أبو حذيفة عبدالنور
2016-01-18, 17:37
قال الشيخ عثمان عيسي حفظه الله
إنَّ النَّمَّام متخلِّق بكلِّ مكروه، خسيس الطَّبع، دنيء النَّفس قد طمس في نفسه شعلة الحقِّ، فتلبَّس بكلِّ ضعة ونقيصة وقبيح، أورد نفسه قذارة الإثم ووحل المعصية.
إنَّ أشدَّ ما تجد في القتَّات المشَّاء بنميم أن ترى في بعضهم مَن ظاهره سمت المؤمنين الغافلين، وإذا بباطنه حقد المبغضين الشَّانئين، يتظاهر بقصد النُّصح للعباد وهو مسرف في الانتقام لنفسه، متَّبع لهواه، قد أعياه طلب الرِّفق والحلم، ودفع ما يجد في صدره من حسد ونحوه تجاه إخوانه، فأراح نفسه، وأطفأ نار قلبه، بإرسال لسانه في نقل الأخبار من هذا إلى ذاك، على جهة السِّعاية والوشاية والإفساد، فكان أمره فرطًا، قد نال بسوء فعله، ووضيع صنيعه وبالَ وأوزارَ ما أوقد جمرتَها وأضرم فتيل نارها.
..........وقريبٌ من هذا في النَّسب ذو الوجهين، الَّذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، تراه إذا واجه المرءَ أسمعه ما يرضيه، وإذا أعرض عنه نهش لحمه وانتهك عرضه وذكر عيبه وكلَّ مكروه فيه، امتهن مهنةَ الشَّيطان فرضيَها لنفسه، وهي مهنة الإفساد بين النَّاس، والايقاع بينهم، حتَّى لا تكاد تعرفه بين الخليقة إلاَّ بذلك، همُّه التَّزلُّف إلى من يرضيه ولو بسخط ربِّه عليه، وحلق دينه بيديه، لقد أضرَّ هؤلاء بالمتاحبِّين في جلال الله عز وجل، فأفسدوا عليهم مودَّتهم وخلَّتهم، وقطعوا عليهم وصالهم، فكم من أبرياء ذهب ضحيَّتهم، ولم يسلم من شرورهم حتَّى العلماء وطلبة العلم الَّذين يصلحون ولا يفسدون، فكادوا لهم بأنواع من الشَّائعات والنُّقولات المختلقة المكذوبة، فهم شرار الخلق كما أخبر الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقال: «...وَشِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ المَشَّاءُونَ بالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ البَاغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ.
..........قال الشَّيخ ابن العثيمين رحمه الله: «وأعظم النَّميمة أن ينم الإنسان بين علماء الشَّرع، فينقل عن هذا العالم إلى هذا العالم الكلام بينهما ليفسد بينهما، ولاسيما إن كان كذبًا؛ فإنَّه يجمع بين النَّميمة والكذب... فإنَّ هذا من كبائر الذُّنوب، وفيه مفسدة عظيمة، وإيقاع للعداوة بين العلماء، فيحصل في ذلك تفكُّك في المجتمع تبعًا لتفكُّك علمائهم...»اهـ.
إنَّ الاتِّصاف بهذه الخصلة الشَّنيعة ينبئ عن نفسيَّة مريضة عليلة، لا تجد راحتها إلاَّ في إيذاء المؤمنين والمؤمنات، فيَأْلَمُون إذا رأووا الودَّ والتَّآخي بين المؤمنين، والمحبَّة والتَّقدير والاحترام والتَّعاون على الخير والتَّناصح فيه بين أهل العلم وطلبته، وغير ذلك من الأخلاق الإيمانيَّة الَّتي يقوم عليها المجتمع المسلم، إذا رأى هؤلاء القتَّاتون المشَّاؤون بالنَّميمة ذلك عضُّوا على أناملهم من الغيظ، ولسانُ حال الواحد منهم يقول: لا يهدأ لي بال حتَّى أفسد ذات بينِهم، وأشتِّت شملهم! قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾[الأحزاب:58]، فكفى هذا الصِّنفَ من أهل الفساد والإفساد وعيدًا قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ».
مستخلصة من مقال الشهري لراية الاصلاح للشيخ عثمان عيسي حفظه الله
إنَّ النَّمَّام متخلِّق بكلِّ مكروه، خسيس الطَّبع، دنيء النَّفس قد طمس في نفسه شعلة الحقِّ، فتلبَّس بكلِّ ضعة ونقيصة وقبيح، أورد نفسه قذارة الإثم ووحل المعصية.
إنَّ أشدَّ ما تجد في القتَّات المشَّاء بنميم أن ترى في بعضهم مَن ظاهره سمت المؤمنين الغافلين، وإذا بباطنه حقد المبغضين الشَّانئين، يتظاهر بقصد النُّصح للعباد وهو مسرف في الانتقام لنفسه، متَّبع لهواه، قد أعياه طلب الرِّفق والحلم، ودفع ما يجد في صدره من حسد ونحوه تجاه إخوانه، فأراح نفسه، وأطفأ نار قلبه، بإرسال لسانه في نقل الأخبار من هذا إلى ذاك، على جهة السِّعاية والوشاية والإفساد، فكان أمره فرطًا، قد نال بسوء فعله، ووضيع صنيعه وبالَ وأوزارَ ما أوقد جمرتَها وأضرم فتيل نارها.
..........وقريبٌ من هذا في النَّسب ذو الوجهين، الَّذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه، تراه إذا واجه المرءَ أسمعه ما يرضيه، وإذا أعرض عنه نهش لحمه وانتهك عرضه وذكر عيبه وكلَّ مكروه فيه، امتهن مهنةَ الشَّيطان فرضيَها لنفسه، وهي مهنة الإفساد بين النَّاس، والايقاع بينهم، حتَّى لا تكاد تعرفه بين الخليقة إلاَّ بذلك، همُّه التَّزلُّف إلى من يرضيه ولو بسخط ربِّه عليه، وحلق دينه بيديه، لقد أضرَّ هؤلاء بالمتاحبِّين في جلال الله عز وجل، فأفسدوا عليهم مودَّتهم وخلَّتهم، وقطعوا عليهم وصالهم، فكم من أبرياء ذهب ضحيَّتهم، ولم يسلم من شرورهم حتَّى العلماء وطلبة العلم الَّذين يصلحون ولا يفسدون، فكادوا لهم بأنواع من الشَّائعات والنُّقولات المختلقة المكذوبة، فهم شرار الخلق كما أخبر الصَّادق المصدوق صلى الله عليه وسلم فقال: «...وَشِرَارُ عِبَادِ اللَّهِ المَشَّاءُونَ بالنَّمِيمَةِ المُفَرِّقُونَ بَيْنَ الأَحِبَّةِ البَاغُونَ البُرَآءَ العَنَتَ.
..........قال الشَّيخ ابن العثيمين رحمه الله: «وأعظم النَّميمة أن ينم الإنسان بين علماء الشَّرع، فينقل عن هذا العالم إلى هذا العالم الكلام بينهما ليفسد بينهما، ولاسيما إن كان كذبًا؛ فإنَّه يجمع بين النَّميمة والكذب... فإنَّ هذا من كبائر الذُّنوب، وفيه مفسدة عظيمة، وإيقاع للعداوة بين العلماء، فيحصل في ذلك تفكُّك في المجتمع تبعًا لتفكُّك علمائهم...»اهـ.
إنَّ الاتِّصاف بهذه الخصلة الشَّنيعة ينبئ عن نفسيَّة مريضة عليلة، لا تجد راحتها إلاَّ في إيذاء المؤمنين والمؤمنات، فيَأْلَمُون إذا رأووا الودَّ والتَّآخي بين المؤمنين، والمحبَّة والتَّقدير والاحترام والتَّعاون على الخير والتَّناصح فيه بين أهل العلم وطلبته، وغير ذلك من الأخلاق الإيمانيَّة الَّتي يقوم عليها المجتمع المسلم، إذا رأى هؤلاء القتَّاتون المشَّاؤون بالنَّميمة ذلك عضُّوا على أناملهم من الغيظ، ولسانُ حال الواحد منهم يقول: لا يهدأ لي بال حتَّى أفسد ذات بينِهم، وأشتِّت شملهم! قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾[الأحزاب:58]، فكفى هذا الصِّنفَ من أهل الفساد والإفساد وعيدًا قوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَدْخُلُ الجَنَّةَ نَمَّامٌ».
مستخلصة من مقال الشهري لراية الاصلاح للشيخ عثمان عيسي حفظه الله