب كلمة عمرو يقال: إنّه قد أصاب ومتى ما نطق بهما على غير تلك الصّورة يقال إنّه قد لَحَنَ في كلامه وأخطأ في النّحو.
ثمّ إنّ السّامع والقارئ لتلك الجملة يستطيع من خلال علم النّحو أنّ يعرف من هو الضارب ومن هو المضروب لأنّه حينما يجد كلمة زيد قد رفعت وكلمة عمرو قد نصبت يعلم من هو الفاعل ومن هو المفعول به، فمِنْ هنا كان علم النّحو مظهرا للمعنى الّذي يقصده المتكلم والكاتب.
وإذا قرأ العاميّ قول الله تعالى: ( حضرَ يعقوبَ الموتُ ) فلعله يستشكل كيف أنّ يعقوب عليه السّلام حضر وجاء للموت فهل قتل نفسه- حاشاه- أو ماذا؟ بينما طالب العلم الّذي درس النّحو ينظر في لفظ الآية فيجد أنّ الباء من يعقوب مفتوحة، والتّاء من الموت مضمومة فيعلم أن الآية فيها تقديم المفعول على الفاعل والأصل حضرَ الموتُ يعقوبَ فالموت هو الّذي حضر يعقوب.
ومثلها قول الله تعالى ( إنّما يخشى اللهَ من عبادِه العلماءُ ) فقد يستشكل كيف أنّ الله يخشى ويخاف من العلماء بينما نجد أنّ لفظ الجلالة مفعول به منصوب مقدم، والعلماء فاعل مرفوع فالمعنى إنّما يخشى العلماءُ اللهَ فلا إشكال.
فالخلاصة هي أنّ علم النّحو هو قواعد يعرف بها كيفية ضبط الحرف الأخير من الكلمة على الكيفية الّتي نطقت بها العرب، وأنّ معرفة قواعد النّحو تعين على كشف المعنى الّذي قصده المتكلم فلذا نحتاج للنّحو لفهم كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم.
( مسائل )
1- في ضوء ما تقدم ما هو علم النّحو؟
2- ما هي فائدة دراسة علم النّحو؟
3- وضّح كيف أنّ النّحو يكشف المعنى المراد؟